أخر الاخبار

رواية غفران الجزء الثانى الفصل الثامن والتاسع بقلم نسمه مالك



رواية غفران..الجزء الثانى

الفصل الثامن والتاسع

✍️نسمه مالك✍️..


طفله!!..


"عهد"..


بعدما تناولت أشهى الطعام الذي صنعه لها زوجها خصيصاً..

جلست منكمشه على نفسها داخل حضن "غفران".. متمسكه به بكلتا يدها، وتتحدث بهمس قائله..

"اتكلم يا غفران انا سمعاك"..


حاوطها "غفران" بجسده بحمايه مقبلاً جبهتها مرات متتاليه وهو يقول..

"انا عايزك تفهمي اللي هقوله كويس يا عهد، وتتأكدي ان كلامي دا خوف عليكي وعلي مصلحتك"..


اعتدلت جالسه ونظرت له بقلق..

" اتكلم يا غفران قلقتني"..


تأملها بابتسامه عاشقه، وبإعجاب تحدث قائلاً..

"شكلك حلو اوي في الحجاب"..

"نانا فاتن اللي عملتهولي"..

هتفت بها "عهد" بخجل وهي تهندم حجابها.. ليبدأ غفران بابعاده عن شعرها،وغمز لها بشقاوه..



" انا اللي قولتلها.. بس دا علشان تخرجي بيه يا عهوده مش تقعدي معايا وانتي لابساه"..


قالت "عهد" بغضب مصطنع.. "اممم بقي انت اللي قولت ل نانا تلبسني الحجاب"..

اشارت عليه بسبابتها مكمله..

"وانت اللي جيبلي الحجاب واللبس دا صح؟"..


حرك "غفران" رأسه بالايجاب..

"انا والله حسيت ان دا زوقك، وبعدين انا كنت ناويه اتحجب اصلاً يا ظبوطه"..


أردف" غفران" بهيام.. " كان لازم تتحجبي من زمان.. الحجاب زادك جمال ورقه ياعهد"..

ترقرقت العبرات بعينيها، وبأسف قالت..

"محدش قالي اني المفروض اتحجب.. مامي وبابي كانو مشغولين طول الوقت..


 بابي بحكم انه وزير، وطبعاً مامي مرات الوزير.. تخيل ان 


عمرهم ما طلبو مني أصلي او البس لبس محتشم!!"..


ارتمت برأسها على صدره وبدأت تبكي بصمت وتتحدث بغصه..

" نانا فاتن هي اللي خلتني اصلي الخمس فروض ودي حاجه بعترف اني اول مره اعملها في 


حياتي.. مش عارفه كنت عايزه انتحر ازاي وأموت نفسي وانا بعيده عن ربنا بالشكل دا"..


رفعت عينيها ونظر له بابتسامه من بين بكائها، وبمتنان تابعت..

"الحمد لله انك لحقتني، ومسبتنيش أموت يا ظبوطتي"..


مسد على وجنتيها بفتنان مغمغماً..

"انا افديكي بعمري يا عمر غفران الحلو"..

صمت لبرهه واكمل بجديه وتعقل..

" عهد حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله وتفهميه كويس قبل ما تردي عليا بندفاعك وتهورك كالعاده".


نظرت له بهتمام تحثه علي استكمال حديثه..

اخذ نفس عميق، وبهدوء تابع..

"انا بمر بظروف صعبه اوي حالياً، وتعقيدات ومشاكل من كل الجوانب،ودا اللي مخليني


 بعيد عنك لحد دلوقتي ومش قادر اتمم جوازي منك.. عايز الأول 


ربنا يقدرني واخلص من كل مشاكلي علشان افضالك، 



واقدر اكون معاكي في اي حاجه وكل حاجه تخصك يا عهد، وأول 


حاجه هعملها اني هعلمك الصلاه الصحيحه، وهحفظك قرآن، 


وهتابع معاكي كليتك كمان"..


"عهد" بمزاح.. "كلية ايه يا ظبوطه انا بنت وزير وبنجح من غير ما احضر هههه"..

عضت شفتيها، وهمست بستحياء..

"انا عايزه منك بيبي يا غفران"..


أطبق" غفران" جفنيه بقوه كمحاوله منه لكبح مشاعره نحوها.. فهو يريد أن يكن له منها الكثير من الأبناء وليس طفل واحد فقط،ولكن حسم قراره لن يقترب منها إلا بعد ان بخبرها بوجود عائلتها ويري ردة فعلها تجاهه..


هل ستظل تريد أن تكمل حياتها معه، وتنجب منه؟.. ام ستبتعد وتتركه بلا قلب؟..


فتح عينيه ونظر لها بأسف قائلاً ..

"مش هينفع د؟"..


قاطعت حديثه بدفاع ، وغضب عارم قائله..

"مش هينفع ايييه؟.. مش هينفع يبقي عندي بيبي منك يا غفران؟!"..

لكمته بصدره بقوه، وبدأت تبكي بعنف مردده..

"اه طبعاً ما انت عندك ولد وبنت علشان كده مش عايز أطفال تاني"..


جذبته من ياقة قميصه عليها فجأه وتابعت بانفاس متهدجه تلفح بشرته، وبأمر همست..

"انا عايزه بيبي حالاً يا ظبوطه.. مش عايزه افضل وحيده تاني"..

...................................

.. فاتن..

تجلس بشرفة غرفتها تتناول كوب من القهوه علي انغام 



موسيقه هادئه.. ليصدع رنين هاتفها برقم دولي جعلها تعقد حاجبيها، وتجيب علي الفور..

"السلام عليكم"..


"وعليكم السلام يا مدام فاتن.. انا دكتوره وعد.. مامة عهد"..

اعتلت الدهشه ملامح "فاتن"، وبستغراب قالت..

"مامة عهد مرات غفران ابني؟!"..


جملتها هذه اخترقت سمع "شهد" الواقفه خلفها تستمع لما تقوله بتمعن، وابتسامة


 خبيثه تزين محياها محدثه نفسها بوعيد..

" اول مسمار في نعشك يا عهوده"..


"ايوه عهد تبقي بنتي.. بس مش هتكون زوجه لابنك، وانا بكلمك علشان عرفت انك


 ست عاقله وعايزاكي تفهمي ابنك وتعقليه ان جوازه من عهد من ضمن شغله ليس إلا"..


"فاتن" بصرامه.. "انا ابني عاقل، وبيفهم كويس اوي يا دكتوره وعد، وعارف شغله كويس



، وعهد مراته برضاها وبرضا والدها كمان.. انتي بقي كنتي



 فين كل دا، وسايبه بنتك لما تتجوز، وجايه دلوقتي تقوليلي انا


 عقلي ابنك هه معقلتيش انتي بنتك ليه؟!"..

الفصل التاسع 


قلب موجوع!!.. 


"وعد".. 

تستمع لحديث "فاتن" اللازع وكلماتها الجاده الصارمه تقول.. 



"مافيش اي مبرر ليكي يا دكتوره انك تسيبي بنتك وتهربي 


باخواتها.. تقدري تقوليلي ليه سبتيها هنا لوحدها ومختهاش 


معاكو؟!.. سبتيها بتحاول تموت نفسها بكل الطرق من حزنها 


وقهرة قلبها عليكو، وفي الاخر لما تظهري تاني في حياتها 



عايزه تجرحي قلبها وتبعديها عن جوزها!! .. مش لما تشوفي 



الأول بنتك هتتقبلك في حياتها تاني اصلاً ولا لا".. 


صكت "وعد" علي اسنانها بغيظ، وهي تقول بغضب.. 

" انتي اتجننتي إزاي تسمحي لنفسك تتكلمي معايا كده؟!".. 


قاطعتها" فاتن" بصوتها الصارم.. " اسمي المهندسه فاتن، ولما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب وإلا هعرفك انا الأدب اللي شكله ممرش علي عتبة بيتكم".. 


ليطبق السكون من طرفها على الفور، بينما تستطرد بغلظةٍ.. 

"اسمعيني كويس يا مدام وعد.. انا للأسف الشديد عرفت انك 


كنتي عامله بنتك طعم هنا لعدوكم اللي كان عايز يموت ولادكم 


الصبيان زي ما جوزك اتسبب في موت ابنه، وانتي خوفتي 



علي ولادك وهربتي بيهم وسبتي البنت لوحدها بحجه انها 


متهوره ومتسرعه وممكن تكشف وجودكم بتهورها".. 


ضحكت" وعد" بسخريه وهي تقول بنبره مرتجفه من شدة توترها.. 

" وانتي ابنك متعود يحكيلك كل اسرار شغله كده يا مهندسه فاتن؟!".. 


صمتت" فاتن" لتلتقط أنفاسها قليلًا.. وبتعقل تحدثت غير مباليه لسخريتها.. 

"انا بقول تحاولي تصلحي غلطك في حق بنتك وتشوفي ازاي هترجعيها لحضنك.. مش تبعديها عن اكتر انسان حبها في الدنيا دي يمكن اكتر منك انتي ووالدها كمان.. ومعندوش مانع أبداً يضحي بروحه وعمره كله علشانها".. 


حديثها فتح اعين "وعد" علي حقيقه كانت تتهرب منها.. بدأت تبكي بصمت حين ادركت حجم خطأها بحق ابنتها الوحيده.. بكائها وصل لسمع" فاتن" فبتسمت برتياح واغلقت الهاتف دون قول المزيد..


لتنسحب "شهد" لخارج الغرفه بحذر ظناً منها ان

"فاتن" لم تشعر بوجودها..

"لو عايزه تحفري قبرك بإيدك يا شهد خرجي حرف واحد من الكلام اللي سمعتيه دا".. 

قالتها "فاتن" من فوق كتفيها جعلت "شهد" تقفز بفزع.. 


"اطمني يا طنط انا عقلت أوي وبقيت شهد تانيه خالص".. 

هتفت بها "شهد" بابتسامه مصطنعه، وهي ترمقها بنظرات حاقده.. 

............................... 

"عهد".. 


تلكم "غفران" بقوه علي صدره مردده بصراخ.. 

"ابعد عني متلمسنيش".. 

يحاول السيطره علي حركتها الهستريه.. حتي قام بتقيد كلتا يدها بيده، وحاوط جسدها بجسده بأحكام، وبهدوء صارم قال، وهم يمسح عبراتها بحنان.. 

"هو دا اللي بقولك اسمعيني وافهميني يا عهد؟!".. 


"عهد" ببكاء.. "اسمع ايه وافهم ايه، وانت مش عايز تخلف مني يا غفران.. طبعاً ما انا مجرد شغل بالنسبالك مش اكتر، ولما بابي يرجع هترجعني ليه وتروح انت لمراتك وتعيش حياتك وتنساني".. 


حاولت ابعاده عنها، ولكنها فشلت فشل ذريع.. فتابعت بصعوبه من بين شهقاتها.. 

"ابعد عني انا بكرهك، وروح لمراتك الحربايه خليها تنفعك".. 


حديثها جعله يفقد أعصابه.. لكم الأرض بجوارها بعنف مردداً بصوت غاضب.. 

"انتي دماااااغك دي اييييه.. بتفهمي ازااااي.. بلاش بتفهمي ازاي.. بتحسي بااااايه يا عهد.. دا احساسك من نحيتي، ونظرتك فيا؟!".. 


انكمشت علي نفسها بخوف، وبهمس قالت.. 

" غفران انا دايخه".. 

بلهفه كان اعتدل جالساً، وجذبها لداخل حضنه اجلسها علي ساقيه، وبدأ يفحصها بتمعن وهو يقول.. 

" دايخه إزاي.. انا اكلتك كويس".. 

تحسس جبهتها بقبضة يده، واقترب بوجهه من وجنتيها يتحسس حرارتها مستفسراً.. 

"حاسه بأيه يا عهد؟!".. 


تباطأت دقات قلبها، وتناثرت حبات العرق علي جبهتها، وشحب لونها فجأه وبدأ يجتاحها دوار قوي فمالت برأسها علي كتفه، وبدأ جسدها يرتجف، وبضعف همست.. 

"حاسه ان قلبي مش سليم يا غفران".. 


رفعت عينيها الباكيه ونظرت له مكمله بنبره متألمه.. 

"قلبي موجوع أوي".. 


"سلامة قلبك من الوجع.. يتوجع قلبي انا وانتي لاء يا عهد".. 

قالها "غفران" وهو يضمها لصدره بلهفه وعشق شديد، وأسرع بحملها وهب واقفاً بها، ووضعها بحرص علي إحدي الارائك ولف لها حجابها.. 

"هوديكي المستشفى".. 


أمسكت يده ووضعتها علي موضع قلبها بوهن وبهمس قالت.. 

"حبي ليك الحاجه الوحيده اللي مخلياني عايشه"..


نظر" غفران" لعينيها بعشق، وبتوسل قال.. "حبيبتي علشان خاطري بلاش تسيئ الظن فيا.. انا عمري ابتدي من يوم ما شوفتك يا عهد".. 


حملها بين يديه، وسار بها مسرعاً نحو الخارج.. 

"خليني اطمن عليكي الأول".. 

............................ 

"هادي".. 

بابتسامه عاشقه عاد الي منزله.. قلب يغلفه الشوق لزوجته الحبيبه..هم بفتح الباب ليتراجع سريعاً، وتتلاشي ابتسامته حين تذكر معامله "رغد" له مؤخراً.. 


أصبحت تتعمد الابتعاد عنه.. تدعي النوم بمعظم الأوقات.. دائما صامته، وعينيها باكيه حزينه.. 

لا تنظر بعينيه وهذا اكثر ما يؤلمه.. 


تنهد بشتياق محدثاً نفسه.. 

"مالك يا رغد؟ فيكي ايه يا حبيبتي؟!"..

فتح الباب وخطي للداخل يبحث عنها بلهفه حتي وقعت عينيه عليها تجلس شارده كعادتها..


اقترب منها وجلس جوارها وبصوت هادئ همس بأذنها قائلاً..

"رغدتي".. 

شهقت بقوه واضعه يدها علي صدرها كمحاوله منها لتهدائه دقات قلبها، وهي تقول ببوادر غضب.. 

" ايييه يا هادي فزعتني.. مش تعمل صوت وانت داخل".. 


بابتسامه باهته قال "هادي".. "انا دايماً بدخل عليكي كده من وقت ما اتجوزنا يا رغد، وانتي كنتي بتشمي ريحتي، وتحسي بيا من قبل ما أدخل البيت حتى.. ايه اللي اتغير".. 


احتضن وجهها بين كفيه مكملاً.. 

"ايه اللي مغيرك؟!".. 


" فوقت".. 

هتفت بها "رغد" بملامح جامده رغم عينيها التي ترقرقت بها العبرات.. عقد "هادي" حاجبيه مكرراً كلمتها بذهول.. 

" فوقتي!!".. 


بكت" رغد" وهي تقول مأكده.. 

" اه يا هادي فوقت، وعرفت ان جوازنا دا كان غلط، احنا مكناش لبعض.. انت كان لزمك واحده بنت لوا او وزير زي اللي اتجوزها اخوك على أختي"..


اعتلت ملامح "هادي" الغضب وقال مستفسراً.. 

"انتي بتقولي ايه؟ رغد انتي واعيه لكلامك دا؟".. 


هبت واقفه وعقدت ذراعيها أمام صدرها تحتضن نفسها لعلها تسيطر علي انتفاض جسدها، وتهدأه قلبها النابض بأسم زوجها.. 

" هادي متعملش نفسك مستغرب كلامي دا.. انت عارف انه صح"..


ابتلعت غصه مريره وتابعت بأسف.. 

"انا كل لحظه بشوف الندم في عنيك علشان كنت السبب في جوازة اخوك من أختي لحد مامبقتش قادره ابص في عنيك لشوف ندمك علي جوازك مني انا كمان".. 


هب واقفاً هو أيضاً، وامسك كتفيها بكلتا يده، وبرجاء قال.. 

" متقرنيش نفسك ب شهد يا رغد..انتي غيرها في كل حاجه لدرجة اني أوقات بشك انك تكوني مش اختها أصلاً"..


استدارت ونظرت له بابتسامه زائفه، وبأسف قالت.. 

"لا هي أختي بس من أمي ودي حاجه انا لسه عرفاها قريب.. وعرفت كمان ان جوازنا مكتوبله ينتهي لحد كده".. 

صمتت لبرهه وببكاء حاد اكملت..

"طلقني يا هادي

                 الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close