أخر الاخبار

رواية عروس بلا ثمن الفصل الاول1والثاني2بقلم ايمى نور

رواية عروس بلا ثمن الفصل الاول1والثاني2بقلم ايمى نور 

فى احدى الاحياء الشعبية وبداخل شقة فى منزل من منازله 


المتواضعة اخذت   تتردد ايات الذكر الحكيم بداخلها وبينما 


تسود مظاهر الحزن ارجاء المكان جلست زينة تتوسط اريكة 


رثة المظهر بعد مغادرة اخر المعزين   لها عينيها متسعة بصدمة 


تنهمر منهم الدموع بغزارة لاتستطيع تصديق ماحدث حتى الان 



وانها فقدت والديها معا فى لحظة واحدة فى حادث سير حين 


كانا فى زيارة لاحدى الاطباء المتخصصين فى حالة والدها بعد 


ان اوصى به احدى زملاء   ابيها فى العمل اصطدمت سيارتهم 


باخرى كان سائقها نائما اثناء القيادة فتنتهى تلك الرحلة بكارثة 


وموت جميع الركاب فى كلتا السيارتين لتصبح بين ليلة 


وضحاها وحيدة بلا اهل ولا سند لها فى الحياة من بعدهم

افاقت من شرودها على يد تربت عليها بحنان لتلتفت الى 


جارتها السيدة سعاد والتى حاولت التهوين عليها قائلة 

= كفاية بقى يا زينة يا بنتى ده قدر ومكتوب ومالناش يد فيه

اخذت زينة فى البكاء دون ان تنطق بحرف واحد لتسرع سعاد 


بضمها اليها تضع راس زينة فوق كتفها قائلة بتعاطف

= عارفة يا بنتى . عارفة انها صعبة عليكى بس لازم تشدى 


حيلك وتشوفى هتعملى ايه فى اللى جاى 

صمتت لثوانى تحاول ان توازن كلماتها القادمة قائلة بتردد


طيب هو مفيش حد من اهلكم جه ولا حضر 

هزت زينة راسها بالنفى بضعف لتسألها سعاد بفضول لم تستطع مدارته

= طيب كنتى بعتى ليهم خبر علشان يحضروا بدل ما انتى كنتى واقفة لوحدك كده فى الدفنة

زينة بصوت ضغيف متحشرج من اثر البكاء

= انا معرفش خ

خد فيهم بابا وماما عمرهم ما كلمونى عن عليتهم ابدا

هزت سعاد راسها بتفهم قائلة 

= ااه يعنى مقطعوين من شجرة

ثم اصدرت صوت من فمها يدل على الشفقة تكمل حديثها 

= عينى عليكى يا بنتى يعنى كده بقيتى وحيدة ملكيش حد

رفعت زينة راسها تكفف دموعها تهمس 

= ليا ربنا يا خالتى وهو اكيد مش هيسبنى لوحدى

ادركت سعاد ما تفوهت به لتتدارك الامر سريعا قائلة

= ونعم بالله وطبعا يا حبيبتى احنا كلنا معاكى بس كنت بقول يعنى ...

ترددت سعاد لاتدرى كيفية اخبارها لتنظر اليها زينة بقلق عند رؤية حالة التردد التى اصبحت عليها تسالها 

= فى ايه يا خالتى عوزة تقولى ايه؟

اسرعت سعاد تحدثها سريعا قائلة 

= شوفى يا بنتى هو المفروض اللى هقوله ده مش وقته بس اهو اللى حصل وخلاص

عقدت زينة حاجبيها بقلق وتوتر وفى انتظار باقى حديثها تسمعها تكمل 

= ابوكى كان مكسور عليه ايجار اكتر من سنة وصاحب البيت ربنا يباركله مكنش راضى   يكلمه فى حاجة علشان خاطر ظروفكم بس هو جالى النهاردة وقالى اكلمك لو كنتى هتقدرى تسددى انتى المتاخر ولا تسيبى له الشقة يأجرها 

صمتت زينة تتسع عينيها بذهول لاتدرى ماذا تقول تهمس 

طيب وانا اروح فين 

لتسرع سعاد قائلة 

= علشان كده بقولك لازم تعرفى طريق اهلك اهو لو ملقتيش طريقة تسدى بيها الايجار يبقى ساعتها تلاقى حتة وحد يبقى جنبك 

جلست زينة يسود وجهها الشحوب بعد حديث سعاد لها تهمس قائلة بضعف

= طيب وانا هعرف طريقهم ازاى وعمر بابا ولا ماما كلمونى عنهم

زفرت سعاد بقلة حيلة تهمس هى الاخرى باسف

= والله يابنتى ما عارفة اقولك ايه لو بايدى اقدر اعمل حاجة كنت عملتها بس انتى عارفة الظرو...

قاطعتها زينة قائلة بلطف وتفهم

= عارفة يا خالتى وكفاية وقفتك معايا من بعد اللى حصل 

صممت لعدة ثوانى تهز راسها بضعف تكمل

= انا مفيش ادامى حل غير انى انزل من بكرة ادور على شغل علشان اسدد اجرة البيت على الاقل

ربتت سعاد فوق يدها بحنان قائلة 

= ربنا مش هينساكى ابدا وقادر يحلها من عنده يا بنتى 

ثم اخذت تجذبها برقة تكمل بحنان

= يلا قومى معايا انتى النهاردة هتباتى معانا

وقفت زينة مكانها تهز راسها بالرفض قائلة بصوتها الرقيق

= لا معلش يا خالتى انا عاوزة افضل هنا مش هعرف ابات بره الشقة 

سعاد بتردد 

= بس يا حبيبتى مينفعش تباتى لوحدك تعالى نامى عندى حتى النهاردة بس 

زينة برجاء

=معلش خلينى على راحتى وبعدين ده الباب فى الباب لو احتجت حاجة هجيلك على طول 

زفرت سعاد بقلة حيلة 

= اللى تشوفيه يا حبيبتى هقوم انا وبكرة الصبح هجيلك على طول

ثم ودعتها مغادرة تغلق خلفها زينة الباب لتستند بعدها عليه بضعف تتعالى شهقات بكاءها   حتى انهارت ارضا تبكى بمرارة على فقدان اعز احبائها فى لحظة خاطفة لم تتخيل حدوثها حتى فى اسوء كوابيسها

⭐⭐⭐⭐⭐

وضعت زينة المفتاح فى المكان المخصص له فى باب شقتها وما ان همت بفتحه حتى    سمعت صوت جارتها سعاد مناديا عليها لتلتفت اليها تبتسم بضعف لتسرع سعاد فى ملاقاتها تسألها بلهفة 

= ها عملتى ايه قبلوكى فى الوظيفة 

هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بهدوء

=الحمد لله بس هكون تحت الاختبار لمدة شهرين وبعدين هتعين رسمى فى الشركة

تهللت ملامح سعاد بفرحة 

= بجد طب الحمد لله مش هتاخدى مرتب يعنى ؟

فتحت زينة الباب تدلف الى الداخل تتبعها سعاد تكمل حديثها 

= اصل المنيل صاحب البيت  جالك تانى هنا وانتى بره وراسه والف سيف ياخد الايجار مرة واحدة بس انا قدرت اسكته بكلمتين لحد ما تيجى ونشوف هنعمل ايه 

ارتسم القلق فوق ملامح زينة قائلة بخوف 

= بس انا مش هقدر ادفع المبلغ كله مرة واحدة حتى ولو قبصت مرتب الشهر ده

اسرعت سعاد تطمئنها قائلة 

= لا متقلقيش احنا بس نسكته بحاجة من تحت الحساب وبعد كده نبقى نديله كل شهر مبلغ المهم ان ربنا كرمك بالشغلانة دى

ثم سالتها بنبرة اسفة 

= برضه مفيش حد من اهلك سال ولا جه 

سقطت زينة جالسة فوق الاريكة بارهاق تهز راسها بالنفى هامسة 

= ابدا مع انى نزلت نعى فى الجورنال من اسبوع بس مفيش اى حد سال

سعاد فى محاولة لتهوين عليها 

=معلش اهو الحمد لله ان ربنا كرمك بالشغلانة دى وعلى الاقل هتفضلى فى شقتك ومعانا 

اخفضت زينة راسها بأسى وانكسار قائلة

= انا مكنتش عارفة ان الامور كانت معقدة مع بابا كده لدرجة انه ميدفعش الايجار كل المدة دى

نظرت اليها سعاد قائلة بشفقة 

= الله يرحمهم ظروف تعب ابوكى مع مصاريف دراستك ازمت الدنيا معاهم وهما حاولوا على اد ما يقدروا يخبوا عنك لحد ما تاخدى شهادتك بس يا   حسرة عليهم ملحقوش يفرحوا بيكى ومجاش فى بالهم انهم هسيبوا كل الديون دى ليكى 

اقتربت منها تضع تضع يدها فوق كتفيها تضغط برفق قائلة بمرارة 

= انا كان نفسى اساعد بس غصب عنى انتى عارفة الظروف

نهضت زينة تحتضنها قائلة بامتنان 


 = كفاية عليا وقفتك معايا من ساعة وفاة بابا وماما وانتى ماسبتنيش دقيقة واحدة يارب بس يقدرنى على رد جميلك ده 

ابتعدت عنها سعاد تنكزها فى كتفها برقة قائلة 

= جميل ايه يا بت انتى دانتى زاى بنتى بالظبظ وامك كانت اكتر من اخت ليا 

ثم ابتسمت بحنان تمسك بيدها تكمل قائلة 

= يلا تعالى نتغدى سوا ونشوف هنعمل ايه مع صاحب البيت وهنقوله ايه لحد ما تقبضى مرتبك

ابتسمت لها زينة بحب تشكر الله على وجود هذه السيدة فى حياتها لتهون عليها مرارة كل ماحدث لها

🌷🌷🌷🌷🌷🌷

وقفت زينة خلف مكتب الاستقبال الخاصة بالفرع الرئيسى لمجموعة شركات الحديدى تلاحظ على غير العادة حالة من التوتر والنشاط المفرط   لم تراها منذ عملها هنا منذ اكثر من اسبوع لتميل هامسة الى زميلتها مها تسألها 

= مها هو فى حاجة النهاردة ! اصل شايفة الكل متوتر والحال على غير العادة 

ردت مها بنفس الهمس 

= لا متقلقيش بس رائف بيه اخيرا وصل من السفر اصله كان مسافر انجلترا يجى اكتر   من شهر وطبعا لما الكل عرف بخبر وصوله بقى حالهم زاى مانتى شايفة كده

نظرت اليها زينة بتوجس قائلة 

= يعنى خبر وصوله يعمل فيهم كل ده ده من وقت وصولهم والكل عامل زاى خلية النحل 

هزت مها راسها قائلة بتفهم 

= اه مانتى جديدة ومتعرفيش مين هو رائف الحديدى 

لتقترب منها قائلة بجدية وانبهار شديد

= شوفى يا بنتى رائف بيه ده لو شاف نسمة هوا معدية لازم يعرف رايحة فين ولمين   وليه كل حاجة هنا بأمره هو وبس شخصية كده مينفعش يتحكى عنها ده لازم تشوفيه بعنيكى علشان تعرفى بتكلم عن ايه

كانت زينة طول حديثها تتتسع عينيها بذهول ورهبة من حديثها عن هذا الرائف تتمنى الا تلتقى بيه ابدا شخصيا وتظل فى مكانها المنسى هذا بعيدا عن الانظار 

مر بهم الوقت سريعا حتى ساد الصمت فجاءة ارجاء المكان ترى الجميع تتوجه انظارهم   ناحية باب الشركة باهتمام لتركز انظارها هى الاخرى عليه حتى ترى ما الذى جذب انتباهه الجميع ليدخل الى الشركة فى تلك اللحظة شخصا تحيط به هالة من القوة والعظمة تبعث الرهبة فى النفوس معه العديد من الاشخاص يبدون كمساعدين   له فاخدت تراقبه بانظارها لا تستطيع ابعادها عنه فهو مثال رائع لاحد ابطال الروايات التى تعشق قراءتها فتراه متجسدا امامها فى الواقع بهيئته وخطواته الواثقة المتمهلة يرتدى بدلة من اللون الاسود وقميص من نفس اللون مفتوح الازرار ليزيد من غموضه اكثر فادركت هويته فورا قبل ان تميل عليها مها تهمس باعجاب وعينيها هى الاخرى تتابعه

= مش قلتلك لازم تشوفيه علشان تعرفى انا بتكلم عن ايه 

هزت زينة راسها بضعف توافقها دون النطق بكلمة تراقبه وقد احاط به العديد من مسئولى   الشركة يتحدثون اليه باهتمام وتملق وهو ينصت الى حديثهم بعدم مبالاة ووجه خالى من التعبير تجول عينيه فى المكان بحدة وتجهم حتى توقفت عند مكان وقوفها خلف الطاولة المخصصة لاستقبال العملاء لتضيق نظراته فوقها ينظر اليها   بحدة تتقابل نظراتهم لبضع ثوانى شعرت خلالها بضربات قلبها تتصاعد بقوة تتنفس بعنف وخشونة تقع تحت تأثير عينيه الحادة حتى فقدت اتصال نظراتهم فجاءة مشيحا بعينيه بعيدا مبتعدا عن المكان ليستقل المصعد المخصص له غائبا عن الانظار ليتنفس الجميع الصعداء ويعود الارتياح والهدوء الى المكان مرة اخرى

الا هى فقد احست بقدميها لاتقوى على حملها فتسرع بالجلوس فوق المقعد خلفها لتضحك مها ماان راتها على تلك الحالة قائلة بمرح

=ده كان نفس رد فعلى اول مرة شوفته بس بعد كده اتعودت 

رفعت زينة عينيها اليها تهمس بصدمة

= وانا بقى هفضل على الحال ده كل مرة هشوفه فيها لحد ما اتعود 

ضحكت مها بقوة من كلاماتها العفوية تربت فوق كتفها قائلة 

= خلى عندك امل وادعى تتعودى بسرعة 

رفعت زينة ذراعيها تستند عليها فوق الطاولة واضعة خدها فوقهم تتنهد بقوة تهمس 

= ولا متعودش الحمد لله ان شغلى بعيد عنه خلينى فى الامان اضمن

❤❤❤❤❤❤

دخل رائف الى مكتبه تتبعه سكرتيرته الخاصة شاهى تتهادى خلفه فى تنورة قصيرة   رمادية اللون وقميص ابيض يضيق فوق صدرها تهتف بسعادة وغبطة 

=حمدلله على السلامة رائف بيه متعرفش اد ايه انت كنت وحشنى 

لتصمت تحاول اصلاح كلماتها بخجل مفتعل

= اقصد وحشتنا كلنا يعنى 

جلس رائف خلف مكتبه يريح ظهره فوق مقعده ينظر اليها يقيمها من اعلاها الى اسفلها ثم العكس يدرك محاولاتها الدائمة للفت انتباهه لها فهى منذ   عملها لديه منذ اكثر من عام وهى لا تمل من تلك المحاولات والتى اصبحت تشعره بالتسلية اكثر من شعوره بالغضب يراها لا تستسلم ابدا 

نظر اليها مستمعا قائلا بكسل 

= اخبار الشغل ايه فى غيابى يا شاهى

هتفت شاهى بلهفة شديدة تشير الى عدة اوراق فوق مكتبه

= كله تمام حضرتك وانا عملت تقرير بكل اللى كان بيحصل فى الشركة طول فترة غيابك ادام حضرتك على المكتب 

لم يرفع رائف عينيه عنها لا ينكر اعجابه بتفانيها فى عملها فهى تدير كل امور مكتبه   بسلاسة واخلاص وهذا ما يجعله يتغاطى عن محاولاتها المراهقة هذه للفت انتباهه لها

امسك بقلمه يديره بين اصابعه وهو مازال ينظر اليها

= وياسر عمل ايه فى اللى قلت عليه قبل ما اسافر

اسرعت بالسير الي تلتفت حول المكتب لتقف بجواره تميل عليه بحركة اغراء مقصودة ترفع جهها اليه قائلة برقة 

= كله موجود عند حضرتك فى التقرير 

تقابلت نظراتهم لترفرف برموشها ببطء واغراء فى محاولة منها لكسر تلك البرودة التى   تراها دائما فى عينيه ولكن لا فائدة تذكر وهى تراه يرجع الى الخلف فى مقعده قائلا ببرود ولا مبالاة 

= تمام يا شاهى تقدرى ترجعى مكتبك وانا هشوف التقرير بعدين

بهتت ملامحها تعتدل فى وقفتها قائلة باحباط 

= تمام يا رائف بيه تحب ابلغ ياسر بيه انك موجود فى مكتبك

اخذ رائف يدير قلمه بين اصابعه ببطء ينظر اليه بتركيز 

= اه ومدخليش حد عليا لحد ما اديكى اوامر تانية

هزت شاهى راسها بالموافقة تتحرك مغادرة الحجرة ليستوقفها رائف مناديا لها بحدة لتتوقف    مكانها تنظر اليه باهتمام وامل ليسألها وهو مازال ينظر الى قلمه بين اصابعه قائلا باقتضاب 

= فى موظفين جداد اتعينوا وانا مسافر ؟

عقدت حاجيبها تستغرب من ذلك السؤال فهذه هى المرة الاولى التى يسألها عن هذا الامر لتجيبه بحيرة 

= مش عارفة يا رائف بيه الامور دى من تخصص قسم ال....

رفع رائف عينيه اليها بحدة لتتنحنح قائلة بسرعة 

= ثوانى وهيكون عند حضرتك    ملف بكل اللى اتعينوا جديد 

هز راسه يشير اليها بالانصراف لتغادر سريعا لتنفيذ هذا الامر الغريب لها تاركة اياه يرجع 


الى الخلف يستند براسه   الى مقعده يتذكر تلك العيون كالبحر الهادىء بنظراتهم المتسعة بانبهار وبراءة 

حنى سمع دقات هادئة على باب مكتبه ليدلف بعدها ياسر الى الداخل قائلا بمرح 

= ايه النشاط ده كله من الطيارة للشركة على طول ايه يابنى انت ما بترحمش نفسك

نظر اليه رائف بتسلية 

= انا قلت اجى اطمن هببت ايه فى غيابى قبل ما اعمل حاجة تانية

تقدم ياسر الى الداخل يجلس فى الكرسى المقابل للمكتب قائلا بجدية 

= لا اطمن كل اوامرك اتنفذت بالحرف 

اعتدل رائف فى جلسته يعقد حاجبيه باهتمام وحزم

=تمام كده وعملت ايه مع المحامى 

هز ياسر راسه بتأكيد قائلا 

= اجل كل حاجة لحد رجوعك من السفر خصوصا انك سافرت بعد الجنازة على طول


 يعنى مكنش يقدر يعمل غير كده

كست ملامح رائف مشاعر لايمكن قرائتها بعد انتهاء ياسر من حديثه ينظر امامه بشرود حتى تنحنح ياسر قائلا بخفوت وتردد

= سامحه يا رائف هو دلوقت بين ايد ربنا وخصوصا انه كتب لك كل حاجة رغم انه كان يقدر يعمل العكس بعد كل سنين الخلاف اللى بينكم 

التفت رائف اليه تلتمع عينيه بغل وكراهية تخرج كلماته من بين شفتيه كالفحيح

= عاوزنى اسامحه بعد كل اللى عمله وبيعمله معايا حتى بعد موته عاوزنى انسى ذلى وذل امى وموتها بسبب قهره وذله ليها لا ومكفهوش كل ده لسه


 عاوز يلعب معايا و يتحكم فيا حتى بعد موته بس مابقاش رائف الحديدى اما عرفت كل واحد مقامه فين

احنى ياسر راسه يستمع الى كلمات صديقه والتى تقطر من كل حرف فيها بكل ما عاناه طول سنين حياته من مأسى كان هو شاهدا عليها ليهمس له 



بصوت حاول جعله عاديا لا يحمل اى شيىء من الشفقة التى يشعر بها من اجله

= يعنى نويت على اللى فى دماغك برضه

التمعت عين رائف كعين فهد وقعت تحت يده فريسة طال انتظاره لها يغمغم بوحشية 

= طبعا مش ده اللى كان عاوزه وانا هعمله اللى كان نفسه فيه 


بس على طريقتي انا وابقى عبيط لو مستغلتش اللى حصل صح اوووى



 الفصل الثانى 


 


مر على زينةاسبوع فى عملها لدى شركة الحديدى استمتعت واحبت عملها كثيرا فقد اتاح لها العمل هنا التعرف على اشخاص وزملاء لها كانوا جميعا لطفاء معها يسود جو من الود والاحترام بينهم لكن تظل دائما اللحظة المفضلة لديها فى يومها كله هو لحظة مراقبتها له فى حضوره وانصرافه تظل تتابعه بشغف واعجاب كما لو كانت ترى احدى نجوم السنيما يمر من امامها كل يوم ليبعث فى قلبها الرهبة لحظة التقاء عينيهم فى كل مرة تشعر بتعمده اطالة النظر اليها لعدة ثوانى تشعر خلالها برفرفة واضطراب دقات قلبها فتصبح على هذه الحالة طوال اليوم تتكرر مجددا لحظة رؤيتها له مغادرا 

لحظات كانت تتركها بعدها كما لو كانت خفيفة دون وزن فتصبح تلك اللحظات من اثمن اوقاتها فى يومها كله 

استمر يومها كالمعتاد حتى قبل موعدانصرافها بساعة لتهمس لها مها بخفوت

=زينة انا مش قادرة اكمل فلو استاذنت وروحت بدرى هتقدرى انتى تكملى لوحدك

هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بثقة 

= طبعا روحى انتى ومتقلقيش اساسا مبقاش غير ساعة على الانصراف 

زفرت مها قائلة

= ماهو القلق كله من الساعة دى انتى ناسية ده ميعاد خروج رائف بيه ولازم يخرج هو الاول وبعدين نمشى احنا وخايفة يلاحظ غيابى

رتبت زينة على يدها تحاول تطمئنتها

= متقلقيش كده دى ثوانى وبيعدى على طول يعنى مش معقولة هيلاحظ حاجة فيهم

نظرت اليها مها بقلق

= انتى شايفة كده 

هزت زينة راسها بالايجاب وهى تنهض من كرسيها 

= ايوه ويلا بقى انتى علشان شكلك تعبانة اوووى 

وقفت مها لتغادر مودعة زينة التى وقفت تستعد لاستكمال عملها ليمر بها الوقت سريعا لا تنتبه له حتى وقف احد العاملين معها فى الشركة شاب يعمل فى قسم المحاسبة تعينا معا فى نفس اليوم ومنذ ان علم بهذا حتى اخذها فرصة للحديث معها بدعوى انهم حديثى التعين وليس لهم اصدقاء هنا ولكنها اصبحت تشعر معه بالحذر فقد اصبح يتمادى فى حديثه معها بطريقة فظة مبالغ فيها تشعرها    بعدم الارتياح وهاهو الان يقف يستند براحة فوق الطاولة امامها يضحك بسماجة على احدى النكات التى قام بالقاءها منذ قليل لتخفض راسها فى محاولة منها لمدارة ضيقها منه حتى دوى صوت جهورى هز ارجاء المكان يهتف =

انت ايه اللى موقفك عندك كده؟

اتسعت عينيها بصدمة عند معرفتها هوية المتحدث لترفع راسها تنظر اليه برعب تحاول تبتلاع لعابها اكثر من مرة لتفشل وهى تراه يتقدم من مكانهم حتى وقف امام الموظف البائس تشع عينيه بغضب عنيف قائلا بجمود 

=انت مين وواقف عندك ليه 

اخذ الموظف البائس وقد احمر وجه بشده حتى خشيت زينة اصابته بأزمة قلبية   يتلعثم فى كلماته يخرجها بصعوبة من فمه 

= انا....اصل .....كنت 

هدر صوت رائف بعنف قائلا 

= انا سألت سؤال ولسه لحد دلوقت ماتجوبش عليه وانا مبحبش اكرر كلامى تانى 

فاسرع الموظف يجيبه بأسمه ومكان عمله بتلعثم وخوف ليهز رائف راسه قائلا ببطء

= يعنى مش موظف فى الاستقبال ولا ليك شغل هنا 

ليصرخ عاليا بينما وقف جميع الحضور يراقبون ما يحدث بصمت 

= يبقى مخصوم منك عشر ايام علشان اللى حصل ده ميتكررش منك او من   اى حد يفكر يعملها مفهوم


 


هدر بالكلمة الاخيرة بصوت عالى جعل كل المتابعين للموقف ينتفضون بفزع حتى زينة الواقفة تتابع ما يحدث برعب وهى تراه يصرف الموظف المرتعب   من امامه بحركة مترفعة من يده ليفر من امامه بخطوات سريعة متعثرة ثم نظر رائف الى الجمع المراقب يهتف بحزم 

= كل واحد على شغله مش عاوز حد واقف هنا 

تبعثر الجمع يمينا ويسارا سريعا يراقبهم هو بلا مبالاة ثم التفت الى زينة بعينيها المتسعة بانبهار واعجاب فتتسع عينيه هو الاخر ولكن دهشة من رؤيته لتلك النظرة دائما الظهور بعينيها ذات اللون السماوى الصافى كلما تقابلت اعينهم فاخذ يطيل هو النظر فيهم ناسيا تماما ماراد تعنيفها عليه حتى انتبه على نفسه وهو ينظر اليها بتلك الطريقة ليتنحنح محاولا اجلاء صوته يهتف بها بحزم 

= وانتى اللى حصل ده ماتكررش تانى ده مكتب استقبال للعملاء مش مسرح يتقال عليه نكت فاهمة

هزت زينة راسها وهى مازالت على حالتها المنبهرة بحضوره ليهز راسه باستسلام من    تلك الحمقاء امامه مغادرا بخطوات سريعة واثقة تتابعه هى بعينيها باعجاب حتى اختفى عن انظارها لتتنهد تبتسم برقة كما لو كانت لم تتعرض لتعنيف منذ قليل

💕💕💕💕💕

بداخل احدى اشهر مكاتب المحاماة جلست سوزان الشريف تهز ساقيها بعصيبة وفى يدها احدى سجائرها ذات اللون الوردى تنفس دخانها بعنف لينهض مجدى التهامى المحامى الخاص بها من خلف مكتبه متجها للجلوس فى المقعد المقابل لها يهتف برقة 

= اهدى كده يا سوزان مفيش داعى ابدا لعصبيتك دى 

اسرعت سوازن باطفاء سجارتها داخل المنفضدة امامها وهى تصرخ بعنف

= انت بتقول ايه يا مجدى عاوزنى بعد عمرى اللى ضيعته مع واحد اد ابويا وبعد كل اللى    عملته اطلع كده من كل الحكاية بشوية ملاليم وتقولى اهدى دا ممكن يحصلى حاجة لو ده حصل


 


راقبها مجدى وهى تخرج سجارة اخرى تشعلها بيد مرتعشة ليحدثها بهدوء محاولا تهدئتها 

= مين قالك اننا هنسمح بالكلام ده كلام الوصية واضح لو منفذش خلال شهرين كل حاجة هتبقى بتاعتك وانا وانتى عارفين رائف كويس مش   هيعملها عند فى ابوه ولو حتى علشان ميراثه منه اللى كلنا عارفين انه مش محتاجه 

نهضت سوزان تلتف حول كرسيها تقف خلفه هاتفة بغضب

= احنا هنضحك على بعض يا مجدى انت عارف كويس انه هينفذ الوصية حتى ولو على رقبته المهم عنده انه ميخلنيش اطول قرش من فلوس ابوه 

لتكمل بهمس بضعف

انت ناسى انا عملت ايه فى امه وازاى كنت سبب فى موتها

نهض مجدى هو الاخر قائلا بجدية 

يبقى مهمتنا اننا نمنع ده ونقف ادام اى محاولة منه لتنفذها

ضحك سوزان بتوتر تهتف

= وده هنعمله ازاى هنمشى وراه نراقبه

مجدى بتفكير ينظر الى البعيد بشرود 

= دى بقى نفكر فيها كويس واكيد مش هنغلب نلاقى ليها حل

🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

شركة الحديدى صباحا

يا نهار مش فايت وحصل ايه بعد كده

هتفت مها بكلماتها تلك بصدمة ورعب بعد ان قصت عليها زينة كل ما حدث بالامس لتهتف زينة بسعادة 

= ابدا خصم لسعد عشرة ايام وزعقلى وزغلى بعنيه الحلوين دول وسبنى ومشى 

اتسعت عين مها بذهول وهى ترى تلك السعادة المرتسمة فوق وجهها تسألها بدهشة 

= بس كده! يعنى مخصمش منك انتى كمان حاجة 

هزت زينة راسها بالنفى لتستأنف مها حديثها بهمس كما لو كانت تحدث نفسها 

= غريبة اووى دى ده قليل لو مكنش رفدك فيها 

صممت تنتبه لنظرات زينة تتجه ناحية باب الشركة تلتمع بسعادة فتلتفت هى الاخرى ناحيته ترى رائف الحديدى يدلف الى الداخل غير مبالى بخطواته الواثقة السريعة حتى توقفت خطواته فجاءة امام مكتب الاستقبال ولصدمتها اتجه بخطواته ناحيتهم يصوب نظراته فوق زينة الوافقة بتخشب تتسع عينيها بانبهار كما هى عادتها كلما راته ليحدثها بحزم مشيرا اليها 

= انتى . عشر دقايق وتكونى فوق فى مكتبى 

اشارت زينة الى نفسها تسأله بعينيها ان كان يقصدها هى ليجيبها رائف بحدة 

= ايوه انتى عشر دقايق والقيكى ادامى مفهوم

هزت زينة راسها بالموافقة بضعف ليلتفت مغادرا دون اضافة كلمة اخرى لتهتف مها فور مغادرته 

= نهار مش فايت انا قلت مش هيعديها كده ابدا

التفتت اليها زينة تسألها برعب 

= يعنى ايه هيرفدنى طيب معملش كده امبارح ليه

هزت مها كتفيها اشارة عن عدم معرفتها تنظر اليها بشفقة وهى ترى الشحوب يكسو وجهها والدموع تملىء عينيها لتسرع فى توجيهها ناحية المقعد تجلسها فوقه قائلة بهدوء 

= اهدى كده وخدى نفسك وان شاء الله هتبقى خصم بس 

رفعت زينة راسها اليها بصدمة لتهتف مها 


 = ايوه اهو احسن من الرفد ولا ايه

هزت زينة راسها بالايجاب لا تستطيع النطق بحرف تجلس فى انتظار مرور تلك العشر دقائق لتحدد مصيرها ليمروا عليها كما لو كانوا عشر سنوات حتى حان موعدها للصعود اليه فنهضت تقدم ساق واتاخر الاخرى الى ان وصلت الى مكتبه تتقدم الى الداخل حتى وقفت امام سكرتيرته والتى اخذت تنظراليها

من اعلاها الى اسفلها تسألها ببرود

= افندم طلباتك؟

تنحنحت زينة محاولة اجلاء صوتها قائلة بصوت هامس متحشرج

= رائف بيه كان عاوزنى فى مكتبه

اتسعت عينى شاهى تسألها بصدمة

= عوزك انتى! 

هزت زينة راسها بالايجاب

لتهمس شاهى بتعجب

= هو ايه حكايته بالظبط ؟ الاول يطلب ملفها ودلوقت يقابلها 

ثم نهضت من مكانها تتقدم الى باب اخر مغلق لتضع يدها عليه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة قائلا باحتقار

=خليكى عندك واياكى تمدى ايدك على حاجة 

وقبل ان تهم زينة بالرد عليها بما يليق بها فتحت الباب تدلف الى الداخل مغلقة اياه خلفها لتهتف زينة

= يا ساتر مشغل عقربة معاه عليها لسان عاوز ...ولا بلاش 

وقفت مكانها تنظر الى الباب المغلق امامها تشعر بالتوتر وبالعرق البارد يغرق جسدها من اثر خوفها ورهبة الانتظار ولكن لم تمضى ثوانى حتى خرجت اليها تلك العقربة مرة اخرى تشير اليها بالدخول وعينيها توضح رايها فى هذا اللقاء لتبتسم لها زينة بطرف شفتيها ضحكة مصطنعة وهى تتجاوزها الى الباب وماان خطت الى الداخل حتى وصلت الى انفها رائحة عطره تملأ المكان فقاومت اغلاق عينيها استمتاعا بها تنهر نفسها تتذكرها بسبب حضورها وهى تتقدم بخطوات مترددة بطيئة تسمع صوت الباب تغلقه خلفها تلك العقربة لتبتلع ريقها رعبا ورهبة فقد اصبحت وحيدة معه داخل تلك الغرفة والتى تنطق بالفخامة والرقى تراه يجلس خلف مكتبه يرتدى قميصا اسود رافعا كميه حتى المنتصف كاشفا عن ساعدين قويين يمسك بقلم بين اصابعه يكتب به فوق عدة اوراق امامه متجاهلا اياها تماما


 


فظلت واقفة مكانها لدقائق تنقل بثقلها من قدم الى اخرى بتوتر حتى قررت ان تنبه الى وجودها فتنحنحت بقوة تنظر اليه فلا تجد اى ردة فعل منه تدل على انتباهه لها لتفعلها مرة اخرى ولكن تلك المرة بصوت اقوى واقرب الى الصراخ ليوقفها صوته الاجش الهادىء قائلا دون ان ينظر باتجاهها 

= سمعتك على فكرة ومن اول مرة فبلاش دوشة واقفى ساكتة 

اشتعلت عينيها بغضب من كلماته الفظة تلك وتجاهله لها حتى كادت ان تلقى عليه ردا لاذعا يليق به ثم تغادر المكان مرفوعة الرأس ولكن ما ان فتحت فمها لتفعلها حتى رفع اليها رأسه فجاءة ينظر اليها بحدة كما لو كان ادرك ما تنتويه لتقف مكانها متسمرة فمها مفتوح متسعة العينين برهبة تراه يشير اليها بسبابته حتى تقترب منه فاشارت الى صدرها بيدها تسأله بعينيها ايعنيها هى باشارته تلك فترك القلم من يديه يكتف ساعديه فوق صدره يسألها بهدوء 

= شايفة حد غيرك هنا موجود ؟

تلفتت تنظر حولها حتى تتاكد قبل ان تهز رأسها بالنفى لترى زواية فمه ترتفع كما لو كان يقاوم الابتسام يحدثها برقة 

= طيب يبقى انتى .تعالى اقعدى

تقدمت ببطء تجلس فوق احد المقاعد امامه تخفض راسها وهى تفرك قبضتها بقوة وعصبية فى انتظار حديثه لها

جلس رائف يريح ظهره فوق مقعده مراقبا لها تجلس بتوتر فوق مقعدها منحنية الراس لتسقط خصلات شعرها امامها تنعكس اشعة الشمس الاتية من النافذة فوقه ليصبح كالذهب الخالص فى بريقه يتدلى حاجبا وجهها عن عينيه 

ظل يراقبها وهى تقوم بازاحته خلف اذنيها لكنه يعود بتمرد الى وضعه السابق رافضا الخضوع لها بينما جلس هو يراقبها مستمتعا حتى انتبه على نفسه ليعتدل فورا فى جلسته يتنحنح يجلى صوته قائلا بحدة لم يقصدها 

= شوفى يا زينة .اسمك زينة صح؟ 

رفعت زينة راسها تزيح خصلاتها خلف اذنيها تجيبه 

= ايوه يا فندم زينة حسين السعدنى

رائف بهدوء وجدية 

= تمام .شوفى انتى من بكرة هتتنقلى قسم الارشيف ومكتب الاستقبال ممنوع تقربى منه تانى مفهوم

اتسعت عينى زينة بسعادة تهتف 

= يعنى مش هتتطردنى

زفر رائف بحدة قائلا 

= اظن ان كلامى واضح ومفهوم بقول هتتنقلى مش هت....

هتفت زينة بفرحة مقاطعة حديثه 

= وانا موافقة على اى حاجة حضرتك تقررها 

رائف بنفاذ صبر

= وانا مش مستنى موافقتك اوامرى تتنفذ ولو مش عجبك تقدرى تمشى حالا

هتفت زينة سريعا 

= لا لا حضرتك كل اوامرك هتتنفذ

لتكمل هامسة باستسلام 

= ارشيف ارشيف اهو احسن من مفيش 

انتبه رائف لهمسها يسألها

= بتقولى حاجة؟

اجابته زينة بتوتر

= لا مفيش حضرتك ومن بكرة ان شاء الله اوامرك هتتنفذ

امسك رائف بالقلم مرة اخرى يرجع بانتباهه للأوراق امامه مرة اخرى فى اشارة منه لها بالانصراف قائلا بلا اهتمام

= بكرة تروحى قسم الارشيف وهما عندهم علم بأوامرى 

نهضت زينة من مقعدها تهم بالانصراف وما ان خطت خطوتين باتجاه الباب حتى استوقفها صوته مناديا لها فلتفتت اليه بتساؤل ليقول رائف بنبرة محذرة 

= لو اللى حصل امبارح اتكرر تانى مش هيكون عندى وقتها غير تصرف واحد واظن انك عرفاه 

هزت زينة راسها بالايجاب ليرفع يده يشير اليها بالانصراف فاتسرع بالمغادرة بخطوات سريعة متوترة تحمد الله لمرور الامر على خير لا تعلم ما تخبئه لها الايام بعد هذا اللقاء

❤❤❤❤❤❤

مرت بها الايام تستمر فى عملها فى قسم الارشيف نعم هو ليس عملا ممتعا كعملها السابق فى الاستقبال ولكنه يفى بالغرض فما يهم انه سوف يكون لديها مرتب تستطيع منه سداد الايحار المتراكم عليها فصاحب المنزل قام باعطاءها انزار اخير حتى اخر هذا الشهر لتستطيع السداد له لذلك هى تتحمل ان تعمل بهذا العمل الممل وتتحمل سماجة العاملين معها فى نفس القسم ترى استخفافهم بها وطريقتهم الساخرة معها بعد علمهم عن كيفية عملها فى هذا القسم فلا يخفى على احد كيف جاء عملها هنا تزامنا مع ماحدث امام مكتب الاستقبال وتعنيف مالك الشركة لها فى هذا اليوم ولذلك الموظف المسكين لتصبح الان مادة للهمز و اللمز بعد نفيها هنا 

ظلت تخفض راسها تشعر بدموعها تكاد تتساقط من عينيها وهى تستمع الى الحوار الدائرة بين الفتاتين العاملات معها كما هى العادة يوميا لكنها اليوم لا تشعر بقدرتها على تحمل سخريتهم بعد الان حين قالت احدهم بلؤم 

= كويس اننا لما اتعينا جينا نشتغل فى مكاننا على طول مش زاى ناس اتحطت هنا علشان بتشاغل اللى رايح والجاى ووقت الجد يسيبوا غيرهم غير هو اللى تخصم له ويشيل الليلة

الفتاة الاخرى بوقاحة 

= ومين قالك هيبطلوا عادتهم اللى فيه داء عمره ما يبطله ولا مش ملاحظة الداخلين و خارجين واللى رجليهم كترت على مكان من بعد ماكان زاى الصحرا ولا حد كان حاسس بينا

هناولم تستطع زينة تحمل كلماتهم ذات المعنى البغيض وما 


يقصدونه بها لتسرع فى المغادرة تاركة كل شيئ بيدها تسمع ضحكتهم الساخرة تدوى من خلفها

فاخذت تجرى فى الممر المؤدى الى بهو الاستقبال فى اتجاه 



باب الخروج نهائيا من الشركة   تعميها دموع عن رؤية اى شيئ 


حتى ذلك الواقف فى منتصف بهو الاستقبال يتحدث الى احد 



الاشخاص ليتوقف عن الحديث هو يضيق ما بين عينيه يتابع 

خروجها بهذا الحال خارج الشركة

ذهبت زينة بخطوات متعثرة ناحية احدى مقاعد لاستراحة داخل حديقة الشركة الصغيرة   تسمح لدموعها اخيرا بالسقوط فاخذت تبكى وتبكى تخرج من داخلها كل ما تكبدته طوال تلك الايام من همز ومز لاتعلم فيما اخطأت حتى يظنوا بها هذا الظن وهل هذا هو رأى كل   العاملين معها فى الشركة ايظنونها حقا انها تتعمد التساهل فى المعاملة بينها وبين زملائها من الرجال هل يعتقدونها فتاة سهلة تسعى لايقاع بيهم بين حبائلها

فجاء اتسعت عينيها بصدمة ورعب حين جال فى ذهنها خاطر اخر جعلها تشعر بالغثيان يموج بداخلها

ايعقل ان يكون هذا هو رأيه هو الاخر لذلك قام بنفيها فى ذلك القسم بعيدا عن اعين العاملين بالشركة خوفا منها ومن اخلاقها عليهم 

عند هذه الفكرة شعرت بالبرد يزحف الى داخل جسدها ينخر فى عظامها فتضم نفسها   بقوة بين ذراعيها تحنى رأسها بألم ودموعها تتساقط دون محاولة منها لايقافها فتظل على حالها هذا غافلة عن كل شيئ   حولها حتى تلك الاقدام التى اخذت بالاقتراب منها بهدوء وبطء حتى توقف صاحبها امامها تماما يسألها بصوت قوى 

= سيبه شغلك وقاعدة عندك هنا بتعملى ايه 



                   الفصل الثالث من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close