أخر الاخبار

رواية كبرياء عاشقة الفصل الرابع والخامس بقلم هدير نور


 رواية كبرياء عاشقة 

الفصل الرابع والخامس 

بقلم هدير نور 


الفصل الرابع 

**** في المساء ****

عاد ادهم وصفيه الي المنزل وحينما دخلوا الي المنزل سمعوا 


صوت كارما تصرخ بصوت عالي ليشعر ادهم بغصه بصدره 



عندما سمع صوتها مستنجدا ليركض ادهم صاعدا الي غرفتها 



سريعا يفتح باب غرفه كارما بقوه ليجدها ملقيه ع الارض و 



وجهها ينزف بشده وعمه اسماعيل يمسك بخصلات شعرها بيد 



وباليد الاخري مقص فهم ادهم فورا ما ينوي عمه ان يفعله صرخ ادهم بغضب 

=انت بتعمل ايه سيبها .....

ليكمل كلامه وهو. يندفع نحو عمه بغضب يجذبه بقوه بعيدا عن كارما 

=بقولك سيبها....

ليقوم اسماعيل بنفض يد ادهم عنه بعنف وهو يصرخ بجنون 

=ابعد ايدك دي ... انا لازم اربيها

ليهجم مره اخري ع كارما وهو يرفع يده محاولا صفعها مره 


اخري لكن تأتى قبضة يد ادهم القوية لتوفقه سريعا عما ينتويه 



حين امسك يده بقسوة قبل ان تصل الي وجه كارما وقفت 


كارما سريعا رغم شعورها بالاعياء والالم لتقف وراء ادهم 


تستنجد به تتشبث بقوه به وتخبئ وجهها في ظهره الصلب 



جن جنون اسماعيل عند رؤيته لهذا المنظر ليصرخ بغل 

=بتتحمي فيه يابنت الكل.... فكرك هيق.....

صرخ ادهم فيه بغضب قبل ان يكمل كلامه 

=حاااااج اسماعيل حاسب علي كلامك.... و اه انا اللي هحميها منك ومش هتلمس شعرة منها من النهارده .

اخذ اسماعيل ينظر اليه بسخريه وهو يضحك بحقد قائلا

=وان شاء الله بقي هتحميها مني بصفتك ايه. يا ابن محمود ...

ليكمل بغل وعينيه تشع بنظرات حاقده 

= انا ابوووها يعني اولع فيها اقطع لحمها حتت حتت كده محدش له حاجه عندي فاااهم يا ابن الزناتي

شعر ادهم بارتجاف كارما المتشبثه بظهره خوفآ عند سمعها كلام اسماعيل لتشتعل نيران الغضب في عينيه ليجز علي اسنانه بغضب قائلا بصرامة

= قولتلك مش هتلمس شعره واحده منها بعد كده ...ولا حتي هتأذيها بكلمه واحده حتي 

ليكمل كلامه وهو يلتفت ينظر الي تلك المتشبثه بظهره بقوة وكانه طوقه نجاتها الوحيد 

=لو فاكر بموت جدي انك خلاص هتعمل فيها اللي يعجبك ومحدش هيقفلك تبقي غلطان كارما من النهارده في حمايتي فاهم يا عمي

ليكمل ادهم كلامه بحزم وغضب 

=اقسم بالله يا عمي لو صابع منك بس لمسها تاني اعتبر ان كلامي امبارح مع المحامي ملغي ومش هتنازلك ولا عن شبر واحد من الميراث...

وقف اسماعيل متصلبآ عده دقائق وهو ينظر اليه بغل. وحقد ..ليغادر الغرفه بخطوات غاضبه وهو يتمتم بصوت منخفض بكلمات حانقة غير مفهومه

امسك ادهم بيد كارما المتشبثة به جاذبآ اياها بلطف لتقف امامه ليمسكها من ذراعيها برقه سألا اياها محاولا الاطمئنان عليها 

=كارما انت كويسه ؟! حاسه بأي حاجه بتوجعك؟ 

احنت كارما رأسها وهي تهزه برفض مغمضه عينيها بشده لتنهمر دموعها بغزاره علي خديها بصمت 

جذبها ادهم برقه واحتضانها اليه بشده لتدفن كارما رأسها بصدره وجسدها يرتجف بشده و هي تشهق ببكاء مرير اخذ يربت ادهم ع رأسها برقه محاولا ان يخفف عنها وهو يتمتم لها بكلمات مهدئه 

وحينما اطمئن انها قد هدئت تماما ابعدها عنه ببطئ واضعآ يديه علي جانبي رأسها مبعدآ شعرها عن وجهها برقه قائلا وهو ينظر اليها بحنان 

=هاا...بقيتي احسن ؟؟

هزت كارما رأسها بالايجاب وهي صامتة رافعة عينيها الي ادهم تنظر اليه نظره امتنان اخذ ادهم يتأملها منبهرآ بجمالها الخلاب فالفستان الذي ترتديه كان يظهر جمال قوامها التى كانت تخفيه بتلك الملابس البشعة الواسعه التي كانت ترتديها .. اما شعرها فكان كشلال من الحرير الاسود برغم تشعث بعض خصلاته مما جعل ادهم يريد ان يدفن وجهه فيه ليستنشق رائحته الخلابه لكنه افاق من افكاره الحمقاء هذه على صوت والدته التي دخلت الغرفه وهي تقول بلهفه

=كارما يا حبيبتي... عمل فيكي ايه المفتري ده ؟؟

ليجيبها ادهم وهو ينظر الي والدته نظره ذات مغزي حتي تصمت 

=هي بخير الحمدلله خديها يا ماما وغيريلها هدومها وياريت تخليكي معها الليله دي....

لتجيبه صفيه بلهفه وهي تحتضن كارما اليها بحنان

=طبعا هبات معها الليله دي مش هسيبها لوحدها

لم تعترض كارما فهي كانت بحاجه الي احد معها هذه الليله فهي تخاف ان يرجع اليها ابيها مره اخري ليستكمل ما اوقفه ادهم عنه

🌸🌸🌸🌸****🌸🌸🌸🌸

في هذه الليله ظل ادهم مستيقظآ فهو كان قلقا علي كارما فكلما تذكر حالتها عندما دخل الي الغرفه و وجدها ملقيه علي الارض والدماء تغطي وجهها... زفر ادهم بضيق وهو يمرر يديه في شعره بغضب

راغبا في قتل عمه وخنقه حتي يلفظ انفاسه الاخيرة علي يديه ....

اخذ ادهم يسب ويلعن وهو يجز علي اسنانه حنقآ ...مستغربآ حالته التي هو عليها الأن فلما هو قلق علي كارما الي هذا الحد لما عندما رأها ملقيه ع الارض والدماء تغطي وجهها شعر وكأنما نصل سكين حاد قد غرز في قلبه زفر ادهم بحنق وهو يتمتم بصوت منخفض محاولا اقناع نفسه 

=انا عملت كده علشان وصيه جدي واكيد لو اي بنت مكانها كنت حسيت كده واكتر من كده كمان 

اخذ ادهم يتذكر حديثه مع جده قبل وفاته بليله واحده وهو يوصيه علي كارما كثيرا جاعلآ ادهم يعاهده علي انه سوف يحميها من اي شئ حتي من ابيها لذلك اخذ يقنع نفسه ان ما يشعر به الان ما هو الا المسئوليه فقط ولا يوجد شئ اخر .

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

في الصباح الباكر استيقظت كارما وارتدت ملابسها المعتاده بنطالا واسعا وقميص رجالي ازرق فض

فضفاض وقبعتها التي تخفي بها شعرها اخذت تتأمل وجهها المنتفخ بسبب الضرب الذي تعرضت له علي يد والدها بالأمس ... تفكر وهي ترتجف خوفآ فيما كان سيحدث لها لو لم يأتي ادهم في الوقت المناسب لانقاذها من بين يدي والدها ...اغرورقت عينيها بالدموع مره اخري لتتنفس كارما ببطئ في محاوله منها ان تتمالك نفسها حتي لا تغرق في موجه اخري من البكاء فهي لم تكف عن البكاء منذ ليله امس ...

تجحت كارما في ان تسيطر علي حزنها هذا واستجمعت شجاعتها وقررت ان تبدأ يومها كأي يوم عادي وكأن شئ لم يحدث وهذا سوف يكون اكبر ردآ علي والدها ............

نزلت كارما الي الاسفل لتجد عزيزه التي تساعد في اعمال المنزل واقفه تحدث ذاتها في بهو المنزل 

اقتربت منها كارما.قائله وهي تضحك علي حالها هذا

=خير يا عزيزه قعده تكلمي نفسك ليه علي الصبح كده ؟!

نظرت اليها عزيزه وهي تلوك بشفتيها يمينآ وشمالآ دلالةً علي وجود مصيبه قد حدثت بالفعل ...

=اسكتي يا ست كارما ...الست ثريا مرات ابوكي وبنتها العقربه هيرجعوا من السفر النهارده ...ده الواحد كان مرتاح من لسانهم اللى زاى السم اقسم بالله

اجابتها كارما وهي تبتسم بسخريه 

=مش لوحدك يا عزيزه والله كلنا كنا مرتاحين من قرفهم ..

لتكمل كارما وهي تنظر الي ساعتها 

=انا هروح اشوف ورايا ايه لو مرات عمي سألت عليا قوليلها اني روحت الشغل 

لتجيبها عزيزه ناظره بشرود وهي مازالت تفكر في المصيبه القادمه الي المنزل اليوم

=حاااضر....يا ست كارما حاضر

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

في غرفه المكتب....

دخلت عزيزه الي الغرفة وهي تحمل القهوه الخاصه بأدهم بعد ان طرقت الباب عده مرات ولكنها لم تتلقي اي اجابة.......

لتجد ادهم يجلس خلف المكتب وهو منعقد الحجبين شاردآ مما جعلها تستغرب من حالته هذه.....

كان ادهم جالسآ منذ الصباح الباكر يريد الصعود الي غرفه كارما حتي يطمئن عليها فقد كانت حالتها ليله امس سيئة للغاية اخذ يفكر وهو يزفر بضيق هل لازالت تشعر بالالم ؟.... عزما ادهم ان يصعد اليها الان لكي يطمئن عليها .... لكنه سرعان ما غير فكرته هذه حينما تذكر انها قد تسئ فهمه وتعتقد انه يريد ان يتشمت بها او يسخر منها ....

افاق ادهم من شروده علي صوت عزيزه القائلة بصوت منخفض

=القهوة يا ادهم بيه...تؤمرني بحاجه تانيه ؟

ليرفع ادهم وجهه الي عزيزه وهو يجيبها بشرود 

=لا شكرا...

وعندما همت عزيزه بمغادره الغرفه 

اعتدل ادهم في جلسته وهو يتنحنح بتوتر قبل ان ينادي عليها قائلآ بصوت حازم

=عزيزه ..... ياريت تبقي تطلعي الفطار لكارما في اوضتها هي مش هتقدر تنزل تفطر معانا النهارده

اجابته عزيزه وهي ترتسم علي وجهها معالم الدهشة 

=اطلع الفطار لمين يا ادهم بيه الست كارما خرجت من الساعه سبعه الصبح......

لينتفض ادهم واقفا بغضب وهو يصرخ قائلا 

=خرجت؟! .....خرجت راحت فين وهي في الحاله دي ومين سمحلها تخرج اصلا ؟....

اجابته عزيزه بارتباك 

=راحت الشغل يا ادهم بيه ...بصراحه يعني هي شكلها كان صعب اوي و .......

ليقاطعها ادهم وعينيه قد اشتعلت بالغضب قائلا وهو يغادر الغرفه سريعا... 

= خلاص.....خلاص يا عزيزه روحي شوفي شغلك انتي ...انا خارج لو الحاجة سألت عليا قوليلها راح مشوار .

اخذت عزيزه تتابعه وهو يغادر الغرفه قائلة بصوت منخفض وهي تقوم بلوي شفتيها بحسرة

= منك لله يا اسماعيل صحيح راجل مفتري مبيقدرش غير علي بنته الغلبانه... وقدام مراته بيقلب بطه بلدى جته ستين نيله.....

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

كانت كارما جالسه تحت احد الأشجار تراقب الاشخاص الذين يعملون في الارض وهي شارده الذهن تفكر في ليله امس و ضرب والدها لها ودخول ادهم وانقاذه لها 

فهي تشعر بالضيق عندما تتذكر انه قد رأها وهي بهذه الحاله من الضعف فهي وان كان الجميع يظن انها ذات شخصيه قويه لكنها في الحقيقه هشه للغايه من الداخل ...ترتعب من اي شئ خاصه عندما يكون والدها هو المعني فهي عندما تكون امامه تتحول الي الطفله التي كانت عليها منذ خمسه عشر عاما الطفلة التي كانت تختبئ في صدر جدها من جبروت ابيها وعندما تذكرت كارما جدها تساقطت الدموع من عينيها رغمآ عنها لتقوم بمسحها بكف يديها سريعا وهي تلتفت حولها بارتباك حتي تطمئن ان احد لم يرها وهي تبكي ....

عادت كارما بذاكرتها الي الأمس عندما احتضنها ادهم الي صدره بحنان بعد ان انقذها من يدي والدها لتشعر كارما بحرارة جسدها تزداد بشده وبان قلبها يخفق بقوه مرعبه لتزفر بضيق وهي تضع يدها علي قلبها محاولةً تهدئته وهي تنهر ذاتها بشده.... لتذكر ذاتها بانه ما فعل ذلك الا لكي يهدئها فهي كانت منهاره تماما و انه كان سوف يفعل ذلك مع اي فتاه اخري كانت في موقفها هذا .... 

اخذت تزفر بضيق وهي تحدث نفسها بصوت منخفض 

=اكيد سي ادهم هيعيش عليا الدور ويحسسني انه انقذني من ايد التتار

لتقوم كارما بجذب القبعه التي ترتديها حتي عينيها بغضب 

لترجع القبعه الي الخلف علي راسها سريعا عندما سمعت صوت ادهم يقول بغضب 

=ممكن اعرف ايه خرجك من البيت ؟؟

اخفضت كارما رأسها حتي لا يستطيع ادهم رؤية وجهها المتورم من ضرب ابيها لتجيبه كارما بسخرية

=كان المفروض ان اخد الاذن منك يعني ولا ايه........ولا فاكر لما تقولي مش هتخرجي الا باذني فأنا بقي............

ليقاطعها ادهم بحده 

=اخرسي...... تعرفي تخرسي وتقفلي مصنع الطوب اللي فتحاه في بوقك 24 ساعه ده ....

اجابته كارما بغضب وهي لازالت مخفضه رأسها 

= لا مش هخرس ...انا مش هاخد اوامر منك

ظل ادهم واقفاً ينظر اليها باضطراب فهي تخفض رأسها بطريقة غريبه منذ ان حضر ...

ليجلس ادهم بجانبها تحت الشجره و اقترب منها ببطئ قائلاً

=انتي مواطيه راسك ليه ارفعي راسك دي وبصيلي

لتهز كارما رأسها بالرفض وهي مازالت مخفضه رأسها قائله بارتباك

= لا.... مش هينفع ...اصل الشمس بتوجع عيني .

فهم ادهم انها تكذب عليه فامسك برأسها برقه محاولا رفعه حتي يستطيع معرفه ما بها لكن كارما اخذت تقاومه بشده قائله بتوتر

=انت بتعمل اي ...قولتلك عيني بتوجعني من الشمس.....

ليرفع ادهم رأسها اليه بحزم ليتجمد جسده من الصدمه عندما رأي وجهها المتورم لتشتعل عينيه بالغضب قائلا بصوت منخفض للغايه وهو يجز علي اسنانه حتي كارما لم تستطع سماعه

= اقسم بالله لولا انه عمي ومن دمي انا كنت قتلته .

لتنظر اليه كارما بتوجس قائله 

=بتقول ايه ؟؟

تجاهل ادهم سؤالها واخذ يمرر يديه علي وجهها يتحسسه برقة قائلا 

=ايه خرجك يا كارما مش المفروض كنت تقعدي في البيت ترتاحي

توترت كارما واخذت انفاسها تتثاقل بشدة واشتعلت خديها خجلا من رقته المفاجأه هذه معها لتستفيق كارما سريعا من حالتها هذه حينما تذكرت حديثه معها بالأمس لتنفض يديه بغضب عن وجهها وهي تلتفت حولها بتوتر قائله

=انت بتعمل ايه ؟... انت اتجننت لو حد شاف اللي بتعمله ده هيقول ايه .

اخذ ادهم ينظر اليها وبعينه نظره تسليه قائلاٌ بمرح 

=هيقولوا ان بطمن ع وشك طبعا بعدين لو اي............

لتقاطعه كارما سريعاً حتي لا يكمل كلامه ويتحدث كالأمس بكلامآ قد يجرح كرامتها مره اخري قائله بنفاذ صبر 

=انت ايه جابك هنا اصلا....ِ

اجابها ادهم وهو يلتفت متصنعاً انه ينظر باهتمام الي الارض التي حوله 

= جاي اطمن ع الشغل و الارض طبعاً

ِاخذت كارما تنظر اليه بسخريه قائلة

=وانت الارض تهمك في ايه انت مش قررت تتنازل لعمك عنها...

التفت ادهم ينظر اليها بتمعن قائلا بصرامه

=الارض ملكي طول السنه اللي انا قاعد فيها هنا يعني من حقي اطمن عليها واباشر اللي شغلين فيها كمان .....ليكمل بخبث 

=سواء اللي كان شغال فيها ده غريب او قريب

فهمت كارما انه يقصدها بكلامه هذا محاولآ استفزازها لتجيبه ببرود 

=طبعا حقك ولو تحب انا ممكن ....

ليقاطع كلامها صوت حمدي ذراعها الايمن في العمل وهو ينادي عليها بصوت عالي وهو يركض باتجاههم.

=يا ست كااارما... يا ست كارماااا

لتلتفت اليه كارما قائله بنافذ صبر

= خير يا وش السعد ع الصبح

لتكمل بغضب 

= بعدين انت جاي متأخر وكمان عامل دوشه

وقف حمدي ينظر الي وجه كارما بصدمه قائلاً بفضول

=ايه ده يا ست كارما وشك عامل كده لييه ؟؟

لترتبك كارما و وجهها اخذ يحمر بشده لتجيبه بصوت منخفض 

= مفيش اصل دخلت في حيطه امبارح و .......

ليقاطعها حمدي وهو ينظر اليها بعدم تصديق قائلا بصوته المستفز 

= حيطه ايه بس يا ست كارما !.. ده اكيد حد فضل يضرب فيكي لحد ما بانلك صاحب قولي مين بس وانا اربهولك....

كان ادهم يتابع ما يحدث بتسليه فهو يعلم ان كارما علي وشك الانفجار في اي لحظة

اشتعلت عينين كارما بالغضب وهي تصرخ فيه قائلة

=مين ده اللي يقدر يضربني انت اتجننت ....ِانا بس دخلت في حيطه 

لتكمل بصوت منخفض للغاية وهي تتحسس وجهها المتورم .

= بس كانت حيطه جامده شوية

ليسمعها ادهم فينفجر ضاحكاً بصخب غير قادر السيطرة علي ذاته اكثر من ذلك

اخذت كارما تنظر اليه نظرات قاتلة 

قائله بحنق

=ممكن افهم بتضحك علي ايه؟؟ 

اجابها ادهم وهو يبتسم لها باستفزاز 

=بضحك علي الحيطة اللي دخلتي فيها ...

اخذت كارما تنظر اليه بحقد بينما هو ظل ينظر اليها بتسلية 

انتبه حمدي الي وجود ادهم ليصرخ قائلا بصوت فرح

= ادهممم بيه ازي حضرتك ....لا مؤاخذة يا ادهم بيه مخدتش بالي من حضرتك اصل اتلبخت في وش الست كارما......

لتقاطعه كارما صارخه به وهي تركله في قدمه بغيظ قائلة

=غور من وشي.. غور بدل ما اقتلك ...

ليصيح حمدي وهو يقفز علي الارض ممسكاً بقدمه بألم 

=كده يا ست كارما كده...

ليكمل بصوت عالي وهو يبتعد سريعا عن مكان كارما 

=طيب والله حد ضربك ...مش حيطه يلا بقي هيه

لتصرخ كارما بغضب وهي تمسك بأحدي الأحجار من علي الارض وتلقيه بها 

=الله يخربيتك هتفضحني غور يا حيوان غور

كان ادهم يحاول كتم ضحكته حتي احمر وجهه فالتفتت كارما تنظر اليه بغضب وهي تصرخ 

=لا اضحك متكتمهاش ليحصلك حاجه

لم يستطع ادهم السيطره علي ذاته اكثر من ذلك لينفجر ضاحكا وهو يرجع رأسه الي الخلف ضحكه رجوليه رنانه بينما اصيبت كارما بحاله من الذهول فهي للمره الأولي تراه يضحك هكذا اخذت تنظر اليه بانبهار وهي تستمع الي صوت ضحكته وهي تتابع ملامح وجهه الوسيم بعشق لتستفيق كارما من حالتها هذه وهي تنهر نفسها بشده بصوت منخفض

=عجبك ضحكته اوي يا ختي نسيتي عمل فيكي ايه فوقي.....

لتتنحنح كارما قائله بحنق 

=خلصت ضحك خلاص .... اتفضل امشي بقي انا ورايا شغل مش فاضيلك

توقف ادهم عن الضحك فجأه ليقول بجدية 

=عندك حق انا لازم امشي فعلا بس انتي هتيجي معايا

اجابته وهي تبتسم له ببرود قائله بسخريه

=لا والله يا ادهم بيه ...مش هقدر اجي معاك زي ما حضرتك شايف كده ورايا شغل

استقام ادهم واقفاً ثم انحني ممسكا بذراعيها بلطف جاذبآ اياها كي تقف امامه...

وقفت كارما وهي تنفض بغضب يده الممسكه بذراعها وهي تصرخ 

=قولتلك مش هروح معاك في حته

امسكها ادهم من ذراعها مره اخري ولكن هذه المره بحزم قائلا بصوت منخفض 

= هاتيجي معايا بالأدب ولا تحبي كل اللي هنا يشوفوكي وانا شايلك علي كتفي غصب عنك....

صرخت كارما وهي تخبط بقدمها علي الارض بغضب طفولي 

=مش هتقدر تعمل حاجه ..وانا مش هسمحلك ت......

صرخت كارما بصدمة عندما وجدته قد اقترب منها بالفعل جاذبا اياها نحوه وهو ينحني محاولآ حملها 

لتقول سريعآ وهي ترجع بظهرها الي الخلف 

=خلاص ...خلاص هاجي معاك.... بس اوعي تفتكر ان انا خايفة منك ولا حاجة.....

لتكمل وهي ترفع رأسها بفخر 

=انا هاجي معاك بس علشان مش عايزه اعمل مشكلة هنا

ابتسم ادهم قائلا بسخريه 

=عارف....طبعا ......هتقوليلى

🌸🌸**🌸🌸**🌸🌸

جلست كارما تتابع الطريق بعيون شارده فهي منذ ركوبها السياره بجانب ادهم وهو صامت لم ينطق بحرف واحد انتبهت كارما ان الطريق الذي يسلكه ادهم مخالفا لطريق المنزل فمن الواضح انه قد ضل الطريق لتلتفت اليه قائله بسخرية

=ادهم بيه انت توهت ...ده مش طريق بيتنا 

لم يجيبها ادهم وظل يقود السياره بصمت متجاهلاٌ اياها

جزت كارما علي اسنانها قائلة

=بقولك ده مش طريق البيت 

التفت ادهم اليها قائلا ببرود 

=عارف ان ده مش طريق البيت ..احنا رايحين للدكتور....

نظرت اليه كارما بدهشة قائله بقلق 

=دكتور ايه ؟ انت تعبان ؟

اجابها ادهم بهدوء قائلا 

= انا كويس .. الدكتور ده علشانك انتي .

شعرت كارما بالانكسار اهو يفعل ذلك لانه يشعر بالشفقه نحوها

اخفضت كارما رأسها قائله بارتباك 

=انا كويسه... مش محتاجه دكاتره

التفت ادهم ينظر بغضب اليها يهم ان يعنفها ولكن سرعان ما تغيرت نظراته هذه حينما رأها محنيه رأسها بحزن 

شعر ادهم بطعنة قوية في صدره عندما وجدها علي هذه الحاله ظل ادهم يقود السيارة في صمت وكارما مازالت علي وضعها السابق منحنيه الرأس حتي وصل الي مبتغاه فاوقف السيارةامام احدي الاطعمارات الفخمة ثم التفتت اليها يرفع رأسها برقه قائلا 

=كارما ...الدكتور لازم يشوفك ونطمن عليكي....

ليكمل وهو يبتسم مررآ اصابعه برقه علي وجهها المتورم

=وكمان علشان يشوف حل لورم وشك ده ولا عايزه حمدي يفضل يتريق عليكي في الراحه والجايه

ازاحت كارما يد ادهم بغضب قائله وهي ترفع رأسها بتكبر

=حمدي ده مين اللي يتريق عليا... انا محدش يقدر يتكلم معايا اصلا

لينفجر ادهم ضاحكا علي حالتها هذه ليهز رأسه قائلا برقه 

=طبعا محدش يقدر يتكلم معاكي ..بس ممكن تنزلي معايا نطلع للدكتور نطمن عليكي هي عشر دقايق بس مش اكتر ...

هزت كارما رأسها بالموافقه فهي لم يعد لديها طاقه بان تتجادل معه اكثر من ذلك

🌸🌸**🌸🌸**🌸🌸

عاد ادهم وكارما الي المنزل بعد ان فحصها الطبيب وطمئنهم ان ليس بها شئ خطير....سوى بعد الرضوض الخفيفه بذراعيها وظهرها ثم كتب لها مسكنآ للألم وايضا علاج مخففآ لورم وجهها ...

دخلت كارما وادهم الي المنزل ليصل الي كارما صوت زوجه ابيها الصاخب من غرفه الاستقبال لتعلم انها قد وصلت هي وابنتها لتزفر كارما بضيق ليلتفت اليها ادهم ينظر اليها ا متسائلا لتهز كارما راسها مطمئنه اياه بانه لا يوجد شئ

دخلوا الي الغرفه لتجد كارما زوجه ابيها ثريا جالسه تتحدث فى هاتفها بصوت صاخب لتترك هاتفها فورا ناهضة عن مقعدها وهي تهتف بلهفة حينما رأت ادهم متجاهلة كارما الواقفه بجانبه

=ادهم حبيبي ...حمدلله ع سلامتك

اجابها ادهم وهو يبتسم لها ببرود

=اهلا يا مرات عمي ...ليكمل ساخرا حمدلله ع سلامتك انتي

لترتبك ثريا فهي تدرك مقصده لتهتف وهي تتصنع الحزن 

=والله يا ادهم سفري جه بسرعه انا مقدرتش انزل واحضر دفنه الحاج عبد الله كان غصب عني انت عارف ان الحاج عبد الله كان غالي عندي اوي بس اعمل اي زي ما انت عارف بابا حالته الصحيه وحشه اوي الايام دي وكان لازم افضل جانبه

اخذت كارما تتابع ما يحدث بنفور فهي تعلم ان زوجه ابيها كاذبه وانها لم تحب جدها عبد الله ابدا ِ

اجابها ادهم ببرود 

=ربنا يشفيه يا مرات عمي

التفتت ثريا الي كارما وكأنها انتبهت الي وجودها الان قائله بخبث

=ايييه ده كارماااا انتي هنا... مخدتش بالي منك خالص ازيك يا حبيبتي

ابتسمت لها كارما ببرود قائله 

=الله يسلمك يا خالتي......

لتخفض كارما رأسها وهي تقول بصوت منخفض وهي تجز علي اسنانها بغضب

=عقربه قال مش واخده بالها قال

تفاجئت كارما باقتراب ثريا منها لتمسك وجهها بيديها وهي تشهق بذعر متصنعه الدهشه 

=ايييييه ده وشك وارم كده ليه ..

كام مره اقول لاسماعيل يخف ايده شويه عليكي بس نعمل ايه بقي انتي اللي بتجبيه لنفسك دايما ماشيه بمزاجك .... 

اشتعلت عيون كارما من الغضب تهم بالرد عليها لكنها تفاجئت بادهم يقترب منها ممسكاً اياها من ذراعها يبعدها عن زوجة والدها ليوقفها ض بجانبه مقربا اياها منه بحمايه قائلا بصوت جليدي صلب 

=مرات عمي.....الطريقه اللي اتكلمت بها مع كارما دلوقتي ياريت متتقررش تاني

احمر وجه ثريا سريعا من الخجل لتجيبه بارتباك 

=انا مقصدش انا بس كنت خايفه عليها ....دي ..دي كارما زي بنتي ....

لتكمل وهي تنظر بارتباك الي ادهم الواقف بوجه متجمد 

=طيب استأذن انا ...هطلع اصحي عمك كان قايلي اصحيه الساعه خامسه

ليهز ادهم راسه بصمت غادرت ثريا الغرفه سريعا وهي تسب وتلعن كارما في عقلها....

كانت كارما واقفه تتابع ما يحدث وهي تغلي من الغضب 

التفت ادهم اليها محاولا الاطمئنان عليها 

=كارما.....

لتقاطعه كارما وهي تصرخ بغضب 

= انت مين قالك تتدخل ...انت فاكر نفسك انك بقيت خلاص وصي عليا ولا فكرك علشان شوفتني امبارح وانا بضرب يبقي انا كده كارما الضعيفه العصفوره اللي محتاجه حمايتك انا 




اقدر ادافع عن نفسي كويس سواء قدام ثريا اوغيرها.......

اخذ ادهم يتابع ثوره غضبها بهدوء 

ثم قال ببرود 

=هاااا خلصتي ولا لسه في دبش حابه ترميه ؟!

اشتعل وجه كارما بالخجل فهي تعلم انها قد بالغت في ردة فعلها خصوصا وانه لم يفعل شئ سوا محاوله حمايتها من زوجه ابيها لكنها لا تريده ان يعتقد بانها ضعيفه كالماضي 

ليكمل ارهم وهو يقرب وجهه منها قائلا بصوت منخفض غاضب ساخر

=لا واضح فعلا انك شاطره ....و بتعرفى تدافعى عن نفسك كويس..

ثم تحرك مغادرا بخطوات غاضبة بعد ان رمقها بنظرات حانقة لتدرك ما يقصده بكلماته تلك ومعناها المستتر فشعرت كارما بجسدها يشتعل من الغضب


الفصل الخامس 

في غرفة الاستقبال......

كان اسماعيل وصفية يجلسون و الصمت يعم المكان حولهم  ليكسر اسماعيل هدا الصمت قائلاً بنفاذ صبر 

=هااا يا صفية موضوع ايه ده اللي كنت عايزاني فيه ؟!....

اجابته صفية باقتضاب وهي منعقدة الحاجبين

=شوف يا اسماعيل انا طول عمري بشوف اللي انت بتعمله في بنتك وبفضل ساكتة واقول لنفسي ان ده ميخصنيش وانك  مهما عملت ابوها وعمرك ما هتأذيها.......

لتصمت صفية قليلا حتي تستجمع شجاعتها لتكمل بحزم 

=لكن بعد اللي عملته فيها امبارح ده معتش ينفع اسكت....

كان اسماعيل يستمع اليها بلا مبالاة حتي قالت كلمتها الاخيرة هذه ليقاطعها وهو ينفجر غاضباً وعينيه تشتعل

=مش هتسكتي ....؟! هتعملي ايه انتي كمان  هتهدديني زي ابنك...

ما خلاص بقيت ملطشه ليكوا

اخذت صفيه تنظر اليه بعدم فهم فهي لا تعلم ما الذي يتحدث عنه لتجيبه سريعا

=اهددك ده ايه يا اسماعيل.. وايه دخل ادهم في موضوعنا ....






لتستقيم في جلستها مره اخري وهي تكمل بحزم 

= و ايوه مش هسكت يا اسماعيل... حرام عليك تاخد البنت بذنب امها اوعي تكون فاكر ان احنا مصدقين  ان كرهك لكارما و قسوتك عليها بسبب انها بنت و بس ...

لتكمل وهي  تنظر الي اسماعيل الذي شحب وجهه بشدة من الصدمه لتكمل بصوت منخفض 

= بنتك مالهاش ذنب في اللي امها عملته ...ولا ذنبها انها تشبهها انت فاهم

اخذ اسماعيل يزفر بعنف محاولاً تمالك نفسه  ليقول وهو يجز علي اسنانه من الغضب 

=الكلام اللي بتقوليه ده مش حقيقي ...كارما حاجة.. وامها حاجة تانيه ليكمل بصوت حازم 

= الحوار اللي بتتكلمي عنه ده انا مش فاكره  اصلا

وقفت صفيه بحده فهي تعلم انه لايقول الحقيقة وان التحدث معه لا يوجد منه فائدة  لتقول بحزم 

=فووق يا اسماعيل و راعي ربنا في بنتك هي مالهاش غيرك دلوقتي متحسسهاش انها يتيمة الام والأب كمان...

لتغادر الغرفه تاركه اسماعيل جالسآ بجسد متجمد وهو يفكر فيما قالته  

فهو يعلم انه يقسي علي كارما كثيرا ويخرج بها غضبه لكن هذا ليس بيده فبمجرد رؤيتها امامه يتذكر والدتها وخيانتها له وتذكره بعجزه عن الانجاب مره اخري وذلك بعد الحادثة التي تعرض لها بالماضي ...

فكارما  تملك هيئة والدتها تماما والتى كلما رأها تذكره بها وبكل ما حدث منها فى حقه فى الماضى

ليزفر اسماعيل بغضب وهو يفرك جبهته بعنف عند تذكره امينة والدة كارما التي هربت منه لكي تتزوج من اعز اصدقائه تاركة له ابنتهم التي لم تكن قد تجاوزت سن الخامسه بعد... فهو يعلم انه كان يعاملها معاملة سيئة حتي كان يصل به الحد في بعض المرات الي ضربها بوحشية وذلك بعد الحادثة التي تعرض اليها وجعلته عاجزآ عن انجاب الذكر الذي كان يتمناه  لكنه كان يحبها كثيرا بلا كان يعشقها الي حد الجنون... لكنها هجرته تاركه اياه لتتزوج باقرب اصدقائه بعد ان قامت بخلعه في المحكمة وجعلته اضحوكه بين اهالي القريه ...

🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸

وقفت كارما في شرفة غرفتها تراقب الامطار المنهمرة بغزارة بشرود وهب تفكر  فيما حدث مع  ادهم في الاسفل منذ قليل فهي تشعر بالخجل من حالها كثيرا 





فليس بعد ما فعله معها وانقاذها من يدي والدها واصطحابها للطبيب ان تنفجر به بغضب بدون سبب او مبرر فقد كان يجب عليها شكره. وليس الذي فعلته  

فهي تعلم ان سبب انفجرها في وجه ادهم  يرجع الي خوفها من ان يعتقد  بانها ضعيفة مثل السابق مما قد يجعله يشعر نحوها بالشفقة فهي لاتريده ان يشعر بانه مجبر علي حمايتها بسبب ضعفها او قلة حيلتها 

اغمضت كارما عينيها وهي تزفر بضيق لتمد يدها  تلتمس بها حبيبات المطر الساقطة بغزارة لتقول بهمس ضعيف وهي تبكي بصمت 

=يارب ...انا معتش قادره بجد تعبت انت اللي عالم بحالي ساعدني يارب اعدي كل ده وقويني...

اخذت كارما تستنشق  بعمق الهواء المحمل برائحة الامطار التي تعشقها  لتتخذ قرارها بانها  يجب عليها الاعتذار من ادهم في اقرب وقت 

لتستدير كارما عائدة الي داخل الغرفة حتي تتجهز لتنزل الي الاسفل فقد اقترب موعد العشاء

         🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸

دخلت كارما الي غرفة الطعام  لتجد الجميع جالسون علي طاولة الطعام ما عدا والدها فهو لم يكن موجوداً فتنفست كارما بارتياح فهي ليست مستعده بعد لمقابلته.....

القت عليهم كارما  تحية مقتضبة لتجلس بجوار ثريا زوجة والدها ثم شرعت بتناول طعامها بصمت متجاهلة نظرات ثريا الثاقبة لها

بينما ظلت كارما تلقي ببعض اللمحات الخاطفه علي ادهم  الجالس بجوار نرمين ابنة زوجة والدها فمن الواضح ان ادهم. قد قرر تجاهلها فهو لم يوجه لها اي حديث  منذ جلوسها فمن عادته ان يلقي لها ببعض الكلمات حتي و لو كانت علي سبيل استفزازها شعرت كارما بالضيق من تجاهله هذا لها فاخذت  تتلاعب بطعامها   .... 

ظلت كارما خافضه راسها وهي تصب كل اهتمامها علي الصحن الذي امامها مقرره ان تفعل مثله وتتجاهله

لكنها لم تستطع ان تقاوم عندما سمعت صوت ضحكة ادهم لترفع رأسها بعنف تنظر اليه لتجده يضحك علي شئ قد قالته نرمين 

لتشعر كارما وكأنما يوجد حريق يشتعل بصدرها لتمسك بكوب الماء الموضوع امامها ترتشف منه القليل لعلها تهدئ من النار التي بداخلها

اخذت كارما تراقب ادهم الجالس يستمع باهتمام الي نرمين التي كانت تتحدث معه بصوت منخفض

لتشدد كارما قبضتها بغضب علي الشوكه التي بيدها حتي ابيضت مفاصل اصابعها من الغضب وعينيها تشتعل بنيران الغيرة عندما لمست نرمين يد ادهم بحركه عفويه لكنها تعلم جيدا انها ليست عفويه وانها قاصده فعلها  

لتلاحظ ثريا الحاله التي عليها كارما لتقترب منها وهي تهمس بخبث

=بذمتك مش لايقين علي بعض اوي ....

لتلفت اليها كارما بعصبية

= لايقين علي بعض ازاي مش فاهمه ...؟؟

لتجيبها ثريا بمكر وهي تنظر الي كارما ببرائة 

=يعني كان ابوكي اسماعيل كان بيفكر ان ادهم ممكن يعجب بنرمين ويتجوزها .....

لتشعر كارما بغصة مريره في قلبها عند سمعها تلك الكلمات لكنها تمالكت نفسها سريعا لتستدير تنظر الي زوجة والدها و هي تبتسم ببرود قائلة بسخرية محاولة استفزازها

= يعني بذمتك يا مرات ابويا ادهم هيسيب كل البنات اللي في امريكا  ويبص لنرمين بنتك برضو

اشتعلت عيون ثريا بالغضب لتهمس لكارما بحقد 

= وميتجوزهاش ليه ..  نرمين بنت جميله ولبسها كله شيك وماركات وتعليم عالي وبنت عيلة محترمة

لتكمل ثريا وهي تنظر الي كارما بسخرية

=يعني.. لا مدكره ولا شبه الرجاله علشان يرفضها ولا ايه ...

لتفهم كارما ما تلمح اليه جيدا فتعلم ان والدها قد اخبرها عن رفض ادهم تنفيذ الوصية و الزواج منها

لتشعر كارما ببرودة شديدة وكأنما تم سحب جميع الدم من جسدها  عندما صدرت عن نرمين ضحكة صاخبة لترفع كارما عينيها التي تلتمع بها الدموع وهي تنظر الي ادهم  لتجده لايزال يستمع باهتمام الي نرمين التي تتحدث بصخب  وكأنما لا يوجد احد اخر غيرهم بالغرفة..

اخفضت كارما رأسها لتتابع  تناول طعامها بصمت وهي تحدث ذاتها بغضب  

=وانتي مالك ...يتجوزها ولا ميتجوزهاش اعقلي كده ومتديش للعقربه فرصه تشمت فيكي ....

ظلت كارما جالسه تتلاعب بطعامها بصمت متجاهلة تلك النيران التي تشتعل بداخل صدرها وعينيها

بينما في الجانب الاخر من الطاوله ظل ادهم يستمع الي حديث نرمين الممل متصنعآ الانصات اليها ليلقي نظرة خاطفة علي تلك الجالسة في الجانب الاخر امامه ليجدها تتناول طعامها بصمت ليشعر. بداخله بعدم الارتياح  من صمتها هذا فاخذ يفكر ما الذي حدث لها جعلها صامته هكذا ...  لينهر ادهم نفسه سريعاٌ محدثاً نفسه بغضب بأن هذا ليس من شأنه فهو قد قرر انه لن يتدخل في شئونها مره اخري ....لكن بالطبع اذا  كان هناك ما يستدعي تدخله فسوف يتدخل فوراً وذلك تنفيداً لوصية جده ليس اكثر........

افاق ادهم من تفكيره هذا علي صوت نرمين 

=ادهم...ادهم ايه روحت فين وانا بكلمك 

اجابها ادهم سريعا  

=اسف يا نرمين ...كنت بتقولي ايه ؟؟

لتجيبه نرمين بصوت رقيق  

=مفيش كنت بحكيلك عن اخر سفريه ليا في باريس بس خلاص ابقي احكيهالك في وقت تاني شكلك مش معايا

ليجيبها ادهم بعدم اهتمام فهو قد مل كثيرا من حديثها 

=زي ما تحبي

لتزفر نرمين بضيق وهي تغرز شوكتها في قطعه من اللحم لتضعها في فمها بغضب  

بينما ظلت كارما علي حالتها هذه تحاول ان تتجاهل ما تشعر به بداخلها لتشعر بيد زوجه عمها صفيه تربت علي ظهرها بحنان قائله 

=كارما... مالك يا حبيبتي قعده ساكته كده ليه

لتجيبها كارما وهي ترسم علي وجهها ابتسامه ضعيفة 

=مفيش حاجه يا مرات عمي حاسه بس اني تعبانه شوية يمكن من العلاج اللي دكتور كتبهولي

اخذت صفيه تنظر اليها بحنان فهي تعلم ما بها جيدا فهي الاخري غير  راضيه عن تقرب نرمين من ادهم فهي تعلم نوايا ثريا وابنتها جيدا وما تخططان لكنها لن تسمح لهم بذلك لتهتف بصوت عالي قاصده لفت انتباه ادهم اليهم  

=تعبانة مالك يا حبيبتي ؟؟





لتنجح صفيه في لفت انتباه ادهم الذي حين سمع كلمات والدته تلك التفت  سريعا ينظر الي كارما بعيون قلقه  ليسألها بصوت حازم

=تعبانه مالك يا كارما ؟؟

لتجيبه كارما ببرود وهي تتجنب النظر اليه 

=مش تعبانه ولا حاجه ده شويه صداع بس يمكن بسبب الدوا اللي خدته  

اخذ ادهم ينظر اليها بتمعن حتي يتأكد من صدق كلامها ليقول بصوت حازم 

=كارما لو تعبانة وحاسة باي حاجه عرفيني .....

اجابته كارما سريعا بسبب توترها  من اهتمامه هذا 

= معنديش غير  صداع....هكدب ليه يعني 

كانت ثريا ونرمين يتابعون ما يحدث وهم يشتعلون من الغضب بسبب اهتمام ادهم الزائد بكارما

بينما اخذ ادهم يراقب كارما التي كانت تتجنب النظر اليه شاعره بنظراته الثاقبه منصبة عليها حتي حل الصمت علي المكان حتي كسر هذا  الصمت صوت هاتف ادهم الخاص ليلقي عليه نظره وهو يعقد حجبيه عندما رأي اسم المتصل  لينهض مستأذناً اياهم ليجيب علي الهاتف مغادرا الغرفة 

بينما ظلت صفيه تربت علي كتف كارما برقه قائلة

=طيب كلي يا حبيبتي كويس علشان الصداع اللي عندك ده يروح ...يمكن يكون ضغطك واطي ولا حاجة

لتتعلي ضحكات نرمين الساخره  وهي تنظر الي كارما قائله بحقد

=ايه ده يا كارما انتي بتتعبي زينا  وكده....

لتكمل بسخريه وهي تنظر الي كارما بوقاحه

=انا كنت فاكره البهايم اللي زيك مبتتعبش.....

لتشتعل عيون كارما بالغضب وهي تصيح بها

= بهااايم ؟! ...تصدقي انك قليله الادب ومحتاجه تتربي وشكلي هقوم اجيبك من شعرك

اخذت نرمين تمرر يدها بشعرها ببرود  وهي تنظر الي كارما بتحدي

لتقف ثريا سريعا عندما سمعت صوت اقدام  ادهم بالخارج دليلآ علي اقتراب دخوله الي الغرفه 

لتهتف بغل وحقد محاولة استفزاز كارما 

= ولا تقدري تعملي فيها  حاجه يا بنت امينة ....ولا ناسيه الضرب اللي كل مره بتاكليه من ابوكي بسبب بس انك فكرتي تزعلي بنتي بكلمه مش تضربيها

وقفت كارما سريعا وهي تحاول الهجوم علي نرمين الواقفه بجوار ثريا وهي تصرخ بعنف

= طيب ابقي وريني هتعملي ايه 






اخذت صفيه تحاول منع كارما من الهجوم علي نرمين  حتي لا تفعل ما تندم عليه لاحقآ

بينما دخل ادهم الي الغرفه ليجد كارما واقفة وهي ممسكه بشعر نرمين بين يديها  تجذبه بعنف ليصرخ ادهم بغضب

=كارمااا.....انتي بتعملي ايه

لتهتف ثريا وهي تتصنع البكاء 

=الحقني يا ادهم كارما اتجننت دي هتموت نرمين

لتبتسم ثريا بخبث عندما وجدت ادهم يتجه ناحيه كارما بغضب وهو يصرخ قائلا

= كارما سبيها ....قولتلك سبيها

ليمسكها ادهم من خصرها جاذبآ اياها ناحيته محاولا جعلها ان تفلت من بين يديها شعر نرمين التي كانت تصرخ بهستريه من شده الالم ولكن كارما تجاهلته واخذت تقاومه وهي لازالت ممسكه بشعر نرمين رافضه تركه   

ليجذبها ادهم بعنف مبعدا اياها عن نرمين وهو يصرخ بغضب 

=قولتلك سبيها.....ايه اتجننتي

لينجح ادهم اخيرا من ابعادها عن نرمين ليمسكها من ذراعها في محاوله منه السيطره عليها في حاله ما حاولت الهجوم علي نرمين مره اخري 

لكن كارما نفضت يده عنها بعنف وهي تصرخ به 

=ابعد ايدك دي عني .....بعدين   مش قولتلك متتحشرش في اي حاجه تخصني انت  ايه معندكش دم

اقترب ادهم  منها بغضب وهو يجز علي اسنانه بعنف قائلا

= انتي فعلا قليلة الادب وشكل عمي عنده حق في اللي بيعمله معاكي

شعرت كارما وكانه قام بصفعها علي وجهها بكلماته تلك لتشعر بالبرودة تغزو جسدها وكانما تم سحب جميع الدماء من جسدها فوقفت ترتجف بشده وهي تشعر بالدموع تحرق عينيها لتستدير بصمت مغادرة الغرفة

بينما وقفت ثريا تتابع ما يحدث ويرتسم علي وجهها ابتسامة انتصار ماكره وهي تحتضن ابنتها التي لازالت  تتصنع البكاء 

        🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸

كان ادهم يجلس في حديقة المنزل وهو يدفن راسه بين يديه وهو يفكر فيما حدث فهو فقد السيطره علي نفسه مرة اخري امامها فقد استفزته بكلماتها حتي جعلته ينطق بكلمات جارحه لها 

اخذ ادهم يزفر بضيق وهو يمرر يديه علي وجهه بغضب وهو يفكر بانها  قد تجاوزت حدها كثيراً هذه المره..........

افاق ادهم من تفكيره هذا عندما شعر  بوالدته تجلس بجواره علي الاريكة 

لتقول صفيه و وجهها مكفر من الغضب 

=انا مكنتش عايزه اتكلم معاك الا لما تهدي اللي انت عملته مع كارما ده....

ليقاطعها ادهم فورا وهو يزفر بضيق قائلا 

=لو سمحت يا ماما انا مش عايزه اتكلم ف الموضوع ده

اخذت صفيه تنظر الي اهم بنفاذ صبر  قائلة 

= لا يا ادهم مش هسكت ...اولا كارما مهجمتش علي نرمين من نفسها نرمين اللي ضيقتها وقالتلها...

ليقاطعها ادهم مره اخري قائلا بغضب 

= مهما اللي قالته نرمين....

ميوصلش لدرجه انها تضربها

اخذت صفيه تنظر اليه بتمعن وهي تقول بلوم

=مش لما تعرف هي قالتلها ايه الاول بعد كده احكم براحتك

زفر ادهم بنفاذ صبر قائلا 

=مش عايز اعرف حاجه ...

وقفت صفيه وهي تنظر الي ادهم قائله بضيق 

=براحتك يا بني بس علي الله مترجعش تندم

لتغادر صفيه تاركه كلماتها يتردد صدها بداخل عقل ادهم..لكنه قرر  تجاهلها في نهايه الامر

      🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸

كانت ثريا تجلس علي الاريكه تضع قدم فوق الاخري وعلي وجهها ابتسامه انتصار  

لتهمس نرمين الجالسة بجوارها بتوتر 

=تفتكري يا ماما اللي عملناه ده كان صح ... ده احنا لسه راجعين خايفه ادهم يفتكر ان احنا اللي بنجر شكلها و.....

لتقاطعها ثريا وهي تضحك ضحكة صاخبه 

=ادهم يفتكر ايه يا حبيبة امك انتي مشوفتيش عمل فيها ايه

ابتسمت نرمين بسعاده وهي تتذكر هجوم ادهم علي كارما لتختفي ضحكتها سريعا قائلة

=بس يا ماما انتي مشفتهوش طول ما احنا كنا قعدين منزلش عينه من عليها ولا لما عرف انها تعبانه عمل ازاي ..

لتبتسم ثريا بخبث قائلة

=خدت بالي طبعا ..اومال فكرك امك عملت كل ده ليه 

لتقف نرمين بغضب وهي تصرخ قائله

= يعني ايه... يعني اللي انا حسيته كان صح ... طيب ازاي؟! ...ازاي حتي  يفكر فيها اصلا هو مش شايف منظرها اللي يقرف 

امسكتها ثريا من ذراعها تجذبها منه بعنف لكي تعاود الجلوس مره اخري 

= وطي صوتك هتفضحينا يا غبية

لا طبعا هو تلاقيه بس حاسس بناحيتها بالذنب ولا حاجه علشان رفض ينفذ وصيه جده ويتجوزها

لتكمل بخبث وهي تضحك 

=ادهم مش هيرجع امريكا الا وانتي مراته ده عريس ميتفوتش مال وجمال وفلووس طبعا

اخذت نرمين تهز رأسها بفرح وعينيها تلتمع بجشع  لتعتدل في جلستها وهو تبتسم قائله بحقد  






=بس منظرها وهي عامله زي الفرخه المدبوحه كده مش هنساه طول عمري لا ولسه لما عمو اسماعيل يعرف اللي عملته هايجي يكمل عليها

غمزت لها ثريا بعينيها قائله بمكر 

=عمك اسماعيل مش هيعملها حاجه لانه بالمختصر مش هنعرفه حاجه من اللي حصلت

لتصرخ نرمين بغضب 

=ليييه يا ماما ما تسبيه يربيها

اجابتها ثريا وهي تنظر اليها بمكر

=افهمي...كل اللي عملناه ده عملناه علشان ادهم يخبط فيها وهي تخبط فيه لكن لو اسماعيل عرف هيبهدلها واكيد هيضربها و وقتها ادهم. مش هيسكت وهيدافع عنها ويبقي بكده احنا معملناش حاجه فهمتي 

اخذت نرمين تنظر الي والدتها بانبهااار 

=انتي ازاي دماغك كده 

لتنظر اليها ثريا وهي تغمز لها و تضحك  بفخر

🌸🌺🌸🌺🌸🌸🌺🌸🌸

في اليوم التالي.....

بعد ان عادت كارما من عملها صعدت الي غرفتها مباشرة رافضه النزول  الي  الاسفل لتتناول الغداء معهم فهي لم يعد  لديها الطاقه لمواجهتهم او بمعني اصح  مواجهه ادهم  بعد الذي حدث بينهم شعرت كارما ببعض الاعياء وعدم قدرتها علي التنفس خاصة وانها لم تتناول اي شئ منذ ليله امس لكنها ليس لها شهيه لتناول اي شئ...  خرجت تجلس في حديقه المنزل لعلا  استنشاقها لبعض الهواء  قد يساعدها في الارتياح قليلا و علي الرغم من انها كانت تلف حول كتفيها غطاء من الصوف الثقيل  الا انها كانت ترتجف بشده فالجو بالخارج شديد البروده خاصه في المساء ظلت كارما جالسه تتذكر ما حدث فتصرفات ثريا وابنتها ليس بشئ جديد عليها فهذه عادتهم عندما تجتمع معهم في اي مكان لكن ما اوجعها حقاً هي كلمات ادهم التي قالها لها

زفرت كارما بعنف وهي تشدد من الغطاء حول كتفيها فبروده الهواء قد ازدادت لتنهض كارما لكي تدخل الي الداخل....

دخلت كارما الي المنزل لتجد ادهم جالس ذفي البهو مع والدها اسماعيل يتحدثان قررت كارما المضي في طريقها و تجاهلهم لكن اوقفها صوت عزيزه التي نادت عليها بصوت عالي

=ست كارما احضرلك الاكل واطلعهولك؟؟

اجابتها كارما وهي تهز رأسها بالرفض 

=لا يا عزيزه ...مش جعانه

لتهتف عزيزه باستنكار 

=ازاي بس يا ست انتي مكلتيش حاجه خالص من امبارح





ليتعلي صوت اسماعيل الساخر من خلفهم 

=سبيها يا عزيزه سبيها. عنها ما كلت هي دي هتسها علي نفسها زمانها واكله قبل ما تيجي البيت

  

تجاهلت كارما حديثه كانه لم يتحدث من الاساس فهي لا تريد الاشتباك معه فليس لها طاقه لفعل اي شئ لتكمل طريقها وتصعد  الي غرفتها بصمت ...

بينما ادهم كان يتابع الذي يحدث وعلي وجهه قناع من عدم الاهتمام لكن بداخله كان يشعر بعدم الارتياح لعدم اكلها شئ طوال اليوم لينهض ادهم مستأذناً من عمه لينادي علي عزيزه 

=عزيزه حضري الاكل لكارما وطلعيهولها علي اوضتها ِ

اجابته عزيزه وهي تنظر اليه باندهاش 

=بس يا ادهم بيه هي قالت مش عايزه تاكل ولو طلعتلها بالاكل هتتعصب عليا


زفر ادهم بضيق قائلا وقد نفذ صبره 

=حضري الاكل ..ياعزيزه وطلعهولها ومتخفيش مش هتعملك حاجه ....

ليكمل بصوت حازم

=و اياكي تعرفيها ان انا اللي قولتلك اتصرفي كانك انتي اللي عملتي كده من نفسك 

لتهز عزيزه رأسها بالموافقه وتغادر لتنفذ ما قاله 

ظل ادهم جالسا في غرفه الاستقبال يرتشف قهوته وهو يراجع بعض اوراق العمل التي وصلت اليه من امريكا في الصباح  لكنه تفاجأ بدخول عزيزه الي  الغرفه وهي تحمل صينيه مليئه بالطعام و وجهها مكفر  

=مش قولتلك يا ادهم بيه مش هترضي تاكل ... 

نهض ادهم وهو يأخذ منها هذه الصينيه قائلا بحزم 

=روحي نامي يا عزيزه انتي انا هطلعلها الصينيه وانا في طريقي لأوضتي

وقفت عزيزه فارغه الفم وهي تحدق بادهم بدهشه من فعلته هذه احقا سوف يحمل الطعام بنفسه الي غرفه كارما خصيصآ لتستفيق علي صوت ادهم وهو يغادر الغرفه 

=اقفلي بوقك ده.....وروحي نامي 

يا عزيزه

      🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸

ِكانت كارما جالسة تمشط شعرها امام المرأة  عندما سمعت صوت طرقات علي باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول معتقدة بانها عزيزة

لكنها تفاجأت عندما دخل ادهم الي الغرفة وهو يحمل صينيه الطعام التي كانت مع عزيزة منذ قليل....

بينما وقف ادهم بجسد متصلب  منبهراً بجمال كارما الجالسة امام المرأة بشعرها المنسدل كشلال من الحرير الاسود علي ظهرها علي الرغم من انها لازالت ترتدي تلك الملابس الفضفاضة البشعة الا انها لم تؤثر علي جمالها علي الاطلاق  ليشعر ادهم بأنامل اصابعه تتأكله فهو يريد وبشدة ان يمرر اصابعه بين خصلات شعرها 

ابتلع ادهم بصعوبة غصة بحلقه وهو يأخذ نفسه ببطئ محاولاً السيطرة علي نفسه ليتنحنح قائلاً بصوت متحشرج وهو يضع صينية الطعام علي الطاولة المجاورة لسريرها 

= ده الأكل بتاعك....عزيزه اصرت عليا اجبهولك .....

نهضت كارما قائلة بغضب وهي تلملم شعرها لتجمعه فوق رأسها لينسدل منه بعض الخصلات بعشوائية علي رقبتها مما زادها جمالاً

=انا قولت اني مش عايزة اكل اتفضل و خد الصنيه دي معاك

وقف ادهم امامها محاولاً السيطرة علي نفسه ليجيبها بصوت منخفض غاضب

=اقعدي وكلي يا كارما. بلاش شغل عيال وخلي ليلتك تعدي

وضعت كارما يديها علي خصرها بتحدي وهي تصيح بقوة

=مش هاكل يا ادهم و وريني بقي ليلتي دي مش هتعدي ازاي

اخذ ادهم يقترب منها ببطئ مما جعل كارما تتوتر لكنها ظلت ثابتة مكانها حتي لا تظهر له ضعفها  

ليقف ادهم امامها مباشرة ليمسكها من ذراعيها ساحباً اياها بعنف بجانب  صينية الطعام الموضوعة علي الطاولة بينما اخذت كارما تقاومه بعنف لكنه امسكها من ذراعيها بقوه ساحباً اياه بجانبه ثم امسك بقطعة من اللحم مقرباً اياها من فمها لتغلق كارما فمها بشدة رافضه اكلها لكنه وضعها في فمها غاصبآ اياها علي تناولها ....

وعندما تذوقت كارما قطعة اللحم في فمها شعرت بمدي جوعها لكنها تجاهلت جوعها هذا لتواصل مقاومتها لادهم بعنف

فقربها ادهم منه بقوه ليحتضنها بين ذراعيه ويخفض رأسه مقرباً اياه من وجهها بشده وهو يركز نظراته علي فمها وهي تمضغ الطعام ببطئ وعينيه تشتعل برغبه قويه بينما شعرت كارما بدقات قلبها  تزداد بعنف حتي انها ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها من قوه دقاته بسبب قربه الشديد منها 

ليهمس ادهم بصوت منخفض متحشرج وكانه يحدث نفسه 

=مش عارف ...انتي بتعملي فيا ايه

اخذت كارما تنظر اليه بعدم فهم ليتنحنح ادهم بقوة وهو يبعدها عنه بلطف قائلاً 

= الأكل عندك ...لو الصبح عرفت من عزيزة انك مكلتيش و الصنية دي لقتها زي ما هي متلوميش الا نفسك يا كارما ..

ثم تركها ليغادر الغرفة سريعاً وكأن هناك شياطين تلاحقه  

بينما ظلت كارما واقفه مكانها. متجمده تنظر الي الباب الذي اغلقه ادهم


 وراءه وهي تتنفس بعنف غير قادرة علي فهم الذي حدث منذ قليل .....


                      الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close