رواية وهبه ( الجزء الثامن )
توقفا فيما سبق حينما وافقت ندى على زواجها من وهبه ، وعاش وهبه مع ندى افضل ايام حيتهما مع وكانت احوالهم تتحسن اكثر فاموالهم فى تزايد مستمر وانجبوا طفل اسماه وهبه صالح وانجب طفله وسماها سعاد فهو كان يرغب دائما فى تزكر والده الشيخ صالح والسيده التى ربته سعاد .
ظل وهبه منتظم فى الصلاه وفعل الخير كما كان حال الشيخ صالح وفى احد الليالى قبل اذان الفجر بوقت قصير فزع وهبه من نومه فلقد رأى حلم او بالاحرى كابوس افزعه من نومه واخذت ندى تحاول تهدئه ثم بعد ذلك سئلته عما شاهده فى حلمه وافزعه كل هذا الفزع فقال وهبه : شاهدت الشيخ صالح ماسك بيداه الاثنان اربعه اشخاص يكادو يقعوا فى بئر عميق ليس له نهايه واخذت زراعه تألمه بشده حتى انها نزفت دما ، دققت النظر فى الاربعه اشخاص وجدتهم اخوتى سمير ونبيل وهادى وسلمى وهم يصرخون يستنجدون بالشيخ صالح ، واخذ الشيخ صالح ينادى على ويقول : الحق اخوتك يا وهبه .
فاخذت اجرى لاحاول الوصول اليهم ولكن لم استطيع فالمسافه بيننا بعيده وابى ينزف بشده ويبكى على ابناءه ثم التفت الى وقال : انسيت الامانه والعهد يا وهبه ، ثم سقط ابى معهم فى البئر ففزعت ووجدته حلما .
فقالت ندى : هدىء من روعك كان كابوس لا اكثر .
فقال وهبه : لا ليس كابوس هذه رساله من ابى يجب على البحث عن اخوتى ، وحينها سمع وهبه اذان الفجر وقام للصلاة .
لم يكن يعلم وهبه شيء على اخوته ولم يعود اى واحد منهم للبلده مره اخرى من وقت رحيلهم واصبح القلق عليهم يتزايد حتى اتته فكره وهى انه كان يعرف جميع اصدقائهم فى البلده واخذ يذهب اليهم جميعا لكى يتحصل على اى معلومات تدله على مكان اخوته
استطاع وهبه ان يعرف مكان سلمى اخته عن طريق صديقه لها بالبلده كانت مازالت تراسلها وتتحدث معها تلفونيا وعرف منها ان سلمى تزوجت واعطت له عنوانها وكان ببلده مجاوره له ولم ينتظر وهبه وتوجه لذلك العنوان على الفور .
وصل وهبه الى العنوان المطلوب وعندما طرق الباب فتح له طفل فقال له وهبه : هل سلمى موجوده يا شاطر ؟
فقال له الطفل : ايوه هى لسه رجعه من الشغل انت مين ؟
فقال وهبه : انا اخوها ، واريد التحدث معها .
فنادى الطفل وقال : يا ابى فى واحد غريب بره بيقول عاوز سلمى وانه اخوها .
فجاء الى وهبه رجل فى الاربعين من عمره ضخم البنيه وقال لوهبه : من انت ؟
فقال وهبه : انا اخو سلمى وعاوز اشفها .
فأخذ هذا الرجل يتفحص وهبه بنظره ثم قال له : سلمى ملهاش اخوات ، ثم قام بغلق الباب فى وجه وهبه .
وهنا شعر وهبه بالغضب والقلق الشديد على سلمى ثم قام بطرق الباب مره اخرى ولكن هذه المره بقوه ، ففتح له الرجل مره اخرى وقال لوهبه : الم اقل لك ان سلمى ملهاش اخوات .
فتقدم وهبه خطوه الى الامام وقال للرجل : انا عاوز اشوف اختى والافضل ان يكون بالذوق ؟
وهنا ظهرت سلمى وقالت : اهلا وهبه اخى اتفضل هذا شاهين زوجى .
دخل وهبه شقه سلمى وهو قلق لما حوله واخذ يتفحص اخته بنظره فوجدها ضعيفه وهزيله وظاهر عليها الارهاق والتعب .
جلس وهبه مع سلمى وجلس معهم زوجها شاهين وقال وهبه لسلمى : كيف حالك يا اختى ؟ لماذا لم تقومى بزيارتى ولو لمره او ترسلى لى لاعرف عنوانك ؟
فشعرت سلمى بالاحراج من وهبه لانها تذكرت ما فعلته باخيها وهبه من قبل .
شعر وهبه بان سلمى محرجه منه فمسك يدها وقال لها : احنا ابناء الشيخ صالح ومهما حدث بيننا لا يمكن ان نترك بعضنا او نفترق فهذه كانت وصيه ابينا رحمه الله عليه .
هنا بكت سلمى وقبلت يد اخيها ، فلم يصدق وهبه ما يراه واخذ يحدث نفسه هل هذه سلمى اختى ؟ كيف اصبحت مكسوره هكذا ؟ ولماذا اشعر بالكرهيه اتجاه زوجها ؟ فحاول وهبه ان يطمأن اكثر فقال لسلمى : هل انجبتى يا سلمى ؟
فقالت سلمى : لا لم يرزقنى الله بالابناء .
وكانت سلمى قبل ان تجيب على اسئله وهبه تنظر الى زوجها بخوف وقلق ، ولقد لاحظ وهبه هذا الامر فقال لزوجها : ايمكنك ان تتركنى مع اختى بعض الوقت ؟
فقال شاهين : بالطبع ونهض وهو ينظر الى سلمى كانه يتواعدها ان تحدثت بشيء .