أخر الاخبار

رواية زهرتي الخاصة الفصل الاول1 والثانى2 بقلم زهرة التوليب


الفصل الأول 


رواية " زهرتي الخاصة "


بقلم زهرة التوليب 



فتحت عيونها الزرقاء الخلابة على صوت المنبه ف أوقفته ثم 


قفزت من على الفراش بنشاط و هى تشعر بالسعادة فاليوم 


قادم أكثر شخص تحبه في هذه الحياة من كاليفورنيا بعد 


غياب دام أكثر من 13 سنة


دخلت إلى الحمام و أخذت حماما ساخنا ثم ارتدت فستان لونه 


أزرق و به زهور بيضاء أنيق قامت بتفصيله و عليه حجاب لونه 




أبيض ثم أدت صلاتها و ذهبت إلى المطبخ لإعداد الفطور


 


دخلت إلى المطبخ فوجدت رئيسة الخدم درية فألقت عليها التحية قائلة : صباح الخير ست درية


ردت درية و هى تضحك : صباح الخير كاميليا .. مش عوايدك تصحي بدري .. ايه اللي حصل في الدنيا النهارده .. و ايه كل الأناقة دي


 


بدأت كاميليا بإعداد الفطور و قالت بابتسامة متوترة : عادي يعني .. بس عايزة أعمل الفطار قبل ما مدام جميلة تصحى .. و إلا هتشتغل تهزيق فينا من عند الصبح


صمتت درية و لم تقل شيئاً و ظلت تنظر ل كاميليا بحزن فهى تعلم بحبها له لكن للأسف ليس هناك أى فرصة ليكونا معا


بعد أن انتهت كاميليا من إعداد الفطور أخذته مع باقي الخدم إلى غرفة الطعام و بدات   بوضعه على المائدة بطريقة جميلة و مرتبة ثم جاءت سيدة المنزل السيدة جميلة و جلست و قالت ل كاميليا : صباح الخير كاميليا .. النهارده ابني جاى من السفر .. و عايزاكي تلمي حاجتك .. عشان النهارده بعد كليتك هتروحي تشتغلي عند    واحدة صاحبتي .. تقدري دلوقتي تروحي تصحي عمر .. و تجهزيه عشان تاخديه المدرسة و بعد كده تروحي كليتك .. و بعد الكلية تروحي عند صحبتي .. أنت عارفاها مدام روحية جارتنا .. و بالنسبة لعمر هخلي السواق يجيبه للبيت


 


صدمت كاميليا مما سمعت هل يعني هذا أنها لن تراه بعد كل هذه السنوات لقد كانت تنتظر بشوق اللحظة التي ستراه فيها


ردت كاميليا و هى تحاول منع دموعها من النزول : أرجوكي مدام جميلة .. أنا مش عايزة أمشي من هنا .. أنا بحبكم و بحب القصر ده .. أنا من    سعت ما كنت طفلة و أنا عايشة هنا .. ليا ذكريات كتير حلوة معاكم في القصر ده .. أرجوكي بلاش تخليني أمشي من هنا


 


غضبت جميلة كثيراً و قالت بطريقة قاسية : أنت فاكراني باخد رأيك .. ده أمر مش اقتراح .. و احمدي ربنا إن صحبتي رضيت تشغلك عندها .. مع إن عندها خدم كتير


كل ما استطاعت أن تقوله كاميليا هو : حاضر ثم ذهبت إلى غرفتها تجمع ملابسها في الحقيبة و دموعها تتساقط بغزارة على وجهها كحبات اللؤلؤ المنثور


بعد أن انتهت كاميليا من جمع حاجاتها ذهبت إلى غرفة عمر الصغير و فتحت الستائر   فدخلت أشعة الشمس إلى عينيه و أيقظته لذلك قال بانزعاج : كاميلا اقفلي الستاير دي .. عايز أنام و وضع الغطاء على وجهه


سحبت كاميليا الغطاء من عليه و قالت بتعجب : مالك يا عمر .. النهارده أخوك جاى .. أنت مش عايز تشوفه و تتعرف عليه


 


زفر عمر بضيق قائلا : لا مش عايز .. أنت من سعت ما سمعتي إنه جاى .. و أنت طايرة من الفرحة .. و كل كلامك عنه هو و بس .. و أنا مش هكون مهم تاني بالنسبالك .. لما سيادته يشرف


جلست كاميليا على طرف السرير بجانبه و قالت بنبرة تملؤها الحنان : ايه اللي أنت بتقوله ده يا عمر .. أنت طبعا مهم بالنسبالي أوي .. بس أخوك    دخل مدرسة داخلية و هو في ثانوي و بعد كده الجامعة .. من 13 سنة أنا مشفتش وشه تاني .. دي كل الحكاية .. و بعدين أنت عمرك ما شفت أخوك .. لما مامتك ولدتك هو كان سافر .. مش نفسك تتعرف عليه


عمر بابتسامة خبيثة : يعني أفهم من كده إنك بتحبيه .. و وحشك جدا


 


كاميليا بنبرة متوترة : آه طبعا بحبه زى ما بحبك .. و أنت مش لما باخدك من المدرسة بقولك وحشتني .. انتوا الاتنين عندي واحد .. و يلا قوم خد ليك شاور .. عشان تروح المدرسة


قفز عمر من السرير نحو الحمام و أخذ حمام ساخن ثم ارتدى ثيابه المدرسية و عندما خرج مشطت كاميليا له شعره و أخذته إلى المدرسة ثم ذهبت إلى جامعتها


مر اليوم بسرعة في الجامعة دون أحداث تذكر لأن كاميليا فتاة هادئة جدا تتجنب الجميع من حولها لأنها تخاف أن تقع في المشاكل إضافة إلى ذلك    هى خجولة بشكل لا يصدق و تخاف أن تجرح الآخرين بدون قصد و تحب مساعدة الجميع هى أيضا متفوقة جداً في دراستها فهى الأولى على كليتها في السنوات السابقة و هذه آخر سنة لها في كلية الهندسة و قد اختارت هذه الكلية لأنها نفس كليته


خرجت كاميليا من الجامعة و ذهبت إلى منزل مدام روحية التي استقبلتها بطريقة سيئة حيث قالت باستهزاء : أخيراً شرفتي .. أنت فاكرة    نفسك إنك في بيت جميلة .. لا يا حلوة اصحي أنت في بيتي أنا .. فاهمة و لا تحبي أفهمك بطريقتي


ردت كاميليا بهدوء قائلة : فاهمة و بعد ذلك أخذتها إحدى الخادمات إلى غرفتها و بعد أن بدلت ملابسها ذهبت إلى المطبخ في منزل روحية لتحضير الغداء


عند عمر خرج من المدرسة فرحا لأن اليوم الدراسي انتهى و ستأخذه كاميليا إلى المنزل   لتلعب معه لكنه استغرب وجود العم رأفت العجوز سائق العائلة ينتظره خارج المدرسة و قال : فين كاميلا ؟


رد رأفت بابتسامة مزيفة قائلا : هى مستنياك في البيت


عمر بنظرات حزينة و بريئة : طيب ليه هى مجتش تاخدني


رأفت بضحكة مزيفة : أنت عارف إن النهارده أخوك جاى .. و كاميليا مش ملاحقة على طلبات مدام جميلة


ركب عمر في المقعد الخلفي للسيارة و من الواضح عليه علامات الانزعاج عندما علم باهتمام الجميع بقدوم أخيه الكبير الذي لم يره أبدا في حياته


عاد عمر إلى منزله و بدأ بالبحث عن كاميلا في أرجائه لكنه لم يجدها أبدا لذلك ذهب إلى والدته و سألها ببراءة قائلا : يا ماما .. فين كاميلا ؟


لم تجبه والدته لأن أبواب القصر فتحت و ركضت نحو الشخص الذي دخل منه


لقد كان رجلاً طويل القامة و مفتول العضلات بنيته ضخمة ذو شعر بني كثيف و عيون رمادية حادة تميل إلى اللون الفضي يبلغ من العمر 28 عاماً


سار بخطوات هادئة بطيئة مرتديا بدلة رسمية و يجر حقيبته السوداء خلفه و توقف    عندما احتضنته والدته بقوة لكنه لم يبادلها ثم ابتعدت عنه و قالت و هى تمسك وجهه بيديها : وحشتني أوي يا مالك .. عامل ايه يا ابني


مالك ببرود : الحمد لله


جاء والده أيضا رجل الأعمال الشهير معتصم الشافعي و احتضنه بقوة لكنه لم يبادله و عندما ابتعد عنه قال : عامل ايه يا مالك .. يا ابني


مالك بنفس النبرة : الحمد لله


بعيداً عنهم كان عمر يراقبهم و عيونه تشتعل غضباً و حقداً فالكل مهتم بأخيه لكن ما يشغل تفكيره عدم وجود كاميليا بالمنزل مع إنها كانت    متشوقة لرؤية مالك بعد مرور 13 سنة لذلك اقترب منهم و سأل والديه بطريقة غير مهذبة قائلا : ماما .. بابا .. فين كاميلا ؟


نزل مالك لمستواه و قال بلطف : أنت أخويا عمر صح ثم أكمل باستغراب قائلا : بس مين بتكون كاميلا اللي بتسأل عنها ؟


ردت جميلة و هى متوترة : كاميليا سابت البيت و مشيت


عمر بصدمة : مستحيل كاميلا تمشي و تسيبني .. دي كان نفسها تشوف مالك


لم يهتم مالك بما يقولون و استأذن منهم بهدوء قائلاً : أنا تعبان .. و هروح أرتاح في أوضتي شوية .. ممكن ست درية توريني اوضتي فين ؟


درية بصوت سعيد : آه طبعاً .. اتفضل من الطريق ده


بعد أن ذهب مالك مع درية قالت جميلة بحزم : عمر


عمر و هو غاضب : فين كاميلا يا أمي ؟


جميلة بغضب من هذا الصبى : قولتلك إن هى سابت البيت و مشيت


معتصم بنبرة حادة : وطي صوتك يا أم مالك .. بلاش تتعصبي على الولد ثم قال لعمر   بنبرة حنونة : حبيبي كاميليا سابت البيت .. أنت ليه مش مصدق ماما


عمر باستسلام : خلاص صدقت دلوقتي .. أنا رايح أوضتي .. عايز أرتاح شوية و اختفى من أمام والديه


عند مالك وصل إلى غرفته و جلس على السرير ينظر للسقف ثم قال بسخرية : غريبة إن معتصم الشافعي اتصل .. و طلب مني أنزل مصر .. عشان    خاطر أدير شركته .. و ناسي إن عندي شركات تانية غير شركته .. بس أنا وافقت عشان أتعرف على أخويا الصغير .. و منها أشوف إذا كان ينفع أفتح فرع لشركتي في مصر


وسط كل هذه الأفكار أغلق عينيه ببطء و ذهب في نوم عميق


عند كاميليا بعد أن انتهت من الأعمال الشاقة التي طلبتها منها روحية ذهبت لتنام أخيراً و هى متعبة ما إن وضعت رأسها على السرير حتى غفت بسرعة


عند عمر نام و هو حزين جداً لأن كاميليا تركت المنزل و الأشد حزناً أنه لن يراها مجدداً ثم أغمض عينيه و نام و في داخل قلبه حزن عميق


في الصباح فتح مالك عيونه ببطء و نهض بتثاقل من على السرير و دخل إلى الحمام ليأخذ حماما دافئا يريح أعصابه ثم ارتدى بدلة رسمية سوداء ثم   مشط شعره و ارتدي ساعته السوداء باهظة الثمن و رش عطره ثم نزل إلى الأسفل لكن قبل أن ينزل أدى صلاته


عند كاميليا استيقظت و هى مفزوعة على صوت روحية عندما قالت : انت هتفضلي كده نايمة كتير .. يلا قومي يا كسولة


نهضت بسرعة كاميليا و أخذت حماما ساخنا ثم ارتدت فستان لونه أبيض و منقوش بورود حمراء مع حجاب باللون الأحمر ثم أدت صلاتها و خرجت من غرفتها لتذهب للجامعة لكن روحية وقفت في وجهها


كاميليا بقلة صبر : نعم


روحية بغضب : أنت فاكرة نفسك فين .. أنت مش عند جميلة .. أنت عندي أنا .. مفيش مرواح ليكي على الجامعة .. و لو هتروحي خدي حاجتك قبل ما تمشي .. و إياكي ترجعي هنا تاني


دخلت كاميليا إلى غرفتها و وضعت ملابسها في حقيبتها ثم خرجت متجهة إلى الجامعة


عند مالك كان يستمع إلى والدته التي تتحدث كثيراً من عند الصباح و هو يكره من يتحدثون كثيراً ثم قال لينهي الحوار معها : أنا تأخرت و لازم امشي و اختفى من أمامها دون انتظار أى رد منها


عند كاميليا كانت تسير و فجأة اصطدمت بشخص طويل جداً


ابتعدت عنه و قالت و هى تمسك رأسها بألم : أنا آسفة مخدتش بالي


مالك هو أساساً مستعجل و هى الآن تعطل عمله لذلك قال لينهي الموضوع : مش مشكلة ثم ركب بسيارته و قادها إلى شركته


رواية زهرتي الخاصة 


الفصل الثانى 



بقلم زهرة التوليب


 بعد أن ذهب مالك نظرت كاميليا للساعة ثم صرخت قائلة : 



أناتأخرت .. المحاضرة فاضل عليها نص ساعة و تبدأ لذلك ذهبت مسرعة إلى جامعتها


عند مالك وصل إلى شركة والده أو بمعنى أدق شركته لأنه سيتولى إدارتها بدءاً من اليوم


استقل المصعد نحو مكتب والده فوجد فتاة غير محجبة يبدو أنها سكرتيرة والده كان شعرها أسود قصير عيونها بنية عادية و ملابسها غير محتشمة


نظر لها مالك باحتقار ثم تابع دخوله إلى مكتب والده و هى لم تمنعه لأن معتصم الشافعي أخبرها بقدوم ابنه و أعطى صورته لها و طلب منها ألا تزعجه    لأنه قليل الكلام و لا يحب أن يزعجه أحد لكنها تضايقت أنه حتى لم يلقي عليها التحية و ما أغاظها بشدة نظرته لها


دخل مالك و جلس على مكتب والده و ظل يقرأ ملفات الشركة و أعمالها


عند عمر كانت درية تتحايل عليه ليذهب إلى المدرسة لكنه رفض بسبب عدم وجود كاميليا حيث قال : أنا عايز كاميلا .. مش عايزك انتي .. أنا مش هعمل أى حاجة .. غير لما كاميلا تيجي


درية بتودد : يعني اجيب ليك كاميليا منين دلوقتي .. قوم يا ابني البس .. عشان تروح المدرسة .. ربنا يهديك و يرضى عنك


عمر برفض تام : لا .. أنا قولت مش هعمل حاجة .. غير لما كاميلا تيجي


جاءت جميلة و قالت بنبرة صارمة : عمر قوم البس .. عشان تروح المدرسة .. و إلا مفيش ألعاب .. و لا شوكولاته .. و لا خروج كمان


رد عمر و الحزن يكسو وجهه : طالما كاميلا مش موجودة .. مش عايز أى حاجة من الحياة دي .. و مش رايح المدرسة


جميلة بنبرة هادئة : خلاص يا عمر .. لما تيجي من المدرسة .. هتلاقي كاميليا موجودة .. بس أنت قوم البس دلوقتي


قفز عمر من كثرة الفرحة ثم احتضن والدته و قال بسعادة : شكراً يا أمي .. أنت أحسن أم في العالم و دخل إلى الحمام ليأخذ حماما سريعاً


بعد أن ذهب عمر قالت جميلة ل درية بصوت منخفض و حازم : اسمعي درية .. أنا عايزاكي تتصلي على كاميليا و تقولي ليها ترجع .. بس لما ترجع خليها    تكون تحت عينيكي .. و لو شوفتيها في مكان قريب من مالك تبعديها فوراً .. و شغليها كتير .. و في المقابل هتاخدي ضعف المرتب اللي بتاخديه حالياً .. ايه رأيك ؟


درية باندفاع : طبعاً موافقة .. أنا تحت أمرك يا ست جميلة


خرجت جميلة من غرفة عمر و لم يمضي كثيرا من الوقت و خرج عمر مرتديا ملابسه المدرسية ثم وقف أمام المرآة و وضع الجل على شعره و بدأ يمشطه   و عندما انتهى قال ل درية : اطلبي من عمو رأفت يجهز ليا العربية .. عشان أروح المدرسة


خرجت درية لتطلب من رأفت أن يجهز السيارة بينما عمر جهز حقيبته المدرسية و خرج مسرعا خلف درية بهمة و نشاط


عند مالك انتهى من قراءة أوراق الشركة و كان يريد رؤية والده ليناقشه في بعض الأمور لذلك اتصل على السكرتيرة من الهاتف الذي في المكتب و قال : تعالي بسرعة على مكتبي ثم أغلق دون أن انتظار أى رد منها


دخلت السكرتيرة و قالت بلطف مبالغ فيه : مالك بيه أعرفك بنفسي .. أنا مى إسماعيل .. سكرتيرة والدك معتصم بيه


رد مالك بكل برود : أنا ما سألتك عن اسمك .. و مش مهم بالنسبالي أعرف أنت مين .. و عايز أعرف معتصم بيه وصل الشركة و لا لسه


أحست مى بالإهانة و قالت و هى محرجة : معتصم بيه لسه ما وصل و كانت ستذهب لكن مالك قال بنبرة حادة : أنا لسه مخلصتش كلامي عشان حضرتك تمشي


ابتسمت مى ابتسامة مصطنعة و قالت بنبرة مستفزة : نعم في حاجة تانية


رد مالك و هو يحاول السيطرة على غضبه : عايز ملف يكون فيه كل أوراق الشركة .. اللي تخص الصفقات اللي عملتها مع شركات تانية .. و يكون الملف عندي في خلال ساعة .. و لما بابا يوصل تقولي ليا .. و دلوقتي اتفضلي على شغلك


خرجت مى و هى غاضبة من هذا الكائن البارد و جلست على مكتبها تتحدث مع صديقتها على الهاتف


عند معتصم وصل إلى شركته ثم استقل المصعد نحو المكتب و مر على السكرتيرة و سألها إذا كان مالك هنا ف هزت رأسها بمعنى نعم و أكملت حديثها على الهاتف أما معتصم قرر عدم إزعاج مالك و وجدها فرصة ليرتاح قليلاً لذلك غادر الشركة و ذهب إلى منزله


عند كاميليا في الجامعة رن هاتفها لذلك استأذنت من الأستاذ و خرجت لتجيب على الهاتف


كاميليا بصوت سعيد : ازيك يا ست درية


درية بغرور : أهلا كاميليا .. كنت عايزة أقولك .. جميلة وافقت ترجعي البيت .. و طبعا كله بفضلي أنا


كاميليا بامتنان : أنا متشكرة أوي .. طيب سلام دلوقتي .. أشوفك في البيت


بعد هذا الخبر السعيد قالت كاميليا لنفسها بصوت منخفض : معنى كده إن أنا هشوف مالك .. أنا كنت فاكرة إن خلاص مش هشوفه تاني بعد كل السنين دي .. قلبي الصغير لا يتحمل ثم ذهبت إلى المنزل و نسيت المحاضرة التي تركتها


بعد مرور ساعة لم تأتي مى و معها الأوراق التي طلبها منها لذلك اتصل عليها و طلب منها أن تأتي إلى مكتبه و كالعادة أقفل دون انتظار أى رد منها و عندما حضرت قال بهدوء غريب : فين الملف اللي طلبته من حوالي ساعة


ارتبكت مى و لم تعرف ماذا تفعل لذلك قالت : ممكن شوية وقت .. و يكون الملف عند حضرتك


سألها مالك بنفس النبرة : و محتاجة وقت قد ايه ؟


مى و هى مرتبكة : يعني حوالي ساعة


مالك و هو يحاول السيطرة على أعصابه : طيب معاكي ساعة كمان .. و معتصم بيه جه و لا لسه


مى بنبرة متوترة : في الحقيقة هو جه الشركة .. و مشي تاني


في هذه اللحظة انفجر مالك في وجهها قائلاً : أنا مش قلتلك لما معتصم بيه يجي .. تقوليلي


مى بغباء : ما أنا كنت بتكلم في التليفون .. لما هو جه الشركة


مرر مالك يده في خصلات شعره و قال : آنسة مى .. أنت مطرودة من الشركة و تركها و رحل


وصل مالك إلى المنزل و عندما نزل من سيارته وجد فتاة تدخل إليه لكنه لم يهتم كعادته و دخل خلفها إلى المنزل لكنه تفاجئ عندما رأى عمر يحتضنها و تذكر كلامه بالأمس عن فتاة يبحث عنها و مهتم بها تدعى كاميلا و عرف أنها نفس الفتاة لكن لم يظن أنها كبيرة هكذا لقد اعتقد أنها صديقته في المدرسة أو ما شابه لكنه لم يهتم أبدا و سار في طريقه لكن عمر نادى عليه قائلاً : مالك ممكن دقيقة


توقف مالك و استدار ليذهب إليهم أما كاميليا أغمضت عينيها و قالت في نفسها : مالك هنا .. يعني خلاص هشوفه .. بعد مرور كل السنين دي .. أنا مش



 قادرة أصدق ثم فتحت عينيها و وجدته أمامها إنه نفس الشخص الذي اصطدمت به في الصباح قالت و الدهشة تعلو وجهها : أنت بتعمل ايه هنا


هو أيضاً دهش لم يتوقع رؤيتها هنا لكنه أخفى دهشته و قال بسخرية : المفروض أنا اللي أسألك السؤال ده


ردت كاميليا ببراءة : أنا كاميليا .. و بشتغل هنا أنت تطلع مين ؟


كست ملامح الحزن وجه مالك هل يعقل ما يحدث ؟ هى لم تتعرف عليه و هو لم يتعرف عليها هل البعد يفعل كل هذا ؟


أجابها و هو يخفي حزنه بنبرة تملؤها الجفاء قائلاً : و أنا مالك .. ابن معتصم بيه .. صاحب البيت اللي بتشتغلي فيه


حزنت كاميليا كثيراً من النبرة التي يتحدث بها معها هو لم يظهر أى تعابير تدل على سعادته برؤيتها كأنهما ليسا صديقين من الطفولة كأنه لم يقضي معها أى وقت في حياته كأنه شخص غريب عنها


استيقظت كاميليا على صوت مالك يقول : يا آنسة .. سبتي ليه البيت امبارح .. أخويا عمر كان زعلان أوي


كاميليا في نفسها بسخرية : يا آنسة .. للدرجة دي البعد و السنين غيروه .. للدرجة دي أنا بقيت غريبة عنه .. فين زمان .. لما كان بيقولي زهرتي و نزلت



 دمعة من عينيها رغماً عنها لكنها مسحتها بسرعة و قالت محاولة إخفاء حزنها : أصل كان في حد جاى البيت امبارح .. و مكنتش عايزة أشوفه .. عشان كده سبت البيت .. أنا آسفة يا عمر


ابتسم مالك رغماً عنه فهذه الشقية تحاول أن تخفي ما بداخلها لذلك قال : بس أنا سمعت من عمر .. إنك كان نفسك تشوفيه


ردت كاميليا بطريقة طفولية : قولتها حضرتك بعظمة لسانك .. كان فعل ماضي .. لكن دلوقتي لا .. مش عايزة أشوفه أبدا


ابتسم مالك من طريقتها الطفولية و قال ليغيظها : و يا ترى الحد ده مشي .. و لا لسه موجود


ردت كاميليا و هى غاضبة : لا لسه موجود للأسف .. واحد بارد و مش بيحس


رد مالك و هو مندهش من ردها : للأسف .. للدرجة دي كارهة وجوده .. لدرجة إنك تسيبي البيت عشانه .. طيب رجعتي ليه .. و هو لسه موجود


احتضنت كاميليا عمر و قالت بابتسامة مستفزة : رجعت عشان حبيبي عمر طبعاً ثم ابتعدت عنه قليلاً و طبعت قبلة على خده الأيسر


انزعج مالك لا بل نقل أنه غضب من تصرفاتها معه يود الآن لو يقتلها و هى أمامه كيف تتصرف معه و كأنها لا تعرفه ؟ لقد كانت دائما تتحدث دون 



أن تفكر لقد كل ما في قلبها على لسانها لكن الآن هى لا تظهر له كم اشتاقت له هل تغيرت كاميليا لدرجة أنه لم يعد يعرفها ؟


في أثناء كل هذا جاءت جميلة و صرخت بصوت عالٍ قائلة : كاميليا

                     الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close