أخر الاخبار

رواية غفران الجزء الثانى الفصل الاول والثانى والثالث بقلم نسمه مالك


رواية غفران..الجزء الثانى 

الفصل الاول 


✍️نسمه مالك✍️..


"بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاه والسلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى


 آله وصحبه وسلم صلاه تنفك بها العقد وتنحل الكرب، وينفتح بها أبواب الرزق"..




وبعتذر عن التأخير والله بحاول انزله من بدري بس النت وحش جداً ورجاءا محدش


 يقولي البارت صغير لو حابين انزلها يومياً لو عايزين بارت كبير هتبقي يوم ويوم بأمر الله.. 


وصفولي الصبر!!..


وصفولي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب يا دوب يا دوب ينقال.. 


أهرب من قلبي أروح على فين ليالينا الحلوة في كل مكان


مليناها حب احنا الأثنين وملينا الدنيا أمل أمل وحنان..


كلمات تدندن بها "عهد" الجالسه بشرود داخل شرفة جناحها المطل علي البحر مباشرة


 بعدما أصرت أن عرسها يقام بأفخم قري مدينة شرم الشيخ..


تبتسم تاره، وتبكي أخرى، وتطبق جفنيها بعنف، وارتجف جسدها، وانتفض قلبها 



بقوه حين داهمتها ذكري أخر لقاء بينها وبين عشقها الأول الذي لم ولن يأتي بعده..


.. فلاش بااااااااك..


علي حافة حمام السباحه..


بعد قبله عاشقه ابتعد "غفران"عنها وهما يلهثان بقوه ونظر لعينيها بعمق، وتحدث بابتسامة مصطنعه.. 

"مبروك يا عروسه واستعدي كويس للمفاجأت اللي محضرهالك يوم فرحك"..


كانت "عهد" غالقه عينيها لتستقبل قبلته بترحاب وشوق جارف، غمرها هو بلهفه 


أذابت قلبها وتغلبت علي عنادها، جعلتها تفتح عينيها ببطء وتتأمل ملامحه بشتياق، وبهمس يكاد يسمع تحدثت قائله..

"ولما أنت عارف إني هتجوز بتقرب مني ليه؟!"..


تمعنت النظر لعينيه تستجديه ان يخبرها أنها زوجته ولن يتركها تتزوج غيره، تترجاه


 بنظرتها أن يوقفها عن تهورها، ويأخذها لمنزلهما التي قضت به أروع لحظات العشق بين حنايا صدره..


تود ان يخبرها بمشاعره، وكم يعشقها، ويريدها زوجته، ومستحيل تكن غيرها 


حبيبته فكرمتها تمنعها من ان تبدأ هي بالاعتراف أولاً، فعشقها له كما توصفه أناني لأبعد


 الحدود، ولن تقبل بوجود غيرها داخل قلبه..


ساد الصمت قليلاً، وطالت نظرتهما التي تصرخ بالعشق لبعضهما،عينيها التي تلتمع


 ببريق عشقه، ونظرتها الهائمه به جعلته يضرب بكل شئ عرض الحائط وهم بتقبيلها بشوق ولهفه أشد، ولكن بدأت


 "عهد" ترتجف بين يديه جعلته يسرع بحملها واضعاً يد أسفل ركبتيها، والأخرى حول خصرها العاري..


ملمس جسده علي جسدها جعلها تنتفض اكثر، وتنكمش 

علي نفسها داخل صدره دافنه وجهها بعنقه، وبخجل همست..

"هتخرج بيا وانا كده إزاي؟!"..


"دماغك اللي عايزه الضرب دي صورتلك إني هخرج بيكي وانتي بالمايوه اللي يجنن دا!"..

هتف بها "غفران" وهو يجلسها علي إحدي المقاعد، ويساعدها علي ارتداء مئزر الحمام

 الروز الخاص بها الذي يميزه هو من بين جميع الثياب المتناثره علي حافة الحمام..


" غفران"..

همست بها "عهد"بصوت متحشرج بالبكاء..

" نعم".. قالها بجمود مصطنع متعمد عدم النظر لها..

ابتلعت هي غصه مريره بحلقها، وتحدثت بمرح، وابتسامه تخفي بها عبراتها قائله..

"تتجوزني أنت؟"..


انتهي من غلق المئزر عليها بأحكام، ولف شعرها بمنشفه صغيره، ونظر لها بتفحص



 من رأسها حتي قدميها، ليصطك علي أسنانه بغيظ حين لمح قدميها ظاهره من بداية ركبتها..


امسك منشفه كبيره للغايه، ولفها حول خصرها بأحكام حتي اخفي قدميها تماماً وعاد 


حملها بين يديه مره أخرى وسار بها لخارج حمام السباحه 


وبجديه مصطنعه نظر لها وتحدث قائلاً اثناء سيره..

"انا متجوز ومستحيل اتجوز علي مراتي سيادتك"..


جملته هذه يقصدها هي بها، فهي بنظره زوجته، وحبيبته الوحيده وظن انها ستفهم


 مقصده، ولكن جملته اشعلت نيران قلبها وزادت من عنادها 


واصرارها علي إتمام زيجتها من المدعو "احمد" غير عابئه لصبر، وهدوء واحتواء "غفران" لجنانها..


.. نهاية الفلاش بااااااك..


فاقت من شرودها علي صوت "هاله" وهي تقول بصوت عالِ نسبياً..

"عهووووده يابنتي روحتي لحد فين كده؟"..


تنهدت "عهد" ونظرت لها بابتسامه يملئها الحزن وهي تقول..

"لحد غفران يا هاله"..


غمزت لها "هاله" وتحدثت بشقاوه..

"وتروحي ليه يا جميل ما غفران جه وراكي لحد هنا، والله 



حرام عليكي يابت يا عهوده مجننه الراجل ومخليها يلف وراكي"..


هبت "عهد" واقفه وتحدثت بفرحه غامرة ظهرت علي محياها..

"غفران جه؟، هو فين وجه امتي، ومجاش عندي ليه اول ما جه"..

همت بالركض لخارج الجناح، ولكنها توقفت فجأه حين لمحت 



الكثير من الحقائب، وصناديق هدايا مزينه بأروع الورد التي تخطف القلوب..


عقدت حاجبيها،واقتربت منهم وتابعت بستغراب..

"مين اللي جاب كل الحاجات دي؟!"..


"شوفتي لهفتك عليه عامله ازاي ياعهد، يارب تعرفي بقي انك 



بتموتي فيه، ومستحيل تقدري تكوني زوجه لراجل غيره، 



والحاجات دي طبعاً غفران هو اللي بعتها كلها، وانا فضلت 


انادي عليكي علشان في راجل علي الباب مستنيكي تمضي انك استلمتيهم وانتي في دنيا تانيه"..

هتفت بها "هاله بتعقل..


عبثت" عهد"بملامحه بطفوله، وسارت نحو باب الجناح ودونت 



امضتها للواقف بالخارج على عجل، واسرعت بالركض نحو 


إحدي الصناديق وبدأت تفتحه بفضول شديد..


"بعتلي فستان الفرح والعقد والحلق، وحتي البوكيه  ياغفران؟!"..

 هتفت بها "عهد" بذهول، وهي تتأمل ذلك الثوب الأبيض الأكثر من رائع..


انهمرت عبراتها بغزاره وبعدم تصديق تابعت بابتسامه ساخره..

"لدرجاتي انا مش فارقه معاه!!"..


"انتي اللي مصممه تتجوزي يا حبيبتي اللي اسمه احمد دا حتي 



بعد كل اللي قالك عليه، والله انا خايفه ميجيش الفرح ولا 



يعمل مصيبه يكسر بيها قلبك زي ما انتي بتكسري قلب غفران بعنادك يا عهد"..


تفوهت بها "هاله" بأسف، وهي تبكي لبكاء صديقتها، واقتربت 


منها ضمتها لحضنها بحنان، وربتت علي ظهرها مكمله..

" بلاش الجوازه دي يا عهد انا مش مطمنه"..


" انا بقي هتمم الجوازه دي، ومش بس كده دا انا هلبس 



الفستان اللي بعتهولي كمان يا هاله علشان اوجع قلبه زي ما هو وجع قلبي، وقهرني"..

صرخت بها "عهد" ببكاء وهيئه تدل علي انها اوشكت علي الانهيار..


وبجنون بدأت تحطم كل ما شئ تقع عليه يدها، لتسرع

"هاله" تجاهها وتحاول منعها وهي تقول برجاء..

" اهدي يا عهد وتعالي نفكر بهدوء اللي بتعمليه دا مش هيحل حاجه يا حبيبتي "..


صوت طرقات علي باب الجناح جعل "عهد" تتوقف وتركض نحو الباب ظناً منها انه "غفران"..



مسحت دوعها بعنف، ورسمت ابتسامه ساخره علي شفتيها، 


فتحت الباب بغضب لتتسع عينيها بتفاجئ، وبذهول قالت.." نانا فاتن؟!"..


 رواية غفران الجزء الثانى 

الفصل الثانى والثالث 

بقلم نسمه مالك 


الفصل الثانى


"كابوس!!..


" كان عقلي فين لما وافقت اتجوز واحده زي "شهد" دي، واخليها ام ولادي؟!".. 

هتف بها "غفران" بذهول، وهو يطلع علي بعض الأوراق التي تثبت ان" سعديه" والدة زوجته كانت زوجة بالسر ل"زكريا" الذي القي به داخل السجن.. 


القي الأوراق من يده، وبدأ يدور حول نفسه كالأسد الحبيس مردداً بعدم فهم.. 

" انا عملت ايه في حياتي علشان اتجوز واحده قنبلة نكد وعياط وعمرها ما رضيت بعيشتها معايا وانا افضل صابر عليها وفي الاخر اكتشفها علي حقيقتها البشعه واعرف انها بتتفنن في أذي أقرب الناس ليها!!!".. 


جلس علي المقعد بأهمال، وبغصه مريره،مكملاً بألم يعتصر قلبه بقوه.. 

" ويوم ما عشقت وقولت أخيراً ربنا رزق قلبي بالحب الحلال تطلع عيني هي كمان بجنانها وعنادها كأني مش مكتوبلي الراحه أبدًا يا ام غفران".. 


"استغفر ربك يا حبيبي دا كله مقدر ومكتوب يا ابني"..

هتفت بها "فاتن" وهي تربت علي كتف "غفران"، وبتعقل تابعت..

"وعهد لسه صغيره واكيد مش مستوعبه حجم الغلطه اللي عايزه تعملها"..


"غلطه؟!" هتف بها "غفران"، وابتسم ابتسامه ساخره مكملاً بذهول..

"دي سمحت لنفسها تكلم واحد غيري، وكمان عايزه تتجوزه وهي علي زمتي وتقوليلي غلطه يا أمي؟!"..


صك علي أسنانه، واشتعلت ملامحه بغضب عارم اكثر، وبصوت عالِ للغايه قال..

" ورب الكون انا عايز أدغدغ عضمها بس دا"..

ضرب علي موضع قلبه بعنف شديد وهو يقول..

"اللي مانعني عنها ومصبرني علي جنانها"..


ابتسمت" فاتن"ابتسامه عابثه، ورمقته بنظره ماكره وهي تقول بتساؤل..

"عايز تفهمني انها ممكن تهون عليك وتمد ايدك عليها؟!"..

حركت رأسها بالنفي وبتنهيده تابعت..

"طيب إزاي هتمد ايدك علي حبيبة قلبك؟! وانت عمرك ما مديت ايدك علي "شهد" اللي قرفتك في عيشتك ومتجوزها جبر خاطر ليا بعد ما عيطلك واتحيلت عليك أني اشوفك عريس، وتجبلي احفاد، وانت اللي طالع عليك انا اتجوزت شغلي"..


ترقرقت عينيها بالعبرات وابتلعت غصه مريره وهي تقول..

"انا اسفه يا ابني انا السبب في جوازتك السوده دي بس والله ما كنت اعرف انها بالأخلاق دي رغم اني بفهم في الناس كويس بس دي نوع معداش عليا قبل كده"..


حرك"غفران" رأسه بالنفي وابتسم نصف ابتسامه باهته وهو يقول.. 

"انا اللي غلطت لما اتسرعت، واتجوزتها من غير ما اجيب تاريخ أهلها كلهم وأعرف اصلها ايه".. 


صمت لبرهه واكمل بتعقل.. 

"اجيب المجنونه بتاعتي واعقبها علي جنانها واللي بتعمله فيا دا، وارزعها في مكانها جوه قلبي وبعدين ابقي افكر في عقاب كويس لشهد ميقصرش علي ولادي".. 


قالت" فاتن"بنره راجيه.."بس أوعى تقسي علي عهد.. البنت صعبانه عليا اوي يا غفران عايشه واحيده ويتيمه واهلها عايشين وعلي وش الدنيا، مش عارفه لما تعرف هتستوعب اللي عملوه فيها دا ازاي بس".. 


وضع "غفران" رأسه بين كفيه، وبصوت يظهر به مدي قلقه تحدث قائلاً.. 

"مرعوب عليها من اللحظه اللي هقولها فيها يا ام غفران".. 


اعتلت الدهشه ملامح" فاتن"وتمتمت بذهول.. 

" انت اللي هتقولها يا غفران؟! مش كفايه يا ابني حركة الفستان اللي بعتهولها دا، هيوجعها اوي واحتمال تفتكر انها مش فارقه معاك".. 


مسح "غفران" على وجهه بعصبية و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ هادئ رغم غضبه الشديد.. 

"علشان كده لما أصريتي انك تيجي معايا  انا وافقت يا أمي يمكن تقدري تفهميها انتي اللي انا فشلت فيه، وتعرفيها ان الفستان الابيض دا مستحيل وعلي جثتي انها تلبسه لراجل غيري".. 


نظر لعينيها بأعين تتوهج بنيران الغيره وتابع بغضب حارق.. 

"قوليلها مش هيكون لها راجل غيري وانها هتروح معايا علي بيتي، وهي عروسه".. 


قالت" فاتن"بابتسامه عابثه" طيب ما تقولها انت الكلام دا يا حضرة الظابط".. 


تبدلت ملامح" غفران" الغاضبه لأخرى ماكره، وابتسم بخبث وهو يقول.. 

"انا لو قولتلها مش هقول بالكلام هقول بالفعل يا ام غفران، وبصراحه خايف عليها من نفسي مقدرش اسيطر علي عشقي ليها وغيظي منها في نفس الوقت".. 


لكزته "فاتن" بكتفه وهبت واقفه وسارت نحو الخارج وهي تحدث نفسها بخجل، وبصوت مسموع.. 

"من ساعة ما عشقت وانت بقيت قليل الأدب يا واد يا غفران ودي حاجه ضد طبيعتك".. 


قهقه" غفران"بقوه وبفخر قال.. 

"عهوده عرفت تطلع الباد بوي اللي جوايا وخلتني اكتشف فيا حاجات مكنتش تخطر علي بالي".. 


"طيب خليني اروحلها بقي يا ابني يادوب الحق اقعد معاها واساعدها تجهز علشان نرجع بيتنا علي طول ومنتأخرش علي الولاد انت عارف أمهم لا تؤتمن".. 


تنهد" غفران" وهو يقول.. 

"روحلها يا امي واتمني انك تقدري تقنعيها.. 

................................... 

"هادي".. 

يقف داخل المطبخ يعد مشروب ساخن لزوجته الحبيبه.. 

ليشعر بيدها تلتف حول خصره وتضمه لها بقوه وبصوت خفيض همست.. 

"ربنا يديمك نعمه في حياتي".. 


التفت لها وجذبها لداخل صدره مقبلاً جبهتها مرات متكرره ومن بين قبلاته أردف بعشق..

"انتي وابننا اكبر نعمه في حياتي يا رغد، وبحمد ربنا كل يوم اني خسرت فلوسي ومخسرتكمش".. 


قبلت "رغد" موضع قبله بعمق، وهمست بخجل..

"كلامك،وحبك ليا دا بيخطف قلبي يا هادي، وبيخليني اسأل نفسي دايماً معقول انا استهال كل الحب اللي بتحبهولي دا؟!".. 


"وتستاهلي اكتر من كده الف مره يا رغد".. 

قالها وهو يحتضن وجهها بين كفيه، وبابتسامه عاشقه تأمل ملامحها التي تشع براءه وتابع بهيام.. 

"انتي اجمل مكافأه من ربنا ليا يا رغد"..

....................................... 

" ممكن أدخل يا عهوده".. 

هتفت بها" فاتن"بابتسامه حانيه وهي تري"عهد" تبحث بقلبها قبل عينيها عن غفران فلم تجد له أثر ولا حتي لرائحته التي تذيب حصونها.. 


امتلئت عينيها بالعبرات ثانياً، ونظرت ل"فاتن" التي فتحت لها زراعيها قائله بحنو.. 

" تعالي في حضني يا بنتي".. 


أغرورقت عيني" عهد" بالدموع، وتسمرت قليلاً بمكانها، ومن ثم ارتمت داخل حضن "فاتن" تبكي بنحيب شديد مردده من بين شهقاتها.. 

"بعتلي فستان الفرح يا نانا".. 


سارت بها "فاتن" لداخل الغرفه وجلست علي أقرب مقعد ومازالت محتضنها، تربت علي شعرها وهي تقول.. 

" اهدي يا بنتي وبطلي عياط".. 


"بقي في عروسه تنفطر من العياط كده يوم فرحها؟!".. 

هتفت بها "هاله" بصوت متحشرج بالبكاء.. 


"عروسه من غير أهلها".. 

همست بها "عهد" بصعوبه من بين شهقاتها الحاده، اعتلي نشيجها أكثر، وبأسف تابعت.. 

"عروسه هتجوز لتاني مره جوازة إتفاق، وحتي العريس مجبش حد من أهله ولا هو نفسه جه لحد دلوقتي".. 


" عريسك هنا من بدري ومستنيكي تجهزي يا حبيبتي".. 

قالتها "فاتن" بابتسامه ومدت يدها ومسحت عبراتها مكمله.. 

"يله قومي علشان تلبسي فستانك وتبقي احلي واجمل عروسه، وانا هساعدك وهفضل معاكي لحد ما تروحي بيت جوزك كمان لو معندكيش مانع".. 


"طيب وغفران اححم مش هيجي؟".. 

همست بها"عهد" بخفوت.. 

رسمت" فاتن" الأسف علي ملامحها وبجديه مصطنعه قالت.. 

"انتي متعرفيش ان غفران هيبقي عريس انهارده يا عهد؟!".. 


جحظت عيني" عهد" ونظرت لها بذهول وحركت رأسها بالنفي سريعاً مردده بعدم تصديق.. 

" غفران هيبقي عريس؟!".. 


" اهدي وانا هفهمك كل حاجه".. 

هتفت بها "فاتن" بهدوء وتعقل.. 

.....................................

" شهد"..


تقف أمام والدتها واضعه كلتا يدها بخصرها، وبتهديد وابتسامه زائفه قالت.. 

" هتعملي اللي قولتلك عليه ولا افضحلك الخنفسه بنتك، واعمل للمحروس ابنك نصيبه يوم فرحه؟".. 


هبطت دموع" سعديه"ببطء وهي تقول.. 

"وانتي فكره لو انا سمعت كلامك وروحت ل" زكريا" السجن هيرضي يقابلني، ولا فكره جوزك مش هيعرف؟".. 


"ملكيش دعوه يا سعديه انتي تعملي اللي بقولك عليه وتروحي تعرفيه ان ليه بنت اللي هي انا، وعايزه اوصله علشان اهربه، وهو اللي هيموني بالفلوس اللي ههربه بيها".. 

هتفت بها" شهد"بملامح شيطانيه دبت الذعر بقلب "سعديه" جعلتها تحرك رأسها لها بطاعه..

....................................

.. مرت عدة ساعات.. 

فاجعه!!.. 


كانت تنتظرها بليلة زفافها،تبدلت فرحتها المزيفه لجرح غائر أوشك على آن يفقدها حياتها من هول صدمتها..


أراد الله آن يكشف لها حقيقة زوجها بأول ساعة لهما سوياً..

بعد يوماً مليئ بالفرحة الغامرة،عادت برفقته لمنزلهما لبدأ حياة جديدة..


وما ان خطت لداخل شقتهما أسرع "أحمد" بسكب كوب كبير من العصير واعطاه لها ببتسامة مزيفه قائلاً..

"أحلى كوباية عصير لأحلى عروسة فى الدنيا"..


بستحياء رفعت "عهد" يدها وأخذتها منه،نظر هو لها بتحذير وتابع ببعض الصرامة..

"تشربيها كلها"..غمز لها بعبث.."مش عايزك تفرهدى منى انهاردة،وانا هعمل مكالمه فى البلكونه وأجيلك علشان هنا مافيش شبكة"..


أومأت له بابتسامة خجوله،وانتظرت حتى اختفى داخل الشرفة وهمت برفع الكوب على فمها لكنها تراجعت سريعاً حين شعرت بألم يجتاح معدتها من شدة توترها،عضت على شفاتيها وتمتمت بصمت..

"وبعدين بقى فى خوفى اللى قالب معدتى دا"..


نظرت للكوب ونفخت بضيق"مش هيسبنى غير لو شربتك"..

التمعت برأسها فكرة فنظرت بتجاه زوجها تتأكد انه منشغل بهاتفه ولم يراها فأسرعت نحو الحمام وسكبت الكوب بالحوض وعادت مكانها مرة اخرى،وجلست على اقرب مقعد تنتظره بلهفه،


طال انتظارها له لتتراجع برأسها وتستند على المقعد خلفها وتغلق عينيها براحة،ليخترق أذنها جملة القاها زوجها جعلتها كمن اصيبت بشلل..

"أوووووووف اخيراً اتخمدت،يلة حبيبتى تعالى بسرعة،واحشتينى وهتجنن عليكى"..


سار نحو باب الشقة بخطوات شبه راكضة

وانتظر للحظات ومن ثم فتحه حين استمع لصوت طرقات حذرة،لتندفع فتاه نحوه وترتمى داخل حضنه تضمه بحراره وببكاء حاد تحدثت..

"كنت هموت نفسى لو كنت لمستها"..


أسرع هو بحملها داخل حضنه وأغلق الباب وزاد من ضمها وهمس بأذنها بأنفاس مسلوبة..

"انتى عارفه أنى مستحيل المس واحدة غيرك"..


نهى جملته واقتحم شفاتيها بقبلة جائعة ،وسحبها لأقرب غرفه غافلاً عن أعين زوجته التى تتبعه بذهول مقارب للجنون..


هى عروس بفستان زفافها رأت زوجها بحضن انثى غيرها!!!..

أستجعت شتات نفسها وهبت واقفة بصعوبة وركضت بسرعة البرق لخارج المنزل..


تركض بالطرقات بثوبها الأبيض بلا هواده،

تبكى بنهيار وصوت شهقاتها أشبه بالصراخ،

لا تبالى بنظرات الناس المندهشه من حوالها،ومن بين شهقاتها الحادة تردد أسم من كان دوماً أمانها وحمايتها وبعنادها أضاعته من يدها..

"غفران"..

تناست انه أصبح رجل متزوج وله حياته الخاصة التى هى على وشك اقتحامها بذهابها اليه بذلك الثوب بعدما أصرت ان تبتعد عنه وتشق طريقها برفقة رجل غيره.. 


ولكن اثناء ركوضها تفاجأت بسياره مسرعه تقترب منها عن عمد فعلمت أنها ستلقي حتفها الآن لا محاله فاغمضت عينيها وبصراخ نابع من صميم قلبها قالت.. 

"غفراااااان".. 


"انا هنا يا عهد فتحي عيونك دا كابوس".. 

همس بها "غفران" بأذنها بصوت خفيض.. 

لتشهق "عهد" بعنف، وانتفضت بفزع، وفتحت عينيها علي وسعهما لتنذهل من هول ما رأت؟!.. 


البارت التالت.. 

غفران.. 

✍️نسمه مالك✍️.. 


حان وقت العقاب!!..


"عهد".. 


شهقت بعنف، وتعالت وتيرة أنفاسها، وقلبها تسارعت دقاته حين وجدت نفسها داخل حضن "غفران" الذي يمسد علي خصلات شعرها المنسدله علي وجنتيها بأنامله مغمغماً بهدوء.. 

"أهدي وخدي نفس انتي كنتي بتحلمي".. 


جمدت تعابير وجهه وتابع بابتسامه زائفه.. 

"يا عروسه".. 


أغلقت عينيها، وفتحتهما مره أخرى على وسعهما وتنقلت بنظرها بين غفران، وبين فستانها الأبيض الأكثر من رائع، ودارت بعينيها تطلع حولها لتنذهل بوجودها معه علي متن طائره خاصه.. 


أخذ الأمر منها لحظات حتي استعادت كامل وعيها، ارتمت برأسها علي صدره بوهن، ورفعت يدها علي جبهتها تدلكها برفق، وبهمس مرتجف تحدثت قائله.. 

"مكنش حلم يا "غفران" دا كان كابوس مرعب".. 


"من كتر عياطك انهارده".. 

هتفت بها "فاتن" الجالسه خلفهما، لتنظر لها "عهد" 

بلهفه وابتسمت لها بسعاده وفرحه غامرة، وهي تتذكر حديثها لها الذي أثلج قلبها.. 


.. فلاش باااااك.. 


"إزاي عايزاني اتجوز ابن حضرتك، وهو متجوز وعنده أطفال كمان؟! انا كده ممكن أخرب بيته، واتسبب انه يطلق مراته"

هتفت بها "عهد" بذهول وبكاء شديد.. 


اجابتها " فاتن" بتعقل.. 

"اسمعيني كويس يا عهد يا بنتي.. غفران قبل ما يعرفك كانت حياته صعبه جداً، ودايماً كان حزين، ومضايق بسبب مراته اللي ناوي يطلقها في اقرب وقت بعد ما اكتشفها علي حقيقتها".. 


توقفت " عهد" عن البكاء، وشهقت بقوه وهي تقول بندفاع كعادتها.. 

"غفران عرف حقيقة مراته وانها مصوره أختها وأخوه؟!".. 


رفعت" فاتن" حاجبيها، وبدهشه قالت.. 

" انتي عرفتي منين؟!".. 

" عهد".. بخجل.. " اححم "هاله" صاحبتي اللي سابتنا وخرجت تبقي صاحبة رغد اخت البشعه شهد وعارفه عنها كل حاجه، وهي اللي قالتلي".. 


ابتسمت "فاتن" وبعتاب قالت.. 

" ولما انتي عارفه كل حاجه ليه عايزه تبعدي عن غفران؟!".. 


"عهد" بأسف.. "فكرت انه ميعرفش حقيقتها، ومكنش ينفع اني اقوله حاجه زي دي وانا مش معايا دليل يثبت كلامي.. هيفتكر اني بوقع بينه وبينها علشان يطلقها".. 


" فاتن"بابتسامه ماكره.. "كان هيصدقك حتي لو مش معاكي دليل".. 

امسكت ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بتأكيد.. 

"لأنه بيحبك اوي يا بنتي.. انتي الوحيده اللي عرفت تملك قلب غفران، وقدرتي تفرحيه لاني من زمن ما شوفتش ابني بيضحك، وعيونه مليانه فرحه غير لما انتي داخلتي في حياته وعرف يعني ايه حب.. حبيبي عمره ما حب قبلك، ومستحيل يحب بعدك يا عهد".. 


تستمع لها بهتمام، ونظرات منذهله.. 

لتضحك وتبكي وهي تقول بتساؤل.. 

" انتي بتقولي ايه نانا؟!، ولما هو بيحبني ساكت ليه؟ سايبني اتجوز غيره ليه؟!".. 


قرصتها " فاتن" من وجنتيها برفق وهي تقول ..

"انتي اللي عنديه، ومبدتهوش فرصه يفهمك وبتتصرفي بتهور، وتهورك دا" غفران"ناوي يعقبك عليه عقاب جبار يلي فاكره ان ممكن يكون عريسك الليله حد غير جوزك".. 


صمتت لبرهه وتابعت بفخر.." يا حرم المقدم غفران المصري".. 


تهللت اسارير "عهد" وبلحظه كانت احضنت "فاتن" بفرحه شديده مردده.. 

" يعني غفران هو اللي هيبقي عريسي؟!".. 


رسمت" فاتن" الجديه علي ملامحها، وبأسف مصطنع قالت.. 

" غفران متجوز ومش هيتجوز علي مراته".. 


ابتعدت عنها "عهد" سريعاً، ونظرت لها بصدمه وتجمعت العبرات بعينيها مره أخرى.. 

لتسرع "فاتن" بالحديث قائله.. 

"كفايا عياط يا حبيبتي، واعرفي ان غفران مبيعتبرش شهد مراته اصلا، يعني اتأكدي انه لو قال كلمة مراتي دي يبقي يقصدك انتي".. 


هبت واقفه، وتابعت بفرحه.. 

"ويله علشان تجهزي وتبقي احلي عروسه في الدنيا واعملي حسابك انك هترجعي معانا الليله علي بيت جوزك، وانتي احلي عروسه يا عهوده".. 

.. نهاية الفلاش باااااااك.. 

فاقت من شرودها علي صوت" غفران" يتحدث باقتضاب لا يخلو من الجمود قائلاً.. 

"نمتي تاني ولا ايه يا هه عروسه؟".. 


رسمت ابتسامه خبيثه علي محياها، واعتدلت بجلستها، ونظرت له بتأمل وشوق جارف، واقتربت بوجهها من أذنه حتي لامست انفها ذقنه الخشنه وانفاسها الساخنه تلفح بشرته تطيح بعقله، وتجعل دقات قلبه تعلو لعنان السماء.. 


وبغنج همست قائله.. 

"لا صاحيه يا ظبوطه يا شرير يلي جوزت احمد حموده اللي كان هيبقي عريسي لبنت تانيه غيري، يبقي انت تعمل عريسي وانت ساكت".. 


همسها وانفاسها، ورائحتها المسكره له ارغمته يغلق عينه، ويستنشقها بهيام ورغبه حارقه تلح عليه ان يقتحم شفتيها بقبله عاشقه يطفئ بها نيران شوقة وغيراته، وغضبه منها.. 


لكنه تمالك نفسه بصعوبه،وقرر عقابها علي اندفاعها، وتهورها، فنظر لها بلامبالاه وابتسامه مصطنعه تزين محياه، وتحدث بعمليه قائلاً.. 


"اولاً انا مش بعمل عريس لسيادتك لأن انا متجوز ومستحيل اتجوز علي مراتي، وثانياً معاليكي هتفضلي في حمايتي واللي بيحصل دا من ضمن شغلي مع سيادة الوزير والدك مش اكتر".. 


ضيقت عينيها، ونظرت له قليلاً بغضب، وغيظ شديد، ومن ثم اقتربت بوجهها من وجهه فجأه حتي اصتدمت جبهتهما، وتحدثت من بين أسنانها قائله..

"بقي انت متجوز ومستحيل تتجوز علي مراتك، وجوازنا دا بتعتبره شغلك؟!".. 


حرك" غفران" رأسه بالايجاب بعدما افقدته أنفاسها قدرته علي الحديث.. 

تسللت يد "عهد" الصغيره علي صدره وبدأت تعبث بأزرار قميصه، وبنعومه تابعت.. 

"اتمني تخليك ثابت علي موقفك دا يا ظبوطه وتبقي اد عهوده"..


                الفصل الرابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close