أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الفصل الثانى والعشرون22بقلم فاطمه محمد




 #رواية_وإذا_تملكك_الهوي

#بقلمى_فاطمة_محمد

الفصل الثانى و العشرون

فى قصر الشرقاوى

و تحديداً داخل غرفة حسان

هتفت عديلة بغضب و عينيها تراقب حسان الذي يوضب 


أمتعته داخل تلك الحقيبة وأولادها بجانبها بعد أن غادرت 


فتون منزلهم بقرار قضائى نظراً لما تعرضت له على أيدي صفية

-أنت هتروح فين يا حسان معقول هتسيبلى البيت هتسيبنى انا واخواتك 

التفت حسان اليها وعلى وجهه علامات السخرية و التهكم مردفا

-أنا مش بسيب اخواتى أنا بسيبك أنتى خلاص مبقتش قادر ابص فى وشك انا مش فاهم انتى بتعملى كده عجبك كده لما خليتى بنتى ضاعت من ايدي مع أنه كان سهل و مؤكد انها تبقى فى حضانتى انا بس ،انتي بوظتي كل حاجة ،وأنا هعمل معاكى زيك بالضبط و مدام حرمتينى من بنتو اشربى بقى يا عديلة هانم

شعرت عديلك بنيران داخلها لا تعلم كيف تطفيها تعلم انها تهورت و لم تستطع كبح غضبها فنظرت لعمر الذى يقف بجوارها و هتفت بنبرة شبه متوسلة

-عمر حبيبى قول لأخوك حاجة أنا سبق و جربت أحساس أنك تبعد عنى لما كنت فكراك انت اللى فى العربيه مش عايز حد فيكو يبعد عنى تانى انا ببقى مرتاحة و انتوا حواليا

زم عمر شفتيه و هتف و هو يحرك كتفيه بلا مبالاة

-وااله يا ماما هو حر و انا معاه فى قراره وبشجعه كمان

نظرت عديلة نظرة نارية مردفه من بين أسنانها

-طب اخرس بقى عندك كلمة عدلة قولها معندكش اسكت خالص

-الله مش انتى اللى سئلتى بس تصدقى انا غلطان

حسان و هو يحمل حقيبته من على الفراش

-مفيش داعى حد يقول حاجة لأن قرارى مش هيتغير

كادت مريم أن تتحدث كمحاولة منها لمنع شقيقها من مغادرة القصر و تركهم و لكن تلك المحاولة باءت بالفشل عندما أوقفتها يد حسان التى ارتفعت ممتنعاً عن أستماع أى حديث

-محدش فيكو يقول حاجة قلت انا ماشى ولو عزتونى اخوكم عارف طريقى مع السلامة

و تحرك من جانب عديلة فجذبته عديلة من ذراعيه و عينيها تذرف الدموع لا تريد العيش بعيداً عن ابنها و لكن لا حياة لمن تنادى فحسان قد اكتفى منها ومن أفعالها و تلك المرة لن يسامحها أو يتغاطى عن خطئها الذي ارتكبته بحقه 

-حسااان متمشيش عشان خاطرى متسبش البيت

ازاح حسان يديها محررا يديه و احتدت نظراته مردفا ببرود

-أنا آسف يا عديلة هانم بس انا المرة دى مش هسمع كلامك عن إذنك 

خرج خلفه عمر مناديا عليه فالتفت حسان له

-لو عوزت اى حاجه كلمنى تمام

-كدة كدة هكلمك يا عمر لازم نتكلم فى موضوع بنت المحمدي

-عائشة!!

حسان و ابتسامة سخرية ترتسم على وجهه 

-و كمان حفظت اسمها ماشى يا عمر ،دلوقتى مش وقته نكلم بعدين سلام

عمر و دقات قلبه تتزايد بسبب ذكر أسمها

-سلام

_________________


فى قصر المحمدي

كانت فتون تجلس داخل أحضان والدتها التى تستنشق رائحتها التى أشتاقت إليها كثيرا فهتف جمال بسعادة لاحت بعينيه نظراً لروية ابنته و حفيدته سويا و عودة ابتسامتهم على وجوههم 

-عاملة ايه يا فتون وحشتينا اوى

-الحمد لله يا عمو انا كويسه

جمال باعتراض

-لا يا حبيبتى من النهارده مفيش عمو أنتى من النهاردة تقوليلى يا جدو اتفقنا

نظرت فتون لإيمان تنتظر إبداء موافقتها فرمشت إيمان لها بموافقة و السعادة على وجهها شاعرة بحب جارف ناحيه جمال حب لم تشعر به من عائلتها الحقيقية فاتسعت ابتسامة فتون و هتفت 

-اتفقنا يا جدو

أما عمار فشعر بضيق شديد وغيرة تتملكه فهو لن يستطيع أن يفعل المثل فهى هى لديها اب و يخاف أن تشعر فتون بالتشتت إذا طلب منها مناداته بأبى فكم يرغب بسماع تلك الكلمة منها فهو أصبح يشعر وكأن فتون ابنته هو و ليست ابنه حسان ذلك الغليظ المغرور


 الذى لم و لن يشعر بقيمتهم والآن عليه أن يعوضهم عما رأوه و لو طال سيجلب لهم النجوم من السماء ومن الان سيتنفس فقط لتلبية رغباتها و لكن صوت صفية أخرجه من شروده و أفكاره و هي تردف بسخرية

-والله و قدرت تعملها يا جمال و رجعت البت لامها بجد برافو عليك تستاهل صقفة يا رجل 

رفع جمال يديه يمسح على شعره يحاول أن ينفث عن غضبه فهو لا يريد اخراجه أمام فتون و لكن صفية أصبحت تثير أستفزازه كثيرا

-شكراً يا صفية بس تعبتى نفسك ليه و نزلتى من اوضتك مفيش داعى 

-و مين قال انى نازل ليكم انا مستنية ضيفتى

و ما ان انهت الكلمة حتى سمعوا صوت الباب و الخادمة تسرع حتى تفتحه و الذى لم يدلف منه سوى ريتاج فأغمض جمال عينيه بغضب أما ايمان 

فتنهدت و هى تحز على أسنانه فهي لا يخفى عنها نظرات تلك الفتاه التى تكاد تلتهم عمار اما رأفت فنهض من مكانه و القلق ينهش قلبه بعد ان اخبرتهم زينب بانها لم ستغسل وجهها و تنزل على الفور و لكنهت تأخرت كثيرا

__________________


فى غرفة زينب و رأفت 

خرجت زينب من الحمام بعد ان تحممت رغبة فى طرد التعب و الارهاق عن جسدها و حتى تستطيع اللعب مع فتون فخرجت من الحمام 


و هى ترتدى ملابسها كاملة و لم تترك سوى خصلاتها التى قررت تمشيطهم أمام المرآة فهي منذ ان تزوجت برافت لم تمنع عينيها من خصلاتها التي تعشقها و غير ذلك فرأفت يجلس معهم بالاسفل اذا فليس هناك اى مشكلة 

وبدأت بتجفيف تلك الخصلات التى تفوح منها رائحة الياسمين وتركت المنشفة و تناولت 


تلك الفرشاة و بدأت بتمشيطة و فى نفس الوقت دلف رافت الى الغرفة و يراها للمرة الثانية على التوالي بخصلاتها التي


 فنتنه كثيراً فابتلع ريقه من هيئتها المغرية له فهتفت زينب و هى تتحرك من مكانها حتى تجذب حجابها تغطى به راسها و لكن رأفت كان الأسرع و جذب ذلك الحجاب من يديها و هتف بغضب طفيف لرغبتها بأخفاء خصلاتها

-زينب قولتلك قبل كدة مفيهاش حاجة لما تقعدى بشعرك او انى اشوف شعرك انا جوزك 

-لا مش جوزى يا رأفت و اظن احنا اتكلمنا و فهمتك وجهه نظرى

-لا يا زينب انتى مراتى 

غضبت زينب من اصراره على نطق تلك الكلمة و تحركت من مكانها و جلبت حجابا آخر لها فاغمض رأفت عينيه من اصرارها و بدء يقترب منها رويدا رويدا فلاحظت هى تلك الخطوات و التى تجعله يقترب منها كثيرا و التى تجعلهم لا يفصل بينهم شئ و حاصرها رأفت بين جسده و بين الخزانه هاتفا بصوت هادئ امام شفتيها

-أنا جوزك يا زينب و ياريت تبدئى تتعودى عليا لاننا احنا قريب جدا هنتمم جوازنا و مش هيبقى على ورق بس و زي ما انتى مراتى قدام الناس هتبقى مراتى كمان قدام ربنا 

ثم انخفض لمستواها طابعا قبلة هادئة على شفتيها جعلت وجنتيها يصبغان بلون احمر قانى فابتسم رأفت على هيئتها و على ذلك الأحمرار الذى نتج عن خجلها اما هى فعقد لسانها و لم تستطع اجابته او الاعتراض على حديثه

______________


بالأسفل

جلست ريتاج بجانب صفية التى كانت الوحيدة المرحبة بوجودها و تتساير معها فهتفت ريتاج 

-صحيح يا عمار انطى صفية قالتلى انك اتجوزت 

عمار بابتسامة لم تصل لعيناه

-ايوه حقيقى انا و ايمان اتجوزنا

فهتفت ريتاج و هى تتصنع الصدمه على محياها مما جعل ايمان تشعر بانها تريد ان تنتف شعر تلك الفتاة 

-مدام ايمان !!!!

كادت إيمان ان ترد عليها و لكن عمار سبقها موقفا ريتاج عند حدها صائحا بنبرة غليظة تعبر عن غضبه

-اه ايمان قلت حاجة غريبة انا و لا ايه 

-لا انا مقصدش والله انا بس 

تجاهلها عمار و نظر تجاه ايمان مردفا بحنان و حب

-إيمان فتون نامت على رجلك يلا نطلعها اوضتهز و نطلع احنا كمان 

ابتسمت ايمان له و نظرت ناحية ريتاج و الشماتة بعينيها

-يلا يا حبيبى

داخل غرفتهم و بعد ان وضعوا فتون فى فراشها كانوا يتسطحون على الفراش و ايمان داخل احضانه و عمار يداعب خصلاتها فهتف بشرود

-قوليلي يا إيمان ايه اكتر حاجة كان نفسك فيها و كان نفسك تعمليها

رفعت إيمان عينيها و نظرت بعينيه و هتفت بتفكير

-اكتر حاجة كان نفسى فيها انه يبقى عندى عربية 

هتف عمار وهو يعقد حاجبيه

-انتى بتعرفى تسوقى !!

-لا طبعا مش بعرف ، بس طول عمرى نفسى اتعلم السواقة و يبقى عندى عربية و يا سلام بقى لو لونها يبقى احمر

عمار و ابتسامتة تتسع هاتفا بحب

-و ايه كمان ؟

-اممم بس كده بس لو هتسألنى دلوقتى نفسى فى ايه ف أنا نفسى نخرج انا و انت و نتغدى برة و ندخل فيلم رومانسى و بليل نتمشى انا و انت و ايدي في ايدك

-و ايه كمان ؟

ايمان و هى تحرك كتفيها 

-اممم لا خلاص كفاية كده

ثم صدحت صوت ضحكاتهم و اقترب عمار منها بحب مقبلا شفتيها بعشق جارف 

_________________


فى اليوم التالى

و كانت إيمان تقف بالمطبخ مع عائشة يعدان الغداء و يتمازحان سويا و صفيه تقف بالخارج تراقب ما يحدث بأعين كارهه فلو كانت تكرهها ولو بعض الشئ سابقا فالان اصبحت لها باغضة فحركت رأسها لها بتوعد لن تسمح لها بأخذ ابنها فصعدت صفية الى غرفتها و فى نفس الوقت دلف عمار الى القصر و بيده باقة من الورد الحمراء و كانت الابتسامة على وجهه فسئل الخادمة علي ايمان فأخبرته بأنها بالمطبخ و برفقتها عائشة فأخذ نفسا عميقا و دلف الي المطبخ دون ان يصدر صوت و انتبهت عائشة اليه فحرك رأسه لها حتى تغادر فنظرت عائشة لإيمان التى لم تلاحظ قدوم عمار فأومأت له و هتفت 

-طب ثوانى و راجعة يا إيمان أنا سامعة تليفونى بيرن

-ماشى يا حبيبتى

خرجت عائشة من المطبخ و غمزت لعمار بعينيها فابتسم لها و اقترب من إيمان التى تدير ظهرها له و قام باحتضانها من خصرها هاتفا بعشق

-الجميل بيعمل ايه!!

-عمار خضتنى حرام عليك

-سلامتك من الخضة حبيبتى

ثم أخرج الورد من خلفه ووضعه أمام وجهها لتتسع ابتسامتها و تلمع عينيها ببريق من السعاده لاهتمامه و حبه بها

-الورد ده عشانى

-اومال عشان عائشة مثلا طبعا عشانك 

ثم طبع قبلة على وجنتيها و هتف بجانب اذنيها تعالى فى مفاجأه محضرهالك و جذبها من ذراعها و خرج برفقتها خارج القصر فأشار لها على تلك السيارة التى تقف امامهم و هتف 

-ايه رائيك فى عربيتك

-عربيتى

-ايون يا ستى و جبتهالك لونها احمر كمان 

اتسعت عين ايمان و التفتت تنظر لعمار بحب و أقتربت منه داخله بين أحضانه وحاوطها عمار بحب دافنا انفه داخل حنايا عنقها و هتف 

-و لسه قدامك نص ساعة بضبط عشان هنقضى اليوم برة و قولى لعائشة تأخد بالها من فتون عقبال ما نرجع

أماءت له إيمان و الابتسامة لا تغادر شفتيها و تحركت مسرعة من مكانها مرتدية فستان رقيق مزين بالزهور و على راسها حجابا قامت بوضعه بطريقة انيقة و نزلت من المنزل لتحده بانتظارها و فتح لها باب السيارة و صعدت بجواره محققا لها أمانيها 

فذهبوا لاحدى المطاعم و تناولوا الطعام سويا وبعدها دلفوا احد الافلام الرومانسية و كم شعرت إيمان بأن الحياة و أخيرا ابتسمت لها و وعدها عمار أنه خلال هذا الشهر سيعلمها قيادة السيارة حتى تستطيع الخروج بها 


__________________


بعد مرور شهر 

كانت إيمان بسيارتها عائدة من ذلك المشوار الذى جعلها تنهار و تتشتت فاليوم علمت بأن والدها ووالدتها ليس اهلها الحقيقين 

فكانت تريد اليوم مواجهتهم تريد ان تعلم لما لا يسألون عنها لما يهملونها وكأنها ليست ابنتهم و يا ليتها لم تفعل فعندما واجهتهم لم تكن أجابتهم سوي 

"الاجابة بسيطة انتى مش بنتنا ،عديلة هانم اللى جابتك لينا و دفعت لنا عشان نمشى من البلد بيكى احنا كنا شغالين عندها و طبعا مكناش بنربيكى ببلاش كانت بتبعتلنا مبلغ و قدره كل اول شهر ليه بقى و ازاي منعرفش الاجابه عند عديلة هانم و بس تقدري تسئليها"

-أنتوا بتقولوا ايه انتوا بتكدبوا صح 

-و لابنكذب و لا حاجه و تقدري تسألي عديلة هانم و سلميلنا عليها ،احنا سبق و قولنالها لو فضلتش تدفع نفس المبلغ كل شهر هنعرفك الحقيقة و لو مكنتيش جيتى كنا احنا حينا و عرفناكى


________________


فى قصر المحمدي 

اصطفت ايمان امام القصر و ترجلت من السيارة و ظلت تطرق الباب هى تنادي بأسم عديلة و كادت الخادمة ان تفتح و لكن منعتها عديلة التى لا تعلم سبب صراخها ففتحت لها الباب فدلفت إيمان بعنف ممسكة عديلة من عنقها هاتفه بغضب و عروق بارزة من شدة الغضب

-اهلى مين يا عديلة مين أهلي انطقى

كانت عديلة تختنق و تحاول ابعد إيمان عنها و استطاعت بعد جهد كبير منها و أردفت وهي تسعل 

-انتى مجنونه كنتى هتموتينى و بعدين اهلك ايه اللى بتسألى عنهم انتي مجنونه

-قسما بربي يا عديلة لو مكلمتيش هطلع روحك في ايدى انا لسه جاية من عندهم و قالولى انهم مش اهلى و انك انتى اللى ادتيني ليهم و انا لسه صغيرة انا بنت مين قولوليلي

-والله لو انتى مصرة انا معنديش مشكلة بس انتى جاهزه تسمعى حقيقة اهلك

هتفت بها عديلة و هى تتجه و تجلس علي الاريكة فأماءت لها ايمان بترجي و هتفت 

-قولوليلي مين اهلي عشان خاطرى

-جمال و شمس

جحظت عين ايمان و تسمرت في مكانها فلاحظت عديلة حالتها فصاحت بكذب

-بس متفرحيش اوي كده يا بنت شمس أصلك انتى حد يعرف انك بنت شمس هيفتكر انك بنت جمال أصل شمس متجوزتش غيره بس الحقيقة انك بنت 


حرام يا ايمان امك خاينه و خانت جمال مع سليم عم حسان و جمال عارف انك بنتها و مش هو بس هو و عمار كمان اومال


 انتى فاكرة عملوا كل اللي عملوه ده ليه ينتقموا لنفسهم و لشرفهم انتي من عيلة الشرقاوية يا ايمان و عيلة الشرقاوية 



و المحمدية التار بينهم لا يمكن يزول جمال عملك تحاليل و اتاكد انك مش بنته و عمار بينتقم لعمه يا حلوة يعنى مش بيحبك


 و لا حاجة و بصراحة انا لو مكانك اهرب اصلهم مش هيسبونى فى حالى او اقولك سافري لسليم 

           

           الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close