رواية وهبه ( الجزء الخامس )
توقفنا قبل سابق حينما سمع وهبه صوت صراخ قادم من شقه الحج خلف واسرع اليه ووجد التى كانت تصرخ هى الاستاذه ندى وان اباها الحج خلف قد مات فلم يكن الامر بالهين على وهبه فهو بالكاد قد خرج من صدمة موت والده الشيخ صالح وايضا لقد كان معه الحج خلف منذ فتره قصيره جدا .
حدث مع وهبه فى موت الحج خلف كما حدث له من قبل فى موت الشيخ صالح فلم يمر على موت الحج خلف سوى يومان فقط واذا بشاكر زوج ندى واخوته قد باعوا كل شيء كان يمتلكه الحج خلف ، ولم تعترض ندى على ذلك وتركت زوجها يتحصل على نصيبها من ميراث والدها وتركوا جميعا البلده ورحلوا .
كان وهبه قد جمع مبلغ من المال من عمله مع الحج خلف وقام بفتح ورشه صغيره له ولانه كان مشهور بالبلده بانه افضل نجار فكان ياتيه كل الناس للتعامل معه وبعد مرور عدة أشهر أصبح وهبه ميسور الحال وتحصل على شقه له وبداء يشعر ان اخيرا قد تبسمت الدنيا له وسوف تتحسن أكثر .
فى أحدى الايام وكان وهبه يعمل بورشته شاهد سيده قادمه له وكانت حافيه القدمين تشلف الدماء من قدميها ، وملابسها ممزقه وبها كدمات على وجهها ، وعندما دقق النظر بها عرفها فهى ندى بنت الحج خلف ، لم يصدق وهبه نظره عندما شاهد ندى وهم اليها مسرعاً وقبل ان يسئلها قالت له ندى : الحمد لله انى وجدتك يا وهبه ، ولم تنطق باى كلمه ثانيه ثم سقطت على الارض مغمى عليها ، فحملها وهبه الى بيته واحضر لها الطبيب واخبره الطبيب انها حامل وانها تعرضت للتعذيب والضرب الشديد ويجب اخبار الشرطه بالامر ، ولكن وهبه رفض ذلك وقال له يجب اولا ان اعرف ماذا حدث لها ؟
احضر وهبه ملابس جديده لندى وذهب الى سيده كبيره تسكن بجواره وطلب منها انت تاتى وتعتنى بندى لانه لا يصح ان يبقى معها بالمنزل بمفردهما ، وحينما فاقت ندى بعد بضعة ساعات ووجدت بجانبها سيده غريبة عنها وقصت لها السيده ما حدث فطلبت منها ندى ان تحضر وهبه لانها ترغب فى اخباره باشياء كثيره .
حضر وهبه الى ندى وقالت له : لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته لى .
فقال وهبه : يا استاذه انتى ووالدك رحمة الله عليه لديكم افضال كثيره على ، ولكن الاهم من ذلك ماذا حدث لكى ومن فعل بك هذا ؟
فقالت ندى وهى تبكى : قبل زواجى بيوم قال لى ابى ان واجهتنى الحياه بقسوه وهو لس موجود على قيد الحياه فاذهب اليك يا وهبه ، لذلك كنت ابحث عنك فى البلده بمجرد وصولى اليها .
فقال وهبه : احكى لى يا استاذه ماذا حدث ؟
فقالت ندى : بعد رحيلى من هنا انا وشاكر زوجى واخوته وبعد مرور اسبوع فقط حتى تغير شاكر بشكل غريب فى معملته معى ، الاول تعامل بقسوه ثم الاهانه وبعدها الضرب وكان ذلك بسبب وبدون سبب ورغم ذلك صبرت وكنت فى طوعه ولا اخالف له امر فكانت هذه وصية ابى الى ان اكون طوع زوجى مهما حدث حتى ان شاكر تحصل على ميراثى كله من ابى واعطيته بطيب خاطر ، ظلت على هذا عدة أشهر ولكن فى احدى الايام وهو يضربنى ويهيننى قد سب ابى وقال لى يا ابنة الحرامى ، حينها فقط لم استطيع تمالك نفسى كيف يشتم ابى الذى اعتنى به وباخوته وبدون ان اشعر وجدت نفسى اضرب زوجى بالقلم على وجهه ، وبعدها حدث ما لم اكن اتوقعه فاذا به يضربنى بشده لدرجه ان وجهى اخذ ينزف دماء غير انه سبنى بافظع الشتائم ثم قال لى لابد ان اتخلص منكى كما فعلت مع ابيكى الحرامى .
عندما سمعت كلماته تلك ورغم ما كنت اشعر به من الم نتيجه الضرب الا اننى تمسكت بملابسه واخذت اسئله ماذا فعلت بابى ؟
فقال لى : لقد قتلته فى ليلة دخلتنا ، لقد كتمت انفاسه بالوساده حتى مات ، هذا جزاءه لانه سرق ابى من قبل وهكذا عاد الحق لى ولاخوتى من ميراثنا .
دخلت المطبخ وتحصلت على سكين وهاجمت شاكر حتى اقتله انتقاما لابى ولكنى عجزت عن فعل ذلك فلقد تحصل على السكين منى بالقوه واخذ يضربنى بشده وفقدت وعى بضعت ساعات تقريبا وحينما فقت وجدت شاكر اجتمع مع اخوته وكانو قد قامو بتكبيلى بالحبال والقوا بى باحدى غرف المنزل وبقيت على هذا الوضع ايام كثيره ، فكان شاكر يلقى لى القليل من الطعام وعندما كنت اترجاه لتركى كان ينهال على بالضرب ويقوم بتعذيبى .
ليله امس دخل شاكر على الغرفه وهو سكران بشده وبالكاد يستطيع الوقوف ورغم ذلك كان يريد ضربى حتى يشعر بالسعاده ولحسن حظى انه تعثر ووقع على الارض ونام من شده سكره ولم يكن احد موجود من اخوته معنا بالمنزل ، ولقد بزلت قصارى جهدى حتى اتحرر من الحبال وعندما نجحت فى الهرب لم اكن افكر فى احد اذهب اليه سوى انت يا وهبه .
انتهت ندى من كلامها وكان وهبه يستمع اليها ويشعر بعضب شديد يتملكه وكل الذى كان بخاطره هو الانتقام من ذلك الوغد الذى قتل الرجل الطيب الحج خلف وعذب ندى كل ذلك التعذيب ، وايضا كان يتذكر وعده الذى اعطاه للحج خلف ان يكون عون لابنته ندى .