أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الرابع عشر14 بقلم ليلي مظلوم


 

رواية حب وانتقام (14)..


الفصل الرابع عشر 



بقلم ليلى مظلوم 



-كلنا ضيوف هذه الدنيا يا آنسة عندليب ..من دواعي سروري 


أن تستضيفوني ..إنه لشرف عظيم لي ..


ثم استأذن منا جميعا ..ورحل أمام ناظري ..ولا أعلم لماذا 


تذكرت أيوب في تلك اللحظات مع أنني لم أنسه بل لم أنسَ انتقامه مني ..


حل المساء ..وأتى ضيفنا وهو يحمل علبة حلوى بين يديه ..ثم 



ألقى تحيته بأدب ..وبالطبع فإن كاميرته لم تغادر عنقه أبدا 


..إنه يعتبرها جزءا من جسده ..ومن الصعب بترها منه ..بعد 



الإنتهاء من تناول العشاء.. جلسنا في الصالة الضيقة ..وبدأ 


الجميع يتناول الأحاديث ومعظمها كانت عن سامر ومروان 


..الذي كان يضحك بطريقة جذابة ..واستطاع أن يحصل على 


اهتمام الجميع ..أما أنا فشعرت أني أريد أن أبقى وحدي ..لذلك 



تركتهم وتوجهت إلى غرفتي ولا زلت أسمع ضحكاتهم ونبراتهم المختلفة التي تميز كل شخص ..


لا أعلم لماذا تدحرجت دموعي على خديّ في تلك اللحظات. 


.وعدت بذكرياتي إلى الأيام التي قضيتها مع صديقتي أو التي 


كانت صديقتي جمانة ..والمواقف التي جمعتنا مع أيوب. 


.وكيف كانت تدافع عنه بطريقة غريبة ..وهي أكثر إنسانة تعلم 


مدى الجرح الذي جرحني إياه ..ثم تجرحني بطريقتها الخاصة 



..آه يا جمانة ..ماذا فعلت بي ..أليس الأجدر أن أحدثك الآن 



عن ضيفنا المصور ..حتى نضحك سوية كعادتنا ..تبا لك من فتاة جاحدة ..جاحدة بقلبي ..


لم يمض وقت طويل وقد غادر ضيفنا بعد أن اتفق مع العائلة 


للذهاب إلى التنزه في منطقة سحرت قلبه ..ويريد أن يعرف 


العائلة على تلك المنطقة ..ورحب الجميع بهذا الأمر ..


في اليوم التالي أخبرني أهلي باقتراح مروان ولم يدروا أني 



سمعت حديثهم البارحة ..وقد اتخذت قرارا بعدم الذهاب 



..فأجمعوا أنهم لم يذهبوا إن لم أذهب معهم ..لذلك عدلت عن  


قراري حتى لا أنغص عليهم فرحتهم ..وقدم مروان ..ليرافقنا 


في رحلته ..بعد أن استأجر فانا ليقلنا جميعا في وسيلة نقل 


واحدة ..كانت الفرحة بادية على وجوه الجميع وقد تفرستهم 


واحدا واحدا ..إلى أن نظرت إلى مروان ..الذي كان ينظر إلي 


في تلك اللحظات ..ولاحظ وجومي ..فقال :أشغلوا المذياع 


على الأغاني التي تغذي الروح ..


وانظلق المذياع بأغانيه الصاخبة ..وبدأ الجميع يرددون الأغاني 


بصوت عال مع المطرب.. ويصفقون ويتمايلون ..


وصلنا إلى المكان وبالفعل كان ساحرا ولم يبالغ مروان في 


وصفه ...وصادف مكان جلوسه بالقرب من مكان جلوسي 


..وسامر إلى جانبه طبعا… فقد كان مروان يتوسطنا ..وفجأة 


همس لي :ترى ما سبب الحزن البادي على عينيك ..دعيه جانبا 


الآن وتمتعي بهذه اللحظات العائلية الحميمة ..


جافتني شفتي عن الإبتسام وقلت لنفسي :ما الذي فعلتماه بي 


يا جمانة وأيوب حتى لاحظ هذا الغريب حالتي النفسية 


..وتظاهرت بالإنسجام مع الجميع ..ورحت أضحك وفي قلبي ألف رجفة وفي عقلي ألف فكرة ..


ووقف مروان فجأة ..ثم قال بحماس :لنأخذ سيلفي  جماعية… 



وأريد للجميع أن يكونوا مبتسمين ثم نظر إلي وكأن تلك 



الملاحظة كانت موجهة إلي.. وخطر إلى بالي سؤال سألته إلى 


مروان لأخفي حزني عنه ..:بما أنك كنت زميل سامر في 


الجامعة ..لماذا امتهنت التصوير ..؟


فأجابني بلهفة وعلى ما يبدو أنه اهتم لسؤالي أيما اهتمام 


;العلم من أجل العمل  شيئ ..والعمل بما يختص الهوايات شيئ 


آخر ..فالشخص يكون مرتاحا أكثر وفرحا أكثر ومبدعا أكثر 


..وهو إن لم يتلق الأجرة يكفيه أنه يمارس هوايته فلا خسارة هنا ..


-جميل… 


أعجبني جواب مروان ..وتمنيت له التوفيق من أعماق قلبي ..على مايبدو أنه يعشق مهنته…  أخيرا ..قال سامر ممازحا إياه :لو تسنى لمروان الزواج بتلك الكاميرا لفعل ..إنه يعشقها إلى حد بعيد ..وأعتقد أن التي سترتبط به ستغار من كاميرته بدلا من الفتيات لأنه يحبها أكثر منهن ..


قلت لنفسي :ليت أيوب انشغل بهواياته عن النساء ما كان حدث ما حدث.. 


فأجابه مروان :أنت تعرف رأيي في الإرتباط ..لن أرتبط بفتاة تغار من مهنتي طبعا ..


وسمحت لنفسي بالتدخل :كلنا يختار شخصا خياليا في عقله.. ولكن يحدث عكس تخيلاتنا أحيانا ..أو قد نخدع بالشخص الذي نحبه ونريد الإرتباط به ..


فابتسم. قائلا: لم. أختر شخصا خياليا ..بل على العكس تماما ..لا أتخيل شيئا من الأساس.. ولكني لا أؤمن بالحب من النظرة. الأولى والزواج السريع ..هكذا خطوة تجمعك مع شريك أبدي لذا عليك أن تختاري من يناسبك. ويناسب طبعك ويتقبلك كما أنت ..لأن الذات البشرية. في تقلبات دائمة ..قد تتزوجين برجل لأنه ملتزم بدينه إلى أقصى حد ..وبعد عشرة سنوات من الزواج يتحول إلى ملحد فهل كان كاذبا في التزامه أم أن الظروف غيرته ..؟


-صحيح أنت على حق ..رزقك الله بمن تعيش معها بسعادة دائمة ..


-شكرا لك وأنت أيضا ..


أمضينا حوالي الشهرين في ضيعتنا ..كانت أياما جميلة ..وتحسنت حالتي النفسية إلى حد بعيد ..ففي كل يوم رحلة إلى مكان معين وقد رافقنا مروان في معظمها وكان المسؤول عن تصوير لحظاتنا السعيدة ..كنا نتحدث أحيانا عن الاوضاع التي يعيشها البلد ..وأحيانا عن الزراعة ..وأحيانا عن الصناعة ..كان لطيفاجدا ...وفي الليلة


التي قررنا فيها العودة إلى بيروت أتى لزيارتنا ليودعنا ..وقال لنا :لقد اعتدت وجودكم في هذه المنطقة ..ولكن للظروف أحكام ..أعيدوا الكرة ..يسعدني هذا من الأعماق ..


كانت لهجته صادقة ..وعندما عدنا إلى بيروت بقي مروان محور حديث العائلة ..لقد أحبوه بالفعل ..حتى أنا شعرت أن شيئا ما ينقصنا في جلساتنا ..ولكني كبحت جماح قلبي ..فلا ينقصني أن أحب مجددا وأُغدر مجددا .


وفي أحد الأيام ..اتصل سامر بوالدتي  من مقر عمله وطلب منها إعداد طعام خاص ..لأن مروان سيحضر معه أيضا ..




             الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close