أخر الاخبار

رواية زفاف بدون عريس الفصل الرابع4 والاخير بقلم هدى زايد


رواية زفاف بدون عريس 

الفصل الرابع  والأخير

بقلم هدى زايد 


بقلم هدى زايد 


عم محمد مسح دموعه وبعدها مد أيده وقال 

-دهبك يامحمد وانا ياابني بعت رجاله تشيل العفش وهنتبرع بي للبنات المحتاجة صدقه بنية الشفاء لبنتِ 

عم محمد ماقدرش يكمل كان بيبكي بطريقه غير عاديه 

بصراحه أول مره اشوف حد بيبكي كده يمكن عشان بنته الوحيدة ممكن عشان الموقف كان غير متوقع لكن الأكيد إن قلبي وجعني عليه 

بابا جري من مكانه وحاول يدخل عم محمد لكن عم محمد رفض يدخل حتى رفض يتكلم معايا سبني ومشي 

وقفت على الباب كتير جداً مش عارف إيه اللي أنا عملته ده غلط أكيد كان غلط أنا دبحتهم وبسكينه باردة كمان 

خدت نفس عميق ورجعت تاني أوضتِ 

عشان أراجع قراري من جديد ..!!

عايزين تتطمنوا عليا ؟ اطمنه أنا كويسه الحمدلله 

بدئت أعيش مع مرضِ  

عايزة اقولكم على حاجه يمكن الكل هيزعل لما يعرف 

انا رحت المستشفى عشان أشوف إيه الخطوات اللي هتم عشان العلاج وهناك الدكتور قال لي إن ملوش لازمه أي حاجه أنا في أخرمرحله من السرطان 

مرحلة إن مش هاأقدر اجيب لـ نفسي كوبيه مياه 

قررت قرار غريب عجيب المهم إن لازم أنفذه 

أنا هلبس فستاني وأروح الكوفير وأتصور كمان 

مش بس كده لأ هروح قاعه الفرح اللي حجزنها سوى 

انهاردة كان يوم فرحي انهاردة كُنت عروسه واتزف لـ عريسي ااااااااه كسرة قلبي مش قادرة أوصلها ليكم ولا عارفه أوصفها أنا مش زعلانه من محمد والله ما زعلانه منه ولا حتى قادرة اكره عشان هو عنده حق بس عشمي في وإن هو هيكون سندي في الحياة كانت مسيطرة عليا وفجأة كده يحصل العكس كُنت مصدومه بس لما قعدة وفكرت كويس لقيت إنه على حق ربنا يسعده ويوفقه في حياته الجايه 

اقولكم تعالوا اعمل اخر فيديو يجمعني بي وبعدها أمشي 

من حياته ومن الدنيا 

الثواني بتمر عليا كأنها ساعات أو سنين 

رد اخيراً رد عليا 

-آلو 

-......

-آلو لمار ارجوكِ ردي عليا 

في اللحظه دي ماقدرتش أمسك نفسي إيه الوجع اللي في صوته ده إيه الكسرة في رجائه ليا 

مسحت دموعي ورديت

-عامل إيه؟

-أنتِ عامله إيه ؟ 

-الحمدلله أنا أسفه إن كلمتك بس بصراحه مش قادرة اليوم ده يعدي من غير مااسمع صوتك 

-لمار سامحيني ارجوكِ سامحيني 

-مسامحك من غير حاجه يامحمد أنت متعرفش أنت غالي عليا قد إيه 

-ممكن أطلبك منك طلب 

-أمرك مطاع 

-لوجبت بنت سميها على اسمي 

غمضت عيوني وبلعت المراره وقلت بكسره 

-مش هاأقدر يالمار 

-ياااه للدرجه دي ليه 

-خايف أحبها اكتر من أخواتها عشان على أسمك 

مش قادرة اكمل معاه التليفون وقع من أيدي والدموع غرقت وشي 

فضل ينادي عليا ما قدرتش أرد عليه 

دخلت منار عليا واخدتني في حضنها وفضلت تبكي معايا مش عارفه اللي هي بتعمله ده كان صح ولا غلط 

منار حاسه اكتر من اي حد عشان مرت لنفس التجربة 

كان عندها كانسر بس ربنا تم شفاها على خير 

مسكت وشي بين أيدها وقالت لي والدموع مغرقه وشها 

انتى ربنا بيحبك علشان ابتلاكى بالمرض ، علشان يظهرلك  اللى كُنتِ  هاتتجوزيه على حقيقته .. انسان واطى و مفيش عنده ذرة انسانية ولو كُنتِ اتجوزتيه كان هيسيبك عند اول عقبة تقابلكم لانه انسان مبيتحملش مسؤلية ولا بيراعى ربنا... المرض ده مش نهاية الدنيا 

صدقينى ده بداية حياة تانية.... هتشوفى ناس جديدة فى مشوار علاجك... ناس هتدعمك من غير ما، تعرفك... ربنا هيوفقلك اللى هيكون سندك فى محنتك... انا بكلمك بناء على تجربتى 

لانى مريت بيها

علشان كده بقولك اللى يبعيك بيعيه و اكسرى وراءه قلة... اوعى تستلمى لليأس خليكِ اقوى من المرض وان شاء الله هتتنتصرى عليه بفضل الله

هزت راسي وقلت بقهر 

-مكانش أول مرّة ازعل، بس كان أول مرة يتكسّر بخاطري كدة..

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم أنا عارفه يا لمار انك اتصدمتي صدمتين صعب على اي حد يتحملهم الأوله من المرض والتانيه من حبيبك أو اللى كنتِ فاكره أنه بيحبك بس أحمدي ربك انه كشفه على حقيقته  فى أول موقف حصل بينكم ده يثبتلك أنه لو كنتم كملتوا واتزوجتوا مع أول مشكله كان هيتخلا عنك صدقيني أنتيِ الكسبانه وهو اللى خسران حب حقيقي عمره ما هيعوضه

فضلت ابكي بقهر وحزن وكسرة 

عدى عليا الوقت بسرعه مسحت دموعي وقررت اكمل المشوار للنهايه ...!

ماما وبابا مكنش عندهم اعترض إن اعمل كل حاجه نفسي فيها حتى لو الناس هتتكلم عليا سوى بسلب او بالإيجاب 

رحت الكوفير ولبست فستاني ورحت اتصورت مع عيلتي كلها واتصورت صورة لوحدي وانا نايمه على الأرض

الصور دي المفروض كُنت متفقه مع محمد عليها 

وسبحان الله زي مايكون قدمي وبيضحك ضحكته الجميله الهاديه 

اخر مشوار قبل مارجع على البيت هو إن ادخل القاعه من غير محمد 

عملت كل حاجه تخليني أنسى محمد في اليوم ده لكن محمد كان قدمي في كل لحظه 

رقصت على كل انواع المزيكا 

عملت كل حاجه المفروض تتعمل 

إلا إن أرقص معاه الرقصه الأولى وإن يقول لي اخيراً هيتقفل علينا باب واحد وإن يقول من انهاردة هنام واصحى على صوتك  

حاجات كتير جداً متنفعش تتعمل من غيره وحاجات كتير جداً من غيره مالهاش طعم  

حاولت اخبي دموعي لقيت اللي وجعني اكتر وخلها تنزل ومعرفش أسيطر عليها 

لقيت محمد واقف ومعاه بوكيه ورد جمييييل دموعه كانت نازله وفجأة مسحها ودخل القاعه 

ومعاه المأذون هو يقرب وانا أبعد قلبي هيوقف من قربه 

قرب مني اكتر مسك أيدي ولأول مره يبوسها حاولت اشيلها كفايه مش قادرة قدمك بضعف ومش قادرة استحمل 

وقبل مااتكلم لقيته قعد على ركبته وقال لي برجاءودموعه نزله على وشه بطريقه مش طبيعية 

-انا أسف وبطلب منك إنك تكوني مراتِ 

-خلاص مبقاش ينفع انا انا 

وقف ومسح دموعه وقال بقوه مصطنعه 

-وافقتِ ولا لأ هتجوزك ومش هتنازل عن حقِ 

مش عارفه أعمل إيه اتجوزه وانا فاضل ايام وأموت 

ولا أفضل زي مانا 

وقبل مااقول قراري كان مسكني من أيدي وقال للمأذون 

-يالا ياعم الشيخ متضيعش وقتك كفايه اللي ضاع مننا 

كتب كتابه عليا وانا لسه في حاله ذهول انا بحلم ولا بجد معقول اللي حصل ده 

وقف محمد ولبسني الدبله وقالي 

-دبلتك يوم ماقلت إن ماقدرش اسمي لمار فـ عشان مينفعش يكون اتنين لمار في الدنيا أنتِ وبس 

حضني وكان الحضن الأخير

عارفين ليه الحضن الأخير لأن محلصش كان الحضن الأخير في خيالي 

اتمنيت محمد يجي ويعمل كده 

خلاص الوقت ورجعت البيت و مع اهلي 

اللي القهر والحزن كان واضح عليهم 

قلعت فستاني وصليت ركعتين لله وسجدت ودعيت لـ محمد يتجوز الإنسانه اللي تريح قلبه وتسعده 

سجلت اخر فيديو لي هو مخصوص وطلبت من منار تدي له التليفون في حالة وفاتي 

طلبت منه إن يعيش حياته وإن سامحته على كل حاجه 

الجرس بيرن قمت اشوف مين الدنيا كلها بتلف بيا 

مش قادرة أتحرك حصلت لي حالة تشنجات الدنيا كلها كانت بيضه قوووووي في عيني 

الصورة بدئت تختفي وصوت محمد بيقرب 

مال عليا وشالني وقال لي

-أنا أسف أنا كُنت أناني ومريض أنتِ حبيبتِ وهافضل جنبك لحد العمر مايخلص 

ماكنتش قادرة اتكلم مش عارفه كُنت بحلم ولالأ بس اللحظه دي مش عايزها تنتهي محمد قصادي واخر حاجه هتشوفها عينا قبل ماتتقفل عايزة إيه تاني اكتر من كده 

طلع حقيقي محمد فعلًا موجود قدمي سمعت بابا بيقول بفرحه كبيرة 

-محمد عايز يرجع تاني ويكتب الكتاب وبعد ماربنا يتم شفاكِ على خير هايعمل فرح كبير 

-سامحيني يا لمار  ووافقي تكوني مراتِ 

بصيت لـ محمد وقلت بصوت ضعيف وتعبان 

-سامحتك يامحمد وموافقه أكون مراتك بس مش هنا 

-اومال فين؟!!

-في الجنه بإذن الله 

غمضت عيناها بعد ما قالت الشهادتين ماكنتش مصدق اكيد بتهزر اكيد بتعمل كده عشان تختبر مكانتها عندي هزيتها جامد قلت بغضب 

-قومي يالمار بلاش هزار أنا رجعت وندمان بلاش عقاب أنا مش قده 

قومي يالمار قوووووووومي 

حاله الحزن الصدمه الذهول معرفش حاله مش لقي ليها مسمى 

فجاة الكل صوت والبيت اتهز من الصراخ والبكاء المرير 

لمار اللي كان عندها طاقه وحيوية تكفي بلد بحالها راحت خلاص لأ مش معقول 

عم محمد كان قاعد جنبها بيبكي في صمت 

أما طنط فـ دي كان عندها قوة وصبر مش قادر أوصفها 

قامت صلت وطلبت من ربنا الصبر 

اليوم كان صعب قوووووي كل حاجه بتمر بسرعه 

مجموعه من الستات بيغسلوها والباقي قاعد بره يقرأ قرآن والدموع مش مفرقه عيونهم 

المفروض لمار تروح دلوقتِ المسجد عشان نصلي عليها صلاة الجنازة 

كل ده انا مش حاسس بي كل مر عليا كأنه فيلم 

فضلت ماسك نفسي وأبين قدمهم كلهم إن متماسك لكن لحظه إن تنزل القبر كان هي نفسها لحظه الانهيار 

بالنسبه لي 

وقعت وطلبت منهم انهم يزفونني معاها حاولت أمنعهم إنهاتدفن أصلاً لكن عم محمد مسك دراعي وقال لي إن ده قضاء ربنا ونفذ خلاص وإحنا ملناش في نفسنا حاجه 

دي أمانه ورجعت لـ صاحبها 

كميه قهر ووجع غير محتملة عشت فيها 

الأيام بتمر عليا كأنها سنين 

الحاجه الوحيدة اللي كانت بتصبرني هي إن أزور لمار كل يوم وأفضل معاها لحد الصبح وأتكلم معاها عن يومي من غيرها بقى عامل ازاي !!

قررت استقر في مصر وألغي فكرة السفر دي من دماغي بتاتاً 

ومش بس كدهقررت كمان أسيب شغلي وأعمل جمعيه خيريه باسم لمار ومسجد ومركز طبي لعالج مرضى السرطان 

واللي ساعدني على كده الأرض اللي ورثتها من بابا بعد ماشافني عايز اعمل حاجه لـ لمار 

وحده وحده والحمدلله الجمعية وقفت على رجلها 

وكمان اشتريت سرير بـ إسم لمار كـ صدقه جاريه على روحها في كل مستشفيات الأورام 

انهاردة لمار تمت سنه وهي نجمه في السما 

الحمدلله كل يوم بشوفها في المنام وانا مش عايز اكتر من كده اخواتي وأمي غلبوا معايا عشان اتجوز 

وأنا رفضت وهفضل طول العمر ارفض 

اصله ماينفعش ..!

انهاردة افتتاح دار الأيتام عملته بـ إسم لمار 

وعلى روحها 

رحت المقابر وعرفتها اللي بعمله وسبتها بدري المرادي 

عشان الافتتاح

نسيت اقولكم إن كمان بساعد البنات والشباب اللي عايزين يتجوزا ومش عارفين 

اخويا جاب بنت وكان عايز يسميها لمار بس انا رفضت 

مفيش غير لمار واحدة بس وبعدين يفضل يدلع فيها ويقولها حبيبتي وإنتوا عارفين بغيييير جدًا 

وقتِ اتقسم مابين طول النهار في الجمعية ودار الأيتام والليل مع لمار قراءه القرآن زي ماعودتها على طول 

عم محمد وطنط الحمدلله ربنا مصبرهم جداً 

ومنار بقت معاهم باستمرار مابتسبش ليهم فرصه يقعدوا يفتكروا الماضي 

طنط وعم محمد طلبوا مني اتجوز منار 

بس أنارفضت كالعاده وقلت 

-أنا هتجوز لمار في الجنه ومستحيل اخلف وعدي معاها 

بقت اقعد احكي للأطفال الدار عن لماروعني وقبل مايناموا يقروا الفاتحة على روحها 

ياااااه الكلام ده مر عليه 25سنه ولسه فاكر زي مايكون امبارح 

طبعًا انا لسه زي مانا بعمل كل اللي كُنت بعمله وزيادة 

شويه بس لأن الصحه مش زي الأول بدأت اخف شويه شغل وأتفرغ لـ لمار 

الواد إبن اخويا بقى دكتور واتخصص مخ وأعصاب 

وعاملني شغلنته الأيام دي كل شويه يعمل تحاليل واشعات عشان إيه شويه الصداع والدوخة اللي بيجولي 

المهم انهاردة عرفت خبر وانا من ساعتها مبسوط قوووووي 

أنا مريض كانسر في المخ نفس المرض اللي جه لـ لمار 

اللهم لك الحمد أنا في مرحله منه الواد عايز يخليني اعمل عمليه بس أنارفضت ملهاش لازمه 

اخيراً هااشوف لمار اخيراً مش مصدق نفسي 

-عمي حضرتك لازم تاخد الدوا 

-لأ مش هاخد حاجه خلاص مبقاش في وقت ولا العلاج يعمل حاجه أنا عايز  اوصيك وصيه 

لوموت تتدفني جنب لمار 

-عمي ارجوك متقولش كده 

مش حاسس باي حاجه غير إن لمار قدمي بتشاور بـ أيدها عشان اروحلها الرؤيه عندي بتختفي شويه بشويه 

غمضت عيني بهدوووء تام 

ودي كانت حكايتي مع حبيبة عمري 

هي اتزفت للجنة 

                        زفاف بدون عريـــس

وانا إن شاءالله هكون عريسها في 

                     تمت

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close