أخر الاخبار

رواية حكاية امل الفصل الاول والثانى بقلم سلوي فاضل


 رواية حكاية امل

 الفصل الثاني: 

بقلم سلوي فاضل


انا امل اسم علي غير مسمي زمان كان عندي امل الدنيا تكون 


افضل بس شكلي كنت بحلم، حكايتي لسه ماخلصتش متهيألي انها حتفضل زي ما هي مش 


حتتغير بكتب لأني تعبانة جدا ومخنوقة ومحتاجة افضفض انا 


دلوقتي عندي 28 سنة تخرجت في كليه تجارة بعمل في مستشفي خاصة.

حبدأ حكايتي من وانا صغيرة اعرفكم الاول بأسرتي بابا سالم رشدي ''طيار'' وطبعا طول 


الوقت مسافر شغله... طيب قوي وحنين معايا جدا ودايما حاسس بالذنب ناحيتي،

ماما حنان رشدي هما اكيد مش اخوات رشدي اسم العائلة هما اولاد عم حبوا بعض وتزوجوا هي كمان طيبة جدا بتحبني ودايما بتخبي عن بابا اي حاجة ممكن تزعله حصلت اثناء سفره ومن هنا بدأت معاناتي،

جدي حازم رشدي سبب تعاستي هو حازم جدا فكل حاجة مع ستات العائلة علي العكس تماما مع الرجالة هو نفسه بتاع ستات وخاربها وجدتي ما قدرتش


 تتحمل طبعه وانفصلت عنه وما قدرتش تاخد بابا او عمتي منه كان قوي وليه اصحاب في كل حته لم ينفع معه 


قانون ولا واسطة فسلمت امرها لله وجدي هو اللي ربي اخويا الكبير لؤي لأنه عاش معانا في البيت لان بابا مسافر علي طول وعيب يسيب مرات ابنه وبنت اخوه لوحدها.

عمتي هدي رشدي عايشة في امريكا تركتهم وهربت علي هناك كملت الجامعة هناك وتزوجت ومش بتفكر ترجع وانا طبعا ما شوفتهاش ابدا غير في


 الصور وسمعت عنها من بابا لأنه هو اللي ساعدها تسافر من ورا جدي وسمعت من جدي كلام علي النقيض عنها كل واحد من وجهة نظره طبعا.

اخويا لؤي رشدي السبب التاني والأساسي لمعاناتي ومش حتكلم عنه كتير كفاية اقول لكوا ان من معاني اسه الثور الوحشي الصغير فتخيلوا تصرفاته ازاي هو اكبر مني بخمس سنين.

دلوقتي حبدأ احكي انا بدأت اوعي لقيت بابا مسافر وماما دايما بتعيط طول سفره 


وجدي علي طول غضبان ومكشر في وجهها ومعايا طبعا كنت بخاف اطلع من غرفتي او اجلس معهم وكان لؤي كل ما يشوفني


 يزعق لي ويطلب مني اي حاجة حتي لو جنبه وبعيد عني وفي مرة كان عمري وقتها خمس سنين وهو عشرة وطبعا بابا مش موجود وجدي قاعد في نفس المكان

لؤي: انت -ويبص عليا- هاتي المية دي.

انا: اسمي امل والمية جنبك مش حتقوم ما تأخذها اقوم ليه وهي جنبك.

لؤي: تقومي عشان انا قولت هاتيها وانا انادي عليكي باللي يعجبني مش عايز اقول اسمك انا حر.

انا : اوك انا كمان حرة وادام مش عايز تقول اسمي ما تتكلمش معايا احسن.

طبعا جدي جالس معنا ومش طايقني ومستني يشوف اخويا حيعمل ايه

لؤي: انت لسانك طويل وحقطعه لك.

انا: ما تقدرش.

في الحقيقة هو ما اتكلمش وقف واقترب مني ارتجفت طبعا لان مش اول مرة يضربني بس انا لساني متبرى مني بقول اطلع اللي جوايا بالكلام يعني



 لا كلام ولا فعل. شدني من شعري وفضل ماسكه جامد ويطوح راسي يمين وشمال وخصل من شعري طلعت في ايده.

انا: ماما يا ماما الحقيني يا ماما.

ماما جريت عليا طبعا وتزعق لأخويا ومن هي جوه

ماما: سيبها يا لؤي حرام عليك اختك ربنا حيحاسبك على اذيتها وأنك مش بتسمع كلامي لو مت حكون غضبانة عليك.

لؤي: دي قليلة الادب عايزة تتربي. 

ماما شدتني من ايده واخدتني في حضنها وحايلتني وانا ماسكة نفسي من العياط


 بالعافية مستنية ادخل الغرفة انفجر.

ماما: يا ابني دي اختك حته منك المفروض تكون حنين عليها شوف بابا بيتعامل معاها ازاي واعمل زيه.

طبعا جدي ضحك بسخرية من غير صوت ولؤي كمان ورد جدي

جدي حازم: اه عايزها لما تكبر تعمل زي عمتها بسبب جوزك وتطفش هي كمان، لازم 


الشدة معاها انا مش عارف جوزك مش طالع ليا ليه لؤي هو ابني الحقيقي – بص لأخويا- انت صح البنت لازم لها الشدة.

ماما بصت لجدي مش قادرة تتكلم لأنها قبل كده ردت على كلامه ضربها قدامنا وطبعا كل اللي حصل ده بابا مش حيعرف عنه اي حاجة حتى لما جدي ضربها سكتت، الحقيقة كنت بتجنن من كده بس بسكت.

ماما: لا حول ولا قوة الا بالله. تعالي يا بنتي معايا جوه.

دخلتني غرفتي واخدتني في حضنها وبكت.

ماما: حقك عليا يا امل لو كنت اعرف وقت ما اتقدم لي بابا ان جدك حيقعد معانا وهو اللي حيربي ولادي كنت فضلت بدون جواز طول عمري. انا كنت 


فاكرة اخوكي حيكون زي بابا احن انسان في الدنيا عمره ما 


ضايقني حتي بنظره، امل بلاش لما بابا يجي تحكي له هو اصلا بيكون قلقان علينا وهو مسافر، ماشي يا امل.

بصيت لماما والدموع في عيني وسكت وزعلت منها قوي حسيت ان كل اللي فارق 


معاها بابا ما يعرفش وانا عندي خمس سنين وبتضرب كل يومين ثلاثة وبدون سبب عادي. 

كنت بحب وجود بابا قوي صحيح بيفضل معانا كام يوم لكن بتعامل كأني اميرة في


 الوقت ده غير الهدايا واللعب وحاجات حلوة والخروج  والدلع 

واكيد لؤي ولا يقدر حتي يلمسني ولا يبص لي بطريقة تضايقني لكن جدي كان دايما يقول لبابا

جدي حازم: انت حتبوظ بنتك زي ما عملت في اختك.

بابا يقول له: لازم تتدلع في بيت ابوها وتشوف دلع ابوها امال مين بس يدلعها.


بحب قوي اسمع بابا بيتكلم عني يأخذني للدنيا اللي بحبها دائما يعطيني امل ان بكرة 


حيكون احلي. كان دائما يقول لي بحلم باليوم اللي تكبري فيه وتحبي واجوزك وتعيشي سعيدة مع جوزك واطمن عليكي.

الفصل الثاني 

مرت السنين وكبرت بقيت في ثانوي طبعا ما فيش حاجة 


تغيرت، ماما توفيت في اليوم ده ماما خرجت بدري وما قالتش 



بابا كان موجود مش مسافر بس كان في المطار. لما رجعت 



ماما لقت جدي ولؤي قاعدين منتظرينها 

لؤي: كنت فين يا ماما. 

ماما: في مشوار يا حبيبي عايز حاجة؟ 

لؤي: اكيد مشوار فين يعني؟ 

ماما: انت بتحاسبني يا لؤي؟ ما تنساش نفسك انا امك لو حد يحاسب الثاني يبقي انا احاسبك مش العكس. 

جدي: ردي علي ابنك وقولي له كنت فين ما تفتكريش عشان جوزك هنا حتخرجي براحتك ازاي تطلعي من غير ما تقولي لي ولا تعرفي ابنك. 

ماما: يا عمي انا جوزي اللي هو ابنك وصلني الصبح وعارف انا فين وده ابني انا اللي أساله، هو لأ، وحضرتك هنا في بيتي انا سكت كتير بس خلاص صبري نفذ. 

جدي ضرب امي بالقلم ولؤي مسكها من ذراعها جامد ورجها جامد وزعق في وجهها 

لؤي: انت بتكلمي جدي كده ازاي؟ 

ماما وبدأت تتعب وتاخد نفسها بالعافية فزع لؤي وسندها وعيونه بتعذر بس ماقدرش يقولها خاف من جدي وكبيرة علي نفسه ماما ندهت عليا وصوتها طالع بالعافية، انا كنت شايفاهم ومستخبية وخايفة. 

ماما: امل. 

طلعت وانا برتجف قربت منها وسندتها. 

ماما: دخليني أوضتي يا امل مش قادرة اقف. 

لؤي: انا حدخلك. 

لم ترد عليه ولم تنظر له وقالت 

ماما: خديني يا امل. 

دخلت ماما ونامت وغطيتها وفضلت قاعدة معاها مش عارفه ليه حسيت انها اخر مرة اقعد معها و قبل ما تنام بصت لي والدموع علي وجهها 

ماما: انا كنت بزور جدك كان دايما يعاملني زي ما سالم بيعاملك، ابقى زوريني دايما يا امل وما تزعليش مني، والله ما كنتش اعرف ان اخوكي 


ممكن يبقي كده وقولي لبابا اني بحبه قوي وخليه يسامحني لو زعلته في يوم وخليه يقول لأخويكي اني غضبانه عليه صحيح مش حقيقي بس عشان يتوجع يمكن يفوق ويبعد عن افعاله دي . خلي بالك من نفسك وان شاء الله حيجي يوم وقلبك يرتاح. 

ونامت ماما فضلت جنبها لحد بابا ما رجع، دخل الغرفة لقاني جالسة علي طرف السرير عند قدمها باصه لها ابكي بدون صوت فزع طبعا. 

بابا: امل مالك يا حبيبتي قاعدة ليه – ونظر لوجهي- بتبكي ليه كده. 

شاورت على ماما بدون اي كلام. 

بابا: نايمة يا امل خايفة ليه؟ 

حركت راسي لأ ما كنتش قادرة اتكلم خالص بابا قرب من ماما وطبطب عليها وناداها. 

بابا: حنان اصحي يا حبيبتي انا جيت رجعتي امتي من المقابر اسف ماقدرتش اروح معاكي المرة دي، حنان يا حنان. 

ماما ماردتش ومش حترد سلمت روحها لخالقها وارتاحت من الدنيا وتركتني ياريت اخدتني معاها. 

دفناها وعملنا العزاء لا بكيت ولا صرخت ولا اي حاجة بس كنت موجوعة قوي، قوي


 ومش عارفة اعبر او حتي اتكلم وبعد العزاء جدي كلمني ولكن بدون اجابة مش قادرة ولا سامعة ولا حاسة بيهم قرب مني ولسه حيبدأ ومسك ذراعي ولسه حيتكلم اغمي عليا. بابا جري 


عليا وشالني دخلني الغرفة وجابلي دكتور و قال لبابا يشوف دكتور نفسي، واللي قال عندي صدمة عصبية وبقيت لا بتحرك ولا بتكلم ولا بأكل مفتحة عيني وساكته وعلقوا لي محاليل. 

بابا زعل عليا قوي ولؤي كان مش مستوعب اللي بيحصل وجدي كالعادة شايف اني



 بدلع لكنه في نفس الوقت تأثر بوفاة ماما وشعر انه كبر وان الموت يحيطه وبدأ يخاف من الموت وحس بالتعب اللي بقي


 كريم معاه واكتشف انه عنده شوية امراض اظهرت عليه سنه الحقيقي لان جدي و لؤي وبابا هما الثلاثة في الوسامة والطول 


والبياض عنوان يسحروا عينك اول ما تشوفهم واستحالة تتوقع سنهم الحقيقي ده غير جاذبيتهم اللي جدي ولؤي يخفوا وراها قسوة قلوبهم عكس بابا اللي مكمل مظهره بحنيته وطيبته. 

بابا فضل مهتم بيا ويتابع مع الدكتور واعتذر عن اي سفريات وطبعا لأنه طول عمره ملتزم عذروه في العمل وفضل شغل بابا فترة طويلة اداري بالمطار 

خلال الفترة دي وبعد ما خفيت بقي يأخذني يخرجني ويقعد يتكلم معايا وبعد مرتين تلاته كده في يوم واحنا نازلين كان لؤي منتظرنا بالصالة واول ما لقاني وبابا علي باب الشقة نازلين. 

لؤي بشدة وصوت يعتبر عالي بعض الشيء: امل انت رايحة فين؟ 

انا طبعا ارتجفت واستخبيت ورا بابا 

بابا: هو انت مش شايف انها معايا ولا ايه؟ 

لؤي: لو سمحت يا بابا سيبها هي مش حتنزل كفاية كده. 

بابا: ولزومها ايه بابا بقي انت فاكر ان كلامك يمشي عليا انت بالنسبة لي عيل. 

لؤي: لو سمحت يا بابا متعودهاش علي الخروج كتير لان ده مش حيحصل وانت مسافر


 وهي المفروض تذاكر وتشيل البيت مكان ماما ده غير جدي اللي تعبان جوه، مين ياخد باله منه ويهتم بعلاجه؟. 

بابا: لو علي جدك انا شوفت ممرضه حتلازمه من بكره والبيت  كلمت مكتب يبعت واحده تشوف البيت حتيجي كل يوم وتروح بالليل ده غير ان اختك 


 صغيرة ومش مطلوب منها تسد مكان حنان الله يرحمها ومش حتخدم عليكم وسع بقي. 

لؤي: امل مش حتنزل يا بابا حضرتك اتفضل لوحدك. 

بابا: وسع بقولك انت واضح انك محتاج رباية مش كفاية امك ماتت غضبانه عليك بعد اللي عملته. 

تأثر لؤي وصمم زيادة اني ما انزلش وبابا اتعصب جدا ورفع ايده عشان يضربه 

بابا: انت عيل وقح وقليل الرباية وحربيك من اول وجديد - رفع ايده يضرب لؤي- 

لقيت نفسي من غير ما افكر وقفت قدام بابا ومسكت ايده وبوستها 

انا: لا يا بابا عشان خاطري بلاش هو مش قصده يزعلك بلاش يا بابا. 


لؤي شدني من دراعي ولفني ناحيته رجني جامد وقال 

لؤي: انت اصلا السبب. 

حسيت بدوار شديد والدنيا لفت بيا ماحستش باي حاجة لقيت نفسي لأول مرة في حضن لؤي وشوفت في عينه لأول واخر مرة لحد اللحظة دي نظرة


 خوف عليا وشالني ودخلني السرير وبابا وراه اتصلوا بالدكتور اللي حذرهم من خطورة حدوث انتكاسة. 

فكرت كتير في نظرة الخوف اللي شوفتها في عين لؤي لأول واخر مرة وحبيتها قوي


 اول مرة احس انه خايف عليا ومهتم بيا كان احساس جميل قوي نفسي يتكرر وبدعي ربنا كتير احسه تاني، تفتكروا خاف


 انه يفقدني! ولا احساس بالذنب عشان اللي حصل مع ماما؟ اللي متأكدة منه اني لأول مرة انبسط في وجودي مع لؤي. 

بابا اتكلم معاه بعد ما الدكتور مشي. 

بابا : شوفت اختك خايفة عليك ازاي نفسي تخاف عليها وتكون ليها سند والله لو مت 


في اي وقت مش حكون مطمئن عليها نفسي اعرف جبت القسوة وجمود القلب ده منين دي امك الحنية كلها وانا كنت حاطت اختي اللي هي عمتك في عنيا. 

لؤي: والنتيجة ايه هربت لازم اشد عليها عشان ده ما يتكررش، وبعدين تلاقيها خافت اضربها لما تسافر عشان كده عملت اللي عملته. 

بابا: اولا عمتك ما هربتش انا بس مش بحب اقول كده ادام جدك انا اللي سفرتها عشان جدك كان زيك قاسي عليها وكان حيجوزها لحد زيك كده 


وتعيش تعيسة طول عمرها متهانه ومذلولة سفرتها وكملت السنة اللي في الجامعة من هناك وكل سفرية لهناك اروح لها 


واطمن عليها وبكلمها كل يوم من وقت ما سافرت حتي بعد ما تزوجت. عمتك ست الناس واياك تتكلم عليها كده تاني، واختك خافت عليك بجد عارفة انك مش حتتحمل تتضرب بعد ما بقيت 


راجل وبتشتغل خافت علي احساسك بجد هي خسارة فيك. ما صعبتش عليك لما اترمت في حضنك واغمي عليها


 يا ابني الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال استوصوا بالنساء خيرا ما ينفعش تضربها كل شوية وتهينها بالراحة


 عليها يا ابني اختك عاقلة حرام بنت في سنها يجيلها انهيار عصبي مرتين خلال اقل من شهرين والدكتور حظر من انتكاسة. 

  بابا شاف انه بيكلم نفسه وان لؤي زي ما هو 

بابا: بص بقي انا مش حتكلم معاك تاني بس والله العظيم لو جيت ناحيتها تاني 


لأعمل معاك اللي كان لازم يتعمل من زمان امك الله يرحمها من حبها فيا 


بعدتني عن اللي بيحصل كان عندها امل انك تعقل 


وتبطل اللي بتعمله لكن انا مش حسكت لك وحقف لك، لو بتعمل


 فيها كده وانا عايش حتعمل ايه لما اموت وخاف من اللي بقوله لأني ممكن اعمل اي حاجة عشان احميها منك.


                الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close