رواية وهبه ( الجزء التاسع )
توقفنا فيما سبق حينما كان وهبه جالس مع اخته سلمى وطلب من شاهين زوجها ان يتركهم بمفردهم حينما احس ان سلمى لا تستطيع التحدث فى وجود زوجها .
غادر شاهين غرفه الضيوف التى بها وهبه وسلمى وحينها قال وهبه : ماذا بكى يا سلمى ؟ لما انتى حزينه وخائفه هكذا ؟ ولما يتضح عليكى الارهاق والتعب بهذا الشكل ؟ انا بالكاد تعرفت عليكى فمظهرك متغير جدا عن اختى التى اعرفها .
فقالت سلمى : لا يوجد شيء يا اخى لا تشغل بالك بى فأنا بأحسن حال والحمد لله .
فقال وهبه : هل انتى سعيده ؟ لا تخبى عنى شيء ؟
فقالت سلمى : بالطبع سعيده ، ثم لم تستطيع سلمى تمالك نفسها وشرعت بالبكاء .
فقال وهبه : لقد علمت ان هناك خطب ما ، انتى تكذبين على ، لا تخافى يا اختى احكى لى ما بكى ، ان لم يستمع لكى اخوكى فمن سيفعل ؟
فقالت سلمى وهى تقبل يد اخيها : اذهب من هنا يا وهبه ، انت لا تعرف شاهين ، انه شرانى وانت مش قده .
فقال وهبه : لا تقلقى واحكى لى فقط ماذا فعل ذلك الحيوان ، ولا تخشين على اخيكى فابن الشيخ صالح لا يخاف من مخلوق .
بداءت سلمى تحكى قصتها مع شاهين وقالت : تعرفت على شاهين منذ فتره كبيرة وكان يعشمنى بالسعاده بعد الزواج ، فلقد علم انى املك مال قد ورثته من ابى رحمه الله ، وبالفعل تزوجته ولانه يعرف ان مفيش احد من اهلى بجانبى فتعامل معى مثل اليتيمه واستضعف شوكتى وتعامل معى بالطريقه والاسلوب الذى يريده ، اخذ منى شاهين كل اموالى وما زاد على ذلك انى لم اكن اعلم انه متزوج غيرى ثلاثه سيدات وعنده اطفال منهن ايضاً ، ولقد انفق عليهم كل مالى وحينما خلص مالى اصبحت معملته لى اكثر سوء فكثيرا ما يضربنى ويهيننى بل اوقات يكوينى بسجائره اذا ما احضرت له اموال كل يوم ، فانا اعمل خادمه الان فى البيوت حتى استطيع ان اصرف عليه وعلى زوجاته وابناءه ، وحينما اعود يعاملوننى هنا كالخادمه ايضا واقوم على خدمتهم جميعا .
ظلت سلمى تبكى ووهبه يمسك يدها يحاول ان يطمأنها ولكن بداخله كان هناك بركان ثائر غاضب وقال لها : لماذا لم تعودى الى البلده وتخبرينى او ترسلى اى اى رساله واتى اليك ؟
فقالت سلمى : لم اكن اتوقع منك مناصرتى يا وهبه ، لقد اسئت اليك طول حياتى غير اننى انا واخوتك حرمناك من ميراث ابينا ، انا لا اصدق طيبه قلبك هكذا ، ثم اخذت تقبل يد اخيها وطلبت منه مسامحتها على كل اخطائها معه .
وهنا ضمها وهبه اليه وقال لها : يا هبله تنادينى باخى وتستغربى انى اسمحك وابحث عنكى ، اه يا ابناء الشيخ صالح لو تعرفون كم انا احبكم .
ثم مسح وهبه دموع اخته وقال لها : هيا بنا نعود الى بلدتنا ، وبينما هم يذهبون اعترض طريقهم شاهين وقال لهم : على فين العزم ان شاء الله ؟ وامسك بيد سلمى وضغط عليها حتى سمع وهبه صوت توجعها من الم مسكه شاهين ليديها .
وهنا مسك وهبه يد شاهين وضغط عليها بقوه فأحس شاهين ان يده تكاد تنكسر فترك شاهيد يد سلمى على الفور ولكن وهبه لم يترك يد شاهين وقال له : هذه اليد تطاولت على بنت الشيخ صالح ثم سمع صوت كسر عظام يد شاهين الذى اخذ بدوره يصرخ من الالم والوجع ، لم يكتفى وهبه بذلك فاخذ يده الاخرى وكسرها هى الاخرى وقال لشاهين : طلقها قبل ان اكسر جميع اطرافك الان .
لم يكن شاهين ندا لوهبه بالطبع فرغم ضخامه جسده الا ان وهبه يتمتع بقوه مفرطه لا يستطيع احد مهما كان الوقوف امامه .
صرخ شاهين باعلى صوته وطلق سلمى على الفور ثلاثه مرات ، وهنا تركه وهبه واخذ سلمى التى كانت بدورها لا تصدق ما تراه وكانت تشعر بالفخر باخيها والامان معه واحست ان ابها بجانبها فوهبه اشبه الناس بالشيخ صالح .
اعاد وهبه سلمى معاه الى منزله ورحبت بها ندى اشد ترحيب وشعرت سلمى حينها بدفء العائله مره اخرى ، فاصبح لديها من يسئل عنها ويهتم بامرها ، وبعد بضعه ايام سئل وهبه سلمى عن اخوته هل تعلم عنهم شيئاً فقالت : لا اعلم عنهم الكثير يا وهبه فهم منقطعين عنى منذ فتره كبيره ولكن فى احدى الايام اتصل بى اخى نبيل وطلب منى اموال لانه يمر بضيقه ماليه وانه معرض لدخول السجن ، ولكنى لم اكن املك مال حينها وسمعت انه دخل السجن مع اخى هادى .
صدم وهبه من سماع هذا الكلام وسئل عن سمير ولكنها لم تعرف عنه شيء وعرف منها فى اى سجن اخوته وخرج وهبه من البلده متوجه الى اخوته ليعرف ماذا حدث معهم ، ولم يكن وهبه يعرف كيف سيقابلوه اخوته ؟