أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الثانى عشر12


 

روايةحب وانتقام (12)..



الفصل الثانى عشر



بقلم ليلى مظلوم


فقلت له بابتسامة ساخرة :كيف عرفت أنني هنا حتى تلحق بي ..؟


أجابني بنبرة حادة :لم آت من أجلك ..بل من أجل خطيبتي جمانة ..


تسمرت مكاني للحظات… .ولم أع ما سمعته جيدا ..ظننت لوهلة أنها مزحة من مزحاته التي اعتدت عليها ..ولكن أدركت أنها حقيقة مرة ..عندما أطلت جمانة ورحبت به ..ثم نظرت إلي بطريقة غريبة وقالت: هذا خطيبي الذي حدثتك عنه ..إنها مفاجأة أليس كذلك ..؟؟!!


ليت الأرض تنشق وتبتلعني ..ما الذي فعلته يا جمانة ..لقد دمرتني أيما تدمير ..وحطمت قلبي وكبريائي وروحي ..لقد كانت صفعتك أكبر من صفعة أيوب بآلاف المرات ..ولو أخبروني بموتك لكان أهون علي من الذي رأيته ..وبدون وعي مني ..بصقت بوجههما ..ثم خرجت من المنزل وأنا لا أعلم أين أذهب ..وماذا أفعل ..وبدأت أسير وأسير . لعل الخطوات التي أخطوها تسحب الطاقة السلبية التي احتلت روحي ..كانت دموعي تنهمر بغزارة ..ولساني انعقد عن الكلام ..أصبت بصدمة قوية جدا لا تتحملها الجبال ..أيوب من طبعه حب النساء.. أما جمانة ..جمانة ..جمانة؟؟!!!!!تلك التي حذرني منها والدي مرارا ..وأيوب نفسه فعل ذلك في يوم من الأيام ..ولكنه وعدني أنني سأدفع الثمن غاليا  عندما طردته من منزلي..وهل أغلا من الذي أدفعه الآن ..؟


لم ترحمني خطواتي ..بل كنت أسير في الشوارع كرجل آلي ..لا أعلم أين أنا ..وقد اتصل بي ابن عمي وأنا في تلك الحالة لكني لم أستطع أن أجيبه ..ولم أسمع رنات الهاتف ..ما بال هذا الجهاز الصغير يبكي لبكائي ..وتابعت المسير  حوالي الأربع ساعات ..حتى وصلت إلى منطقة مجهولة ..واستيقظت فجأة لأدرك أنني أضعت الطريق ..وأضعت نفسي أيضا ..فحملت هاتفي لأجد اتصالات عدة من أمي وأبي وعبير وجمانة تلك الحقيرة كيف تتجرأ على محادثتي بعد الذي فعلته بي ..ومن ابن عمي ..الذي أرسل إلي عدة رسائل يخبرني بها أنه أنهى عمله ويريد العودة إلى بيروت ..فرأيت أنه من الأولى أن أتصل به أولا ..لعله يعيدني إلى منزلي كي أستعيد قوتي التي خارت ..وهكذا فعلت ..أجابني بلهفة :أين أنت ؟؟لقد ذهبت إلى منزل صديقتك ولم أجدك ..وقد أخبرتني أنك خرجت غاضبة ..


قلت له بصوت مرتجف :لا أعلم ..أنا متعبة. وخائفة وضائعة ..


-لا تقلقي ..اسألي أحد المارة عن المنطقة التي أنت فيها ..


ونظرت حولي لأجد إحدى الفتيات التي تحمل أكياسا عدة بين يديها وقلت لها :لو سمحت يا آنسة ما اسم هذه المنطقة ..


فأخبرتني الفتاة عن اسم المكان  وهي تنظر باستغراب إلى وجهي المليئ بالدموع ..ثم أردفت :لا تخافي أنت في أمان هنا .


وأخبرت ابن عمي عن اسم المنطقة ..فقال لي :ماذا ؟؟؟حقا أنت هناك .هل تعلمين أنني لن أكون عندك قبل ساعتين ..اثبتي مكانك ريثما أصل ..


وبعد عدة ساعات كنت في المنزل في حالة يرثى لها..  حاول الجميع معرفة السبب الذي أوصلني إلى تلك الحالة ولكنهم عجزوا عن ذلك فقد غادرتني الكلمات التي من المحتمل أن تصف حالتي ..وسمعت أمي تقول :اتصلوا بجمانة فهي الوحيدة القادرة على تهدئة عندليب ..


مسكينة أمي لم تعرف أن جمانة هي السبب ..تلك التي كانت مخزن أسراري.. من أخبر الآن بما حل بي ..فالتي أشكو لها همومي هي من سببت همي الأكبر ..وفجأة وقعت إلى الأرض وأصبت بغيبوبة لم أستيقظ منها إلا في المشفى لأجد أمي فوق رأسي ..والدموع تملأ عينيها ..فتحت عيناي بثقل شديد ..وقلت :هل كنت أرى كابوسا ما الذي حدث ..


قالت أمي: بل أنت أخبريني بما حدث ..لقد سألت ابن عمك وأخبرني أنك خرجت من منزل جمانة وكأن سحر الشياطين أصابك ..ووجدك بصعوبة ليعيدك إلى المنزل ..أخبريني بما حدث ..أنا أمك وسأساعدك ..


يعني لم يكن كابوسا وما أتذكره قد حدث بالفعل ..قلت لأمي وأنا لا أستطيع النظر إلى عينيها: أيوب خطب جمانة ..


ثم التزمت الصمت ..وترفعت عن شرح أي شيئ.. واحترمت أمي حالتي النفسية ..ولم تعاود أسئلتها التي كانت تزيد جرحي ألما ..

بعد فترة خرجت من المشفى بصحة جيدة ..وبروح ممزقة ..بدأت أذوب كشمعة أشعلها محبوها ..لا أريد الطعام ولا الخروج ولا أي شيئ.. سجنت نفسي في غرفتي ..كان أفراد عائلتي يطلون علي الواحد تلك الآخر علهم يرون ابتسامتي ..ولكني كرهت نفسي وكرهت حياتي وفقدت الثقة بكل الناس ..


ذات ليلة بينما كان الكل يسهر سوية ..قررت أن أذهب إلى المطبخ لأحضر الماء فقد شعرت بالعطش ..وسمعت أمي تقول لوالدي بغصة وحزن: أنا قلقة جدا على عندليب ..إنه تموت أمام ناظري بشكل بطيئ ..أرجوك افعل لها أي شيئ حتى تتحسن حالتها ..


أجابها والدي بعد أن تنفس بصعوبة: وما عساني أفعل ..لا يمكن أن يساعدها أي أحد ما لم تساعد هي نفسها ..لقد قدمت لها كل شيئ ..وحذرتها من جمانة مرارا ولكنها أصرت على مصادقتها واحترمت قرارها ..هل تظنين أنه يهنأ لي عيش مادامت هي بتلك الحالة ..


وقالت عبير :الصدمة التي أصابتها ليست سهلة أبدا ..لقد تخطت ما حدث مع أيوب ..ولكن جمانة شيئ آخر ..لم يظهر أي أعراض على خبث تلك الفتاة ..ولو يصح أن أذهب إليها لأفرغ كل ما في نفسي بوجهها لفعلت ..ولكن


ها لا تستحق أن أقطع تلك المسافة من أجلها ..أحب أختي كثيرا وليتني أعطيها من روحي ..


فقفزت أختي الثانية وقالت غاضبة :ما رأيكم أن نخطف جمانة ونقص لها شعرها قبل زواجها ..هذا سيكون شر انتقام ..


أما أخي فقال: بل أقص لها قلبها ..لأنها حرقت قلب أختي ..


بعد أن سمعت تلك الأحاديث شعرت بتأنيب الضمير  تجاه إخوتي ..وقررت أن أخرج من الحالة التي أنا فيها من أجلهم ..لن أسمح لجمانة وغيرها أن ينغص عليهم فرحتهم بابنتهم ..فتتفست الصعداء.. ثم قلت بصوت عال: أشتاق إلى ضيعتنا البقاعية ..فهلا نذهب إلى هناك بضعة أيام ..



            الفصل الثالث عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close