{ بسم الله الرحمن الرحيم }
رواية سر المقبره
الفصل الأول
فكرة اية الزمار
بقلم ندي ممدوح
في منزل بسيط يملؤه المحبه والسعاده ... كانت بطلتنا نائمه
لتتململ بكسل وهي تستمع لصوت موبايلها ...
لتفتح عينها بتزمر وهي تلوي فمها وتحادث نفسها قائله :- يا
ربي مين البارد اللي هيرن علي وش الصبح كدا ..
لتحرك يدها باتجاها "الكومودينو" بكسل ... ومن دون أن تنظر
لإسم المتصل تقول بزهق :- الووووو "لا يأتيها رد" لتردد كذا مره تلك الجمله ...
أما هو كان يستمع لصوتها ... الذي يعيد له الحياه لقلبه وروحه
صوتها الذي يترنم علي مسمعه ك أنغومه تنسيه كل ما حاوله ..
ليقول بشوق وحب صادق وكلمة تخرج من أعماق فؤده :- وحشتيني
لتفتح هي فاههه بصدمه وتعتدل ولكن فؤدها أعلن تمرده
وأصبح يدق بسرعه جنونيه ، ذهبت أنفاسها وأصبحت تهنج ...
لتضع يدها على قلبها لتهدئه وتهتف بحب وحنين وشوق وهمس :-
يوسف
# قلب يوسف روح يوسف عمره كله عامله اي
لتقول لمار بحب وهمس وهي ترجع رأسها للخلف لتنام علي ظهرها بسعادة الكون :-
الحمد لله يا حبيبي ، أنت عامل اي ؟
يوسف :- بقيت كويس لما سمعت صوتك ويهمس بصدق "وحشتيني يا لمورة قلبي"
لتقول بتزمر وغضب بعض الشئ :- مش قولتلك متقولش لموره دي
يوسف بضحكه أذابة قلبها عشق :- ليه يا عشق يوسف
لمار :- اقفل طيب هروح أشوف بابا
يوسف :- اوك يا حبيبتي سلميلي عليه وأنا يومين كدا وهاجي
لمار :- ماشي يا حبيبي ، خلي بالك من نفسك
يوسف :- حاضر يا قلبي سلام
لتقفل لمار الخط ومن ثم تحتضن الموبايل إلى قلبها وتقول
بحبك يا يوسف .. لتبتسم ابتسامة صافيه ، سرعان ما تبدلت
لخوف وهي تشعر بأنفاس أحداً ما ، لتنظر برعب جوارها "لا
تجد أحد" لتبحث بعينها بالغرفه بأكملها ... لتحرك رأسها ب لا
وهي تقول "اي بس يا لمار بتفكري في اي مفيش حاجة دي بس تهيقأت"
لتتحرك لخارج الغرفه ، تتجه لغرفة والدها ، لتجد أنه جالس
ممسك بأحدي الصور وهو يهتف :- وحشتيني يا نغم ليه
روحتي وسبتيني يا شريكة عمري وسبتيلي حمل تقيل بنتك
بقيت عروسه وهتتجوز قريب وتسبني ، اعمل اي من غيرها هعيش ازاي لوحدي ...
كانت تستمع إليه وهي تشعر بقلبها يتقطع إشلاء ، ترقرقت
الدموع بعينها ، وذهبت باتجاهه احتضنته من الخلف وهي تقبل خده بمحبه وتقول في ذات الوقت :-
اسيبك واروح فين بس انا هفضل علي قلبك على طول
ليقول الأب جمال :- يا حبيبة قلبي صباح الخير
لمار :- صباح النور ، اي يا حج انت مش جعان ولا ايه ، أنا هموت من الجوع
جمال وهو يهم بالوقوف :- طب يلا نجهز سوي لمار برفض :- لا طبعاً انت قعد وانا هجهز
جمال وهو يدفشها مازحا للخارج :- يا بت يلا هنحضر سوي .
ليعدوا الطعام سوياً وبعد الإنتهاء
لمار تجلس بحزن وهي تتذكر لحظاتها مع والدتها لتهبط دموعها دون توقف ...
يلاحظ جمال دموع ابنته ليقول :- اي بس يا حبيبتي بتعيطي ليه
لمار ببكاء :- ماما وحشتني اوي يا بابا ، يارتها معايا دلوقتي !
هي سبتني ليه؟ انا محتجالها مش لاقيه حد يعوضني غيابها .
ليضمها جمال بحنيه :- يا حبيبتي اقريلها الفاتحه لعل مأواها
الجنه وترحمي عليها ، ومتزعليش لانها هتحس بيكي
وبدموعك وهتكون شايفاكي ، يرضيكي انك تزعليها ... لتحرك رأسها برفض
ليقول جمال :- أي رأيك نروح نزورها انهارده
لمار تخرج من حضنه وتقول :- ماشي يا بابا
جمال يربط على كتفها وهو يقول :- طب يلا قومي البسي
لمار تهم بالوقوف وهي توميئ برأسها
وتقف علي صوته :- متنسيش يا حبيبتي قولي لخطيبك قبل ما تنزلي
لمار :- حاضر يا بابا
تدلف إلى غرفتها وتجلس على طرف السرير وهي تعبث
بموبايلها ومن ثم تتصل بمعشوقها تضع الموبايل على اذنها
وتنتظر الرد ... لحظات ويأتيها صوته الذي يلخبط كيانها ..
يوسف :- اي يا بنتي لحقت اوحشك
لمار بتزمر :- لا طبعاً ...
يوسف :- بقا كده ماشي ماشي
لمار :- انا هنزل ازور ماما
يوسف :- ماشي يا حبيبتي روحي ، لوحدك ولا معاكي بابا
لمار :- لا أنا وبابا
يوسف :- ماشي يا حبيبتي روحي وخلي بالك من نفسك ولما ترجعي كلميني
لمار :- حاضر ...
لتغلق معه وتجهز نفسها ... وتخرج مع والدها للمقابر ..
بيوصلوا هناك .. ليدلفوا وهم يقولون "السلام عليكم " وعند
قبر والدتها يقرؤون سورة "الفاتحة" ويدعوا لها كثيراً ...
جمال :- مش يلا يا حبيبتي
لمار بدموع :- بابا ممكن تروح أنت وتسبني مع ماما شويه ... حابه اتكلم مع ماما لوحدنا
جمال ينظر لعيناه يجد أنها تريد ان تخرج ما بقلبها لوالدتها فقال برضا :- حاضر يا حبيبتي ...
يخرج جمال ...
وتقول لمار ببكاء : وحشتيني أوي يا ماما وحشتيني و
وحشني صوتك وحضنك ، أنا فرحي قرب مين هيكون جنبي ؟
مين هيلبسني الفستان والطرحه ، مين هيبكي ويخدني في
حضنه عشان همشي من البيت ، البيت وحش اوي من غيرك ،
بدور عليكي كل يوم مش بلاقيكي وفي كل ركن بس مش
بلاقيكي ... بسمع صوتك بس برضه انتي مش موجوده ،
ارجعي عشان اتخانق معاكي لما احزن اتسند في حضنك
وحشتيني اوي ... صحيح يوسف خطيبي ربنا رزقني بيه
بيحبني اوي يا ماما ... اتمني انك تكوني بخير انا عارفه انك
موجوده وسامعني وشايفتي باي لتأتي أن تمشي ولكنها تقع في ....
عند جمال ذهب من المقابر دلف للبيت وجلس بعد فتره وتأخر
لمار يذداد ونغزه بقلبه وقلق ينهش به ليقف بقلق يقتله :-
هروح اشوف بنتي يارب استرها واحفظها ليا
ليذهب إلى المقابر ... ليجد الغفير يقفل الباب ...
ليقول جمال بقلق :- استني أنت بتعمل أي بنتي جوه
الغفير بتوتر وهو يبلع ريقه بخوف قاتل :- مفيش حد جوه يا بيه
جمال بصياح وهو يخبط بجنون على الباب :- مفيش ازاي بقولك بنتي جوه
لينظر إليه الغفير برعب ويركض من أمامه ..
يدلف إلي بيته وهو يغلق الباب جيداً ويقول برعب :- السر
محدش لازم يعرفه أبداً وإلا هتكون نهايتي الموت لازم السر ده يفضل مدفون .....
{بسم الله الرحمن الرحيم }
الفصل الثاني
سر المقبره
بقلم / ندي ممدوح
فكرة / أية الزمر
لمار بعد رحيل والدها ، تظل لوقت طويلاً جداً تتحدث مع
والدتها وكم أشتاقت إليها وإلي حنيتها ، بالكثير والكثير من
الكلام شاركتها بكل شئ ، فجأه تشعر بأنفاس ساخنه من خلفها
قريبه من وجهها ، تملكها الخوف والرعب والهلع ، تردددت ان
تنظر خلفها فهي تيقنت أن هناك أحدا ما ، هرب الدم من
عروقها اصابتها رعشه شديده بانحاء جسدها ، ارتعشت بشده
وهي تنهض بالوقوف ببطئ ، لم تعد تتحكم بجسدها ونظرت
خلفها ، وسرعان ما فتحت عيناها من الصدمه والرعب ،
وذهبت انفاسها ظلت تتنفس بأعجوبه ، وقلبها يعلو ويهبط ،
ترجعت للخلف وهي علي حالها وقالت بصوت متحشرج بطئ يملؤه الرعب :-
عمو محمود
أستمعت لصوت ضحكته الشريره والتي ذادتها خوفاً أكثر من هيئته المخيفه ،
نظرت إليه بعيون دامعه وهي تقول :- انا عايزه أطلع من هنا
صار يتقدم منها بخطوات ثابته وهو يقول في ذات الوقت بصوت مخيف :- لا مش هتطلعي منها غير وأنتي جثه
لمار وهي تتراجع للخلف :- بس أنت عمي مش هتأزيني وبعدين انت ميت يعني مش هتقدر تقرب مني
وصارت تتراجع بخوف شديد إلى أن وصلت لجدار واصطدمت
به ... وتلك الروح تتقدم منها وهي تبكي وترتعش من الخوف
والرعب ، كاد ان يقترب منها ويخنقها ولكن ظهرت وحده واصبحت تتخانق معه ..
لتقول لمار علي سماع صوتها الذي اعاد لها الامل :- ماما
لتقول نغم وهي تحاول أن تبعد محمود عن ابنتها :- انت
قتلتني عايز اي من بنتي كمان مش هخليك تأزيها أهربي يا
لمار امشي من هنا متجيش تاني ..
لمار تملكت الصدمه من قلبها وظلت مكانها تفكر
ماذا أعمها من قتل والدتها ؟ لماذا ؟ وما الذي يريده منها ؟
فاقت على صوت والدتها وهي تصيح بها ، وسرعان ما
استعادت نفسها وركضت بسرعه كبيره باتجاه البوابه ، و
وصلت إليها وجدتها موصده بالاقفال حاولت فتحه ولم تستطع
ظلت تضرب وتصرخ بكل صوتها ولكن لا حياة لمن تنادي ،
هتروحي مني فين خلاص انا هاخد روحك وهخلي حياتك جحيم
كان ذلك صوت محمود وهو أتي من خلفها .
أنزلت يدها عن الباب و وقفت عن الصراخ السلام اصبح
انفاسها متذايده بسرعه فاقه وقلبها اذداد خفقان ، اتلفتت إليه
برعب وخوف وووووو ..بقلمي / ندي ممدوح
وفي ذات الوقت يذهب جمال خلف ذلك الرجل أصبح ينادي
عليه حتي يفتح له البوابه ولكن لا رد ولا أجابه يخبط علي باب
بيته ك المجنون ، وهو يبكي ك الطفل الصغير الذي ضيع والدته ...
جمال بترجي وبكاء مرير وهو يخبط على باب بيته :- افتح
افتح بنتي في المقبره ارجوك افتح واللي انت عاوزه هعمله
افتح الباب ، لو دي بنتك هتسبها افتح ونبي ابوس ايدك افتح دي بنتي الوحيده ومليش غيرها ...
بينما الرجل بالداخل والذي يدعي عم محمد يرق قلبه لذلك
الرجل فهو يعرف معني الضني ... وبجواره زوجته تبكي
وتطلب منه ان يذهب ويفتح المقابر ..
وعم محمد يفكر
هيحصل اي لو عرف السر ؟ لو فتحتها هتأزي انا وعيالي ! بس
أنا مش هسامح نفسي لو البنت دي جرالها حاجة وهعيش في
تأنيب الضمير ، أصبح في صراع مع نفسه أيذهب ويساعدها أم لا ..
وبعد وقت يرق قلبه ويفتح الباب ..
لينظر جمال إليه بأمل وتراجي : يلا بنتي افتح لها الباب البنت هتموت من الخوف لوحدها
ليؤمئ له عم محمد برأسه وهو يتقدم ذاهبا للمقابر :- يلا تعالى معايا بسرعه ..
بيذهبوا سوياً ويفتحوا الباب ، ويدلف جمال مسرعان بلهفه
وقلق ليبحث بعينه عنها ... حتي تقع عينه عليها ليتقدم راكض
إليه وهو يقول :- بنتي حبيبتي ... يجلس بمستواها ويرفع
رأسها علي رجله وهو يبكي :- يا حبيبتي سامحيني عشان
سبتك لوحدك سامحني يا بنتي أنا أسف
ليقول عم محمد بقلق : بسرعه يلا نطلعها من هنا ..
ليحملها جمال ويخرج بها من المقابر ويوقف "تاكسي" ويرحل إلى منزله
بيوصل بعد وقت ويدلف بها إلى غرفتها وبضعها بخفه ع
السرير ويظل يحاول جاهداً أن تفيق ولكن دون جدوى ،
ليجلس بجوارها بهدوء وهو يبكي حتي غفي في النوم لا اراديا واغمض جفنيه ...
ولكن هل لقلبه أن يغفي بسلام وهل له أن ينام وقلبه يحترق
علي ابنته الوحيده من الخوف ... سرعان ما فتح عينه ونهض
واقفاً واتجه إلى المرحاض وغسل وجهه وخرج جلس بجوارها ....
بعد وقت تفيق هي تفتح عينيها وتعتدل بجلستها وهي تنظر للفراغ ..
ليرقص قلب جمال فرحان ويبتسم بسعادة وحب :- حبيبتي الحمد لله أنك كويسه
ليجد أنها حتي لا تنظر إليه .... ليدب القلق قلبه مره أخري
ويضع يده علي كتفها :- لمار يا بنتي مالك أنتي كويسه
حصلك حاجة ؟ "لا رد وحتي لا تنظر إليه" يا بنتي قولي مالك
حرام عليكي قلبي انا هروح فيها من قلقي عليكي ...
لتنظر إليه بنظرات غريبه وفجأه تبتسم وتقول :- بابا أنا كويسه متقلقش .
ليقول جمال بارتياح وهو يضع يده على قلبه ليطمئنه :- الحمد
لله ، وينهض واقفاً وهو يقول "هقوم احضرلك لقمه تكليها"
وكلمي يوسف من بدري بيرن وقلقان عليكي ...
ليعطيها التلفون ويرحل
وسرعان ما يرن يوسف ، وتفتح وتضع الموبايل على اذنها دون كلام.
ويوسف بتحدث :- لمار حبيبتي أنتي كويسه طمنيني عنك ؟
مبتروديش ليه مالك ؟ يا حبيبتي طب طمنيني عليكي قولي اي حاجة ؟
لمار تغلق السكه بوجهه وتقف بغموض وتتجه للخارج بينما
جمال كان يحضر الطعام ... تأتي هي دون اصدار صوت وتقف
خلفه ، وفورا ارتفاعت النار و وقع جمال بالأرض رو