أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل التاسع والعشرون29بقلم فاطمه محمد


 


#وإذا_تملكك_الهوي 

#بقلمى_فاطمة_محمد 

الفصل التاسع و العشرون

بمزرعة عمار


كان يقف مع احدى العمال و يقص عليه بعض الأعمال الذي 


يريد منه تنفيذها و اثناء حديثهم جاء من خلفه ذلك الرجل 


الذى يراه لأول مرة فتلك المرة الاولى التى سيرى بها عمار سليم الشرقاوى

-عمار المحمدي

التفتت عمار اليه و هو يعقد حاجبيه فنظر اليه من راسه لاخمص قدميه و تمتم بصرامة و بحه رجولية

-أيوة انا حضرتك مين

ارتسمت ابتسامة جانبية على وجهه سليم و وجهه حديثه للعامل 

-لو سمحت سبنا على انفراد

نظر العامل تجاه عمار الذي إماء له بموافقة فتحرك العامل من مكانه و هتف عمار بتساؤل

-حضرتك مين

مد سليم يده و هو يعرف عن نفسه فبادله عمار التحية قبل معرفته لهويته

-أنا سليم الشرقاوى

تسمر عمار مكانه و جذب يديه و هتف بتهكم و استنكار

-وسليم الشرقاوى بجلالة قدره بيعمل ايه هنا فى مزرعة المحمدى ،بصراحة عندى فضول اعرف 

-هتعرف متستعجلش و يستحسن منكلمش هنا 

-اومال نكلم فين !!

-في المكتب اكيد مش فى وسط العمال الكلام اللى عندى مينفعش يتقال هنا

زفر عمار بضيق و تحرك من امامه و تحرك سليم من خلفه فدلف عمار مكتبه هو و سليم الذي أغلق الباب وراءه و اقترب من عمار الذى كان يجلس على مكتبه و هتف 

-ياريت بقى اعرف ايه اللى يخلى سليم بيه الشرقاوى يجى مزرعتنا دى اخر حاجه المفروض تزورها و لا ايه ده انت يا راجل غايب عن البلد بقالك سنين

جلس سليم امام عمار يستمع الى كلماته التى شعر بها بهجوم شديد و لكنه لم و لن يبالى فابنه الان اهم ما لديه يريد انقاذه لا يجدون من يطابق عينيه 


و لذلك سيفعل تلك الخطوة لا يفكر برد فعل عمار أكثر مما يفكر بابنه فهو تعلق بعمار مثلما يتعرق الغريق فهتف بمرارة مصطنعة

-عارف انى كلامى ممكن متستوعبوش و ممكن يبقى صدمة بالنسبالك و

-من غير مقدمات حضرتك عايز ايه

-عايزك يا عمار ، عايز ابنى …

ضيق عمار عينيه و تشنجت عضلات وجهه و برزت عروقه و اقترب براسه قليلا منه و هو يهتف

-انت بتقول ايه !! و ابنك ايه ، انا مش فاهم حاجه

-انا هفهمك الحقيقة اللى صفية كدبت عليكوا كلكوا فيها الحقيقة ان انت ابنى انا يا عمار انت من عيلة الشرقاوى مش المحمدى

نهض عمار من مكانه بغضب جحيمى و اقترب من سليم و قام بامساكه من ملابسه فوضع سليم يده على يد عمار التى تمسكه وهتف 

-انا عارف انى كلامي صدمك بس هى دى الحقيقة انت ابنى يا عمار و عصام عارف الكلام ده عشان كده مات بجلطة عشان سمع صفية وهى بتكلمنى و عرف انها كانت على علاقة بيا و بتحبنى انا

جزت عمار على اسمانه و قام بلكمه على وجهه بعنف و هتف بصياح غاضب

-انت بتقول ايه يا حيوان انت بتكلم عن شرف امى و بتقولى ان ابن حرام و عايزني اصدق التخاريف دى 

و قام بلكمه مرة اخرى على وجهه فاغتاظ سليم كثيرا و قام بابعاد عمار عنه و هو يهتف

-هى دى الحقيقة اللى صفية مخبياها عنكم كلكم اسمع يا عمار انت املى الوحيد انا ابنى بين الحيا و الموت انا معنديش غيره هو و بنت وحيدة انا مش



 عايز اخسر ابنى انت اخوه يا عمار و لازم تساعده ابنى عنده كانسر لازم تيجى معايا و نعملك تحاليل و نتاكد من تطابق العينة انت املى الوحيد ارجوك

ضغط عمار باسنانه على شفتيه و ضم قبضته يريد قتل سليم فى الحال لايصدق ما يسمعه و ما كاد يتحدث حتى هتف سليم

-انا عارف ان كلامى صدمك بس تقدر تسأل صفية و هتتأكد من كلامى من توترها وخوفها اللى هيظهروا و اظن انك واعي و فاهم و تقدر تميز الكداب من اللى بيقول الحقيقة

________________


دلف عمار القصر و هو لا يرى امامه فاقتربت منه ايمان التى كانت تخرج من المطبخ برفقة زينب فعقدت حاجبيها لهيئته تلك و خطواته السريعه بل و الاسوء تخطيه لها فنادت عليه

-عمار انت كويس مالك..

-لم يجيبها عمار على سؤالها و هتف

-امى فين

اشارت له زينب باصبعها للاعلى اي انها بغرفتها

فهتفت ايمان مره اخرى و لكن تلك المرة بانزعاج

-هو انا مش بكلمك يا عمار

تجاهلها عمار و اتجه لغرفه والدته و هو لا يرى أمامه و حالته لا تستطع الكلمات و العبارات وصفها

فدلف الغرفة دون ان يطرق على الباب فوجدها تاتى ذهابا و ايابا فى الغرفة و نظرت له بذعر و ابتلعت ريقها و هتفت و هو يقترب منه

-مالك يا عمار

اغلق عمار الباب من خلفه و مثل أمامها لكن كل ذرة به منهارة تتساقط جانبه كتساقط أوراق الشجر بفصل الخريف إثر الرياح العاتية

وأهناك رياح أعنف من رياح الحقيقة أو لنقل الصاعقة؟!

يتملكه الخوف بل الرهبة 

لا كلمات تصف ما داخله 

قلبه يهتز بمكانه ... عقله يدور داخل رأسه دون ثبات 

كل شيء به يتحرك حتى عينيه

تتحرك بكل مكان بتوتر مهما حاول الثبات باءت محاولاته بالفشل

الآن فقط استطاع فهم جملة (الإنسان مسير أم مخير)

لطالما كانت فكرة برأسه أن بتلك الدنيا بكل متاعها وشقائها فالإنسان مخير 

لكن بعدما فقد السيطرة على أعصابه وكل جزء به

أدرك أنه أصبح مسير من قبل كل ذرة به

يتحكمون به بعدما كان يتحكم بهم

يحاول اعطائهم الثبات فيردوا عليه بالتردد والانهيار

لا خيار له سوى الاستسلام لرهبتهم ورهبته

يتطلع لوالدته ... لكن داخله يتطلع للفراغ

وكم يتغير الخارج عن الداخل!

حاول أخيرا استعادة سيطرته ليحكم قبضتى يده رغم الألم الذى يشعر به داخل قلبه قبل جسده

أترون ذلك التحرك الطفيف برقبته دلالة على توتره؟

تنهد عدة مرات يطرد أى علامة ارتباك 

فليتحلى بالقوة 

فليطرد الضعف الذى حل عليه مما لا يعلم

فليواجه مخاوفه دون الرهبة منها

لن يقف بتلك النقطة طوال حياته

يجب التقدم أو ... التأخر

المهم عدم الثبات بموضعنا نادمين عن عدم تحركنا

فاقترب منها و هتف بفحيح

-عارفة مين اللى كان عندى من شوية فى المزرعة

زاغت عينيها و ابتلعت ريقها للمرة الثانيه و رمشت بعينيها بتوتر و ظلت تناجى ربها ألا يكون حدث ما في مخيلتها و فضح سليم أمرهم الذي لم يعلم به أحد طوال سنوات ، و بدون ارادتها خرجت الكلمات بتلعثم من جوفها و ارتجفت شفتيها

-مين اللى كان عندك

نظر عمار لذلك الخوف و الذعر و ذلك الارتجاف و التلعثم الذي يحدث لها فأزدادت دقات قلبه فحياته بأكملها ستصبح كذبة فمن نداه والده ليس والده و تلك العائلة التي كان يبغضها من الصغر هى عائلته الحقيقية فنفض تلك الافكار فهو حتى الان لم يتاكد و لكن ما يحدث لوالدته الآن هو ما يجعله يخاف فاقترب عمار منها خطوة دبت الرعب و الرجفة الى جسدها

-سليم الشرقاوى و عارفه قالى ايه !!

حركت راسها بنفي وهي تهتف بنبرة اشبه بالرجاء

-لا يا عمار متصدقهوش ده كداب والله العظيم بيكدب 

أغمض عمار عينيه بوجع و هتف بعدما افتح عينيه

-مصدقهوش فى ايه بظبط انا لسه مقولتش حاجة 

نظرت له صفية و صدمت من غبائها و فعلتها الحمقاء التى ستثبت صحة كلام سليم فرفع عمار يديه و مسح على وجهه بعدم تصديق و هتف

-اخر حاجة كنت اتوقعها انك تطلعى بالبشاعة دى و انى اطلع ابن حرام

-لا يا عمار انت مش ابن حرام انت ابن عصام والله ابن عصام سليم ده كداب و لو مش مصدقنى اعمل تحليل DNA و انت هتعرف انى مش كدابه و انك مش ابن حرام والله العظيم التلاته انت ابن عصام

نظر لها عمار لا يعلم كيف يصدقها يرى حالتها يرى تلك الدموع بمقلتيها و التى تأبى التحرر فتلك ليست بوالدته فاماء برأسه و هتف 

-ماشى هنفترض ان انا فعلا مش ابن سليم و انه هو كداب ،انتى بقى فعلتى كنتى على علاقة بيه و كنتى بتحبيه

شعرت صفية بمرارة لم يسبق لها الشعور بها من قبل و ما كادت ان تتحدث فقاطعها عمار باشارة من يديه صائحا

-من غير كدب ،لانك لو كدبتى هتخسرينى للابد و وشى مش هتشوفيه تانى يا صفية هانم

و اخيرا تحررت تلك الدموع من مقلتيها و وادارت ظهرها و تحركت باتجاه الفراش حتى تجلس عليه فقدميها لا تحملانها تشعر بأنها ستسقط على الأرض 

فجلست على الفراش و هتفت و هي تحرك رأسها بإيماءة بسيطة وصوت يكاد يخرج من حنجرتها

-حاضر يا عمار انا هحكيلك كل حاجة يا بنى عشان انا مش عايزه اخسرك بس اوعدنى انك تسامحنى يا عمار ده كان طيش منى عارفة انه كلامى


 هيبقى صعب عليك و كمان ممكن تكرهنى بعديها بس خلاص اظاهر انه ربنا رايد ان كل شئ ينكشف 

عمار بثبات زائف لكن تلك الاعاصير بداخله وقلبه الذي يدمي

-اتكلمى

-زمان قبل ما اتجوز ابوك كنت انا و سليم بنحب بعض كنت مراهقه فاكرة انه بيبادلنى


 حبي ومشاعري و الكلمتين الحلوين اللى علطول يسمعهوملى كانوا مغمين عنيا كنت معميه عن حب ابوك ليا ، الهام هى


 اللى كانت عارفة قيمة ابوك و حبيته كنت بغير منها اولا عشان سليم ، سليم اللى لما زهق منى مشى من البلد كلها و سابنى ،سابنى بموت فى اليوم الف مرة فى بعادة وهو ولا الهوا ولا كنت 


فارقة معاه و استمر بحياته لا و كمان أسس عيلة و اتجوز ، عارف يعنى ايه البنى أدم الوحيد اللى حبيته وحسيت ان لحياتي طعم معاه يغدر بيا و يسافر و يجوز 

اخذت شهيقًا طويلًا واكملت حديثها هاتفه

-بعديها ابوك اتقدملى وبابا طبعا وافق وانا مكنش بايدى حاجه غير انى اوافق و لتانى مرة اغير من الهام اللى حسيتها خطر عليا للمرة التانية بس الهام 

كانت مجنونه بأبوك و الفت حكايه عبيطة تافهه عملت العداوة بين العيلتين و انت طبعا عارف اللى هى عملته و فى الفترة دى سليم رجع من تانى و اتفاجئت بيه بيكلمنى انا طبعا صديته


 بس هو مسبنيش فى حالى وانا ضعفت و بقينا بنتقابل انا و هو و فضلنا كام سنه على كده و طبعا هو كان بيسافر وبيرجع 

ثم رفعت رأسها تنظر له فوجدته ينظر اليها بنظرات آلمتها جعلتها تتمنى بأن تنشق


 الأرض و تبتلعها و لكن حدث ما حدث و علم الحقيقة فستكمل بقية حديثها و ستبرهن له بأنه ابنًا لعصام و ليس سليم

-قبل ما ابقى حامل فيك كنت حامل فى ابن سليم منكرش انى كنت قاصده احمل منه 


عشان اجبره ياخدنى معاه بس هو طلع اذكى مما كنت اتوقع و سبنى


 لما عرف و بعديها البيبي نزل و بعدها بكام شهر حظلت فيك يا عمار عشان كده هو فكرك ابنه يا عمار

كان عمار عينيه داميتان تجمعت الدموع بهم كل كلمة نطقت بها كان يشعر و كانها خنجر 


يطعن قلبه فنزلت تلك الدموع التي أبت الخضوع له وهبطت على وجنتيه و لكنه سريعا ما مسحهم فنهضت صفية من على الفراش و كادت تقترب منه فمنعها باشارة من يديه و هتف بنبرة متحشرجة

-و المفروض انى اصدق واحدة خاينه مش كده 

-يعنى ايه يا عمار

-يعنى هعمل تحاليل DNA مع سليم الشرقاوى لازم اتاكد من كلامك اما انتى بقى فقرارى هاخده بعد ما اعرف انا ابن مين 


                الفصل الثلاثون من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close