أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الرابع4 بلقم ليلي مظلوم



رواية  حب وانتقام (4)..


الفصل الرابع 



بقلم ليلى مظلوم


-شتائم قبل أن ألقي تحيتي !!ما هذا ؟؟

-بل كيف سمحت لنفسك بالعبث بهاتفي وتدوين اسمك ..وأخذ رقم هاتفي عنوة ..هل نعيش في غابة ؟؟؟!!


-بل في الجنة !!..عندما رأيتك لم أجد أمامي طريقة أفضل من هذه للتعرف إليك ..ومن ناحية أخرى فأنا أتصل الآن لأطمئن عليك ..كيف هي حالتك الآن ؟؟


-بخير… 


-فقط ..


-ماذا تعني ؟


-ألا يوجد كلمة شكرا أيها الرجل الطيب ..يا صاحب الأخلاق الرفيعة ..


-وهل تظن نفسك صاحب خلق رفيع بعدما فعلت الذي فعلته ..


-الحق عليك ..


-ماذا ؟؟


-لماذا أنت جميلة وجذابة إلى هذا الحد ؟


-ألا تظن أنك تبالغ ..


كانت جمانة تنصت إلى حديثنا فتبتسم تارة ..وتعبس تارة أخرى ما يدل على انفعالها ..وأشارت إلي بيدها أن أخفف من حدة نبرتي ..ولكني لم أتأثر 


بإشاراتها المتكررة ..ولو كان أيوب أمامي لقطعته إربا فأنا لا أسمح لأحد بالتدخل في حياتي الخاصة ..وهاتفي هو عمق


 حياتي ..به أدون كل ما يعجبني من عبارات أدبية ..وأحتفظ بالفيديوهات التي تحاكي وجداني ..وفيه من الصور والذكريات الكثيرة التي أخص بها نفسي والذين أحبهم ..عندما نجحت .


.وعندما ذهبت للتنزه ..وعندما طهوت للمرة الأولى ..أمي وأبي وإخوتي وأصدقائي ..وغيرها وغيرها ..فكيف يسمح هذا الكائن الغريب لنفسه باختراق عالمي الإلكتروني والحقيقي 


على حد سواء ..وكم كنت أخشى من أن يضيع هاتفي يوما فتضيع معه ذكرياتي ومذكراتي ..وعندما مللت الحديث معه قلت :وداعا ..


وأقفلت الهاتف ..وبدأت تعليقات جمانة تنهال علي من كل حدب وصوب ..لقد أعجبها ما حدث ..وأخيرا قالت لي :بكل الأحوال هو شاب ظريف وجريئ ..لا يمكنك أن تنكري هذا ..


-بلى أستطيع إنه شاب وقح ..ودمه سميك أيضا ..


-عندليب؟؟!!


-هل تريدين أن أتفوه بما لا أشعر ..أنا حقا لم أطق ذلك الشاب الغريب ..


-ولكنه رومانسي ..لقد شعرت بقلقه عليك عندما كنا نلعب العروسة ..


-حقا !!وهل تأتي الرومانسية في الساعة الأولى من اللقاء.. 


-لم لا ؟؟أكثر العلاقات تبنى من اليوم الأول في المعرفة ...


-وهل تظنين أنني سأرضى بعلاقة مع هذا النوع من الشباب الطائش...


وعاود صاحب الدم السميك اتصاله ..ولكني لم أجبه هذه المرة ..وجمانة بدأت تلومني ..ولو تسني لها أخذ هاتفي مني لفعلت وأجابته بدلا عني ولكني



 رفضت الأمر بشدة ..وبعدما يئس من محاولاته أرسل لي رسالة نصية :لا تحرميني من سيمفونية صوتك ..ولا من تصاميم وجهك ..أريد رؤيتك ..


بعدما تلوت الرسالة على جمانة أخذها الحماس وبدأت تخطط لخروجنا سوية مع حبيبها ..وبهذا نلتقي نحن الأربعة على حد قولها ..ونسجت الأحلام


 بخيوط الوهم تلك المسكينة ..بالطبع لن أرضى بشيئ كهذا ..وحذرتها مرارا وتكرارا من العيش بالأوهام لأن ما تخطط له من المستحيل أن يحدث ..


غادرت جمانة المنزل بعد ساعة وقالت لي بينما كنت أودعها على الباب :فكري جيدا قبل أن تصدي ذلك البهلوان إنه يسلينا كثيرا ..


-ومتى باتت المشاعر الراقية محطة للتسلية يا جمانة ..


-أنت تستبقين الأمور وأوقن أنك ستحبينه مع الأيام ..وقلبي ينبؤني أنه سيتصل بك مرة أخرى ..


-لن أجيب على رسائله ولا على اتصالاته ..


-أنت لا تؤمنين بالسحر بلا شك ..


-ماذا تقصدين ؟


-سيحاول مرارا وتكرارا ..والصخرة الصماء ستتفتت شيئا فشيئا بنقطة ماء كلما تكرر نحتها  ..وستخترق قلبها ..وهذا ما أسميه السحر  .سحر الحب كما حدث معي تماما ..


-ولكنك يا صديقتي مسحورة بالشخص الخطأ لأنت سيجلب لك المتاعب صدقيني ..


-عندما تتذوقين طعم الحب ستغيرين رأيك ..


-وهل الحب يسمح لك بأخذ خطيب ابنة عمك ..بل هذا تهور بحد ذاته ..


فلم تعلق على جملتي ..وغربت أمامي ..وأنا لا أصدق أن صديقتي التي عشقتها 


دوما ستفعل هذا بابنة عمها ..ماذا سيكون موقف الأخيرة ..وأي صاعقة ستحل عليها عندما تعرف أن خطيبها غادرها من أجل قريبتها ..



يقولون الحب أعمى ..أعمى عن مساوئ الشخص الآخر ..إن كان الأمر كذلك ليت الجميع يحبون بعضهم البعض ..فيعمون عن أخطاء غيرهم ..ألن يكون الكون كله جمال


 وحب صاف وصادق وغير مشروط ..ألن نرتاح من حدة الإنتقاد والمعاتبة ..؟؟!!وشيئا فشيئا ستتحول الكرة التي دمرها البشر ظنا منهم أنها ملكهم وحدهم إلى جنة تكون ملكا للجميع .


.تخيل أن الجنة دون حب ..فما هو محلها من الإنسانية ..إنها لا تساوي أكثر من صفر يوضع على شمال الأرقام ..


ستستغربون أن هذا رأيي بالطبع فكيف لم أعمَ عن خطأ جمانة ..الوضع يختلف هنا لأن الخطأ لا يخصني أنا ..وهل إن خصني ستكون ردة فعلي سلمية لا أظن

 ذلك أبدا ..فإن خطفت مني الرجل الذي أحب ..تكون نهاية علاقتنا طبعا ..دونما كره لها ..بل بسبب حبي الشديد لها ..


طبعا حاول أيوب أن يتصل بي مرارا ..وكنت في كل مرة أقطع الإتصال به ..وأجدني أخبر جمانة  برسائله وباتصالاته ..بالرغم من أنني لم. أسلم من تعليقاتها ..


مرت الأيام والتحقت بالجامعة ..كان اليوم الأول مشمشا جميلا ..والحماس باد على الطلاب الجدد .


.إنها مرحلة جديدة من حياتهم ..فالجامعة تتمتع بمساحة حرية أكبر


من المرحلة الثانوية ..لأن على الطلاب الألتزام بالإنضباط إما حبا أو خوفا ..أما في الجامعة



 فيرى الطلاب أنه من حقهم أن يغادروا الصف متى أرادوا لأنهم أصبحوا كبارا وأصبحوا المسؤولين عن مستقبلهم .



.ومنهم من لا يفوت عليه محاضرة واحدة لأسباب عديدة أولها النجاح ..وتاليها أسلوب الدكتور الجامعي ..


انتهى الدوام ..فغادرت صفي ..ورحت أتأمل حديقة الجامعة ..وفوجئت بصوت أحدهم يناديني ..ومن غيره أيوب صاحب الدم السميك البارد ..



                   الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close