رواية زهرة ولكن دميمة الفصل الثاني عشر12بقلم سلمي محمد


 

رواية #زهرة_لكن_دميمة


الحلقة الثانية عشر 

أغلقت هاتفها بعصبية، حدثت 


نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي أنا قفلت

 صفحتك من حياتي ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي. 


التفتت زهرة خلفها لتتفاجىء بوجود أكنان نظرت له بخوف عندما رأت نظراته الغاضبة، أمسك ذراعها بقسوة قائلا: مين اللي كنتي بتكلميه؟ 


همست برعب: ده أحمد. 


هتف بحدة : مين أحمد؟ 


عصر معصم يديها بقسوة، كتمت صوت تألمها قائلة بصوت متقطع: أحمد اللي كان حبيبي. 


عندما سمع أجابتها أحكم قبضته أكثر على معصمها، فتأوهت ألمًا، كان صوتها المتألم ألة تنبيه ليفوق من غضبه الغير مبرر، ترك معصمها فجأة غير مستوعب فعلته، خرج من الغرفة بخطى مسرعة. 


دمعت عينيها من الألم وبمجرد خروجه أرتفع صوت بكائها. 


داخل غرفته تحرك ذهابًا وأيابًا محدثا نفسه بغضب: أنت أيه إللي رجعك البيت دلوقتي، أنت أول مرة تعملها هز رأسه بغضب قائلا معرفش أنا معرفش ليه رجعت، وليه اتعصبت عليها فاق من شرودها على صوت طرقات الباب، ليهتف بحدة أدخل. 


تكلمت كوكو بلهجة متوترة: زهرة مش مبطلة عياط في المطبخ ولما شوفت دراعها لقيته أزرق. 


شعر بالذنب فقال لها: خليها تجيلي هنا 


_ حاضر ثم أنصرفت. 


في المطبخ، تحدثت كوكو إلى زهرة بشفقة: أكنان بيه عايز يشوفك في أوضته. 


نظرت له بعينين دامعتين : عايز يشوفني أنا. 


_ طبعا أنتي روحي بسرعة شوفي عايز أيه. 


قامت زهرة من مكانها أتجهت ناحية الحوض وغسلت وجهها باليد السليمة بالماء البارد وأخذت تتنفس بحدة وهى متجهة إلى غرفته، طرقت على الباب ثم دلفت عندما سمعت صوته سامحًا لها بالدخول


تحدث له بأمر: تعالي هنا قصادي. 


حبست دموع ألمها بصعوبة شعرت بذعرها يزداد في كل خطوة حتى وقفت أمامه مباشرة. 


هتف أكنان: وريني دراعك. 


حاول أمساك يدها عندما ظلت واقفة في مكانها رافضة أطاعة أوامره، فقامت بدفع يديه بحدة قائلة: أبعد ملكش دعوة بيا ثم تمتمت بخفوت، منك لله يابعيد حسبي الله ياكش تتكسر رقبتك ولا تتشل في دراعك. 


سمع تمتمات كلمات غير مفهومة، قال بغيظ: بتقولي حاجة؟


ردت بخوف: لا مش بقول.


هتف قائلا: كنت بحسب وبدل مايبقى دراع يبقو أتنين. 


فقدت سيطرتها على كبت دموعها، انتحبت بالبكاء بطريقة هسترية. 


شعرأكنان بالضيق عند رؤيتها تنتحب بهذه الطريقة: مالك؟ 


ردت ببكاء: مش قادرة أستحمل خلاص أيدي بتوجعني جامد. 


أخرج هاتفه وأتصل بطبيبه الخاص أمره بالمجيء بسرعة. 


همست زهرة بألم: ملهوش لزوم الدكتور، أنا هشتري كريم للكدمات وأنا مروحة من أي صيدليه على سكتي، أتجهت ناحية الباب للخروج. 


هتف بانفعال: أقفي مكانك الدكتور دقايق وهيكون هنا. 


وكما قال كان الطبيب موجود في الغرفة خلال دقائق يكشف على معصمها. 


تحدث زاهر بضيق: دراعها ماله؟ 


الطبيب بنبرة عملية: شرخ بسيط في معصم أيدها الشمال ثم فتح حقيبته وأخرج أنبوبة مرهم ووضع على معصمها القليل منها ودلك ببطء وعندما أنتهى قام بلف رباط ضغط على المكان المصاب. 


شعر أكنان بغضب غير مبرر لرؤيته الطبيب ماسكًا معصمها، هتف أكنان بغيظ: ماتخلص ساعة بتلف في رباط. 


أندهش الطبيب من رد فعله فقال : خلاص خلصت. 


الرباط ده هيفضل أسبوع مربوط واخرج علبة مسكن من شنطته، هتاخدي من الدوا ده تلات مرات في اليوم. 


عندما أنتهى الطبيب شعرت بلألم أصبح أخف: حاضر، ثم أنصرف الدكتور. 


هتف أكنان فيها: أنتي واقفة ليه روحي أعمليلي فنجان قهوة بإيدك السليمة. 


نظرت له بذهول من تحوله المفاجىء : حاضر عندما خرجت من غرفته همست بخفوت ماله ده، دي مش تصرفات حد طبيعي وأيه إللي عصبه عليا أول مرة في المطبخ وأيه إللي حوله لبنأدم عنده شوية مشاعر، هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم شخصيته داعيه في سرها بأن تمتلك القدرة على تحمل طباعه التي تشبه أمواج البحر التي تكون هادئة وفي خلال ثانية تتلاطم بعنف وقوة. 


*****


كثير من الفوضى أقدام تتحرك في كل مكان، سيارات الشرطة متوقفه على أول الشارع وأخره مغلقه الجانبين مانعين الناس من العبور.


نظر محسن للمنظر بفضول حاول العبور بسيارته إلى داخل الشارع، لكن الضابط أشار له بالتوقف. 


قائلا بلهجة غليظة: لف وأرجع تاني. 


حاول الكلام لكن الظابط قاطعه مرددًا ممنوع 


قال بأصرار: أنا عايز أقابل الحاج عبد الفتاح أبو الأنسة ضحى ساكن هنا في الشارع. 


ردد الظابط: أبو البنت إللي أتخطفت. 


سأل غير مصدق ماسمعت أذنه : ضحى الله يكرمك ممكن تخليني أدخل أشوفه، أحنا نعرف بعض كويس. 


سمح له الظابط بالدخول. 


في داخل شقة ضحى 


محسن بحزن: وكل ده حصل في عز النهار. 


تحدث عبد الفتاح بلهجة منكسرة: بنتي أتخطفت قصاد الكل ومحدش قدر يمنعهم. 


لم تتوقف عن البكاء وهى ترى دخول الفتيات وخروجهم، منهن الباكية ومنهن من يبدو عليها أثار التعذيب، أقتربت منها طفلة في هيئة ملابس أمرأة. 


قالت الفتاة بشفقة: جيتي هنا إزاي؟ 


ردت ببكاء حاد: فريد خطفني بالغصب من وسط أهلي، أنا اللي جبت كل ده لنفسي لما استعجلت أتجوز واحد معرفوهش عشان عنده شقة وفيلا، أتخدعت  بالمظاهر وقولت عريس لقطة وحرام أضيعه من ايدي ، ضحكت بدموع وهي تقول واتجوزت كمال إللي باعني لفريد، ثم روت لها ماحدث. 


شعرت ناريمان بالشفقة تجاهها وأنها إنسانة نقية بريئة، فقالت لها: أنا هساعدك قبل ماتضيعي وتلاقي نفسك متجوزة زيي. 


أتسعت عينيها بصدمة: أنتي متجوزة! 


ردت بصوت شجي: أه متجوزة مدير المكان هنا. 


_ بس أنتي صغيرة أوي، عندك كام سنة؟ 


_ خمستاشر سنة وجيت هنا وأنا عندي تلاتشر سنة، تنهدت بسخرية مريرة وهي تقول أبويا بعد مامات مراته باعتني لعصابة منير. 


هتفت بذهول: يالهوي مرات أبوكي هي إللي باعتك، معقوله في نفوس شريرة كده. 


ضحكت بمرارة: باين عليكي خيبة متعرفيش أن الدنيا بقيت عاملة زي الغابة ثم أشارت بيديها على بعض الفتيات شايفة البنت إللي واقفه جنب الشباك هنا. 


_ أيوه شايفها. 


_ أسمها نونا وجيت هنا بإرداته بس بعد ماأخوها المدمن أعتدى عليها، وبعد اللي حصل   طبعا هربت من البيت وأشتغلت هنا، أشارت باتجاه فتاة أخرى أما دي سوسو بنت ناس مبسوطة ضحك عليها زميلها في الجامعة صور ليها فيلم وهو نايم معاها على كام صورة، وهددهم بيها ياتشتغل مع منير ياتتفضح بيهم. 


أخذت ناريمان تتحدث عن جميع الفتيات الموجودين في الغرفة منهن من جاءت   بإرداتها ومنهم من تم بيعها، أكملت قائلة بشفقة: واللي جات مخطوفة زيك، أنتي طلعتي طيبة أوي الدنيا فيها بلاوي بس 



أحنا إللي بنعمل نفسنا مش شايفين عشان نقول لنفسنا أن الدنيا حلوة، نظرت حولها مدققة النظر جيدًا وعندما تأكدت أنهم ليسو مراقبين أخرجت    من تحت طيات ملابسها هاتف ثم قالت بخفوت خدي التليفون وأتكلمي بسرعة، أنا هقف قصادك هداري عليكي لحد ماتخلص. 


*****


رن هاتف بعد الفتاح برقم غريب حدث نفسه بغضب ده وقت معاكسة تليفونات، فقام بإلقاء الهاتف على الارض بعنف. 


محسن بنبرة مهدئة: أهدى ياحاج وأن شاء الله ترجع ضحى. 


رد بلهجة مقهورة: هترجع قبل ولا بعد الفضيحة. 


قال له بمواساة: فضيحة أيه هي ضاعت ولا هربت دي أتخطفت، أنا هتصل بالبيه اللي بشتغل عنده هو راجل واصل هيقدر يعرف مكانها ويجيبها ليك. 


ردد قائلا: يارب يامحسن. 


أخرج محسن هاتفه وقام بالإتصال. 


تحدث كريم : عملت اللي قولتلك عليه يامحسن. 


_ روحت ليها زي ماحضرتك قولت. 


_ وبعدين. 


_ لقيت الدنيا مقلوبة العصابة إللي بيشتغل فيها جوزها بعت ناس وخطفوها في عز النهار. 


هتف بحدة : أنت بتقول أيه؟


أجابه محسن: إللي حصل ياكريم بيه، باين عليها عصابة ليها نفوذها. 


قال بضيق: والبوليس عرف مكانها ولا لسه. 


تحدث محسن بحزن: مفيش جديد من ساعة الخطف والبوليس واقف في الشارع زي قلته. 


هتف قائلا: أنا هتصرف ثم أنهى الاتصال معه وقام بالعديد من الاتصالات. 


*****


خرجت بيسان من المستشفى بعد أعتراف كل منهم للأخر بالحب ركبت سيارة زاهر ثم جلست بجواره والابتسامة لاتفارق شفتيها. 


لمعت عينيها ببريق الحب وهي تتكلم: رايحين فين؟ 


رد بابتسامة: هروحك على الفيلا وبعدين هطلع على الشركة، أبلغ أكنان أني موافق أتجوز أخته، هو كان مكلمني في الموضوع ده من يومين وبعدين هطلبك من الوالد وهتصل بالوالد والوالدة في الصعيد ( والد زاهر عندما كبر في السن أخد زوجته للعيش في مسقط رأسه بين أهله )


شعرت بالحيرة من كلامه: أنا مش فاهمة حاجة. 


زاهر بلهجة مبتسمة: أكنان عارف أني بحبك وأنتي كمان وأتبع مبدأ الخط المستقيم أقصر الطرق وقال مادام أنتو بتحبو بعض هو مش يلاقي طبعا أحسن    مني زوج لأخته المصونة، فقالي وش في وش أنه موافق على جوازي منك. 


اتسعت عينيها بالصدمة: أكنان أخويا قالك كده. 


رد بابتسامة : أيوه طلع بيفهم عني وعنك. 


قالت بغيظ : أتكلم عن نفسك، وتعالى هنا. 


قال بابتسامة متلاعبة : مانا عندك أهو، عايزني أقرب أكتر مستعجلة أوي على قربك مني وقام بالتحرك تجاهها. 


هتفت بتحذير: خليك مكانك، مادام أكنان كلمك من يومين مجتش تقولي ليه؟ 


عندما أسترجع ماحدث شعر بالغضب : هو أنا حاولت أكلمك واعترفلك بحبي ليكي، .بس لما روحت مكتبك شوفتك في حضن كريم وبتعترفي ليه بالحب في اللحظة دي قولت أني خسرتك، عشان كده سكت وبعدين لما عرفت أنك حاولتي تنتحري، شوفت الجواب وفهمت ان الجواب تقصدي بيه كريم ولما روحت المستشفي قابلته هناك وضربته، زينت شفتيه أبتسامة عندما تذكر ماحدث بعد اللكمة من أعترافات وبعدين عرفت منه أنه الموضوع الانتحار ده كله لعبة وأنكم أخوات في الرضاعة. 


ضربتها بكف يديها بعنف في صدره: كل ده فاكرني بحب كريم، البعيد مفيش فهم ولا أحساس. 


هتف زاهر: لمي لسانك مين إللي مش بيفهم. 


ردت بيسان ببرائة: أنا بقول البعيد مش أنت طبعا خالص مالص. 


قبل الرد عليها، سمع صفير أعجاب من سيارة تمر بالقرب منه. 


هتف السائق لصديقه: شوفت الموزة. 


التفت زاهر نظر له بعينين يتطاير منها الشرر، جعلت السائق ولى بالسيارة هاربًا. 


شعر بغضب عارم، نظرت له بخوف وهي ترى تحول وجهه إلى قسوة مرعبة. 


قالت برجاء: خلاص هو مشي بعربيته. 


صاح بغضب: هو أنا قرطاس جوافة جمبك عشان تتعاكسي وأنتي معايا، لازم أعلمه الادب عشان يحرم يعاكس بنات الناس. 


هتفت في وجهه عندما قاد السيارة على أقصى سرعة: هدي السرعة يازاهر أنا خايفة أوي. 


لم يبالي بتوسلاتها وصمم على تنفيذ أنتقامه، عندما شاهدت مايحدث وضعت يديها على عينيها صارخة: كفاية وقف العربية. 


قاد سيارته حتى أًصحبت السيارتين متقاربين، دفع بسيارته الرباعية الدفع السيارة الاخرى لتصطدم بالجدار الحجري محطما نصفها الأمامي. 


نزعت يديها عندما شعرت بعودة السيارة إلى سرعتها الطبيعية، نظرت للخلف ترى ماحدث فوجدت السيارة في داخل الجدار وبعد لحظات خرج السائق وزميله بدون إصابات. 


زفرت براحة قائلة بعدها بانفعال: أيه إللي أنت عملته. 


رد بابتسامة منتصرة: عملت إللي تستحقو الإشكال دي. 


قالت بانفعال: وأنا مفرقتش معاك أموت من الرعب وصلني البيت حالًا


رد عليها بهدوء: حاضر طب والخطوبة والجواز لسه هما ولا بقو في خبر كان. 


ردت بسرعة: لا في جواز طبعا، أحمرت خدودها من الخجل بسبب ردها المتسرع. 


زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: طلباتك أوامر. 


*****


انتهت من أعداد فنجان القهوة ووضعتها في المكان الذي أشار اليه ثم خرجت مباشرة دون أن تنطق كلمة واحدة، نظر أكنان لخروجها بهدوء عكس مشاعره    الثائرة كلما تتواجد بالقرب منه، أقترب من الطاولة مد يديه وتناول فنجان القهوة وأتجه ناحية الشرفة متأمل العالم الخارجي


 بشرود، أخذ رشفة تلو الأخرى، شعر بالإختناق سعل بشدة مخرجا شيء من فمه أمسكه بأصابع يديه، لمعت عينيه بالغضب عندما رأى قرط 


نسائي شعر بالغيظ أن تكون حركتها مقصودة لتنتقم منه خرج من غرفته مسرعًا مقررًا رد لها الصاع صاعين. 


دخل إلى المطبخ بخطى ثائرة لكنها لم تنتبه لقدومه، صوت بكائها المرتفع كاد يصم أذنيه، فجأة تحول غيظه إلى عطف بمجرد سماع نحيبها. 


هتف بحدة: حصل أيه تاني؟ 


ردت ببكاء: فردة الحلق بتاعتي وقعت من السلسة إللي لبسها في رقبتي، ومش لقيها أزاداد بكائها وهي تتحدث. 


أثاره بكائها فصاح في وجهها: أسكتي شوية. 


صمتت على صوت صياحه، مسحت دموعها وأنفها بكم يديها. 


تحدث لها أمرًا: كفاية قرف أنا هجبلك بدل الحلق حلقين بس بطلي القرف اللي بتعمليه.


بصوت متهدج من البكاء: أنا مش عايزة غير فردة الحلق بتعتي الحلق ده ذكرى من بابا الله. 


أراد أكنان التلاعب بمشاعرها قليلًا وعدم أخبارها أن فردة القرط الضائعة معه، فقال بابتسامة ماكرة: أنتي دورتي هنا كويس؟


هزت رأسها بالايجاب: أيوه. 


أكنان بهدء: تعالي دوري في أوضتي يمكن يكون وقع منك هناك. 


نظرت له بأمل: بجد ممكن يكون واقع أوضتك. 


رد قائلا: دوري يمكن تلاقيه هناك. 


تمتمت بدعاء: يارب القيه أنا ممكن يجرالي حاجة لو مش لقيت الفردية. 


ذهبت خلفه وفي داخل الغرفة أخذت تبحث في كل ركن فيها، كان أكنان خلفها في كل حركة شعرت بالتوتر من قربه الشديد منها، ركزت بكلتا ركبتيها على الأرض نظرت تحت الفراش، نظر لها بابتسامة متلاعبة توترت وهي تبحث وهي ترى نظراته المسلطة عليها، لم تتحمل فقامت مرة واحدة لتصدم بيه، قام بإسنادها حتى لا تقع. 


نظر لها بابتسامة ماكرة فبادلته بنظرة حائرة من ابتسامته وسلوكه الغير مفهوم، قالت بارتباك: مش لقيها، أنا هخرج


تحدث أكنان بهدوء: عايزه فردة الحلق ولا لأ. 


استغربت من سؤاله: أيوه طبعا عايزها. 


زينت شفتيه ابتسامة ماكرة: خلاص لو عايزه الحلق بتاعتك أتحايلي عليا. 


نظرة له بذهول: نعم! 


_ اللي سمعته أتحايلي، لو سمحت شوية كلام من ده كتير لحد ما أقولك فردة الحلق فين. 


_ هي فردة الحق معاك. 


_ أيوه معايا. 


زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تديهالي. 


قال أكنان بهدوء وأشار لها بالاستمرار: كمان أتحايلي كمان. 


شعرت زهرة بالغضب لكنها في نفس الوقت تريد قرطها ذكرى والدها، فأخذت تتوسل له كثيرًا. 


هتف في وجهها: كفاية خلاص زهقت، فردة الحلق هتلاقيها في فنجان القهوة كان واقع فيه. 


تناولت فنجان القهوة ووجدت القرط بداخله تنفست براحة، أخرجته بسرعة ووضعته في جيبها، اتجهت مباشرة في صمت ناحية الباب للخروج دون النظر له لأنها في هذه اللحظة تريد الفتك بيه لقيامه بإذلالها. 


ذهبت إلى المطبخ وجلست على كرسيها المفضل ثم أخرجت الحلق من جيبها والسلسة ووضعتها فيه، أرتدت السلسلة حول عنقها بأصابع ترتجف تلمست القرط المصنوع من الذهب بأصابع ترتعش، لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر هذا اليوم. 


دلف والدها من الباب مناديًا عليها بصوت مبتهج: زهرة. 


خرجت مسرعة من غرفتها لملاقته، لتقع نظراتها على حقيبة مدلاه من يديه. 


سألته بفضول : أيه اللي فيها؟ 


تصنع الغضب قائلا: هو ده بردو الترحيب مفيش واحشتيني ياباب، اول ماطلعتي عينيكي على الشنطة. 


قالت بدلع: واحشتيني ياسي بابا حلو كده، قول بقا إللي جوا الشنطة. 


جلس فؤاد على الكرسي: مش هقول إلا لما أخد المقابل الأول. 


ابتسمت بمرح: حاضر ياسي بابا، أقتربت منه وأخذت تقبل كلتا وجنتيه بحب قائلة بمرح كفاية كده ولا عايز كمان. 


رد بابتسامة مرحة: كفاية ثم أشار باتجاه الشنطة لتقوم بفتحها.


أمسكت الشنطة وعندما رأت مابالداخل أتسعت عينيها بالسعادة، مدت يديها وأخرجت الفستان لتنهمر على وجهه، رفعت الفستان أمامها مبهورة بجماله وضعته على جسدها ثم دارت بيه حول نفسها. 


فؤاد بابتسامة: هتدوخي كفاية لف ودوران حوالين نفسك. 


هتفت بمرح: فرحانة أوي عشان جبتلي الفستان اللي نفسي فيه. 


تحدث بهدوء: الفستان ده يتلبس جوا البيت مش برا. 


زمت شفتيها بضيق: هو أنا منفعش البسه في فرح صحبتي اللي كمان شهرين. 


فؤاد برفض: لأ مينفعش، أحنا أتفقنا أني هجبلك الفستان وهتلبسيه فى الشقة. 


قالت بتحايل: طب هو مينفعش البس فوقه شال ويبقا الشال مغطي دراعتي. 


فؤاد تصنع التفكير: لا بردو. 


_وأنا موافقة ومبسوطة أنك جبته ليا وربنا يخليك ليا يأطيب أب. 


_ ويخليكي ليا ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة خدي يازهرة. 


أمسكت زهرة العلبة وأخرجت مابداخلها، أبتسمت بسعادة ثم زمت شفتيها بعبوس: بس الحلق ده غالي أوي يابابا. 


رد فؤاد بابتسامة: وأنا مقدرش أِشوفك نفسك في حاجة ومش أجيبها ليكي. 


رمت نفسها بين أحضان والدها قائلة بابتسامة: حبيبي يافؤش. 


سألها برقة: هتجيبي النتيجة أمتى؟ 


_ على العصر هروح المدرسة. 


_خير أن شاء الله. 


زهرة بابتسامة: كل خير ياحج وهجيب مجموع يدخلني الطب كمان. 


رد فؤاد بدعاء: يارب. 


وبعد عدة ساعات أستئذنت من والدها للذهاب إلى منزل رشا زميلتها أولًا لكي يذهبو سويًا إلى المدرسة عند خروجها دعى لها والدها ووالدتها بالنجاح وتحقيق أمنيتها بالحصول على مجموع كلية الطب. 


أجتمعت جميع زميلاتها خارج بوابة المدرسة في انتظار فتحها ورؤية النتيجة. 


أنتظر أحمد ظهور زهرة بفارغ الصبر حتى رائها أتية من بعيد مع رشا. 


ذهب مسرعا لملاقاتها


قال مناديًا: زهرة 


عندما وصلت بالقرب منه قالت بخجل : نعم. 


رشا قالت بغل حاولت أخفائه: هسيبك يازهرة دلوقتي ومبروك مقدمًا. 


بعد أنصرافها سأل أحمد : هي تقصد أيه 


ردت بخجل: أصل هي وأنا لما سألتني عليك قولت أنك هتيجي تخطبني من بابا بعد ماالنتيجة تطلع. 


أحمد بابتسامة : وأنا أنتظرت اليوم ده كتير ...يلا بينا الفراش فتح البوابة


وأتجه كلاهما الى الداخل ...دخلت زهرة الى غرفة الوكيلة المسئولة عن توزيع الشهادات ...استلمت زهرة نتيجتها وابتسامة واسعة زينت وجهها 


سأل أحمد بقلق : خير طمنيني ...


زهرة بسعادة : تسعة وتسعين في المية وقفزت من السعادة قائلة وهدخل كلية الطب


وقفت هيام بجوار رشا ..قائلة : وأنتي جيبتي كام ياخيبة 


نظرت رشا الي زهرة بحقد : المعفنة بنت سواق الترام جابت مجموع هيدخلها الطب وأنا أجيب ستين في المية..وكمان هتتجوز دكتور 


ابتسمت هيام : مين دي اللي معفنة ...هو أنتي خيبة وكمان أحولتي ...دي زهرة قمر المدرسة ...كفاية عينيها اللي عاملة زي عيون القطط...البت جمال وذكاء 


قالت بكره : وأبوها سواق ترام وهتتجوز أحمد 


قالت هيام بلهجة ملطفة : الجواز ده نصيب وأنسيه يارشا باين عليهم الاتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز 


ردت بغل : أنسى مين ...مفيش حد هيتجوز أحمد غيري...أنا مش أفضل الكام سنة اللي فاتو أظبط العلاقات وأخلي أمه وأمي أصحاب ...وزيارات وفي الاخر بنت سواق الترام هي اللي تتجوزه...بس أنا هتصرف وهيبقا من نصيبي أنا...أبتسمت بخبث وهى تختتم كلامها


سألت هيام بفضول : البصة دي والكلام اللي بتقوليه مش مريحني ...أنتي ناوية على أيه ياشر 


ردت رشا : هتعرفي بعدين وفي أقرب وقت ...أنا مروحة البيت تيجي معايا 


_ خليها مرة تانية 


أنصرف أحمد وزهرة 


أحمد بابتسامة: تعالي أعزمك على ايس كريم بمناسبة نجاحك 


ترددت في الاجابة : بس أنا مقولتش لبابا أني هتأخر وكمان مينفعش. 


قال أحمد بثبات: مينفعش ليه أحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها يومين وهطلب أيدك من الوالد. 


بعد شرائه الايس كريم له ولها، تمشى كلاهما على البحر. 


قالت له بقلق: أنا كده أتأخرت أوي ياحمد يلا بينا نرجع. 


رد بابتسامة: هو الأوقات الحلوة علطول بتعدي بسرعة، يلا بينا أوصلك ومتنسيش تبلغي الوالد أني جاي أنا وماما نخطبك. 


همست بخجل: حاضر. 


وعلى أول الشارع الذي يوجد فيه منزلها رأت سيارة الشرطة واقفة هناك. 


زهرة بقلق : خير. 


رد بلهجة مطمئنة: خير وأن شاء الله مفيش حاجة روحي أنتي وأنا هفضل واقف أطمن عليكي لحد ماتدخلي.


بمجرد ماخطت بقدميها داخل الشقة قام أحد الظباط بإيقافها ثم نادى على شخص أخر، هرول فؤاد وقلبه ينتفض من شدة خوفه على أبنته وبجواره هدى والاثنين في صوت واحد بنتا مستحيل تعمل كده. 


معتز بلهجة قاسية: فين الدهب إللي سرقتيه؟ 


زهرة باستغراب: دهب أيه يامعتز. 


قال بحدة: معتز بيه. 


هزت رأسها برفض: أنا زهرة يامعتز صاحبت رشا أختك. 


رد معتز: زهرة الحرامية تقصدي. 


تحدث فؤاد بغضب: أحترم نفسك بنتي متربية كويس وعمرها مامدت أيدها على حاجة مش ليها. 


رد عليه بحدة: هنشوف دلوقتي لما نفتش شنطتها وأشار للشاويش لكي يأخذ حقيبتها. 


نزع الشاويش الحقيبة بعنف من يدها ثم فتحها وافرغ محتوياتها فوق الطاولة بعثر معتز المحتويات حتى وجد لفة صغيرة محكمة الإغلاق فقام بفتحها قال بغضب محركا المصوغات الذهبية الخاصة بوالدته في الهواء أمام الكل :أومال دول دخلو شنطتك ازاي ثم هتف خدوها على البوكس. 


انصدم الكل من رؤية المصوغات


هتفت زهرة برفض: والله معرف دول جوم في شنتطي إزاي


ضحك بسخرية: جوم لوحدهم خدوها على البوكس. 


تحدث فؤاد: مستحيل بنتي تعمل كده


هدى لطمت على صدرها :استرها من عندك


نظرت زهرة بدموع إلى والدها :أنا مش سرقت حاجة يابابا. 


هتف فؤاد :مصدق يازهرة. 


الشاويش جذب زهرة من يدها بعنف للخارج. 


هتفت زهرة بتوسل :متسبنيش يابابا. 


_مش هسيبك خالص أنا جاي معاكي. 


خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق    عدة أيام حتى أتى اليوم الذي كسرها أول صدمة، الصدمة التي جعلتها مشوهة. 


*****


عند ضحى بعد فترة جاءت فتاة قامت بأخذها بالغصب ذهبت بيها إلى غرفة بيها عدة فتيات

 رغم توسلها قامو بنزع ملابسها دون إرادتها، وأرتدت ثوب شبه عاري وبعد فترة قصيرة دخل فريد ملتهما ايها بنظرات. 


توسلت له ضحى برجاء:أبوس إيدك سيبني أمشي. 


ضحك بابتسامة صفراء:ههههه اسيب مين اقترب منها في خطوتين وصفعها على وجهها

 العديد من الصفعات المتتالية ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش حاولت المقاومة، لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش

 ساقطة عليه بعنف، امالت رأسها قليلا فرأت سلسلة حديدية تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها 

في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي.



                     الحلقة الثالثة عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات