أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل العاشر10 بقلم ليلي مظلوم


 


رواية حب وانتقام( 10).


الفصل العاشر



بقلم ليلى مظلوم


وأخيرا رن الجرس ..وفتحت الباب لأستقبل ضيوفي الأعزاء 


الأذلاء.. قدم إلي أيوب باقة الورد التي أحضرها معه بهذه 


المناسبة السعيدة ...ثم نظر إلى والده بفخر وقال له: هذه هي 


عروستي الجميلة. يا أبي ..


-أهلا يا ابنتي ..تشرفت بك ..


-تشرفت بك أيضا ..تفضلا ..


كان والد أيوب على ما يبدو رجلا متعبا قد قهرته السنين… 


فبانت تجاعيد الزمن على وجهه ..والله وحده يعلم كم رأت 


تلك العينان من أحداث ..وكم سمعت تلك الأذنان من أقاويل 


.وكم تفوهت تلكما الشفتان المرتجفتان من كلام… وكم خطت 


أرجله من أماكن ..وكم اقترفت يداه من أعمال ..إنه يختصر الزمن برجل ستيني .


.ستون سنة قضاها على هذه الكرة الأرضية ولا تشكل شيئا من 


عمر الكون الذي ربما لا يكون له أي بداية ..فهو أزلي سرمدي 


..استقبل أهلي ضيوفهم بحرارة ..وانطلقت الأحاديث حول الأعمال 


الشيطانية التي كنت أقوم بها في صغري… وأيوب ينظر إلي ..ويبتسم معجبا بما فعلته أيام طفولتي ..وانتقلت الأحاديث إلى عالم أيوب ..لم تكن طفولته جميلة ..بل كانت حزينة وموجعة ..ومع هذا لم أجد في قلبي رمق شفقة عليه 


..بل شماتة وفرحا ..وأخيرا نطق الرجل المسن كلمته الجوهرية :لقد حضرت اليوم مع ابني أيوب لنطلب يد كريمتكم عندليب ..فهل نجد موافقة من هذه العائلة الكريمة.. 


أجبت بلؤم حاد قبل أن ينطق والدي :لاااا طلبكم مرفوض ..والآن اذهبا مع السلامة ..


نظر الجميع إلي باستغراب ..وتعرق جبين والدي الذي نهرني بشدة :ماذا تقولين ؟؟هل أنت مجنونة ؟؟


-الزواج لا يكون بالإجبار يا والدي العزيز .وأنا لا أريد الزواج بهذا الرجل الخائن ..


وازدادت تعابير أيوب استغرابا ..ولم يتحدث إلي بكلمة واحدة بل قال لوالده المتعب :هيا بنا ..أنا آسف لأني وضعتك في هذا الموقف ..


ثم أمسك يد والده ..وخطا به خطوات سريعة ولحقت بهما إلى الباب… هذا واجب الضيافة طبعا ..ثم قلت لأيوب :لست أنا من أخان يا أيوب ..أتظن أني لم أسمع الهمس في تلك الليلة ..تبا لك .ولا أراح الله قلبك كما فعلت بي ..


فنظر إلي بلؤم وقسوة ..وقال بينما كنت أهم بإغلاق الباب ..ستدفعين الثمن غاليا ..أعدك بهذا !!!


فقلت وأنا أغلق الباب بقوة :إيدك وما تعطيك يا خاين ..


وما إن رحل ضيوفنا حتى بدأت كلمات العتاب واللوم تقرع أذنيّ..وأنبني والدي أيما تأنيب . والدموع غارقة على وجنتي ..أما أمي فاحتضنتني وهي تقول :رفقا بالفتاة ..


ثم نظرت إلي بقلب الأم الحنون: لماذا فعلت هذا ياابنتي ؟


فأخبرتها بما حدث… إلا أن والدي قال لي غاضبا لأني أهنت ضيوفه :ليس هكذا تحل الأمور أيتها الغبية ..كان يكفي أن تقطعي علاقتك به ..الذي فعلته لا يغتفر بعالم الضيافة ..


فقلت بصوت حزين مرتجف :وعالم الحب والإخلاص ..ألم تفكر في الطعنة التي طعنني بها ذلك الجبان ..


-ولكن طعنتك أقوى ..ماذنب والده ليتحمل الإهانة ..ليس له أي ذنب بفعل ابنه ..وليس لي أي ذنب بقلبك ..لقد وضعتني في موقف سخيف ..لا رزق الله فتيات لأحد ..أعطيتك الثقة والأمان ..فقابلتني ..


لم يكمل كلامه ثم حوقل بقلق ..وذهب إلى غرفته ..أما أمي فقالت لي :لا تلومي والدك ..فقد اقترفت خطأ شنيعا بحقه ..


تركت الجميع ..وحذرتهم من اللحاق بي ..وتوجهت نحو غرفتي ..وأنا أذرف الدموع ..لا أعلم ما كان سببها هل هو الندم ..أم الكبرياء.  ..


فجأة سمعت طرقا على باب غرفتي ..فقلت :لا أريد رؤية أحد… 


أجابني الطارق :هذه أنا جمانة افتحي لي ..


وعندما سمعت صوتها هرعت إلى الباب وفتحته بيأس ثم ارتميت في أحضانها ..وأخبرتها بما حدث ..

فمسدت لي على شعري وقالت: لابأس يا صديقتي ..فما حدث قد حدث ..ستمر الأيام وستنسين ..


قبل أن تكمل كلامها قلت لها بحرقة: لن أنسى ما حدث أبدا ..وسيطبع في ذاكرتي إلى أن يضمني التراب ..


-أطال الله بعمرك يا غاليتي ..هل بقي أيوب وحده في هذا الكون؟؟!!بعد أيام ستتعرفين إلى رجل آخر ..وستنسين أيوب وأم أيوب أيضا !!


ثم مسحت لي دموعي وقالت مازحة: والآن حان دورك لتهدئي لي من روعي ..فأنا وهاني قد افترقنا أيضا ..ولم أجد بابا أحن من بابك لأطرقه وأشكو له همومي ..ووجدتك أكثر هما مني ..تعالي لنرقص سوية ...ولننس الرجال وهمومهم المزعجة ..


مضت عدة أيام ..وبدأت أستوعب ما حدث بشكل تدريجي ..لا أنكر أنني تحاملت على الموضوع أكثر مما يستحق ..والأكثر منطقية أنه كان يجب 


أن أتصرف كما قال لي والدي الذي رضي عني بعد معاناة شديدة ..فكان همي الأوحد بعد انفصالي عن أيوب ..أن أستعيد رضا والدي عني 



..يا لابتسامته الساحرة ..كيف استطعت أن أمنعها عنه ..بتهوري ..والجدير بالذكر أن أيوب قد حظرني على الواتس أب ..ولم يحاول الإتصال بي ..ولم أره في الجامعة إلا من البعيد وهو برفقة أصدقائه وصديقاته ..وكان يتعمد ألا يراني ..إلا ما اختارته الصدف ..


انتهى العام الدراسي ..ونجحت صديقتي الحبيبة بتفوق في الإمتحانات الرسمية بالرغم من كل معاناتها ..ولكن لم يحالفني الحظ ..فقالت لي جمانة :هذا أفضل ..كنت أتمنى رسوبك لنكون في الصف سوية


 ..السنة


القادمة ستبدعين فلا تقلقي 

..وسنكون يدا واحدة ..وجئت اليوم لأودعك فأنا ذاهبة إلى منزل أهلي في الجنوب ..ولا أعتقد أنني أستطيع المجيئ إلى بيروت خلال الشهرين القادمين ..فأنا أريد أن أمضي معهم بعض الوقت…

 

وغادرت صديقتي المفضلة التي أحببتها مثل أخواتي ..وكنت نتهاتف يوميا ..فتخبرني بتفاصيل يومها وأخبرها بتفاصيل يومي ..وذات يوم أخبرتني أنه خطبت لأحدهم ..وعندما سألتها عن اسمه رفضت التصريح بذلك بحجة أنه مفاجأة ..طلبت منها أن تحدثنني


 عن علاقتها به.. وكيف تعرفت إليه ولكنها رفضت أن تخبرني كل شيئ.. ووعدتني أن تأتي لزيارتي برفقته يوما ما عندما تسنح

 لها الفرصة ..أوووه لقد اشتقت إليها كثيرا ..فبعد أن ارتبطت بعلاقة عاطفية ..لم تعد تتحدث معي كالسابق ..وانشغلت بحبيبها ..فشعرت بفراغ كبير في حياتي ..



                 الفصل الحادى عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close