رواية#زهرة_ولكن_دميمة
الحلقة الحادية عشر
تملك زاهر غضب شديد من كلامه وقبل لكمه مرة أخرى قال كريم ما جعل عينيه تتسع من الصدمة.
تحدث كريم بابتسامة هادئة: أنا بحب بيسان بس زي أختي ومينفعش أفكر فيها بطريقة تانية عشان أنا وبيسان أخوات.
ثارت أعصابه من كلامه الغير منطقي: مين دي إللي أختك أنت هتضحك على مين بالكلام ده.
رد كريم بهدوء: أم بيسان زي ماأنت عارف ماتت وهي بتولدها في أمريكا، ولما عمي نجم جابها وماما شافتها قلبها رق ليها، فماما رضعت بيسان طبيعي وفضلت معانا لحد ماعمي نجم أخد بيسان وأكنان ورجع بيهم مصر.
صدمه كلامه بشدة لدرجة أنه ظل صامتًا في محاولة لاستعاده هدوئه، استرجع الماضي وقت ولادة بيسان في أمريكا ومعلوماته الطفيفة بخصوص نيروز والدة كريم وأنه بالرغم من أصولها النبيلة، تمتلك قلب حنون ولديها العديد من الجميعات الخيرية وحديثها المستمر في البرامج التي يتم استضافتها عن أهمية توطيد الصلة بين الام ورضيعها عن طريق الرضاعة الطبيعية وأهميتها.
سأل زاهر بقلق: وبيسان دلوقتي.
رد بابتسامة هادئة: بيسان كويسة، كل ده كان تمثيلية منا عشان تتحرك وتعترف بمشاعرك لما تعرف أنها حاولت تموت نفسها علشانك، بس البعيد طلع مش بيفهم.
استعاد أنفاسه قائلا بابتسامة : بقا محاولة الانتحار دي أنتو الاتنين كانتو مدبرينها وبيسان جوا دلوقتي منتظره وجودي معاها.
رد قائلا: أيوه وناوي تعمل أيه بعد ماعرفت الحقيقة.
إبتسامة خفيفة تلاعبت على جانب شفتيه : ناوي أتجوزها طبعا.
رد بمرح: أخيرا الحجر نطق وعلى فكرة كلمة حجر دي أسم دلعك عند بيسان.
زينت ثغره أبتسامة ماكرة : أنا حجر ثم قال أنا داخل ليها دلوقتي وخطى باتجاه غرفتها.
تحرك كريم بإتجاه غرفتها، فقال له زاهر: أنت رايح فين؟
قطب جبينه قائلا: داخل معاك.
رد زاهر برفض: خليك أنت برا، والأحسن تشوف وراك أيه وكفايه تعبك معانا لحد كده.
كريم تصنع الضيق: أنت بتطردني، ده أخرت إللي يحب يساعد، لمعت عينيه بالسعادة عندما تأكد أن بيسان لم تضيع من بين يديه وأنها لازالت تحبه بالرغم من فراقهم عدة سنوات نظر إلى كريم بمكر: محتاج أتكلم معاها لوحدنا.
رد كريم بابتسامة: لما تدخل ليها ناوي على أيه بالظبط.
تحدث زاهر: ناوي أخليها على نارها شوية.
اتسعت إبتسامة كريم: بس براحة عشان متنهارش في أيدك.
إبتسم زاهر بمكر: سلام ياكيمو.
رد كريم : بشويش عليها.
_ من عيونى.
_ ياخوفي عليها من اللي هتعمله فيه.
دلف بعدها مباشرة الى غرفة بيسان عندما سمعت صوت الباب أغلقت عينيها.
اقترب منها زاهر، ناظرًا لها برقة وعينيه تلمع ببريق الحب ظل واقفًا في مكانه لاتحرك لا يتكلم، لكن يتأمل ملامح وجهها بعشق فأحلامه أصبحت حقيقة فاأكنان تكلم معه بصراحة وقضى على خوفه من الرفض، أكتشف أن حب بيسان له لم يموت وماحدث اليوم مجرد محاولة لجعله يعترف هو الأخر بحبه لها.
فتحت عينيها بحذر عندما طال الصمت لتتفاجىء بزاهر واقف أمامها، لمحت في عينيه نظرة مختلفة لم تستطع تحدد ماهيتها لأنها سرعان ماأختفت وحلت محلها نظرة خاليه من المشاعر.
هتف بغضب مفتعل: إنتي إزاي تعملي في نفسك كده عايزه تموتي نفسك عشان واحد مش يستاهل، ثم جذب كرسي ووضعه بالقرب من الفراش جلس عليه وتحدث قائلا: كنتي تعالي قوليلي وانا كنت خليته يجيلك راكع.
تفاجئت بيسان من كلامه وعن ماذا يتكلم : أنت بتقول أيه
أخفى زاهر إبتسامته بصعوبة عندما رأى نظراتها المشتت: قصدي الجواب إللي كتبتيه وبتعترفي فيه بحبك لكريم، أنا كنت عارف أنك بتحبيه، بس متخليتش بيسان العاقلة تعمل في نفسها كده، أنا مش هسكت على اللي حصل، هخليه يقول حقي برقبتي، اومال أيه لزمت الاخوات وأنتي أختي يابيسان نطق أخر جملة ببطء شديد مرددًا إيها أختي...أختي
تسمرت نظراتها عليه، لم تصدر أي صوت من الصدمة قائلة ببلاهة: كريم بحبه وحاولت أنتحر عشان.
تصنع الزعل: مقولتيش ليه إنك بتحبيه كنت هتصرف، مسك كف يديها قائلا : متكلمتيش معايا وقولتلي إيه إللي مضايقك، فاكره زمان لما كانت أي حاجة بتضايقك كنتي تجي عليا جري تشتكي، أنا هخدلك حقك يأجمل وأرق أخت، رأى زاهر نظراتها له كأنه نبتت له قرون، هربت إبتسامة منه لكنه أستطاع أخفائها بسرعة أنا ديما بقولك أنك زي أختي يابيسان ليه مش لجئتي ليا.
داخل عقلها ترددت كلمة أختي لتهتف بانفعال: أطلع برا ده الحجر بيفهم عنك، أنا ظلمت الحجر لما سميتك بيه، براااا يازاهر.
تحدث لها بمكر: ده أنتي حالتك صعبة أوي، هروح أجبلك دكتور بسرعة خرج من الغرفة والإبتسانة تزين شفتيه.
بمجرد خروجه نهضت من الفراش وأخذت تتحرك بغضب في الغرفة هتفت بعصبية: غبي الغبي إللي مش بيفهم والله لأموتك، فينك ياكريم تلحقني قبل ما أرتكب جريمة قتل وعندما سمعت طرق على الباب استلقت على الفراش بسرعة.
دلف زاهر وبجواره الطبيب صديقه وابتسامة تزيين وجهه.
زاهر تحدث بخبث: مش عارف مالها ياهشام كنت بتكلم معاها وكانت هادية ومرة واحدة أتعصبت ووشها أحمر باين عليها صدمة متأخرة.
تحدث هشام بهدوء: أنا جبت معايا حقنة مهدئة هتريح أعصابها شوية ورفع يديه بالحقنة حتى أصبحت في مجال رؤيتها.
اتسعت عينيها بالرعب وهي تقول: أنا عايزه الدكتور بتاعي يازاهر ومش عايزه أخد أبر.
تحدث زاهر: أهدي بس يابيسان ده دكتور هشام أشطر دكتور في المستشفى هنا وأيديه خفيفة مش هتحسي بشكة الابرة خالص.
هتفت بهلع: مش عايزه أخد أبر وأطلع برا أنت وهو.
اقترب هشام من الفراش، ارتعبت بيسان من شكل الحقنة لتقفز فوق الفراش واقفة قائلة بخوف: خليه يطلع برا يازاهر خلاص انا بقيت كويسة.
هشام بهدوء: باين عليها مصدومة أمسكها يازاهر عشان أعرف أديها الحقنة.
هتفت بيسان بانفعال : بقولكم بقيت كويسة.
خلال لحظة وجدت زاهر بجوارها فوق الفراش ممسكًا إيها قائلا: أهدي يابيسان الحقنة دي في مصلحتك قام برفعها بسهولة لتقف بجوار هشام، عندما رأت الحقنة تقترب من ذراعها نظرت لها برعب لتفقد وعيها.
هتف زاهر بخوف: بيسان هشام الحقني
رد هشام قائلا بهدوء: متخافش هي أتصدمت من شكل الإبرة، مكنتش أعرف أن قلبها خفيف.
زاهر بأعصاب مضطربة قام بهز بيسان برقة، رموشها تحركت بخفة.
تحدث هشام: أهي هتفوق أسيبك بقا قبل ماتمسك فيا وتعرف أن ده مقلب فيها.
عندما فتحت عينيها رأت وجه من تحب أمامها وبمجرد تذكرها ماحدث هتفت صارخة.
قال لها برقة: بحبك بحبك تتجوزيني.
أتسعت عينيها بصدمة وكادت تفقد الوعي بين ذراعيه مرة أخرى.
نظر لها بعشق قائلا بابستامة : أوعي تعمليها ويغمي عليكي تاني، مش حمل خضة تاني وفي نفس الوقت بقول اعمليها عشان تفضلي طول الوقت في حضني.
بيسان بصدمة غير مصدقه ماسمعت: هو أنا إللي سمعته صح.
زاهر بمرواغة في الكلام والابتسامة لزالت تزين وجه: قصدك اوعي يغمي عليكي.
_الكلام إللي قبل كده.
_ قصدك أوعي تعمليها.
_ أنت عارف قصدي أيه يازاهر.
زاهر برقة: بحبك وعايز أتجوزك.
لمعت عينيها ببريق السعادة وهي تقول: أخيرًا الحجر أتكلم وقال بحبك.
قام أحد الرجال بضربها فوق رأسها لإيقاف صريخها المتواصل استيقظت بعد فترة ووجدت نفسها داخل غرفة إضاءتها خافتة، ومعاها في نفس الغرفة مجموعة من الشباب والفتيات في إعمار مختلفة يرتدون ملابس غربية شبه عاري، رأت الفتيات ينظرن لها بشفقة.
همست أحدى الفتيات: بنت جديدة.
أنتفض جسدها من شدة الرعب وهي تحدث نفسها أين هي؟
دخلت أحدى الفتيات وأشارت لضحى بالنهوض: أنتي قومي تعالي معايا.
همست ضحى بخوف: أنتي بتكلميني أنا
الفتاة بقسوة: أيوه أنتي الوجه الجديد في المجموعة فريد طلع بيفهم لما اتفق مع رجالتنا عشان يخطفوكي، نظرت لها بتلذذ تستاهلي المخاطرة ياموزة.
بدأ جسدها في الارتجاف وهي تسمع كلماتها وترى نظراتها لها.
هتفت الفتاة: فزي معايا بالذوق.
نهضت بأقدام ترتعش من الخوف، فقامت الفتاة بجذبها بقسوة لتمشي بجوارها حتى خرجت من الغرفة ودخلت بيها الى غرفة أخرى.
رأت راجل جالس خلف مكتب عريض وأمامه يجلس رجل أخر معطيًا ظهره لها
الراجل الجالس خلف المكتب بمجرد دخولها نظر لها وأخذ يتفحصها كأنها سلعة يريد شرائها.
ضحى بتوسل: أبوس أيدك خرجوني من هنا رجوعني لأهلي.
التفت الراجل المعطي لها ظهره قائلا بابتسامة شامته: حبيبتي هو أنتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه، ده أنا تعبت أوي عشان أجيبك هنا، ده هيكون أنتقامي ليكي أنك تكوني سلعة للكل بس قبلها هتكوني ليا أنا الأول.
ضحى عندما رأته وسمعت كلامه كادت تسقط أرضا من شدة الخوف.
توسلت لهم ببكاء قائلة: سبوني أخرج من هنا ومش هتكلم والله مش هفتح بؤي، أنا أهلي ناس غلابه وبنتهم الوحيدة ده ممكن يموتو فيها لو مش رجعت ليهم.
توسلت بشدة ولكن لا حياة لمن تنادي ناظرين لها بقسوة لم يؤثر فيهم توسلها نظرت حولها في محاولة لأيجاد وسيلة للهروب رأت نافذة خلفها ولكن نوافذها كانت حديدية ذهبت إلى الباب مهرولة في محاولة عقيمة للهروب، عندما فتحته وجدت أمامها راجل ضخم الجثة قام بدفعها داخل الغرفة لتسقط واقعة على الارض ثم أغلق الباب.
الراجل خلف المكتب: متحاوليش تهربي أنتي أول مارجلك دخلت هنا بقيتي ملكنا نادى بصوت عالي: هيفا
دخلت فتاة نحيلة الجسم: نعم يامنير بيه
أشار إلى ضحى قائلا: خديها معاكي عايزك تظبطيها زي العروسة في ليلة دخلتها، بس قبلها قعديه مع البنات الاول عشان تتعود على المكان وتاخد فكرة عن طبيعة شغلها، وعلى بالليل تظبط ووديها الاوضة المخصوص.
هيفا بميوعة: حاضر يامنير بيه قومي ياللي ماتتسمي.
انتفض جسدها المسجى على الأرض، ظلت جالسة تأبي أطاعة كلماتها.
هتف منير بحدة: مرعي ليدخل شخص ضخم الجثة، خدها وديها على أوضة البنات.
حاولت المقاومة والافلات من قبضته، لكنه أستطاع حملها بسهولة على كتفه وعندما قامت بعضه في رقبته، ضربها بالقلم على وجهها جعلت عينيها تطفر بالدموع والدماء تنزف من أنفها.
هتف منير بغضب: مش عايز عنف يامرعي معاها عايزه جسمها ووشها مفهوش علامة مفهوم الكلام.
هز مرعي رأسه بالأيجاب : مفهوم يامنير بيه.
خرج مرعي حاملًا ضحى التى لم تيأس من محاولة الافلات من قبضة يده
قام مرعي بوضعها في غرفة البنات ثم خرج، لتنزوي في ركن بعيد ودموعها لم تتوقف عن التساقط، من مكانها رأت دخول ثلاث فتيات ملامحهن غريبة فيهن من تبكي وفيهن المخمورة والجميع حالتهم وشكلهم سيء، ضمت ضحى ركبتيها تجاه صدرها لتأخذ وضع الجنين، جسدها لم يتوقف عن الأرتعاش ودموعها لم تتوقف.
*****
جلست زهرة في المطبخ لا تفعل شيء سوى الأنتظار، رن جرس هاتفها رقم المتصل كان بدون أسم فقامت بتجاهل الإتصال، لكن رنين هاتفها لم يتوقف حدثت نفسها: يكون نمرة حد أعرفه وفي حاجة حصلت في البيت خير يارب.
فتحت الهاتف قائلة: مين معايا؟
تحدث المتصل قائلا: أنا أحمد يازهرة
زهرة بصدمة من معرفته لرقم هاتفها، قائلة بحدة: جبت رقم تليفوني منين؟
رد عليها بهدوء: باتصالاتي عرفت أجيبه، أنا عايزه أتكلم معاكي يازهرة.
هتفت زهرة بضيق: وبعدين معاك يااحمد خلاص مبقاش ينفع كلام بينا، أنت بقيت زوج وأب.
قال أحمد: حاولت أنساكي يازهرة بس مقدرتش أحب مراتي.
ردت زهرة بحدة: بس أنا نسيتك.
هتف بانفعال : كدابة أنتي بتكدبي أنتي عمرك مانسيتيني.
قالت بألم : بلاش الثقة الزيادة دي، هو أنت فاكر نفسك أيه مفيش غيرك ومش هقدر أحب حد غيرك ولا هقدر أكمل حياتي من غيرك.
رد بلهجة واثقة: أيوه يازهرة أنتي مش قادرة تكملي حياتك من غيري مكنتيش بقيتي زهرة اللي أنا شوفتها ومعرفتهاش اللي حصل بينا زمان كسرك وغيرك وخلاكي متقدريش تعيشي حياتك.
ضحكت بسخرية ثم قالت: متبقاش واثق من نفسك هو أنت سمعك تقيل مسمعتش أنا قولتلك أيه، أنا خلاص نسيتك ومسحتك تماما من حياتي نصيحة مني أرجع لبيتك ومراتك وبناتك حاول تصلح علاقتك معاهم، عشان تقدر تعيش مبسوط ومرتاح سلااام يااحمد ولو سمحت متتصلش بيا تاني ومتحاولش تشوفيني.
هتف بحدة: هتقابليني يازهرة لو رافضتي هقول حقيقتك للشغالة عنده وأنك سوابق وأي مكان هتشتغلي فيه
ردت بصوت منفعل: هو ده الحب اللي بتقول عليه أنت بتهددني.
_أنتي السبب، أنتي اللي خلتيني أقول كده أنا مش بطلب منك شيء مستحيل أنا عايز أقعد معاكي عايزك تسامحيني.
_أسامحك أزاي وانت بتهددني.
_ مكنتش أٌقصد أهددك بس غصب عني لقيت نفسي بقولك كده، أنا عايز بس أقعد معاكي.
ردت بضيق: حاضر يااحمد هقابلك.
زينت شفتيه إبتسامة منتصرة ثم قال:نتقابل النهاردة.
_لا مينفعش النهاردة نتقابل في يوم أجازتي.
_ مع السلامة يازهرتي.
_ سلام ياأحمد.
أغلقت هاتفها بعصبية، حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي أنا قفلت
صفحتك من حياتي ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي