رواية وهبه ( الجزء الحادى عشر )
توقفنا قبل سابق حينما كان وهبه يرغب فى مواجهة سمير وكان وهبه يخشى ان يفتعل شجار مع اخيه سمير ، لاحظت ندى ان وهبه شارد بتفكيره فى امر ما فقالت له : مالك شارد التفكير يا حبيب القلب ؟
فقال وهبه : قلقان من مواجهة سمير ، فانا ذاهب غدا للقائه ان شاء الله .
تبسمت ندى وقالت : وهبه يقلق من شيء ؟ دا كلام جديد عليا .
فقال وهبه : المشكله انها مش مشاجره ، انا عاوز تجميع اخوتى مش تفرقهم .
تبسمت ندى قليلا وقالت : تفتكر يا زوجى الحبيب ليه الشيخ صالح مجاش بالحلم لك لتلحق ابناءه من زمان ، واضح ان سلمى ونبيل وهادى كانوا يعانون منذ فتره كبيره جدا ، لماذا اتى لك الان فقط وانا مما سمعت عن الشيخ صالح منك انه كان حكيما فى كل تصرفاته !
فقال وهبه : لم افكر فى الامر بهذا الشكل .
فقالت ندى : اعتقد ان الشيخ صالح انتظر حتى يكون اخوتك فى اتم الاستعداد لقبول مساعدتك لهم كما حدث مع سلمى ونبيل وهادى واظن ان سمير سوف يكون هكذا ايضا ، واظنه فى ورطه هو الاخر فلا تقلق وتوكل على ربك .
فقال وهبه وهو يبتسم : علمت ان ربى يحبنى وذلك حينما رزقنى بزوجه حكيمه مثلك .
توجه وهبه فى اليوم الثانى الى عنوان سمير الذى اخذه من نبيل اخوه ، وعندما وصل الى العنوان وجده منزل ضخم جدا ويقف امامه حراس فتقدم اليهم وهبه وطلب مقابله سمير وقال ان اسمه وهبه وانه اخو سمير ويرغب فى زيارته .
اخذه واحد من الحرس وتوجه به الى غرفه صغيره فى حديقه المنزل وقال له ادخل هنا سوف تجد سمير .
تعجب وهبه من مكان اخيه وايضا لاحظ ان الحارس يطلق اسم صاحب البيت بدون احترام ولكنه لم يهتم ودخل تلك الغرفه .
صعق سمير عندما دخل الغرفه فبالرغم من انه وجد سمير ولكن لم يكن طبيعى بالمره ، فوجده مشلول القدمين يجلس على كرسى متحرك ، ينطق الكلمات بصعوبه بالغه ، وفوق ذلك انه كان يلبس ملابس متسخه جدا وممزقه وحتى رائحته كريهه جدا .
بمجرد ان رأى وهبه اخوه سمير على هذا الحال انفطر قلبه لحال اخيه وذهب غضبه الذى كان يشعر به وكان كل ما يهمه هو معرفة ماذا حدث لسمير وكيف حدث هذا ؟
تقدم وهبه خطوتين باتجاه سمير ثم اسقط نفسه على ركبتيه حتى يكون بمستوى طول اخيه الذى كان جالس على كرسى متحرك وقال : ما بك يا اخى ؟ ماذا حدث لك ؟ وتساقطت دموع وهبى مع كلماته .
اما سمير فلم يصدق ان وهبه امامه وقد اتى من اجله ، وكان سمير كان يحلم باليوم الذى ياتى فيه وهبه للبحث عنه .
القى سمير بنفسه فى حضن اخيه بشكل مؤثر باكياً بحرقه قائلاً : لماذا تأخرت على يا أبن ابى ؟
بكى وهبه مع بكاء سمير وقال : اخبرنى ماذا حدث لك يا اخى ؟
فقال سمير : تزوجت من سيده اسمها نرجس ولقد حرضتنى قبل ذلك على اخوتى نبيل وهادى وجعلتنى بغبائى القى بهم بالسجن ، ولم اكن اعرف انها تخدعنى لكى تفرقنى عنهم .
بعد ان تزوجتها انجبت منها ابنتى جنا احبيتها حب جما ، حينها عرفت كم كان يحبنا والدنا ولكننا كنا نتجاهل ذلك ، كانت نرجس تستغل حبى لها ولابنتى لتضغط على لاكتب لها ما املكه باسمها بحجة انها تخشى على نفسها وعلى ابنتنا من انتقام اخواى اذا خرجوا من السجن ، وايضا كانت تهددنى بالانفصال عنها وعن ابنتى ، ولانى كنت احبها واحب ابنتى وافقت على كل مطالبها ، وتنازلت لها عن كل شيء املكه .
عد ذلك الوقت بقليل اكتشفت انها تخوننى مع احد موظفى شركتى ، وعندما واجهتها بالامر لم تنكر ذلك حتى ، فحاولت طردها من بيتى ولكنها قالت انها تملك كل شيء ولم تجعلنى حتى ان اخرج من هنا واخذ ابنتى معى ، وجعلت هؤلاء الحراس يضربوننى وحبستنى هى وحراسها بتلك الغرفه منذ وقت بعيد ، تجعلنى اراها وهى تخوننى مع رجال كثيرون ولا استطيع حمايه شرفى وعرضى ، لقد كسرتنى وزلتنى حتى اصبت بجلته بالمخ اثرت على قدمى ولسانى كما ترى يا وهبه ، كل ما استطعت عمله هو انى طلقتها ولكن هذا لا يحمى شرفى الذى ضيعته ، كنت ادعى ربى بان ينجدنى او ياخذنى اليه لارتاح ولكن ابنتى جنا ان انا مت سوف تصبح مثلها ، ارجوك يا اخى اريد ابنتى فقط وان اخرج من هذا السجن .
كانت تلك كلمات سمير لاخيه وهبه وفى نفس الوقت الذى اتى وهبه لزياره سمير اخبر احد الحراس السيده نرجس بان رجل اتى لزيارة سمير ويقول انه اخوه وكانت نرجس فى هذا الوقت بالشركه فطلبت من الحراس ان لا يدعون احد يخرجون من المنزل حتى تعود هى وانها اتيه فى اسرع وقت لتخبرهم ماذا سيفعلون .