أخر الاخبار

رواية كبرياء عاشقة الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم هدير نور


 رواية كبرياء عاشقة 

الفصل الثانى عشر والثالث عشر 

بقلم هدير نور

الفصل الثاني عشر

ذهبت كارما مع صفية وثريا الي احدي المحلات الشهيرة لكي تقوم باختيار فستان خطبتها علي الفؤاد 


لكن كارما كانت تقف بوجه جامد عابس  لا تبدي رأيها في اي شئ مما يعرضونه عليها فكل ما يقوموا باعطاءه لها تقم بارتداءة وقياسه بصمت دون ان تبدي اي رد فعل 


فقد كانت تشعر بان ما يحدث حولها ليس حقيقاً وان كل هذا لبطيس الا كابوساً  سوف تستيقظ منه في اي لحظة فقد مرت عدة ايام منذ ان وعدها ادهم بانه سيجد حلاً لما هي فيه ..لكنه حتي الان لم يقم بأي شئ لكي يلغي هذة الزيجة كما ان كل شئ. حولها يتم كما خططت له زوجة ابيها فقد بدأت في تزين المنزل واعداد الطعام للخطبه برغم علي تأكيد ابيها عليها ان الخطبة سوف تكن عائلية لن يحضرها الا افراد عائلتهم فقط الا ان ثريا قد بالغت في تحضير كل شئ  لتشعر كارما بغصة حادة في قلبها عند تذكرها كلامات زوجة ابيها لها بان ادهم لن يقم  بمساعدتها مشيرة بخبث علي وجود علاقة تجمع بين ادهم و نرمين للوهلة الاولي كانت ستصدق كلاماتها تلك لكنها نهرت نفسها بشدة مذكرة ذاتها بان ادهم قد وعدها بانه سوف يقوم بمساعدتها و لن يتخلي عنها...اما عن قولها بوجود علاقة بين ادهم ونرمين حاولت كارما ان تطمئن ذاتها بان زوجة ابيها ما قالت هذا الا لتحاول اغاظتها ليس الا ..لتتنفس بعمق وهي تحاول ان تتذكر اي شئ يدل علي وجود علاقة بينهم  لكنها لم تجد شئيدل علي ذلك فهي  سوياً الا مرات قليلة ..و ذلك في اول حضور ادهم الي المنزل وكانت نرمين هي التي  تحاول اغراءه ولفت نظره. اليها في ذلك الوقت ....


تنفست كارما بعمق محاولة تهدئت قلقها وهي تهمس لذاتها 

=اهدي  يا كارما متخليش الغقربه دبطي تلعب في غكعقلك اكيد ادهم هيعمل حاجة مش هيسيبك كدهِ بعد ما شاف بعينه العذاب اللي انتي فيه


لتستفيق من شرودها هذا عندما احاطت زوجة عمها كتفيها بحنان. قائلة

=ايه يا حبيبة قلبي واقفة شايلة الهم ليه كده ..؟!


حاولت كارما ان تبدو طبيعية علي شفتيها لترسم ابتسامة باهتة حتي لا تحزن زوجة عمها قائلة

=مفيش حاجه والله يا مرات عمي


ربتت صفية علي ذراعها بحنان قائلة بصوت منخفض حتي لا تسمعها ثريا الواقفة في اخر الرواق التي تمسك بيدها احدي الفساتين تتأمله بدقة

=سبيها لله يا كارما صدقيني هتتحل والله .


شعرت كارما بغصة من الخوف في حلقها لكنها  اومأت رأسهابالموافقة لزوجة عمها لكي تطمئن وهي لازالت تبتسم قائله بصوت ضعيف

=ان شاء الله يا مرات عمي ..


اقتربت منهم ثريا ببطئ قائلة بنفاذ صبر وهي تضع بين يدي كارما احدي الفساتين 

= خدي قيسي ده ...ده لو طبعاً خلصتوا الاجتماع السري اللي عاملينه 


لتشعر كارما بالغضب يتأجج بداخلها فهي قد ملت من تنفيذ اوامرها تلك منذ الصباح لتلقي كارما بالفستان علي الارض وهي تهتف 

=قسيه انتي ...انا ماشية


لتتركهم كارما مبتعده عنهم لتهتف ثريا وراءها 

=كارمااا انتي اتجننتي ...  اىجعي هنا اومال هتلبسي ايه في الخطوبة ؟!!


اجابتها كارما وهي لازالت تبتعد 

=هلبس  شوال بخيش..مالكيش دعوة ..


همت ثريا بالرد عليها لكن صفية امسكت بذراعها قائلة 

=خلاص ...خلاص يا ثريا سبيها براحتها  اختريلها انتي فستان انا واثقة في ذوقك


وقفت ثريا تهز قدمها بغضب وهي تلوك بشفتيها بغل قائلة بهمس 

=ماشي يا بنت امينة هتشوفي كل ده هيطلع علي جتتك في الاخر


ِِ


  🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸


ِ

كانت كارما مستلقية علي فراشها والقلق يتأكلها فالخطوبة في الغد  وادهم لم يقم بفعل اي شئ حتي الان فهو لم يقم بالتحدث مع ولدها لكي يقنعه بان يعدل عن رأيه ويقوم بالغاء هذه الزيجة حتي انه لم يخبرها بما ينوي فعله فهي لم تراه كثيراً خلال الايام الماضية وعندما تراه فهو يرمقها بنظرات غريبة لم تفهم معنها وسرعان ما تتغير نظراته تلك الي نظرات باردة كالجليد ..


نهضت كارما بحزم مقررة انها يجب ان تتحدث معه فلم يعد يتبقي اي وقت فالخطبة بالغد ... 

خرجت كارما الي الحديقة حيث كان الجميع يجلس ما عدا ولدها الذي كان يستلقي في غرفته


كان ادهم يجلس وحيداً علي احدي الطاولات يعمل علي اللاب توب الخاص به بينما كانت نرمين وصفية وثريا يجلسون علي طاولة اخري بجواره يتحدثون بصخب


اقتربت منهم كارما ببطئ لتقف امام طاولة ادهم لتهتف صفيه حين لمحتها

=اخيرا يا حبيبتي صحيتي تعالي اقعدي جنبي هنا .


اجابتها كارما بصوت مرتجف وهي تلتفت اليها  

=معلش مش هينفع يا مرات عمي...انا كنت عايزة ادهم بس في موضوع


لتلتفت كارما تنظر اليه لتجده لايزال يصب كل اهتمامه علي اللاب توب الذي امامه متجاهلاً وجودها 

لتقترب منه قائلة بصوت مرتجف 

=ادهم ممكن تيجي معايا عايزة اتكلم معاك في موضوع .


اجابها ادهم ببرود وهو لايزال ينظر الي اللاب توب الذي امامه 

=معلش يا كارما انا مش فاضي دلوقتي ..


جاء رده كأنه  دلو من الماء البارد انصب فوقها .. لتشعر بالحرج الشديد فهي لم تتوقع ان يقم بصدها هكذا لكنها حاولت عدم اظهار احراج هذا لترسم ابتسامة باهتة علي وجهها وهي تهز رأسها بالموافقة مبتعدة عنه ليصل الي سمعها ضحكة ثريا الساخرة لكنها استمرت في السير مبتعدة فهي متجاهله اياها فهي تعلم ما تلمح اليه.


انضمت صفية الي ادهم تجلس بجواره علي طاولته قائلة بلوم

=ليه كده يا ادهم ليه تكسر بخاطرها كده يا بني ما كنت تقوم تشوفها عايزة ايه .ِ


زفر ادهم بضيق قائلاً

=انا عارف كويس هي عايزة ايه يا ماما


ظلت صفية تنظر اليه بتمعن قائلة بلوم

= ولما انت عارف هي عايزاك في ايه ....

لتكمل بحدة 

=ايه يا ادهم هتقف تتفرج علي كل اللي بيحصل وانت ساكت..؟!


لم يجبها ادهم لينهض بهدوء   يعد من لابسه ثم قام بجمع اشياءه من فوق الطاولة


لتمسك صفيه بذراعه بحزم قائلة بحدة  

=انت رايح علي فين يا ادهم ؟!


اجابها ادهم وهو يغادر الطاولة  متجهاً الي داخل المنزل

=مسافر القاهرة ومش هرجع الا علي بكره الصبح .


تابعته صفية الي داخل  المتزل وهي تهمس بحزن 




=اخرت عندك ده ايه بس يا بني...هضيعها من ايدك


كانت ثريا جالسة تفكر في خطوتها التالية التي سوف تربط بها ادهم بنرمين وتنهي بها اي أمل لكارما تجاه ادهم  

لتقترب من نرمين الجالسة بجوارها قائله بصوة منخفض

=هاااا عرفتي هتعملي ايه النهاردة؟؟


هزت نرمين رأسها بالايجاب وهي تشعر بالتوتر حول 

لتكمل ثريا وهي تضغط علي يد نرمين بتحذير 

=هعيد عليكي تاني اصل عارفة زكائك ... هتروحي اوضة ادهم لما الكل ينام وتلبس حاجة حلوة كده وتحاولي تدلعي عليه..تغريه لازم تليه يتجنن عليكي ... بس المهم عندي انك تشوقي ولا تدوقي انتي فاهمه قصدي طبعاً


اومأت نرمين رأسها بالايجاب 

لتعقد حاجبيها قائله بعدم فهم 

=طيب يا ماما ايه ضمنك ان ده هينفع ولاهيجيب نتيجه معاه ؟!


اجابتها ثريا وهي تضحك بخبث وهي ترتشف قهوتها بتلذذ

= لأن ده اللي نفع مع عمك اسماعيل ولا ناسية انا عملت ايه علشان اوقعه و ده اللي بينفع مع اي راجل .. الرجالة كلها زي بعض المهم نفذي بس اللي قولتلك عليه بالحرف وكلها يومين وهلقيه جاي يطلبك مني


ابتسمت نرمين بسعادة عند تخيلها ذلك لكنها نظرت الي والدتها بتردد قائلة 

=مش شايفة اللي هنعمله ده خطر لو حد شافني وانا طالعه من اوضة ادهم هتبقي مصيبة و.....


قاطعتها ثريا قائلة بنفاذ صبر  

=محدش هيشوفك كله هينام بدري انتي ناسيه بكره الخطوبة


هتفت نرمين وهي تصفق علي يدها بحماس 

=صحيح يا ماما كارما شافت الفستان اللي انتي اخترتهولها ولا لسه ؟!


ابتسمت ثريا بمكر عند تذكرها فستان كارما البشع الذي اختارته لها الليله قائلة بتهكم 

=لا لسه ومش هتشوفه الا قبل الخطوبة بساعة علشان متعرفش تغيره وتضطر تلبسه ِ


ضحكت نرمين ضحكة صاخبة قائلة بفرح 

=دي هيبقي شكلها مسخرة

لتغمز لها ثريا بعينيها قائلة

=علشان.تبقي تحرم تقل ادبها علي اسيادها....


   🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


كانت كارما مستلقية فوق فراشها تتقلب عليه دون راحة غير قادرة علي النوم فالقلق يتأكلها فغداً سوف تتم خطبتها علي فؤاد ولا احد يرغب بمساعدتها حتي ادهم لم يقم بفعل اي شئ مما وعدها بها حتي الان كما انه لم يعطها فرصة حتي تتحدث معه متهرباً منها زفرت كارما بضيق وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها بحنق فهي يجب ان تتحدث معه و تعلم ما الذي ينوي علي فعله لكي يساعدها للتخلص من كل هذا فهي تعلم بانه لن يتخلي عنها لتهمس كارما 

=انا لازم اتكلم معاه ولازم افهم هيعمل ايه بالظبط والمره دي مش هسيبه الا لما اخد منه رد واضح


لتنهض من فوق الفراش بتصميم  تبحث عن مأزرها الت

الثقيل لترتديه فوق منامتها الطفولية فقد كان الجو شديد البرودة لتقف امام باب غرفتها بتردد 

=الوقت اتاخر هروح اوضته ازاي بس دلوقتي ...


لكن عندماتذكرتان غدا ستتم خطبتها و ان هذه فرصتها الوحيدة لكي تتحدث معه فغداً لن تستطيع ان تجتمع به علي الاطلاق لتفتح باب غرفتها وتتوجه الي الخارج


   🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


كانت نرمين تقف في غرفة ادهم تسب وتلعن بغيظ فها هي بغرفته لكنه لم يكن موجوداً

ظلت تنتظره في الغرفة منذ اكثر من ساعتين لكنه لم يأتي حتي الان كما ان فراشه مرتب بعناية كما لو انه لم يمسه اليوم علي الاطلاق لتسب نرمين بصوت عالي وهي تحدث نفسها 

=يعني ايه كل اللي خططتله ده باظ... اموت واعرف اختفي راح فين ؟!


لتمرر يدها علي قميص النوم  الذي ترتديه وهي تزفر قائلة بحسرة 

=يا خسارة تعبي وتظبطي لنفسي كل الوقت ده


لتقرر الخروج من غرفة ادهم بالخفاء قبل ان يستيقظ احد ويراها بملابسها الفاضحه تلك


في ذات الوقت......


كانت كارما متجهه الي غرفة ادهم وهي تشعر بالتردد والرهبة من فكرتها المجنونة تلك وذهابها اليه في مثل هذا الوقت المتأخر لكنها لم تجد حلاً اخر امامها فلم يعد هناك وقت وهى تريده ان يطمئنها على ماهو اتى لكن تجمدت خطواتها امام غرفته بصدمة عندما رأت نرمين تخرج من غرفة ادهم وهي ترتدي ملابس اقل ما يقال عنها  فاضحة فقد كانت ترتدي قميص نوم قصير للغاية بالكاد يغطى فخذيها وفوقه مأزر يماثله فى الطول بشئ بسيط لتسرع كارما فى الاختفاء خلف الجدار القريب منها تشعر بانسحاب الدماء  من جسدها علي الفور عندما فهمت الذي يجرى بينهم

لتشعر بالبرودة تسرى فى انحاء جسدها ودقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها لتضع يدها فوق صدرها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي  ينشب به كأنه حريق لتهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة






=ازاي ...ازاي.....ادهم ...يعمل ..كده

لتنسحب ببطئ الي غرفتها لترتمي علي فراشها كالجثة الهامدة تبكي كما لم تبكي من قبل فها هي ترا اسوأ مخاوفها تتحقق....


  🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


في اليوم التالي

كانت كارما مستلقية بالفراش كالجثة الهامدة تنظر بشرود الي سقف الغرفة و وجهها منتفخ من كثرة البكاء فهي لم تذق النوم منذ ليلة امس 

اخذت تفكر بكل ما حدث فهي لم تتخيل ان يكون هناك علاقة بين ادهم ونرمين خاصة بمثل هذا النوع القذر لترن كلمات ثريا في  باذنيها مرة اخري بان ادهم اصبح كالخاتم في اصبع نرمين لتغطي وجهها بيديها قائلة بصوت متحشرج من شدة الالم من بين شهقات بكاءها المرير

=علشان كدة مسألش فيا ولا حاول يساعدني 

لتكمل وهي تبكي بشدة وجسدها يرتجف بعنف

=اتخلي عني تاني ... بس المرة دي كسرني...كسرني و داس عليا 

  

لتضرب بقبضتها علي قلبها بقوة ضربات متتالية وهي تهتف 

=كله منك ...كله منك..كنت نسيته ليه ..ليه ترجع تقع في حبه تاني بعد اللي عمله فيك ليه ..ليه اتوجع تاني  الوجع اللي انا حساه دلوقتي


لتسمع طرقاً علي باب غرفتها لتقم بمسح وجهها سريعاً من الدموع التي تغرقه حتي لا يلاحظ احد بكائها لتأذن للطارق بالدخول 

لتدخل ثريا الغرفة لتلاحظ علي الفور مظهر كارما المنهارة فقد كانت عينيها منتفخة للغاية و وجهها محمراً من كثرة البكاء لتشعر ثريا بالسعادة فيبدو ان ما قالته نرمين صحيحاً بان كارما قد رأتها وهي تخرج من غرفة ادهم لكنها لم تصدقها في البداية لكن بعد رؤيتها لحالة كارما الان تاكدت من ذلك لتقترب منها قائلة بخبث 

= ايه يا عروسة مش هتقومي يلا علشان تجهزي معتش في وقت


ظلت كارما مستلقية علي الفراش متجاهلة اياها وكأنها لم تتحدث 

علي الاطلاق 

لتكمل ثريا وهي تضع احد الاغلفة علي الفراش 

=عمتاً ده الفستان ...علي ذوقي يارب بس يعجبك


نهضت كارما ببطئ تمسك الفستان بيد مرتعشة فهي لم يكن لديها الطاقه لتدخل في مجادلةمعها 

فهي في وقت اخر كانت سوف ترفض هذة الخطبة حتي لو كان هيتسبب ذلك في موتها لكن بعد ما رأته بالامس ومعرفتها بان ادهم تخلي عنها واصبح لغيرها لم يعد يفرق معها اي شئ لتمسك الغلاف الذي به الفستان وتتجه نحو حمام غرفتها بهدوء..


لتقف ثريا فاغرة الفم من الصدمه من قبولها لكلامها علي الفور فهي كانت تتوقع انها ستدخل في مشاجرة اخري معها  لتبتسمبخبث فيبدو ان خطتها قد نجحت في النهاية...


  🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


غسلت كارما وجهها بالماء البارد  لعل هذا يجعلها تستفيق قليلاً لتجلس بعد ذلك علي حافة حوض الاستحمام وهي تأخذ نفسها ببطئ في محاولة منها لتهدئت ذاتها لتنهض بعد ذلك ببطئ لكي ترتدي الفستان لكنها انصدمت حينما فتحت الغلاف و رأت الفستان الذي بداخله فاقل ما يقال عنه انه بشع فهي تعلم ما تحاول زوجة ابيها فعله لتزفر كارما باستسلام وترتدي الفستان فهي لو كان الوضع مختلف عن الان ما كانت ارتدت مثل هذا الفستان البشع ابدا لكنها لم تعد تبالي باي شئ فيحدث ما يحدث


اعتدلت ثريا في واقفتها عندما رأت كارما تخرج من الحمام وهي ترتدي الفستان الذي قامت ياختياره لها فقد كانت تنتظر بلهفة رد فعلها عندما تراه لكنها انصدمت عندما خرجت وهي مرتديه اياه فقد كانت تتوقع انها سوف تقيم القيامة وترفض ارتداءه لكنها يبدو عليها الهدوء تنتحت ثريا محاولة استفزازها

=الفستان هياكل منك حته اي رايك بقي في ذوقي ؟!


لم تجيبها كارما وترسم علي وجهها ابتسامة ساخرة لتتجه واقفة امام المرأة فهي تعلم ما تحاول زوجة ابيها فعله لكنها قررت تجاهلها


دخلت صفية الغرفة لتقف متجمدة  وهي تنظر بصدمة الي ما ترتديه كارما لتهتف  

=ايه اللي انتي لبساه ده يا كارما ؟!


لتلفت لثريا وهي تصرخ بها بغضب 

=ايه اللي انتي جيباه ده يا ثريا ؟!


ابتسمت ثريا قائلة بخبث وهي تتصنع عدم الفهم 

=ماله يا صفية فيه ايه ؟!


اقتربت كارما من صفية تمسك بيدها قائلة بصوت ضعيف 

=مش فارقة معايا يا مرات عمي صدقيني


اخذت صفية تنظر اليها قائلة بدهشة 

=يعني ايه مش فارقة معاكي يا كارما وازاي وافقتي تلبسي القرف ..


لتكمل وهي تلتفت الي ثريا تنظر اليها بحنق قائلة بحدة 

=لو واحده تانيه اختارت الفستان ده كنت قولت ذوقها مش حلو لكن انا عارفه كويس ذوقك يا ثريا وبتختاري احسن حاجه لنفسك  ولبنتك ...وانابقي مش هسكت علي عملتك دي 

شددت كارما علي يد زوجة عمها قائله بصوت ضعيف 

=علشان خاطري يا عمتي مش عايزه مشاكل انا بجد مش مستحمله ايه حاجه


ربتت صفية علي يد كارما بحنان 

لتلفت الي ثريا قائلة وهي تجز علي اسنانها 

=ياريت تخدي نفسك وتطلعي برا عايزه اتكلم مع كارما كلمتين


وقفت ثريا تنظر اليها بغضب قائلة 

=انتي بتطرديني ولا ايه يا صفية؟!


اجابتها صفية بحدة 




=ايوة ياثريا بطردك ويلا مع السلامه بقي


وقفت ثريا تنظر اليهم بحقد لتلفت مغادرة الغرفة بخطوات غاضبة مغلقة الباب خلفها بعنف 

  

التفتت صفيه علي الفور الي كارما قائله بحنان وهي تربت علي خديها 

=مالك يا كارما ..؟! مالك يا حبيبتي فيكي ايه ؟!


انفجرت كارما في البكاء فور  سماعها تلك الكلمات فهي لم تعد قادرة علي تمثيل اللامبالاة اكثر من ذلك لترمتي في حضن صفية تبكي بشدة


لتشدد صفية من احتضانها لها قائلة وهي تبكي هي الاخري 

=انا عارفة يا بنتي اللي فيكي ... وانا والله هتصرف مش هسيبك يا كارما حتي لو كلهم اتخلوا عنك انا مش هتخلي عنك وهفضل جنبك


ازدادت شهقات كارما عند سمعها تلك الكلمات متذكره تخلي ادهم عنها وعلاقته مع نرمين فاخذت صفية تربت علي ظهرها بحنان محاولة تطمنئتها حتي هدأت كارما تماما 

ابعدتها صفيه عنها بحنان قائله 

=ان شاء الله كل حاجة هتتحل وبكره تقولي صفيه قالت ..ادخلي يلا اغسل وشك وتعالي


لتكمل وهي تبتسم لكارما بحنان 

=طيب والله حتي وانتي بالفستان ده طالعه زي القمر وهتغطي عليهم كلهم يلا اضحكي و وريني ضحكتك الحلوة


حاولت كارما رسم ابتسامة باهتة علي وجهها لكنهاض لم تصل الي عينيها لتربت صفيه بحنان علي خدها...


🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


كانت كارما جالسة في بهو المنزل الذي كان مزين بشكل مبالغ به فعلي الرغم من انها حفل عائلي لن يحضره سوا افراد الاسرة الا ان ثريا لم تبخل في تزين المكان ...

كانت كارما تحاول ان تتلاشي النظر الي ادهم الذي كان يقف في اخر البهو وحيداً حيث كانت نظراته مسلطة عليها لكنها تجاهلته محاولة ابعاد نظرها عنه لتنتفض كارما بذعر عندما امسك فؤاد يدها يقبلها برقة هامساً لها كم تبدو جميلة للغاية لتسحبها منه علي الفور وهي تلتفت تنظر الي ادهم بتوتر لتقابلها نظرات عينيه التي كانت تشتعل بالغضب لكن سرعان ما اختفي هدا الغضب ليتحول الي برود حتي ظنت انها توهمت الغضب بعينيه ..

لتدير رأسها مبعده عينيها عنه فكلما رأته تذكرت تخليه عنها وعلاقته بنرمين ليخيل لها عقلها ما الذي كان يحدث بينهم في غرفته بالامس لتشعر بنيران الغيرة تنشب في قلبها لتتأكله لتمتلئ عينيها سريعا بالدموع لتحاول كارما حبس تلك الدموع و السيطرة عليها ..

لترفع رأسها مرة اخري نحوه لكنه كان  اختفي اخذت تببحث عنه بعينيها في ارجاء المكان لكنها لم تجد له اي اثر لتشعر  بيأس شديد يتملكها فهي تريد اخلع هذا الفستان البشع وتهرب من هذا المكان فهي تجد صعوبة في التقاط انفاسها ..


بينما كانت كلاً من ثريا ونرمين جلستان تتهمسان وتضحكان بصخب وهما ينظرون الي كارما بشماته لتحاول كارما تجاهلهم  والسيطره علي ذاتها حتي لاتنهض وتأتي بسكين تغرزه في قلب كلاً منهما لتتخلص منهما ..ِِ


   🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺


اقترب فؤاد من صفية التي كانت تجلس بوجه متجهم قائلاٌ بتوتر 

= حاجة صفية مش ملاحظة الموضوع كبر  ..

ليكمل بارتباك 

=انتي عارفة ان انا ماليش لا في جواز ولا غيره


زفرت صفيه بضيق قائلة 

= اهدي  يا فؤاد هتتحل .ِ


مرر فؤاد يده بين خصلات شعره قائلاً بقلق

=هتتحل ازاي بس ؟! ده ادهم متحركش خطوة واحدة بس علشان يلغي الجوازة...مش عارف شكلنا اتوهمنا انه بيحبها و لا ايه ؟!!


هتفت صفيه بغضب

=اتوهمنا .....

لتلتفت تنظر حولها بقلق عندما انتبهت الي ان صوتها كان عالياً لتهمس بصوت منخفض بحزن

=اتوهمنا ...ازاي بس يا فؤاد ما انت شوفت بعينك زي ما انا شوفت غيرته وخوفه عليها انا معتش فاهمه هو بيعمل كده ليه...ليه غاوي يعذب نفسه ويعذبها معاه


ربت فؤاد علي يدها قائلا بلطف محاولا

=انتي عارفه انا في الاول جت هنا ليه جيت علشان انفذ كلام ثريا هانم والعب علي كارما بس لما عرفت كارما واتعاملت معها عرفت قد ايه هي انسانة طيبة متستهلش كل القرف والظلم اللي هي عايشة فيه وانا اللي جيتلك بنفسي وطلبت منك تساعدني في ان اقرب بين ادهم وكارما لما حسيت بحبهم لبعض


ليكمل ويزفر بضيق قائلاً

=بس الظاهر كده ان ادهم ..كارما مش في باله اصلا و انا مش صعبان عليا في كل ده غير كارما


همست صفيه وعينيها قد امتلئت بالدموع 

=مش عارفه اساعدها ازاي يا فؤاد وادهم اللي قولت اول ما يعرف انها متعرفش حاجة عن الخطوبة دي هيطربق الدنيا علشانها ..لاخر لحظه كان عندي امل يعمل اي حاجة بس اديك شايف اهو اختفي و ك........


قاطعها فؤاد وهو ينكزها في ذراعها 

وهو يشير برأسه تجاه الباب

=حاجه صفيه الحقي ...

نظرت صفيه الي ما يشير اليه فؤاد لتجد ادهم يدخل الي البهو والي جواره الحاج اسماعيل ..


وقف اسماعيل بمنتصف البهو و وجهه محتقن من شدة الغضب قائلا بصوت عالي حتي يسمعه الجميع وهو يلتفت الي فؤاد 

=فؤاد يا بني كارما ابن عمها ادهم طلب ايدها مني وانا وافقت

وانت عارف يابني ان كل شئ قسمه نصيب

ليسقط الخبر علي ثريا كانه صاعقة تضربها لتنتفض واقفه امام اسماعيل تصرخ بغضب وقد اسود وجهها من شدة الغضب 

=يعني ايه يا اسماعيل.........


ليقاطعها اسماعيل وهو يرفع يده بتحذير قائلا بحدة 

=ثريااا...اقسم بالله لو نطقتي بحرف زياده لتكوني طالق بالتلاته


اغلقت ثريا فمها سريعاً بصدمة لتركض صاعدة الي غرفتها تلحقها نرمين التي رمقت كارما بغل وهي تمتم بكلمات غاضبة


بينما كانت كارما تتابع ما يحدث وهي ترتجف بشدة تشعر بان هذا ليس الا حلماً سوف تستفيق منه باي لحظة لتقع عينيها علي ادهم الذي كان يقف منتصب بشموخ بجانب ولدها لتجد عينيه منصبة عليها ينظر اليها بحنان وكأنه يقول لها ها انا قد فعلت ما وعدتك به لكنها ابعدت عينيها عنه بحنق تخفض رأسها الي الاسفل حين تذكرت علاقته الغير بريئة مع نرمين لتشعر بألم حاد ينهش في قلبها عندما خطر في بالها فكرة انه ما طلب ان يتزوجها الا شفقة منه علي حالها بعد ما قامت بتذلل له لكي ينقذها لتشعر بغصة حادة في حلقها حاولت ابتلاعها بصعوبة قبل ان ترفع وجهها مرة اخري تقابل نظراته بحدة وتتنحنح قائلة بصوت حاد عالي حتي يسمعه جميع الحاصرين 

=بس انا مش موافقة...انا مش هتجوز ادهم


الفصل الثالث عشر 

رفعت كارما وجهها تنظر الي ادهم بتحدي لتنحنح قائلة بصوت حاد عالي حتي يسمعه جميع الحاضرين 

=بس انا مش موافقة...انا مش هتجوز ادهم

ارتسمت الصدمة علي وجوه جميع الحاضرين بعد ان اطلقت كارما كلماتها تلك ...

بينما كان ادهم يقف بجسد متجمد يتابعها بعينين تحترقان من الغضب ضاغطاً علي فكيه بقسوة محاولاً السيطرة علي غضبه ذلك حتي لايفعل ما يندم عليه لاحقاً...

اقترب اسماعيل من كارما وهو يهتف بغضب 

=يعني ايه مش عايزه ادهم .. ؟!

اجابته كارما وهي تنظر الي ادهم بحقد ترغب في ايلامه ليشعر ببعض ما تشعر به 

=ايوه مش عايزاه... هو لأما اتجوز فؤاد لأما ادهم يعني اخرج من مصيبه لمصيبة اكبر

تصلب جسد ادهم فور نطقها لكلماتها تلك  يشعر بها كأنها رصاص اخترق قلبه ليشعر بالم حاد في قلبه فهي تقم بجرح كبريائه عمدا ًامام الجميع فهي تنظر الي عينيه بحقد عند نطقها تلك الكلمات  وكأنها ترغب في ايلامه لتخطر علي عقله فكرة انها تحاول ان.تنتقم منه عما فعله معها بالماضي و رفضه لحبها لينفض ادهم هده الفكرة بغضب وهو يلعن.بغضب بصوت منخفض

هتف اسماعيل بها بغضب وهو يقترب منها

=انتي محدش مالي عينك مره ترفضي فؤاد و قولنا يمكن بسبب كرهك لثريا طيب و دلوقتي بترفضي ادهم ليه ؟

صرخت كارما بهسترية حتي احمر وجهها من شدة الانفعال

=مش عايزاه ...ولو اخر حد في الدنيا دي مش هتجوزه .

امسك اسماعيل كارما من ذراعيها يضغط عليهم بقوة قائلاً

=هتتجوزيه ...والجزمة فوق رقبتك 

بتتأمري علي ايه يا بنت امينه  احمدي ربنا انه عبرك و وافق بيكي

اشتعلت كارما بالغضب اكثر عند سمعها كلمات ابيها تلك عندما ضغط علي نقطه ضعفها لتنفض يده الممسكه بها بعنف قائلة بغل 

=وانت بقي مُصر ان اتجوزه اوي ليه كده مش ده ادهم اللي من كام شهر وقفت وقولت بعلو صوتك علي جثتي تجوزني له...ياتري طلعت بمصلحة ايه منه خلتك تغير رأيك ؟!

صرخ اسماعيل بها بغضب وهو يهجم عليها رافعاً يده محاولاً صفعها 

=انتي بتقولي ايه يابنت ال....

لكن اتت قبضة يد ادهم القوية الذي انتفض سريعاً يقف حائلاً بين كارما واسماعيل توقفه بحزم عما كان ينتوي فعله ..عندما امسك يده بحزم قبل ان تصل الي وجه كارما

ليجز علي اسنانه بغضب قائلاً وهو ينظر الي عمه بحدة  

=عمي ...متنساش اللي اتفقنا عليه

كانت كارما تتابع ما يحدث وهي تحبس انفاسها و وجهها قد شحب من شدة الخوف لتنتفض حين صرخ والدها بغضب وهو ينفض يد ادهم الممسكه به

=يعني عجبك قلة ادبها..

التفتت ادهم الي كارما ينظر اليها بعينين تشتعل بالغضب قائلاً بصرامة 

=اطلعي علي اوضتك

ليهتف اسماعيل بحدة 

=تطلع علي فين والمأذون اللي جاي علشان كتب الكتاب

تجاهله ادهم هاتفاً بحزم مرة اخري في كارما التي كانت مخفضة رأسها وهي متجمدة مكانها 

=قولتلك اطلعي اوضتك ..

رفعت كارما وجهها بغضب تنوي الرد عليه بقسوة لكنها انتفضت  بذعر حين تقابلت عينيها بعينيه حيث كانت تشتعل بغضب مثل براكين من الحمم و وجهه كان محتقن بشدة 

لتقفل فمها مقررةً ان تنفذ كلامه  بصمت لتتحرك صاعدة الي غرفتها بخطوات بطيئة للغاية فقدكانت تشعر بضعف شديد وان قداميها لا تستطيع حملها...

كانت صفية تتابع ما يحدث بعينين  ذاهلة ليقترب منها فؤاد هامساً

=هو ايه اللي بيحصل ..هي كارما اتجننت وادهم سكت لها ازاي كده ؟

اجابته صفية وهي تتابع ادهم الواقف في منتصف البهو يشتعل غضباً

=تصدق يا فؤاد انا مش مخوفني غير سكوته ده .....

لتكمل بخبث وهي تبتسم بفرح 

= بس مش مهم ان شالله يقطعوا بعض المهم انهم يتجوزوا

ليبتسم فؤاد هو الاخر قائلاً بمرح

=علي رايك...المهم يتجوزوا وتبقي الحرب تقوم بينهم براحتهم بعد كده .

  

  🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺

كانت كارما جالسة فوق الفراش بجسد مرتجف غير قادرة علي تصديق ما حدث...لتشعر بحزن شديد يسيطر عليها.. لما عندما حدث ماكانت تتمناه طيلة حياتها يحدث بهذا الشكل ... فهي كانت تحلم دائماً بادهم يطلبها للزواج لانه يحبها ويرغب بها  وليس لمجرد انه يشعر بالشفقة نحوها او العطف علي حالها البائس ..لتشعر كارما بألم حاد ينهش في قلبها عندما خطر علي عقلها انه كان متأكداً من موافقتها وكان ليس لديها اي كرامة حتي تقبل بشفقته عليها او انها سوف تشعر بالامتنان نحوه لانه سوف يتنازل ويتزوج بها...

فلو كان اخبرها من قبل عما كان ينوي فعله كانت سترفض خاصة بعد علمها بعلاقته بنرمين..

لتنتحب كارما بشدة عند تذكرها لنرمين بمظهرها العاري وهي خارجة من غرفتة ليلاً..لتتسأل وهي تشعر بقلبها يحترق هل يحب نرمين؟! هل عندما طلب الزواج منها تخلي عن حبه لنرمين الهذة الدرجة تذللت له واثارت شفقته عليها ...

لتتنهد كارما بتعب .فكل ما ترغب الان هو الهروب من كل ذلك وان تختفي من هذا العالم ...

لتشهق باكية فهي تريد ان توافق علي الزواج منه  وتستجيب لرغبة لقلبها الذي يعشقه بجنون لكن كبريائها يرفض ذلك..لتذكر ذاتها بتحسر..حتي وان رفضت من سيستمع لها فهي لن تستطيع ان تقف امام ابيها مرة اخري..

لتهمس كارما بصوت ضعيف منكسر وهي تضرب بقبضتها علي صدرها 

=يارب ...انا تعبت ...مبقتش عارفة اعمل ايه في كل اللي بيحصل معايا

انتفضت كارما واقفة تزيل دموعها من فوق خديها بيديها سريعاً عندما سمعت طرقاً علي الباب لتأذن للطارق بالدخول بعد ان تاكدت بانها قد ازالتها جميعاً...

دخل ادهم ببطئ الي الغرفة ليجد كارما واقفة بوجه منتفخ من كثرة البكاء ليقترب منها قائلاً بصوت منخفض وهو يشعر بالم حاد في قلبه عند رؤيته لحالتها تلك

=ليه كل ده يا كارما...للدرجة دي مش عايزة تتجوزي مني؟!

ابتلعت كارما ريقها بتوتر قائلة

=ايوه مش عايزه اتجوزك وانت كمان مش مضطر تتجوزني علشان صعبانه عليك انا مش محتاجه شفقتك

اجابها ادهم بصوت منخفض 

=ومين قالك اني هتجوزك علشان صعبانه عليا اوشفقة مني ؟

رفعت كارما عينيها تنظر اليه بأمل قائله بلهفة 

=اومال عايز تتجوزني ليه؟!

مر تعبير علي وجه ادهم لفترة وجيزة لكنه اختفي سريعاً قبل ان تتمكن كارما من التعرف عليه 

ليجيبها بصوت متحشرج 

=للاسف مش هتفهمي ..

اخفضت كارما رأسها بخيبة امل تنهر ذاتها علي غبائها هل كانت تعتقد انه سيقول لانه يحبها مذكرة ذاتها بقوة بنرمين وعلاقته معها والتي علي الارجح يحبها....

لترفع رأسها تنظر اليه بقسوة قائلة بحدة 

= انت جاي هنا ليه ؟!...

اجابها ادهم وهو يزفر بحنق مشيراً برأسه الي احدي الصناديق الفاخمة الموضوع علي فراشها 

=غيري اللي انتي لبساه ده والبسي الفستان اللي عندك في الصندوق .

كتفت كارما ذراعيها علي صدرها قائله بتحدي :

=مش عايزة اغير حاجة ومش هنزل الا بالفستان ده .

اقترب ادهم منها سريعاً وقد انهار الجدار الذي كان يخبئ خلفه غضبه ممسكا ذراعها بقسوة مقرباً وجهه منها قائلا بغضب 

=علي جثتي تنزلي كتب الكتاب بالفستان..........

ليكمل وهو يجز علي اسنانه بغضب والغيرة تنهش بقلبه

=الفستان اللي لبستيه علشان خطوبتك علي واحد تاني ...مش هتلبسيه في كتب كتابك علي  ادهم الزناتي انتي فاهمة.

نفضت كارما يده عنها وهي تهتف بغضب 

=طيب ايه رايك بقي ان مش هحضر كتب الكتاب الا بالفستان ده

انتفضت كارما تتراجع الي الخلف بذعر عندما وجدت ادهم يقترب منها ببطئ وعينيه تشتعل بالغضب لتشهق بصدمة حين امسك ادهم طرف فستانها الذي ترتديه ممزقاً اياه الي نصفين لتهتف كارما بذعر و

=انت اتجننت... انت ازاي...ازاي تعمل كده ؟!

اجابها ادهم وهو يجذب الشرشف الموضوع فوق الفراش ليضعه فوق كتفيها حتي يغطي جسدها الذي اصبح نصفه عارياً امام عينيه المشتعلة بالرغبة 

=نص ساعة والقيك تحت ولابسة الفستان لو اتاخرتي عن كده او حبيتي تتزاكي وتلبسي فستان غيره هتلاقيني عندك هنا وهلبسلك الفستان بايديا.......

ليكمل بسخرية حين رأي وجهها قد اشتعل بالخجل وهو يغادر الغرفة

=مالوش لازمة الكسوف كلها ساعة وهتبقي مراتي ....مستنيكي تحت

ظلت كارما واقفة بعد مغادرته متجمدة في مكانها وهي ممسكة بيديها بطرفي الشرشف الذي وضعه ادهم عليها بشدة وكأنه طوق نجاتها لتستفيق من جمودها هذا وتتحرك سريعاً تجاه الصندوق الموضوع علي الفراش عندما تذكرت تهديد ادهم لها فهي تعلم انه يستطيع تنفيذه  .....

ِفتحت كارما الصندوق لتشهق  بصدمة وهي تتأمل بإنبهار الفستان الموضوع في الصندوق بعناية فقد كان الفستان خلاب للغاية كان احمر ناري مرصع بورود حمراء انيقة ذات تفصيلة رائعة كأنه اتي من داخل احدي القصص الخيالية ..

فمن يراه يظن ان ادهم مهتم بها ويعشقها... لتضع يدها فوق فمها وقد التمعت عينيها بالدموع الحسرة والالم فهي لم ترغب بشئ في حياتها سوا اهتمامه وحبه لها والذي علي ما يبدو انها لن تحصل عليهم ابدا .....ِ


  🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺

كان ادهم يجلس مع عمه اسماعيل في غرفة المكتب ينتظرون وصول المأذون الذي سيقوم بعقد القران..

ليرجع ادهم بذاكرته الي ما حدث قبل اسبوع من الان فبعد عودته هو وكارما تلك الليلة العاصفة الي المنزل  تلقي اتصالاً في الفجر من عمه يطلب منه نجدته ومساعدته ليكتشف ادهم ان عمه اسماعيل من مدمناً علي  لعب القمار والذي خسر بسببه  اموال طائلة للغاية حتي انه لم يكتفي بخسارته لت الاموال بلا قام باقتراض المال من بعض المرابين الذي اقل ما يقال عنهم عصابات ..

ليطلب منه عمه مساعدته فهولاء المربين اعطوه مهلة اقل من اسبوع لكي يسدد المبلغ المدين به

مهددين اياه بقتله هو وزوجته وابنته في حاله عدم السداد

فلم يكن امام ادهم الا مساعدته خاصة وان حياة كارما معرضة للخطر وانه يمكن ان يفقدها في اي لحظةليشعر ادهم بالجنون يصيبه عندما تخطر هذة الفكرة علي عقله فهو لا يمكنه ان يفقدها فهو لن يستطيع العيش بدونها ....لذلك خلال الاسبوع المنصرم كان منشغلاً للغاية بتجميع المال من شركاته التي بخارج مصر فالمبلغ المطلوب لم يكن هيناً .. كما كان يجد صعوبة في التهرب من كارما خلال هذة الفترة فعندما كان يراها امامه يشعر بغصة من الالم في قلبه عندما يشعر بان حياتها معرضة للخطر وبانه يمكن ان يفقدها في اي لحظة وذلك بسبب ابيها الذي لم يذقها الا المرار طوال حياتها...

كما كان يتهرب من لقائها والتحدث معها فهو كان يعلم جيداً ما كانت ترغب في التحدث معه فيه ..فقد كانت ترغب ان تعلم ما الذي سوف يفعله لكي يوقف زيجتها من فؤاد لكنه لم يكن يعلم بماذا يجيبها ايجيبها بانه قام بالاتفاق مع ابيها بانه سوف يسدد ديونه ويخلصه من المربين مقابل ان يتزوجها هو ...

استفاق ادهم من شروده هذا علي صوت عمه اسماعيل ليسأله ادهم وهو يحاول التركيز 

=بتقول حاجه يا عمي ؟!


اجابه اسماعيل بنفاذ صبر 

=بقالي ساعه بكلمك يا ادهم 

المهم عملت اللي اتفقنا عليه ؟!.


اجابه ادهم بحزم 

=ايوه سافرت امبارح القاهرة وسددت كل الديون اللي عليك......


ليكمل وهو يخرج من حافظته بعض الاوراق ويضعها امام عمه 

=و دي الشيكات اللي كنت كاتبها لهم .


فقد اشترط اسماعيل علي ادهم بان  زواجه من كارما لن يتم الا بعد حصوله علي الشيكات الخاصه به من المربين


امسك  اسماعيل سريعاً الشيكات ممزقاً اياه الي قطع صغيرة وهو يتنهد براحة ليتلفت الي ادهم قائلاً 

= اموت واعرف ..تدفع كل ده ليه علشان تتجوز كارما......


ليكمل بسخرية وهو ينظر الي ادهم بصدمة وكأن قد خطرت علي عقله هذه الفكرة الان 

=مصيبة لتكون بتحبها


اجابه ادهم بحدة 

=ميخصكش انا عايز اتجوزها ليه


ليكمل بحزم وهو ينهض مغادراً الغرفة

=من اللحظه اللي هيتكتب فيها الكتاب و كارما تبقي مراتي فيها انت مالكش اي علاقة بها......

ليكمل بحزم اكبر 

=لو عرفت انك جرحتها حتي لو بكلمه واحدة هنسي انك عمي و مش هرحمك


شعر اسماعيل بالذعر من تهديد ادهم لكنه حاول عدم.اظهار ذلك له ليهتف 

=استني انت ك رايح فين ..مش هنتكلم عن الورث ؟!


التفت اليه ادهم وهو يضع يده فوق مقبض الباب 

=انت مالكش عندي غير حقك اللي جدي كاتبهولك


ليهتف اسماعيل بغضب 

=ازاي انت مش كنت قايلي انك هتكتبلي نصيبك


اجابه ادهم بحزم وهو يفتح باب الغرفة مستعدا لمغادرتها 

=ده قبل ما اعرف انك راجل بتاع قمار ممكن تضيع تعب و شقي جدي في ثانيه.. نصيبي انا هكتبه لكارما


ليترك الغرفة مغادرا تركا ًاسماعيل فاغر الفم من الصدمة التي وقعت عليه كالصاعقة...


     🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀


كان الجميع يجلس في البهو ينتظرون كارما حتي يتم عقد القران ..

كانت ثريا جالسة وهي تنقر علي الارض بغل و هي تنظر الي اسماعيل بحقد  تربت علي ظهر نرمين الجالسة بجوارها التي كان وجهها منتفخ من كثرة البكاء في محاولة منها جعلها تهدئ


بينما كان ادهم  يجلس بجوار كلاً من المأذون الشرعي وعمه اسماعيل يشعر باللهفة حتي ينتهي من عقد القران وان تصبح كارما زوجته وملكه ...ليضحك ساخراً علي حاله هذا فهو يشعر كأنه مراهق ينتظر مقابلة حبيبته لأول مرة ....

ليزفر ادهم بضيق عند تذكره رفض كارما الزواج منه لكنه لن يستطيع تركها لغيره حتي وان كانت لا تريد الزواج منه...

ليرفع ادهم رأسه بلهفة عندما مرت رعشة كهربائية بجسده ليعلم ان كارما قد دخلت الي الغرفة ليتأكد من ذلك عند سماعه شهقة تصدر من الجميع تدل علي انبهارهم برؤيتها فجسده كان دائما يشعر بها من قبل حتي ان يراها..


رفع رأسه ببطئ يتأملها وعينيه تلتمع بشغف ليشعر بمعدته تنعقد عند رؤيتهاحابساً انفاسه بقوة عندما رأها تدخل الغرفة وهي ترتدي الفستان الذي قام باختياره لها خصيصاً.. ليشعر بدقات قلبه تتسارع بشدة حتي ظن قلبه سوف يغادر صدره وهو يتشرب تفاصيلها بشغف... 

فقد كان الفستان احمر ناري يبرز بياض بشرتها الخلابة كان منسدلاً فوق جسدها ليظهر جمال قوامها بينما شعرها كان منعقداً في تسريحة انيقة اغرت يديه حتي يقوم بفكه من عقدته تلك ليجعله مسترسالاً فوق ظهرها كشلال من الحرير الاسود ..ِ


حاول ادهم ان يأخذ نفسه ببطئ حتي يهدئ من النيران التي اشتعلت في جسده حتي لا يلاحظ احد حالته تلك ...


بينما كانت كارما تقف بتوتر عند باب الغرفة لا تعلم ما يجب عليها فعله لتتفاجئ حين نهض ادهم متجهاً نحوها ببطئ ممسكاً بيدها  رافعاً اياها نحو شفتيه يقبلها برقة متجاهلاً تنحنح عمه الحاد كدليل علي رفضه علي ذلك ..

ليجذبها ادهم مجلساً اياها بجواره علي الاريكة  ملتفتاً الي المأذون يحثه علي بدأ عقد القران


كانت كارما جالسة لا تدري اتشعر بالسعادة لانها ستتزوج من الرجل الذي عشقته منذ الصغر ام تحزن علي ان كل هذا ما كان الا بدافع شفقته لتشعر كارما بغصة حادة من الالم في صدرها فقد كانت تتمني  كثيرا لو كانت هذه الليلة كما تخيلتها باحلامها وان تكون اسعد ايام حياتها وان يكون ادهم يرغب بالزواج بها لانه يحبها ..

لتتنهد كارما بحسرة خارجة منش شرودها هذا لتجيب علي اسئلة المأذون الشرعي ....


تعالت اصوات الزغاريط في ارجاء المنزل حيث اخذت كلاً من صفية و عزيزة يزغرطون فرحاً فور انتهاء عقد القران ....


لتحتضن صفية كارما بشدة وهي تهتف بفرح 

=مبروك يا حبيبة قلبي مبروك


كانت كارما تنتظر من ابيها ان يقم بمباركتها حتي لو ع سبيل التظاهر لكنها لم تنل منه الا امأة بسيطة 

لتتجاهله كارما فهي لم تندهش كثيراً...


بينما وقفت كلاً من ثريا و نرمين ينقران الارض بحقد لتقترب ثريا من كارما ببطئ قائلة بغل 

=مبروك .....


اجابتها كارما ببرود لتلفت الي عزيزة تحتضنها بشغف رداً علي تهنئتها لها متجاهلة كلاً من نرمين وثريا الواقفتان ينظرون اليها بحقد قبل تغادر ثريا الغرفة وهي تمتم بكلمات غاضبة تلحقها نرمين بخطوات غاضبة...


وقفت صفية بمنتصف الغرفة تهتف بصوت عالي 

=يلا...يلا كله يسيب العريس مع عروسته شوية


ليخرج الجميع ما عدا اسماعيل الذي ظل واقفاً في مكانه رافضاً الخروج لتقترب منه صفية قائلة بمرح

=ايه يا اسماعيل واقف كده ليه ؟!


اجابها اسماعيل بحدة 

=مينفعش نسيبهم لوحدهم .


هتفت صفية وهي تضحك بمرح وهي تجذبه من ذراعيه الي خارج الغرفة

=دي مراته يا اسماعيل انتي ناسي ولا ايه ده انت مبقالكش ربع ساعه مخلص مع المأذون .


همهم اسماعيل بغضب وهو يخرج مع صفية التي اغلقت الباب خلفها تاركه كارما واقفة بمنتصف الغرفة بتوتر مخفضة رأسها حتي تتلاشي النظر الي  ادهم الذي كان يقف ينظر اليها بشغف 






متأملاً جمالها ليقترب منها ببطئ واضعاً يده اسفل ذقنها يرفع رأسها اليه.....لتشهق كارما بصوت منخفض عندما رأت عينيه تلتمع بشئ غريب لأول مرة تراه بهم..

رفع ادهم يده ببطئ جاذباً مشبك رأسها الانيق لينفك شعرها من عقدته منسدلاً فوق ظهرها ليمرر يده ببطئ بين خصلاته الحريرية قبل ان يدفن    رأسه بعنقها الغض لتشعر كارما بكهرباء تسري بجسدها عند فعله ذلك ...بينما اخذ ادهم يستنشق رائحتها التي يعشقها بشغف هامساً بصوت منخفض استصعب علي كارما سماعه

=اخيراً بقيتي..ملكي


شعرت كارما بالتوتر عندما رفع رأسه من فوق عنقها متأملاً وجهها وخديها المشتعلان بالخجل بشغف فهو يعشق خجلها هذا ابعد ادهم بحنان بعض خصلات شعرها المتناثرة فوق وجهها 

لتشعر كارما برجفة حادة في قلبها عند فعلته تلك لتعض علي شفتيها بتوتر لتشتعل عينين   ادهم  برغبة حارقة عند رؤيته حركتها تلك ليخفض رأسه سريعاً متناولاً شفتيها في قبلة حارة يبث بها عشقه وحاجته لها ..لتشعر كارما بالصدمة حينما لمست شفتيه شفتيها لكنها   سرعان ما شعرت بمشاعر غريبة تمر بجسدها ليحتويها ادهم جاذباً جسدها الي جسده اكثر ليشعر بجسدها الغض الناعم يرتجف بين يديه ليصدر ادهم تأوه وهو يعمق قبلته لها اكثر عندما شعر بتجاوبها الخجول معه ......

ابتعد عنها ادهم ببطئ وهو يسند جبهته فوق جبهتها يتنفس

 بعمق محاولاً التقاط انفاسه بينما كانت كارما..مغمضة 


العينين تلهث بشدة تحاول ان تستوعب المشاعر التي شعرت بها بين ذراعيه والتي لم تضع لها حسبان  ....

                الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close