أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل السادس عشر16 بقلم ليلي مظلوم


 

رواية حب وانتقام (16)..



الفصل السادس عشر 


فأجابني بذهول :ولم أخبره بأمر كهذا ..هل جننت ..


-ومن غيرك قد يفعلها أليس صديقك المقرب ؟؟


يبدو أن أبي قد سمع حديثنا فقال :أنا من أخبرته بالأمر ..


-ولكن لماذا فعلت أمرا كهذا ..?


-سألني عن سبب حزنك فأخبرته ..


-ولماذا يسألك عن حزني ؟؟


-لأنه لاحظ ذلك ..


-لكن يا أبي لا يحق له التدخل بحياتي ..من هو بالنسبة لنا ..


-إنه شاب لطيف ..ما الذي يزعجك بعلمه ..؟


يبدو أن سؤال أبي قد أوقعني بالفخ ..فما الذي يزعجني بمعرفته الأمر  ..وأردف أبي قائلا :بكل الأحوال كنا نتحدث بشكل عام عن العلاقات ..وأخبرته أنك فريسة علاقة فاشلة ..كما أخبرته عن طبيعة علاقتي بوالدتك ..كما أخبرني عن طبيعة تفكيره بالفتيات ..أحاديث عامة ولا تحمل أية خصوصية ..


عدت إلى غرفتي ولم أعتذر لسامر لاتهامي إياه ..بل كررت سؤال ❔ والدي على نفسي ولم أجد جوابا إلا أنني قررت إغلاق  باب الثقة بيني وبين الجميع ليس إلا ..


في اليوم التالي حصلت على صور أخرى من مروان ..كانت إحداها صورته إلى جانب رجل الثلج ⛄… فخيل إلي أنه نقي مثله ..كتبت له: رجل الثلج ⛄ جميل ..


-والرجل إلى جانبه ..


-وسيم أيضا ..حماه الله ..


-شكرا لك ..


تكررت الصور وكانت بابا إلى الأحاديث الجانبية بيننا ..لم يبد خلالها مروان أي مدح لنفسه ..بل أدركت هذا من خلال أفكاره ..


مر فصل الشتاء.. كنت خلاله أتحدث إلى مروان يوميا تقريبا دون ملل أو كلل ...وقد زارنا عدة  مرات ..فكنا نلعب الورق سوية.. ونمزح ونضحك ..ونمضي أوقاتا جميلة ..وباتت تعد زيارته ترفيها عن النفس ..حتى كدت أنسى جرحي وآلامي ..وتوطدت العلاقة بيننا إلى درجة أنه بات يفهمني من نظراتي ..فيقول ما في نفسي قبل أن أنطق بما أريد قوله ..لقد أحببته حقا ..وهذا ما كنت أخشاه ..جاء فصل الصيف لكننا لم نستطع الذهاب إلى ضيعتنا لانشغال أبي في عمله الثاني ..بسبب الأوضاع الإقتصادية التي تمر بها البلاد ..


ذات يوم أرسل مروان إلي صورة برح إيڤل… وكتب تحتها من تصويري ..


فكتبت له مازحة :وهل أنت في فرنسا ؟


-نعم !!لقد حضرت إلى هنا منذ يومين ..


فاجأني الخبر فهو لم يذكر أمامي أنه مسافر ولم يخبرني سامر بذلك أو أي من أفراد العائلة ..

إلا أن مروان أردف كاتبا :لم أطلعكم على هذا الأمر لأني لا أحب لحظات الوداع يكفيني ما شعرت به عندما ودعتكم عندما كنتم في الضيعة ..


-ولكن الأجدر بك أن تخبرنا حتى نقوم بواجبك لقد أخطأت يا مروان ..


-لقد أخبرتك لا أحب لحظات الوداع ولكني أرسلت إلى والدك وإلى سامر الآن أنني موجود في فرنسا ..فباركا خطوتي ..


-أتعلم… هنيئا لك بفرنسا ..لم أتوقع أن تخفي عني أمرا كهذا ..لقد ظننت أنك تحترم علاقتنا ..


لم أترك له مجالا للرد حيث حظرت رقمه على تطبيق الواتس أب ..وأقفلت الهاتف ..ثم استسلمت لبكاء مرير ..كنت أوقن جيدا أن سبب حزني وانفعالي لم يكن بسبب إخفائه الأمر بل الأمر نفسه ..يكفي أن أعلم أننا تحت سماء بلد واحد ..أما سفره بعيدا فهذا يعني أنه لن يفاجئنا بزيارته كعادته ..أواااه ..أيعقل أنني تسرعت بردة فعلي ..والأمر لا يستحق كل هذا ..فما أنا إلا مجرد فتاة عادية. بالنسبة إليه ..ولم يخبرني بحبه يوما أو حتى يلمح بذلك.. ولكن للحب قرار آخر ..


مضت عدة أيام ..كنت مرتبكة جدا ..وحزينة ..ومشتاقة أيضا ..ولكن كبريائي لا يسمح لي بفك الحظر والتحدث إليه مجددا ..ليس هذا فحسب بل الإعتذار أيضا ..وعرفت من سامر أنه ذهب إلى فرنسا للعمل وهو نفسه لا يعلم كم سيبقى هناك فهذا يعتمد على نجاحه ..فتمنيت له الفشل ..كي يعود إلى لبنان ..يا لي من فتاة أنانية قلبها أسود ..كيف أتمنى الشر لمن أحبهم ..لا أفهم. طبيعة إحساسي المجنون هذا ..ومع هذا ليته يفشل ..لا أخجل من دعائي أمام نفسي ..فهذا ما أشعر به حقا ..


وصلتني رسالة من رقم أجنبي ..وعندما فتحتها كانت عبارة عن صورة امرأة حزينة غاضبة وإلى جانبها رجل يوحى بأنه يحاول فهم ما يختلج روحها… فعرفت أنها من مروان.. ومع ذلك تظاهرت أنني لم أفهم ..فأرسلت علامة استفهام.. 

فما كان منه إلا أن اتصل بي  ..أجبته دون تردد :

-ألو ..


-ألو ..آنسة عندليب كيف حالك ؟؟


-أهلا مروان ..الحمدلله ..


ثم لذت بصمت عميق صمت الموتى ..

بعد لحظات كسر مروان حاجز الصمت وقال لي :هل لي أن أفهم ما هو ذنبي حتى استحقيت حظرك ؟


خانتني دموعي في تلك اللحظات ..وباتت كلماتي حبيسة حنجرتي ومن الصعب إطلاقها ..يبدو أن مروان قد شعر بذلك ..فقال ممازحا إياي :عندليب ..أيها الطائر الشادي ..غردي و

وأسمعيني صوتك ..هل تبكين يا فتاة ؟


فتنفست بعمق ..وحاولت إخفاء ما ألمّ بي من ضعف ..

أكمل حديثه: أنا أعلم أنك تبكين ..أشعر بهذا ..ولكن لا أفهم السبب ..ماذا فعلت بحقك  ؟


وأخيرا استطعت الكلام :لا شيئ محرد عتب عليك ..لأنك أخفيت الأمر عني ..


-إن كان كذلك فأنا آسف ..لم أقصد هذا حقا ..كل ما في الأمر أنني لم أرد أن تنزل دموعي عند وداعكم ..هكذا أفضل أليس كذلك ..


-حسنا ..كيف هي فرنسا ؟


-جميلة ..وأنيقة ..وا


لعمل فيها جيد ..أجد مستقبلي هنا بصراحة..


أزعجني حماسه… ليته يقول لي أنه ليس بخير ..وعمله غير مستقر لعله يعود قريبا ..ولكني أجبت بنفاق :جميل وفقك الله ..


-شكرا لك ..والآن فكي الحظر ..لقد اشتقت أن أحدثك على رقمي الآخر ..هناك أجد روحي ..


-حسنا ..


-عندليب ..أتمنى أن تكوني بخير ..وأن تعرفي ماذا تريدين فعلا ..التشويش باد على نبرة صوتك ..ولو كنت إلى جانبك الآن لعانقتك ومسحت دموعك ..


-مروان !!!أنا أحبك ..هذا كل ما في الامر ..




             الفصل السابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close