أخر الاخبار

رواية حب وانتقام الفصل الاول1 والثانى2 بقلم ليلي مظلوم


 
رواية حب وانتقام كامله  (1)..


الفصل الاول 


بقلم ليلى مظلوم 


حصلت على شهادتي الثانوية بتفوق ..ولا يمكنني أن أصف لكم 



فرحة النجاح المعدية التي أصابت  قلب عائلتي ..أمي وأبي 


وإخوتي الثلاثة وأخواتي الإثنتان  ..عناق ودموع  وكلمات 


صادقة مرتجفة !!..دموع الفرح طبعا !!!


 ماهو وجه الإختلاف بين دموع الفرح ودموع الحزن غير 



الشعور ؟يبكي الناس عادة عند الشعور بالحزن وتطور فيما بعد 


ليكون لأسباب عديدة :الفرح ..التعاطف ..الشعور بالذنب.. 



كسب الإهتمام عند الأطفال ..التأثر بمشاهد إنسانية عند 


مشاهدة التلفاز أو قراءة القصص ..وليس من السهل أبدا 


التفاهم مع إنسان يبكي ..فهو يحتاج لمعاملة خاصة جدا ..ومن 


المعروف أيضا أن النساء يبكين أكثر من الرجال وهناك 


اختلاف  بينهما بين خلايا الغدد المسيلة للدموع فدموع المرأة 


متناثرة على خديها أما دموع الرجل فتسلك خطا واحدا .


.فالقناة المسيلة للدموع أكبر عند الرجال ..لا يمكننا هنا أن 


نتجاهل دموع التماسيح لأنها دموعا حقيقية ولكنها ليست بسبب المشاعر إنما لحاجة 



بيولوجية للمحافظة على ليونة عيونها ..والجدير بالذكر


 أن الدموع تتكون من تسعة وتسعون بالمئة من الماء.. وأقل من 

واحد بالمئة من الأملاح والجلوكوز 


والأجسام المضادة والليزوزيم المضادة للجراثيم ..والدموع 


ثلاثة أنواع ..دموع أساسية تنتج بكميات صغيرة لترطيب 


العين ..دموع منعكسة وتلك بسبب العوامل الميكانيكية أو 


الكيميائية ..متلا عند تقطيع البصل ..والدموع العاطفية والتي 



تنتج بسبب العواطف بمختلف أنواعها كالفرح والحزن ..


تذكرت هنا أغنية عبدالحليم حافظ ورحت أغنيها بصوتي الغير 


جميل ..(ما فيش فرحان بالدنيا زي الفرحان بنجاحو)..أيما 


فرحة هي التي احتلت منزلنا ..بدا كأن الجميع ناجحون 


..هرعت إلى حضن أبي كطفلة مدللة وقلت له :أبي أبي ..أريد 


أن أذهب إلي مدينة الملاهي لثلاثة أيام ..


ولم يستطع أن يرفض والدي طلبي أبدا ..مع أنه كان يمانع ذلك 



لأسباب مجهولة ولا تستحق النقاش برأيه.. ربما لأنه يخاف 


عليّ كثيرا من الألعاب التي تثير الرعب ..فهو يريد لابنته أن 


تشعر بالأمان دائما ..واقترحت أختي أن نذهب سوية بما أن 


الجميع مشغولون ..ووافق الجميع على ذلك ..في تلك الأثناء 



خطرت صديقتي جمانة إلى بالي ..والمدهش أن هاتفي صرخ 


فنظرت إليه لأجدها هي المتصلة ..إنه التخاطر !!!قالت لي 


بصوت يملؤه الفرح :مبارك نجاحك يا عندليب !!!لم أتوقع غير 


هذا أنت تستحقين هذا وأكثر يا صديقتي الغالية !!


فأجبتها بصوت حزين :آه ..ليتك هنا في بيروت ..أريد معانقتك 



بشدة ..وكنت أتمنى مرافقتك إلى مدينة الملاهي ..


قالت بحماس: لقد وصلت لتوي الآن ..أنا في بيروت ..بالطبع 



سأذهب معك ..أريد فقط أن أطلب الإذن من جدتي ..أرسلي 


لي الموقع على الواتس أب عندما تصلين وسأكون أمامك بعد دقائق ..


آه ما أجمل هذا اليوم !!إني محظوظة فعلا ..لقد نجحت 


واجتزت المرحلة الثانوية من جهة ..وسأرى صديقتي جمانة 


من جهة أخرى ..إني أحبها مثل أختي وأكثر ..

خرجت من المنزل وكلمات الإبتهال تلاحقني :انتبهي على نفسك يا جميلة الجميلات

 ..مبارك نجاحك يا غالية ..لا تتأخري لأن الأقارب والمحبين 



والجيران سيحضرون لتقديم التهنئة والهدايا وأنت تحبين الهدايا ..


وصلت إلى السيارة ولا زالت تلك الكلمات تلاحقني وإن خفت صوتها من كل حدب وصوب .


.ترجلت إلى السيارة .


.وبالطبع فقد كانت أختي هي السائق 



الماهر بيننا وأصبح من 


البديهيات أن تقوم هي بمهمة القيادة .


.وأشغلت المذياع على


 أغنية عبد الحليم ..شعرت أن الدنيا كلها 


في عرس جماعي ..لم تر عيناي إلا الجمال والسعادة والفرح .


.الطرقات نظيفة ..الأشجار أكثر 


اخضرارا ..اليافطات المعلقة ملفتة إلى حد كبير ..حتى مواء 


القطط الذي يصدر من حاويات النفايات كان له وقعه الخاص 


على أذني واستطعت ملاحظته بالرغم من صوت المذياع 

..وكأنه يبارك لي فرحتي ..لم أستطع أن أطبق شفتاي من 


التبسم ..حتى خلايا جسدي كانت ترقص فرحا.. ولم يخطر 


إلى بالي وأنا في تلك الحالة الحال التي يعيشها الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح 


..لا بد وأن الصورة معاكسة تماما .. إنهم يشعرون أن الدنيا 


حزينة لأجلهم ..وما بين لحظة وأختها ستمطر السماء


 حزنا لأجلهم ..والمدهش أن تلك 


الشهادات ستعلق على الحائط بعد سنوات لأن البطالة قد 


استفحلت في لبنان بسبب الفساد الذي يعيش بين ربوع 


الحكومة الجائرة بحق مواطنيها ..والأدهى أن الوساطة هي 


الشهادة الأهم ..فأنت في عملك لا تحتاج إلى شهادة بل إلى 


شاهد يشيد بك وبأخلاقك وما إلى هنالك من أمور تسترعي 


عملك ..مع هذا يبقى للنجاح طعم مميز لا يعرف مذاقه إلا 


الذين ذاقوه بالرغم أن نتائجه لا تؤتي أكلها إلا إذا احتجناها 


في بلد آخر يقدر العلم والمتعلمين ..فيا زملائي في الدراسة 


الذين لم يحالفهم الحظ  إن كنتم تقرأون ما أكتب الآن ..اعلموا 


أن النجاح لأجل العمل ليس كنزا ثمينا ..بل قد ينفعكم ليقال 


عنكم مثققين ..وإن كانت الثقافة الحقيقية  لا تقدر بقيمة 

شهاداتكم ..


بكل الأحوال أكملنا طريقنا أنا وأختي ..ووصلنا إلى مدينة الملاهي ..وتنفست الص


ع


داء عند وصولي وقد أخذت عهدا على نفسي ألا أترك لعبة 



تعتب علي مهما كانت صعبة ..نظرت إلى أختي بشوق وقلت 


:دعينا نجرب تلك اللعبة ..وهي عبارة عن دولاب يدور بنا 



بحيث إن وصلت إلى القمة سترى البحر أسفل منك ..إنها لعبة 



شيقة بالطبع ..وسمعت شابان يتحدثان أيضا أنهما سيخوضان 



تلك التجربة… وبدون وعي مني قلت :رجال وخائفون يا للعار ..

رواية حب وانتقام (2)..


الفصل الثانى 

بقلم ليلى مظلوم 


ولسوء حظي سمعني أحد الشبان ..ثم قال لصديقه :هيا بنا يا 



صديقي العزيز ..يبدو أن شخصا ما يتحدانا… ما رأيك أن 



نجلس في ذلك المقعد ..يبدو أنه الأخطر بين المقاعد ..


فضحك صديقه قائلا: كيف يكون الأخطر والدولاب يعني أن جميع المقاعد سواء.. 


فهمس له في أذنه بشيئ ما ..ونظرا إلينا بطريقة غريبة ..لكني لم أعطِ للموضوع أية أهمية


 وخصوصا أن جمانة قد وصلت وكلمات التهنئة تخرج من فمها عن بعد ..ثم عانقتني بحرارة ..وقالت :أيتها البطلة مبارك لك



 ..ليتني أكون زميلتك في الدراسة ..ولكن فارق الصفوف بيننا تحول دون ذلك ..


فأشرت  إلى اللعبة التي اخترتها قبل مجيئها.. عندها قالت لي :لا بد وأنك 

مجنونة.. هل تستطعين أن تتجاوزي تلك اللعبة دون تأثير ..أنت تمزحين ..؟!


وتذكرت الشابين اللذين كانا إلى جانبنا وقلت :نعم سأتجاوزها ..


قالت أختي عبير برفق ولين وحماس :في قلبها تحيا روح التحدي ..ويبدو أن هناك


 من تحداها ..أو قبل تحديها ..ولن تتراجع عن قرارها يا جمانة ثقي بكلامي ..


فضحكت جمانة ..ثم أشارت إلى لعبة أخرى وقالت :أما أنا فسألهو بتلك اللعبة ريثما تنتهيان من لعبتكما الساحرة ..


فهمست لها: جبانة!! 


ثم قطعنا التذكرتين..وأشار إلي العامل هناك أن أجلس  وأختي في إحدى الكراسي .. الذي يتبع كرسي ذينك الشابان ..جلست بكل ثقة ..منتظرة أن تبدأ اللعبة .


.وأشار إلينا العامل بوضع الأحزمة لأنها ستقلع بعد لحظات 



..في البداية كانت اللعبة كلعبة حقا ..لم يستثار خوفي أبدا ..وقلت لعبير :أهذه هي اللعبة التي حذرتموني منها !!


وقبل أن أكمل جملتي ..ازدادت السرعة ..وشعرت أن قلبي قفز من مكانه ..فتمسكت جيدا غير متوقعة ما سيحدث بعد قليل.. وإذ بالسرعة تزداد وتزداد ..



وكنت أكابر على نفسي حتى لا أصرخ لأنه من السهل أن يعرف اللذين وراءنا مصدر الصوت ..وسيشمتون بي بلا شك 



..كتمت صوتي لدقائق ..ولكن السرعة حالت دون ذلك ..حيث كنت أنا بمكان وقلبي بمكان آخر ..وبدون تفكير صرخت



 بأعلى صوتي ..كانت صرخة ممزوجة. ببعض الضحك ..ونسيت أمر الشابان ..ولكنهما ذكراني به عندما قال أحدهما :أنت تزعجينا بصراخك يا آنسة ..هلا هدأت قليلا!! 


ولكني لم. أجبه ولم ألتفت إلى ورائي أساسا ..وبقي صراخي يحلق في الأجواء..


 أما عبير فلم أسمع لها هديرا أبدا ..يبدو أنها معتادة على تلك اللعبة .



.وكانت تضحك من ردة فعلي ..وتزاحمني بهدوئها الحقيقي ..وأكمل الشاب كلامه: بدي إفهم إذا ما كنتو أد اللعب. ليش لتلعبوا.؟؟


فاستفزتني كلماته تلك ..وتمنيت للحظة أن تنتهي تلك اللعبة السخيفة الحقيرة ..وتحققت أمنيتي بعد عناء.. فقد شعرت بدوار يسيطر على كل كياني .



.ولم أستطع النزول دون مساعدة عبير ..التي أمسكت ذراعي بقلق وقالت لي: هل تشعرين أنك تريدين أن تتقيئي ؟؟


أجبتها بلهجة تدور كما دار الدولاب بنا :لا لا أنا بخير اطمئني ..


فجأة سمعت ضحك الشابان ..إنهما يشمتان بي بلا ريب ..فأفلتّ ذراعي من قبضة أختي ..



ونظرت إليهما بحنق ..فقال أحدهما وهو يقترب 



مني بكل وقاحة :ما بال جميلتنا المصونة هل تناولت المسكر ..احذري أن تقعي أرضا يا حلوة ..


ترفعت عن الرد عليه لأن حالتي الصحية لم تسمح بذلك ..ثم أمسكت بذراع عبير وقلت لها بحنق :هيا بنا ..


التقينا  جمانة وهي تخفي ضحكتها ..ثم قالت بلهفة مصطنعة :ما رأيكما أن تتناولا العصير ..


بالفعل كنت بحاجة إلى شيئ يريحني من الحالة التي أنا بها فوافقت على الفور .




.وتوجهنا ثلاثتنا إلى محل العصائر الموجود في تلك المدينة مدينة الملاهي ..ملاهي !!!ما هذا الإسم السخيف ..وما 



معنى وجود ألعاب خطرة كهذه. .أكاد أجزم لو أن أحدهم مصابا بداء القلب ولعب تلك اللعبة فإنه سيموت ..والأدهى أنها ليست



 اللعبة الأخطر فهناك الجبل الروسي ..وقد كتب يافطة تحذر من اللعب بها..لقد ذكرني هذا 



بالتحذيرات الموجودة على علبة السجائر ..بأنها تؤدي إلى 



أمراض مميتة… والمدخنون يتهافتون لشرائها ..أي سخف هذا 


..وما معنى المثل القائل :حدا بقول عن زيتاتو عكرين!! 



وأولئك المروجون للتبغ يقولون :زيتاتنا عكرين تعوا اشتروا منا ..


أي وقاحة هي هذه ؟؟!!وصلنا إلى محل العصير وطلبت كأسا 



من عصير الحامض ..وبدأت أرتشفه بشغف ..لا أنكر أنه أرسل 




إلي بعض الراحة التي تلاشت عندما وضعت يدي في جيبي 



لأخرج الهاتف ولكني لم أجده ..بحثت في الجيب الأخرى ولكن 



دون فائدة ..بدا الإرتباك جليا على محيّاي ..ولاحظت جمانة ذلك فسألتني بقلق :ما بك ..


-لقد أضعت الهاتف !!


ثم وجهت سؤالي إلى عبير :هل هو في محفظتك ..؟


-لاااا ..لم أره صراحة ..


-أيعقل أنه وقع مني أثناء اللعب دون أن ألحظ ذلك ..


-لا أظن هذا ..هل نسيتيه في المنزل ..سأتصل بك .


وعندما اتصلت بي عبير ..رن هاتفي بشكل طبيعي ..ولكني لم 



أسمع رنينه ..راقبت تلك الرنات بفارغ الصبر منتظرة أن يجيب 




أحدهم ..ولكنه لم يفعل ..وفجأة سمعت أحدهم يقول: هل تبحثين عن هذا ..؟


نظرت خلفي لأجد الشاب الذي تحداني بشكل غير مباشر .يحمل هاتفي بين يديه وينظر بطريقة


مستفزة


وأكمل :يبدو أن سرقتك أمر سهل بعد اللعب يا صغيرة ..


فوقفت غاضبة وقلت بلهجة لئيمة حازمة: أعطني إياه ..وكيف حصلت عليه ..


-لقد أخذته من جيبك دون أن تلحظي هذا ..


-هذا يعني أنك لص ..ما رأيك أن أبلغ الشرطة الآن ..


-إن استطعت فافعلي ..سأخبرهم أنني وجدته صدفة ..وها أنا 



قد أتيت لأعيده إليك ..وسأطالبك بشكري إياي يا عندليب… 


-عندليب!! وكيف عرفت اسمي ..


-بعض التجول بهاتفك أخبرني بذلك وبأمور أخرى ..


-أنت لست لصا فقط بل جاسوسا أيضا ..




         الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close