رواية وهبه الفصل السابع7 بقلم الكاتبة المجهولة


رواية  وهبه ( الجزء السابع )


توقفنا قبل ذلك حينما طلب الرجل العجوز من وهبه ان يتزوج ندى فقال له وهبه : يا شيخنا ان الاستاذه ندى متعلمه ومعها شهادة جامعيه ، اما انا فلم اكمل تعليمى واستطيع القراءه فقط ، وايضا اخاف ان تظن انى استغل مساعدتى لها فى ادارة اموالها .

فقال له الرجل العجوز : لا تستعجل الامور فاعرض عليها الزواج واوضح لها انك سوف تظل تساعدها مهما كان جوابها .

فقال وهبه : افعل ذلك ان شاء الله .

ثم قال الرجل العجوز له : هذه كانت النصيحه اما ما جئت لاعطيه لك لكى تفهمه يجب على ان اعرفك من انا وما هى قصتى .

فقال وهبه : انا مستمع لك يا شيخنا .

فقال الرجل العجوز : انا من زمن بعيد كنت اعمل امام مسجد ، وكنت صديق لوالدك الشيخ صالح رحمة الله عليه وفى احدى الايام جائنى الشيخ صالح وقص لي قصه انه وجد طفل رضيع عمره لم يتجاوز شهر ومعه ورقه بها بضع كلمات قليله وقرر الشيخ صالح ان يعتبر هذا الطفل ابن له حتى لا يشعر الطفل بالعار والخزى حينما يكبر او يعايره احد بانه لقيط ، وكان هذا سر بينى وبين الشيخ صالح ولم اكن انوى البوح به ولكن سعتى قد حانت وخفت ان اموت وانا احمل هذه الامانه ولذلك جئت حتى ازيح هذا العبء عنى .

لم يستطيع وهبه استيعاب ما يقوله الرجل العجوز وكان الشك يقتله هل هو هذا الطفل ام احد اخوته .

أخرج الرجل العجوز من جيبه الورقه التى كانت مع وهبه عندما وجده الشيخ صالح وقال : هذه الورقه تركها لى والدك حينما وجدك يا وهبه فى الطريق لاحتفظ بها .

اخذ وهبه الورقه وقراء ما بها وكانت الدموع تنهمر من عيناه لا يصدق ما سمعه واخذ يسئل نفسه من انا ، من هم اهلى ، ولماذا القوا بى فى الطريق ، هل انا ابن حرام ، كل ذلك كان بعقل وهبه وكاد ان ينفجر عقله من كثرة الاسئله .

فقال له الرجل العجوز : لا اعرف ان كان معرفتك لهذا السر صح ام خطاء انا برتكبه ولكن استمع الى يا وهبه بضعة كلمات من رجل مقبل على الموت : لا يهم من انت او من اهلك او ما اصلك او لماذا القوا بك فى الطريق ، كل ذلك لا يعنى لك شيء الان والاهم من ذلك ان انت ابن الشيخ صالح شيخ النجارين ، انت الوحيد من ابناءه من ورثت منه كل طباعه الجيده وحتى انك الوحيد الذى تعلمت منه حرفته .

كان الشيخ صالح يعتبرك ابن بل انت كنت احب واعز ابناءه على الاطلاق ، تحمل من اجلك الكثير وحتى انه ادعى زواجه من امراءه اخرى حتى لا يعايرك احد باصلك .

يا وهبه انا قلت لك قصتك وانت حر فى اختيار من انت او من سوف تكون .

فقال له وهبه : لقد اعدت الى رشدى يا شيخنا انا اعرف من انا ومن اهلى انا وهبه ابن الشيخ صالح شيخ النجارين وسوف اظل هكذا حتى اموت .

تبسم الرجل العجوز وقام من مكان حتى يغادر وهو يقول لقد احسنت يا وهبه الاختيار ، لقد احسن الشيخ صالح تربيتك الان ولقد قلت ما كان يثقلنى فانا مستعد لمقابله صديقى العزيز صالح .

رغم ان وهبه حسم امره الا انه كان يتذكر كيف عانى الشيخ صالح من اجله وشعر بالحنين لوالده وكانت الدموع تنهمر من عيناه كلما تذكره .

مضت بضعة ايام وذهب وهبه الى ندى ليعمل بنصيحه الرجل العجوز وطلب الزواج منها ولكن قبل سماع ردها قال لها : فلتعلمى يا استاذه ان طلبى هذا لا يغير شيء من مسئوليتى اتجاهك انتى وابنتك ، وحتى وان رفضتى سوف اظل بجانكم دائما .

ولم يكتفى وهبه بذلك وحكى لها قصته مع الشيخ صالح وعرفها انه ليس ابن الشيخ صالح وان هو لا يعرف من هم اهله .

ثم قام وهبه ليذهب وهو يقول سوف اتركك بعض الوقت لتفكرى فى الامر يا استاذه .

فقالت له ندى : هل يجوز ان يقول الشخص لخطيبته يا استاذه ، واخذت تضحك ندى بعد قولها هذا .

فتبسم وهبه وهو لا يصدق ما سمعه وقال : هل توافقين يا استاذه على الزواج منى .

فقالت ندى : نعم اوافق بس من غير استاذه دى ، فانت نعم الرجل الصالح والامين والحامى والصادق ايضا ، كل بنات الدنيا تتمنى ان تتزوج من رجل مثلك يا وهبه .

                   الجزء الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات