رواية وهبه ( الجزء الثالث )
فلقد توقفنا فى الجزء السابق حينما وعد وهبه الشيخ صالح الا يستعمل قوته فى الشر وان يكون سند لاخوانه ، لم يكن وهبه جيد بالدراسه والتعليم ولذلك ترك التعليم والتحق بورشة الشيخ صالح ليتعلم مهنه النجاره ، ولكن باقى ابناء الشيخ صالح قد كرهوا تلك الحرفه وابتعدوا عنها ولم يتعلمها الا وهبه ولقد ابرع فيها لانه تعلم من شيخ النجارين الشيخ صالح ، ومع مرور السنوات تفوق وهبه على الشيخ صالح فى مهنه النجارة وايضا لم يستخدم قوته ابدا على احد لدرجة ان اهل القريه واخوة صالح لم يعدو يذكرون الحادثه التى اشتهر بها وهبه وظنوا انها مجرد خرافه او صدفه لن تتكرر ، لم يكن وهبه يتعلم من شيخ صالح مهنه النجارة فقط بل تعلم ما هو أهم من ذلك وهو مساعدة المحتاجين وفعل الخير والمواظبه على الصلاه .
اصبح وهبه فى العشرون من عمره ومرض الشيخ صالح مرض شديد وظل على هذا الحال قرابة سته اشهر وكان وهبه هو من يتكفل بالعمل بالورشه ويحضر الاموال مكسب عمله ويحضره لوالده ولكن كان اخوة وهبه يتحصلون من والده على معظم هذه الاموال مستغلين مرضه .
رغم ما يبزله وهبه من مجهود وعمل لتوفير المال لاخوته ولمعالجه مرض ابيه الا ان اخوته كانو يعاملونه اسوأ معامله ، وكأنه خادمهم وليس اخوهم وان كل ما يفعله واجب عليه بل ويرونه مقصر ايضا فى عمله ، لم يكن بينهم احد يرق قلبه بالقليل لوهبه الا اخته سلمى ولكنها كانت تظهر قسوتها له حتى لا يتنمروا عليها اخوانها الذكور .
طلب الشيخ صالح ان يجتمع كل ابناءه حتى يملى وصيته عليهم فقال لهم : تكاتفو يا ابناء صالح ولا تتفرقوه ، ففى الجماعه القوه والتفرقه تنبت الضعف ، اوصى الاخوه بوهبه بان لا يبتعدوا عنه ويعتنوا به واوصى بوهبه على اخوته ان يكون لهم سند وعون والا يتركهم لنفوسهم الضعيفه ، وقال ايضا انى تارك لكم كنز لن تعثروا عليه الا عندما تحبون بعضكم البعض .
فسئل ابناء الشيخ صالح اباهم اين هذا الكنز وما هو فقال : كنز سيجعلكم اعذاء بين الناس ، سيجبر الناس على احترامكم وتقديركم ، عندما يحين الوقت ستفهمون معنى كلامى وسوف تعثرون على الكنز .
لم يفهم احد ما معنى وصيه الشيخ صالح وما يريد من وراءها ، فكل ما كان يشغل بالهم الاموال التى سوف يتحصلون عليها من الكنز المزعوم الا وهبه كان حبه لابيه يجعله لا يهتم باى اموال وانما كل ما يريده هو البقاء تحت اقدام الشيخ صالح .
مات الشيخ صالح بعد ان القى وصيته على ابناءه بعدة ساعات قليله ، لم تكن صدمة موت الشيخ صالح على وهبه هينه ابدا بل كاد ان تذهب عقله وتقتله ، فلقد انشق قلبه لموت اباه الشيخ الذى لم يراه ولو مره يفعل شيء يغضب الله .
اما اثر موت الشيخ صالح على ابناءه فكان طبيعى فلقد اهتموا اكثر بمعرفه ما سوف يتحصلون به على اموال من تركه الشيخ صالح وبالفعل لم يفت الا ايام قليله حتى باعوا كل شيء الورشه والبيت وكل ما يملكه الشيخ صالح وقسموا الاموال على اربعه فقط سمير ونبيل وهادى وسلمى اما وهبه فهم يعتقدون انه لا يستحق الحصول على شيء وبعد تقسيم المال تفرقوا ابناء الشيخ صالح بعيدا عن البلده كل سلك طريق مختلف ، اما وهبه كانت صدمته بموت اباه الشيخ صالح كما قولنا اذهبت عقله لبعض الوقت ولم ينتبه لتفرق اخواته حتى انه كان يجلس بجانب قبر اباه يبكى عليه وينام بجواره لعده ايام .