أخر الاخبار

رواية هاربة يوم الزفاف الفصل الثامن8والتاسع9بقلم سمسمه سيد




الفصل الثامن والتاسع


هاربة يوم الزفاف

اجلسته علي الاريكه وهمت لتبتعد ليجذبها من ذراعها لتسقط علي قدميه

بادرت لتتحدث ليقاطعها ملتقطاً شفتيها بين شفتيه بحب وشغف


اخذت تكيل له الضربات بكفها الصغير علي صدره الصلب ولكن دون جدوي ، شعر باارتخاء يدها علي صدره وباانعدام انفاسها ليبتعد عنها ساندا جبينه علي جبينها


شهقت بعمق كمن كاد يغرق واستطاع النجاه من ذلك الغرق ، كانت تضع يدها علي صدره لتشعر بدقات قلبه غير المنتظمه اسفل كفها ...

رفعت رأسها لتنظر الي عيناه التي تلمع بغرابه ، اردفت بخفوت وهي تلاحق في ترتيب وتيرة انفاسها :




_قسور ارجوك كفايه ، خليني امشي انا وآدم ارجوك

اسودت عيناه بغضب ليزمجر برفض ومن ثم اردف بنبره مملؤه بالحزن :


_لا مش هتروحي في حته تاني ، ارجوكي ياقوت عشان خاطري خليكي معايا انا مستعده انسي كل حاجه حصلت ونبدء من جديد لكن خليكي جمبي


رفعت كفها لتضعه علي ذقنه الشائكه لتردف بهدوء :

_لازم امشي ياقسور ، مينفعش افضل ، مش هقدر ابقي قويه اكتر من كده


نظر اليها بعينان مليئه بالحزن والآلم ليردف قائلا :

_ولا حتي عشاني !؟


سقطت دمعه متمرده من عيناها لتمحوها سريعا مردده بخفوت :


_انا بعمل كل ده عشانك ، صدقني ، مش هينفع افضل اكتر من كده ، انت لو بتتعذب في بعدي مره انا بتعذب الف مره انا عمري ماحبيت ولاهحب غيرك






وضع كفه علي وجنتيها مقربا وجهها من وجهه ليردف بخفوت :


_يبقي ليه العذاب ، وليه البعد اصلا ، قوليلي هربتي ليه ومن ايه قوليلي اي حاجه انا هصدقك ، ومستعد اسامحك ، بس متبعديش انا من غيرك جسم من غير روح




هزت قوت رأسها بالنفي لتردف قائله :


_ممكن اعذبك بس مقدرش اشوفك بتتأذي بيا قلبي بيوجعني ، مش هقدر امثل اني قوية اكتر من كده ، الموضوع اكبر مما تتخيل صدقني وانت مش في صفي انت في صف اللي فرقونا



همس بهدوء:

_اتقوي بيا



ابتسمت بسخريه من ذلك القدر ومن ثم وضعت رأسها علي صدره لتردف في نفسها :


_انا عارفه ان الصبح مش هتبقي فاكر اي كلام قولناه ولااي حاجه حصلت ، هحاول اتقوي بيك وهحاول احارب المره دي عشانك بس لو انسحبت اتمني من قلبي انك متضعفش ولاتكرهني



انهت حديثها مع ذاتها لتغمض عيناها بطمأنينه ، بينما اغلق قسور عيناه ايضا وذهبوا هم الاثنان في ثبات عميق ...


في صباح اليوم التالي ....


استيقظت قوت علي صوت عالي ، لتجد نفسها نائمه في فراشها بجوار صغيرها ...


اعتدلت علي الفور لتتذكر ماحدث بالامس ، هبت واقفه علي قدميها لتقف خلف باب الغرفه مسترقه السمع لما يحدث في الخارج لتسمع جميله القائله :



_يعني ايييه مليش صالح ، كيف نايم معاها في نفس الاوضه ونايمه في حضنك جليلة الربايه دي اا



قاطع حديثها صفعت قسور القويه ، رفعت وجهها ناظره اليه بصدمه لتردف قائله :


_بتضربني اني عشان دي ! عشان اللي هملتك وهربت



قسور بعصبيه :


_اكتتتتمي معايزش اسمع حديت ماسخ في حجها فاهمه ولا لع !!




همت جميله لتتحدث ليرفع يده في وجهها مقاطعا :

_معايزش اسمع صوتك تاني غوري من اهنه ، واياكي تتحدتي عن قوت اكده مره تانيه سااامعه !!



رمقته بضيق ومن ثم تركته واتجهت الي الاسفل ، زفر بضيق واتجه الي الغرفه مره اخري


في الداخل ...


ركضت قوت بسرعه لتتسطح علي الفراش مغلقه عيناها تدعي النوم ، دخل قسور ليلقي نظره علي تلك النائمه وبجوارها آدم

اقترب لينحني واضعا قبله فوق رأس الصغير ومن ثم فوق رأسها ، وعاود الاتجه الي الخارج




فتحت عيناها وهي تزفر بحيرة لاتعلم ماذا يحدث او كيف تتصرف ...



في المساء ....

كانت تجلس امام الشرفه الملحقه بغرفتها القابعه بها ، لتهب واقفه ماان فتح الباب بعنف ودلف منه قسور ....

نظرت الي ملامحه الغاضبه وفكه المتشنج بوضوح لتعلم ان الامر خطير ، ابتلعت تلك الغصه التي تكونت في حلقها لتردف :

_في ايه ؟

القي بتلك الورقه التي يحمله في يده ليردف قائلا بصراخ :

_ ابن ميين ده ؟ خونتيني مع مييين وووو


الفصل التاسع

هاربه يوم الزفاف



وقفت متصنمه وهي تنظر اليه ليصرخ في وجهها معيداً سؤاله :

_قولتلك ابننن مييين ده 


ظلت علي وضعها ليجذبها من ذراعها بقوة لتصطدم بصدره الصلب ، نظر الي عيناها ضاغطا علي ذراعها بقبضته ، اردف وهو يجز علي اسنانه :


_سألتك سؤال چاووبي ابن مييين ده ، خونتيني !! 


اتسعت عيناها بصدمه لتهز رأسها بالنفي بقوه ، هزها بعنف مرددا :


_يبقي ازززاي مش ابني ازززاي!! لييييه تعملي كده انطقييي 


صرخت قوت بعد ان فاض الامر بها لتردف قائله :


_لانه مش ابني انااا كماااان 



ترك يدها بصدمه وهو يتراجع للخلف ناظرا اليها بعدم تصديق ...


تابعت صارخه بصوت يقطع القلوب :


_مش اببني ادم مش ابنني ادم ابن رائد ومراته الله يرحمها ماتت وهي بتولده ، ادم مش ابني ولا ابنك ، ابني مات في بطني ، ابني مكنش كمل شهرين في بطني ومااات 



اتسعت عيناه بصدمه اكبر ، لايستطيع تصديق ماتقول ابنهم قد مات في رحمها ! لماذا ؟ ماذا حدث ! ولما! 



اردف قسور بصدمه :


_ماات!! انتي انتي بتقولي ايه ؟



هبطت بتخاذل جالسه علي ركبتيها بآلم وضعف لتردف بنحيب :


_مات ياقسور ، موتته في بطني ، قهرت قلبي مرتين مره عليك ومره علي ابني ، انا عاوزه ابني ياقسور هاتلي ابني اللي موتته 



جثي علي ركبتيه امامها لينظر اليها بضياع مرددا :


_مين عمل كده ! مين ! طب هربتي ليه ! وابننا ! انا معدتش فاهم حاجه 




نظرت اليه بعينان ضائعه لاتعلم اتخبره الحقيقه اما تصمت ، ليردف وكأنه قرأ افكارها :


_قوليلي الحقيقه كلها ياقوت عشان خاطر اغلي حاجه عندك قوليلي ، احكيلي ايه اللي حصل 



اخذت شهقاتها تتعالي وهي تحاول ضبط وتيرة انفاسها ومشاعرها المتخبطه ، لتبدء في سرد ماحدث 



<فلاش باك>


في ذلك اليوم المشؤم....


كانت ترقص بسعاده بعد ان علمت بحملها ، وقررت اخبار قسور بحملها في المساء بعد الزفاف ...



دلفت ورده الي داخل غرفة قوت لتنظر اليها بسعاده مردده :


_اني مبسوطه جوي ليكم ، واخيرا هشوفك بالابيض 



ابتسمت قوت لتردف قائله :


_وانا مبسوطه اووي اخيرا مش هنتعرض انا وقسور لاسئلة الناس تاني ، فرحكم امتي ، عايشين ازاي من غير فرح مع اني شايفه ان كل ده ملوش لزمه اصلا


ورده بااستغراب :


_ملوش لازمه ؟


هزت قوت رأسها بتأكيد لتردف قائله :


_ايوه ملوش لازمه قوليلي ليه!


ورده :


_ليه ؟


قوت بحب :


_لان وجود قسور في حياتي يكفيني ويغنيني عن اي حاجه مهما كانت ، الفرحه في القلب مش بالشكليات دي 


ورده بحب وفرح :


_ياسيدي ياسيدي ، اخوي بيحبك جووي ياقوت ، تجريبا لما تحملي وتخلفي هيغير عليكي من ولده 


ابتسمت بخجل لتردف قائله :


_اقولك سر ومتقوليش لحد ؟


ورده باانتباه :


_جولي 


امسكت قوت يد ورده لتضعه علي بطنها مردده :


_كمان 8شهور هتبقي عمتو زي القمر 


نظرت ورده اليها بفرحه لتضحك بسعاده مردده :


_بجد ، اني مش مصدجه ، هروح افرح اخوي 


همت لتذهب لتمنعها قوت ممسكه بيدها مردده :


_لا سيبيني انا اقوله بليل ممكن!


هزت ورده رأسها بالايجاب ليكملوا حديثهم بسعاده غافلين عن تلك الواقفه تغلي من داخلها بعد ان علمت باامر حملها ...


بعد مرور بعض الوقت ارتدت قوت فساتنها وامسكت بذلك الكوب المليئ بالعصير لتشربه حتي يعطيها طاقه لااستطمال يومها ...


بعد ان انتهت منه شعرت بشئ غريب به ولكن تغاضت عن الامر وقفت تزامنا مع دخول قدريه الي الغرفه مغلقه الباب خلفها....


قلبت قوت عيناها بضجر لطالما لم تشعر بالراحه تجاه تلك المرأه لتردف قائله باابتسامه مصطنعه :


_خير ياطنط!


ابتسمت الاخري بشر مردده :


_كل خير ياعروسه ، اسمعي حديثي ده زين ، دلوجتي هتهملي الدار والبلد بحالها وتمشي من اهنه 


ابتسمت قوت بسخريه مردده :


_لو مش عارفه فااحب اقولك ان فرحي كمان كام ساعه ياطنط 


قدريه بهدوء :


_ولو مش حباها تتجلب لچنازه وچوزك يحصل اللي في بطنك ده تهملي البلد دلوجتي احسنلك 


وضعت قوت يدها علي بطنها بتلقائيه لتردف قائله :


_تقصدي ايه بيحصله مش فاهمه


ابتسمت قدريه بشر :


_قدامك ساعه وتسجطي ، وولدك هيسجط وهيكون ميت كومان عشان اضمن ان محدش يجدر ينقذه ووو

                    الفصل العاشر من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close