أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الثالث عشر13 بقلم ليلي مظلوم


 

رواية حب وانتقام( 13)..


الفصل الثالث عشر



بقلم ليلى مظلوم


لا يمكنني أن أصف لكم الفرحة التي احتلت قلوب عائلتي فردا 


فردا ..ووافق والدي فورا ..وبالفعل في اليوم التالي ذهبنا إلى 


منزلنا في البقاع ..لم أزر تلك المنطقة إلا نادرا ..ولكن بما أننا 


في منتصف فصل الصيف فذهابنا لا يؤثر على عملنا ودراستنا 



..نظفنا المنزل أنا وأخواتي وأمي حتى أصبح مؤهلا للسكن 


..مضى يومان على وجودنا في تلك المنطقة استطعنا خلالها أن 



نعيد ترتيب كل الأغراض في المكان المخصص لها ..


كان الطقس رائعا ..حرارته معتدلة ..ولكنه جافا ..الأشجار خضراء وارفة ..وسمعنا بوجود نهر يقسم الضيعة إلى قسمين غير متساويين ..وقررت أنا وإخوتي الذهاب إلى هناك للتنزه ..كان نهرا صافيا صالحا للشرب ..تحيط به الأشجار من كل جانب ..وزقزقة العصافير تشكل سيمفونية رائعة ..تشعر وكأنك في الجنة .وتحسرت على الأيام التي لم نأت بها إلى هنا..فكلما قال لنا والدنا مارأيكم في الذهاب إلى ضيعتنا كنا نعترض عليه بشكل جماعي ..وهذا من طبيعة البشر فهم يحبون السكن غالبا في المنطقة التي تربوا فيها ..نحن ترعرعنا في بيروت واعتدنا صخبها ..وأبي تربى في الضيعة ونعم بهدوئها ..كان يحدثتا عن أيام طفولته التي قضاها مع جيرانه وأقاربه وكنا مع هذا لا نتلهف للذهاب ..ولكن عندما رأينا الجمال الطبيعي الذي يحيط بالمنطقة ..بدلنا رأينا وعرفنا أن والدي  على حق في وصفه ..

للطبيعة كلام آخر في تغيير المزاج ..كنا نتمشى أحيانا على شاطئ البحر وكنا نظن أنه الجنة ..أما في الضيعة فجمال آخر تماما يفوق جمال البحر ..هذا عدا عن الثلوج التي تتساقط شتاء فتحول الأرض إلى لوحة فنية بيضاء ..وبالطبع عرفت هذا من الصور التي كانت موجودة في منزلنا في الضيعة ..يبدو أن أهل الحي الواحد يجتمعون ليصنعوا طريقا من أعلى الهضبة فينزلقون على الثلوج ..وابتسامتهم واضحة وضوح الشمس لتبين السعادة التي كانت تغمرهم في تلك الأثناء.. هذا عدا عن رجل الثلج الذي لم يسلم من كاميراتهم فيبدو رجلا حقيقيا لكن بطنه كبير ...طلبت من أختي أن تصورني حتى أحتفظ بالصورة لتكون ذكرى لي .. ثم ابتعدنا قليلا  عن المكان المتواجد فيه أفراد العائلة لننعم  بمناظر قد تكون أجمل ..وقد فعلت ذلك برحابة صدر لكنها ليست بارعة في أمور التصوير ..لم تعجبني أي صورة من أدائها..رحت أعاتبها حتى علا صوتنا ..فسمعنا أحدهم يقول لنا :أنا أستطيع أن أحل المشكلة ..


نظرت إلى المتكلم وكان شابا وسيما ..طلته بهية ..يرتدي ثيابا رياضية ..ويعلق في عنقه كاميرا تصوير فوتوغرافي ..ولم أعلق على كلامه ..بل تجاهلت ما قاله وأكملت شجاري البريئ مع أختي ..فقال الشاب مجددا :جربي تصويري وبعدها لك الحرية قي قبول الصور أو تمزيقها ..إنها مهنتي ..والمثل يقول: أعط خبزك للخباز ولو أكل نصو!!


فكرت قليلا في الأمر وقلت له بلهجة جافة :حسنا ..يبدو أن المصورين أصبحوا كالمندوبين الجوالين ليقنعوا زبونهم ببضاعتهم ..ومع هذا سأجرب ..


تجاهل الشاب كلامي وقال لي :حسنا قفي هنا لو سمحت ..ارفعي رأسك قليلا ..زيني وجهك بابتسامة صادقة ..


ثم قام بتصويري بعدة صور… وبعدها قال لي :تعالي غدا إلى نفس المكان لأخذ صورك يا آنسة ..


-إسمي هو عندليب ..


-تشرفت بك ..يبدو أنك غريبة عن هذا المنطقة ..


-يبدو أنك فضولي ..


-أنا آسف لتطفلي ..


ثم ذهب ليصور في مكان آخر ..قالت لي أختي :لم تحدثت معه بتلك الطريقة ؟


-هكذا… ألم تلاحظي أنه رجل فضولي ويتحدث كثيرا ..


-بل شعرت أنه شاب لطيف ..لم يخرج عن حدود الأدب معك ..


-إيه… دعك منه الآن فلنعد إلى المكان الذي تتواجد به عائلتنا ..


في اليوم التالي ..ذهبت إلى النهر برفقة أهلي أيضا بحجة أن الأجواء سحرتنا هناك وهي كذلك ..وفي بالي أن آخذ الصور ..وبحثت عن المصور في أرجاء المكان لكني لم أجده ..نظرت إلى أختي بسخرية :هل رأيت كم هو لطيف ..لقد كذب علي ولم يأت ..


-اصبري قليلا ..ولا داعي لأن يعرف أهلي بهذا الأمر ..


-لماذا .؟


-لا داعي لذلك ..


-أنا لم أسرق حتى أخجل من فعلتي ..كل الذي فعلته أني تصورت ولم أحصل على صوري كذكرى.. 


-أقصد أنه ربما احتفظ بالصور  لأمر ما في نفسه ..


وما إن أكملت جملتها ..حتى سمعت أحدهم يقول :آنسة عندليب !!مرحبا ..


ثم ألقى التحية على الجميع :مرحبا ..


وما إن رآه أخي سامر حتى قال متفاجئا :مرواااااان أهذا انت ؟؟


-سااامر !!!أهلا بك ..ماذا تفعل هنا ..؟


-لقد قدمت مع عائلتي من أجل التنزه ..


ثم أكمل بعد أن وزع نظراته بيننا :إنه زميلي مروان في الجامعة ..لم أتوقع أن أراه هنا ..ربااااه ..كم اشتقت إليك ..أخبرني ماذا تعمل في هذه الأيام ..


فقدم سامر كاميرته التي يبدو أنها رفيقته الدائمة :أعمل في مجال التصوير ..ما رأيكم في صورة جماعية ..؟


فوقفنا جميعنا في صفين متوازيين ..وقام مروان بتصويرنا ..بعدها قال لي :آنسة عندليب ..هذه صورك ..


وقدمها إلي بظرف أبيض… وعندما فتحت الظرف رأيت صوري ..كانت جميلة جدا ..وأعجبتني كثيرا ..


أخرجت من جيبي مبلغا من المال وقلت له: كم تريد مقاب


لا لها ؟؟!


-لا أريد شيئا اعتبريها هدية مني ..


-لا ..هذا حقك ..وليس من عادتي أن أبخس بعمل أحد ..


-أنت أخت سامر وضيفة ضيعتنا لا يمكن أن أتقاضى أجري منك ..لا تحاولي ..لو. سمحت ..


فقال سامر :ولكن متى تصورت يا أختي ..؟


-البارحة عندما كنت أنت وعبير على ضفة النهر ..


-حسنا… اسمعي كلام الرجل ولا داعي لإعطائه المال ..ولكن هذا لا يعفيه من تناول العشاء عندنا الليلة ..


التزمت الصمت ورحب ضيفنا بالفكرة ..لكني عدت لأقول له : الدنيا غريبة فعلا كنا تناديني بالضيفة ..والليلة سأناديك بالضيف ..



                الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close