رواية وهبه الفصل الاول1والثاني2 بقلم الكاتبة المجهولة


رواية وهبه 

الفصل الاول والثاني 

كان رجل طيب وصالح واسمه كان صالح وملقب بشيخ النجارين ، فلقد كان أمهر النجارين فى بلدته ولدية ورشة كبيرة ويكسب الكثير منها ولكن ما كان يميز الشيخ صالح انه كان ينفق الكثير من امواله فى فعل الخير والتكفل بمن يعجز عن النفقه على ابناءة .

كان للشيخ صالح اربعة ابناء ثلاثة ذكور وفتاه واحدة فقط ، اما الفتاه كان اسمها سلمى كان عمرها خمسة سنوات ، والذى يليها اسمه هادى وعمره 7 سنوات ثم نبيل وعمره 10 سنوات اما الاكبر فكان سمير وعمره 12 عام ، اما زوجة الشيخ صالح فكان اسمها سعاد .

فى احدى الليالى خرج شيخ النجارين كعادته لصلاة الفجر فى ابعد مسجد عنه حتى يحصل على اكبر قدر من الاجر والثواب . وبعد انتهاء الصلاة سمع الشيخ صالح صوت طفل يبكى وهو عائد الى منزله ، فتوجه الى مصدر الصوت فوجد طفل رضيع عمره لا يزيد عن شهر ملقى بجانب الطريق ومعه ورقه فى ملابسه مكتوب بها " أقسمت عليك بالرحمن ان ترحم طفلى وتربيه حتى لو اتخذته خادم " أستغفر شيخ النجارين عندما قراء تلك الورقة وحمل الطفل وذهب به الى منزله ودخل به على زوجته التى سألته من هذا الطفل ؟ ومن اين اتيت به ؟ الا يكفينا ما لدينا من اطفال ؟

ولكن لم ينطق الشيخ صالح بأى كلمة غير انه قال لها : اهتمى به حتى أعود من الخارج ، وترك زوجته وخرج .

اما سعاد فلقد ثار غضبها اكثر حتى استيقظ ابناءها من علو صوتها واخذوا يسئلونها عن الرضيع ولكنها بالطبع لم تجيب لانها لا تعرف هى الاخرى شيء عن ذلك الرضيع .

توجه الشيخ صالح الى امام مسجد صديق له وشرح له امر الطفل وقصته فقال الامام له : لقد فعلت خيرا بتكفلك بهذا الرضيع ، ولكن يجب ان تخبر زوجتك بقصته .

فقال الشيخ صالح : انا اعرف زوجتى وابنائى جيدا ، وأعلم ان زوجتى لن تسمح بوجود الطفل وأن سمحت سوف تعامله كالخادم لها ولابناءها .

فقال الامام : اذا فالتبحث عن احد يقوم بتربيته .

فقال الشيخ صالح : ولما ابحث عن احد وأحرم نفسى من هذا الثواب والاجر ، هذا الطفل وهبه من ربى الى حتى يختبر ايمانى .

فقال الامام : هتتصرف اذاى .

قال الشيخ صالح : ستعرف اما الان فلا تخبر اى احد مهما كان بقصة هذا الطفل .

ثم غادر الشيخ صالح من عند الامام وتوجه الى منزله .

دخل الشيخ صالح منزله ووجد ان الطفل يبكى بحرقه وان زوجته قد تركت الطفل على هذا الحال وجلست تشاهده دون فعل أى شيء .

حمل الشيخ صالح الطفل وصرخ على زوجته وقال لها انها عديمة الرحمه .

فقالت سعاد : لن ألمسه حتى اعرف من هذا الطفل ومن اين اتى ؟

فقال الشيخ صالح : حسنا هذا ابنى لقد كنت متزوج عليكى منذ فتره وانجبت هذا الطفل 

كانت كلمات الشيخ صالح لزوجته مثل الذى قد ضربها بحجر فوق رأسها وهمت بالبكاء ثم سئلته : لماذا أتيت به هنا ، اعده الى أمه هيا اولى بتحمله ؟

فقال الشيخ صالح : لقد ماتت أمه ولتعلمى ان لم تراعيه انتى فأقسم انى سوف ابحث عن من ترعاه واتزوجها ، وانتى تعرفيننى عندما أقسم بأنى أبر قسمى مهما حدث .

هنا شعرت سعاد بالخوف من كلمات زوجها فهى تعرفة جيدا ودون تفكير فقامت بمسح دموعها واخذت الطفل منه وقررت ان تراعى الطفل .


رواية  وهبه ( الجزء الثانى )


لقد توقفا فى الجزء السابق حينما اجبر الشيخ صالح زوجته سعاد بالاعتناء بالطفل الذى ادعى انه ابنه وقبلت سعاد بالامر الواقع ، ولكن لم يكن هذا بالامر الهين والسهل فرغم ان سعاد كانت تراعى ذلك الطفل الذى سماه الشيخ صالح وهبه الا انها كانت تشعر بالكره لهذا الطفل لانها مجبره على تربيته رغم انه من زوجه ثانيه لزوجها كما كانت تعتقد ، ولم يكن هذا شعور سعاد فقط بل جميع ابناءها شعروا بنفس الشعور هذا .

مضى من الوقت خمس اعوام ولم يتغير شىء فمازال ابناء الشيخ صالح يكرهون وهبه ، اما سعاد فرق قلبها لهذا الطفل بعض الشيء لانها هى من ربته وكبرته ولكنها مرضت مرض شديد لا شفاء منه ، وعندما كانت على فراش الموت قال لها الشيخ صالح : لقد كنتى نعم الزوجه الصابره على تصرفات زوجك وقمتى بتربية طفل ليس ابنك .

فقالت له وهى تحاول الابتسامه : انا أعرفك جيدا يا صالح ان لم اطيع كلامك كنت سوف تتزوج على مرة اخرى .

فقال لها الشيخ صالح : انا لم اتزوج عليكى مرة أولى حتى اتزوج عليكى مرة أخرى ، فوهبه ليس ابنى وقص على زوجته قصته مع الطفل .

فقالت سعاد : اتكذب على يا شيخ صالح كل هذا الوقت .

فقال لها الشيخ صالح : سمحينى ولكنى كنت خائف ان تحرمينى من أجر تربية هذا الطفل .

ماتت سعاد بعد اعتراف الشيخ صالح بحقيقة الطفل وهبه بايام معدوده ولكنها لم تخبر احد من ابنائها بسر الطفل وهبه واحتفظت به لنفسها .

مرت بضعه سنوات واصبح عمر الطفل وهبه 10 سنوات وكأن حياة هذا الطفل لم تكتفى باظهار معدنه ، فحدث شىء غريب مع هذا الطفل لم يلاحظها سوى الشيخ صالح وذهب الشيخ صالح الى صديقه امام المسجد يستفهم منه حقيقه الامر فقال له الامام : لقد منح الله لوهبه قوة كبيره جدا فمزال ابنك بسن 10 اعوام ولكنه الان بقوة رجلين اقوياء .

فقال له الشيخ صالح : لا افهم ماذا تقصد بقولك يا امام ، فانا لاحظت ان وهبه يستطيع حمل اشياء انا لا اقدر على حملها .

فقال الامام : الم تسمع من قبل عن هذه النعمه التى ينعم بها الله على بعض من عباده لاختبارهم ماذا سوف يعملون بها خير ام شر ، فهناك بشر يظهر عليهم قوه غامضه كبيره تفوق تخيل العقل فمنهم من يستطيع جر اطنان من الحديد او السيارات الضخمه وغير ذلك من الاعمال التى لا يصدقها بعض عقولنا ولكنها موجوده رغم ذلك وهذا ما حدث مع وهبه وكلما كبر ونضج تكبر معه قوته بشكل كبير وضخم ، والان ياتى دورك يا صالح يجب عليك زرع الخير به فلا يستعملها على الضعفاء وينصر بها الاقوياء .

كان هذا حديث امام المسجد مع الشيخ صالح ولكن فى نفس الوقت كان يحدث شىء اخر فى البلده لم يكن يحسب لها الشيخ صالح حسبان وهو ان ابناءه الثلاثه سمير ونبيل وهادى كانو يلهون فى وسط البلده قامو بافتعال مشاجره مع بعض الشباب مما تجمع ضد ابناء الشيخ صالح مجموعه من الشباب عددهم سبعه تقريبا واستطاعوا التغلب على ابناء الشيخ صالح الثلاثه والسيطره عليهم وابراحهم ضرب شديد .

جاء احد الاطفال يخبر الشيخ صالح بما يحدث مع ابناءه الثلاثه ولينجدهم ولكن لم يجد الشيخ وعرف منه وهبه ما يحدث مع اخوته ، توجه وهبه الى مكان اخوته وهناك صدم الجميع بما شاهدوا فلقد استطاع ذلك الفتى الصغير ذو العشر اعوام التغلب على سبعه شباب ، وبالطبع مثل ذلك الحدث انتشر فى البلده بشكر كبير حتى وصل خبرها الشيخ صالح .

عاد الشيخ صالح الى المنزل وجلس مع وهبه بمفرده وقال له : ماذا فعلت يا وهبه اتريد ان تكون من الجارين فى الارض وتفترى على الضعفاء .

فقال وهبه : لا يا ابى انا ابن الشيخ صالح كل ما فى الامر اننى خفت على اخوتى وعندما وجدتهم متصابين جن جنونى ولم استطيع منع نفسى من تخليصهم ، فرغم قسوتهم على الا انهم اخوانى .

فقال له اباه : يا وهبه لقد منحك الله قوه كبيره وعندما تكر انت سوف تزداد قوتك وهذا هوا اختبارك يجب الا تستعملها فى الشر او ان تفترى على احد ، اوعدنى يا بنى ان تساعد المظلوم لا تظلمه اكثر .

فقال وهبه : كل ما يقوله الشيخ صالح يحفر فى قلب وهبه ولا ينساه .

فتبسم الشيخ صالح لقول وهبه الصغير وكلامه ذو المعنى الكبير ، وقال له : اخوانك ينظرون الى المال الذى يتركه ولا ينتبهوا انى تارك لهم كنز اسمه وهبه سيكون سند وعون لهم مدى الحياه .

                    الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات