أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الخامس عشر15 بقلم ليلي مظلوم


 

رواية حب وانتقام (15)… 


الفصل الخامس عشر 


بقلم ليلى مظلوم 



شعرت بالفرحة تغمر قلبي ...وبالقلق يسيطر على عقلي ..أنا 


بالفعل مشتاقة لرؤيته ..ولكني خائفة من هذا الشوق لأمور 



متعددة ..خائفة أن يكون حبا من طرف واحد.. وخائفة أن 


أرتبط مرة أخرى لأني فقدت الثقة في الآخرين ..فهل كان 


أقرب إلي من أيوب  وجمانة وفعلا ما فعلاه بي… 


بالمناسبة ..لقد تزوج أيوب بجمانة ..عرفت هذا من الأصدقاء 


المشتركين بيننا .وبالطبع فإن الصديقة الحميمة لن تدعوني 


إلى زفافها .ولم يزدني الأمر حزنا ولا بغضا ..فمن تجرع البحر 


لن يغص بالساقية ..بكل الأحوال إنهما يليقان بببعضهما كثيرا 



..ولا بد أنهما سيغدران ببعضهما الآخر ..لأن هذا من طبعهما ..


عند الظهيرة حضر أخي سامر ..وبرفقته مروان طبعا ..وكان 


لقاءا حارا ..عبر الجميع عن فرحته بهذا الأمر ..ولم تخل 



الجلسة من التصوير ..لم يبد مروان أي اهتمام خاص بي 



..وأزعجني هذا الامر فاهتمامه كان موزعا على الجميع ..هذا 



يعني أن خوفي في محله ..ولكن مهلا ..عن أي خوف أتحدث 


أنا لم أحب الرجل لحد الآن ..ربما ما أشعر به لمجرد نقص 


عاطفي اعتراني ..فشعرت بالتوتر والضيق ..ما أصعب ألا يفهم 


الإنسان نفسه… فكيف يفهم الآخرين ..إن فهم الذات وحبها 


والتقرب منها يكون أولا وأخيرا ..لكني لم أحظ بتلك المعجزة 


..نعم معجزة ..أليس غريبا أن تكون النفس برفقتنا دوما ولكننا 


نعجز عن فهمها والتواصل معها ..ورددت في ذهني عدة مرات 


(مرايتي يا مرايتي )..كانت تلك العبارة تستهويني بشدة ..لا 


أعلم ما هو الرابط بما أشعر وبما أردد ..ولكن هذا ما قد حصل ..


في نهاية اليوم ..ودعنا مروان ووعدنا بزيارة أخرى .. ولكنه قال لي قبل ذلك أمام الجميع :آنسة عندليب هل لي بتسجيل رقم هاتفك… أريد أن أرسل إليك بعض الصور ..فسامر مشغول بعمله ..

لقد انتبه الجميع أنه وجه إلي رجاء خاصا ..وتذرع بانشغال سامر ..كان بإمكانه أن يأخذ أي رقم غير رقمي ..ثم أردف قائلا :عرفت أنك تحبين الثلوج ..فعدي هاتفك أنه سيكون مليئا بصور الثلج الذي يتساقط في ضيعتك فهنيئا لك ..


ثم غادر منزلنا بدون أي تعليق من أحد بعد أن أعطيته رقم هاتفي دون تردد ..

انتظرت عدة أيام ..ولكن مروان لم يرسل إلي أي صور ..فرحت أترقب الحالة الجوية في لبنان ..منتظرة أن تثلج لعل هاتفي يرن مزينا اسم مروان أمامي.. .ولكني  تذكرت فجأة عندما تمشينا تحت المطر أنا وأيوب للمرة الأولى… وطلبت من المطر أن يغسل قلبي ..وروحي وبدني ..ولكني اليوم بحاجة أشد لذلك النداء ..فليته يغسل ذاكرتي حتى أنسى ما حدث معي.. 


ذات ليلة عاصفة في بيروت .كنا أشرب فنجانا من النسكافيه وأنظر من النافذة لأراقب هطول الأمطار ..وأسمع هزيم الرعد ..رن هاتفي… فتوقعت أن تكون إحدى زميلاتي ..تريد أن تسألني شيئا ما بخصوص الدروس ..فتحت هاتفي بملل لأني كنت منسجمة مع هطول الأمطار ..ولكني فوجئت أنها من مروان ..لم يرسل شيئا إلا الصور ..فاكتفيت بالرد أنها جميلة ..وتوحي إلي بالمطالعة ..فأجابني :إن كنت تقصدين بالمطالعة قراءة الكتب المتنوعة ..فاحذري أفكار الأدباء.. ولا تعتبريها مقدسة ..بل غوضي بها إلى أعماقك ..وفكري بها بعقلك لا بعقل الأديب.. 


-لماذا هذا التحذير ألا تقرأ الكتب ..


-بلى بل من هوايتي المطالعة والكتابة أيضا ولكنها لا تعلو على هواية التصوير ..


-لماذا هذا التحذير إذا ؟


-لأن للأديب دور مهم. في التأثير على القارئ.. ألم تقرئي قصة الإخوة كرامازوف لدستايڤسكي ..كيف أثر الكاتب إيفان  على نفسية أخيه المعتوه سميردياكوف عندما قال( ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺒﺎﺡ حتى ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ) فقام الأخير بقتل والده ..وغدا إيفان شريكا  في الجريمة بسبب الافكار التي نشرها ...مما عذب ضميره وآمن في نهاية القصة متذرعا أن الله شاهد على براءة أخيه  ديمتري الذي اتهم بقتل والده وليس هناك دليل على براءته ..


-ويحدث العكس أحيانا فأفكار الكاتب تؤثر إيحابيا على وعي القارئ ..وهذا ما أجده في كتاب مرداد لناسك الشخروب ميخائيل نعيمة الذي يعظم الحب ..الحب لكل الكائنات ..


-وهذا ما قصدته عندما طلبت منك الحذر بأن تجعلي قلبك وعقلك مصفاة لما تقرئين وتشاهدين من أفلام حتى ..لأن كل ما حولنا يؤثر على نفسيتنا شئنا أم أبينا ولا بد من المصفاة حتى نكون أكثر وعيا ..


-لكن لم تكون تجاربنا الخاصة. أكثر قساوة فيما نعتقد ..


-لأننا نسمح لها بذلك دون شك ..


-كيف تريد لفتاة غُدرت من أقرب الناس إليها أن تعتقد !!


-أن تعلم أن ليس كل الناس سواسية ..وإن كانت تركيبة نفسيتهم وعقولهم واحدة ..الكون واسع جدا ..وفيه ما فيه من الأشخاص ذوات التوجهات المغايرة ..فهناك اللص وهناك الشريف وهناك الخبيث وهناك صاحب القلب الصافي ..هناك الأبيض والأسود والحنطي والبني بمختلف الدرجات ..فلا يجدر بنا أن نحكم على الجميع بذات الحكم الذي حكمنا به على شخص مر في حياتنا ..إن غدرت بنا صديقة معينة لا يعني أن كل الصديقات غادرات ..


فتفاجأت من جملته الأخيرة ويبدو أنه يعرف قصتي ..ولم أشأ أن أسأله عن الأمر حتى لا أثبت التهمة علي ..


ولكن كيف عرف ذلك ومن أخبره بالأمر ..لا بد أنه سامر ومن غيره ؟؟!


وانتظرت قدوم سامر من عمله لأسأله هذا السؤال ..لقد أزعجني الأمر حقا ..لا أحب لمروان او غيره أن يعرف شيئا خاصا عني ..فأنا الوحيدة في هذا الكون التي يحق لي أن أختار ما يجب إخباره ولمن ..


وعندما أتى سامر ..وجدني بانتظاره وأنا واضعة يدي على خصري وأهتز كالأفعى ..ثم قلت له قبل رد التحية عليه: هل أنت أخبرت مروان بأمر جمانة ؟؟



             الفصل السادس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close