أخر الاخبار

رواية فتنت بانتقامي الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم رغدة


 فتنت بانتقامي 


البارت الثاني عشر  والثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم 


احمد يجلس على سفرة الطعام وعلى وجهه تظهر بعض الكدمات يأكل بنهم شديد ويتحدث والطعام بفمه عن من تعرف عليهم من أصحاب السوابق بفرحة وسعادة مستفزة وكأنه يتحدث عن أناس شرفاء ومرموقين ولهم مكانة بالمجتمع 

يجلسن أمامه متسمرين ينظرن له بذهول واشمئزاز فها هو قضى ليلة واحدة معهم وأصبح يتصرف هكذا ماذا لو قضى وقت اطول 

يصف لهم أشكالهم وما هي جرائمهم المخيفة بفخر 

فاتن بقرف: أحمد متتكلمش وانت بتاكل 

أحمد وفمه مليئ بالطعام تناول كأس الماء وأخذ يتجرع  منه بصوت عال 

خبطت والدته على الطاولة بكل يدها وصاحت به : بس بقا ايه القرف ده 

ضحك بصوت عال حتى أنه أخرج بعض الطعام من فمه 

فقامت ثلاثتهم وكل منهن واضعة يد على فمها والأخرى على بطنها واختفوا سريعا من أمامه 

وما ان اختفوا حتى تنهد براحة واخرج هاتفه وقام بارسال بضعة رسائل لشخص ما تبادل معه المحادثة 


......................


بداخل مكتب مراد يجلس هو وحسام يجرون الكثير من الاتصالات وما ان انتهوا حتى قال حسام : طب انت مخلي البنت عندك ليه ما تبعتها عند مامتها وفاتن.... ....وما أن نطق اسمها حتى تنهد مراد بعشق مفضوح وقال بهيام  : فاتن ...فاتن ...دي فتنة وصابتني 

 

نظر له حسام وهو يحاول كتم ضحكته ولكنه فشل فقهقه عاليا وهو يستهزء بصاحبه مرددا من خلفه : فتنة ايه يا ابني اللي صابتك انا بتكلم عن وضع حور وانت هيمان باختها

 

نظر له وقال بغضب : اسمها لو نطقته تاني هقطع لسانك فاهمني 


اشار حسام على فمه وحرك يده بطريقة درامية كأنه يغلق شفتاه  وقال اهو مش هنطقه تاني طب وحور 


قال مراد بجدية : حور محدش يعرف انها عندي ولو هيدوروا اكيد هيدوروا عليها عند مامتها اللي قاعدة عند أحمد وأحمد طبعا بعد بلاغ حسن العين متفتحه عليه 


حسام : بس انتا رحت وزرته...... وكمان شفتله المحامي اللي خرجه يعني العين هتكون عليك برضه 


ابتسم مراد بخبث وقال : هو انتا فاكرني عيل يلا 

حسام بدهشة: يلا  ..... وأشار على نفسه انا يتقالي يلا 

قال مراد وما زالت ابتسامته تزين محياه : اصل انا وصيت عليه الظابط اللي في القسم وقاموا معاه بالواجب يعني محدش هيفكر اني ممكن أساعده


 وبالنسبه لموضوع المحامي فهو عارف هيقول ايه لو حصل وحد سأله 


حسام بدهشة : انت عقلك ايه ....ازاي بتخطر على بالك الأفكار دي

مراد : المهم نخلص  من الناس اللي بتدمر البلد والشباب ...انت فاكر ان قلبي مش محروق على اخويا ده انا هدفعهم التمن 


..................


داخل فيلا حسن وفي مكتبه بالتحديد 


حسن يجمع كل ما بالخزنه من أموال واوراق وملفات  ويضعها بالحقيبة ويجلس أمامه مساعده وما ان انتهى حتى هتف بالرجل : ها جهزت كل حاجة 

الرجل : ايوة يا حسن باشا كل حاجة مترتبة زي ما انتا عاوز 

حسن طب هات جواز السفر 

مد له الرجل جواز السفر والتأشيرة بداخله 

نظر له حسن يتأكد ان كل شيء متطابق  وسار  حاملا حقيبته الصغيرة  للخارج وتبعه مساعده بحقيبة ثيابه 


ركب كلاهما إلسيارة التي تنتظره فقال الرجل : حسن باشا ممكن اسالك على حاجة 

حسن وهو ينظر للخارج من النافذة : ها 

الرجل : طب بنت حضرتك اللي اتخطفت

حسن بلا مبالاة : مالها 

الرجل : انا شاكك انها تكون مع المافيا اصل موعد خطفها جه بعد ما الجمارك صادرت البضاعة 

هز حسن رأسه : طب ما انا عارف 

الرجل باستغراب كبير : يعني انت عارف انها معاهم وهتهرب برا البلد لوحدك 

حسن بضيق : يوووووو مش هنخلص من أسئلتك اللي تسد النفس دي ....ووجه كلامه للسائق : اوقف عندك ....ونظر لمساعده وقال يلا انزل خدماتك مشكورة


نزل الرجل وعلى وجهه يظهر الضيق الشديد فبرغم كل شيء هو لم يتوقع أن يكون بهذا السوء 

فهو يعرف ما يحدث للأطفال المخطوفين وخصوصا البنات  فهم اما يباعو لمافيا الأعضاء أو يباعوا لأصحاب النفوس المريضه

........... 

 دخل احمد الحمام ليستحم نظر لنفسه بالمرآه وهو يتوعد لمراد متذكرا ذلك الاتصال الهاتفي الذي جاء للمحامي بعد أن اتم أوراق خروجه 

فلاش باك 

المحامي : ايوة يا باشا خلصت كل حاجة وادينا خارجين 

مراد : طب اديني أحمد 

ناول المحامي الهاتف لأحمد 

أحمد: ايوة 

مراد : حمدلله عالسلامة يا ابو نسب 

نظر أحمد للهاتف واعاده إلى أذنه: انتا؟ عاوز ايه ؟  بعد ما وصيتهم يضربوني جاي تقولي ابو نسب نجوم السما اقربلك

مراد : اسمعني كويس يا احمد مفيش وقت كتير 

الناس اللي حاولت تخطف حور هتحاول تاني وتالت لحد ما تنجح وانت الخيط الوحيد ليهم بعد البلاغ اللي قدمه حسن 

أنصت أحمد له وهو يكمل : حور عندي وبامان متخافش عليها 

أحمد: بانفعال : معاك ازاي يعني انتا اللي خطفتها

مرادبنفي :يعني بعد ما اتخطفت انا انقذتها ولو كنت عاوز اخطفها هقولك ليه 

احمد : عشان تجبر فاتن تتجوزك

مراد وهو يجز على أسنانه: وكنت كمان هخرجك عشان تخربها صح ركز بقولك ايه المتر هيديك رقم الداده اللي بتهتم بحور تقدر تكلمها وتطمن عليها 

وخد بالك محدش لازم يعرف انها معايا لحد ما تكون بأمان وأهو المتر عندك هيفهمك كل حاجة انت عاوزها 

نهاية الفلاش باك 

وبعد أن أنهى حمامه خرج فوجد امه وفاتن و رانيا يجلسن كالمحققين أمامه 

بادرت بالكلام رانيا : حور فين يا احمد 

لتكمل فاطمة: انت يا واد من الصبح واخدنا بدوكه عشان تنسينا بس انا حفظاك وعارفة حركاتك دي 

رفع يديه بحركة استسلام درامية وأخرج هاتفه وقال : حور معايا بس مرضيتش اجيبها هنا عشان لو حسن طب علينا ولقاها ممكن يتهمنا بالخطف زي ما عمل ووقتها هيقدر ياخدها 

قال كلماته وهو يعبث بهاتفه ووضعه على اذنه: ايوة يا دادة اديني حوريتي 

ردت عليه بسعادة : اببه أحمد وحشتني 

أحمد: يا بكاشة لحقت اوحشك 

ضحكت ببراءة وقالت : انتا على طول بتوحشني يا ابيه 

التقطت رانيا الهاتف منه وهي سيتحدث بلهفه: حور بنتي 

حور : ماما حبيبتي انتي فين وحشتيني أوي 

رانيا ببكاء : وانتي وحشتيني يا حبيبتي 

حور ببكاء أيضا: بابا قالي انك سيبتيني

رانيا انهارت أرضا وهي تبكي 

اخذت فاتن الهاتف منها وهي ترسم ابتسامة على وجهها: حوريتي وملاكي وانا موحشتكيش 

لتصرخ حور وتقفز من السعادة : فاااااااتن وحشتيني وحشتيني وحشتيني أوي أوي 

لتضحك فاتن ودموعها أصبحت على وجهها : وانتي وحشتيني يا شقيه ونظرت باتجاه أحمد لتكمل : كام يوم وهنيجي انت وماما ناخدك بس انتي متزعليش الدادة وكوني بنت مطيعة ماشي يا حبيبتي 

هزت حور رأسها بطاعة كأنها تراها وقالت : حاضر يا حبيبتي  انا هكون مطيعة أوي عشان ترجعوا بسرعة 

فاتن : شاطرة يا حور يلا اقفلي وهنكلمك تاني 


....................


في سيارة حسن أغمض عينيه واراح جسده وغط بنوم عميق فالطريق للميناء ما زال طويل .... وما ان اطمأن السائق انه قد نام حتى امسك هاتفه وقام بارسال رسالة و بعدها غير مسار طريقه 

وبعد ما يقارب الثلاث ساعات  وصل إلى وسط الصحراء  اوقف السيارة أمام ترسانة كاملة من السيارات ذات  الدفع الرباعي يقف ما بينها رجال ذو أجسام مهولة العضلات يرتدون لباس أسود  نزل السائق بسرعة واتجه نحوهم ووقف بصفوفهم 

تقدم رجلان نحو سيارة حسن وبيدهم ممسكين بسلسلة الكلاب وما ان وصلوا حتى فتح بابها وادخلوا الكلاب واقفلوها 


وبلحظة كانت الكلاب قد هاجمته فاق على آلام فظيعة والكلاب تنهش به .... بدأ يصرخ بعلو صوته وهو يحاول أبعادها عنه ويحاول أن يفتح باب السيارة ولكنها مقفلة 

زادت هجمات الكلاب عليه شراسة والدماء اغرقت وجهه وسائر جسده 

زاد صوت صراخه وهو يستنجد ويطلب المساعدة ولكن ما من مجيب كل الرجال من خارج السيارة يصورون لحظات عذابه دون أدنى احساس بالخوف من المشهد الرهيب 


بقي هذا الحال لعدة دقائق شعر بأنها سنوات من العذاب وشعوره بأسنان  الكلاب وانيابها تنغرز وتنهش جسده 


خارت قواه ولم يعد يستطيع المقاومة آلام مبرحة تعصف به 

أشار مصطفى لرجاله ففتحوا باب السيارة واخرجوا كلابهم وعادوا بهم للعربه المخصصة لهم 


اقترب مصطفى مع بعض الرجال الذين يبدوا عليهم انهم من رجال الأعمال  من حسن الذي يجاهد لأخذ نفسه وقال  : ايه يا حسن استسلمت ده احنا لسا بنبتدي تراجع خطوة للخلف وقال موجها كلامه لمن حوله بصوت جهوري ..... بضاعتي انا اعرف ازاي ارجعها واللي بيحصل هنا ده درس لكل واحد فيكم بيحاول يخدعني او يتهاون بالشغل معايا 


ونظر لرجاله وقال:  يلا 


تقدم اثنان من حسن وسحبوه بعنف والقوه أرضا وسكبوا عليه مادة  حارقة تدعى الفسفور وما لبثت أن لمست جسده حتى تعالت صرخاته بفزع وألم  تصدح بسماء الصحراء وخلال دقائق قليلة كان كل شيء انتهى 

كان الفزع والخوف سيد الموقف بين رجال الأعمال 

مشى مصطفى مبتعدا عائدا لسيارته وفعل الجميع مثله 

أشعل الرجال النار بسيارة حسن وهكذا انتهى عملهم وانتهى فصل من فصول الظلم بموت شبيه الرجال الظالم ..... عاش حياته ظالم لنفسه ولمن حوله وها هو يموت بابشع الطرق التي ممكن ان تتخيلها


..*********

مراد عاد للقصر ودلف إلى غرفة جدته يطمئن عنها 

كانت ممدة على فراشها بوهن جلس بجانبها وتحسس جبينها اطمأن عنها 

فتحت عيونها وامسكت يده التي على جبينها قبلتها عدة مرات  واحتضنتها لصدرها  وعيونها تنطق بألف أسف وأسف

 

شعر بجدته فقرب جسده منها واحتضنها وبكى كلاهما على قلوب موجوعة وعلى فقيدهم الذي ترك بقلوبهم فراغ كبير وألم أكبر همست من بين  دمعاتها ::

لو متكلمتش هموت بحسرتي لازم اريح ضميري وأبري ذمتي قدامكم ربت بيده على ظهرها واخرجها من بين احضانه ونظر لها وقال بصوت حنون  : قولي في ايه يا حبيبتي مالك ؟ 

وأخيرا قالت ما حدث ليلة موت علاء وكيف كانت السبب بموته ومن قبلها كانت سبب إهماله وتعبه وكل آلامه ......وأخبرته أيضا انها أجبرت علاء على الزواج 


أنصت لها بتمعن وقلبه يبكي دما على ما عانى أخاه 

انتهت من كلامها وهي منهارة بشكل كامل 

رق قلبه لها فهي جدته وايضا مريضة ويبدو انها أيضا تعاني أكثر شخص بينهم فهي تشعر انها المسؤولة عن وفاة أخيه فهل يلومها ويعاتبها هل ينفض عنها هل بالعمر بقية للخصام وفتح جروح جديدة  

وبلحظة كان قد  أنتشلها بين احضانه يبث بقلبه قبل قلبها الطمأنينة كانت لحظات مؤلمة لكلاهما كانت مشاعرهم متخبطة بكل انواع الألم التي  تجتاحهم 


وبعد مدة فصلوا عناقهم مسح دموعها بأصابع يده وقال : متعيطيش يا حبيبتي اكيد هو كان عارف انك عاوزة مصلحته بس يمكن الطريقة مكانتش صحيحه كل حد فيكم حاول يصلح الوضع بطريقته( وأخبرها ان علاء حاول أن يتعالج بمساعدة فاتن)  لعله يخفف من آلامها ولكنه لم يعلم أنه يسكب الزيت على النار 


فها هي من ظلمتها وكانت سبب عذاب لها كانت أحن على حفيدها منها 

تركها بعد أن ظن أنه ساعدها وخرج هائما على وجهه لا يدري ماذا يفعل لا يستطيع أن يتحكم بمشاعره

خطر على باله شخص دخل على حياته فجأة 

حووور وتلك البراءة بعيونها نعم انه يحتاج لشخص خال من الذنوب 

ذهب لها وخرجوا معا في نزهة لا توصف 


كانت تنتهي من لعبة لتقفز لأخرى بسعادة عارمة وهو لا يقل سعادة عنها لم يظن أبدا أنه توجد سعادة كهذه فها هو ينظر لها والسعادة تقفز من عينيه يشاركها ضحكاتها ويصورها بوضعيات مختلفة ومضحكه اما هي فلم  تقل عنه سعادة وغبطة تشعر ان طفولتها قد استيقظت على يد هذا الشاب  الوسيم  فهي كانت تسكن فيلا ميته فوالدها لم يأخذها يوما الملاهي او مطعم ليتشاركوا نزهة عائلية 

انتهت من اللعب لتقول اليه ببتسامة ساحرة : هموت من الجوع عاوزة اكل بيتزا 

مراد : بس كده يا حبيبتي تعالي هدوقك الذ بيتزا ممكن تاكليها  لتقفز فرحا وتمسك يده لتمثل انها تجره خلفها وهو أتم دوره على اكمل وجه ليباغتها وهو يقول : اللي يوصل السيارة الأول هو هيختار نوع البيتزا ليركض كلاهما بسرعة فكل منهما يريد أن يأكل نوعه المفضل بعد يوم طويل متعب 

وصل قبلها ليرفع يده بنصر : يس انا فزت 

لتعبس بملامحها قائلة: بس انت غشيت 

ليقهقه ويقول طب يلا احسن انا واقع من الجوع 

جلسا على إحدى الطاولات اشار للنادل  فحضر ملبيا: أؤمر سعادتك لينظر لها ويقول بابتسامه عاوز بيتزا سي فود وقبل أن يكمل صفقت بيدها بسعادة : يس يس نظر لها بحاجب مرفوع فوضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها  وما ان غادر النادل حتى سألها متصنع الغصب ؛ ممكن اعرف بتضحكي ليه 

حور: عشان انا بحب بيتزا سي فود وانت طلبتهالي 

ليبتسم لها وهو يهز رأسه بطريقة مضحكه


فتنت بانتقامي 

البارت الثالث عشر 

بسم الله الرحمن الرحيم 


عدت أيام قليلة وبدأت الحياة تسير في اتجاه أفضل لكل ابطالنا  

طويت صفحة حسن فلا أحد يعلم اين هو او ما حدث معه 


مصطفى اختفى عن الأعين ... بعد أن فشل  باستعادة بضاعته وقيام الانتربول بعملية مشتركة مع الشرطة........ بالقبض على الكثير من رجال الأعمال المشاركين بالأعمال المشبوهة بعد مراقبة كانت قد امتدت لأشهر طويلة 

.............................

قضت حور اسبوع في بيت مراد كانت والدتها كل يوم تتصل بيها تطمئن عنها ولم تعرف أبدا انها مع مراد 

مراد كان يقضي الكثير من الوقت مع هذه الصغيرة عرف من خلالها كل ما يريد عن معشوقته ماذا تحب وماذا تكره اكلتها المفضله ولونها المفضل  وبدأ برسم مخططه لكسب قلبها  عرف معها ان أولويات الحياة ليست العمل أبدا ولكن العائلة هي أولى الأولويات 

عرف ان السعادة ليست بالأموال و الصفقات مهما كانت كبيرة إنما السعادة هي بقضاء وقت جميل مع أحبتك ان يكون من حولك بخير هي من أهم النعم

.................

في إحدى الكافيهات كان يجلس أحمد بانتظار مراد 

وبعد عدة دقائق وصل مراد ومعه حور التي ما ان رأت أحمد حتى ركضت باتجاهه وقف أحمد والتقطها بين يديه وأخذ يدور بها وهي بغاية السعادة كان مراد يقف بسعادة لسعادة هذه الصغيرة 

جلسوا وتحدثوا كثيرا كانت حور تتحدث بسعادة وستمتاع عن الوقت الذي امضته مع مراد وكان أحمد سعيد بما أخبرته وشعر ان مراد انسان جيد وليس سيء كما كان يظن حتى أنه يرى سعادته تقفز  من عينيه كلما تحدثت حور عن مغامراتهما 

تمنى أحمد بداخله ان يكون مراد عوض الله الجميل لها بعد معاناتها ولكن هل ستقبل 🤔🤔

..............


في منزل أحمد كانت رانيا تقف أمام المرآة تنظر لنفسها بالحجاب كانت عيناها تشع سعادة ورضى بشكلها....... كلما ابتعدت عن المرآة عادت سريعا تتأمل نفسها  ...... تنظر لنفسها نظرة جديدة فها هي تحفظ نفسها وتتزين بحجابها تشعر انها كنز محفوظ لا يحق لأحد أن يراه ....... يا إلهي ما أجمله من شعور يجعل قلبها يطمئن ويشعر بسعادة جديدة عليها ........ فها هي تغير مسار حياتها للطريق الصحيح و تحاكي مشاعر إطمئنان وسكينه لم تعرف أبدا بوجودها 

دخلت عليها والدتها( التي تعافت بشكل كامل بعد شعورها بالاطمئنان على ابنتيها )بابتسامة جميلة تزين محياها وهي ترى ابنتها والسعادة تغمرها 

رانيا : صباح الخير يا حبيبتي  جاهزة خلاص 

فاتن وهي تحضن والدتها وتقبلها : صباح الطاعة يا حبيبتي  ايوة جاهزة يا ماما وأمسكت حقيبتها وقبلت امها مجددا : ادعيلي 

رانيا أمسكت يدها : تعالي هنا رايحه فين من غير فطار .... افطري وبعدها تنزلي 

فاتن : بس انا كده متأخر عن الجامعة 

رانيا وهي تسحبها من يدها : مش هتتأخري تعالي الفطار جاهز 

سحبت فاتن يدها فجأة من يد والدتها وعادت أمام المرآة نظرت لنفسها نظرة أخيرة 

ضحكت لها والدتها وتمتمت تدعي لابنتها بالهداية وان تبقى سعيدة بطاعة الله

تناولت فاتن القليل من الطعام وهمت  بالقيام عن المائدة حتى وجدت يد الحاجة فاطمة تجلسها ثانية وبيدها كوب من الحليب 

نظرت لها فاتن ونظرت للكأس وكأنه عدوها اللذوذ وهي تهز رأسها للجانبين تنفي انها ستشربه ولكنها الآن تجلس بين والدتيها وكلتاهما تحثانها على تناوله حاولت أن تثنيهما عن رأيهم ولكنهم مصرات حتى انها كادت تبكي فقالت فاطمة : استني واتجهت للمطبخ أحضرت معها علبة من الشوكولاته السائلة وأضافت منها للكوب فتناولته فاتن بسرعة واستمتاع 

ضحكت رانيا عليها كثيرا وهي تقول  لفاطمة: زي زمان بالظبط ضحكت فاطمة : البنت دي متغيرتش أبدا لسا بشوفها طفلة عمرها ٧ سنوات 

قامت من بينهم فاتن بسرعة وهي تقول : اسيبكم تكملوا ذكرياتكم وانا خارجة واتجهت للخارج مصحوبة بدعوات السيدتين 

......    ..........

رن هاتف مراد فابتسم ووقف وقال لاحمد : انا هستأذن عندي حاجة مهمة ولازم أروح 

وضع يده على رأس حور : سلام يا قطة 

حور : هو انا مش هشوفك تاني 

جلس مراد على ركبته أمامها ونظر لعيونها التي تلتمع بالدموع فابتسم وقال : هو انا اقدر ده انا بقت روحي فيكي كل يوم هاجي اشوفك كويس كده 

ابتسمت واحتضنته من رقبته 

مراد سلم على أحمد وخرج مسرعا وما ان وصل سيارته حتى تناول هاتفه واتصل على أحد ما : ها انتو فين 

.........

خليكم وراها اوعوا تتوه منكم 


أغلق هاتفه وقاد سيارته وأنامله تتراقص على المقود


اما أحمد فعاد هو و حور إلى منزله دق دقاته المعتادة لتفتح له فاطمة التي تفاجأت بحور المختبئة خلفه وأحمد يشير لوالدته بأن لا تتحدث وأشار لها عن مكان رانيا فأشارت للصاله امسك يد حور وتقدموا بصمت وما ان رأت والدتها حتى قفزت وهي تصرخ بصوت عالي مامااااااا 

رانيا الجالسة بصمت تفكر بحالها ماضيها وحاضرها وما يخبئ لها القدر 

وفجأة استيقظت من أفكارها على صرخات ابنتها فاتنفضت بفزع اولا وسعادة كبرى بعد أن رأتها احتضنتها بشدة وهي تستنشق عبير ابنتها وتقبلها قبلا متفرقة على وجهها تنظر لها وتقبل يداها وتعيد احتضانها مجددا وهي تبكي دموع الفرح على هذا اللقاء بعد فراق دام أشهر كانت لحظات ممتلئة بمشاعر الفرح والسعادة 

كانت فاطمة تقف وأحمد محتضنها من كتفها ينظران بدموع إلى هذا المشهد الذي كان الجميع بانتظاره بكى الجميع على قلوب فرق بينهما الظلم وها هي تجتمع بفضل الله وكرمه نظرت رانيا باتجاه أحمد تشكره على حماية ابنتها ضناها فلذة كبدها بادلها النظرات  بابتسامة وهو يفكر ان كل هذا بفضل مراد وضع يديه بجيب بنطاله ومشى وهو يفكر  كيف سيكون مصير مراد وفاتن 

................................ 


كان يجلس بسيارته بالخفاء يتلصص عليها وهي تقف مع إحدى الفتيات وهو يفكر بمدى جمالها بهذا الحجاب وكيف أنه راض عنه لانه  لن يرى اي احد محبوبته وجمالها المختبئ بثيابها المحتشمة وحجابها 

استدار بسيارته إلى شركته بعد أن أوصى الحرس بمتابعة كل تحركاتها والانتباه لأي خطر ممكن ان يصيبها 

قضت يوما جميلا بالجامعة فها هي تعيد ترتيب حياتها كما تريد وتطمح والبداية من هنا إكمال جامعتها التي توقفت بزواجها الإجباري 


وبعد يوم طويل عادت للمنزل والتي ما أن دقت الباب حتى حوصرت بيدي أختها الصغيرة لم تصدق نفسها فهي بالأمس فقط سالت أحمد متى سيحضرها وهو قال بعد اسبوع اخر 

احتضنتها بحب وحنان نظرت حور لفاتن تتحسس حجابها بانبهار : الله يا فاتن ده جميل أوي انا عاوزة واحد متله ابتسمت لها فاتن : بس كده عيوني ليكي وفي حاجات احلى كمان واحتضنتها ودلفت للمنزل وقضوا يوما ولا أجمل طبعا مع أشهى المأكولات والحلويات بمناسبة عودة حور 

....................


عدت ثلاثة أشهر من الأحداث الاعتيادية والأمور استقرت 

كان مراد كل يوم بالصباح يذهب يتأمل محبوبته ويعود 

فاتن لاحظت وجوده أكثر من مرة وهذا دب القلق بقلبها 


رانيا حاولت كثيرا مع احمد ان تستأجر او يجد لها شقة لتنتقل لها هي وبناتها ولكنه رفض فهو يعتبرها بمقام ام له وفاتن  اخته ولن يتركها تسكن بعيدا عنه خصوصا بظل اختفاء حسن المريب 

....................................


في هذه المدة استعادت الجدة صحتها واستقرت امور العائلة حتى ان مراد اصر على والده ان يذهب إلى الشركة حتى أقنعه 

تحسنت علاقة مراد ووالده بمشاركة حسام أيضا الذي يعتبر فردا من العائلة 

فكرت الجدة كيف تستطيع تعويض ابنها عن ما مر به من آلام وفراق ونفس الشيء رانيا 

وايضا حفيدها التي تعرف حق المعرفة انه عاشق لأرمله أخيه فقررت بانتهاء عدتها ان تتصرف 

كان كل تفكيرها سعادتهم ولكن أيضا كان لديها واجس من فشلها او ان تخطو خطوة لا تحمد عقباها

فهي كلما تذكرت ما حدث مع علاء 

(وهنا يظهر جهل تفكيرهم وجهلهم بدينهم) 

...............

في أحد الأيام في طريق عودة فاتن من الجامعة وجدت مراد أمامها ينظر لها بهيام يحاول ان يتحكم به فلو ترك الأمر لقلبه لأخذها بأحضانه وأخفاها عن عيون الناس ولكن ما زال الطريق طويل لذلك هو على علم بهذا


وقفت أمامه  بقوة هو غير معتاد عليها....... تنظر لعيونه بتحدي.......... وهو يبادلها النظرات بعشق مفضوح .......ولكن هي ليست على علم بها ....


فاتن : لو سمحت ابعد من طريقي وحاولت الالتفاف من حوله .....ولكنه سد طريقها مجددا 


نظرت له وقالت : لو سمحت مينفعش كده 


مراد وهو يحك أنفه بأصبعه يداري ابتسامته لسماع نغمات صوتها


مراد : اححححم عاوز اكلمك بموضوع 


فاتن : مفيش كلام ما بينا ........وبجد ما ينفعش كده ابعد عن طريقي.. والا هصوت والم عليك كل الجامعة 


ابتسم لعنفوانها وتحديها له

فتنحى من أمامها وقال : بس لازم نتكلم و هنتكلم 

نظرت له شزرا وأكملت طريقها 

اما هو فوضع يده على صدره يستشعر نبضاته التي تتسابق وكأنها تشارك بمرثون للجري السريع 


عادت لمنزلها تشعر بضيق فهي لا تريد أن تتعامل مع اي شخص من تلك العائلة 

دلفت المنزل وألقت التحية ودخلت مسرعة لغرفتها 


قامت رانيا خلف ابنتها فهي لأول مرة تراها هكذا 

لا يد ان مكروه قد حدث 

دلفت غرفة فاتن فوجدتها جالسة على طرف السرير واضعة رأسها بين كفي يديها وتبكي بصمت 

اقتربت منها ووقفت أمامها  وامسكتها من رأسها  واحتضنتها 

رانيا: مالك يا حبيبتي  ايه اللي مضايقك 

فاتن : هو عاوز مننا ايه 

سقط قلب رانيا فلم يتبادر لذهنها الا حسن انتفضت وابعدتها عن حضنها متسائلة بتوجس: هو مين 

فاتن وهي تمسح عبراتها : مراد 

رانيا : مراد مين 

فاتن وهي تحاول تذكير والدتها : مراد اخو علاء الله يرحمه 

رانيا بلهفة : ابن محمد  ولكنها انتبهت لنفسها واستدركت فعلتها قصدي وده شفتيه فين وعاوز ايه 

فاتن : معرفش عاوز ايه بس انا شفته اكتر من مرة عند الجامعة لكن النهاردة جه وقفني وقال عاوز يتكلم 

رانيا : ومقالش عاوز يتكلم بابه 

فاتن بانفعال : قولتلك معرفش انا مديتوش فرصة 

ربتت رانيا على كتف ابنتها وهي تفكر ماذا يريد من ابنتها ....... فهي رأته مرتين وبكلا المرتين رأت غضبه  وسوء تصرفاته 


خرجت من عند ابنتها والضيق واضح على وجهها ليقابلها أحمد: مالها فاتن يا خالتي 

رانيا وهي تتنهد : شافت اللي ما يتسمى

عقد أحمد حاجبيه : مين اللي ما يتسمى 

رانيا : مراد اخو المرحوم جوزها 

فهم أحمد ما يحدث ....فهو قد حدثه مراد أنه قد انتهى وقت الانتظار وسيعمل على كسب قلبها 

فلاش باك

                 الفصل الرابع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close