رواية فى عصمت صعيدى
ظلت تعود للخلف و هي تنظر له برعب و هو يقترب منها و ينظر لها نظرات شهوانية و يتفحص جسدها و هو يبتسم ابتسامة خبيثة قائلا : انتي تايهه!! ... متخافيش هوصلك
تجيبه بتعلثم يفضح خوفها : لا..لل.ا ممش تايهه يقترب منها و يسحبها من يدها بقوة اتجاهه ليقربها منه حتى كادت أن تلتصق به فجأة قائلا بخبث : امال ايه
ليقطع عليه حديثه اللكمة التى تلقاها من يد بدر التى كادت أن تطرح به أرضا لولا تماسكه فى آخر لحظة ثم نظر له بغضب يتحدث بدر بغضب جحيمي و هو يسحب دانه خلفه : انت مش ناوي تحترم نفسك بقا و لا عاوزنى اتغابي عليك قال جملته الأخيرة و هو يسحبه من تلابيب جلبابه ليحاول الآخر نفض يده و التملص من قبضته و هو يقول بغضب : وانت مالك انت كنت وصي عليا
بدر بغضب اكبر : بطل اللى بتعمله ده يا فارس احسن لك و لو شفتك بتتعرض لبنت تانى هنسى انك ابن عمي و هتصرف معاك تصرف مش هيعجبك واصل
لينظر بخبث له و لدانه الوافقة خلفه بخوف و هى تتمسك بجلبابه من الخلف ثم يغمز لبدر بوقاحة : هي تخصك و لا ايه ليضربه بدر لكمه اطرحته أرضا و هو يقول : انت فعلا مفيش فايدة فيك لو لمحتك بس بتعمل حركة من حركاتك الزبالة دي صدقني انا اللى هعلمك الادب ثم سحب المختفية خلفه من يدها بقوة خلفه لتنظر له بخوف لفترة وهى ترى الغضب مرسوم على ملامحه الوسيمة مما أعطى له جاذبية اكبر و لكن مخيفة في الوقت ذاته لتحاول التحدث قائلا بتوتر و تعلثم : ببدر ااناا ليقاطعها و هو يلتفت لها فجأة بقوة و كأنه كان ينتظرها تتحدث حتى ينفجر بها بركان غضبه و يقول بصوت جهوري : انتى ايه!! انتى تخرسي خالص لترتعد من صوته خوفا و تعود خطوة للخلف فيكمل بحدة اكبر : ما لازم يعمل كده لما يلاقي قدامة واحده لابسة لبسك ده اللي مبين تفاصيل جسمك كلها و شعرك اللى انتى فرحانه بيه ده لتنظر له بصدمة من حديثه و تلتمع الدموع بمقلتيها و تبتلع غصة البكاء لتحاول التماسك أمامه و لكن يخرج صوته متحشرج قليلا بسبب كتمها للبكاء قائلة : انا مسمحلكش تقولى كده ان.... ليقاطعها بغضب و هو يقول مكملا : انتى واحدة مدلعة و عايزة تتربى لتنزل على وجهه بصفعة لا تعلم من اين اتتها الجراءة لتفعلها و لكن كلماته جرحتها و جعلت قلبها ينزف من الحزن تطلع له لترى عيناه تزداد قتامة و تزداد بها الخطوط الحمراء و يجز على أسنانه و فكه يتحرك من الغضب لتبتعد عنه سريعا بخوف و تجري الى منزلها الذي كان يقفون بالقرب منه ظل ينظر لها حتى دخلت البيت و ظل يتطلع لاثرها ليزفر بحنق و هو يتوعد لها على الرغم من أن دموعها المته بشدة و حرك شىء ما بقلبه و غصة بحلقه فهو احس بنار تشتعل بداخله و بركان على وشك الانفجار عندما رأى هذا الغبي فارس و هو يسحبها من يدها و يقربها منه إلا أن بفعلتها هذه و صفعها له أيقظت شيطانه ليرحل هو أيضا لمنزله بخطوات سريعة
****************************
كانت تقف مع والدته بالمطبخ و هى تقطع البصل و الدموع تسيل على وجنتيها و عيناها حمراء كالدم و منتفخة قليلا من كثرة الدموع التى ذرفتها لتنظر لها والدة احمد السيدة صباح و حينما تراها على هذه الحالة تنظر لها بسخرية و هى تصدر صوت يدل على عدم رضاها قائلة : جرا ايه يا حبيبتي كل الدموع دى عشان بتقطعى بصلتين
لتنظر لها رغد و هى تقول : اصل انا اول مرة اقطع بصل
صباح بغير رضا : امال مين اللى بيعمل عندكوا في البيت امك معلمتكيش حاجة
لتعود رأسها بالنفي قائلة: لا مامي اصلا مكنتش بتعمل حاجة احنا عندنا شغالين في البيت
صباح بتهكم : معلش بقى يا حبيبتي احنا معندناش خدامين و بنعمل كل حاجة بنفسنا
رغد ببراءة : لا يا طن.. قصدي يا ماما انا مش قصدي حاجة عادي و انا هتعود
صباح بطيبة مصطنعه :. معلش يا حبيبتي انا ست كبيرة و مش قادرة اقف اكتر من كده كملى انتى و انا هجيلك كل شوية اقولك تعملى ايه لما تخلصي البصل حطيه على النار و حطى معلقة سمنه أخيه عندك تقولها و هى تشير إلى عبوة السمن الموضوعة على الرخام الخاص بالمطبخ تومأ لها رغد بطيبة و موافقة قائلة: ماشي
لتخرج صباح من المطبخ و على وجهها ابتسامة خبث قائلة بنفسها : اخيرا جيه اللي هيشيل عني البيت قال خدامين قال و تجلس أمام التلفاز و بيدها جهاز التحكم و هى تمدد قدمها على الأريكة
بينما هذه الواقفة في المطبخ لا تعلم ماذا تفعل و بعد عدة محاولات استطاع فتح شعلة النار (البوتاجاز) لتمسك معلقة السمن و تضعها في الإناء ثم تضع البصل بحذر و هى تقلب البصل فتصرخ بالم بسبب الحرق الذي حدث باصبعها نتيجة لمسها للاناء و هى تقلب و في نفس الوقت كان يدلف احمد بعد أن عاد من العمل ليسمع صراخها فيجري عليها بلهفة و خوف اتجاه المطبخ لتتصنع والدته اللهفة عندما تراه و هى تدخل للمطبخ قائلة : مالك يا حبيبتي
لتنظر لهم بدموع فى عينيها و هى تبكي قائلة : صوباعي اتحرق ليقترب منها احمد بخوف و هى يتفحص اصبعها قائلا بحنان: معلش يا حبيبتي متخافيش ده حرق بسيط ثم يذهب الثلاجة يفتحها و هو يأخذ منها ثلج ليضعه على اصبعها و هو يسحبها خلفه للصالة قائلا : تعالى يا حبيبتي ارتاحى ثم ينظر لها بعد أن اجلسها على الأريكة و جلس أمامها قائلا : وانتى ايه اللي دخلك المطبخ اصلا
تهم بأن تجيبه لتقاطعها صباح قائلة بلهفة : كانت عاوزة تساعدني يا حبى عيني و انا قولتلها اقفي على الحلة بس لغاية ما اجيلك
يرمقها احمد بشك و عدم اقتناع قائلا: يا حبيبتي انتى مش متعودة و لا بتعرفي تعملى حاجة في المطبخ خلاص بقا مش لازم تساعدى و تدخليه لترمقه والدته بغيظ و لكنها حاولت إخفاءه
رغد و تنظر لاحمد بحب و هى تتلمس وجنته : عشان خاطرك انا مستعدة اعمل اي حاجة و اتعود على اي حاجة يمسك يدها التي تتلمس وجنته و يقبل باطن كفها ثم يلتقط يدها المصابه يقبلها يحذر و هو ناظرا بعينها بحنان قائلا: ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبتي ثم ينهض واقفا : انا هنزل اجيب مرهم للحروق من الصيدلية اللي تحت و اجيلك ثم يلتفت لوالدته التي تكاد تحترق من الغيظ : خلي بالك منها يا امي هاجى علطول لتومأ له بابتسامة صفراء قائلة : طبعا يا حبيبي دي ف عنيا
ليخرج و يغلق الباب فتلتفت صباح لرغد قائلة بتصنع الحنان و خبث : متقوليش يا حبيبتي لاحمد انى انا اللى قولتلك تساعديني عشان ميزعلش و انا كبرت و تعبت و مش عايزة اشيله الهم و كمان عشان تتعلمى و تفرحيه انك بتعملي كده عشانه
لتحرك رأسها بالموافقة بطيبة و حسن نية : حاضر يا ماما فعلا انا عايزة افرح احمد و اعمل حاجة عشانه
صباح بابتسامة خبث : شاطرة يا حبيبتي
***************************
في فيلا عمر النجار كانت تجلس والدة رغد سهير هانم تبكي بشدة على ابنتها التى فقدتها من حوالى يومين لا يعرفون عنها شيئا و هم بالأساس لم يلاحظوا اختفائها إلا من ساعات قليلة حينما كانت تصعد لها والدتها لتخبرها بأن العريس قادم ليلا ليتعرفا و لم تجدها و لم تجيب على. هاتفها فهو مغلق يتحرك عمر النجار ذهابا و ايابا في توتر و خوف على ابنته و خوف على صفقة عمره التي سيخسرها بالتأكيد اذا لم تظهر رغد و تتزوج شريكه
سهير ببكاء : انت السبب يا عمر انا مش هسامحك لو بنتي حصلها حاجة
لينظر لها بسخرية و يتحدث بتهكم : لا والله دلوقتي بنتك ده انتى متعرفيش حاجة عنها ده انتى بنتك مختفية من يومين و حضرتك. لسه مكتشفه ده انهاردة
لتصيح بوجهه بحدة و بكاء: ده على اساس انك اب مثالي انت السبب لولا العريس الزفت ده مكنتش هربت
لينظر لها بسخرية: ده على اساس انك كنتى معترضة على العموم انا هعرف اجيبها ازاي و هربيها على هروبها ده يرن هاتفه فيجيب سريعا بلهفة : الو .....ايوا هى دى عربيتها ...لقيتوها فين ... طيب طيب انا جاي
يلتفت لسهير قائلا: لقوا عربيتها في وسط البلد انا رايح القسم اشوف الاخبار
لتقول سريعا : انا جاية معاك ليخرجوا سريعا و سهير تبكي بندم على اهمالها لابنتها الوحيدة
***************************
كانت نائمة على سريرها تبكي بشدة و هى تتذكر حديثه و كلامه معها تحدث نفسها. هى تشهق شهقات خافته : ازاي اصلا يقولي كده ....انا عمرري ما هسسامحه
يدق والدها على باب الغرفة و هو يقول : دانه فتتصنع النوم و تغمض عينيها ليدخل والدها ليجلس بجوارها على السرير ثم يقبل جبينها و يدثرها جيدا بالغطاء و هو يقول : تصبحي علي خير يا حبيبتي ثم يطفئ النور و يخرج مغلقا الباب خلفه لتفتح عيناها و تعاود البكاء هى لا تريد أن تقلق والدها و تشغله ببكاءها و ايضا الوقت تأخر بالتأكيد رغد نائمة و لا يجب الاتصال في هذا الوقت لتحتضن وسادتها بقوة و هى تبكي بصمت
في حين كان بدر بغرفته يتأكل من الحزن و هو يتذكر شكلها و دموعها و حزنها و شكلها المذعور عندما كان يحاول هذا الغبي الاقتراب منها و كانت تحتمى به و لكنه عندما يتذكر صفعها له بغضب بشدة و ينسى كل ندمه على كلاماته الجارحة له ليغمض عينه و يجبر نفسه على النوم
************************
في صباح اليوم التالي
في الارض حيث بدأ العمال في العمل و تأتى فرحة مهرولة حتى لا تتاخر و بعد فترة من العمل لا تختلى من محاولات عادل للتحدث معها أو التقرب منها و لكنها كانت تصدها جميعا
ليقترب منها مصطفى الذي كان مشتاق لها بشدة فكان لديه عمل كثير باليومين السابقين و لم تستنح له الفرصة ليراها فاستيقظ اليوم باكرا مستغلا ذهاب أخيه اليوم للعمل ليرى من امتلكت قلبه من اول لحظه رآها بها يعترف بهذا لنفسه يراها منشغلة بالعمل ليقترب منها و هى تعطيه ظهرها و تضع ما بيدها في السيارة لتلتفت فتراه خلفه فتشهق بخضة و هى تعود للخلف و تضع يدها على فمها ليضحك هو على رد فعلها تقول له و هى مازالت مفزوعة قليلا : حرام عليك خضيتني
ليغمز لها بمرح : سلامتك من الخضرة يا جميل
تتخصب وجنتيها بالحمرا و تنظر للاسفل بخجل ثم تتذكر أمر غيابه فتقول له بغضب : انت كنت فين كل ده بقالك كام يوم مبتجيش
يقول بخبث : ايه وحشتك؟!
لتتوتر و تشيح بنظرها عنه وونى تقول : لا ططبعا ده بس عع عشان هتترفد
ليغمز لها و يقول بحب : يعني خايفة عليا مختلفناش بردو
لتزفر بحنق فهو يستطيع التلاعب بالكلام و التلاعب على اوتار قلبها ايضا قائلة : يوووه بقا انت مبتعرفش تتكلم جد خالص
ليضحك على حنقها و هو يقول : كان عندي شغل كتير اوي اليومين اللي فاتوا
لتوما له قائلة برقة : ربنا معاك
يبتسم لها ابتسامته الرائعة قائلا : انا ماشي بقا عشان ورايا شغل و هبقى اجيلك تاني
تبتسم له بخجل و تصمت ليرحل هو و على وجهه نفس الابتسامه لتحضر الادوات و تتحرك ليقطع طريقها عادل و هو ينظر لها بخبث قائلا : ايه يا ست فرحة انتي معايا انا بس الخضرا الشريفة و انتى مقضياها مع سي مصطفى بتاعك لتصفعه على وجنته بشدة قائلة بحدة : اخرس انا اشرف منك و من أهلك و صدقني لو مبعدتش عنى لهشتكيك لبدر بيه ا. الحاج محمدين و اخليهم يطردوك
لينظر لها بغضب شديد فترمقه بازدراء و ترحل تحت نظراته الغاضبه ليضع يده على وجنته اثر الصفعة و هو يقول بغل و خبث : مااشي حسابك تقل معايا اوي يا ست فرحة انا وراكي و الزمن طويل
****************************
تجلس نائمة على سريرها البسيط بغرفتها ذات اللون الوردي المزخرفة بالورود البيضاء تنظر لصورته معشوقها معذبها حبيبها الذي لم و لن يشعر بها فهي تحبه و بشدة على الرغم من معرفتها بكل علاقاته النسائية و مغامراته و نزواته إلا أن حبها لم يتأثر أو يقل ملي واحد بل ازداد دون إرادتها تنظر لصورته التى التقطوها للعائلة بأكملها فى إحدى المناسبات تتحسس وجهه تتمنى لو كان أمامها تتمنى لو يشعر بقلبها تغمض عيناها الدامعه لتسير دمعتيها على وجنتيها تشقها في خط مستقيم باتنة قلبها المسكين و حبها الذي من طرف واحد فهو لم يشعر بها بل لم يراها من الاساس أما هو فبالنسبة لها الدنيا بأكملها نور حياتها تتمنى لو يلتفت لها يلقي على مسامعها كلمة واحدة و اذا كانت سؤال عن حالها تحلم باليوم الذي سيبادلها حبها حبا و عشقها عشقا يا الله من هذا الحب العقيم الذي لا يجلب لصاحبه سوى الوجع و القهر تدعى كل يوم في صلاتها أن يكون نصيبها و يحبها و لو نصف حبها لتشهق بخفة و هى تبكي و تتذكر ملاحقته للنساء التى تسمع عنها كل يوم و سمعته في القرية بأكملها