أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الخامس5 بقام ليلي مظلوم


 

رواية حب وانتقام (5)..


الفصل الخامس 


فنظرت إليه بغضب وتفاجؤ وقلت بلهجة غريبة :أيوب !!


-نعم أيوب ..من الجيد أنك تتذكرين اسمي ..لماذا لا نطوي 



الصفحة القديمة بيننا ونبدأ قصة جديدة… خصوصا أننا في 


الجامعة نفسها وسأراك مرارا ..ولا أعدك أنني سأكون ساكنا 


..فكلما أراك يتغير إحساسي ..وأشعر أني لا زلت مراهقا ..مع 


أنني في السنة الأخيرة من دراستي ...


فابتسمت وقلت له: موافقة ولكن بشرط واحد ..


-اشرطي كما تريدين.. 


-ألا تزعجني ..ولا تتصل بي كما كنت تفعل في السابق ..فعندما 


يكون لدي الوقت سأتصل بك أنا ..


-أووووه إنه شرط صعب ولا يمكنني أن أعدك بذلك ..


-إذاً فلنلغ كل شيئ.. 


فقال صارخا واضعا يده مقابلا لوجهي :لااااا ..أنا موافق ..ولكن 


لا تبخلي علي باتصالاتك لو سمحت ..


ورحنا نتمشى في الحديقة وكل منا يحمل كتبه الخاصة بدون 


أن يطلب ذلك أحدنا من الآخر ..ربما هذا أمر طبيعي وروتيني 


يعتمده الطلاب ..سألته :ما هو اختصاصك ؟


-الفلسفة ..


-أووه إنه اختصاص جميل ولكن يؤدي إلى الجنون في نهاية 🔚 المطاف ..


-وما هو الجنون ؟؟


-مممم الجنون هو الخروج عن المألوف ..


-عظيم ..كم من الأشخاص الذين اتهموا بالجنون فقط لأنهم 


خارج المألوف ..وربما عيبهم الوحيد أنهم سبقوا الزمن ..


-قد أوافقك في هذا الأمر ..فهناك مستويات متدنية ومستويات 



عالية من الوعي..وما لانفهمه قد نعتبره جنونا أو ترهاتا أو 


فلسفة صعبة ..لذلك علينا أن نتسم بالواقعية ..فما هو مألوف 


لديك ..قد يكون جنونا عند جدتي ..والعكس صحيح ..المديح 


والذم مثلا ..من الطبيعي أن نفرح عندما يمدح أحدهم أي 


خصلة فينا ..وأن نحزن عندما يذمنا شخص ما ..ولكن من 


الوعي العالي ألا يكون لدينا أي ردة فعل عندما نسمع تلك الآراء 


..لأنه من المفروض أن. يكون لدينا ثقة عالية بأنفسنا ..فلا 


يرف لنا جفن عندما نسمع آراء الناس حولنا ...ولكن بشكل 


واقعي ..من طبيعة الإنسان أن يكون لديه مشاعر ..ولا يقف 


على الحياد ..فتتحكم بنا مشاعرنا ..أما بالنسبة للفلسفات 



العميقة فعلينا التحكم بمشاعرنا دون فرض أو قيد ...أو حتى عداء مع أنفسنا ..


-جميل ..أوافق على هذا المبدأ الذي لن يصل إليه إلا القليل 


القليل ..ولكن ما هو اختصاصك ؟؟

أعتقد أنه الأدب العربي ..!!


-إنت مذاكر كويس يبني ...


-ايوة يا بنتي ..أنا أعرف عنك أكثر مما تعرفين عن نفسك ربما.. 


-أعشق اللغة العربية إنها لغة القرآن !!


-ولغة أهل الجنة كما يقولون… 


-هل تسخر من هذا الأمر ؟؟!


-طبعا !!وأنا آسف ..لكن ألم يخطر إلى بالك يوما كيف يحرم 



الرحمان الرحيم باقي الشعوب التي لا تفهم اللغة العربية من جمال وبلاغة القرآن ؟


-أيوب ؟؟؟!!!أشتم رائحة سخرية مرة أخرى ..


-ليس هذا المهم يا عزيزتي ..ولكن أعطني جوابا على سؤالي ..


-بكل بساطة يتعلمون اللغة العربية ..في هذا العصر لا يخفى 



شيئ على أحد فلا تقل لي أن الأمر صعب .


-وماذا عن الذين لا يعلمون شيئا عن تعاليم القرآن ..


-لا تقلق من يبحث عن النور ..سينير الله قلبه وعقله وبصيرته ..الدنيا صغيرة جدا ..


-وكيف يعرف الإنسان أنه يجب أن يبحث عن النور ..


-بفطرته ..في غابر الأزمان كان شغل الإنسان الشاغل أن يعرف 


من أين أتى ..وإلى أين يذهب ؟؟


-وهل وجد جوابا ؟؟


-الكتب المقدسة تولت ذلك ؟؟


-وما يدريني أنها مقدسة ..هل المقدس يحرّف ؟؟


-ومن قال لك أنها حرفت ..بل تماهت مع القرآن الذي يجمع بين جميع الكتب المقدسة !!


-وما شأن الكتب الأخرى الموجودة المتهمة بالتحريف !والتي 



لها أتباع بالإضافة إلى النبي الذي نزل عليه الوحي ..


-لم أفهم ..


-أقصد ما ذنب الذين ولدوا في ديانة غير ديانتنا حتى نتهم 



كتبهم بالتحريف ..أليس كل دين يحرف الدين الآخر ..وإلا 



لرأيت الناس كلهم على دين واحد ..ونبي واحد ..ورب واحد ..


-إنهم كذلك يا أيوب ..ثم إن كل الأديان تدعو إلى المحبة 



والسلام والصدق ومساعدة الفقير والنظافة  واحترام غياب 


الآخر وعدم إهانته عند وجوده والأمان أي عدم السرقة والكثير من الأخلاقيات ..


-والأهم. من كل ذلك أن كل دين يكفر الدين الآخر ..أليس كذلك ؟؟


-لا ليس كذلك ..بل هناك الكثير من المناطق التي يعيش فيها 



أناس من طوائف عدة ..وهم يحبون بعضهم البعض ويحترمون عقائد بعضهم البعض ..


-عن أي مناطق تتحدثين يا عندليب ..إنهم يبنون قلعة من 



الرمال ستتدمر عند أول خلاف سياسي يطلقه الزعماء في 


الشارع ..إنهم يقولون نزل الشارع السني ..نزل الشارع الشيعي 


..نزل الشارع المسيحي.. نزل الشارع الدرزي ..إن السياسيون 


يستغلون الطوائف لمصلحتهم ويكون شعارهم يا لثارات 


طائفتي ..لماذا في لبنان رئاسة الجمهورية منوطة للمسيحيين 


..ورئاسة الحكومة للإسلام السنة ..ورئاسة النيابة للإسلام 


الشيعة ..ألا يعد هذا تقسيما وتفرقة بحد ذاته ..برأيك ألا يجب 


أن تكون القاعدة إنسانية وأخلاقية بدل أن تكون دينية ..لو 


وجدنا الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية شيعي المذهب 


..وعندما أقول مناسب أقصد من ناحية الثقافة والأخلاقيات 



والعلم ..هل يقبل الرؤساء ذلك ؟؟بالطبع لا ..لأن توليه


م تلك المناصب بسبب الطوائف بالدرجة الأولى ..هل فهمت قصدي ..؟


-نعم فهمت ..أنت تطالب بالدولة العلمانية إذاً؟؟


-طبعا ..في الوقت الراهن هي الحل ولكن مع مرور الأجيال قد 


تصبح بالية وقديمة ونحتاج لتطويرها ..


-معك حق من هذه الناحية ..ولكني أجدك متحامل على الدين 


..بكل الأحوال علي أن أذهب الآن ونتحدث لاحقا ..


وقبل أن أغادر حضر ضيفان إلى المكان وكانت المفاجأة ..



             الفصل السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close