أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل الثالث3بقلم فاطمه محمد


 رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمي_فاطمة_محمد

الفصل الثالث

في صباح يوم جديد


أستيقظت إيمان من نومها متأخرة على غير العادة و ذلك بسبب عدم نومها جيدا ليلة امس ،فرفعت يديها تدلك مؤخرة عنقها فهي تشعر بتشنج    بسيط بعنقها لتطلق زفيرا طويلا ،فهي قد توصلت الي قرار هام و قررت ان تنفذه فهي كما اخبرتها زينب لا تستحق ما يفعلوه معها ،كما انها رات إصرار زوجها على الزواج من ارملة شقيقه    ،نهضت من الفراش وتوجهت ناحية المرحاض و بعد مرور عدة دقائق خرجت منه واتجهت ناحية الخزانة وأخرجت خمار طويل حتى تؤدي صلاتها و تناجي ربها ،فربها من يشعر بها و يعلم ما تشعر به و تريد الإفصاح عما يدور بداخلها بصلاتها


و بعد ان انتهت من صلاتها اقتربت من المرآه تحاول ازالة اثار تلك الدموع عن وجهها و أثناء ذلك دلفت ابنتها داخل الغرفة هاتفة باسمها : إيمان


التفتت ايمان تنظر لابنتها بابتسامة مشرقه لسماع صوت ابنتها و صاحت بدهشة و استنكار : ايمان !!من أمتي بتقوليلي ايمان يا فتون 


فتون بمرح : من دلوقتي يا ماما ،اصل انا و انا بتفرج علي فيلم كرتون البطل كان بيقول لمامته في الفيلم باسمها و مش بيقولها يا ماما و انا قولت اقولك زيه 


ايمان بابتسامه : وانتي ينفع اي حاجه تشوفيها تقلديها و لا ايه


فتون بتفكير و بطريقة طفولية : مش عارفة ،هو مينفعش


ايمان بإيماءة وهي تحملها و تجلس بها علي الفراش : طبعا مينفعش يا قلب ايمان لان مش كل اللي بتشوفيه في التلفزيون صحيح ،عشان كده مش عايزاكي تقلدي اي حاجه تشوفيها في التلفزيون تمام


فتون بإيماءة : حاضر


ايمان و هي تقبلها علي وجنتيها : شاطرة يا قلب ماما ، انتي فطرتي 


فتون بضيق : ايوه فطرت مع بابا و تيتا و عمته مريم و عمته بسملة و طنط سارة


ايمان بمرح : و مالك بتقوليها و انتي مكشرة كده ليه ها


فتون بنفي : مفيش 


ايمان و هي تقبلها مرة اخري : طب يلا ننزل بقي ،عشان احضر الغدا وانتي روحي العبي في اوضتك و لما اخلص نطلع نلعب في الجنينه ،اتفقنا


فتون : اتفقنا


_________________


انتهت ايمان من الاعمال المكلفة بها سريعا و عديلة لا تتركها بل ظلت تنهرها كلما رائتها ،    اما ايمان فكانت لا تستمع او تهتم بحديثها فهي تريد ان تنجز اعمالها حتى تخرج وتلتقي بعمار المحمدى ،فهو كما اخبرتها    زينب من يستطيع انقاذها من براثنهم و ظلمهم لها فدلفت غرفة ابنتها حتي يلعبون سويا بالحديقه قبل ذهابها و لكنها وجدتها تغط بنوم عميق ،فتحركت بهدوء متجهة إلى خارج الغرفة مرة اخري و اغلقت الباب خلفها بهدوء و دلفت الي    غرفتها و اخرجت هاتفها و تلك الورقة المدوية و ادخلت ذلك الرقم المدون على الورقة و وضعت الهاتف على اذنها منتظرة إجابة الطرف الاخر


عمار بصوت غليظ : الو


ايمان بلهفه : الو ،عمار المحمدي معايا


عمار بهدوء : ايوة ،مين حضرتك


ايمان : ايمان ،معاك ايمان المهم انا كنت عايزه اقابلك عايزاك في موضوع مهم وعايزه اعرف هلاقيك فين دلوقتي عشان اجيلك و نكلم


عمار و هو ينظر لساعته : طيب تمام ،قابليني كمان ساعه في قدام المزرعه بتاعتنا اكيد عرفاها 


ايمان بنفي : لا مش عرفاها ،بس مش مشكله هسال 


عمار : طب ما تسأليني انا ،بصي هي موجودة في ……


ايمان بإيماءة : تمام عرفتها


عمار قبل أن يغلق : بس ممكن اعرف حضرتك عايزانى فى ايه


ايمان بسرعه : هتعرف لما اجي ،انا مضطره اقفل 


و اغلقت الهاتف بوجهه لينظر عمار للهاتف بدهشه و زم شفتيه بإندهاش


_______________


في المزرعه


كان عمار بمكتبة المتواجد بمزرعته فدلف ذلك العامل اليه مردفا بهدوء : استاذ عمار في واحده برة و قايلة انه حضرتك مستنيها


أومأ له عمار و اسند بظهره للخلف و هو يردف بهدوء : خليها تتفضل


و بالفعل دلفت ايمان الي المكتب  بملابسها الواسعة التي لا تظهر معالم جسدها وكذلك شعرها الذي يخفيه ذلك الايشارب فابتلعت ريقها شاعره برهبه    شديده فهي لا تعلم ماذا ستكون رد فعله علي الذي تريده منه ،و الاخطر ماذا ستكون رد فعل حسان عندما علمه بذهابها لعمار عدوه اللدود 


ايمان و هي تقترب من المكتب و عمار ينظر لها نظرات هادئة مترقبة لا يعلم هويتها فهو لم يسبق له أن رآي زوجة حسان ،فحسان قليلا ما يسمح لها بالخروج و كأنها سجينة قصره فنهض من مكانه حتى يرحب بها


عمار و هو يضيق عينيه : اهلا بيكي اتفضلي


ابتلعت ايمان ريقها و هي تنظر له و جلست علي المقعد المقابل لمكتبة ،وقام عمار بالجلوس أمامها و أردف : خير ايه هو الموضوع اللي حضرتك عايزانى فيه


ايمان بنبرة اشبه بالترجي : توعدني انك تساعدني الاول


عمار و الشك بدا أن يساوره : اعرف الاول عايزاني في ايه و ليه 


ايمان : انا عايزة اطلق من جوزي و بنتي تفضل معايا وعرفت انك الوحيد اللي هتقدر تساعدني


عمار بانعقاد حاجبيه : تطلقي !!هو ده السبب اللي جيالي عشانه


ايمان بايماءة : ايوه ،و ارجوك بترجاك تساعدني انا


قاطعها عمار بإشارة من يده : لحظة واحدة ، انتي جايه لحد هنا عشان عايزاني اطلقك من جوزك


فكادت أن تتحدث مرة أخرى و لكنه قاطعها ايضا تلك المرة و اردف باسف زائف : مع الاسف انا مش مأذون ،وغير كده مبحبش اخرب بيت حد 


ايمان بانفعال طفيف : طب ممكن قبل ما تحكم تسمع اسبابي يمكن اقدر اقنعك و بعدين انا عارفة انك مش مأذون بس انت الوحيد اللي تقدر تقف في وشه


وقف عمار اثناء حديثها شاعرا بملل فهو لا يحب أن تخرب اي علاقه بين اي زوجين ،فكيف    له ان يساعدها علي ذلك و لكن عند كلماتها الاخيرة و عندما أردفت أنه الوحيد الذي باستطاعته الوقوف بوجهه زوجها 


التفتت لها و جلس امامها مره اخري هاتفا باهتمام ينافي ما فعله : انتي عايزه تتطلقي من جوزك ليه عايز اعرف السبب و غير كده مين جوزك ده اللي انتي عايزاني اساعدك انك تطلقي منه


ايمان و هي تبتلع ريقها ستخبره برغبته بزواجه بأخرى التي تعلم جيدا بانها حبيبه سابقه    له و لكنها طعنته و غدرت به و ايضا لا تريد اخراج اسرار ما يحدث بينها وبين حسان لذلك لن تذكر ضربه وإهانته لها المستمرة


-بالنسبه ل ليه فعشان هو عايز يتجوز عليا ارملة اخوه عشان حامل ،اما لسؤالك و اللي هو مين جوزي فأنت تعرفه كويس ،جوزي يبقي حسان الشرقاوي


جحظت عين عمار و نهض من مكانه شاعرا بالغضب من فكرة زواج حسان من سارة تلك المخادعة اللئيمة و لكن ذلك الغضب لم يكن حبا لها و لكنه مازال   يشعر بأهانة رجولته بسبب فعلتها تلك ،والان ستتزوج برجل آخر و ايضا من نفس العائلة التي لطالما اخبرها بكرهه لهم


نظر لايمان بغضب واقترب منها يجذبها من ذراعيها مردفا بغضب : انتي تمشي من    هنا و مش عايز اشوف وشك تاني و اي حد من العيله دي مش عايز اسمع عنه انتي سمعه 


ايمان بصدمه : انت بتقول ايه ،يعني انت مش هتساعدني


عمار بسخرية : انتي غبيه و لا شكلك كده !!


ايمان بعدم تصديق : لا لا قول انك بتهزر و هتساعدني 


ثم أردفت بغضب : انت لازم تساعدنى أنت سامع ،لازم تساعدني


عمار بتهكم : لا مش لازم ،وعشان تبقي عارفة انا عمري ما رديت جالي و طلب مساعدتي     ،بس انتي بذات لا مدام شايله اسم العيلة دي يبقي تنسي اي مساعده مني فاهمه 


ايمان و هي تحرك رأسها بنفي : انا مش منهم صدقني و عمري ما كنت منهم انت مش عارف حاجه 


عمار بمقاطعة : و مش عايز اعرف  ، انا هخرج اباشر علي شغلي ارجع الاقيكي مشيتي انتي فهمه و لا لا


ثم تركها خارجا من غرفة المكتب أما هي فظلت واقفة مكانها عدة ثواني فمن وضعت امالها عليه ايضا خاب ظنها و اخبرها انه لن يساعدها


فنظرت تجاه الباب وأسرعت مهرولة ناحيته ممسكه بذراعيه هاتفه بنبرة أشبه بالترجي : أرجوك تقف جمبي انا مليش حد و بعدين هو انا بقولك ايه ،ده   انا بقولك عايزه اطلق هو انا لو حبه العيله دي اوي كده كنت فكرت اطلق ،بس انا معشراهم بقالي سنين و عارفة وشهم   الحقيقي عشان كده عايزه اخلص منهم و من السجن اللي عايشه فيه انت اخر امل ليا انا وبنتى  


عمار وهو يجز على أسنانه و انتظر حتي أنهت حديثها و عندما توقفت عن الكلام رفع عينيه    ناظرا بعينيها مردفا بصرامة : انا قولت اللي عندي اتفضلي بقي ارجعي لبيتك يا مدام


_________________


خرج عمار من المزرعه و استقل سيارته متجها ناحية تلك الأرض الجديدة التي يريد ضمها لباقي الاراضي فهو بتلك الفتره يقوم بشراء العديد    من الأراضي لإقامة مشروعه عليه ،وأثناء سيره بالسيارة كانت حديثه مع ايمان يدور بعقله شاعرا بنيران تشعل صدره 


و بعد مرور بعض الوقت 


ترجل من سيارته و عينيه تتفحص تلك الارض و ارتسمت ابتسامة على وجهه و لكن    تلك الابتسامة لم تدم طويلا عندما رأى حسان يقف بسيارته مقابلة ويترجل منها وعلى وجهه ملامح الشر


حسان و هو يدفع بابا السيارة بعنف مردفا بسخرية : معقول ابن المحمدي هنا بنفسه


عمار وهو يقلب عينيه بملل وضيق فحسان كلما علم برغبة عمار بشراء احدى الاراضي ينافسه عليها و لكنه لم يستطع الا اخذ أرض واحدة و اخذها   عندما استغل سفر عمار ولكن تلك الأرض التي أخذها ليست أهل أهمية عن باقي الأراضي لذلك سياخذها منه عاجلا ام اجلا


حسان بابتسامة : يعني انا لو كنت عرفت بدري شوية امبارح بانك هتشتري ارض الحديدي كنت سبقتك بس معلش خيرها في غيرها


عمار و هو يقترب منه و يحك أنفه : بقولك ايه يا بن الشرقاوي ،ما تبعد عني و تخليك في حالك ،بدل واللي خلقني هعمل معاك اللي متعملش 


حسان بسخرية : اتكلم على قدك يا شاطر


عمار و هو يقترب منه مردفا بصوت فحيح بجانب اذنيه: انت اللي تكلم على قدك يا حسان    و بدل ما انت متابعني اوي كده وكل شويه القيك ناطط لي خلي بالك من بيتك ومراتك 


ثم ابتعد عنه و ربت علي كتفيه باسف زائف فنظر حسان ليديه و هو يعقد حاجبيه و اردف بأستفهام : انت تقصد ايه ؟


عمار وهو يرفع حاجبيه  : يعني بدل ما انت مهتم بالأراضي كده و بشغلك اهتم ببيتك و مراتك اللي عايزه تطلق و تشوفها عايزه تطلق ليه و تحل    الموضوع ودي بينكو و بلاش تخرب علي نفسك و لو علي مرات اخوك اتجوزها انهارده و اهو ترجع المايه لمجاريها حتى


امسكه حسان من ملابسه بغضب و اردف بصياح : انت بتقول ايه !!و مراتي مين اللي عايزه تطلق، انت تعرفها منين اصلا


عمار و هو ينزع يديه عنه مردفا بسخرية لاذعة : مش بقولك محتاج تهتم بمراتك شوية لحسن يا راجل دي مش طيقاك على الآخر ،قال و ملقتش غيري    اساعدها عشان تطلق منك ،بس متقلقش زي ما جت زي ما راحت ،عيب عليا يا حسان ده احنا اخوات يا راجل


ازدادت ضربات قلب حسان و تحرك من مكانه مستقلا سيارته مرة أخرى


عمار بابتسامة جانبية : مبروك عليا الارض


_________________


دلف حسان يا المنزل و صوت صرخاته تصدح بالقصر 


ايمااااااان


جاءت عديلة و اخواته علي صوته مهرولين 


عديلة بحده : في ايه يا حسان عملتلك ايه وش النحس دي


اما ايمان فكانت بغرفتها جالسه علي الفراش تضم ركبتيها إلى صدرها تبكي بانهيار بعد     ان رفض عمار مساعدتها و لكنها نهضت من مكانها بفزع عندما وصل إليها صوت حسان هاتفا باسمها فنهضت من على الفراش وهي تزيل دموعها و قامت بالتخمين بينها وبين نفسها    بانه علم بذهبها لعمار فنهضت و عدلت ملابسها و خرجت من غرفتها و اقتربت من الدرج و ما كانت أن تهبطه حتى وجدت حسان يصعد اليها سريعا و بوادر الغضب على وجهه و اقترب    منها يجذبها من خصلاتها و كل من بالمنزل يرى ما يفعله لتقترب ابنته منه ممسكه بملابسه حتى يترك والدتها


بابا ،سيب ماما متضربهاش يا بابا 


امسكتها عديلة بعنف مردفه : هو أنا يا بت انتي مش قولتلك قبل كده ملكيش دعوه بابوكي انتي ايه مبتفهميش


ثم نظرت لابنها مردفه بغضب : عملت ايه بنت ** دي يا حسان


حسان و هو يعنف ايمان التي تتأوه بين يديه : بنت *** خرجت من ورايا و ياريت على كده وبس ،لا دي كمان رايحه تطلب مساعدة عمار بن المحمدي عشان تطلق مني


جحظت عينا عديلة و نظرت لايمان : نهارك أسود روحتي لعمار ،و كمان عايزة تطلقي من ابني،انتي كنتي تطولي يا بنت **


ثم اقتربت منها تعنفها و تتطاول عليها هي الأخرى 


اما ايمان التي جاءتها قوه لا تعلم من اين جاءتها و استطاعت أن تتحرر من بين أيديهم    و قامت بدفعهم و ظلت تتراجع للخلف و هي تهتف بصراخ : ايوه روحتلو و ايوه عايزه اطلق منك ،انت مش بني آدم انت    حيوان و انا خلاص فاض بيا والله فاض بيا و مش هسكت يا حسان مش هسكت من هنا ورايح انت سامع 


واثناء حديثها و دون ان تنتبه انها تقترب من الدرج ،سقطت 



من أعلى الدرج لأسفله فهتفت الصغيرة بذعر و صدمة : مااامااا

                  الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close