أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل الرابع4بقلم فاطمه محمد




 رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمي_فاطمة_محمد

الفصل الرابع

داخل غرف إحدى المستشفيات


حسان وهو يهمس بصوت فحيح بجانب إذن إيمان التي كانت تتسطح على الفراش: شوفتي جزاء اللي بيغلط مع عيلة الشرقاوي ايه اللي بيحصلة    ،المره دي رجلك و ايدك بس اللي كسروا ،الله اعلم المرة الجاية ايه اللي هيجرالك ،ده درس بسيط ليكى وياريت تتعلمي ،لانك لو فضلتي كده مش هتشوفي وش بنتك تاني انتي فهمه


ايمان و هي تبتلع ريقها : فاهمه


ظهرت ابتسامة جانبية علي وجهه حسان و رفع يديه يربت علي وجهها بسخرية هاتفا بتهكم : لا شاطرة ،ياريت بقي تفضلي كده و اللي نقولك عليه انا و امي يتعمل ،و دلوقتي الدكتور قال انك هتفضلي في الجبس كام يوم ،و محدش فينا عنده استعداد يشيلك ،فأنتي زي الشاطرة هتفضلي هنا الممرضين هيهتموا بيكي لحد ما تفكي الجبس


جحظت عينا ايمان و ظلت تنظر له بدموع لامعه و غير مصدقة لما تسمعه فهي لم يأتي ببالها انه سيتركها هكذا بتلك المستشفى ،فكيف له ان يتركها كل تلك المدة دون ان تري ابنتها فالطبيب اخبرهم منذ    قليل ان ستظل هكذا من ثلاثه اسابيع لاربع اسابيع فاردفت وهي تحرك راسها بنفي : لا يا حسان روحني البيت و انا مش عايزه حد يعملي حاجه ،انا مش هقدر ابعد عن فتون كل ده ،ارجوك لو سمحت


حسان و ابتسامة متسعة علي وجهه و انخفض لمستواها ممسكا إحدى خصلاتها بين يديه هاتفا بسخريه لاذعه : حبيبتي هو ده المطلوب ،و كمان ده هيبقي درس ليكي عشان تتعلمي تكلمي معانا ازاي بعد كده ،و سبحان الله شوفتي اراده ربنا وقعتي نفسك بنفسك من    علي السلم يعني محدش فينا لمسك ،انا همشي دلوقتي و هجيلك بعد كام اسبوع كده تكوني فكيتي الحبس و بتعرفي تتحركي و افتكري كويس لو متعدلتيش الفترة دي مش هتشوفي بنتك تاني ،باي يا زوجتي العزيزة


ايمان و هي تحاول تحريك جسدها دون فائدة فقدميها ويديها لا تستطيع تحريكمها فظلت تصرخ عليه هاتفة باسمه تترجاه الا يتركها و لكن ايضا دون فائده 


حسان ،حسان متسبنيش هنا يا حسان ارجوك انا اسفه ،حساااان


و لكن لا حياة لمن تنادي فظلت ايمان مكانها تبكي بانهيار شاعره بالالام شديده بقلبها كلما تذكرت بانها لن تستطع روئيه ابنتها


________________


في قصر عائلة الشرقاوي


دلفت عديلة إلى غرفة حفيدتها التي لم تصمت و تكف عن صراختها منادية باسم والدتها فنظرت لكل من مريم و بسملة الذين يحاولون تهدئتها و طمأنتها و لكن دون جدوى فصرخت عديلة بهم


سبوها ،سبوها وروحوا هلي اوضكو يلا 


مريم باعتراض : بس 


قاطعتها عديلة بغضب  : مفيش بس ،سمعتوا قولت ايه و لا 


تبادلت مريم و بسملة النظرات و تحركوا من اماكنهم وأردفت عديلة 


مريم ادخلي ل سارة اوضتها اطمني عليها ،البت اتخضت لما شافت منظر اللي ما تتسمى وهى بتقع على الارض


تأففت مريم مردفة : طيب


و خرجوا من الغرفه فاقتربت عديلة من الصغيرة التي تنظر لها بذعر وخوف حقيقي 


انا عاوزة ماما يا تيتا


عديلة و هي تقترب منها جاذبة خصلاتها بين يديها : هو انتي مبتسمعيش الكلام ليه !!انا سكته عليكي انتي و امك بس عشان خاطر حسان ،بس   انتي خلاص جبتي اخري انتي صدعتيني انتي ايه مبتسكتيش


فتون ببكاء : اه شعري يا تيتا ،اه


عديلة بغضب و كره : شعرك ،اهو شعرك اللي انتي فرحنالي بيه انتي و امك هقصهولك 


الصغيرة و عينيها تتسع : لا يا تيتا ،مش تقصيه انا بحب شعري و ماما ممكن تزعل انا


جذبت عديلة الصغيرة و امسكت ذلك المقص حتى تقص بها خصلاتها التي ورثتها عن والدتها عدا لونهم فخصلاتها كستنائي على عكس خصلات والدتها السوداء


وما لبثت أن تبدأ بقص خصلاتها حتى دلف حسان الي الغرفة و هي يردف بانعقاد حاجبيه : انتي بتعملي ايه !!


عديلة بغضب : بنتك قليلة ادب و عايزه تتربي 


الصغيرة وهي تتحرر من قبضة عديلة و تقترب من والدها ممسكة بملابسه هاتفه برجاء : بابا ماما عامله ايه هي فين مش معاك ليه


حسان ببرود : امك في المستشفى و هتفضل فيها لحد ما تخف 


كادت تتحدث مرة ليقاطعها حسان مردفا بتحذير : سألتي وجاوبتك ،مش عايز اسمع صوتك تاني بقي لاني لو سمعته مش هتشوفي امك تاني فاهمه


أومأت له الصغيرة بطاعة خوفا من ان لا تري امها مره اخري اما حسان فنظر لوالدته : ماما تعالي عايزك 


عديلة و هي تخرج برفقته من الغرفه وقبل خروجها رمقت الصغيرة بنظرة نارية 


عديلة باستفهام  صحيح مراتك هتفضل في المستشفى


حسان بايماءه : ايوه ايديها و رجليها اتكسروا ،و طبعا محدش فاضيلها فقلت خليها في المستشفى احسن واهو تتعلم الادب 


عديلة بسعادة من تصرف ابنها : برافو عليك جدع يا حسان راجل من ضهر راجل


حسان بإيماءة : انا هدخل دلوقتي انام عايزه حاجه


عديلة بابتسامه : لا يا حبيبي ادخل نام و ريحلك شوية


________________


في قصر المحمدي 


داخل مكتب عمار 


كان يجلس علي مكتبه يتطلع على بعض الاوراق و اثناء انشغاله سمع طرقات بسيطه على الباب يصاحبها دلوف عمه 


عمار بابتسامة : عمي 


جمال بابتسامة : اخبارك ايه !!


عمار و هو ينهض و يحتضنه : الحمد لله ،جيت امتي


جمال و هو يبادله احتضانه : من شوية ،و كنت قاعد معاهم بره و قالولي انك شغال في المكتب ،انا معطلك ولا حاجه


عمار بنفي : لا ابدا ، و بعدين فينك يا عمي بقالي كام يوم مشفتكش


جمال و هو يزفر : مفيش كان في كام حاجه بخلص فيهم المهم قولي ايه اللي حاصل بينك و بين حسان و مراته ده


عمار بانعقاد حاجبيه : انت عرفت منين!!


جمال بسخرية  : مفيش حاجة بتستخبى عني كل تحركاتك بتوصلي يا عمار المهم ايه اللي انت عملته


عمار و هو يستند بظهره : ده اللي كان لازم يحصل ،المهم في موضوع مهم عايز رايك فيه


جمال بتنهيده : ايه هو !!


_______________


داخل غرفة زياد


كانت يتحدث بهاتفه 


زياد بصوت خافض و هو يقف بشرفة غرفته: و بعدين يا بسملة ،هنفضل كده كتير 


بسملة بتنهيدة : هنعمل ايه يعني يا زياد و بعدين انت شفت اللي حصل مع مريم و رأفت ،انا مش عايزه يحصل معانا زيهم ،انا مش هقدر اعيش من غيرك


زياد بضيق : بسملة اسمعي مني ،خلينا نهرب و نتجوز و نبعد عن كل المشاكل دي ،انا مش هنفضل نعيش في خوف كده كتير


بسملة بخوف : لا يا زياد مينفعش نعمل كده الموضوع مش ناقص ارجوك خلينا نفكر في حاجة تانية 


كاد زياد يرد عليها و لكن منعه دلوف والدته الغرفة فأغلق زياد الهاتف بوجهه بسملة التي تفهمت الامر جيدا فتلك ليست المرة الأولى فتلك الحركة معتادة بينهم 


صفية و بيديها بعضا من الصور : زياد تعالي بص كده 


زياد بانعقاد حاجبيه : ابص علي ايه يا ماما


صفية : دي صور عرايس لاخوك رأفت شوف معايا كده


زياد بتأفف : تاني يا ماما ،تاني و بعدين رأفت مش هيوافق و مش انا و انتي اللي المفروض ننقي ،هو يا ماما هو مش حد تاني


صفية و تتجاهل حديثه  كأنها لم تسمع شئ : ها دي احلي و لا دي ،انا شايفه دي بصراحه


زياد و هو يحرك راسه بقلة حيلة : ربنا يهديكي يا ماما ،انا ماشي


صفية بصراخ : زياد ،انت رايح فين انا مش بكلمك يا ولد


زياد وهو يلتفت لها : انا مش ولد يا ماما انا خلاص كبرت و مبقتش عيل صغير و كذلك    رأفت و كذلك عمار فياريت متتأمليش كتير انك انتي اللي تختاري لينا اللي هتشاركنا حياتنا لان دي حياتنا مش حياتك انتي سمعه


________________


بعد مرور شهر

_________


كان عمار يجلس مع كريم البنا ذلك الشخص الذي هاتفه وطلب مقابلته لامر ضروري و هام لا يعلم ما هذا الأمر الذي يريده من أجله


عمار بنظرات متفحصة : حضرتك لحد دلوقتي مقولتش انت عايزني في ايه


كريم و هو يأخذ نفسا طويلا : الحقيقة انا كنت شفت حضرتك في فرح غرام و فارس و كان معاك اخت حضرتك و بصراحه انا حابب ان اتقدم ليها 


عمار و هو يرفع حاجبيه : عايز تتجوزها


أومأ له كريم فأردف عمار : طب انا مش هقدر ارد عليك دلوقتي لازم اسىل عنك الاول و طبعا غير راىي عائشه


كريم و هو يبتلع ريقه : هو بصراحه انا عايزك تعرف مني كل حاجه افضل ما تسمعها من برة


عمار بإيماءة : اتفضل انا سامعك


كريم بصدق : بصراحه اللي قاعد قدام حضرتك مكنش كده قبل كده في حادثه حصلت معايا و هي اللي غيرتني نهائيا و علي فكره انا كنت متجوز     غرام العمري بس الانفصال حصل بسبب معرفتهم بحقيقتي عشان كده انا عايز اعترف بحضرتك انا معنديش استعداد انا اتجوز و اخسر مراتي تاني 


عمار باعجاب : اتكلم يا كريم


كريم بتوتر: انا كان عليا اكتر من قضية اغتصاب و تحرش و طلعت منهم بس المشكله انه القواضي دي كانت سليمه انا فعلا كنت كده بس والله العظيم اتغيرت انا حصل معايا حادثة و ساعتها في واحد ضرب عليا نار انا صحيت من الحادثة واحد جديد و كاني اتولدت من    جديد أنا نفسي تديني فرصة وتوافق عليا و انا صدقني مش هخيب ظنك و اختك هشيلها في عيني


عمار و ينظر له نظرة لم يستطع كريم تحديد هويتها فأردف عمار : الحقيقه انا معجب بصراحتك جدا بس حط نفسك مكاني تقبل تجوز اختك لواحد اغتصب بنات كتير،انا عايزه اجابه منك تقبل


كريم و هو يغمض عينيه  : لا مقبلش 


عمار و هو ينهض من مكانه : تبقي اجابتي وصلتلك يا استاذ كريم طلبك مش مقبول نهائيا


_________________


دلفت ايمان الي المنزل بصحبة حسان فاستقبلتها عديلة بكلمات لاذعة لم تختلف عن كلمات ابنها كثيرا


عديلة بفرحه : ها يا مرات ابني اتعلمتي الادب و لا لسه


ايمان بهدوء : أعلمته ،و زي ما اعتذرت لحسان في المستشفى حبه اعتذر لحضرتك كمان ،انا اسفة يا طنط


عديلة بتنهيده : طيب يختي ،عشان بس تعرفي انه قلبي ابيض مش زي قلبك و يلا اطلعي لبنتك لحسن دي صرعتنا عايزه ماما ،عايزه ماما


أومأت لها ايمان بخضوع نال اعجاب عديلة كثيرا ونظرت لابنها الذي بادلها ابتسامتها سعيدين بإيمان الجديدة التي تغيرت كليا !!


في غرفة فتون


فتحت ايمان باب الغرفه دون أن تطرقه و هي تهتف بسعادة : فتون حبيبه ماما 


فتون بسعادة و تسرع مهرولة لأحضان ايمان : ماااامااا حبيبتي انتي كويسه وحشتيني اووي


ايمان بسعادة لرؤية ابنتها : و انتي كمان يا قلب ماما وحشتيني اوووي 


فتون وهي تربت على وجنتيها : كنتي فين يا ماما بابا قال انه انتي كنتي في المستشفى


ايمان بإيماءة : ايوه يا حبيبتي بس الحمد لله انا خلاص بقيت احسن 


فتون و تتسطح على الفراش : طب تعالي نامي جمبي بقي يا ماما عشان نفسي انام في حضنك اوي


ايمان بابتسامة : بس كده عيوني يا حبيبتي


________________


في المساء 


جلس الجميع يتناولون الطعام و عينيهم لا تفارق ايمان الذي تتصرف وكأن شئ لم يحدث وأردفت عديلة : ايمان


ايمان و هي تنظر لها : نعم يا طنط


عديلة : قومي انجري ،هاتيلي ماية عطشانه


ايمان بإيماءة : حاضر


و بالفعل نهضت ايمان و جلبت لها ما أرادته و عديلة سعيده بذلك التغير اما ايمان فجلست بجانب زوجها مرة أخرى وأردفت عديلة بتساؤل    : صحيح يا حسان هتعمل ايه في عمار ،انا عايزاك تسبقه في كل خطوه بيخطيها و اياك تديله الارض اللي انت خدتها منه الارض دي هنقدر نساومه فيها على حاجات تانيه كتير


حسان بخبث : متقلقيش يا امي انا عارف كويس انا بعمل ايه 


عديلة بفخر : برافو عليك يا حبيبي


______________


بعد منتصف الليل 


دلفت ايمان غرفة ابنتها بعد ان نهضت من جانب حسان بهدوء شديد و علي ظهرها تلك الحقيبة الصغيرة التي جمعت بها اشياء بسيطه لها و لابنتها وقامت بايقاظها بهدوء


ايمان : فتون فتون


فتون بنوم : نعم يا ماما


ايمان : قومي يا حبيبتي خلينا نمشي من هنا يلا قومي


فتون بتساؤل : هنروح فين يا ماما


ايمان : هنمشي من هنا قومي قبل ما حد يصحى يلا


نهضت معها الصغيرة و خرجوا من الغرفة بخطى هادئة وظلوا يسيرون بهدوء حتى خرجوا من باب القصر و اتجهوا ناحية تلك البوابة الخلفية و وجدوا الغفر الذين يحرسون تلك البوابه مغشي عليهم فتنفست    الصعداء و اتجهت للخارج برفقة ابنتها و انتبهت لتلك السياره التي تنتظرهم بالخارج فأسرعت مهروله و ابنتها بيديها و قامت بصعود السيارة من الباب الخلفي هي و ابنتها 


"جبتي ورق الأرض"


ايمان و هي تنظر لعمار و تؤما له و أردفت بهدوء : ايوه جبته


عمار بابتسامة : حلو أوي يلا بينا


                   الفصل الخامس من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close