أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل السادس6 بقلم ليلي مظلوم



رواية حب وانتقام (6)..


الفصل السادس 



بقلم ليلى مظلوم

لقد كان الضيفان هما جمانة وحبيبها هاني ..قلت باندهاش 



:جمانة!! ماذا تفعلين هنا ؟؟


-أولا أود أن أعرف أيوب إلى هاني ..أما بعد ..سأمضي فصل 



الشتاء هنا في بيروت مع جدتي ..فقد انتسبت إلى الثانوية 


الرسمية في بيروت ..علي أن أنال شهادتي الرسمية بتفوق كما 


تعلمين ..وقررت أن أنالها من العاصمة ..سأراك كثيرا ..أعتقد أن 


المفاجأة أعجبتك ..وذات يوم أخبرتك بحلم راودني في لحظة 


من اللحظات وأرجو تحقيقه ..


لقد فهمت قصد جمانة ..فهي تلمّح إلى الخروج سوية مع هاني 



وأيوب ..فقلت لها: الأمر ليس كما تعتقدين ..وسأخبرك لاحقا بما حدث .


لم أشأ أن أفضح الأمر أمام أيوب ..لذلك استأذنت الذهاب 



بحجة تأخري عن المنزل ..وقلت لجمانة :أنتظرك مساء.. 


فأجاب أيوب بدلا عنها :كم أغبطك يا جمانة !!


رمقت أيوب بنظرة غير مفهومة ..أنا لم أفهم نفسي حتى ..لم 


شعرت بالفرح والإنزعاج في آن معا ؟؟



وأقفلت راجعة إلى منزلي وأنا أتذكر كل كلمة قالها أيوب ..وكل 


خطوة خطاها ..وكل ابتسامة  وكل عبوس ..حتى كل تنهيدة 


..لقد تملكني وسيطر على تفكيري ..كرهت الأمر كثيرا ..فأنا لا 


أريد هذا ..لا أريد التعلق بأي شخص ..ورحت أسلي نفسي 


بالحديث مع أهلي ..وبالأعمال المنزلية ..ولكني أصبحت شاردة 


الذهن ..وظن أهلي أنه بسبب اليوم الأول من الجامعة ..



حل المساء ..وحضرت جمانة لزيارتي ..لقد فرحت بلقائها كثيرا 


..فمعها أنسى حتى نفسي ..وبالطبع سيكف صوت أيوب عن 


اختراق أذني ..وستنقشع صورته عن عيناي ..وتحول ذلك 


فجأة إلى لساني ..فكان كل الحديث عنه وعن هاني ..وعاودت 


جمانة نسج أحلامها ..وبدلا من قمعها والسخرية منها هذه 


المرة شاركتها في النسيج ..والضحك والإبتسامات ..وكانت 


راضية عني تماما ..لكني في نهاية الحديت تراجعت عن قراري 


الذي اتخذته في خيالي وقلت لجمانة :كفانا أحلاما الآن ..فالحلم حلم والواقع واقع ..


-هل أنت غبية ..الواقع يا صديقتي تكون بدايته حلم أو كابوس ألا تدركين هذا ..


-جمانة لا تلعبي بالنار ولا تزجيني بها ..أنا لا أحب التلاعب بمشاعر أحد ..


-أيوب يعجبك ..فلا تنكري هذا أمام نفسك على الأقل ..


بعد أن غادرت جمانة ظلت جملتها الأخيرة ترن في أذني 


كصفارة إنذار ..يبدو أنني فعلا معجبة بذلك الشاب ..وليس من 


اليوم بل كانت رسائله السابقة  تفرحني ..ويفرحني عدم ردي 


عليه ..أهو غنج الفتيات ..أم عذاب الضمير ..أم سيكولوجية 


المرأة ..أم كبرياؤها لست أدري صراحة ..



في تلك الليلة لم أنم جيدا ..فقد استرجعت الأحداث التي 


جمعتني مع أيوب مرات ومرات ..إلى أن ذبلت عيوني 


واستسلمت لنوم متقطع… ليعود عقلي فيتذكر كل شيئ مجددا 


..أهذا هو عذاب الحب الذي يتحدثون عنه ؟؟أم جماله وروعته ؟؟


قررت أن أرتدي أجمل ثوب عندي حتى يراني أيوب بأجمل 


صورة ..فأنا أتوقع رؤيته بلا شك ..ولم يخب توقعي ..فقد كان 


ينتظرني في الحديقة ..ورأيته من البعيد وهو يتلفت يمينا 


وشمالا بحثا عني ..إلى أن وجدني أخيرا ..وكأنه وجد كنزا 


ثمينا.. نعم العاشقون عندما يرون معشوقهم تفضحهم 


أجسادهم وروحهم .فالعيون تلمع ..والإبتسامة تخيم على 


شفاههم ..وصوتهم يصبح رقيقا ..وتصرفاتهم تبدو غريبة هي 


أشبه بالعفوية أوالجنون أحيانا ..وكلماتهم لا مسؤولة ..وهذا ما 


قد حصل لأيوب أو لنا ..حيث هرع إلي كالمجنون وقال معاتبا 

:لماذا لم تتصلي بي كما وعدتني.. 


-كان لدي ضيوفا ..ثم إن اتصالي بك ليس لزاما علي ..فلا 


تتحدث معي بتلك الطريقة ..


-لو لم أقطع عهدا عليك لاتصلت بك ..انتظرت اتصالك طوال الليل ..وهل نام الضيوف عندك ؟؟


-لا… 


إنها جمانة بلا شك !!لقد طلبت منها الحضور إلى منزلك 


..وبدأتما تتحدثان عني ..وأنا كدت أحترق من الإنتظار ..


-كم أنت واثق  بنفسك ..


-بل واثق بلسان صديقتك !!


-لا أسمح لك بالتحدث عنها بتلك الطريقة ..


-لدي خبرة في أمور النساء.. صدقيني حدسي ينبؤني.. 


فقاطعته غاضبة: احتفظ لحدسك بنفسك.. 


-أنا لا أفهم كيف تنسجمان مع بعضكما البعض ..منذ متى تأنس الشياطين بالملائكة ..؟


-أيوب ..أرفض غزلك بي وذمك لصديقتي في آن معا ..جمانة 


فتاة طيبة ..وعندما تتعرف إليها أكثر ستحبها.. 


-أريد التعرف إليك لا إليها ..إلا إن كانت ستخرج معنا ومعها 



ذاك العاشق المسكين ..أليس هذا ما كانت تلمح له البارحة 



..وإلا ما معنى اندفاعها لتعرفني إليه ..إنه رجل أحمق بلا شك 



ليحب فتاة مثلها ويترك ابنة عمها ..


-كيف عرفت الأمر ؟؟


-واجب العشاق أن يعرفوا كل شيئ عن معشوقتهم حتى عن 


أهلهم وأصدقائهم ..ماذا يحبون وماذا يكرهون ..ما هي 

هواياتهم ..وأحلامهم ..


-من أين لك بكل هذا ؟


-إنه البحث ..أكبس على محرك البحث وأجد كل شيئ أمامي .


-ولكن غوغل لا يعلم هذه الأمور فكيف عرفتها أنت ؟؟


-لدي غوغلي الخاص ..


-الغريب أنك تصفني بمعشوقتك ..فهل هذه لعبة جديدة ..؟


-بل حقيقة مرة وحلوة وشيقة في آن معا ..وأظن أنك بدأت 



تحبينني أنت أيضا ..فعيونك وثيابك الجميلة اليوم تفضحك ..إنها تليق بك كثيرا.. 


شعرت بالغيظ والخجل من كلماته ..أهو قادر على تفرس


تصرفاتي وكأنه يعيش داخلي ..ألهذه الدرجة أنا مفضوحة 



أمامه ..أم أن طريق العشق واحد.. وتصرفات العشاق واحدة 


..شعرت أن دمي يغلي في عروقي ..وقلت له لأنقذ ما تبقى لي 



من كبرياء :لا تظن نفسك محور الكون يا أستاذ أيوب ..


-بل محورك أنت يا آنسة عندليب .


ثم نظر إلى السماء وهو يتفرس الغيوم وقال لي :إنه فصل 



الخريف ..كم أحب هذا الفصل ..وكم أتوق أن تكون بجانبي 



عندما تمطر لأول مرة في هذا الفصل ..ما رأيك ؟


-نعم إنه فصل جميل وكل الفصول جميلة… نحن نحتاجها كلها 



..ونستمتع بميزاتها في وقتها… ولكن للمطر الأول وقعه الخاص على نفسي وجسدي ..


-إذن؟


-إذن ..ماذا ؟؟


-هل نخرج سوية بعد الدوام .وأعدك أنها ستمطر بعد ظهر هذا 



اليوم ..فننعم بسحر الماء الذي خلق منه كل شيئ حي سوية 



..وستكون بداية علاقتنا ..



                   الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close