رواية ورطة الحلقة الثالثه


رواية ورطة
الحلقة الثالثة 
بقلم عمر ناجي

ولج إلى بعض برامجه وأدخل رقم الهاتف الخاص بالفتاة أمنية
فاخبره البرنامج أنه وارد اليها اتصال الأن من الرقم الذي كان قد تسبب في إغمائها على متن القطار.. أخرج سماعات أذنه من الجيب الخاص بها ثم ضغط على زر واتاه الصوت ....
هي :الو

هو : الو فكرتي هتجيلي إمتى ولا انتي مش هتيجي وهتخليني أفضحك قدام أهلك ؟!!
هي : والله انت فاهم غلط أنا مش كده ومش هينفع أكون كده أبوس إيدك أرجوك وحياة أغلى حاجه عندك ارحمني بقا أنا مش عارفه أنام ولا أصحى ولا أعمل أي حاجه في حياتي
هو : يعني هتيجي ليه ولا لا ؟؟؟
هي : مش عارفه أعمل كده والله ما عارفه اللي معاك ده انت مش فاهم حصل معايا ازاي
هو : مش عايز افهم هاسيبك أسبوع وهاكلمك قولتي لا يبقا بعدها بساعه هاكون عند أهلك في اسكندرية ياحلوه
أغلق هاتفه و أغلقت هي الأخرى .. غير أن عظيما ظل ممسكا بالسماعات في يده ومن وقت لآخر يستمع إلى المحادثة يحاول أن يفهم .. أن يستنبط .. والحقيقة أنه كان لا يريد أن يفهم أو يستنبط الأن بقدر ما كان يعيد سماع كلماتها وهو يتخايلها تنطقها رغم سماعه لمئات بل ألوف المهاتفات بين عشاق كثر.. غير أن حبه لصوتها أنساه عناء السفر .. مستلقيا على السرير ظل يعيد الأستماع إلى صوتها شادا السماعات إلى أذنه حتى غط في النوم وهو على هذا الوضع
استيقظ مبكرا كعادته منذ وفاة والدته


فرغم الحياة التي يعيشها والقواعد التي يهوى كسرها وكأنه يرسل إلى العالم كله رسائله بأنه لا يعترف بالقواعد ولا يعمل بها تبقى له ثمة قاعدة واحدة لا يستطيع الأ يقوم بها وهى أن يستيقظ وقت الشروق ويصلي ويدعو لوالديه ..
غريب الأطوار هو كما ذكرت ..
يلملم أشياءه وحقيبته التي صارت جزءا ملازما له وكأن بها ممراته السرية لحياة الأخرين ..
ذهب إلى العمل الحكومي ثم جلس على المقهى ينتظر موعد العمل الليلي
كان يبدو عليه الانشغال .. كان يفكر في عدم الانتظار حتى حلول الليل .. يريد أن يعرف هل حدثها الرجل الذي يهددها مرة أخرى؟! هل ضعفت ووهنت وحدثته هي بأنها ستأتي إليه وتنفذ ما يريد؟! تساءل بينه وبين نفسه:
مالي أنا وكل هذا ؟؟ ما سر اهتمامي بها بتلك الطريقة؟؟! ماذا فعلت بي عيناها حين رأيتها ؟! أم أن الموضوع و الأمر كله مجرد حدث مثير؟؟ أريد أن أعرف إلى أين سينتهى!!
ظل شاردا ولم ير صديقه هشام سوى وهو يربت على كتفه باهتمام
هشام : مالك ياض ياخربيت عقلك انت مش هنا خالص
عظيما : هشام انت جيت إمتى؟؟ أنا قاعد مستنيك من الصبح
هشام : ياعم أديني جيت وقاعد معاك لميعاد ما تمشى للشغل
عظيما : لا قوم اما نتمشى شويه عايز نتكلم سوا واحنا بنتمشى
هشام : يابني طب أشرب حاجه وأقوم معاك!


عظيما : لا يالا على طول
نزل درج المقهى وتمشى باتجاه كورنيش النيل .. تحدث عظيما إلى هشام
عظيما : هشام أنا هساعد أمنية
هشام : أمنية مين يابنى؟!... اه البت بتاعة القطر!! يخربيت سنينك هو ده اللي قفلك ومزهقك ومخليك مش عظيما اللي نعرفه
أنا قولت موقف وعدى قدمنا كلنا عادي وخلاص وزى ما قولتلك وقتها أكيد أبوها خنقها ولا أمها مبهدلاها ولا أي حاجه يعني من الأمور دي
عظيما : لا يا معلم البت دي في ورطه وشكلها ورطه كبيره .. أنا وقت ماكنا في القطر أخدت رقمها وباتبعه وسمعت جزء من حوارها مع الشخص اللي بيهددها


هشام : يابني انت مبتوبش الله يخربيت دماغك وشغلك ده انت بتعمل مصايب وبلاوي كده انت مالك بالناس يابنى سيب كل حاجه ماشيه زي ما هي ماشيه .. مليون مره قولتلك سيبك من الشغل ده والقرف اللي معيش نفسك فيه .. وبعدين ماسمهاش اتبعت رقمها إسمها اتجسست عليها يا اخي مش عارف إمتى هتفوق وتعرف إن كل ده غلط !!
عظيما : ياعم افهم أنا قولتلك اتنيلت قررت أساعدها هاحأول احلها من الورطه اللي هى فيها دي يعنى هأعمل خير المره دي واقسملك ياعم هاعمل كده ومش هاعمل الأمور دي تانى
هشام : انت كداب يالا .. يالا انت بقيت مريض بالموضوع ده مبقاش ينفع تعيش ومتبصش على أمور الناس الشخصية.. مبقاش ينفع متعرفش زميلك في الشغل مأجز ليه ولا زميلتك مجتش ليه ولا الدكتور فلان مسافر فين ولا بنت علان ماشيه مع مين قرف قرف كميه قرف محاوط نفسك بيها وفرحان بنفسك


عظيما : خلاص فكك ياعم أنا مال أهلي تولع بجاز بس أنا كنت باقول أحاول ياهشام دي بنت وفي ورطة ويمكن ربنا وقعني في سكتها لسبب ما
هشام : انت منقيني من وسط شلتنا لسبب واحد إنك عارف إنى مش هاجريك في ده انما أنا هاريحك ياعم إعمل اللي بتعرف تعمله بس الورطه دي ممكن تيجي تخلعها تورطك هي في مشاكل اكبر
عظيما : متقلقش يامعلم أنا هاسيطر على قد ما اقدر
هشام : أنا حاسس بحاجه يا أسامة انت معجب بالبت دي مشدود لها
عظيما : لا ياعم دي واحده زي أي واحده يعني انت عارف صاحبك ياض أنا مفيهاش حاجه أصلا تشدني انت عارف أنا باشوف إيه ومين وكله معايا
هشام : لا يا أسامة انت مشدود لها من غير حتى ما تتكلم معاها كلمه .. سيبك من هجصك ده وكلامك أنا أكتر واحد عارفك وحافظك .. انت بتعرف بالحاجات لكن مبتشوفهاش .. انت بس بتحب تبين إنك شوفت وعرفت وأنا بس اللي ببقى عارف أنك مشوفتش ولا عمرك قعدت تتفرج على واحده بتقلع سنه بسنه.. بص لنفسك كده ياصاحبى وانت بتتكلم عليها عينك بتلمع ووشك بيحمر زي بنت خجلانه .. عشان كده باقولك بلاش التوريطه دي
عظيما : يابنى وشي يحمر إيه وعيني بتلمع إيه انت شكلك عايز تنام قوم يالا روح عشان أنا يدوب أعدي اخد حاجتي وطياره بالموتوسيكل على الشغل
وصل عظيما إلى العمل وأغلق مكتبه عليه .. لم يطلب مشروبه الدافئ مثل كل يوم بل جلس أمام اللاب وأوصل السماعات في أذنه وكتب رقم أمنية وبدأ يستمع


أمنية : ايوه يا منى كلمني تاني انبارح بالليل وحالف يفضحني الواطي
منى : يأنهار أسود ده أهلك لو عرفوا مش بعيد يموتوكي إنتى والواد اللي معاكي ف الفيديو والواد اللي بيهددك
أمنية : مانا عارفه يا منى بس والله انتي أغلى حد عندي في الدنيا كلها .. أنا اتصورت من غير ما أعرف مكنتش أعرف إنه حاطط كاميرا في شقته وقاللي والدتي تعبانه وتعالي سلمي عليها .. طلعت جاب لي عصير وأنا باشربه دلقه عليه .. قومت أنشف البلوزه وقلعتها في أوضة اخته الصغيره وكنت قاعده على السرير من غيرها دخل وحاول يعمل معايا حاجه .. اتخنقت معاه وجريت منه ولبستها ف الصاله وجريت روحت وقطعت علاقتي بيه خالص.. مكنتش اعرف أنه واطي ومحضر كل حاجه زارع كاميرات ومايكات وكان بيسجل وقت ماقلعت ووقت ما لبست وبعد كده مسمعتش عنه حاجه غير من فتره عرفت إنه مسجون في قضيه سرقه وفوجئت باللي بيكلمني ده وعايزني أروح له لأنه معاه الفيديو.. تقريبا خده منه ولا التانى باعو له ماكلهم عيال مش كويسه .. وأهلى لو شافوا حاجه زي كده مش هيستنوا يفهموا ولا يعرفوا


أنا بافكر أموت نفسى يامنى ! مش هاعرف أعيش وأنا موصومه بحاجه معملتهاش .. كل ذنبى إنى وثقت في شخص كان مبين إنه جدع ومحترم ووالله روحت على إن أمه في البيت .. بس لما دخلت الشقة و سألته عليها قال أنها وأخته في الصيدليه اللي على نصيتهم وطالعين ورانا لأنها كانت لسه جايه من الكشف وبتاخد حقن في الصيدلية .. كان مبين من الحوار إنه بيكدب بس أقولك مراية الحب عميه .. دلوقتي مش عارفه أتصرف ولا أعمل إيه .. أنا مابنمش ومباكلش وأمي كل ماتسألني مالك اتحجج بسيباني الشغل تقولي هو احنا كنا بنشغلك عشان تأكلينا احنا بنقول البت تخرج وتتفرش وتروح وتيجي ...منى عشان خاطري خليكي جنبي ومتسبنيش لأي سبب
منى: أمنية متشيليش الهم ده كله .. صحيح انتى غلطتي إنك روحتي معاه ووثقتي في حد مش كويس بس معملتيش الغلط الكبير يعني والأ كنت أنا اللي قولتلك انتحري.. ربنا مدام نجاكي من الكلب ده هينجيكي من الكلب التاني .. بس انتى سبيها على ربنا وقدمنا أسبوع يمكن تحصل حاجات كتير
أمنية : أسبوع.. أنا محتاجه معجزة لو ربنا بيحبني يبعتلي معجزة تطلعني من الورطه دي وتخرجني .. يارب يارب .. سلام يا منى


               الحلقة الرابعه من هنا
stories
stories
تعليقات