أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الحادى عشر11 بقلم ليلي مظلوم


 

روايةحب وانتقام (11)..


الفصل الحادى عشر



بقلم ليلى مظلوم


لم يتدهور وضعي النفسي وحسب ..بل تدهورت الأوضاع 


الأمنية في لبنان ..وبت لا أتحدث مع صديقتي التي خفت 


عليها كثيرا إلا نادرا ..ولم تخبرني عن حبها بل عن خوفها ..فطائرات العدو لم تكف 


عن التحليق والقصف بطريقة عشوائية ..وعاش لبنان أسوء أيامه ..ألا يكفيه وضعه الإقتصادي المزري ..وحكومته الفاسدة حتى بات الناس يبحثون عن الأمن .


.ولم يعد الخبز هو همهم الأساسي ..بل بقاؤهم على قيد الحياة ..وأي معنى للتنفس وقد كثرت الثكالى والأرامل .. خيل إلي للحظة أن القيامة قد قامت حتى قبل ظهور المنتظر الذي وُعدنا به مرارا وتكرارا ليخلصنا من الحروب فيملأ الأرض قسطا وعدلا وأمنا ..وكل هذا نفتقده في هذا الوطن ..فمتى سيظهر ليخلص أمته مما حل  بها من ويلات ..بت أناديه ليلا ونهارا 


..ولا من مجيب ..لم يعد يهمني ظهوره حتى شككت بالأمر ..أهو إيماني الضعيف أم ما نمر به من صعاب لست أدري  ..عندما يضطر أحدهم للخروج من المنزل ..كان جميع أفراد العائلة ينظرون إليه برفق ..فربما سيكون اللقاء الأخير ..إما


 بسبب فقدانه ..أو بسبب فقدانهم ..حيث بتنا لا نعرف أي المنازل ستقصف ..وأي الطرقات ستدمر ..تبا للحروب التي لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء.. ويجلس القادة على كراسيهم متربعين على عروشهم ..وليس لديهم أي عمل سوى إصدار الاوامر ..



وقد زرعوا في العقول سابقا ما يدفع شعوبهم إلى التحمل والصبر فداء للوطن ..أيهما أولى هل البشر أم الحجر ..لم لا يجلس أولئك المتعجرفين جلسة واحدة. مع بعضهم البعض بشكل


 علني (أي ليس من تحت الطاولة)ويتباحثون أمور السلام بدل الحرب ..لم يخشون الفئة المثقفة التي توقن خداعم ولعبهم على العواطف والأرواح ..وكل جهة تتهم الأخرى بالإرهاب وهي أكثر منها إرهابا ..لا بد وأنهم 


اتفقوا جميعهم على شعوبهم ..وإلا فإن طريق السلام معبد أكثر من طريق الحرب ..فلماذا اختاروا الطريق الأصعب ..أليس لأنه لهم مصالح خاصة .


.الشعب يريد الحياة ..وحكومته تريد له الموت بشكل بطيئ.. فموته بسرعة ليس من صالحها لأنها لن تجد من تحكمه وتحاكمه ..ولجوروج أورويل قصة رائعة قرأتها بنهم ..اسمها 1984..أنصح الجميع بقرائتها حتى تتفتح أذهانهم ليعرفوا أي حكومات يعاشرون ..تلك الرواية تصف بدقة الحال الذي يسوده الطغيان ..والروائي يعد أول من



 استخدم مصطلح الحرب الباردة ..وتحدث عن وزارة الحب التي تتضمن غرفة مخصصة للتعذيب وهدفها إحبار المعتقلين على الخيانة ..وجرت أحداثها في عالم مضطرب ورقابة حكومية هدفها التلاعب على الأفراد والشعب ..والحزب الداخلي الذي يصف الفكر الحر بجريمة الفكر ..ويجبر الجميع على



 حب الأخ الكبير ..أما بطل القصة فهو وينيستون سميث ..هناك وزارة أخرى اسمها وزارة الحقيقة ..ومهمتها مراجعة التاريخ وتزوير الحقائق.. بما يتناسب مع وضع الراهن الذي تعيشه البلاد كي يبدو الأخ الكبير صادقا ..كان على أورويل أن يسميه الإله ..لأنه أجدر بالوصف .



.وأنت مضطر أن تقتنع أن 2+2=5..وإلا فانتظر حتفك ..لن أحرق أحداث الرواية ..إنها مشوقة جميلة واقعية ..وتتمتع بأسلوب أدبي راقي ..ولا تخلو من قصة حب تجمع البطل بحبيبته وقد تفرقهما ..والنهاية كانت صادمة بالنسبة لي ..صادمة فكريا وعقائديا ..


استمرت الحرب حوالي عشرون يوما ..ذقنا خلالها الويل والآهات وفقدنا بعض الجيران والأحبة ..وأعتبر نفسي محظوظة لأني لم أفقد أحدا من أفراد عائلتي ..وبعد شهر تقريبا بدأت الحياة تعود


 شيئا فشيئا إلى ما كانت عليه..الشعب اللبناني يحب الحياة فاتركوه يعيس بسلام وأمن إنه يليق به ..ولكنه يلام على اختياره الخاطئ لهكذا حكومة ..وعلى إعلانه الطاعة أمام الرؤساء الذين 


يمثلون طائفته ..وكما هي الحال دوما ..فالحرب قد تكون نقطة إيجابية للبعض الذين يستغلونها لصالحهم ضد إخوانهم في الوطن ..فيزداد الفقير فقرا ..والغني غنى ..كيف يحدث هذا لا أعلم. ولكني أرى النتيجة بأم عيني ..


عاد التواصل بيني وبين جمانة ..التي أخبرتني أنها ستقيم حفلا صغيرا بمناسبة خطوبتها بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد ..ولن تدعو إلا الأقارب الخاصين ..وبما أنني بعيدة عنها بعد المسافة فلن أكون منهم ..باركت لها هذه الخطوة التي ستخطوها بعد أسبوع ..



ولكني رأيت أنه من الواجب زيارتها قبل ذلك التاريخ ..فقد اشتقت لها كثيرا ..وطلبت الإذن من والدي الذي عارض بداية للذهاب إلى منزلها ..ولكن عندما أخبرته أنني سأذهب مع ابن عمي الذي كان يعمل سائقا عموميا وافق على مضض ..لم أخبر 


جمانة بقراري ..لتكون مفاجأة لها.. وعندما وصلت إلى ضيعتها اتصلت بها وأخبرتها بوجودي في المنطقة ..وطلبت منها أن تعطيني العنوان ..فتفاجأت كثيرا ..ورحبت بالأمر ..وأعطتني العنوان ..وما إن وصلت إلى منزلها حتى شعرت بانقباض في قلبي 



..شيئ ما أخبرني ألا أدخل ..فاستعذت من وسوسات الشيطان الرجيم وطلبت من ابن عمي أن يخبرني عندما يريد العودة إلى بيروت فلديه عمل في تلك المنطقة يستغرق عدة ساعات ..طرقت الباب لتلاقيني  جمانة بابتسامتها الساحرة ..وأحضانها الحارة ..


ودموعها المشتاقة ..ولم تترك يدي حتى دخلت إلى منزلها وعرفتني إلى أمها على أنني صديقتها الروحية ..واستقبلتني الأخيرة بحفاوة ..ثم وعدتني بغداء شهي تطهوه بنفسها ..وتعرف من ابنتها أنني أحب هذا النوع من الطعام ..انصرفت الوالدة إلى المطبخ .


.وانصرفت أنا وجمانة إلى الصالة ..وبدأت تحدثني عن حبها وهيامها    بخطيبها ..وعن مواصفاته القدسية ..فهو يحبها إلى حد بعيد ويتمنى رضاها ..وعندما طلبت منها أن تخبرني باسمه رفضت ذلك وقالت لي :لم يحن الوقت بعد ..

استأذنت مني لتبدل ملابسها ..وفي تلك الاثناء سمعت طرقا على الباب ..وسمحت لنفسي بفتحه ..وفوجئت بوجود أيوب أمامي ..



                الفصل الثانى عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close