أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل الاول والثانى بقلم فاطمه محمد

رواية واذا تملكك الهوي 

الفصل الاول والثانى

 بقلم فاطمه محمد 



بداخل أحدي القصور عائلة الشرقاوي التي تتسم بالفخامة بالصعيد..


نجد حشد و عدد كبير من النساء الذين يرتدون ملابسهم السوداء والحزن بادي علي وجوههم فبعض منهم يشعرون بالحزن الشديد لفقدان الأبن الأصغر لتلك العائله و هو في ربيع عمره، و بعض منهم كان يشعر بالشماته و السعادة بتلك العائلة لفقدانهم ابنهم، الذين يعلمون    جيداً أنه الأعز والأغلى و الأقرب لقلوبهم،وفي إحدى الزوايا نجد امرأة في أوائل الخمسينات  تدوي صوت صرخاتها بالقصر لفراق ابنها وفلذة كبدها وهو لا يزال عريساً جديداً فعرسه كان منذ شهر تقريبا وكانت الفرحه تعترمه لزواجه ممن أحبها قلبه و أختارها 


عديلة ببكاء و صياح بصوت عالي: آآآآه يا بني يا حبيبي، ملحقش يفرح، ملحقش قلبي محروق عليه مش قادرة انا عايزه ابني


سارة و هي تنحب و دموعها تنهمر بشده هي الاخري: الله يرحمه يا ماما، الله يرحمه، مش عارفه سبني ليه و سبني لمين، سبتني ليه يا عمر 


و ظلت دموعها تنهمر هي و والدته وشقيقاته الذين لا يزالون يستوعبون تلك الصدمة فموت شقيقهم صدمه بالنسبه لهم الجميع يحاول تهدئتهم    وتصبيرهم على ما حدث معهم و هناك من رق قلبه وهناك من لا يشعر تجاههم بأي شفقة، فمن عاشرهم و تعامل معهم يعرف من أي نوع هم 


و هناك في الجهة المقابلة لكلاً من عديلة و سارة  (زوجة عمر) و مريم و بسملة (أشقاء عمر و حسان)

إيمان تلك الفتاة التي تكون في مقتبل الثلاثينات ذات الشعر الأسود المجعد الذي يصل لاسفل ظهرها، و عيون واسعه مثل عيون الغزال، و أنفها المدبب، و شفتيها الوردية المكتظة، فمن يراها يشهد لها بجمالها   الذي ورثته أبنتها الصغيره التي تبلغ من العمر 7 سنوات، فكانت تتطلع عليهم بترقب لا تعلم أعليها أن تشعر بالحزن والشفقة، و لكن


 هناك شئ بداخلها يحثها و يدفعها علي عدم التاثر بتلك الدموع، علي الرغم بشعورها بالحزن لفقدان أخ زوجها الأصغر الذي كانت تعتبره شقيق لها،و كذلك فهو الوحيد الذي كان يعاملها برفق و يحسن معاملتها عن باقي من بالمنزل، فحتي زوجها حسان الذي من المفترض أن يعاملها مثلما يعامل أي زوج زوجته، و لكنه لا يفعل ذلك بل دائماً ما يقف بصف والدته تلك المرأة الشمطاء التي تبغضها مثلما لم تبغض أحدهم من



 قبل ، فهي تعامل الخدم معاملة أفضل من تلك المعاملة التي تعاملها بها فصكت أسنانها كلما تذكرت تلك المرات التي رفعت يديها عليها و خذلان زوجها له


، فنظرت ل سارة نظرة متسائلة، تريد أن تعلم ما المختلف بها عنها أو ما الذي يميزها حتى تعاملها تلك المعاملة الطيبة فزفرت وزاغت عيناها تنظر للجميع و أثناء تفحصها ذلك لاحظت تلك المرأة التي تبلغ



 من العمر 50 عاماً و دلفوها إلى العزاء و ترتدي تلك الملابس السوداء و علي وجهها أبتسامه شامته و ظلت تسير بخطي هادئة حتي وقفت أمام 


عديله التي لم تنتبه لها إلا حينما وقفت أمامها،و ظل باقي الحشد من النساء يتهامسون فمن الواضح أن ذلك المشهد الذي رأؤه منذ خمس سنوات يتكرر مره


 آخري و لكن تلك المرة تبادلوا الأدوار فرفعت عديله عيونها التي كانت حمراء مثل الدم و أردفت بغل: صفية، أنتي إية اللي جايبك


صفية وهي تبتسم ابتسامة جانبية: جاية أعزيكي يا عديلة هكون جاية ليه يعني


عديله و هي تعقد حاجبيها و تقف علي قدميها هاتفه بحقد و كره: امشي اطلعي برا، اطلعي برة


صفية باستفزاز: أهدي يا عديله أعصابك و بعدين زي ما أنا قولتلك جاية أعمل الواجب و أمشي أحنا مهما كان برضو ولاد بلد واحده


عديله بغضب: أنتي بتضحكي علي مين بالضبط عليا ولا علي نفسك، كل البلد عارفين اللي بين العيلتين و أحسنلك تطلعي برة 


صفية و ملامحها تتغير و تتبدل : إيه يا عديلة هو حلو ليكي و وحش لينا و لا إيه، أنا عاوزاكي كده تفتكري انتي عملتي ايه معايا من خمس سنين



 لما عاصم أبني الكبير مات أفتكري كده و ارجعي معايا بالذاكرة لخمس سنين ورا


Flash back🌹


منذ خمس سنوات 


داخل قصر عائلة المحمدي الذين كانوا بحداد علي ابنهم البكر خطت عديلة بداخل القصر و هي تتهادى بخطواتها ترمق نساء تلك العائلة بتلك النظرة الشامته



 بهم لموت أبنهم البكر،أما باقي نساء أهل البلد الذي جاءوا لتقديم العزاء فظلوا يتهامسون فيما بينهم بصوت خافت فأقتربت 



من صفية تلك المرأة التي لا ترى أمامها بسبب تلك السحابة التي تكونت علي عينيها حزناً و قهراً علي ولدها و أول فرحه لها 


عديلة و هي تصطنع الحزن: صفيه قلبي معاكي حبيبتي، عاصم مات بدري بدري، محدش كانت متوقع أنه ممكن يموت، يلا بقا الأعمار بيد الله، أهم حاجه انتي لازم تبقي اقوي من كده و بعدين أنتي عندك غير عاصم اتنين تانين غير بنتك طبعا 


صفية و هي تنظر لها و صوتها لا يخرج من حنجرتها فصدمة موت عاصم كانت شديدة عليها 


أما عائشة و هي الابنة الصغرى لتلك العائلة فتحدثت منهرة تلك المرأة التي يعلمون ويفقهون بنواياها جيداً


عائشة بصياح غاضب: أنتي ايه معندكيش دم حتى الموت بتشمتوا فيه، للدرجه دي معندكوش ضمير


نظرت لها عديله بغضب و لكنها لم ترد إفساد فرحتها وأردفت بتهكم و هي تنظر لصفية: واضح أن بنتك طلعت لك على العموم أنا عملت اللي عليا و علي رأي المثل خيراً تعمل، شراً تلقى 


Back


زفرت صفية مردفة : ها افتكرتي !؟


مريم بغضب : أنتي عايزه ايه يا ست انتي مننا مش كفاية اللي احنا فيه يالا امشي من هنا وجودك مش مرحب بيه


كذلك عديلة التي أردفت بصياح غاضب: يلا بقى ورينا عرض كتافك و الإ والله هطلع كل اللي جوايا عليكي 


صفية بتنهيدة: ماشي يا عديلة  ماشي يا مريم أنا حبيت بس أعمل الواجب و علي رأي المثل خيراً تعمل، شراً تلقى


ثم ابتسمت لها و أدارت ظهرها مغادرة ذلك القصر اللعين 


أما إيمان فكانت سعيده لرؤيه عديلة بتلك الحالة و تابعت تلك المرأه بعينيها ثم نهضت من مكانها و صعدت الدرج و دلفت غرفة أبنتها للاطمئنان عليها


_____________________


في المساء 


دلف حسان إلي المنزل بعد رحيل ابناء اعمامه الذين كانوا معه ويقفون معه بعزاء شقيقه الأصغر ،دلف غرفة الصالون و اقترب من والدته التي لازالت تبكي



 بنحيب علي ابنها فرفع يديه و ربت علي كتفها مردفا بحزن عميق: خلاص بقا يا أمي أنا خايف عليكي اللي انتي بتعمليه ده مش هيرجعه


رفعت عديله عيناها الحمراء مثل لون الدم و أردفت بغل : ما انت مشفتش اللي انا شفته


حسان بانعقاد حاجبيه : إيه اللي حصل يا أمي !


عديلة بكره و غل : صفية ،صفية المحمدى جات العزا انهارده و شمتت في موت أخوك قدام أهل البلد كلهم 


حسان و هو يزفر بضيق : و انا المفروض اني اعمل ايه وبعدين متنسيش انك انتي اللي بديتي معاهم


عديلة و عينيها تتسع من اجابته التي صدمتها : يعني إيه ،يعني انت هتسكت 


حسان و هو ينهض و يردف بصياح غاضب : و انا المفروض اعمل ايه يعني امسكلك السلاح و أروح أموت لك فيهم ،شايفه انه ده وقته يا امي 


ثم زفر بغضب و استرسل حديثه مردفاً


صدقيني هخليهم يدفعوا التمن و غالي أوي بس مش وقته ،مش وقته خالص


و ما لبثت أن تتحدث حتى دلفت إيمان إلي الغرفة و هي تنظر لحسان الذي بادلها نظرتها بجفاء و أردفت بهدوء : أنا حضرت الاكل و 


ما لبثت تكمل حديثها ذلك حتي صرخت بها عديله قائلة: بالزمه أنتي عندك دم انتي اكل ايه اللي حضرتيه و ابني لسه ميت مين اللي ليه نفس يأكل ها


ايمان و هي تنظر لها : أنا قلت انه حضرتك مكلتيش حاجه و


قاطعتها كلمات عديلة عن استرسال حديثها : أنتي متقوليش ،انا بس اللي أقول هنا فاهمه و لا لا


إيمان و هي تنظر ل حسان فهي لا تزال تتأمل منه أن يقف بصفها و لو لمرة واحدة 



و لكنه كالعادة لم يتدخل بحديثهم وأردفت عديله : إيه يا بت بتبصيلو كده ليه ،انتي مسمعتيش ،امشي انجري لمي الأكل ،قال اكل قال 


أومأت لها إيمان و خرجت من الغرفة حتى تفعل ما أمرتها به و شعورها بالبغض و النفور يزداد تجاه حسان و والدته 


_________________


بعد مرور أسبوعين


كانت إيمان تقف بالمطبخ تعد لهم طعام الإفطار و الخادمة بجانبها تساعدها 


ايمان بهدوء : زينب أطلعي انتي جهزي السفره عقبال ما انا احضرلك الاطباق اللي هتاخديها علي السفره


زينب بإيماءة : حاضر 


ثم أردفت مع نفسها : عيني عليكي والله انتي خساره في العيلة دي بقا بيعاملوا الجديده كده و اللي بقالها سنين معاهم مطلعين عينها ،بس اكيد



 بيعملوا معاها كده عشان عارفين انه اهلها كده كده مبيسئلوش فيها،بس هنقول ربنا علي المفتري


اما ايمان و اثناء تحضيرها كانت عينيها لا تفارق تلك النافذه المطله علي حديقه القصر فتنهدت و اقتربت من النافذة و قامت بفتحها و بمجرد ان



 فتحتها أغمضت عينيها و أستنشقت ذلك الهواء النقي الذي تخلل الي رئتيها ثم اخذت نفسا عميقا مرة آخري و اخرجته 


بهدوء ثم فتحت عينيها و أبتسامه جذابه رقيقه ارتسمت علي وجهها ،و تحركت مرة اخري حتي تكمل تحضير الإفطار


و اثناء ذلك دلف حسان اللي المطبخ مكفهر الوجه و اردف بصوت غليظ : أنا ماشي ورايا شغل كتير و محدش يستناني على الغدا 


ايمان بإيماءة : تمام


خرج حسان من المطبخ دون أن يردف بحرف فزفرت ايمان بضيق و أردفت مع نفسها : لحد امتى ،لحد امتي هتفضلي تستحملي المعامله الجافه



 دي يا ايمان ،و ياريتها عليه هو بس ،لا ده هو و أهله ثم رفعت عينيها للاعلى : يارب يارب صبرني عليهم 


ثم نظرت تجاه حسان من خلال النافذة و لفت نظرها تلك السيارة التي دلفت داخل


 القصر فعقدت حاجبيها باستغراب فهي لأول مرة ترى تلك السيارة فظلت تتابع تلك السيارة التي وقفت أمام زوجها 




و ترجل من السيارة ذلك الشاب مفتول العضلات و ملابسه ليس بملابس أهل الصعيد فكان يرتدي قميصا يكاد يفتك من 



عليه و بنطال أسود و اضعا القميص بداخله و بمجرد ان ترجل من السيارة خلع نظارته الشمسيه مقتربا من زوجها الذي ظهرت عليه ملامح الغضب فاقتربت اكثر من النافذة بفضول تريد ان تعلم بالذي يحدث و لكن قاطعها دلوف زينب مرة


 آخري الي المطبخ فارتبكت ايمان كثيرا أما زينب فانتبهت لذلك الشاب الوسيم وأردفت وهي تلطم علي وجهها : يا نهار اسود ،يانهار اسود


إيمان بدهشه و هي تنظر لها : في إيه يا زينب بتعملي كده ليه ،انتي تعرفي مين اللي مع حسان ده


زينب و هي تغلق النافذه بهدوء : اكيد طبعا ،ده عمار ،عمار المحمدي


اتسعت عينا ايمان عندما سمعت بكنية عائلته 


أما بالخارج


أقترب عمار من حسان وعلي وجهه ابتسامة مشرقة جذابة 


فأردف حسان بصياح : أنت بتعمل إيه هنا يا بن المحمدي!


عمار و علي وجهه ابتسامه جانبيه : جاي اعمل الأصول يا بن الشرقاوي و أعزيك 


حسان وهو يتطلع بساعته و أردف بسخرية : تعزي و الساعة ٨ الصبح ،ده إيه النشاط ده كله


عمار بسخرية لاذعة : معلش بقى ،بس أصلي كان عندي شغل و كنت مسافر و مكنتش أعرف أن عمر مات ،فقلت لازمن ولابد أجي اعزي


حسان و هو يقترب منه قائلا بسخرية : لا ما البلد كلها عرفت بالعمل البطولي اللي عملته مع عيله العمري


ثم تحولت نظراته للغضب قائلاً : أخلص و قول جاي ليه


رفع عمار يديه أمام وجهه حسان و هو يردف : معأنه مش وقته ،بس هقولك اللي عندي يا بن الشرقاوي


حسان وهو يضيق عينيه : ياريت تنجز لان معنديش وقت اضيعه معاك


ظهرت شبح ابتسامة على وجهه عمار و اردف ببرود مخيف : الأرض اللي أنت لسه مشتريها تلزمني 


حسان وابتسامته تتسع : بتحلم ،اهي الأرض دي بقا مستحيل تأخذها أنت فاهم


عمار ببرود : مفيش حاجة مستحيل مع عمار يا حسان و انت عارف كده كويس 


حسان وهو يرفع حاجبيه : لا معرفش يا بن امبارح انت و بعدين انت ايه اللي دخلك في الشغل ده ها 


عمار ببرود : والله انا حر مش أنت اللي هتقولي اشتغل في إيه سامع يا بن الشرقاوي


حسان و هو يقترب منه و يتكئ على حروف تلك الكلمات : اطلع بره وجودك مش مرحب بيه هنا في قصري


عمار و هو يحك انفه و ينظر له بكره مماثل: ده آخر كلام يعني 


حسان و هو يكرر كلماته مرة أخرى : اطلع برة


___________________


بالمطبخ


زينب : أهو عمار ده بقا يبقا الثاني في ترتيب  ولاد المحمدي و في بعديه و ولدين تانين 


و بنتين ،حسان بيه بقي مش بيطيق عمار بيه عشان بعد موت عاصم اخوه من كذا سنه عمار هو اللي مسك الشغل و كبره 



و خد اراضي كتير من حسان بيه ،و الاراضي دي لو كان خدها حسان بيه جوز حضرتك كانت فرقت معاه كتير ،بس ملوش نصيب بقى 


ثم نظرت لها و اردفت : طب انتي تعرفي انه عمار ده أصغر من حسان بيه بتاع خمس ست سنين عشان كده جوز حضرتك مش بيطيقه لأنه رغم انه



 اصغر منه بس عرف يأخذ منه شغل و عقود أراضي كتير اوي ، بس الحقيقه انا اسمع انه دماغه نظيفه اوي في الشغل


ايمان وهي تضيق عينيها فهي حتى الآن لا تعرف سر تلك العداوة فحسان لست من تلك النوعية التي تتناقش و تتفاهم متذكرة تلك المرة التى سألته



 بها عن سر تلك العداوة و كان رده عنيف معها فقد نهرها كثيرا بل و تطاولت يده عليها ،وأردفت باستفسار و فضول: طب هو ليه العيلتين مش بيطيقوا بعض !؟


زينب و هي تمسك الاطباق بين يديها : دي بقي فيها أقاويل كتير أووي و محدش عارف الحقيقة فين ،على العموم انا هخرج الأطباق دي برة قبل ست عديلة متصحي و متلقيش الفطار و تبهدلنا 


أومأت لها ايمان و أردفت وهي تنهض : خرجي الأطباق على السفرة عقبال ماشوف فتون واصحيها


زينب بابتسامة : ماشى


________________


دلفت ايمان غرفة ابنتها فتون فوجدتها تقف على احد الكراسي أمام المرآة 


ايمان بابتسامة : فتون !!بتعملي إيه


فتون بتأفف : اووف ،يا ماما بقالي ساعه بحاول اعمل ضفيرة ومش عارفه اعملها أنا زهقت


ايمان بابتسامه : طب تعالى وانا اعملهالك 


فتون برفض : لا انا اللي هعملها انا مش صغيرة يا ماما انا بكرة عيد ميلادي و هيبقي عندي تمن سنين 


اتسعت ابتسامة ايمان : زينب اللي قالتلك صح


فتون بإيماءة : اها هي 


ايمان و هي تجلس على الفراش : طب يلا تعالي خليني أعملك ضفيرة عشان نلحق ننزل قبل ما جدتك تصحي


فتون برفض : لا يا ماما ،انا اللي هعملها 


و ظلت فتون أمام المرآه تحاول ان تضفر خصلاتها و لكنها لم تنجح فنهضت ايمان من على الفراش و هي تردف : طيب انتي شكلك مطوله انا هنزل انا بقي


و ما لبثت ان تفتح الباب حتي وجدت فتون تنادي عليها


فتون بنبره طفوليه : ماما انتي هتنزلي !؟


ايمان ببراءه مصطنعه : اها عاوزه حاجه


فتون وهي تهبط من على ذلك الكرسي و بيديها الفرشه الخاصه بها و أردفت بنبرة طفولية : ممكن تعمليلي ضفيرة


ايمان بابتسامه عاليه : ما كان من الاول يا بنت اللذينه انتي تعالي يلا


________________


علي مائدة الأفطار


نزلت إيمان برفقة ابنتها فوجدت كل من عديلة التي كانت تترأس طاولة الطعام و سارة و مريم و بسلمة فابتلعت ريقها تعلم انها ستنهر على تأخرها



 عن موعد الإفطار و قبل جلوسها بمكانها هي و ابنتها أردفت عديلة بحدة وصرامة : هو انا كام مرة هقولك متتاخريش عن ميعاد الفطار انتي و بنتك


ايمان بنبرة هادئة باردة خالية من أي مشاعر : أسفة


نظرت لها عديلة نظرة تفحص لها و لابنتها و بعدها أردفت بتكبر : أقعدي و اعملي حسابك لو اتاخرتي تاني هتاكلي في المطبخ انتي و بنتك سامعه


أومأت لها ايمان و جلست بمكانها و أجلست ابنتها بجانبها و بدءوا بتناولو طعامهم لتنظر عديله تجاه سارة و رفعت يدها تربت على كتفيها :



 و بعدين يا سارة ، لازم تأكلي يا حبيبتي مينفعش كده لو مش عشانك يبقي عشان اللي في بطنك يا بنتي


سارة بحزن شديد : و مين له نفس يا ماما !انا من بعد عمر الله يرحمه مبقاش ليا نفس لاي حاجه ،و مش عارفة ابني اقوله ايه ،اقوله ابوك مات من قبل حتى ما يشوفك و تشوفه


عديلة بحنان لفت انتباه ايمان : يا بنتي انتي لازم تأكلي عشان خاطر عمر و ابنك ،عمر لو كان عايش و شافك كده كان هيزعل و بعدين غلط علي ابنك ،انتي لازم تتغذي كويس ،يلا يا سارة يلا يا بنتي


ثم رمقت إيمان بنظره سريعه مردفه بغضب : انتي بتبصيلي كده ليه يا بت انتي 


ايمان بتلعثم من نبرتها الصائحة : اا انا مش ق


عديلة بمقاطعة : انتي هتقعدي تهتهيلي ،اتفضلي قومي وضبي المطبخ عشان تعملي الغدا ،اتحركي


اومات لها ايمان و رمقت كل من سارة و مريم و بسلمة بنظره سريعه فلا أحد منهم يتدخل بها على الإطلاق 


اما عديله فعقب تحرك ايمان ابتسمت بداخلها فهي دائما ما تحب التقليل منها و اهانة كرامتها 


و كادت تكمل تناول طعامها فاردفت فتون بغضب طفولي : انتي وحشة يا تيتا ،انا مش بحبك


عديله بغضب : قومى يا بت انتي من هنا بدل ما اديكي بحاجة في وشك ،بت قليله ادب زي اللي خلفتها ،قومي انجري


نهضت الصغيره من علي الطاولة متجهه ناحيه الدرج و هي تتأفف من معاملة عديلة لوالدتها فروئيتها لما يحدث يؤثر بها كثيراً


أما عديلة فاردفت بغضب : شايفين تربيه ست ايمان عامله ازاى ،لما حسان يجي اهليه يشوف تربيه بنت البندر عاملة ازاي 


مريم بتأفف : ما خلاص بقي يا ماما احنا ما كنا صدقنا خلصنا من خنقاتك 


عديلة بغيظ : اخرسي يا بت انتي اخرسي صوتك ميطلعش


مريم بتأفف و تنهض من علي الطاولة : اوف ،ده انتو تسدوا نفس الواحد


__________________


في المساء


كانت إيمان تقف بالمطبخ شاعره بالم و وجع شديد يكتسح قدميها فهي منذ الفطور و هي تقف بالمطبخ توضبه و بعدها ظلت توضب طعام الغداء



 و كذلك العشاء ،كل هذا بجانب تنظيف بعض غرف القصر خصصتها لها حماتها حتى تنظفهم 


ايمان بأرهاق : زينب طلعي الاكل على السفرة يلا 


زينب بإيماءة : حاضر 


و بدأت زينب بإخراج طعام العشاء علي الطاولة  ،اما ايمان فصعدت لغرفه ابنتها حتي تجلبها و عند نزولها رأت زوجها يجلس بجانب والدته



 وعلى الجانب الآخر يجلس سارة و ايمان و بسملة ،فاقتربت جالسه بجانبه فاستمعت لحديثهم ذاك


عديلة بتهكم : سمعت عن اللي عمله عمار مع مرات العمري و بنتهم


نظرت كل من سارة و ايمان لعديله يتابعون ذلك الحديث فالجميع يعلم بأن



 سارة كان من المفترض ان تتزوج بعمار و لكنها بالنهاية تزوجت بعمر



 الذي ايضا كان يعشقها و بادلته هي ذلك العشق و تركت عمار كالطير المجروح


حسان بغيظ : اها ،و مين في البلد مسمعش 


عديلة بكره : عامل فيها بطل أوي و رايح انقذهم ،انا عارفه بيعمل كل ده عشان اهل البلد يكلمه عنه


حسان بتذكر : صحيح نسيت اقولك ده جالي الصبح ،و قال ايه يقولي في الأول اصلي جاي اعزيك و بعدين بقي قام قايلي ايه اللي جايبه


عديلة بابتسامه جانبيه : الأرض الاخيرة اللي انت اشتريتها مش كده


حسان بابتسامة : كده و نص كمان ،بس بعينه ،مش هيطولها لو عمل ايه


عديلة بشر و هي تربت على كتفيه : ايوه كده يا حسان برافو عليك 


ثم انزلت يدها ونظرت تجاه ايمان و فجأة تغيرت نبرتها و لهجتها مردفه بحده و صرامة : صحيح نسيت اقولكم


مريم بدهشة : خير يا ماما


عديلة : اعملو حسابكم حسان و سارة هيتجوزوا بعد متولد طبعا 


-حسان و سارة هيتجوزو 

ظلت تلك الكلمات تترد باذن إيمان لا تصدق ما هتفت به عديله فنظرت لزوجها الذي 



اخبرته والدته من قبل برغبتها بزواجه من سارة و هو وافق بكل


 سهولة فهم لا يريدون أن يربي حفيدهم بعيدا عنهم ،أما سارة فأومأت



 لها بهدوء فعديله قد اخبرتها من قبل و ضغطت عليها لتوافق و مع ذلك الضغط وافقت سارة علي ذلك 


اما ايمان فقامت بدفع تلك المعلقه من يديها مردفه بغضب و صياح لاول مره فهي



 اكتفت منهم الا يكفي انها تستحمل طريقته و طريقه والدته



 معها و الان يريدون تزويجه من اخري : مستحيل ،مستحيل يحصل ولو حصل يبقى هطلقني انت سامع ،انا خلاص فاض 



بيا ،و اعمل حسابك لو اتجوزتها يبقي مش هتشوف وشي تاني ولا انا و لا بنتك ،انت سامع


لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة و لكنها علمت بأنها قد تخطت حدودها  



عندما رآت الغضب بعينه و عين والدته و نهوضه من علي الطاوله



 اكد لها ذلك و لكن لا لن تضعف و تصمت بعد الان فليفعل



 ما سيفعله بها و لكنها لن تقبل ابدا ان يتزوج عليها فهي حواء و لن تصمت عن حقوقها من الآن


 الفصل الثاني❤



أقترب حسان منها بخطوات هادئة مردفا بنبرة مخيفة : عيدي اللي قولتيه تاني كده ،سمعيني صوتك 


إيمان بجرأه : اللي سمعته يا حسان ،لو اتجوزت سارة يبقى هطلقني انا مش هستحمل و اسكت و اشيل في نفسي ،لا يا حسان ،انت سامع


و فجأة وجدت تلك الصفعات المتتالية تهبط علي وجنتيها هاتفا بصياح و غضب شديد جاذبا ايمان من خصلاتها: أنتي متقوليش اعمل ايه ومعملش ايه ،انتي هنا زيك زي اي كرسي ، انا بس اللي اقولك تعملي ايه و متعمليش ايه سامعه ولا لا


كانت كل من مريم و بسمله يتابعان ما يحدث بصمت فهم يعلمون حسان جيدا و يعلمون طبعه ،اما ساره فشعرت بارتجاف جسدها بسبب



 نبرته التي سمعتها من قبل و لكم ما باليد حيله فهي مجبرة بالصمت و القبول بالأمر الواقع فمن المعروف بالصعيد أن المرأة   التي يموت زوجها و لديها أطفال منه تتزوج بشقيقه ،اما فتون 



فكانت تري ما يحدث مع والدتها و دموعها تنهمر علي وجنتيها تعلم ما الذي سيحدث لها إذا تدخلت و دافعت عن والدتها فوالدها يتطاول عليها مثلما يفعل مع والدتها ،اما عديلة فكانت تنظر بشماته سعيدة بما يفعله



 حسان بها وأردفت بغضب حتى تزيد اشعال حسان : اظاهر اننا دلعناكي كتير و ده اللي    خلاكي تفتكري انه ممكن تكلمي ،لا و ياريتك بتكلمي بس لا ده انتي بتعترضي على كلامنا ،انتي مين انتي ،بنت مين ،اهلك ما صدقو يرموكي و مبيسئلوش فيكي ،ثم وجهت حديثها لابنها: شايف مراتك و عاميلها شايف و لا يا حسان


حسان وهو يزيد بالضغط على خصلاتها التي على أثرها توجعت ايمان و لكن هذا الوجع الجسدي لا ياتي شئ مقارنه بوجعها و أرهقها النفسي بسبب ما يفعلوه معها : ما خلاص يا امي اموتهالك في أيدي يعني عشان ترتاحي وبعدين هي مش مجايبك و لا مجايبي انا 


عديلة بانفعال : يعني الغلط عندي دلوقتي ،و بعدين انا هعرف منين انها قليله ربايه بالشكل ده صحيح خير تعمل شر تلقي


إيمان بغضب و وجع : قليله الرباية متبقاش انا يبقى ابنك اللي بيتشطر عليا ،عشان عارف انه مش هيلاقي اللي هيقفله


غضب حسان من حديثها فجذبها من خصلاتها و اتجه بها ناحيه غرفتهم : انا هوريكي بقي قله الربايه علي حق يا بنت ال***


فتون وهي تجري مهروله ناحيه والداها ببكاء و شهقات عاليه اثر البكاء : لا يا بابا ،عشان خاطري متضربش ماما


اقتربت عديلة من حفيدتها جاذبة ذراعيها بعنف : تعالي هنا يا بت ،سبيه يربيها بدل و ربي اخليه يخليكي يديكي علقه انتي كمان و يربيكي زي امك


تبادلت كل من سارة و بسمله و مريم النظرات يشعرون بالشفقة تجاه إيمان و ما سيحدث بها


بالغرفه


قام حسان بدفعها على الارضيه مغلقا الباب خلفه ناظرا لها فوجدها تنظر لها بنظرات   لأول مرة يراها لا يعلم ماذا تكون تلك النظرات اهي كره أو بغض أو اشمئزاز و لكنه لا يهمه كل ما يهمه الآن أن يجعلها تندم علي حديثها و ما فعلته منذ قليل


وانخفض لمستواها ممسكا فكيها بعنف و قوه : سمعيني بقي صوتك الحلو ده و قوليلي قولتي ايه تحت


إيمان و هي تحاول دفع يديه و تحرير فكيها من قبضته الفولاذية : اللي سمعته يا بن الشرقاوي ،انا يمكن سكت و قبلت كتير و سنين وانا ساكته ،يمكن ده اللي خلاكو تفتكرو اني هسكت لما القكي امك بتقول    انك هتجوز مراتك اخوك بعد ما تولد ،بس لا انا مش موافقة و مش هوافق انت سامع ،اما بقي حته اني محايب الست الوالده فده كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك و يوم ما قالوا لامك عليا 


حسان و هي ينهض من مكانه دافعا ايمان بغضب هاتفا : طب متضايقيش نفسك اوي كده ،و بعدين انتي صعبتي علي امي لما عرفت معاملة اهلك ليكي و قالت تكسب فيكي ثواب و ترحمك من الذل اللي كنتي عايشه فيه ،بس اظاهر انها غلطت ،و انا غلطت اللي وافقت اتجوز واحده من عيلة و** زيكو


اخرج حسان من الخزانه تلك العصا و ظل يملس عليها بأصابعه مردفا بنبرة هادئه زادت الرعب بقلب ايمان : انا بقي هعلمك الادب يا ايمان 


و نزل بتلك العصا علي جسد ايمان فصدح صوتها بالقصر من قوة الضربات التي ظلت تتلقاها من حسان ،و بالغرفة المقابلة لهم كانت عديلة بغرفتها والابتسامة على محياها سعيده بتلك الصرخات التي تستمع لها 


بغرفة مريم كان كل من بسمله و ساره برفقتها


وأردفت سارة بفضول : هي ايمان فعلا ماما عديلة اللي اخترتها لحسان


اؤمات بسمله لها مردفة : أيوا ،في واحدة ماما بتديها فلوس و بتعطف عليها عشان ست كبيره و ملهاش حد غير قرايبها من بعيد اللي هما اهل ايمان و في يوم ماما عندها و الست تعبت جامد وحكتلها علي إيمان    واللي أهلها بيعملوه معاها فايمان صعبت علي ماما وحبت تعمل بوصيتها و تنقذها من أهلها و راحت طلبتها من أهلها و هما ما صدقوا طبعا و من ساعتها مش بيسالو في إيمان ولا هي حتى بتسئل و كمان و لا مره جم يشوفوها


سارة بدهشة بسرها : بتعطف عليها  ،وإيمان صعبت عليها و حبت تعمل بوصيتها ،ايه الكلام اللي مش مقنع ده 


أردفت بتساؤل و شك : طب و انتو تعرفوا الست الكبيره دي ،يعني شفتوها قبل كده


بسمله و هي تنظر لمريم التي تعطيهم ظهرها واقفه بالشرفة : انا عن نفسي لا ،انتي شفتيها يا مريم 


مريم بلا مبالاه و شرود : لا مشفتهاش


أما سارة فأكملت بسرها وهي تضيق عينيها : مش مرتاحه للموضوع منين صعبت عليها و منين المعامله دي 


_______________


في منزل عائلة المحمدى


كان عمار بغرفته يبدل ملابسه و تفكيره شاردا بتلك الخائنه التي قامت بطعنه بظهره و أوقعته بحبها و بعدما وقع في حبها تركته و ما زالت كلماتها عندما تركته تترد بأذنيه : أنا اسفة يا عمار انا كنت فاكرة اني بحبك بس انا كنت غلطان انا بحب واحد تاني أنا اسفة يا عمار حقيقي آسفة


ظل عمار يحاول ان يستوعب ما فعلته معها لا يصدق بانها فعلت ذلك معه و بعد مرور بعض علم بزواجها من عمر الشرقاوي فأزداد بغضه وكرهه لها ،و لكن الان يشعر براحه فمن تركته من احله تركها و رحل ،لا يشعر بالشماته تجاه عمر و لكن تجاها هي ،فهي من خدعته و ليس عمر 


انهي عمار تبديل ملابسه و هبط لأسفل متجها ناحية مكتبه فصدح صوت رنين هاتفه فأخرجه وجده رقم غير مسجل فأجاب عليه 


عمار بصوت رجولي : الو 


المتصل بجدية : الو ،عمار المحمدي معايا


جلس عمار خلف مكتبه مردفا بهدوء : ايوة ،مين معايا 


المتصل : ريتاج الحديدي ،سمعت انك عايز تشتري الارض بتاعتنا ،الكلام ده حقيقي


عمار و هو يعتدل بجلسته : مدام سمعتي ،يبقي حقيقي 


ريتاج بابتسامة : تمام اوي ، و احنا موافقين نتفق بقى هنمضي العقود امتي


عمار بهدوء : تمام نتفق


اتفق عمار مع تلك الفتاه علي كل شئ و بعدها اغلق معها خارجا من مكتبه فوجد شقيقته الصغري بوجهه فأردف بتساؤل : اومال أخواتك فين و ماما 


عائشه بأبتسامه و تقترب منه ممسكه بيديه تجذبه هاتفه بمرح : جوا بيتعشوا ،يلا اتحرك بسرعه ماما على آخرها


عمار بانعقاد حاجبيه  : ليه !!


عائشه بصوت منخفض : رأفت يا سيدي


حرك عمار رأسه بغضب مردفا : مفيش فايده في اخوكي برضو لسه بيفكر في مريم الشرقاوي


عائشه بانفعال : طب يعمل ايه هو قلبه بايده و بعدين هما الاتنين مكنوش يعرفوا كل واحد ابن مين و أهي الصدفة جمعتهم و يكونوا في جامعه واحده و يحبوا بعض و بعدين هما مش بعدوا عن بعض    عاوزين ايه تاني منهم ،عشان خاطري يا عمار كفايه انه بعد عن اللي بيحبها ،متجبرهوش انه يتجوز واحده مش بيحبها ،هو لما يحب يجوز هيتجوز بلاش تزودها عليه


كاد يتحدث ولكن منع حديثه صوت أخيه الذي دوي بالقصر و اصوات التكسير داخل حجرة الطعام ،فنظر كل من عمار و عاىشه لبعضهم نظره سريعه و بعدها تحركوا مهرولين داخل غرفة الطعام


رأفت بغضب و صياح  : بس خلاص كفايه كلام في الموضوع ده يا امي ،ارجوكي ارحميني انا تعبت


صفية بغضب مماثل : و انا تعبت اكتر منك انت هتجوز انت سامع


نظر رأفت تجاه عمار مردفا : عندك عمار جوزية و اظن انه اكبر مني مش كده و لا ايه !؟


صفية بغضب : لا يا رأفت هتجوز انت سامع و لا لا ،عمار لما هيحب يجوز هيجوز لأنه    عارفاه كويس اوي لكن انت لو سبتك هتفضل كده و مش هتجوز و ايه السبب حبك لبنت الشرقاوي 


رأفت وهو يجز على اسنانه  : لا انتو بصراحه بقيتو لا تطاقوا


ثم تركهم مغادرا حجره الطعام متجها لغرفته


أما صفية فاقتربت من عمار : شايف اخرك يا عمار انا عارفه مش هيرتاح غير لما يجلطني 


غمار و هو يزفر : امي لو سمحتي متضغطيش عليه ،كده انتي هتخليه يصمم على موقفه اكتر و اكتر 


زفرت صفية بضيق مردفة : ربنا يهديك يا رأفت ،ربنا يهديك يا بني


________________


في صباح يوم جديد


صعدت زينب وبيدها صينيه الافطار تريد الاطمئنان علي إيمان فهي تحبها كثيرا و حزنت كثيرا لما حدث معها ليلة أمس رغم سعادتها بمواجهة زوجها     و و الده زوجها الا انها حزنت لما فعله حسان معها و رغم استماعها إلى تنبيه حسان والدته بان لا يصعد أحد اليها الا انها لم تستطع فقلبها قلق من أجلها تريد الاطمئنان عليها فصعدت تجاه الغرفة و دلفت دون طرق الباب فوجدت متكورة على الارضيه    و جسدها باللون الأزرق من آثار تلك الضربات التي تلقتها من زوجها فوضعت الصينيه التي بيدها علي الفراش بذعر و اقتربت منها تحركها برفق : إيمان ،ست يا ايمان ،انتي كويسة ،ست ايمان


ايمان و هي تفتح عينيها شاعره بالالام شديده بجميع أنحاء جسدها 


زينب بلهفة : قومي معايا يا ست ايمان ،قومي


نهضت ايمان معها و دموعها تتجمع بعينيها متذكرة أمس و ما فعله حسان معها 


زينب وهي تجلسها على الفراش : هجبلك مرهم دلوقتي و هدهنلك مكان الضرب و ان شاء الله تبقى كويسه


أومأت لها ايمان و تحركت زينب تجاه الحمام جالبة ذلك المرهم و قام بدهنه على جسدها بحرص شديد 


و بعد ان انتهت زينب اردفت بحزن : انا جبتلك فطارك و كوبايه اللبن اشربيهم و هتبقي كويسة 


ايمان بهدوء : مش عايزه يا زينب 


زينب برفض : مينفعش لازم تأملي ،معلش عشان خاطر فتون لتأكلي


نظرت ايمان للفطار و بدات تاكل لقيمات بسيطة و تجرعت كوب اللبن و بعد عده دقائق : خلاص يا زينب شيلي الاكل مش قادرة اكل اكتر من كدة


اومات لها زينب مردفه : حاضر عن اذنك


______________


خرجت زينب من الغرفة حاملة صينية الافطار وهبطت الدرج و ما لبثت أن تتحرك حتى استمعت الى صوت عديلة الغليظ و هي تنهرها : كنتي فين يا بت انتي مختفيه ليه


ابتلعت زينب ريقها و بدأ الخوف يتسلل الي قلبها فالتفتت لها مردفة بتلعثم  : ها انا كنت 


عديلة و هي تلاحظ تلك الصينية التي تحملها بين يديها فصاحت بغل : كسرتي كلمتنا و طلعتلها اكل مش كده


زينب بتلعثم : انا انا


عديلة بغضب : انتي ايه بقي بتكسري كلمتي انا و ابني مش كده ،تخشى دلوقتي تلمي هلاهيلك و تغور من هنا انتي سمعه


زينب بترجي : لا عشان خاطري يا ست عديلة بلاش تطرديني انا


عديلة بعيون تطلق شرار : سمعتي اللي قولته و لا


زينب بخوف من نظرتها : سمعت ،سمعت


________________


في أحد الأراضي


كان عمار يقف مع ريتاج الحديدي فالتفتت هاتفه بابتسامة على محياها : كده بقى نقدر نقول مبروك عليك الأرض


عمار بابتسامة جذابة : الله يبارك فيكي 


ريتاج بابتسامة : تعرفي اني مبسوطة عشان انت افتكرتني كنت فكراك نستني


عمار و هو يرفع حاجبيه : لا متقلقيش انا ذاكرتي قوية و اول ما شفتك افتكرتك علطول و بعدين انتي متتنسيش ( كان اللقاء الأول بين عمار و ريتاج في إحدى حفلات الزفاف و وقتها تصادموا ببعضهم البعض    و تعارفوا على بعضهم و لكن ذلك اللقاء لم يتخطى الخمس دقائق و لكن منذ ان رأته ريتاج أعجبت به و لم يغيب    عن بالها و لحسن حظها انه اراد شراء احدى الاراضي التي تملكها هي والداها فاستغلت ذلك الموضوع حتى تتقرب منه ،فهل ستفشل في التقرب منه أم ستنجح بذلك ؟ )


ريتاج بابتسامة هادئة رغم تلك السعادة الطاغيه التي تشعر بها لكلماته تلك : ميرسي يا عمار ،تسمحلي اقولك عمار علي طول من غير القاب 


عمار بإيماءة : اكيد طبعا


________________


خرجت إيمان من الحمام و هي تمسك بالمنشفة تمسح بها علي وجهها و لا تزال تلك الالام تكتسح جسدها 


ايمان و هي تقترب من الفراش : اه 


وما لبثت أن تجلس حتي وجدت الباب يفتح و زينب تدلف داخل الغرفه مهروله ناحيتها


ايمان بانعقاد حاجبيها : في ايه يا زينب مالك !


 زينب بصوت خافض و لهجه سريعه : ست إيمان الست عديلة طردتني لانها شافتني و انا نازله من عندك و هي و سي حسان كانوا محذرنا ان محدش يدخلك الاوضه


ايمان بانزعاج من تهورها : ليه يا زينب مسمعتيش كلامهم انا لو كنت اعرف مكنتش


قاطعتها زينب مردفه : ست ايمان الكلام ده مش وقته اللي حصل حصل خلاص ،بس انا عايزه اقولك حاجه واحده


ايمان بتساؤل : ايه هي ؟


زينب : خليكي عند موقفك و اوعي تسمحي لهم يذلوكي اكتر من كده انتي متستحقيش كدة 


ثم اخرجت من ملابسها ورقة صغيرة مطوية و وضعتها بين يديها : ده رقم عمار المحمدى لو فضلوا معاكي كده و حبيتي تخلصي منهم هو الوحيد    اللي هيقدر يساعدك ،انا مش بقولك كده عشان اخرب عليكي بيتك والله ابدا يا ست ايمان  وربي شاهد عليا بس حقيقي انتي متستهليش كده 


ادمعت عين ايمان و قام بأحضتانها و هي تردف : انا مش عارفه اقولك ايه 


زينب و هي تخرج من أحضانها : متقوليش حاجه خالص بس امانه عليكي متخليهم يذلوكي اكتر من كده لانك لو سكتي هيتمادوا فيها اكتر و اكتر


_________________


دلفت ايمان غرفة ابنتها و هي على محياها ابتسامة مزيفة فوجدت ابنتها تجلس على الفراش و الحزن على وجهها  فاليوم عيد مولدها و لم يهنئها    أحدهم بذلك فوالدتها الوحيدة التي تتذكر عيد مولدها كل عام فجميع من بالمنزل لا يهتمون بتلك الاشياء التافهه ايمان بابتسامه : كل سنه و انتي طيبه يا قلب ماما


فتون وهي تنظر بلهفة لسماعها صوت والدتها : ماما


ايمان و هي تقترب مغلقه الباب : كل سنه و انتي طيبه يا حبيبتي


فتون بسعادة و هي تحتضنها و تقبلها على وجنتيها  : و انتي طيبه يا ماما ،انا بحبك اوي


ايمان بسعادة رغم الامها بسبب احتضان ابنتها لجسدها : و انا كمان يا قلبي بحبك اوي 


ثم أردفت بنبرة مرحة مصطنعة : بصي هي اول مرة تحصل و مجبلكيش هديه بس ان   شاء الله هجبلك اول ما اخرج من البيت انتي عارفة انه في مشكله صغننه بيني و بين بابا عشان كده معرفتش اخرج


فترن بسعادة : مش عايزه هديه يا ماما انا بس مش عايزه بابا يضربك تاني ،بابا وحش يا ماما و مش بيحبنا


ادمعت عين ايمان و ابتلعت تلك الغصة و أردفت : حبيبتى متقوليش كده بابا بيحبك اكتر حد في الدنيا و بيحبني برضو بس هو بيبقى مضايق بس عشان عنده مشاكل في الشغل وبعدين مينفعش تقولي بتكرهي بابا يا حبيبتي عشان انا مزعلش يرضيكي ازعل


فتون بنفي : لا 


ايمان بابتسامه : يبقى متقوليش كده تاني تمام


فتون : تمام


ايمان وهي تحملها  : طب تعالي بقي ننزل نعمل احلى تورته لاحلى فتون


فتون بفرحه و نبره طفولية : الله عليكي يلا و انا هساعدك يا ماما


______________


بالمطبخ


دلفت عديلة الى المطبخ و هي تحدث تلك الخادمة الجديدة التي جلبتها بدل من زينب فوجدت ايمان و برفقتها فتون داخل المطبخ فاردفت بغضب : انتي برضو كسرتي كلام جوزك و نزلتي من اوضتك


ايمان بنبرة باردة : والله جوزي مقليش اخرج من اوضتي و مسمعتش كلمة زي دي منه ،طبعا كان فاكرني مش هقدر انزل من الاوضه بعد اللى عمله فيه بس انا نزلت يا حماتي العزيزة عشان خاطر بنتي اللي عيد ميلادها انهارده و كله ناسين كده


عديلة بغضب : انا زهقت منك و من عمايلك لما جوزك يجيلي ليا كلام معاه


ثم نظرت للخادمه الجديده و تدعي سنية : و انتي اياكي تمدي ايدك في حاجه ، خليها تلم و تنظف ورا نفسها هي و بنتها


أومأت لها الخادمة اما ايمان فشعرت بالندم لحديثها ذلك أمام ابنتها


فابتسمت لها : يلا حطي الكريز علي الوش يا قلبي


______________


في المساء


و بعد ان اطمئنت ايمان علي ابنتها الذي ذهبت في سبات عميق بعدما قاموا بإطفاء الشمع علي التورتة الخاصة بها دلف حسان الي الغرفة مغلقا الباب


 خلفه بعنف فزفرت ايمان بضيق فاقترب منها و الشرار يطلق من عينيه : خرجتي من الاوضه و كسرتي كلمتي برضو انتي مفيش فايده فيكي 


ايمان و هي تزفر : حسان انت مقولتليش متخرجيش من الاوضه ،و حتى لو كنت قولتلي كنت هخرج بنتك عيد ميلادها انهارده و كفايه اوي اني مقدرتش أخرج اجبلها هديتها


حسان بعنف : عيد ميلاد ايه و زفت ايه ،انتى مبتفهميش احنا منبحنتفلش بالكلام المتخلف ده


نظرت له إيمان نظره زارية و استطاعت تغيير مجرى الحديث بمهارة : سيبك دلوقتي من الكلام ده ،انا عايزه اعرف حاجه واحده دلوقتي ،انت فعلا هتجوز سارة


حسان بسخرية : هتجوزها يا ايمان عجبك و لا لأ و علي الاقل تعرفي تجيبلي الولد اللي انتي مش عارفة تجبيه من بعد ما ولدتي بنتك 


جحظت عينا ايمان بصدمه فكيف يتكلم عن زوجة أخيه المتوفي بتلك الطريقة بل يخبرها انه سينجب منها ايضا التلك الدرجه وصلت به الوقاحة

 ،تحمد ربها على ذلك البرشام مانع الحمل التي تتناوله كل ليله حتى لا تحمل منه مرة أخرى فهي لا تريد الإنجاب منه مرة  


أخرى فهي لا تريد تعذيب طفل اخر معها و يعاني معها ومع فتون ،لا تعلم ماذا ستكون 

رد فعله إذا علم بتناولها لذلك الدواء فاردفت ببرود : ده اخر كلام عندك يا حسان


حسان ببرود : اه و اعلى ما فخيلك اركبيه حلو كده


نظرت له إيمان نظره بارده و كلمات زينب تتردد باذنيها : 


"ده رقم عمار المحمدى لو فضلوا معاكي كده و حبيتي تخلصي منهم هو الوحيد اللي هيقدر يساعدك"

                  الفصل الثالث من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close