رواية زهرة ولكن دميمة الفصل الخامس5 بقلم سلمي محمد


 

رواية زهرة ولكن دميمة 



 الحلقة الخامسة🌱🌱


عندما انتهى حسان من أخذ ثأره، تحدث إلى رجاله أمرا :أرموه في أي خرابه. 


انصرف بعدها مباشرة والشكوك تعصف بداخله، كلامه تردد مرارا وتكررا في داخل عقله، كل شيء كان برضاها، برضاها. 


اتسعت عينيه بالغضب من مجرد التفكير في صدق كلامه، حتى قرر في النهاية التأكد من شكوكه.


بمجرد دخوله من باب الشقة، صاح مناديا سمااااح. 


خرجت حسنية من الغرفة مسرعة على صراخ إبنها: حوصل إيه؟ 


رد عليها بغلظة :خلي سماح تلبس خارجين دلوجتي. 


تحدثت حسنية بمرارة: جولي عملت ايه مع الكلب. 


_ أخدت بتاري منه. 


_ جتلته. 


رد بابتسامة صفراء: عملت فيه اللي اسوء من الموت، إللي يخليه يقول الموت ارحم ليه


_عملت فيه ياولدي برد نار غليلي. 


_خليته مينفعش واصل للجواز بعد أكده. 


لمعت عينيها بالتشفي: يستاهل هنسافر دلوجتي إحنا خلاص مبقاش لينا قعاد في البلد اهينا بعد فضحيت خيتك لينا، هتعمل أيه في الشقة وشغلك. 


رد حسان بلهجة غليظة: هبيع الشقة بعدين وهقفل كل شغلي اهينه، بس جبل السفر هنروح مشوار الأول، جوليلي حضرتي شنط السفر. 


سألت مستفهمة: الشنط جاهزة ومشوار ايه ياولدي. 


زفر بغضب قائلا :هتعرفي بعدين ياما، ادخلي ليها وجولي ليها تلبس. 


دلفت حسنية إلى غرفة ابنتها، تحدثت لها قائلة بقسوة: غيري خلجاتك، يارتني كنت كتمت نفسك أول ماولدتك وعرفت انك بنته، يا فضحتك ياحسنية. 


ادعت سماح المرض قائلة بصوت ضعيف : حاضر. 


انتهت سماح من تغيير ملابسها، ثم خرجت من غرفتها محنية الرأس. 


نظر لها حسان بغضب وبداخله شك يكاد يفتك بيه:يلا بينا. 


قاد الميكروباص وهو صامت. 


سألت حسنية :مجولتش احنا رايحين فين. 


نظر من خلال المرأة مثبتا نظراته الغاضبة على سماح، ليرد: بعدين. 


بعد فترة من القيادة توقف بالميكروباص أمام عيادة. 


رفعت سماح رأسها تنظر من خلال الزجاج، لمعرفة سبب توقفه، اتسعت عينيها بصدمة عندما رأت المكتوب على اللوحة.


حسان مناديا: انزلي يلا. 


ترددت سماح بالخروج، فصاح فيها: بجول انزلي. 


حسنية وهي بجواره نظرت له بفضول :هو انت واجفت هنا ليه ياولدي. 


_هجولك ياما، واجفت هنا ليه، عشان هكشف عليها الأول قبل مانسافر. 


_ كشف إيه؟ 


_ هشوف إذ كانت بتقول الصدق ولا كانت بتكذب علينا. 


_انا مش فاهمة ايتوها حاجة. 


تحدث حسان بغضب: بسام قال ان كل شيء كان برضاها، وهي عملت كده عشان تنتجم منه لما خلي بيها. 


لطمت حسنية على صدرها :يالهوووي، ثم أمسكت شعر سماح وأخذت في رأسها انطجي كلام خيك صوح، انطجي


تساقطت الدموع من عينيها وهي تقول: لاااا 


قال حسان بغضب مكتوم: مش في الشارع ياما بكفايا فضايح وكله هيبان لما الضكتورة تكشف عليها. 


ظلت واقفة مكانها جسدها ينتفض من الخوف، لم تمتثل لنادئه لها، فقام بجذبها من ذراعها بعنف ليجرها جرًا حتى دلف بيها إلى داخل العيادة.


ظلت سماح صامتة، تفكر في وسيلة للخروج من هذا المأذق، كسر صوت الممرضة صمتهم، نظرت لها سماح برعب، لو تم الكشف عليها سيظهر كذبها. 


وفي محاولة للهروب قالت بثبات :أنت إزاي تشك فيا ياحسان ثم نظرت إلى أمها: ماتقولي حاجة ياماما، قولي ليه ميصحش اللي بيعمله، يلا بينا نمشي من هنا ياماما، أمسكت ذراع والداتها في محاولة للخروج من العيادة. 


نظر لها وهمس بغضب: رايحة فين يلا بينا. 


تحركت معاه وهي تشعر إنها تخطو ببطء نحو موتها، دلفت للداخل كالمغيبة. 


في الداخل، قالت الطبيبة بهدوء: الاسم سماح مين فيكم. 


أشارت حسنية لها بقهر :بنتي سماح. 


سألت الطبيبة: بتشتكي من أيه؟ 


قال حسان بقسوة : عايز اعرف اتهتك عرضها إمتى؟ 


تحدثت الطبيبة بنبرة عملية: تمام تعالي معايا وأشارت إلى سماح ودلفت بيها إلى غرفة الكشف. 


قالت الطبيبة: اطلعي نامي على السرير ده. 


في الخارج


قالت حسنية : أنت متأكد من كلامك ده ياحسان. 


حسان بشر: هيبان لما الضكتورة تطلع. 


_ يامصيبتك لو طلع شكوك صح، يبقا مكفهاش فضحيتنا لينا، دي كمان طلعت خاطية وحطت راسنا في الوحل برضاها


في الداخل


كانت تتوسل الطبيبة أن تستر عليها. 


الطبيبة برفض: اطلعي على السرير عشان أكشف عليكي، بدل ماخرج اقولهم انك رافضة الكشف. 


هزت رأسها بيأس ولمعت الدموع في عينيها. وهي تصعد فوق الفراش.


قامت الطبيبة بتعقيم نفسها وكشفت عليها، جلست سماح فوق الفراش ودموعها تساقطت بغزارة على وجنتيها. 


الطبيبة دون الالتفات لها :البسي ثم خرجت لأهلها وظلت سماح في مكانها في حالة إنهيار، فحسان لن يتركها عندما يكتشف كذبها وفعلتها المحرمة، فهي تعرف أخيها جيدًا فهو سادي، سوف يعذبها ببطء حتى تتمنى الموت، تحركت من مكانها وأخذت تنظر حولها في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب، رأت نافذة في الركن فتحتها لعلى وعسى تستطيع الهروب من خلالها، وجدت أسفل النافذة مكان في الحائط بارز لا يتعدى العشرين سنتيمتر ممتد لنافذة أخرى مفتوحة فقررت الهروب من خلالها. 


الطبيبة جلست على الكرسي قائلة بثبات مفيش أثار عنف والكشف بيقول إنها مش بنت من فترة. 


حسان بغضب: طلعت بتكذب ثم هرول إلى الداخل. 


حسنية لطمت على صدرها وهى تتبعها :يا مصيبتك السودة يا مصيبتك السوده. 


عند دخوله رائها تقفز من النافذة، في ثواني كان عند النافذة لامساكها، نظرت له مرعوبة فبادلها بنظرات غاضبة، فقدت سماح تركيزها من شدة خوفها، حركت قدمها في الفراغ لتسقط من ارتفاع ست طوابق، نظراتهم ظلت متصلة لم تنقطع وهي تهوي مر شريط حياتها أمامها وهي تسقط وما ارتكبته من جرم في حق نفسها تحت مسمى الحب الحرام، تمنت في هذه اللحظة التي تقترب فيها من موت مقدر لها أن ترجع بالزمن وتعف نفسها عن الحرام ولم تسلم جسدها له ليتم انتهاكه وقبل ارتطامها بالأرض علمت انها النهاية، اتسعت عينيها وهي تلمع بالدموع مترجية المغفرة لخطئها في حق نفسها.


*******


مرت ثلاث أسابيع على زهرة في بحث مستمرعن وظيفة والجميع يقول لها نفس المقولة، هنبقا نتصل بيكي ببعدين، حتى مالك المستوصف بعد عدة ساعات من توظيفها قام بطردها قائلا لها:أنتي ملكيش شغل عندي، أنا مش أد الناس الكبار. 


سألت زهرة: تقصد أيه؟ 


تحدث مالك المستوصف قائلا: أنتي متوصي عليكي عشان امشيكي، شوفي إنتي زعلتي مين منك واطلبه منه السماح. 


شعرت زهرة بقلة الحيلة والضعف، خرجت من المستوصف وهي تبكي في صمت وأخذت تبحث عن عمل حتى أنهكها التعب من كثرة البحث دون جدوى، فكرامتها تأبى عليها الذهاب لكي تتوسل له. 


وصلت زهرة إلى منزلها متأخرة كالمعتاد، جلست على الكرسي وهي تتأوه بألم، أخذت تدلك قدمها التى تؤلمها بشدة. 


نادت عليها أمها من داخل الغرفة: يااازهرة


دلفت إلى غرفة امها ورسمت الإبتسامة على وجهها فهي حتى الآن لم تخبرها بطردها من المقهى: نعم ياماما


سألت هدى: هو أنتي هتفضلي تيجي متأخر من الشغل لحد أمتى. 


ردت زهرة:لحد ماتخلص التوضيبات اللي المدام بتعاملها في الكافيه. 


زمت هدى شفتيها بضيق :صيانة أيه وتوضيبات إللي في الشتا، مطت شفتيها بسخرية، ناس معاها فلوس. 


زهرة قالت بهدوء: عشان لما يجي موسم الشغل تكون كل حاجة جاهزة ومتعطلش الشغل. 


مطت شفتيها متمتمه : خلاص يازهرة بس خلي المدام متروحكيش متأخر تاني. 


_حاضر ياماما هكلمها، أنا هخرج عشان أغير هدومي والحق أعملك العشا وأكل ماشا زمانها ميته من الجوع، زهرة كرهت نفسها لكذبها على امها، فقلبها لن يتحمل القلق وكيفيه تغطية مصاريف العلاج وطعامهم. 


نظرت لها هدى بفضول :ماشا مين دي اللي زمانها ميته من الجوع. 


وضعت زهرة كف يديها على فمها مستوعبة مانطق فمها :هو أنا قولت ماشا. 


_أيوه، مين ماشا دي.


تحدثت زهرة بلجلجة :ماشا بصراحة ياماما قطة لقيتها في الشارع وشكلها كان تعبان اوي وكانت مش عايزه تسيبني وقولت اخدها أراعيها واهو اكسب فيها ثواب، أكملت كلامها برجاء، لو سمحتي ياماما خليها معايا ومتقوليش مشيها، ظلت زهرة تتوسل أمها حتى قالت بضيق :ماشي يازهرة خليها بس مشفش وشها في الاوضة عندي خالص


حضنت امها بفرحة وقامت بتقبيل رأسها قائلة بابتسامة: حاضر ياماما


هدى بتردد :بقولك يازهرة، دوا القلب قرب يخلص وكمان الضغط هاتلي علبتين بكرا. 


هزت رأسها :حاضر ياماما وانصرفت وهي تفكر في المبلغ المتبقي معاها قارب على النفاذ، فثمن الأدوية التى طلبتها أمها مكلفة جدًا، حدثت نفسها بضرورة البحث أكثر وأن تقبل بأي وظيفة، رن جرس الباب رنات متواصلة. 


تحركت بغضب، فضحى مصممة على اختبار صبرها. 


جزت على اسنانها :مش هتستريحي الا لما اجيبك من شعرك. 


ضحى بابتسامة: شدي بعدين، بس أنا مقدرتش استنى وقولت لزم اقولك. 


_تقولي ايه باين عليكي عايزه تفلتي من عقابي ليكي عشان حذرتك كتير ترني على الجرس بالطريقة دي


_ لما تسمعي الخبر ده هتنسي زعلك مني


_يلا احكي ياضحى


ضحى بابتسامة :انا جالي عريس ومش اي عريس، عريس مبسوط وهعيش معاه في فيلا، لتشرد حالمة، أخيراً جاه فارس الأحلام اللي هينتشلني من الفقر ده. 


_مبروووك ياضحى، ثم أتحضنتها واتعرفتو على بعض إزاي. 


_ انا اول مرة اشوفه النهاردة. 


زهرة بتساؤل : طب هو شافك أمتى. 


ضحى بابتسامة :هو كمان اول مرة يشوفني. 


تحدثت زهرة بحيرة :أومال عرفتو بعض ازاي. 


ردت ضحى :أنا هقولك، تعرفي الست ام حمدي، العريس جاي من طرفها، أنا حكيلك كل حاجة بالتفصيل، إنتي عارفة أن حمدي ابنها سواق تاكسي من حسن حظي ركب معاه كمال والكلام جاب كلام وأنه عايز عروسة مؤدبة ويكون أهلها في حالهم، اصل هو كان متجوز قبل كده واحدة أهلها مبسوطين وبهدلوه لحد ما طلقها وحمدي  كلم أمه وأمه كلمت أمي وجاه شافني النهاردة وكل حاجة جات بسرعة، ده أحنا حددنا ميعاد كتب الكتاب كمان، هيكون الاسبوع الجاي هيبقا فرح عائلي على الضيق وهو أنا اضايقت بس قولت راعي ظروفه وأنه لسه خارج من طلاق وعايز جواز هادي. 


شعرت زهرة بعدم الراحة فقالت: أنا طول عمري مش بستريح للست دي، هي اصلاً مش مريحة هي وابنها 


ردت ضحى :واحنا مالنا بيهم، المهم كمال الراجل في قمة الاحترام والأدب وكمان مهندس وانا موافقة. 


_طب مش تسألو عليها الأول. 


_اخويا شاف بطاقته وقبل مايجي كمال، راح مع حمدي يشوف مكتب الهندسة بتاعه وسأل البواب عليه وقال عليه إنه انسان محترم ولما جاه طبعا وافقنا علطول. 


زهرة ضمت ضحى بحب:مبرووك ياضحي وربنا يتمملك على خير. 


ردت ضحى قائلة بفرحة: يارب وعقبالك انتي كمان. 


أتنهدت زهرة :أنا خلاص اخدت نصيبي. 


_متقوليش كده يازهرة أنتي لسه صغيرة وانسي بقا اللي حصل زمان وأرجعي زهرة بتاعت زمان. 


نظرة لها بحدة قائلة بانفعال: اقفلي سيرة على الموضوع ومتتكلميش فيه تاني وخليه يفضل سر ميطلعش لحد خالص فاهمة ياضحى. 


مس كلامها كرامتها فقالت ضحى بحدة : وهيفضل سرك متصان يازهرة، إنتي من يوم ماعزلتي من شقتكم القديمة وجيتي ساكنتي في البيت هنا من كام سنة بؤي ده ماتفتحش، خالص ولا حتى أهلي يعرفو حاجة لحد النهاردة، سرك متصان معايا سينين ومحدش يعرف بيه تيجي تقوليلي دلوقتي أوعي تطلعي سري برا. 


انتبهت زهرة إلى إنفعال ضحي: مكنتش اقصد، الكلام طلع مني كده أنا عارفة كويس ان سري في أمان بس إنتي عارفة الكلام في الموضوع ده بيعصبني، خلاص بقا سماح ومتزعليش مني. 


ذهب غضبها بسرعة كما أتى :خلاص مش زعلانة، بس متنسيش كتب الكتاب الخميس الجاي في البيت هنا. 


ردت زهرة بابتسامة :هي دي محتاجة عزومة من الفجر هتلاقيني عندك. 


بادلتها الابتسامة وهي تقول :هو ده الكلام، سلااااام بقا عشان ورايا ألف حاجة لزم تخلص. 


نظرة لها قائلة بحب :سلاااام. 


تغلق ضحى الباب خلفها، لتدلف زهرة إلى غرفتها. 


لتتفاجئ بمشهد أصابها بصدمة لدرجة دمعت عينيها، ظلت مكانها يتملكها احساس بالشلل، فهي المذنبه في المصيبة الماثلة أمامها...فقد نسيت   إغلاق دولابها عند خروجها، اقتربت ببطء من الملابس المبعثرة، ركزت بركبتيها على الأرض تنظر بألم للمال الممبعثر، المقطع... الممضوغ... تحدثت إلى ماشا: طب اعمل أيه دلوقتي، أقتربت

 منها ماشا لكي تداعبها، دفعتها بكف يديها بعنف لتقع ماشا بعنف على الأرض تموء متألمة، شعرت زهرة بالذنب فقامت بحملها: أنا عارفة إنه مش ذنبك إنتي لاحول لكي ولاقوة ايش فهمك، الغلط عندي أنا، بس أعمل أيه في المصيبة دي دلوقتي، انهمرت الدموع على وجنتيها وهي تدعو بالستر وتيسير أحوالهم، وبعد فترة من الدعاء قررت الذهاب إلى الشركة لتعتذر له لكي يوظفها عنده كما طلب منها


داخل احد المطاعم الفاخرة وعلى إحدى الطاولات المخصصة لكبار الشخصيات، كانت تجلس دينا وبجوارها أكنان والضحكة لا تفارق شفتيها. 


تحدثت دينا بابتسامة :انا مكنتش متخيلة هبقا سعيدة كده معاك. 


رد أكنان بهدوء :طبعا لزم تكوني سعيدة معايا، وكل سنة وانتي طيبة وأخرج من جيبه علبة قطيفة.


امسكتها دينا متأملة جمالها الخارجي ثم قامت بفتحها، نظرت إلى العقد الألماظ منبهرة بجمالها الملفت وتفاصيلها المتقنة فهو عبارة عن تحفة فنية، أعطتها إلى أكنان قائلة باغراء: ممكن تلبسهولي. 


_طبعا، أحنت رأسها وقام بوضعه حول عنقها وأصابعه تلمس بشرتها بخفة، لتتنفس دينا بحدة من تأثير لمساته له، فهي بدون أن تشعر تحول أكنان بالنسبة لها من مجرد فريسة إلى حبيب لا تقدر أن تعيش بدونه. 


وبدون وعي منها نطقت بمشاعرها تجاهه: بحبك بحبك اوي، وأنت كمان بتحبني. 


أختفت النظرة المرحة وحلت محلها نظرة باردة قائلا :ومين قالك إني بحبك. 


رده جعلها تشعر بعدم الثقة، تحدثت بهدوء: كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول كده. 


نظر لها ببرود: أنا مش بحبك وبعمل كده مع أي واحدة بتسلى معاها. 


زمت شفتيها بغضب: هو أنت كنت بتتسلى بيا. 


قال بثبات:زي مأنتي كنتي فاكرة نفسك هتقدري تلعبي عليا وتضحكي عليا بكلمة بحبك. 


_بس انا بجد بحبك ياأكنان ومقدرش أعيش من غيرك. 


تحدث بملل: وانتي كده جبتي نهاية العلاقة بينا، نهض من مكانه لكي ينصرف 


_بسهولة كده هتقطع العلاقة اللي بينا عشان قولتلك بحبك. 


_ ايوه عشان قولتلي بحبك هسيبك وأنسي كل اللي بينا. 


تحدثت دينا برجاء: اعتبرني مقولتش حاجة، أنا مقولتش حاجة. 


تحدث وهو يحرك يديه في الهواء، بلامبلاة:انسي يادنيا، أنا مكنش نفسي افشكل دلوقتي، ثم قال بابتسامة باردة، بس إنتي السبب. 


دينا بتوسل :خلاص أنا أسفة، أنا مش بحبك، أنا مش بحبك بس متسبنيش. 


نظر لها بضيق وهو تتوسل له :سلام وذهب تاركًا إيها تنظر له بذهول غير مصدقة إنه هجرها لمجرد إعترافها بالحب. 


عندما خرج أكنان من المطعم وجد زاهر بانتظاره جالسًا بجوار السائق وبمجرد جلوسه انطلقت السيارة


تحدث إلى سائقه بضيق: روح على الشركة. 


قال زاهر: بقولك ياأكنان أنا عايز أجازة أسبوع، محدثا نفسه إنه لم يعد قادرًا على تحمل البقاء في نفس المكان معاها، فقدرته على التحمل أوشكت على الانفجار. 


نظر لها بذهول إنها المرة الأولى منذ عمله معه في: أجازه يازاهر ومن أمتى بتطلب أجازة. 


رد زاهر بضيق: هو أنا مش من حقي أخد أجازه. 


هز أكنان رأسه برفض :طبعا من حقك، بس ليه طلبك ده دلوقتي. 


أكنان قال :عشان عايز أغير جو واللي هيمسك مكاني طول الفترة اللي هغيبها كفء بامتياز. 


نظر له بفضول في محاولة لتخمين السبب الحقيقي وراء طلبه: في حاجة تانية وأنت مش عايزه تقولها. 


_أهو أنت قولت بنفسك مش عايز أقولها، يبقا سبني براحتي. 


_خلاص اللي يريحك بس خليك فاكر أنك مرضيتش تقولي سبب زعلك. 


ظل زاهر صامتًا حتى وصلت السيارة أمام باب الشركة. 


عندما دخل كلاهما إلى المكتب


تحدث أكنان متسائلا: قولي اخبار البنت بتاعت الكافيه. 


رد زاهر: كلامك اتنفذ بالحرف الواحد ومفيش أي شغلانة اشتغلت فيها إلا واتطردت منها، قفلنا كل السكك في وشها. 


نظر له بابتسامة ماكرة: صاحب الشغل اللي اشتغلت عنده النهاردة قلها الكلام اللي قولتلك تقوله ليه. 


هز زاهر رأسه بالإيجاب: أيوه، أي طلبات تانية. 


أشار له بالإنصراف قائلا بهدوء :لا مفيش. 


خرج زاهر من المكتب وهو في طريقه للذهاب إلى مكتبه، رأها تتحدث في الهاتف بلهجة منخفضة والإبتسامة تزين ثغرها، أكمل طريقه لكنه توقف عندما   سمعها ده أحنا هنقضي مع بعض سهرة ولا في الأحلام، قولتلي رقم الأوضة كام عشان نسيت،ثم أكملت طريقها باتجاه المصعد.


أصابت زاهر صدمة مؤقتة غير مستوعب ماسمع، غرفة في فندق وسهرة، تحرك مسرعًا مقررًا اللحاق بيها وغضب عارم يتزايد بداخله. 


ذهبت إلى الفندق وأبلغت موظف الاستقبال بأن السيد زيدان منتظر صعودها إلى غرفته، وبعد لحظات قام موظف مخصوص بتوصيلها حتى باب الغرفة. 


كان زاهر متتبع كل خطواتها، استطاع بحكم مهنته التسلل خلفها بدون أن تشعر بيه، دعى أن تكون شكوكه غير صحيحة وإن صغيرته مازالت برئية لم تلوثها طبيعة الحياة المتحررة في أمريكا، طرقت باب الغرفة ليفتح له رجل شديد الوسامة إبتسم عند رؤيتها لتبادله بيسان إبتسامته ثم قام باحتضانها وأخذ بيديها ودلف إلى داخل الغرفة، هرول زاهر من مكانها قبل إغلاق الباب، لكنه وصل متأخرًا، طرق على الباب بعنف. 


فتح زيدان الباب غاضبًا: أنت مين وأزاي تخبط على الباب بالطريقة دي. 


دلف زاهر والغيرة تكاد تفتك بيه:أناااا أبقا، أدار عينيه في الغرفة، ليصدم من رؤية بيسان جالسة على السرير، فرفعت رأسها قائلة بصدمة :أنت بتعمل أيه هنا. 


زاهر بفضول: وانتي بتعملي إيه هنا مع الاتنين دول. 


تولين بتساؤل :مين ده يبسان. 


نظرت لها بيسان :ده يبقازاهر.، ثم بادلت زاهر نظرة غاضبة :أنت إزاي تدخل بالهمجية دي الأوضة. 


همست تولين بخفوت :ده طلع قمر


التفتت لها بيسان بضيق :لمي لسانك، جوزك واقف هقوله. 


تمتمت بخفوت :حاااضر هلم، ثم نادت على زوجها تعالى يازيزو قومني عشان مش قادرة أقوم. 


زيدان نظر للموقف الماثل أمامه بذهول ودلع زوجته له فهي عندما تريد شيء تناديه زيزو زيزو: حاضر ياحبي


تولين بدلع :خرجني اشم هو برا، ابنك محتاج يشم هوا. 


زيدان برفض :مش هسيب بيسان مع الهجمي 


_وأنا بقولك سيب دلوقتي عشان ابنك عايز يشم هوا، وأطمن مش هيحصل حاجة، اصل ده همست بخفوت قائلة يبقا زاهر


ابتسم زيدان عند سماع اسمه مرددًا بهمس: زاهر


هزت تولين رأسها ببتسامة :أيوه هو، يلا بينا بقا يايزوز حبيبي. 


وعند إنصرافهم نظرت له بغضب :تقدر تقولي بتعمل هنا إيه. 


نظر للموقف بدهشة، قائلا لها بابتسامة :كنت عايز أعرف هتقابلي مين في أوضة الفندق هنا، هما مين دول. 


بيسان بغضب: وأنت مالك أصلًا أقابل مين. 


تحدث زاهر بضيق: مالي ونص طبعا لزم اطمن عليكي.


بيسان وضعت ابهامها أمام وجه محذرة: لا ملكش فيه، فاهم أنت ملكش دعوة بيا خالص واتفضل اطلع برا من هنا. 


هتف بغضب: طبعا مالي ونص عشان أنا بح


نظرت له بذهول غير مصدقه: أنت كنت هتقول أيه. 


_مكنتش هقول حاجة، أنا خارج وبعتذر لو سببت ليكي ازعاج إنتي وصحابك. 


أمسكت بيسان ذراعه تمنعه من الخروج :كنت هتقول ايه، انطق اتكلم. 


تحدث بلامبلاة عكس مابداخله من حب :وأنا بقولك مكنتش هقول حاجة، ووصلي إعتذاري   لأصحابك، سلام ثم خرج من الغرفة وهو يشعر بالفرحة فهي لم تقابل راجل غريب، فهي كانت تقابل راجل وزوجته، زفر براحة وهو يمشي. 


دقت بيسان على بقدميها على الأرض بغضب :أنت ايه حجر مش بتحس، بس هتروح مني فين. 


ذهبت زهرة الي شركة القاسي كما قررت قبل نومها، فليس هناك سوى حل واحد لمشكلتها سوى أن تتوسل له لكي يوظفها. 


وقفت عند موظفه الاستقبال قائلة برجاء :عايز أقابل صاحب المجموعة. 


نظرت لها الموظفة بازدراء :في ميعاد سابق. 


هزت رأسها بالنفي:لا مفيش بس معايا الكارت بتاعه ثم أخرجته من جيبها، أتفضلي. 


نظرت للموظف إلى الكارت باستغراب، وكيفية وصول هذا الكارت إلى يدها، تمام هبلغ البيه، خليكى مستنيه لحد مايفضى ميعاد


إنتظرت زهرة على الكرسي حتى شعرت بالملل، فقد مر أكثر من ثلاث ساعات جالسه دون إشارة انها ستقابله حتى الآن، لتمر ساعة تلو الاخرى وهي    تنظر، شعرت بالدموع في عينيها، فليس بعد كل هذا ستنصرف دون مقابلته، ضغطت زهرة على كرامتها محدثة نفسها، اصبري يازهرة مفيش حل تاني غير ده. 


نادت عليها الموظفه قائلة :البيه هيقابك دلوقتي، عندك خمس دقايق بس عشان عنده اجتماع. 


هزت زهرة رأسها بالموافقة :حاضر


دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها

                    الحلقه السادسه من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات