أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل العاشر10بقلم فاطمه محمد

 


#رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمي_فاطمة_محمد 

الفصل العاشر🌹❤


على مائدة الطعام


جلست إيمان و ابنتها بجانب عائشة و لم تخلي تلك الجلسة من نظرات صفية القاتلة الكارهة لها هي وابنتها لما سببوه بمشاكل لابنها و كذلك    العمار الذي كان يراقبها و يضع الطعام أمامها هي و ابنتها ولاحظ عمار تلك النظرات التي ترمقها صفية بها فقام بمناداتها وهو يجز على أسنانه : ماما مش بتاكلى ليه!!


صفية بتنهيدة : مش عارفة ليه نفسي اتسدت مره واحده كده


كان زياد يتجرع بعض الماء وعند قول والدته ذلك بدا يسعل فكلام والدته جارح و واضح كثيرا


ايمان بحرج : فتون يلا بينا نطلع فوق 


أؤمات الصغيرة و نهضت مع والدتها وما لبثوا أن يتحركوا حتى صاح عمار هاتفا : ايمان فتون كملو اكل 


ايمان برفض : الحمد لله شبعنا عن إذنك 


فهتف عمار مره اخري بتحذير : ايمان لو سمحتي كملي فطارك 


نظرت ايمان لعائشة و ابتلعت ريقها فأومأت عائشه لها حتى تستمع له وجلست ايمان و ابنتها مرة اخرى


اما صفية فكانت تشعر بنيران داخلها من اهتمام ابنها بتلك المرأة و بدأ الخوف يتسلل الى قلبها فماذا ستفعل اذا وقع عمار بحب تلك المرأة و عند تلك النقطة جحظت عينيها دون ان تشعر فرمقت كل من ايمان و عمار بنظراتها متسائلة مع نفسها هل يمكن أن يقعا بحب بعضهم 


نفضت راسها من تلك الأفكار فمن المستحيل أن يقع ابنها بحب تلك الفتاة فهي تختلف كثيرا عنه و هناك اسباب عديدة تجعلهم لا يجتمعون فصاحت :عمار انت مش نازل الشغل و لا ايه


عمار و هو ينهض : لا هنزل 


ثم أشار لها برأسه دليلا علي انه يريد محادثتها فنهضت معه فأردف عمار قبل مغادرته مع والدته : ايمان محتاجه حاجه اجبهالك 


حركت ايمان راسها بنفي هاتفه : لا شكرا تسلم


ابتسم عمار لها و نظر لابنتها : و انتي يا فتون محتاجه حاجه


نظرت فتون لوالدتها و اردفت بنبره طفولية مقلدة والدتها : لا شكرا تسلم


اتسعت ابتسامة عمار علي تلك الصغيرة التي لا تشبه والدتها فقط بل انها تفعل ما تفعله لتصبح نسخة طبق الأصل منها


و تحرك مع والدته تجاه الباب و قبل ان يخرج نظر لوالدته التي ترمقة بنظرة متسائلة : ماما ايمان مش مترحب بيها هنا انا هضطر اخدها مكان تاني مينفعش معاملة حضرتك دي معاها دي مش من الشارع و اظن كفاية اوي اللي هي شفته و لا ايه


صفية و هي تضيق عينيها : ماشي يا عمار بس قولي هي من أمتي بقت ايمان حاف كده و انت بقيت عمار كده شيلتو الألقاب بينكو امتي و ليه يا بن عصام


نظر عمار لوالدته نظره طويلة فهي من لفتت انتباه لذلك الامر فلولا حديثها لما كان سينتبه بانه قد ازال الالقاب بينهم فهتف بهدوء : انا مكنتش واخد بالي كويس انك نبهتيني لحاجة زي دي 


ثم نظر لساعة معصمه : انا همشي بقي سلام


و عقب خروجه ظلت صفية مكانها تنظر مكانه بتفكير هاتفه : نسيت و مخدتش بالك يادي المصيبه شكلك وقعت با بن بطني شكلك وقعت 


_______________


في مكتب حسان


دلف إلى مكتبه مغلقا الباب من خلفه و تلك الحقيبة بيديه فاقترب من الخزنة المتواجدة بغرفة المكتب و ما لبث أن يفتحها حتى وجد الباب يفتح و سارة تدلف منه و الابتسامة على وجهها مقتربة منه هاتفه بحنان مزيف : انت مش هتفطر 


حسان وهو يدير ظهره إليها و يقوم بفتح الخزنه امامها هاتفا ببرود : لا و ياريت تطلعي بره دلوقتي


كانت سارة تبتسم بخبث فهي و اخيرا قد وصلت لغايتها و أردفت بابتسامة جانبية لم ينتبه اليها حسان : حاضر عن إذنك


ثم خرجت من غرفة المكتبه مسرعة تجاه غرفتها و عقب دخول الغرفة اغلقت الباب خلفها مخرجة هاتفة من ملابسها و قامت بمهاتفة هيثم 


سارة بسعادة : هيثم مش هتصدق اللي حصل 


هيثم باستفهام : ايه اللي حصل !


سارة بابتسامة : حسان الغبي جايب فلوس معاه البيت و حطها في الخزنة


هيثم : طب وانتي هتعرفي تفتحي الخزنة !؟


سارة وهي تجلس على الفراش : ما انا دخلت المكتب و هو بيحط الفلوس في الخزنه و الغبي فتحها قدامي 


هيثم : طب هتعملي ايه هتتصرفي النهارده


سارة بتأكيد : طبعا لازم النهارده مش هستني يوم كمان في البيت ده و بعدين هو ممكن يسحبهم من البيت في اي وقت عشان كده لازم اخدهم النهارده


هيثم : خلاص تمام


سارة بانعقاد حاجبيها : انت مالك في ايه !!


هيثم : مالي !


سارة بدهشة : مش عارفة بس فيك حاجه بتكلم بطريقه غريبه كده في ايه 


هيثم و هو يسعل : مفيش بس عندي شوية برد مخليني هلاكان 


سارة و الشك يثاورها : هيثم انت معاك حد في البيت !! انت بتخوني يا هيثم


هيثم بنفي : ايه اللي بتقوليه ده لا طبعا المهم انتي اتصرفي و خليكي متابعة معايا تمام


سارة بابتسامة : تمام


_________________


في منزل المحمدي


دلف جمال الي القصر شاعرا باشتياق جارف تجاه ايمان و فتون يشعر برغبته بالمكوث معهم لاطول وقت ممكن فكم يشبهان حبيبته و يذكرانه بها ،يتمني ان تصبح توقعاته و شعورة حقيقة و ان تصبح ايمان ابنته ،التي لم يشبع منها و توفت عقب ولادتها علي الفور،يتمني ان يصدق حسه و في ذات الوقت توعد ل عديلة فإذا تأكد من ذلك الأمر سيجعلها تندم كما لم تندم من قبل و سيجعلها تتذوق ما فعلته به بحرمانه و حرمان زوجته من ابنته 


دلف جمال فصاحت صفية التي وضعت فنجان القهوة من يدها على تلك الطاولة أمامها 


صفية بسخرية : خير يا جمال مش بعادة يعني ،بس شكلنا كده هنشوفك هنا كتير طول ما المحروسة دي هنا 


جمال و هو يجلس في مقابلتها : سيبك من التريقة و النبي يا بنت العمي !!قوليلي هي فين 


صفية بتنهيده : فوق في الاوضة و عائشة معاهم 


أومأ لها و صاح هاتفا : طب خلي شادية تطلع تناديها عايز اقعد معاها و فتون


صفية بغضب و هي تنهض : جرا ايه يا جمال من ساعة ما شوفت البنت و انت مبقتش طبيعي هي عشان شبهه شمس شوية عقلك هيتلخبط و لا ايه و الله مش بعيد تكون عديلة زقاها علينا و كل ده فيلم عملينه علينا 


جمال بغضب مماثل : انتي شايفة انها شبهه شمس شوية بس يا صفية دي كلها شمس اذا كانت هي و لا بنتها


صفية بصياح : جمال البنت مش بنتك ،بنتك ماتت افهم بقي 


جمال بصياح غاضب : شاااااادية شااااااادية 


جاءت شادية مهرولة من المطبخ هاتفة بخوف من صوته الغاضب : اطلعي نادي الضيفة هي و بنتها خليهم ينزلوا يقعدو معانا 


شادية بإيماءة : حاضر 


ثم نظرت تجاه صفية تنتظر ما ستقوله فهتف جمال بغضب : انتي مستنيه ايه اتحركي 


شادية بخوف : انا طالعة اهو جنابك


و بعد مرور بعض الوقت هبطت ايمان الدرج برفقة ابنتها بعد اصرار عائشة فلو كان الأمر لها لم تكن ستخرج من غرفتها فهي تخاف من تلك النظرات التي ترمقها بها صفية 


جمال بابتسامة و ترحيب : اهلا يا بنتي تعالي 


نظرت ايمان له بتوتر و خوف لا تنسى ما فعله من قبل و إبلاغ حسان و تعاونه معها للوصول إليها ،شعر جمال بها و بتخبط افكارها فهتف بابتسامة : تعالي يا بنتي متخافيش مني ،تعالي


اقتربت ايمان منه و ابنتها بيديها بحذر فهتف جمال مرة أخرى  


انا عارف انتي خايفة مني ليه و بصراحه معاكي حق بس صدقيني اللي عملته قبل كده مش هيتكرر تاني 


ايمان وهي تبتلع ريقها : و ايه اللي يخليه ميتكررش تاني !؟


جمال و هو يرمق الصغيرة بنظراته : لانك شبه انسانة كانت اقرب لي من نفسي و انتي وفتون نسخة منها عشان كده انا استحالة اكرر اللي عملته متخافيش 


عائشة بمرح : جرا يا سي عمر هو عشان ايمان و فتون طلعوا شبه طنط شمس نسيتني و لا ايه يعني حقيقي اخص عليكي يا جيمي مكنش العشم


صدح صوت ضحكات جمال و صاح قائلا : طب تعالي يا بنت اخويا تعالو نطلع الجنينه برة تعالو


_________________


في حديقة المحمدي


وصل عمار الى القصر حتى يأخذ بعض الاوراق و يغادر مرة فلاحظ ايمان الجالسة مع عمه تتساير معه و ابنتها و عائشة يلعبون سويا و لا يعلم لما شعر بانزعاج بسيط لجلوسها مع عمه بمفردهم فهم و رغم مقابلتهم    عدة مرات و لكنه لم يراها تتحدث معه بتلك الطريقة التي يراها تتحدث بها الآن و التي تخطف قلب من يتعامل معها فجز على أسنانه و اقترب منهم هاتفا : مساء الخير 


جمال باستغراب و هو ينظر بساعة يده: عمار في حاجه ولا ايه !!

عمار بنفي و هو ينظر لايمان التي صمتت منذ رؤيته لا يعلم بانها تشعر بخجل شديد في حضوره لذلك لا تستطيع التحدث معه و تصمت في وجوده 


عمار بغيظ و هو يرمقها بنظراته : لا بس نسيت شوية ورق جاي اخدهم 


جمال بإيماءة : ماشي


ظل عمار واقفا امامهم يتطلع بايمان فرفع جمال حاجبيه بدهشه و هتف باستفهام  : في حاجه يا عمار


عمار ببرود : مرتاحين هنا انتي و فتون يا مدام ايمان


ايمان و هي ترفع عينيها لتقابل عينيه القاتمة التي ترمقها بقساوة و كأنها قد ارتكبت جريمة بحقة : الحمد لله مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه حقيقي متشكرة جدا


جمال و هو يقاطع حديثهم : عمار ،ايمان و فتون هييجو يعيشو معايا 


عمار و هو يحاول السيطرة علي غضبه شاعرا بغضب شديد يشعر به لأول مرة تجاه عمه : ايمان مش هتخرج من هنا و مش هتمشي من قدام عينيها مفهوم كلامي ولا اقوله تاني


سعدت ايمان بإجابته فهي لا تشعر بالامان  الا بجانبه وكاد جمال ان يعترض و لكنه قاطعهم صوت تلك السيارة التي دلفت إلى القصر 


جمال : عربيه مين دي !؟؟


عمار بصوت خافض وصل لمسامع ايمان : ريتاج 


ترجلت ريتاج من سيارتها باناقتها المعتاده و شعرها التي ينساب علي ظهرها و عينيها لا تفارق عمار بل تكاد تلتهمه بنظراته تلك و فهمت ايمان تلك النظرات فهي امرأة مثلها و تفهم جيدا ما يدور بعقلها و ما حقيقه تلك النظرات التي جعلت ايمان تشتعل بمكانها 


ريتاج و هي تمد يديها : هاي عمار عامل ايه 


عمار بترحيب و ابتسامة على وجهه : اهلا ريتاج اخبارك انتي ايه


ريتاج بحب : بقيت احسن لما شوفتك 


جمال و هو يتفحص تلك الفتاة هاتفا : ايه يا عمار مش هتعرفنا و لا ايه


عمار و هو يقوم بتقديم ريتاج : ريتاج الحديدي يا عمي ،و ده عمي جمال يا ريتاج و دي مدام ايمان 


ريتاج وهي تشاور على عائشة و فتون : طب و اللي هناك دول اكيد مش مراتك انا عارفة انك مش متجوز و لا ايه


عمار بضحكه رجولية : لا طبعا مش متجوز بعد الشر عليا دول يا ستي اختي عائشة و اللي معاها بنت مدام ايمان


ريتاج و هي تتفحص ايمان هاتفة : اصلا يا مدام اهلا يا اونكل


جمال بعدم ارتياح : اهلا 


عمار : بس غريبه بتعملي ايه هنا


ريتاج : انا هستقر هنا الفتره الجاية في مشاريع بابا هيعملها هنا و كلفني اجي اباشرها


رفع عمار حاجبيه باعجاب اثار استفزاز ايمان و لا تعلم بماذا أثار استفزازها


حلو اوي طب لقيت بيت و لا ايه


ريتاج بضحكه انثوية : ما دي مفاجأة بقي انا خدت البيت اللي بعديكو علطول


عمار بابتسامة : ٠ميل تعالي ندخل جوه اعرفك علي ماما 


جمال بسخرية : و الشغل يا عمار 


عمار بضحكه : بعدين يا عمي بعدين 


ايمان و هي تبتلع ريقها : هو مش هيروح يكمل شغلة و لا ايه


جمال بضحكه رجولية : لا اصل انتي متعرفيش عمار مدام عمل كده مع البنت دي يبقي معجب بيها و يمكن يفرحنا بيه قريب


_________________


وقف حسان في وسط احدى الاراضي الزراعية يتطلع علي تلك المساحة المتواجدة أمامه يريد اقامة مشروع كبير يستطيع ان ينافس به عمار و لكنه لم يستطع التركيز بسبب انشغال عقله ب زوجته التي لا يعلم عنها شيء حتى الآن فتحرك من مكانه حتى يغادر تلك الأرض    فوجد من يقف بسيارته امامه و يهبط منها فعقد حاجبيه باستغراب و دهشة فهو لا يعلم هوية ذلك الرجل ولم يسبق له برؤيته وراقب اقترابه منه بهدوء و وقوفه امامه و قيام بمد يده و تقديم نفسه 


كريم كريم البنا 


حسان و هو يبادلة السلام بيده عاقدا حاجبيه : اسمع عنك بس مسبقش اني شفتك و اتعاملت معاك !


كريم بابتسامة : طب و انا حابب انك تعرفني و تتعامل معايا 


حسان باستفهام : انت عرفت منين اني هنا !!


كريم و ابتسامته تتسع بغرور : انا اعرف كتير اووي عنك ،و مش انت بس ،لا و كمان عمار المحمدي و مدام ايمان و بنتك اللي انت مش عارفة تلاقيهم لحد دلوقتي


حسان و ملامحه تتبدل لتصبح قاسية : انت عايز ايه بضبط 


كريم و الابتسامة تختفي تدريجيا من على وجهه : جاي أساعدك ترجع مراتك و بنتك 


حسان و هو يضيق عينيه : و انت مصلحتك ايه


كريم وهو يجز على اسنانه : لا لو على مصلحتي فأنا تعاملي معاك مش هينتهي علي رجوع مدام ايمان احنا هنكمل مع بعض و هنقف ضد عمار ،أصل في مقولة كده بتقول عدو عدوي صاحبي و لا ايه


حسان بابتسامه جانبيه : هو عملك ايه بضبط !؟


كريم و هو يزفر بضيق : اتقدمت لأخته و كنت ناوي ابدء حياتي من جديد معاها بس هو رفض و قفلي كل الأبواب في وشي من تاني بعد ما كنت بدات احس ان الدنيا هتبدأ تضحكلي مع اني صارحته بكل حاجه عملتها بس هو صمم على موقفه و زي ما هو دمرني و رجعني كريم القديم انا هدمره هخلية يبوس ايدي عشان اسامحه و اخته هتجوزها يعني هتجوزها


ثم تبدلت ملامحه للمرح مره اخري هاتفا : و دلوقتي مراتك في قصر المحمدي معقدينها هناك ، و اه حاجه كمان متثقش في جمال لانه هو اللي خلاهم هربوا منك اخر مره


__________________


في حجرة الصالون 


جلس كل من عمار و صفية يتسامران مع ريتاج التي نالت اعجاب صفية كثيرا فهي مثقفة و لاتزال صغيرة بالسن و لم يسبق لها الزواج من قبل لذلك فهي مناسبة لابنها من جميع الجوانب فلما لاتفكر بتزويجه بها و تخليصه من تلك الأفعى التي ارسلتها عديلة بينهم ،اما جمال فكان لايزال يتحدث مع ايمان شاعرا بشغف كبير ف شادية اعطته تلك الخصلات و سيقوم بإرسالها اليوم لذلك المختبر و سيعلم قريبا اكان ما يشعر به حقيقة أم لا ، وكان عمار متظاهرا بالانشغال بالحديث مع كل من والدته و ريتاج و لكنه كان يتابع بعينيه ما يحدث بين عمه و إيمان التي سألت جمال بحماس و أعين تلتمع 


إيمان : طيب حضرتك معندكش ولاد 


زفر جمال بقوة هاتفا بضيق و عينيه لا تفارق ملامحها : كان عندي بس مع الاسف الدكاترة قالولنا انها ماتت على طول لانها اتولدت قبل ميعادها بشهر ده غير انها كانت ضعيفة و مع الاسف ملحقتش افرح بيها انا و شمس


إيمان بحزن شديد : الله يرحمها و انا اسفة عشان فكرتك بس الحماس خدني و حبيت اعرف انا اسفه مره تانيه


جمال بابتسامة : و لا يهمك يا بنتي 


أما عمار فشعر بانزعاج شديد فهو لا يستطيع أن يسترق السمع الى حديثهم بسبب حديث تلك الثرثارة التي لم تتوقف عن الكلام فرفع يديه يدلك مؤخره عنقه ناظرا تجاه عمه و إيمان ضاغطا بأسنانه علي شفتيه بغيظ و غل


وما لبث أن يقاطعهم حتى سمعوا صوت سيارة الشرطة بالخارج فنظر بصدمة تجاه عمه هاتفا بسرعه تجاه أخته التي كانت جالسة مع فتون يلعبان سويا : عائشة يلا بسرعه اتحركوا


تحركت عائشه و إيمان و فتون مهرولين تجاه تلك الغرفة السرية التي اختبأو بها أمس 


دلف حسان إلى القصر برفقة عناصر الشرطة بعد أن قامت شادية بفتح الباب لهم 


الشرطي : استاذ عمار استاذ حسان مقدمة شكوى ضد حضرتك انك حاجز مراته و بنته عندك هنا و بتهدده بيهم


عمار باستنكار وهو يشاور على نفسة : انا !!!!


حسان بغيظ : اومال انا !؟


عمار و هو يتجاهل حسان : البيت قدام جنابك اهو تقدر تفتشوا فيه براحتكو 


حسان بايماءة موجها حديثه للشرطي و نظرة تحدي يرمق بها عمار : انا متاكد انها هنا ساعدتك ياريت تدورا و انتوا هتعرفوا انه كلامي مضبوط


عمار بايماءة : البيت قدامكوا اتفضلوا فتشوا براحتكوا


و بعد مرور بعض الوقت 


تجمع عناصر الشرطة هاتفين : ملقناش حد يا فندم 


الشرطي : استاذ عمار احنا اسفين لحضرتك عن إذنك


حسان بغضب : ملقتوش ازاي يعني انا متأكد انها هنا ايمااااااااااان


عمار بانزعاج مصطنع : صوتك يا حسان صوتك ما قولنا مراتك مش هنا روح دور عليها في مكان تاني


________________


بعد منتصف الليل 


نزلت سارة من غرفتها مغلقة الباب خلفها بهدوء شديد و بيديها تلك الحقيبه الفارغة التي ستضع بها الأموال المتواجدة بالخزنة متلفته حولها بحذر و اتجهت ناحية الدرج و نزلت من عليه متجهه ناحية غرفة المكتب    و قامت بفتح الغرفة وإغلاق الباب بهدوء وحرص شديدين و أخرجت هاتفها وقامت بإشعال الكشاف و اقتربت من تلك الخزنة و ابتسامة واسعة ترتسم علي وجهها و قامت باحتضان الخزنه هاتفة بفرحة وصوت هامس : اخيرا اخيرا هقب علي وش الدنيا واعيش حياتي


ثم فتحت تلك الحقيبه و قامت بالضغط علي أرقام الخزنة التي لقطتها من حسان و فتحت الخزنه معها فظلت تقفز بمكانها بفرحة و بدأت بتجميع الاموال بتلك الحقيبة و عندما انتهت اغلقت الخزنه مرة    أخرى بهدوء مقتربة من الباب حتى تنسحب من الغرفة بل من القصر بأكملة و لكن عند اقترابها من الباب استمعت الى صوت عديلة التي تعرفه جيدا و هي تتحدث على الهاتف بصوت خافض فقامت باغلاق الكشاف الخاص بهاتفها و سيطر الذعر و الرعب عليها


عديلة بصوت خافض : هتعرف تعمل اللي بقولك عليه ولا اشوف غيرك


المتحدث : لا طبعا هعرف بس انتي جهزي مبلغ محترم بقي انا كده بخاطر بشغلي 


عديلة و هي تدلف غرفة للمكتب : متقلقش انا هكرمك احلي كرم ها اتفقنا


المتحدث بابتسامة : اتفقنا طبعا 


وعقب دخولها الى غرفة المكتب و كادت أن تضيء إضاءة المكتب تريد أن تأخذ بعض الأموال من الخزينة و لكن فجاءت بمن يضربها على رأسها    فوقعت مغشي عليها فاتسعت ابتسامة سارة و انخفضت لمستواها هاتفة بسخرية  : اسفة يا حماتي العزيزة بس غصب عني والله 


ثم أسرعت مهرولة من الغرفة تاركة عديلة مغشي عليها غارقة بدمها


_________________


و بعد مرور ٣ ساعات 


وصلت سارة الي منزلها المتواجد بالقاهرة و السعادة على وجهها هاتفه باسم هيثم واخيرا ابتسمت الحياة لها


سارة : هيثم هيثم 


لم تجد اجابه عليها فدلفت احدي الغرف باحثه عنه و لكنه ايضا لم تجده فدلفت الى الغرف الأخرى بعد سماعها لتلك الهمهمات المكتومة فصدمت    عندما وجدته متسطحا على الفراش مربوطا به بأحد الحبال و فمه مكمم لا يصدر منه صوت فاقتربت منه تاركة الحقيبة بجوار الباب مزيلة ذلك اللاصق علي فمه


سارة بصدمة : انت مين عمل فيك كده يا هيثم !!


هيثم بخوف : فكيني فكيني يا سارة بسرعة يلا


سارة باستفهام و هي تبدأ بفك وثاقة : مين اللي عمل كده انطق يا هيثم 


"انا اللي عملت كده "


فرغ فاهها و اتسعت عينيها عند سماعها لذلك الصوت فالتفتت بسرعة تريد تكذيب اذنيها و لن صدرت منها تلك الشهقه العالية عندما وجدته امامها و اردفت بتلعثم و خوف 


ع عمررر


عمر بابتسامة سخرية واضعا يديه بجيوبه : انا ايه يا حبيبتي مفاجاءة مش كده 


_________________


بعد مرور أسبوع 


و في منزل جمال كان جالسا بيديه تلك الورقة يشعر برجفة بسيطة بيديه قلبه يخبره بأنها ابنته ،اما عقلة فهو ينفي ويستنكر ذلك الامر فكيف ان تكون ابنته و هو قام بدفنها بيديه و لكن قلبه يخبره بان عديلة وراء ذلك الموضوع ف اغمض عينيه و أخذ شهيقا طويلا وقام بفتح تلك الورقة و قراءة ما بها من كلمات جعلته يشعر بوخزة بقلبه فقلبه قد خانه تلك المرة و عقله كان هو الصائب    فنتيجة التحاليل سلبية أي إيمان ليست ابنته فقام بضم تلك الورقة بين قبضته لاعنا قلبه الذي خدعه و جعله يظن بأن تلك الفتاة ابنته لمجرد التشابه بينها و بين زوجته وبدأ بتهشيم كل شئ بالغرفة حتى خارت قواه


قاطعه تلك الطرقات فصاح بغضب : انا مش قلت مش عايز حد يخبط عليا انتى مبتفهميش


الخادمة بخوف : انا اسفه جنابك بس عديلة هانم طلبه تقابل حضرتك 


جمال بغضب : عديلة !!!


تحرك من مكانه بغضب ينوي إخراج ما تبقى بداخله من غضب بعديلة 


جمال بسخرية : خير يا عديلة هانم غلطي في العنوان و لا ايه


عديلة بتهكم : لا مغلطش يا جمال انا جاية اتكلم معاك


جمال و هو يقترب منها بهدوء مخيف هاتفا : تكلمي معايا !!


عديلة بإيماءة : ايوه ممنوع و لا ايه


جمال بتفكير مصطنع : لا مش ممنوع بس غريبه انك سايبه كل المشاكل اللي عندكو و جايه تكلمي معايا يعني مثلا بدل ما تكلمي معايا روحي شوفي مرات ابنك و بنتها اللي هربانين منك و من ابنك ،و مثلا مرات ابنك التانيه اللي المفروض انها حامل و سرقتكو و حاولت تموتك و هربت ،فغريبه بقي انك  سايبه كل ده و جايه تكلمي معايا


عديلة بتنهيدة : كلامك صح بس انا مش سايبه الموضوع و لا حاجه و سارة هجيبها و هدفعها تمن اللي عملته ده غالي اوي و لو انت كنت قلقان عليا فاطمن انا كويسه الضربه كانت سطحية اما ايمان بقي فانا و حسان عارفين انكو مخبينها و دي بقي اول واحده هترجع و انت بنفسك اللي هترجعها


جمال بسخرية : عجباني اوي ثقتك العالية دي يا عديلة 


عديلة بابتسامة : انت مش مصدقني صح ،طب اقولك على حاجه انت فعلا بنفسك اللي هترجعها بعد ما تسمع اللي جايه اقولهولك عنها


جمال و هو يرفع يديه ماسحا على وجهه هاتفا بسخرية : و ايه بقي اللي هيخليني اعمل كده 


عديلة و الابتسامة تتسع تدريجيا مقتربا منه هاتفه بفحيح : ايمان تبقى فعلا بنت شمس و هي البنت اللي انتوا افتكرتوها ماتت 


جحظت عينا جمال بالعا ريقه هاتفا بعدم تصديق : انتي كدابه ايمان مش بنتي انتي سامعة


عديلة بخبث و افتراء : و انا قلت انها بنتك ،انا قلت انها بنت شمس


ثم وضعت يديها على فمها بصدمة مصطنعة هاتفة بكذب : هو انا مقولتلكش انه شمس مراتك كانت خاينه و انها خانتك مع سليم الشرقاوي يا بن المحمدي


                 الفصل الحادى عشر من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close