رواية وهبه ( الجزء السادس )
توقفنا قبل ذلك حينما كان يستمع وهبه لقصته ندى وهو يشعر بالغضب الشديد لمعرفته ان ندى تم تعذيبها وان الحج خلف قد قتل .
عرف وهبه من ندى عنوان البلده التى كانت تسكن بها مع زوجها شاكر وعنوان منزله وتوجه الى منزله على الفور ، وفى نفس الوقت بعد ان استيقظ شاكر من سكره ووجد ان ندى قد هربت فجمع اخوته ليتشاور معهم كيف يتصرفون فى الامر فهو خائف من ان ندى تبلغ عنه الشرطه بتهمة التعدى عليها ومحاولته قتلها وانه قتل اباها من قبل .
وبينما هم على هذا الحال يتشاورون فاذا بوهبه يدفع الباب بقدمه دفعه قويه فانفتح باب الشقه بشكل مفزع ومخيف مما جعل شاكر واخوته ينهضون فزعا ليعرفو ماذا حدث ، ودخل عليهم وهبه المنزل فسئله شاكر وهو غاضب من انت ؟ ثم لم تفت لحظه حتى تذكره شاكر وقال : انت من كنت تعمل عند خلف اليس كذلك ؟ ماذا تفعل هنا ؟ ولما فعلت ذلك بالباب ؟
كان وهبه مثل مغيب العقل ولم يكن يستمع لكلام شاكر ، فكان منظر موت الحج خلف وتعذيب ندى لا يفارق تفكيره ولذلك لم يتحدث بلسانه ولكنه تحدث بيده وبالطبع لم يكن صعب على وهبه ذو القوه التى تتعدى قوة عشرة رجال اشداء ان يتغلب على شاكر واخوته فلقد طرحهم ارضا واطاح بهم ، فكان منظر الدماء كثير جدا فى شقة شاكر ولم يسمع فى الشقه سوى صوت تكسير العظام وصيحات الالم والوجع التى كان مصدرها شاكر واخوته وايضا التوسلات التى كان شاكر واخوته يقلونها لوهبه للعفو عنهم وتركهم بل لقد طلبوا منه ان يقتلهم ارحم من ذلك الالم الشديد ، وبالطبع وافق شاكر واخوته على ما طلبه وهبه منهم مقابل تركهم وهو كتابه اعتراف بانهم قد قتلوا الحج خلف وايضا تنازلوا جميعا على كل الاملاك التى ورثوها من الحج خلف لندى ابنته ، كما انه جعل شاكر يطلق ندى .
كانت ندى بمنزل وهبه تتعافى من اصابتها المتعدده واذا بوهبه قد جاءها وقال لها : لقد اشتريت لكى منزل بالبلده هنا حتى تكونى فى رعايتى .
فقالت ندى : لا استطيع تقبله يا وهبه ، هذا كثير على .
فقال لها : اصبرى حتى اخبرك بما حدث لقد تنازل شاكر واخوته على كل ما اخذوه من ورثهم فى الحج خلف ، وايضا تم سجنهم بتهمه قتل الحج خلف رحمه الله .
اما هذا المنزل فهو بمالك ولقد احضرت لكى باقى مالك ، ووضع وهبه امام ندى شنطه بها مال .
فقالت ندى وهى مبتسمه : كيف حدث ذلك يا وهبه ، انت من فعل ذلك صحيح ؟
فقال وهبه : يا استاذه ليس مهم كيف حدث ذلك الاهم انه حدث وانتهينا من هذا الكبوس .
فقالت ندى : اما المنزل فسوف اقبل به وبالنسبه لهذه الاموال خذها يا وهبه وكبر بها ورشتك وعملك واجعلنى شريكه معك .
فقال وهبه : زى ما تحبى يا استاذه .
مضت الايام والشهور وبدل الورشه امتلك وهبه وندى ورشتين ومعرض للاثاث وزادت اموالهم كثيرا وانجبت ندى من زوجها السابق شاكر بنت جميله احبها وهبه وكان يرعها كما يرعى امها وبينما وهبه يجلس فى معرضه فاذا برجل عجوز جاءه وقال له كيف حالك يا وهبه يا ابن شيخ النجارين .
فقام له وهبه احتراما وقال له : اتفضل هنا مكانى يا شخنا واجلس الرجل العجوز مكانه ، فتبسم الرجل وقال لم يرث احد صفات الشيخ صالح سوى انت يا وهبه ، وكان الميراث لا ياتى من الدم بل ياتى من التعليم .
لم يفهم وهبه شيء مما قاله الرجل فقال له : عذرا يا شيخنا فانا لم اتعلم كثيرا فى المدارس فيصعب على فهم مثل هذا الكلام الكبير .
فقال الرجل العجوز : ليس المهم التعليم بالمدارس المهم التعلم من الحياه ، المهم لقد جئتك لان وقتى قد حان للرحيل عن دنياكم الفانيه فجئت انصحك نصيحه واعطيك ما تملكه ولكن لا تعلم به .
لم يفهم وهبه الرجل ولكنه قال : انا مستمع اليك يا شيخنا .
فقال الرجل : اما النصيحه فهى ان بعض الناس يتحدثون بشكل غير لائق على دخولك منزل بنت الحج خلف كثيرا بدون صفه .
فقال وهبه وكان وجه قد تملكه الغضب : فاليعلم الله يا شيخنا انى لها اخ وخادم وليس اكثر وانها اشرف من عاشت بتلك البلده .
فقال الرجل : لا تبرىء نفسك يا وهبه فانا اعرفك اكثر من معرفتك لنفسك انت بذره الخير اللتى القاها الشيخ صالح فى ارض تلك البلده لتطرح خير ، ولكن بعض انفس الناس الضعيفه تتحدث لغيرتها وعلينا قطع السنتهم .
فقال وهبه : كيف يا شيخنا .
فقال الرجل : فلتتزوج ابنت الحج خلف .