أخر الاخبار

رواية واذا تملكك الهوي الجزء الثاني2 كامله ) بقلم فاطمه محمد جميع الفصول من الاول حتي الاخير الخاتمه



رواية  #وإذا_تملكك_الهوي ج2


#بقلم_فاطمة_محمد 


#الفصل_الأول


ولج "عمار" داخل الغرفة بعدما عاد من عمله وحالة من 


الاشتياق الجارف تعتلية لرؤية زوجته و ابنته الصغيرة التى 



اصبحت فى الرابعة من عُمرها و التى اطلقا عليها اسم "شمس" 



ملبيًا لرغبة معشوقته وتسمية ابنته على اسم والدتها التى لم يسنح لها رؤيتها 


أتسعت أبتسامة إيمان رافعة عينيها ناظرة له و ابنتها نائمة 



بجوارها متحدثة بخفوت حتى لا تزعج أبنتها


-عمار جيت بدرى يعنى


أتسعت ابتسامته و جلس بجوارها منحنيًا تجاه ابنته مقبلًا إياها برقة و حنان بالغ 


وبعدما قبلها اعتدل بجلسته مقتربًا من إيمان مقبلًا إياها من وجنتيها بأشتياق هامسًا بجوار اذنيها بهمس


-وحشتينى انتى و شمسي و فتون


ابتسمت له بفتور و هتفت بهمس


-وانت كمان وحشتنا و احسن حاجة انك رجعت بدرى انهاردة ،و يلا قوم خد شور و كفاية كلام عشان شمس متصحاش


تنهد طويلًا و قال بنبرة ذات مغزى مضيقًا عينيه مقتربًا من وجهها بدرجة كبيرة هامسًا بجوار اذنيها و انفاسة تصفح بشرتها


-هقوم بس اعملى حسابك السهرة انهاردة للصبح


أتسعت عيناها مغمغمة بتحذير و ضيق 


-اسكت يا عمار اسكت و قوم غير هدومك 


كز على اسنانه و زفر بضيق و عينيه معلقه عليها فلمسته بيديها تحثة على النهوض مغمغمة


-قوم يا عمار انت لسه هتبصلى يلا اتفضل ادخل غير و لا استحمى و بسرعة عشان ننزل نأكل 


نظر لها بغيط و غمغم


-طيب ادينى داخل اهو


وما غادر من امامها حتى ظلت ترمق الصغيرة بحنان منحنيه بأتجاها مقبله إياها بحنان اموى فالتفت إليها رامقًا إياها بنظرة سريعة حملت الكثير و الكثير 


فهو لا يغيب عنه اهتمامها الذى تحول تجاه ابنتهم الصغيرة فأهتمامها اصبح منقسم ما بين كل من فتون و شمس 


لا ينكر اعجابه بحنانها و اهتمامها بأطفالهم و لكن لماذا لا تعيرة بعض الاهتمام فهو لا يريد الكثير يريد فقط بعضًا من وقتها 


فكم حاول تنبيها على أفعالها و ابتعادها عنه فحديثة معها و طلبه منها ان تعيره بعضًا من اهتمامها لم يفلح فلا حياة لمن تنادى 


فكم اشتاق لتمضية بعض الوقت برفقتها تنهد طويلًا و دلف الى المرحاض مغلقًا الباب من خلفه و وقف امام المرآه يفكر بحل ما يستطيع من خلاله ان يعيد معشوقته و يعيد أهتمامها به


ففتح المياة و انزل راسه تحته لعل الماء ينشط تفكيره و بعد عدة ثوانٍ أزال رأسه متناولًا المنشفة مجففًا رأسه 


أما بالخارج 


فدلفت "إيمان" حجرة ابنتها "فتون" و الصغيرة بغرفتها تذهب بسبات عميق ،فقطبت ما بين حاجبيها عندما وجدت الغرفة فارغة واغلقت الباب متجهه للخارج فقابلت "زينب" بوجهها فغمغمت


-إيمان يلا العشا جاهز انا كنت طالعة اناديكى


أماءت "إيمان" براسها هاتفة بتسأول


-زينب مشفتيش فتون


-لا شفتها برة فى الجنينه هى و بسملة


زمت شفتيها وغمغمت بانزعاج


-هو انتى برضو اللى حضرتى العشا لوحدك


اماءت "زينب" براسها مغمغمة


-ايوة ما انتى عارفة بسملة مبتعملش حاجة كفاية عليها الموبايل و المسلسلات التركى اللى واكلة دماغها 


تأففت "إيمان" و قالت بصياح


-لا ما هو مينفعش اللى هى بتعمله ده احنا مش شغالين عندها نبقى احنا بنشتغل و هى قاعدة مبتعملش حاجة


حركت الاخرى كتفيها مغمغمة


-هتعملى ايه يعنى ما انتى عارفة بسملة خلاص يا ايمان كبرى دماغك عشان خاطر زياد و بعدين هو كلمها كتير و برضو مفيش فايدة هى كدة و مش هتتغير ونحمد ربنا انها مطلعتش زى عديلة هانم والا مكناش هنعرف نتعامل معاها


-ما هو اللى مسكتنا عليها لحد دلوقتى زياد والله كل شوية اقول يمكن يبقى عندها دم طب على الاقل تساعدك بس دى مفيش احساس خالص 


زفرت "زينب" 


-ما خلاص يا ايمان و بعدين ما ورد بتساعدنى فكك منها عشان منعملش مشكلة بينها و بين زياد 


رفعت "إيمان" حاجبيها و قالت


-طيب انا هنزل انادى ورد عشان تطلع تقعد مع شمس عشان لو صحيت و ملقتنيش هتقعد تعيط

_______________________________


على المائدة بقصر الشرقاوى


كان كل من "عمر" و "عائشة" و "عديلة" 


يتناولان طعام العشاء و عائشة تقوم بإطعام "عديلة" التى تجلس على المقعد المتحرك و عمر يطلع عليها بحنان متقنًا بأنه أحسن الاختيار فلو كانت امرأة اخرى فلم تكن ستفعل مع والدته ما تفعله فكل من مريم و بسملة لا يهتمان بها مثلما تهتم هى فأهتمامها بوالدته لم يقل منذ أربع سنوات ولا تزال تعتنى بها دون أن تشكو أو تمل

وكلما رآها وهي تلبى لوالدته شئ او تقوم بإطعامها يزداد حبه و شغفة تجاها يومًا بعد يومًا


أبعدت "عائشة" الملعقة عن فم "عديلة" هاتفة بتسأول


-تشربى ماية


اماءت لها بخفة فانتشلت "عائشة" كوب الماء و جعلتها ترتشف منه و بعدما انهت اطعامهم ابتسمت لها ماسحة لها فمها 


و شرعت بتناول طعامها فانتبهت لذلك الذى يرمقها بحب فصاحت بدهشة


-فى ايه يا عمر بتبصلى كده ليه 


ابتسم لها و جذب يدها مقبلًا إياها بحب مغمغم


-ربنا يخليكى ليا ،انتى بجد نعمة من ربنا 


أبتسمت و جذبت يديها بخجل لتقبيلة اياها امام والدته فألتفتت ترمق عديلة التى باتت تعلم جيدًا ان ابنها احسن الأختيار فكم ظنت بالبداية بانها سترى الويل و العذاب و خاصة انها ابنه تلك العائلة التى كانت تكرهها اكثر شئ ابنه المحمدية…….


استمعت "عائشة" لصوت بكاء ابنها الصغير "حمزة" و الذى يبلغ عُمره سنه و نصف فابتسمت مهرولة من مكانها 


-حمزه صحى هروح اشوفه


تعلقت عين "عمر" بها و غمغم


-كملى اكلك الدادة معاه يا عائش


ابتلع باقى حديثة عنده وجدها اختفت عن انظاره


_______________________________


التفت الجميع بقصر المحمدى لتناول العشاء معًا و شرع الجميع بتناول الطعام 


فجلست "فتون" بجوار كل من "رأفت" و "زينب" و ابنتهم "تمارا" التى اصبحت فى عامها الرابع


اما "جمال" فكان يترأس الطاولة و بجواره "عمار" و "إيمان"


وبجوار كل من ايمان و عمار كانت تجلس بسملة و زياد 


فغمغم "جمال" و عينيه تبحث عن شمس


-اومال شمس فين يا إيمان


ابلعت ايمان ما بجوفها و قالت


-نايمة يا بابا و ورد معاها متقلقش


اماء لها بتفهم فقطبت "فتون" ما بين حاجبيها و قالت


-وانا يا جدو مش هتسأل عليا


ابتسم لها "جمال" و رفع حاجبيه قائلًا بمرح


-حبيبة جده انتى قدامى ،لكن شمس مش شايفها


حركت راسها و تنهدت قائلة بنبرة طفولية


-ماشى 


اتسعت ابتسامة "جمال" و ظل يرمق ابنته و ابنتها بنظرات محبه يحمد ربه على نعمة وجودهم بحياته


_______________________________


داخل غرفة إيمان و عمار

كان جالسًا على الفراش ساندًا بظهره بظهر الفراش ينتظرها منذ وقت طويل لا يعلم لما تأخرت و أخذت كل هذا الوقت فأغمض عينيه شاردًا بفكر بها ،يتوق إليها يتمنى ان يأخذها بمكان خالى لا يوجد به سواهم و يبثها شوقة و اشتياقة لها ولكنها لا تقبل بالذهاب معه متعلله بعدم قكرتها على ترك بناتها رغم علمها بأنها إذا فعلت و تركتهم سيحصلون على رعاية جيدة بوجود كل من زينب و ورد و لكن كلما ابتعدوا عندها لدقائق تشعر بانها لا تستطيع التنفس فكيف ستفعلها لايام ......


قطع شروده دخولها الى الغرفة وكاد ان يعتدل بالفراش و الابتسامة تتسع على وجهه حتى وجد معها شمس التى لا تكف عن البكاء فعقد ما بين حاحبية و قال بتساول و عينيه تجول بينها و بين ابنتها


-فى ايه يا إيمان هى كل ده شمس منامتش


حركت رأسها بنفى وهى تقترب منه و ابنتها متعلقة بيديها جالسه على الفراش و ابنتها تتوسط الفراش


فصاح بدهشة


-مالك يا شمس بتعيطى ليه


رفعت الصغيرة كفها الصغير الناعم مزيلة دموعها قائلة 


-عايزة انام جمب ماما


تنهد عمار و رفع يديه يزيح دموع ابنته التى تألمة كلما رآها وقال بحنان فطرى


-طيب خلاص يا حبيبتى متعيطيش 


فصاحت ايمان 


-خلاص يا حبيبتى هتنامى اهو معايا كفاية عاك بقى 


ثم رفعت عينيها رامقة عمار بنظرة سريعة قائلة و هى تدثر ابنتها بالغطاء


-اطفى النور وحياتك يا عمار عشان نعرف ننام


اماء لها عمار و اغلق اضاءة الغرفة و نهض من جوارهم متجهًا لخارج الغرفة 


كاد ان يخرج فوصل لمسامعه صوته و هى تستفسر عن ذهابة


-رايح فين يا عمار !؟


اجابها و هو لا يزال مواليًا ظهره لها


-هقعد فى الجنينه شوية نامى انتى


فقالت بلا مبالاه


-ماشى بس وانت داخل الاوضة متعملش دوشة عشان منصحاش


_______________________________


بالحديقة 


جلس على ذلك المقعد و هو يأخذ نفسًا طويلًا صاحبة أغماض عينيه مستنشقًا ذلك الهواء النقى الذى تخلل رئتيه ،لا يعلم ما الذى عليه فعله ليسترجع تلك الحبيبة و الزوجة التى جعلته لا يرى غيرها بهذا الكون و التى جعلته اسيرًا لعيناها و اصبحت هى نفسه و روحه فبدونها هو لا يساوى شيئًا 


فأرتسمت أبتسامة بسيطة على محياه عندما تذكر تلك الحادثة التى تعرضت لها منذ اربع سنوات و التى ظن حينها بانه فقدها لا محالة وشعر بأنسحاب روحه من جسده لكن ما حدث لم يكن كذلك 


فبتلك الحادثة فقدت ذاكرتها و تناسته و و تناست حبهم و عشقهم و ما فعله من اجلها فكم تألم بتلك الأيام و هو يراها امامه جامدة باردة مثل لوح الثلج 


و عند هذة الفكرة فتح عيناه و جحظت بشدة والابتسامة ترتسم على وجهه بعدما جائته تلك الفكرة الشيطانية التى ستجعلها تهتم به و التي ستوقظ حبها باتجاهه رغمًا عنها فهو لن يكون ذلك الزوج الذي سيستسلم للأمر الواقع و يجعل عشقهم يضع هباءٍ


_______________________________


فى صباح يوم جديد


ولج "رأفت" و "زياد" الى غرفة المكتب وعلامات الأستفهام تعتلي وجوههم فاقتربوا من "عمار" الذي أشار لهم حتى يقتربون منه مغمغم بهدوء


-تعالوا و اقفلوا الباب وراكم


عقد "رافت" حاجبيه و غمغم بقلق وهو يجلس على المقعد المقابل لمكتب شقيقه


-فى ايه يا عمار !!!


رمقهم "عمار" بنظرة جانبية و غمغم بهدوء


-فى حاجة فى دماغى عايز اعملها و انتوا هتساعدونى


رفع "زياد" حاجبيه و صاح باستفهام


-حاجة ايه يا عمار


زفر "عمار" و قال بصوت صارم


-متسألونيش عن السبب بس ،يكفى تبقوا معايا مش عايز اكتر من كده


تبادل "زياد" و "رأفت" النظرات بعدم فهم فحرك رأفت كتفيه و غمغم


-بص هو انا مش فاهم حاجة بس اكيد احنا معاك فى اى حاجة


اتسعت ابتسامة "عمار" و عاد بظهره للخلف متنهدًا براحة شديدة متمتم بخفوت


-حلو اوووى كده


_______________________________


بعد مرور يومان


هرولت "إيمان" و بجوارها كل من "زياد" و "رأفت" تجاه تلك الغرفة القاطن بها زوجها بعد علمت من أشقائه بأنه تعرض لحادث مريب على الطريق فشعرت بأن قلبها يكاد يغادر جسدها ،وظلت طوال الطريق تناجى الله عز وجل حتى لا تفقده

وعند هذه الفكرة انتفض جسدها و اهتز بعنف و شعرت بأن قدميها لا تحملانها

هبطت دموعها الحارة لتلفح بشرتها و هى تتذكر اهمالها له و كيف زال حبه لها قائمًا 

فلو كان رجلا آخر لكان مل منها و لكنه لم يمل وكم تحدث معها و لكنها لم تصغ إليه 

علت شهقاتها فرفعت يدها و وضعتها على فمها تكتم تلك الشهقات تعلم بأنه لا يزال حيًا و يتنفس فلو كان غير ذلك ما كانت لتستطع التنفس فهما مرتبطان ببعضهم البعض 


وصلا أمام الغرفة فاندفعت هى اولًا داخلها و دقاتها تتسارع وما ان دلفت الغرفة حتى وجدته يتسطح الفراش الصغير و احدى يديه يحاوطها ذلك الجبس


فاقتربت منه بلهفة وهي تحاوط وجهه قائلة بلهفة و خوف نابع من حبه و عشقها له مقبلة يديه السليمة بشوق 


-عمار عمار حبيبى انت كويس


رمقها بنظرة غريبة غير مألوفة بالنسبة لها فابعد نظراته يرمق اشقائة عاقدًا جبينه قائلًا بدهشة و هو يعيد نظراته تجاها مرة آخرى


-انتى مين !!! 


ثم حول نظراته تجاه شقيقه "رأفت" و غمغم 


-مين دى يا رأفت


تيبست ساقاها و ظلت ترمقه بأعين متسعة ،فأقترب زياد و رافت و الدهشة تعتلي وجوههم فغمغم رافت


-عمار انت كويس 


اماء له عمار برأسه و هو يرمق تلك القاطنة امامه بنظرة جانبية و غمغم بألم طفيف


-كويس بس برضو مجاوبتوش مين دى


خرج صوتها مهزوزًا و قالت بعدم تصديق


-يعنى ايه مين دى انا مراتك و


كادت ان تكمل و لكن قاطعها دلوف الطبيب الى الغرفة فتحرك رافت تجاه بلهفة و غمغم 


-طمنى يا دكتور حالة عمار ايه انا اخوه ارجوك طمنى


تنهد الطبيب و ارتسمت علامات الأسف على وجهه و غمغم و هو يرمق عمار


-أستاذ عمار عنده كسور بسيطة و فى جرح فى قورته و خيطناه اطمنوا حالته مش خطيرة و الحمدلله جت سليمة


اقتربت منه إيمان و غمغمت بلهفة 


-طب هو مش فاكرنى ازاى !!! ازاى فاكر اخواته و انا لا انا عايزة افهم 


لاحت ابتسامة على وجه عمار سريعًا ما اخفها وبادله إياها رأفت 


فصاح الطبيب باسف


-طيب ممكن تكون الحادثة أثرت على ذاكرته شوية بس متقلقوش هنعمل فحوصات و هنعرف فين المشكلة


ثم استأذن منهم وخرج من الغرفة فأزدردت إيمان ريقها والتفتت تنظر تجاه عمار مرة آخرى و التى ظل يرمقها بصدمة قائلًا 


-انا اتجوزتك امتى انا مش 



              الفصل الثانى من هنا


لقراة باقي الفصول الجزء الاول كامله من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close