أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل الثامن عشر18بقلم فاطمه محمد


 


#رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمى_فاطمة_محمد


الفصل الثامن عشر

و بعد مرور بعض الوقت كانت تستقل سيارتها و تستمع الى 


احد الاغانى الرومانسيه ،فانتبهت لتلك السيارة التي تتبعها و 


تقوم بمضايقتها فزفرت بضيق وقامت بافصاح الطريق لتلك 


السيارة و لكنها اصرت على    مضايقتها و قامت بتخطيها و 


الوقوف أمامها مما جعلها تقف بسيارتها بغضب و لكنه سريعا ما 

زال و حل مكانه الخوف و القلق عندما وجدت ثلاث رجال 



يهبطون منها مقتربين منها و فتحوا الباب وهتف أحدهم بصوت غليظ

-يلا يا حلوة انزلى معانا


-أنتوا مين وعايزين ايه منى!!؟

هتفت بها عائشة بخوف و هلع و هى تراهم يقتربون منها و يقومون بجذبها من السيارة


-ايه اللى انتو بتعملوه ده انتو مجانين أنتو 

و ما كادت تكمل حتى اخرج احدهم منديلاً وقام بتكميمها 


حتى تكف عن الحديث وقام بحملها و اتجهوا ناحية السيارة مرة أخرى


و بعد مرور بعض الوقت و فى احد المنازل المهجورة الخالية


كانت عائشة تجلس بتلك الغرفة مكبلة اليدين و القدمين مستقلة على ذلك الفراش الذي يتوسط الغرفة متوسطة الحجم فتحت عينيها و ابتلعت ريقها و هى تنتبه الى تلك الغرفة المجهولة و لاحظت يديها    و قدميها المكبلين فظلت تتلوى على ذلك الفراش فآخر ما تتذكره هو تعرض هؤلاء الرجال لها لاتعلم لما قاموا بخطفها فهل سيقومون بآذيتها ام ماذا ؟؟ جزت على أسنانها بغضب عندما تيقنت غبائها و تفكيرها بالتأكيد سيقومون بأذيتها و الا لما قاموا باختطافها فظلت تهمهم و كأنها تنادي على أحدهم 

فدلف أحدهم الغرفة اقترب منها هاتفا بضيق

-جرا ايه يا حلوة هضيقينا ليه دلوقتى 


ظلت تهمهم بكلمات غير مفهومة فاقترب منها نازعاً ذلك اللاصق عن فمها فصاحت عائشة بنبرة خائفة مرتجفة

-انتو مين عايزين منى ايه !!!

-لو علينا ف احنا مش عايزين منك حاجة انتى ادفع فيكى فلوس عشان نخطفك و اللى طلبك زمانه جاى عشان يستلمك

-انت بتقول ايه مين ده اللى دفعلكوا و عايزنى ليه

-والله اكتر من كده معرفش و بطلي اسئله بقى 

هتف بها الرجل بحده و ضيق شديد و ما كاد أن يضع ذلك اللاصق مرة أخرى فهتفت عائشة بترجى

-لا ارجوك متحطاش تانى انا مش عارفه اتنفس منها و صدقنى صوتى مش هيطلع

لم يستمع الرجل لها ووضع تلك اللاصقة على فمها تحت تذمرها على ذلك و لكنه لم يبالي لها واتجه لخارج الغرفة و ما زالت همهمات عائشة تصدر بالغرفة 

و فجأة سمعت عائشة لاصوات غريبة بالخارج لم تعلم ما هوية تلك الأصوات ولكنه يبدو وكأنه شجار بين احدهم فعقدت حاجبيها بدهشة و اعتدلت    بنومها محاولة النهوض من على ذلك الفراش و لكن ذلك القيد يقيد حركتها و جعل حركتها صعبة و اثناء ذلك انتبهت الى ذلك الباب الذي يفتح و لم يدلف منه سوى عمر 

توسعت عينيها بصدمة فاقترب عمر منها و نزع ذلك اللاصق عن فمها فهتفت بصدمة سرعان ما تحول لغضب ظنا منها بأنه هو من قام باختطافها

-انت !!!!

-أنا ايه بضبط 

هتف بها عمر بنبرة مرحة ينافي غضبه على الرجال منذ قليل

-أنت اللى قلتلهم يخطفونى

-اكيد لا طبعا مش انا ،و مش مهم مين دلوقتى احنا لازم نمشى و بسرعة

اردف عمر بتلك الكلمات و هو يقوم بتحريرها من تلك القيود و بالفعل قام بتحريرها و جذبها   من يدها وخرج بها من الغرفة فوجدت الثلاث رجال واقعين على الأرض و بجوار كل منهم رجل يغلبه ببنيته و قوته    فابتلعت ريقها من هيئة هؤلاء الرجال فهم يجعلون من امامهم يرتجف بمكانه بمجرد النظر اليهم فنظر عمر للرجال هاتفا بمرح

-تمام يا رجاله عملتوا اللي عليكم و زيادة و فلوسكو هتوصلكوا انهارده 

-تمام يا استاذ عمر 

تحرك عمر مغادرا ذلك المنزل المهجور بصحبة عائشة و يديه تتشبث بيديها و جعلها تستقل السياره بجواره متحركا بها


__________________


صعدت زينب درجات الدرج متجهه لغرفتها فصفية لا تكف عن الصراخ عليها و تبويخها و لكن تلك الصرخات لم تعد فارقة معها فيكفي وجود رأفت   بجانبها و ما يفعله من أجلها فمعاملته معها جعلته يحتل قلبها دون إرادتها فهي لم تكن تظن أبدا أن يكون بكل ذلك الحنان فبدات ابتسامتها بالظهور تدريجياً على محياها عند تذكرها حنانه معها فدلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها متجهه ناحية المرآه    و وقفت امامها و نزعت ذلك الحجاب و قامت بتحرير خصلاتها السوداء الناعمة والتى تصل إلى أسفل ظهرها ليعطيها مظهراً جديدا كلياً مبينا جمال ملامحها و لكن تلك الخصلات يجب الا تظهر أمام رأفت فهو حتى الان غريب عنها لا يعترف   بها كزوجة و لكن يعترف بها كصديقة و ليس اي صديقة بل اصبحت اقرب صديقة اليه فحركت رأسها تنفض تلك الأفكار من راسها و وضعت حجابها مرة أخرى فعليها التجهيز لأجل المساء فاليوم كتب كتاب إيمان و عمار و سيكون بداية جديدة لكلاهما

و بعد مرور بعض الوقت دلف رافت الى الغرفة و علامات الإرهاق والتعب على وجهه فتركت زينب ما بيدها من ملابس و اقتربت منه بخطى هادئة و هتفت بصوت خافت حنون

-مالك يا رأفت فيك حاجة تعبان ولا حاجة

-لا متقلقيش شوية ارهاق و صداع بس مش اكتر

هتف بها رافت بأرهاق 

-طب جهز نفسك عقبال ما جبلك اسبرين هيهدى معاك 

اماء لها رأفت فتحركت زينب و غادرت الغرفة حتى تجلب له ذلك المسكن 

دلفت زينب الر الغرفة مرة أخرى فوجدته يقف أمام الخزانة مخرجا ملابس له فهتفت بحنان

-رافت جبتلك الاسبرين خدها و اقعد انت انا هطلعلك لبسك 

رافت بنفى

-لا خليكى انا خلاص يعتبر نقيت 

-تمام 

كادت ان تتحدث مرة أخرى و لكن قاطعها رنين هاتفه فاخرجه رافت من جيبه و نظر له و سرعان ما نهض من مكانه مهرولاً خارجا من الغرفة لا تعلم من الذي حادثه و لماذا غادر الغرفة بتلك الطريقة

أما خارج الغرفة و قد ابتعد عنها رافت نسبياً مجيبا على هاتفه بلهفه

-ألو مريم انتى كويسة

-كويسة !!انت بجد بتسألنى انتى كويسة ممكن اعرف هبقى كويسة ازاي و انت روحت اتجوزت واحده غيري

-ده علي اساس انك متعرفيش من بدري يعنى و بعدين ده عدى على جوازى اكتر من شهر لسه فاكره تتصلى دلوقتى و بعدين يا هانم مي اللى المفروض يعاتب مين انا و لا انتى

-متبررش اللى عملته يا رأفت انت روحت اتجوزت غيرى يعنى مستنى و نسيت حبنا اومال فين بحبك يا مريم بحبك يا مريم ها فين يا استاذ و لا انت بوق و خلاص

-مريم انتى عارفة كويس انى عمري ما كنت بوق 

هتف بها رافت بغضب شديد

-لا بوق يا رافت انت بجد نستنى ونسيت ايامنا سوا و قدرت تتجوز ده انا ماما جبتلى عرسان قد كده و انا عمري ما فكرت انى اتجوز غيرك على امل انه احنا نرجع لبعض 

-مريم افهمى جوازى انا و زينب صوري و بس انا بحبك انتى بحبك انتى و بس و عمري ما هحب غيرك 

-اومال اتجوزت زينب ليه ها اشمعنه زينب اللى اتجوزتها عشان عارف انها كانت شغاله عندي صح كنت عايز تضايقنى

-ايوة يا مريم ارتحتى كده و بعدين مش انتى بس انا كنت حابب كمان اضايق ماما و زينب متفهمه الموضوع و عارفة الكلام ده كويس و البنت حقيقي كويسة 

-اسمع يا رافت انا ميهمنيش كويسة و لا لا انا يهمنى انت و بس انا و انت و بس و لازم نتصرف يا رأفت حرام حبنا يضيع

 -تعرفى انى كنت مستنى مكالمتك دى من زمان صوتك وحشنى يا مريم

-و انت كمان يا رأفت وحشتنى اوى

__________________


بسيارة عمر و قد وقف بعيدا بمسافة قليلة عن المنزل حتى لا يراها احد وهي تترجل من سيارته فهتفت عائشة بعد صمت طال كثيرا و لم يسعفها لسانها علي الحديث و احترم عمر ذلك

-استاذ عمر انا اسفة جداً على الكلام اللى قولته لحضرتك بس غصب عنى انا 

-مفيش داعى تشرحي اى حاجه انا عارف ومقدر اللى انتى فيه و صدقينى مفيش حاجه

قاطعها عمر بتلك الكلمات فابتسمت عائشة له ابتسامة ساحرة خطفت قلبه و عقله فتلك الابتسامة لم ير مثلها من قبل فبادلها ابتسامته وما كاد يتحدث حتى هتفت بتساؤل

-صحيح انت عرفت منين اللى حصل و عرفت مكانى منين

-هقولك بس عايزك توعديني محدش يعرف باللي حصل انهارده

-ازاى يعنى محدش يعرف انا لازم اعرف عمار و

قاطعها عمر هاتفا باقناع

-و لو قولتيله اخوكي هيرتكب جناية مينفعش تعرفيه بحاجة زي دي و غير انى مش عايزك تطلعى من البيت لوحدك بعد كده قولى لعمار يوصلك او اخوكي رافت او زياد المهم متطلعيش لوحدك

-ده على اساس انى لو طلعت معاهم محدش هيقرب منى يعنى

هتفت عائشة بتلك الكلمات بسخرية لاذعة متناسية خجلها منذ قليل فصاح عمر بتفكير

-امممم خلاص يبقى متنزليش من البيت خالص و متنزليش الجامعة 

-والله اتحبس يعنى فى البيت و لا اقولك اتحبس مش احسن ما اتخطف انا اصلا كده كده مش بخرج و الكلية بتاعتى مفيهاش حضور و غياب يعنى عادى 

-خلاص خلو يلا انزلى بقى

-لاوالله انا مش هتحرك من العربية غير لما تقولى عرفت مكانى منين و مين اللى عمل كده معايا 

عمر بابتسامة جذابة

-هو انتى مبتنسيش حاجه خالص 

-لا مش بنسي

-الاصحيح قوليلى انتى عرفتينى منين هو انتى شوفتينى قبل كده

-لا اظاهر انه انت اللى بتنسى حضرتك انك كنت جيت فى مره مع اخوك لما إيمان مشيت من البيت

ضرب عمر بيده على جبينه

-اه صحيح ده انا نسيت خالص 

-مش مهم المهم دلوقتى قولي عرفت منين

-هقولك يا ستى

وقص لها عمر سماعه لحديث أخيه مع كريم بمكتبة و كذلك علم اليوم بمكانها عن طريق حسان ايضا عندما استمع الى حديثه مع الثلاث رجال فالرجال الذين قاموا باختطافها لم يكونوا سوى رجال شقيقه 

و بعد ان انتهى عمر من قص ما حدث و معرفته مكانها كانت تنظر له عائشة باعجاب شديد و هتفت برقة

-يعنى حقيقى مش عارفة اقولك ايه متشكرة جدا بجد

-قولتلك مفيش داعى انا معملتش غير واجبى وبس واعتبريه رد جميل لعمار

عقدت عائشة حاجبيها صائحة بعدم فهم 

-عمار!ازاى يعنى

-مش دلوقتى هبقى احكيلك بعدين يلا انزلى بقى الكلام خدنا و نسينا انه ممكن حد يشوفنا

-تمام مع السلامة وشكرا كتير

ابتسم لها عمر و تحركت عائشة دالفه الى منزلهم و ظل عمر مكانه يراقبها حتى اطمئن انها دلفت الى المنزل

و لم يلاحظ أحد منهم من رآتهم سويا و ابتسامة خبيثة على وجهه هاتفه

-حلو اوي الكلام ده والله وجتلك على طبق من دهب يا ريتاج

_________________


فى ذلك المنزل المهجور 

دلف حسان برفقة كريم فوجد رجاله بانتظارهم و اثار اللكمات ظاهره على وجههم فهتف خسان بحده

-انتوا مين اللى عمل فيكوا كده

احدى الرجال بأنهاك من كثرة اللكمات التي تلقاها من الرجال الذي جلبهم عمر

-اخوك جنابك يا حسان بيه لقيناه داخل و معاه رجاله خدونا على خوانه و نزلوا فينا ضرب و هو دخل للهانم اللى كنا خاطفينها و فكها و طلع بيها من هنا

نظر كريم تجاه حسان و الغضب باديا على وجهه

-يعنى ايه الكلام ده يا حسان يعنى ايه اخوك بوظ كل حاجه

-انا معرفش عمر عرف منين بس متقلقش انا هشوف الموضوع و زي ما هو اللى بوظ الموضوع هو اللى هيصلحه

و ما كاد يكمل حتى وجد هاتفه يرن فوجدها مريم شقيقته فاجاب عليها بغضب صارخا بها

-فى ايه يا مريم في ايه صدعتينى مش برد عليكى افهمى انتى ايه شغلى مخك ده شوية

-فى ايه يا حسان مالك بتزعق فيا كده ليه و بعدين مش انا اللي عايزك امك هى اللى بتسال عليك 

-طيب طيب انا جاى

_________________


في المساء

داخل منزل ايمان

كانت برفقة ابنتها تجلس أمام المرآة تنظر لصورتها بالمرآة شاردة يتشاجر كل من قلبها و عقلها

-وبعدين يا إيمان معقول اللى بتعمليه ده صح !!افرضي عم عمار معرفش يوفى بوعده    و يخلي بنتك معاكى هتعملى ايه هتقدري تعيشى من غير بنتك من غير فتون اللى انتى عايشة عشانها ،انتي بقيتي انانيه اوى يا ايمان

-لا انا مش انانية و ايوه عايزه فتون تفضل معايا و عارفة انى بكده بغامر بس انا واحدة حبت و لأول مرة تتحب عايزة اعيش في سعادة عايزة اعيش مع راجل يحبنى يحتوينى عايزه حد يعوضنى عن اللى   شوفته مع حسان و امه انا نفسى احس انى اهم حد واني اغلى واحدة فى حياه حد بنتى غالية عندى و رقم واحد فى حياتى و هتفضل كده 

-ولو حسان خد منك بنتك بالقانون ساعتها هتعملى ايه فاكره انه ممكن يخليكي تشوفيها تانى تبقى بتحلمى لو فاكرة انه ممكن يعمل كده ده يبقى قليل لو مخلكيش شوفتيها

-لا مستحيل ده يحصل انا مش هسمح بكده و كمان عمار و اونكل جمال 

ثم نفضت راسها من تلك الافكار عندما قامت فتون بمناداتها مقتربة منها هاتفة بصوت طفولي

-يعنى كده انتى هتتجوزى اونكل عمار

ايمان بإيماءة 

-أيوه يا حبيبتى ،مش انتى بتحبى عمار

-بحبه جدا يا ماما اكتر من بابا ،بابا مش بيحبنى زى اونكل عمار

ابتسمت لها إيمان و قامت بجذبها و أجلاسها على قدميها هاتفه

-لا يا حبيبتى بابا بيحبك مفيش اب مش بيحب بنته هو بابا بس عصبي شوية بس ده ميخلكيش تكرهيه صح ولا ايه

-اها صح

-شطورة يا حبيبتى

ثم رن جرس المنزل فهتفت ايمان بتوتر 

-يلا يا حبيبتى نقوم نفتح الباب

اماءت لها الصغيره و ذهبت معها تجاه الباب فوجدت امامها عمار برفقة جمال و المأذون وأشقائه زياد و رأفت الذي يصطحب معه زينب فهتفت بابتسامة و صوت خجول هادئ

-اهلا بيكو اتفضلوا

-اهلا بيكى يا بنتى ،ازيك يا فتون عاملة ايه يا قمر ثم حملها و قام بتقبيلها من وجنتيها 

اما اعمار فابتسم لها و لفستانها الأبيض الطويل الهادئ الذي لا يبرز جسدها و حجابها الذي يزين وجهها جاعلا وجهها مثل البدر المضئ

-أزيك

ايمان بخجل

-الحمدلله

هتف زياد بمرحه المعتاد

-الف مبروك يا مرات اخويا والله مش مصدق انه عمار يجوز حقيقي برافو حقيقى 

وكز رأفت بذراعيه فهتف زياد.بانزعاج 

-جرا ايه يا رأفت براحه علي دراعي يا جدع انت معندكش غيره 

أما زينب فاقتربت منه ايمان وقامت باحتضانها و همست لها بصوت خافت هامس سعيداً لأجلها

-الف مبروك حقيقى انا فرحنالك جدا انتى تستهلى كل خير و ان شاء الله ربنا يقف معاكى فى موضوع فتون 

-ان شاء الله

هتفت بها إيمان بتنهيدة طويلة 

جلس المأذون على تلك الاريكة التى تتوسط المنزل و بجانبه كل من عمار و جمال الذي كان لها وكيلاً و اصبح رافت و زياد شهودا على تلك الزيجة

اما ايمان كانت تراقب ما يحدث و دقات قلبها تزداد بسرعة فائقة و اصبح صدرها يعلو و يهبط بتوتر شديد بجانب ارتجافه جسدها 

و اقترب منها جمال و هو يعطيها ذلك الدفتر حتى تمضي عليه و تصبح زوجة لعمار فاخذت الدفتر من بين يديه بأصابع مرتجفه و تناولت القلم منه و قامت بالإمضاء على تلك القسيمة فأردف المأذون بتلك الكلمات المعتادة بتلك المناسبات مباركا للعروسين

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير"


تنهد عمار براحة و سعادته لا تسعه فاخيرا أصبحت زوجة له ويحق له أخذها و ضمها بين احضانه بذلك العناق الذي طال انتظاره فنهض من مكانه مقتربا منها مقبلا لها فى جبينها مما جعل وجهها احمر اللون لفعلته تلك أمام الجميع فابتسم جمال الذي كان قد اقترب من فتون و قام بحملها بسعادة و اردف بسعادة 

-مبروك يا ولاد الف مبروك 

-الله يبارك في حضرتك

-الله يبارك فيك يا عمى

_________________


فى قصر المحمدي

وصل عمار برفقة ايمان و فتون الى القصر و خلفهم كل من زياد و رافت و جمال و زينب فتنهد عمار و هتف موجها حديثه لعمه

-عمى ادخلوا انتوا عايز اقول كلمتين لايمان

اماء له جمال و اخذ الصغيرة من التي تتشبث بيد ايمان و دلف بها إلى الداخل فنظر عمار تجاه ايمان التي يسيطر عليها الارتباك و هتف 

-ايمان ماما لو قالت ايه مش عايزك تأخدي على كلامها تمام 

-تمام

-حلو اوى يلا بينا

ثم مد لها يده فنظرت اليها نظرة طويلة وقامت بوضع يدها بين يديه ليغلق أصابعه عليها ضاغطا عليهم مبعثا بها شعورا بالأمان لم يسبق لها الشعور به

أما بالداخل كانت صفية بانتظارهم على احر من الجمر لا تعلم الى أين ذهبوا جميعاً فقد اختفوا جميعا من المنزل دون أخبارها وعندما استمعت الى صوت الباب تحركت من مكانها مهرولة و اقتربت منهم هاتفه بحده 

-ممكن اعرف انتوا كنتوا فين كل ده يا بهوات سايبنى قاعدة لوحدي و اختكوا نايمه فوق وسيبانى و انتوا و لا هممكم انا عايزه اعرف كنتوا فين و

ابتلعت كلماتها عندما انتبهت الي جمال و بيده فتون فهتفت بحدة 

-البت دى بتعمل ايه هنا مش كنا خلصنا من الموضوع ده و غارت هى وامها فى داهيه ايه اللى رجعهم تانى انا عايزه افهم 

-صفية اتكلمى باسلوب احسن من كده وبعدين مينفعش تكلمى قدام البنت بالطريقه دي

-هو انت يا جمال اللي هتعلمنى اتكلم ازاى و بعدين دول ولادي انا انا خره انا مش عايزه يبقى ليهم اي علاقه بالبنت دي و امها و بعدين انا عايزه افهم انت مستنى ايه متجوزتهاش ليه لحد دلوقتى

-عشان انا اللى اتجوزتها يا ماما مش عمى


صدحت تلك الكلمات الصادمة من فاه عمار فجعل صفية لا تشعر بقدميها و هتفت بعدم تصديق و تلعثم 

-انت بتقول ايه يا عمار اا انت مستحيل تتجوز البنت دي

-لا يا ماما ايمان خلاص بقت مراتى و انهارده كتبنا كتابنا و زياد و رأفت كانوا شاهدين

نظرت له صفية بعدم تصديق و رمقت ايمان بنظراتها فاخفضت ايمان عينيها أرضا ثم نظرت تجاه زياد و رافت فحرك زياد راسه بنفى خوفا من نظراتها التي يراها لأول مرة هاتفا 

-لا مش انا مش انا ده رأفت اللى قعد يقنع فيا والله و انا اقوله ماما تزعل بس هو مسمعش منى هو عمار 

صفية بشر و هى تنظر لجمال و بعدها عمار

-البنت دي مش هتفضل على ذمتك يوم واحد و طلقها و دلوقتى يا عمار

_________________


في منزل الشرقاوى

و تحديدا بغرفة الهام 

كانت واقفه بالشرفة و سيل من الذكريات يأتي أمامها متذكرة ما حدث معها عقب تعب والدها وإصابة كل من احمد وعصام 

flashback

في احد المستشفيات

و كان جميع هائلة المحمدي ينتظرون بفارغ الصبر خارج غرفة العمليات يريدون الاطمئنان على احمد و عصام و اخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات و الإرهاق باديا عليه هاتفا بأسف

-انا اسف يا جماعه احنا عملنا اللي علينا بس ده قضاء ربنا البقاء لله

سهير بعدم تصديق 

-انت بتقول ايه دكتور احمد مات

-مع الاسف يا جماعة شدوا حيلكوا 

صفية بلهفة

-طب و عصام عصام يا دكتور

-حالته حرجة و بعد اربعه وعشرين ساعه نقدر نطمئنكم عليه


               

           الفصل التاسع عشر من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close