أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل السابع7 بقلم ليلي مظلوم



رواية حب وانتقام (7)..


الفصل السابع 


بقلم ليلى مظلوم


فقلت باستهزاء: حتى الطقس لم يسلم من توقعاتك ..


-ليس الأمر هكذا ولكني أتابع الأرصاد الجوية بدقة ..وأنا 


مشترك بموقع مهم على هاتفي ..ليس هذا المهم ..بل الأهم أن 


أعرف إن كنت ستحضرين أم لا ؟؟


فأجبته بدون تفكير ولا خوف :نعم ..ولكن لا يمكنني التأخر 


..وسأحاول الخروج قبل الدوام ..


لحسن حظي أن الدكتور المسؤول عن حصة المادة الأخيرة كان 



غائبا ..وبت أشك أن أيوب مسؤول عن هذا الأمر ..إما بفعل 



فاعل ..أو بدعاء مستجاب ..وعندما خرجت من القاعة وجدته 



بانتظاري ..والابتسامة بادية على وجهه ثم قال :الدكتور تغيّب 



عن الحصة الأخيرة ..وهذا من حسن حظنا ..حتى نرى بعضنا مدة أطول.. 


-كيف تتحدث بلغة الجمع؟؟هل أنت واثق بمشاعري لهذه الدرجة ..


-لو كنت لا تريدين ذلك لما وافقت على الأمر أساسا ..هيا يا 



أميرتي ..أكاد أوقن أني أسعد رجل في العالم ..


-ليس لهذه الدرجة ..أنت تبالغ أليس كذلك ؟


-لا أبدا فهذا الشعور يسيطر على كل عاشق يخرج للمرة الأولى 



مع حبيبته ..في البدايات يكون كل شيئ أجمل فدعينا نستمتع 


باللحظة ..ونؤجل شجاراتنا إلى ما بعد الزواج ..


-هل تلاحظ أنك تتحدث عن العشق والزواج ..دون أن تصرح 



بذلك يشكل علني ..طريقتك غريبة في التعبير عن مشاعرك ..


-لو أن كل الناس يتحدثون مع بعضهم بصراحة ..فيعبرون عما 



بداخلهم لكانت الحياة أكثر قبولا ومصداقية ..تخيلي لو أتاك 


ضيف ما في ساعة لا ترغبين بها بلقائه فتقولين له بكل 


بصراحة أنك مشغولة ..مشغولة حتى بأمور تافهة ..أو أخبرت 


إحدى الفتيات بأنها ليست جميلة ..أو أحد الشباب بأنه ممل 


وليس ظريفا ..أو على الأقل أن تخبري الدكتور في الجامعة أنه 


إنسان غبي وأنك لا تطيقين حضور ساعاته ..فيتقبل الجميع 


الأمور التي يعتبرونها سلبية بنظرهم كما يتقبلون الأمور التي 


يعتبرونها إيجابية ..


-مجنون !!لكانت الحياة قبيحة وقاسية ..تخيل أن تذكر المعاق 



مثلا بإعاقته ..أو تخبر الذي فقد عزيزا أنه أمر عادي بالنسبة 



إليك ..او تذهب إلى العزاء بفستان زهري ..أو تقول للقصيرة أنها قصيرة أوووو


-لا أحب المجاملات أبدا ..ولا أطيقها ..وأنا أعبر عن مشاعري 



الحالية بكل ثقة ..قد أحبك اليوم وأكرهك غدا ...وبهذا لا أعد 

رجلا متناقضا بل رجلا صريحا ..


-تقصد وقحا ..


-أرأيت هذا ما قصدته تماما ..أن تترجم ألسنتنا ما تشعر به قلوبنا ..


رمقته بنظرة غريبة ...وقلت بغيظ :هيا بنا إذاً..


ثم انطلقنا سوية إلى مقهى الجامعة ..وطلبنا الكابوتشينو 



..عندما حضر النادل قال له أيوب ممازحا: ألا يمكننا أن نطلب الأرغيلة !!


أجابه النادل بلهجة جدية: لا زلت في حرم الجامعة .


فابتسم أيوب بينما غادر النادل وبعدها قال لي: لو يعلم هذا 



الرجل أنهم يتعاطون المخدر في حرم الجامعة ..كيف سيكون موقفه؟؟


-حقا!! 


-حقا ..


-لم لا تبلغ عنهم إذاً..وكيف تسكت عن أمر خطير كهذا ..؟


-لقد أضحكتني ..فلم أفعل هذا ..والطلاب مساكين ووحدهم 


من سيعاقب ..أما المجرم الحقيقي سينفد بريشه وربما يحاضر 


بالعفة والأخلاق ..ليس الطلاب وحدهم من يلامون بل الذين 


ييبعونهم ذلك السم ..وأولئك المجرمون مدعومون من رؤوس 


عالية في الحكومة ..كيف تريدين مني أن أنتحر ..أنت تهذين ..


لقد شعرت بالقلق بعد تلك الكلمات ..أيوب على حق ..ولا يمكنه 



محاربة أولئك المجرمين وحده ..الأمر معقد فعلا ..


بعد ذلك ذهبنا لنتمشى فعلا ..وتحقق وعد أيوب ..ها هي الدنيا 



بدأت تبكي فرحا لأجلنا ..أو حزنا لعلاقة قد لا تدوم وتنتهي 



بمأساة قاسية ..ولا يمكنني أن أصف لكم وقع المطر على قلبي 


..شعرت أنني أريد أن أحتضن السماء لتذرف دموعها أكثر 


وتغسلني كما تغسل نفسها من كل السلبيات التي تحيط بنا 



..الله وحده يعلم ثقل الغيوم التي أنتجت أمطارا ..وثقل الهموم 



التي تذرف دموعا ..ووجدتني أرقص تحت المطر بعفوية ..تبلل 


وجهي وشعري وثيابي ..وحتى حذائي ولكني لم آبه لكل ذلك 


.بل أمسكت بيد أيوب وقلت له بانفعال: هيا بنا نركض سوية 



فنسابق الأمطار ..ولبى الأخير دعوتي ..لم أخشَ أن يرانا أي 



أحد فالسعادة والحب يهزمان الخوف ..لقد وقعت في الحب يا 



عندليب ..فاحذري ألا تخرجي من فخه وتبقين طوال عمرك 



نادمة على هذه المشاعر التي زرعت في قلبك عندما كنت في 


مدينة الملاهي ..وبدأت تنبت شيئا فشيئا ..بسقاية الرجل 



الغريب واهتمامه الجميل ..حتى تجذرت في أعماقك ..وقد 



تقتلعين روحك ولا يمكنك اقتلاعها إن احتجت لذلك في يوم من الأيام ..


كان يوما جميلا ..وعندما وصلت إلى المنزل قالت لي أمي 



بلهفة: لا زلت طفلة وأنت في الجامعة ..ففي كل سنة تكررين 


هذا الفعل وأكرر تحذيري دون فائدة ..ولكنك ستمرضين ..هيا 



بدلي ثيابك ..وتعالي لنتناول الغداء سوية. .


أما عبير فنظرت إلي باندهاش وقالت بهمس :يبدو الأمر أكبر 



من المطر ماذا هناك يا فتاة ..؟


-لا شيئ اطمئني ..


لم أكمل جملتي إلا وجمانة قد حضرت لزيارتي ورأتني بتلك 



الحالة ..فغمزت لها ..وقلت :سأبدل ثيابي ونتغدى سوية ثم نخلد إلى غرفتي ..


وبالفعل فبعد أن فعلت ما تلوته على صديقتي ..توجهنا إلى


غرفتي الخاصة وأخبرتها بكل ما حدث معي في هذا اليوم الغريب ..

كانت متحمسة جدا ..وتستمع إلي بلهفة غريبة ..إلى أن قالت 



أخيرا :أيوب رجل شهم وظريف ..وأنت تحبينه ..


-نعم ..لقد ذقت طعم الحب أخيرا ..


-اختيارك في محله يا صديقتي ..


وفجأة رن هاتفي ..ووصلتني رسالة من أيوب يقول فيها: 



انظري من النافذة ..ولا داعي لتأنيبي لأنني خرقت قوانين 



اتفاقنا ..فلكل قاعدة استثناء ..



            الفصل الثامن من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close