رواية #زهرة_ولكن_دميمة
الحلقه السابعة
بعد أن نامت زوجته والصغيرتين،
خرج من غرفة النوم، جلس بمفرده في الشرفة وفي يده كوب من القهوة، يستمتع بنسمات
الهواء الرقيقة المداعبة لوجهه وخصلات شعره، نظر للنجوم اللامعة في السماء شاردًا مع ذكرياته، تزوج ولكنه لم يكن سعيدًا مع زوجته، فهي تعامله
ببرود ولا تهتم به، أهتمامها بالبيت والفتاتين فقط، شعر أنه ارتكب خطأ العمر بالزواج منها، بدأت ذكريات حبه مع زهرة تومض بداخله، همس متمتمًا
بندم :يارتني ما اتخليت عنك وسبتك، أد إيه كنت غبي ومقدرتش الكنز اللي بين أيديا، أمسك هاتفه وقام بالاتصال مرة أخرى بشقيق ضحى.
عندما رأى حسام رقم المتصل زفر بضيق، فهو مصر على معرفة عنوان زهرة، عندما سأل شقيقته عن سبب إصراره في معرفة عنوانها، أخبرته أنهم
كانوا في حكم المخطوبين، أصابته الدهشة مما روته له، فهو لم يتخيل أبدًا أن زهرة الغير
جذابة يوجد شخص واقع في حبها وأيضا يتوسل لمعرفة فقط عنوانها.
تحدث أحمد بخفوت: إزيك ياحسام، ياريت المرة دي متكسفنيش.
قال حسام بضيق: مش عشان اختي خلتني حلقة الوصل معاك تتصل كل شوية بيا وتدخلها في
حوار ملهوش لزمة دلوقتي، وقول بسرعة أنت عايز إيه عشان مش فاضي، زفة ضحى قربت تطلع.
همس أحمد: مبروك لضحى.
رد عليه بنفاذ صبر: الله يبارك فيك قول عايز أيه.
تحدث أحمد بهدوء: عايز عنوان زهرة.
_ وأنا قولتلك معرفش عنوانها.
_ أنا رحت لبيتها القديم وقالوا في المنطقة انها عزلت وضحى كانت صاحبتها الوحيدة فأكيد تعرف عنوانها.
قال حسام بملل:الكلام ده أنت قولته قبل كده وضحى قالت متعرفش عنوانها.
تحدث برجاء : أنا متأكد أن ضحى تعرف عنوانها، فلو سمحت يا حسام لو تعرف العنوان قوله، عشان أنا محتاج اقابلها، محتاجها في كلام مهم.
بعد إلحاح متواصل من أحمد قام بإعطائه العنوان.
هتف أحمد: ده عنوانكم.
_ايوه ما هي ساكنة في البيت عندنا.
_شكرااا ليك على مساعدتك ليا وأغلق الهاتف وزينت شفتيه ابتسامة إنتصار.
______
بعد انتهاء االزفاف، انطلق الأقارب وأهل الحي بالسيارات وكل قائد سيارة قام باللف والدوران بها وتعالت أصوات الصفارات والزغاريط حتى باب عمارة شقة العريس.
بمجرد خروج ضحى من السيارة، أخذتها أمها بالحضن باكية: خلي بالك من نفسك.
_حاضر يا ماما.
الاب قال لكمال متأثرًا والدموع محتبسه في عينيه: خلي بالك من ضحى، ضحى غلبانة اوي وأغلب من الغلب.
كمال بهدوء: ضحى في عيوني ياعمي.
وبعد التهاني تحرك العروسان إلى االداخل وبمجرد دخول ضحى من باب الشقة وإغلاق الباب خلفها، أحست بتغير في تصرفات كمال، الصمت أصبح سيد الموقف بينهم سائدا، مرت عدة دقائق دون نطق أي منهم بكلمة واحدة، ظلت ضحى واقفة في مكانها تنظر للأسفل منتظرة تحركه.
وبعد طول انتظار تحدث كمال بهدوء: تعالي معايا ثم قبض على كف يديها، واتجه ناحية غرفة النوم، مبروك ياضحى.
ضحى بخجل :الله يبارك فيك.
نظر لها بثبات :أنا هطلع برا دلوقتي عشان تاخدي راحتك وإنتي بتغيري الفستان.
هزت ضحى رأسها بخجل، واجهت صعوبة في نزع فستانها لكنها خجلت من منادته لكي يساعدها، بعد معاناة استطاعت نزع فستانها ثم قامت بارتداء بيجامة حريرية كريمية اللون، ظلت منتظرة دخوله حتى يأست، لتخرج من غرفة النوم باحثه عنه، رأته ممسك تليفونه يتحدث بخفوت.
اقتربت منه ضحى وكحت بخفة للتنبيه بوجودها.
التفت لها وارتسمت على وجهه ملامح جامدة قائلا:أنتي هنا من أمتى.
ضحى بخجل :لسه دلوقتى.
نظر له وهو يشعر بالراحة : معلش يا ضحى هضطر أسيبك دلوقتى.
اتسعت عينيها بذهول: أزاي هتمشي وتسبيني.
قال بهدوء :غصب عني أسيبك في ليلة فرحنا، لسوء الحظ واحد صاحبي لسه متصل بيا وعنده مشكلة جامدة، معلش يا ضحى متزعليش مني بس، أنا مضطر امشي دلوقتي.
تركها كمال مباشرة تاركا أيها تنظر له بصدمة وهو يختفي من أمام عينيها، فاقت ضحى من صدمتها على صوت إغلاق باب الشقة.
هزت رأسها بذهول غير مصدقة ماحدث لها، ظلت منتظر بالساعات حضوره حتى تأخر الوقت، شعرت بالتعب وعدم قدرتها على فتح عينيها، توجهت إلى غرفة النوم واستلقت نائمة على السرير وأثار الدموع على وجنتيها فقد تركها عريسها في ليلة زفافها.
______
أنتظر احمد شروق الشمس بفارغ الصبر لرؤية زهرة فقد علم من حسام إنها تخرج باكرًا للذهاب إلى عملها، عقد العزم والنية أن يتوسل حتى تسامحه على ما ارتكبه من ذنب في حقها.
أنتظر في سيارته في مكان قريب من المنزل يتيح له رؤيتها بمجرد خروجها، رأى فتاة تخرج من البيت في نفس التوقيت لم يكترث للنظر لها مرة أخرى ثم التفت موجه نظراته تجاه مدخل المنزل، أعار انتباهه سماع صوتها، التفت بحدة ناظرًا تجاه الصوت.
هتفت زهرة :نعم يأم محمد.
_معلش يازهرة هتعبك معايا تبقي تعدي على سوسن تستعجليها بالعباية
_وانا جايه من الشغل هعدي عليها تستعجلك العباية بتاعتك
لم يصدق لوهلة ما رآه، فهو اسم حبيبته وصوتها ولكن وجهها ليس هوشكلها ملابسها فهو لم يتعرف عليها عندما رأها.
وبدون وعي هتف مناديا: زهرة
التفتت له مصدومة :احمد
هتف محدثا نفسه :إنها هي زهرة، خرج من سيارته.
عندما رأت تحركه، هرولت مسرعة فهي لا تريد رؤيته تخشى المقابلة.
اضطرت لإيقاف تاكسي غصب عنها ولكن ماباليد حيلة، هتفت في السائق اطلع ياسطى بسرعة.
عاد أحمد مسرعًا إلى سيارته وانطلق وراء التاكسي للحاق بها.
تنهدت زهرة براحة عندما لم ترى سيارته خلفها، طلبت من السائق التوقف بالقرب من بوابة الشركة.
وبمجرد وضع قدمها على الرصيف وانطلاق السائق وجدت من يجذبها بعنف من ذراعها مجبرا إياها على النظر نحوه، بتهربي ليه مني يازهرة تحدث بحيرة شديدة، أنا معرفتكيش في الأول، إيه اللي حصل معاكي عشان تبقي كده.
ردت بحدة: ملكش فيه وقولي أيه إللي فكرك بيا دلوقتي.
_إللي رجعني الحنين، الحنين ليكي، الحنين لحبي الوحيد إللي مقدرتش قيمته إلا بعد فوات الأوان.
هتفت بحزن :كان فين الكلام ده زمان، جي تقولي الكلام ده بعد ما اتجوزت وخلفت.
تحدث بندم: غلطت لما اتجوزتها ولولا الولاد اللي بينا كان زماني طلقتها.
نظرت له بغضب :امشي يا أحمد الكلام بقى ملوش لزمة.
تحدث بألم :بس أنا عايزك تسامحيني، عايز نرجع لبعض.
هتفت بحدة :أنت ايه اللي بتقوله ده، أمشي يا أحمد وسبني في حالي الله يخليك، خلاص احنا مبقناش ننفع لبعض انت راجل متجوز وأنا زي ما أنت شايف مبقتش زهرة بسبب اللي حصل زمان، إنسى يا أحمد.
تحدث بانفعال: وانتي نسيتي إللي بينا يازهرة، نسيتي كل إللي جمع بينا من حب زمان بالبساطة دي.
نظرت له بانفعال: حب أيه إللي بتتكلم عليه هو مين فينا إللي نسى التاني، مين فينا إللي باع التاني.
_وأنا جاي أقولك أنسى إللي فات وحصل زمان.
_أنسى أيه يا أحمد وسبب بعدنا لسه موجود.
_غلطة عمري يا زهرة
_ الغلطة دى ناوي تصلحها إزاي وانتو بينكم عيال.
نظر له بندم :سامحيني يازهرة، أنا بجد ندمان، كنت غبي أوي لما سبتك تضيعي من إيدي.
_متعتذرش يا احمد، أنت كنت زمان مهم ليا، لكن النهاردة بح.
_أنا مش سعيد في جوازي يا زهرة، اكتشفت إني مش هحب ولا هحب حد غيرك تعالي نرجع لبعض.
هتفت زهرة بغضب :هو أنت سمعك تقيل، أنت ولا حاجة ببالنسبة ليا أمشي من هنا ومش عايزه اشوف وشك تاني.
أمسك احمد ذراعها قائلًا بانفعال: مش همشى ومش هسيبك.
شعرت زهرة بالرعب منه حاولت الافلات من يديه، قالت بفزع: سيب إيدي
تحدث بإصرار: مش هسيبك الا لما تسامحيني.
في هذا التوقيت توقفت سيارة قريبًا من البوابة، رأى كريم فتاة وشاب يتهجم عليها وهي تحاول الافلات.
خرج مسرعًا من السيارة، تحدث بصوت عالي :في حاجة يا أنسة.
نظرت له بتوسل : خليه يسبني.
هتف كريم: سيبها أحسنلك، بدل ما اطلبك الأمن.
احمد وجه له نظرات نارية :ملكش فيه، دي مشكلة بين حبيبين أش دخلك أنت.
بادل كلاهما نظرة ذهول فهما مختلفان نقيضان،هو جذاب وهي عكسه تماما: حبيبين.
احمد قال بحدة: متخانقين مع بعض وهي مش قابله الصلح.
همست زهرة : امشي من هنا بلاش فضايح.
رد عليها بخفوت :همشي بشرط، توافقي نتقابل.
هزت رأسها بالموافقة متمتمه بخفوت :حاضر.
نظر كريم إلى زهرة قائلا: كلامه صح هو أنتو زي مابيقولو.
قالت بخفوت وهي تشعر بالغضب :أيوه صح، أمشي بقا دلوقتي.
هز رأسه بانتصار : نتقابل بعد ماتخلصي شغل.
ردت زهرة :حاضر.
تحرك كريم مبتعدا مبتسما، متمتما الناس فيما يعشقون مذاهب.
شعرت زهرة بالرعب عندما رأت هذا الراجل يتجه ناحية البوابة فتمنت عدم ملاحظتها.
تفاجئ بمرور الفتاة أمامه،تعبر بوابة الشركة.
صاح فيها :أنتي يا أنسة رايحة فين و اسمك ايه؟
زهرة شعرت بأحراج شديد: أنا شغاله هنا واسمي زهرة.
تحدث بثبات :وشغالة ايه؟
ردت زهرة متمته:شغالة في البوفيه.
تحدث له أمرًا: إللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني.
هزت رأسها قائلة بخفوت: حاضر يابيه.
ذهب كريم مباشرة إلى مكتب بيسان
طرق على الباب ثم دلف مباشرة قائلًا بابتسامة :صباح الخير.
زمت شفتيها قائلة بضيق :فين الخير ده ياكيمو،أنا خلاص جبت أخري منه.
جلس على الكرسي وهو يسأل :مالك مانتي كنتي كويسة امبارح.
بيسان بغضب:كنت ياكريم كنت
_ خير وإيه اللي جد من امبارح لنهاردة.
زفرت بحدة وهي تتحدث: البيه عمل نفسه ولا كأنه شايفني،عديت من جنبه ولا هان عليه يقولي صباح الخير.
حاول كتم ابتسامته فقال بهدوء :والزوبعة دي كلها عشان مقلش صباح الخير.
ردت بيسان : أه ازاي يشوفني وميقولش صباح الخير، اتصرف ياكريم أنا تعبت ولو ملقتش ليا حل معاه هموت نفسي.
كريم تحدث بانزعاج : إيه العبط اللي بتقوليه ده، احنا مش اتفقنا امبارح وقولنا هنفذ بعدين الفكرة.
حركت يديها في الهواء بإنفعال: أفكارك اللي كلها فاشلة ومش بتأثر، لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث، مفيش حد حاسس بيا أنت متعرفش يعني أيه أفضل أربع سنين برا وأقول لنفسي أكيد هنساه لما يبقى بعيد عني، ولا نسيته ولا زفت بالعكس حبه زاد جوا قلبي وهو قلبه حجر انهت كلامها بتنهيدة متألمة مصحوبة بدموع منهمرة.
شعر كريم بالخوف من حدوث مكروه لها، فهي تبدو في حالة يرثى لها، قام من مكانه وجذبها لتنهض شعر بارتعاش جسدها، احتضنها وربت على رأسها بحنيه قائلا برقة:وانا روحت فين، هو انا مش كفاية عليكي.
رفعت رأسها تنظر له بعيون دامعة:لا مش كفاية.
دلف زاهر إلى مكتبها مباشرة فالباب كان مفتوح قليلًا، اتسعت عينيه بغضب من المشهد الماثل أمامه.
نظرت له بيسان بصدمة وهي تراه أمامهم وعلى وجهه تعبيرات قاتلة، تحدثت بيسان بتوتر :أنت فاهم غلط.
كريم همس لها أهدى يا بيسان إنتي معملتيش حاجة غلط ثم بادله بنظرة ثابتة :أنت إزاي تدخل من غير استئذان.
رد زاهر وهو في قمة غضبه:شيء ميخصنيش تعملو ايه مع بعض، إزاي أدخل من غير استئذان فالباب كان مفتوح وجيت ليه عشان اديكي الملفات اللي طلبتيها ثم وضع الملفات بعنف على سطح المكتب، وانصرف بخطى غاضبة من خارج المكتب محدثًا نفسه بغضب بصمت، عمرها ماكنت مناسبة ليك ولا هتكون واكتر حاجة صح عملتها في حياتك أنك رفضتها.
بيسان دموعها انهمرت على وجهها وهي تقول:خلاص خسرته ياكريم.
تحدث لها بحنية: هششش بطلي عياط، لو مقدرش قيمتك يبقى ميستهلكيش.
في أرقى المناطق السكنية جلست دينا على أريكتها الوثيرة، أخذت تزفر بغضب و تقوم بقضم اظافرها،فهي منتظرة مكالمة هاتفية هامة، وبعد طول انتظار رن تليفونها امسكتها بسرعة وتحدثت برقة:ألو.
رد شهاب بملل( أحد أهم منافسين أكنان وبينهم عداوة شديدة): ايوه يا دينا .. كنتي عايزاني في إيه.
دينا بدلع: عايزاك في كل خير طبعا، عارف الصفقة بتاعت الشركة اليابانية اللي نفسك تفوز فيها، أنا ممكن اساعدك تكسبها.
انتبهت حواسه لحديثها :دي لعبة عليا أنا إللي عارفه انك على علاقة بأكنان، هو أكنان مسلطك عليا.
ردت دينا برفض: مفيش حاجة من كلامك صح، هو انت موصلكش آخر الأخبار.
سأل شهاب: وأيه هي آخر الأخبار؟
قالت دينا بغل: إنه قطع علاقته معايا بطريقة مهينة وأنا عايزه انتقم منه وأرد ليه القلم إللي اديهولي.
شهاب بهدوء :أحكي إللي عندك وهشوف إذ كان هيفدني ولا لأ.
تحدثت بحقد عن مادار من حوار بين أكنان في التليفون وأحد مسئولي الشركة اليابانية، كانت معه وقتها وتصنعت عدم الإنتباه له.
عندما انتهت من الكلام هتف منتصرا : واخيرًا المناقصة دي لو فزت فيها هتخسر المجموعة كتير وهيكون ليكي الحلاوة.
ردت بغل :حلاوتي إني أشوفه مهزوم.
إنتهت المكالمة بينهما على موعد للقاء، تنهدت دينا وارتسمت على ثغرها ابتسامة متشفية.
رن جرس الباب، فقامت من مكانها بضيق فتحت الباب.
روجينا بابتسامة: كده يا ندلة ولا حتى مكالمة تليفون وأرن عليكي مش بتردي
ردت بضجر: مكنتش فاضية.
_طبعا لازم متكونيش فاضية، ماهو أكنان شغل كل وقتك وطبعا نسيتي موضوع زاهر.
_ ماهو من أرك ده كله بح.
سألت بفضول :يعني أيه؟
ردت بضيق:أكنان قطع علاقته معايا وموضوع زاهر بقى في طي النسيان
تحدثت لها بحزن :يا خسارة يا زاهر وانتي عاملة ايه دلوقتي؟
ردت دينا بكآبة: هنتقم منه وهدفعه التمن غالي.
نظرت لها بفضول :إزاي بقى
ردت عليها بشرود قائلة إزاي دي هتعرفيها بعدين
_____
استيقظت ضحى من نومها وأخذت تتثاءب نهضت من فوق الفراش مصدومة متذكرة ماحدث ليلة البارحة وخروج زوجها وعدم روجعه، خرجت من غرفتها للبحث عنه، فوجدت الشقة فارغة وليس هناك مايدل انه أتى حتى الآن، بعد لحظات سمعت صوت المفتاح في الباب وإغلاق الباب ذهبت مسرعة تجاه باب الشقة.
اول ما رأها قال كمال بابتسامة: صباح الخير على احلى عروسة.
ردت ضحى بلهجة كئيبة: صباح االخير أنت قولت مش هتتأخر.
كمال قال بهدوء :معلش ياحبيبتي بس المشكلة كبرت واتطورت وقلبت لخناقة جامدة ورحنا القسم ولسه طالع منه دلوقتي.
هتفت بقلق: قسم، وأنت كويس.
كمال بابتسامة: كويس إنها جيت على كده.
_والمشكلة اتحلت.
_لو مكتنش اتحلت كان زماني لسه مشرف في القسم.
سألت ضحى بفضول :هو حصل ايه بالظبط.
رد كمال :ححكيلك بعدين، المهم دلوقتي عايزك تحضري شنطة لينا عشان هنسافر مارينا هنقضي في الفيلا بتاعتي هناك اول يومين لينا في شهر العسل فيها، غمز له بأحد حاجبيه أصل اتشائمت من هنا أول يوم فرحي هنا وقضته في القسم، فقولت أخدك واهرب في مكان بعيد نكون فيه لوحدنا من غير حتى تليفونات.
ردت بخجل :حاضر قبل مااحضر الشنط هات تليفونك عشان تليفوني نسيته في البيت عند بابا، أرن على ماما اطمنها عليا واقولها اننا هنسافر مارينا، عشان ميجوش المشوار هنا ومش يلاقونا.
رد بابتسامة :انا اتصلت بيهم وقولتله، يلا بينا حضري الشنط عشان منتأخرش.
و بعدها بنصف ساعة انطلق كمال بالسيارة وطول الطريق ظل صامتا.
كسرت ضحى الصمت قائلة: هو فاضل كتير لحد مانوصل.
رد كمال: قربنا نوصل حبيبتي باين عليكي زهقتي.
اجابته ضحى: مش زهقانه من الطريق، أنا زهقت من قلة الكلام وحساك متغير وفي حاجة شغلة بالك، هو في ايه ياكمال بالظبط.
نظر له وقال بهدوء :أصل حصلت مشكلة في الشغل خلت بالي مشغول وكمان مشكلة صحبي وترتني اكتر
بعد فترة وصل كمال إلى الفيلا، نزلا من باب السيارة حتى وصلا أمام الباب وضع كمال المفتاح وفتح الباب، عندما دخلا أضاء كمال الانوار قائلا بابتسامة :نورتي بيتك ياعروسة، تعالي عشان اوريكي أوضة النوم وفي الداخل قال كمال :انا هدخل اخد شاور وعايزك تغيري هدومك وتلبسيلي قميص نوم حلو وغمز بحاجبيه، وبلاش ابوس ايدك البيجامة اللي شوفتك بيها.
هزت ضحى رأسها بخجل :حاضر.
دلف كمال إلى الحمام ليغتسل، فتحت ضحى الشنطة واختارت قميص نوم مخصص لهذه الليلة.
وانتظرت خروجه وهي جالسة على الفراش سمعت رنين تليفون زوجها فقد تركه على الكمودينو بجوار الفراش.
أمسكت الهاتف ليعلن وصول رسالة تملكها الفضول، فقامت بفتح الرسالة من شخص يدعى فريد وقرأتها وكان نصها كالتالى أخبرني عندما تصبح الفتاة جاهزة أريدها كما اتفقنا.
لم تعلم لماذا شعرت بالقلق من فحوى الرسالة فقامت بوضع الهاتف في نفس موضعه.
خرج كمال من الحمام وارتدى ملابسه واخذ هاتفه.
سألت ضحى بقلق :أنت بتلبس تاني ليه
رد كمال : فتحت التلاجة لقيتها فاضية، فهروح اشتري شوية حاجات من السوبر ماركت
قالت ضحى: متتأخرش عشان بخاف من القعدة لوحدي.
رد كمال بابتسامة :مش هتأخر مسافة السكة حبيبتي.
ظلت ضحى واقفة مكانها تشعر بالضيق والقلق فهناك شيء غير طبيعي في سلوك كمال ذهبت إلى غرفة النوم لكي تستريح قليلا.
وبعد عدة دقائق من ذهاب كمال، سمعت صوت سيارة أمام بوابة الفيلا، نظرت من النافذة لترى من القادم فرأت رجل غريب يفتح باب الفيلا ويغلق الباب خلفه، استولى عليها الرعب ذهبت إلى الحمام واختبئت، سمعت صوت الأقدام في غرفة النوم ثم اختفت للدقائق ثم عادت الأقدام مرة أخرى بداخل الغرفة
اخرج الراجل هاتفه وتحدث بغضب :فين البنت اللي قولتلي عليها.
على الطرف الآخر كمال: انا لسه سايبها وقفلت عليها باب الفيلا دور عليها كويس.
فريد بزعيق:انا دورت عليها كويس ياكمال أنا دفعت فيها فلوس كتير عشان تجبلي بنت بنوت وفي الاخر اجي وملقيش حد، ده أنا هقتلك فيها.
كمال تحدث بقلق :دقايق وهكون عندك يافريد بيه.
فريد بلهجة غاضبة:عارف لو طلعت بتضحك عليا هوديك ورا الشمس وحمايتي ليك في شغل الدعارة هشيله.
كمال رد بسرعة:البنت موجودة في الفيلا وثواني وهكون عندك يافريد بيه.
اغلق فريد الهاتف بعنف في داخل الحمام وضعت ضحى يديها على فمها تحاول كتم تنفسه، مصدومة مما سمعت زوجها قواد وقام ببيعها لهذا الراجل، نظرت حولها برعب في محاولة لإيجاد وسيلة للهرو، لم تجد شيئا فشباك الحمام صغير جدا وهي تتحرك بخفة ذراعها ارتطم بحوض الحمام محدثة صوت خافت.
في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام، اقترب بخطى بطيئة وقام بفتح الباب.
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها، محركا لسانه بتلذذ.
شعرت إنها فريسة وقعت في المصيدة، محاصرة وليس هناك
مجال للهروب، دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت.