أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل السادس6بقلم فاطمه محمد


 


#رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمي_فاطمة_محمد

الفصل السادس

في قصر الشرقاوي


دلف حسان من الباب و هو لا يرى أمامه من شدة غضبه فاقتربت منه عديلة مهرولة 


عديلة : قولي عملت ايه لقيتها


حسان بغضب : لا ملقتهاش ،و لو لقيتها هموتها بايديا دول عشان تهرب مني كويس و تتحامى بابن الكلب ده


عديلة و هي تضرب علي صدرها : يلهوي علينا و علي فضحتنا اللي عملتها مراتك ،أهل البلد يقولوا ايه ،يقولوا مرات حسان هربت منه و لجئت لعمار 


بسملة بحدة : كلام ايه ده بس اللي بتقوليه ده يا ماما !و بعدين اهل البلد هيعرفوا منين يعني 


عديلة و هي تلتفت لها هاتفه بغضب : هيعرفوا منين ! هو في حاجة بتستخبى في البلد دي ، ده اقطع دراعي من هنا لو مكانش علي بكره بكتير كله بيكلم علي عملتها السوده دي 


تحرك حسان من مكانه و الغضب يعترمه يريد الانفراد بنفسه حتى يفكر جيدا فجذبته عديلة من يديه صائحه بغضب شديد : انت رايح فين ،انت تخرج دلوقتي و مترجعش قبل ما مراتك و بنتك يبقو في ايدك 


حسان و هو يجذب يديه و يحرر من قبضتها : هو انا يعني بنجم ،هعرف طريقهم منين ها


عديلة : ابعت رجالتك يراقبوا ابن المحمدى و هو اللي هيوصلك لمكانها


مريم بسخرية لاذعة : ده اللي هو ازاي يعني و على اي اساس ،على اساس انه عمار غبي يعني و محطش احتمالية انكو ممكن ترقبوه ،ما تفكروا كويس يا جماعه مالكوا في ايه !!


عديلة بانفعال : انتى تخرسي خالص ،و نظرت لابنها مرة أخرى هاتفه بنبرة حائرة : هموت و اعرف ساعدها ليه بعد ما رفض يساعدها ما كان وافق من الاول لو كان ساعدها اكيد في سر 


حسان و هو ينظر لها مردفا بتهكم : و لا سر و لا حاجه يا امي ،بس الهانم المحترمه اللي انتي جوزتيهالي خدت ورق الارض اللي هما كانوا عايزينها و ادتهولو


شهقت عديلة و جحظت عينيها : انت بتقول ايه !!!يعني كده مفيش أرض و مفيش مساومة عليها ،اه يا بنت ال*** ،اه لو يلموني عليكي كنت جبتك و مسحت بيكي البلاط ،بس ملحوقه هتروحي مننا فين يعني!


__________________


كانت جالسه بذلك المنزل المكون من أربع غرف و حمام و مطبخ و غرفه صالون واسعه ،نال المنزل اعجابها بشده و من شده جماله اترسمت



 ابتسامة لم تشعر بها على وجهها فكم احبت طلاء الحائط و الوانه الهادئه ،و لكن سريعا ما تذكرت فعلتها و هروبها من زوجها 



الذي لا يعرف الرحمة فابتلعت ريقها عندما جاء في مخيلتها معرفته بمكانها ،فما الذي سيفعله معها إذا وجدها فبالتأكيد سيقوم بقتلها و لن يتركها فهو لأتفه الاسباب كان يتطاول عليها سواء هو او والدته 


حركت راسها و نفضت تلك الافكار من راسها و نهضت من مكانها متجهه ناحيه الغرفة 



التي تنام بها ابنتها تريد الاطمئنان عليها ،فوجدتها لاتزال نائمة فخطت بهدوء مقتربة منها منخفضة لمستواها تقبلها علي وجنتيها بهدوء و حنان اموي و بعدها ابتعدت عنها متجهه ناحية



 المطبخ حتي تعد لها الطعام فدلفت المطبخ و ظلت تدور به و اخرجت ما تحتاجه فالمطبخ لا ينقصه اي شئ مثلما اخبرها 



عمار فزفرت براحة و بدأت بإعداد الطعام لابنتها و بعدما انتهت خرجت من المطبخ دالفة إلى غرفة ابنتها مرة أخرى مقتربة منها مره اخري و لكن حتى توقظها 


ايمان بحنان : فتون فتون


فتون و هي تفتح عينيها : ايوة يا ماما !


ايمان بابتسامه : يلا يا حبيبتي عشان تاكلي 


فتون بتكاسل : لازم يعني انا شبعانة انا عايزه انام بس يا ماما


ايمان و هي تحرك رأسها بنفي : لا مينفعش شبعانه دي ،و بعدين انا طبختلك الاكل اللي بتحبيه ،يلا قومي


فتون بهدوء : حاضر


ايمان و هي تقبلها علي وجنتيها : حبيبه ماما انتي ،يلا قومي اغسلي وشك عقبال ما احضر السفرة يلا


________________


في مكتب عمار  


عمار : اتفضل يا استاذ عماد ده تقرير من المستشفى بالحادثة اللي حصلت لها عندهم في البيت ،ده حاجة و الحاجة التانية طبعا مد ايده المستمر عليها و مش لوحده هو و والدته


عماد (محامي) و هو يأخذ ذلك التقرير و ينظر به : حلو اوي التقرير ده هينفعنا كتير في



 القضيه ،بس حضرتك متأكد انها عايزه ترفع قضية خلع ،كده مش هيبقي ليها اي حقوق عنده وكمان مش هيبقي لها نفقة و


عمار بمقاطعة : عارف الكلام ده ،و ايوة متأكدين هي مش عايزه الموضوع يطول و عايزه تخلص بسرعه 


عماد بايماءة : تمام كده الموضوع سهل و ان شاء الله هيخلص من اول جلسة


عمار بهدوء : ان شاء الله


عماد وهو ينهض : تمام هستأذن انا بقي 


عمار : مع السلامة


وعقب خروج عماد دلف جمال الى المكتب مردفا بتساؤل و بانعقاد حاجبيه: عماد المحامي كان بيعمل ايه هنا يا عمار


عمار بلا مبالاة مصطنعة : كانت بضبط معاه موضوع طلاق ايمان من حسان


جز جمال علي اسنانه مردفا بغيظ حاول اخفاءه : و بعدين يا عمار ،و بعدين 


عمار و هو يرفع حاجبيه : هو ايه اللي بعدين مش فاهم!


جمال وهو يخبط بيده على المكتب بغضب لم يستطع السيطرة عليه : مش هنخلص



 من موضوع إيمان الشرقاوي ده ولا ايه ،البت دي انت ساعدتها و عملت اللي عليك ،و الاهم من ده كله الارض بقت معاك ،سيبها بقي ترجع لجوزها 


عمار بغضب مماثل : اسبها ترجع لمين ،انت بتهزر صح ! ده بيمد ايده عليها بسبب و بدون سبب ما بالك بقي بعد ما لجأت لي و ساعدتني هيعمل فيها ،وهو بنفسه قالها 


جمال و هو يحاول السيطرة على غضبه : طيب و كان لازمته ده ايه من الاول يا بن اخويا بتساعدها ليه من الاول من امتي و احنا بنساعد اي حد من العيله دي ها 


عمار ببرود : اهو اللي حصل بقي


جمال و هو يشعر بالغضب من برودة : ماشي يا بن خويا براحتك بس يارب مترجعش تندم عشان ساعدتها لان جوزها مش هيسكت


عمار وهو لا يزال يتحدث ببرود : اعلي مافي خيله يركبه 


________________


خرجت ايمان برفقة ابنتها تجفف لها خصلاتها كستنائية اللون و ابتسامة على محياها 


فتون و هي تجلس امام المرآه و والدتها تفرش لها خصلاتها فنظرت الصغيرة لها بالمرآه مردفه بهدوء : ممكن تنامي جمبي يا ماما مش عايزه انام لوحدي 


ايمان و هي تنظر لها من خلال المرآه : ده شئ اكيد متقلقيش انا مش هبعد عنك ابدا لترتسم ابتسامة فرحه علي محياها و بعد ان انتهت اتجهت بها



 ناحية الفراشه و اغلقت الإضاءة و تسطحت بجانبها و ما لبثت ان تذهب بسبات عميق حتي سمعت صوت هاتفها فتناولته بهدوء و وجدته عمار و خرجت خارج الغرفة 


ايمان بهدوء : الو


عمار: الو مدام ايمان انا صحيتك و لا حاجه


ايمان بنفي : لا ابدا انا لسه منمتش ،طمني حسان جالك عرف اي حاجه


عمار: ايوه جالي و عارف انه انا اللي ساعدتك و انا منكرتش لما سألني 


ايمان بخوف : انت ليه بتقوله ان انا معاك 


عمار : انا مش عايزك تبقي قلقانه هو اللي دلوقتي زمانه قلقان عشان عارف انه انا اللي



 مخبيكي ،المهم انا كنت بكلمك عشان اعرفك اني كلمت المحامي و تقرير المستشفى طلع و ادتهوله عشان يعرف يستخدمه في 



القضية و كمان اي حاجه تعوزيها تكلميني هبعتلك السواق بيها و كمان هبعتلك واحده تساعدك و تقعد معاكي انتي و بنتك 


ايمان و هي تغمض عينيها : انا حقيقي مش عارفه اقولك ايه او اشكرك ازاي ،بس حقيقي انا متشكره جدا


عمار : مفيش داعي للكلام ده أي حد مكاني هيعمل كده اهم حاجه اوعى تخرجي من البيت ،اتفقنا


ايمان : اتفقنا


________________


دلف حسان غرفته و الغضب يتملكه و كا لبث ان يدلف الى الحمام حتى سمع صوت طرقات على الباب فأردف بصوت جهوري : اتفضل


دلفت سارة من الباب و اردفت بهدوء : ممكن اتكلم معاك شوية


حسان و هو يرفع حاجبيه : هنكلم هنا 


يارة وهي تدلف الى الغرفة مغلقة الباب خلفها مقتربة منه : ايوة فيها ايه يعني انت هتاكلني يعني 


نظر لها حسان باندهاش فأسلوبها ذلك لأول مرة يراها وكذلك جرأتها تلك 


اقتربت منه سارة واقفه امامه مردفه بهدوء و صوت أنثوي جذاب : حسان 


ثم نظرت بعينيه مردفة : ينفع اقولك حسان على طول ،اصلا انت كلها كام شهر و هتبقي جوزي مش كده و لا ايه


حسان و هو ينظر لها يشعر و كأنه يراها لأول مرة ،يشعر وكأنه لا يرى غيرها و نسي ابنته و زوجته التي كان يبحث عنها منذ الصباح بجنون 


ساره وهي ترفع يديها أمام وجهه : حسان ،انت معايا


حسان وهو يبتلع ريقه من طريقة نطقها لاسمه : معاكي يا ساره


سارة بابتسامة : بقولك مش عايزاك تضايق نفسك و بعدين اكيد ايمان عملت كده عشان خايفه اصل هي ملهاش مبرر غير كده ،و بعدين انا عايزاك



 مضايقش نفسك ارجوك ،عمر لو كان عايش و شافك كده اكيد كان هضايق صح ولا ايه


ثم رفعت يدها تربت على ذراعه فنظر ليديها تلك ثم نظر بعينيها مردفة بصوت 



غليظ : لو خلصتي ياريت تطلعي بره لاني عايز ادخل الحمام و اغير هدومي


سارة بابتسامة هادئة : تمام عن إذنك 


________________


دلف جمال الى المنزل فاقتربت منه تلك الخادمة التي تعمل بمنزله و أردفت بدلال : جمال بيه تحب احضرلك العشا 


جمال و هو ينظر لها نظره متفحصه مقتربا منها فظنت هي انه اخيرا استجاب لها فهي تطمع به 


و بشده فهو بالنسبة لها حلم رغم كبر سنه و صغر



 سنها و لكنه سيظل حلما لها فهو غني و أعزب لم يتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجته ،رفع جمال يديه ممسدا على شعرها فأغمضت 



هي عيونها باستسلام و لكنها سريعا ما فتحتهم عندما وجدته يجذبها من خصلاتها مردفه بنبرة مخيفة فجمال بغضبه 



لا يرى أمامه غير أنه شخص غاضب بطبعه : انا مش قايلك مليون مره يا بت انتي الاسلوب ده تبطليه ،قولت و لا مقولتش


اماني وهي تبتلع ريقها بخوف من لهجته : قولت يا بيه


جمال و هو يزيد من ضغط يده على خصلاتها : و لما انا قولت كلامى مبيتسمعش ليه ها


اماني و هي ترفع يديها تحاول تحرير خصلاتها من قبضته : اسفه يا بيه حقك عليا انا بس 


جمال بغضب : انتي ايه يا **** فاكره اني ممكن ابص لوحده ازيك ليه و بعدين هو انا لو حابب اتجوز هسيب كله و ابصلك يا بت انتي ليه يختي كنت اتعميت


ثم دفعها علي الارضيه بغضب فانهمرت دموعها من مقلتيها فأردف جمال : انا اديتك



 فرص كتير اوي بس انتي غبيه و مصممه و معدلكيش عيش هنا تلمي هدومك و تغوري من هنا انتي سامعه و لا لا


اماني بترجي : لا يا جمال بيه ارجوك انا بصرف على اخواتى


جمال بتهكم : بطلي بقي ،بطلي كدب الجملة دي اتهرشت قبل كده ستيني مره ،وبعدين انا من أمتي برجع في كلامي ،بس انا برضو قلبي طيب عشان 



كده هسيبك لحد الصبح ،و عارفة لو صحيت و لقيتك لسه موجوده هعمل فيكي ايه


ابتلعت اماني ريقها مردفه : عارفه عارفه الصبح جنابك هتصحي و مش هتلاقينى


جمال بسخرية : لا شاطرة وبتسمعى الكلام برافو


_______________


في غرفة عديلة 


كانت جالسة على فراشها ممسكه بإحدى الصور القديمة و الدموع بعينيها فحبيبها



 ذلك قام بجرحها و طعنها و التخلي عنها بسهولة لم تكن تتخيل فعلته تلك بيوم و لكنه اخاب ظنها و فعلها سمعت صوت طرقات 



علي الباب فرفعت يديها و مسخت دموعها تلك و قامت بوضع تلك الصورة خلف وسادتها و اردفت بصوت غليظ لا يليق سوى بها : اتفضل 


دلف من الباب سارة التي اقتربت منها مردفة باهتمام : انتي لسه صاحيه يا ماما


عديلة بإيماءة : ايوه ،عايزه حاجه يا سارة 


سارة بنفي : لا ابدا بس بطمن علي حضرتك تحبي احضرلك حاجه سخنه تشربيها تهديكي شويه


عديلة بنفي : لا انا هنام و انتي روحي اوضتك يلا و نامي انتي كمان


ساره بتنهيده : حاضر يا ماما عن اذنك


وعقب خروج سارة أخرجت عديلة تلك الصورة مرة اخري و ظلت تنظر بها مردفة بهدوء : انت اللي خلتني كده ،انت السبب في اللي انا فيه


________________


عند جمال 


دلف غرفته و عقله شاردا بابن أخيه وما يفعله و كره يزداد تجاه ايمان اكثر و اكثر فبسببها يدفع ابن أخيه بنفسه إلى النار فزفر بضيق وهو يتوعد لها وأثناء غضبه ذلك رآي صورة زوجته الموضوعة بجانب



 الفراش والابتسامة على محياها تلك الابتسامة التي لطالما عشقها و لا يزال يعشقها فتناول صورتها تلك مغمضا عينيه يتذكر


 حياتهم سويا و ظلت ذكرياتهم تمر أمام عينيه كشريط و ارتسمت ابتسامه واسعه علي وجهه و عند تلك النقطه فتح عينيه و رفع اصابعه يتلمس ملامحها التي اشتاق اليها كثيرا و انحدرت



 اصابعه تلك على خصلاتها التي لطالما عشقها وعشق لونها الكستنائي المميز الذي لطالما عشق لونه وأصبح مهيمنا به 


             


                    الفصل السابع من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close