أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل التاسع9 بقلم ليلي مظلوم


 

روايةحب وانتقام (9)..


الفصل التاسع



بقلم ليلى مظلوم


تظاهرت أنني لم أسمع أي شيئ ..ولم أسأل أيوب عن مكانه ..بل قلت له: أحببت أن. أسمع صوتك قبل أن أنام تصبح على خير .


-تصبحين على خير ..


فأقفلت الهاتف ثم رميته على السرير ..وأنا أتذكر ذلك الهمس الحقير ..يا لوقاحته ..هذه المرة الأولى التي يرضى بها إقفال الهاتف دون أخذ ورد ..طبعا فهو مشغول بحبيبته ..سأنتقم منه شر انتقام.. سأريك ما أنا فاعلة. بك يا أيوب ..


وطوال الليل بقيت أتذكر الأيام التي جمعتنا سوية ..والمواقف الجميلة التي عشتها معه ..ولكنه يخونني دون أن يرف له جفن ..يا له من مخادع ..لم أقوَ على تحمل تلك الصدمة ..فاتصلت بجمانة بساعة متأخرة من الليل ..ويبدو أنني أيقظتها من نومها ..فقد كان صوتها ثقيلا ..ولساني أثقل ..وأخبرتها بما حدث وبين الحرف والحرف دموع حارة وعتاب أحر ..


بدأت جمانة تهدئ من روعي وتقول لي :ربما هو سوء تفاهم ..


-عن أي سوء تفاهم تتحدثين ..هل أكذب ما سمعت أذناي ..


-وما أنت فاعلة الآن ؟


-طالما أن الكرة لا تزال في ملعبي ..فالتسديد يقع على عاتقي.. سأفكر كيف سأنتقم منه ..لقد خذلني يا جمانة… أنت تعرفين جيدا كم أحبه ..وكم كنت فرحة إلى جانبه ..ثم يأتي ليمحو كل أحلامي بهذه البساطة ..صحيح أنني طيبة القلب كما تقولين لي ولكني لست غبية ..


-عندليب ..الأمر لا يستحق كل هذا ..الرجال جميعهم خائنون ..ما الجديد في هذا ..أم أنك تعتقدين أنه سيكون وفيا لك إلى أبعد الحدود ..شتان ما بين اتصالك السابق واتصالك هذا ..أنا آسفة لما حدث معك ..ولكن عليك أن تختاري بين حبك وتسكتي عن الأمر ..وبين كبريائك فتنتقمين منه كما تقولين ..


-أفضل الإنتقام ..انتظري بضعة أيام فقط وسأخبرك بما حل بذلك المخادع ..


أقفلت هاتفي مع جمانة ..ولم أخبر أحدا غيرها بما حدث معي .. حل الصباح ولا زالت عيوني مفتوحة فقد جفاني النعاس ..ما أصعب أن تأتيك الضربة من الإنسان الذي وهبته روحك ..تبا لك يا أيوب ..لقد قتلتني بفعلتك هذه ..


نظرت إلى المرآة ولاحظت شحوبا على وجهي فوضعت بعض مساحيق التجميل مع أني لا أفعل هذا إلا نادرا ..وزينت شعري ببكلة  شعر ملفتة حتى


 لا يُنظر إلى وجهي… وابتسمت ابتسامة خبيثة وأنا أعد نفسي أن أنتقم لها ..ثم ودعت أهلي وتوجهت إلى الجامعة ..وكعادة أيوب فقد كان في انتظاري على باب الجامعة ..عندما رأيته وددت لو


 أقتله وأقطعه إربا كما قطّع لي قلبي ..أو أعاتبه بصوت عال حتى يسمع طلاب الجامعة المأساة التي تعرضت لها بسبب الحب ..الحب؟ومن يعرف الحب حقا؟؟لا يجتمع 


والخيانة أبدا ..بلى بلى قد تجد رجلا يحب زوجته ولا يطيق أن تبتعد عنه ..ولكنه بطبعه يحب النساء فيخونها مرة ومرة ومرة ويندم من أعماق قلبه ثم يخالف عهده على نفسه عندما يرى أول فتاة جميلة تصادفه ..


وإن اكتشفت زوجته أمره فإنه يقسم بأيمان غليظة أنه سيتوب ..وهو بالفعل يكون صادقا في تلك اللحظة ..وما إن يمر شريط الزمن حتى يعود 


إلى عادته القديمة ..وهو باعتقاده أنه يعشق زوجته ولا يمكنه الإستغناء عنها كيف اجتمع كل ذاك في شخص واحد لست أدري ..إنها لمعجزة حقا!! بل هي سيكولوجية الرجل ..ولو لم يتعذب قيس وعنتر وجميل للحصول على معشوقاتهم


 لما رأيت التاريخ قد خلد ذكراهم ..بل كانوا رجالا عاديين يحبون من جهة ويخونون من جهة أخرى ..والمرأة العاقلة هي التي تتفهم هذا الأمر وتدرك جيدا أن الخيانة عند بعض الرجال مثلها مثل الطعام وهي غريزة قاسية لئيمة ظالمة ..فلا تعاتب 


حبيبها أبدا بل تسكت عن تلك الجريمة بحقها ..ولكني مع الأسف لست فتاة عاقلة ..ولن أسامح بخيانتي أبدا ..وخاصة للرجل الذي كان أول من اخترق جدار قلبي وروحي ..


قدم تحيته وكأنه لم يفعل شيئا ..وابتسمت بمكر ورددت التحية وكأني لم أسمع شيئا ..قال لي :تبدين جميلة اليوم ..


-اليوم فقط؟؟!


-بل كل يوم تزدادين جمالا فارحمي قلبي .


-لن أرحمه يا أيوب ..فهل أنت ترحم قلبي أنا ..


-هل تردين الغزل بالمثل فتلمحين إلى أني أزداد وسامة يوم بعد يوم أيضا ؟


-اعتبر الأمر هكذا ..والآن علي أن أدخل إلى القاعة ..أراك لاحقا ..


ثم خطوت خطوات أسرع من خطواته ..وأنا أشتمه في قلبي مئات المرات ..ولم يخمد البركان في داخلي ..لقد حطمني هذا الرجل فتبا له إلى ما نهاية ..

مضى أسبوع كامل ..كنت خلالها أكبت مشاعري أمام أيوب حتى لا يلاحظ شيئا ..ولكنه سألني ذات مرة :أشعر أن مشاعرك تغيرت تجاهي ..لم تعد كلماتك صادقة ..هل هناك خطب ما ..


-لا أبدا ..بل أنا خائفة من خطوة الخطوبة ..إنه قرار صعب وجميل في آن معا .


-مممم هكذا إذاً..هذا يعني أن تجهزي نفسك الليلة ..سآتي لزيارتكم ..ومعي أبي كي نطلب يدك بشكل رسمي ..إنه رجل طاعن في السن ..وأود أن أفرح قلبه كما أفرح قلبي ..


-ووالدتك ؟


-أنت تعلمين أنني أعيش مع أبي ..وأمي تطلقت وتزوجت برجل آخر ..ولا يوجد بيننا أي اتصال ..خاصة في الفترة الأخيرة ..كنت أود إحضارهما معا…



 ولكن يبدو أنك لن تتعرفي إلى حماتك في هذه الفترة ومن يدري ماذا يحدث غدا.. 


فقلت لنفسي :ربما لن أتعرف إلي


ها أبدا ..لا سامحها الله على إنجاب شخص مثلك ..وتبا لقلبي الذي لا يزال ينبض باسمك ..


عدت إلى المنزل وأخبرت أهلي بأن أيوب سيحضر مع والده ليطلبني للزواج ..وغمرت السعادة كل أفراد العائلة ..وباركوا لي هذه الخطوة ولكنهم لا يعلمون أنها خطوة بائسة حقيرة ..

حل المساء ..وجلسنا ننتظر ضيوفنا ..وتذكرت أن والد أيوب رجل طاعن في السن ..لا بد وأنه سيتعب عند صعوده على السلالم ..وسيتأخر بعض 


الوقت للوصول إلى شقتنا ..ليس له ذنب سوى أنه والد أيوب 


..وسأنفذ خطتي دون رأفة بأحد ..المهم أن يرتاح قلبي ..



               الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close