أخر الاخبار

رواية فتنت بانتقامي الفصل العاشر والحادي عشر بقلم رغدة


 فتنت بانتقامي 

البارت العاشر و الحادي عشر 

بسم الله الرحمن الرحيم 


جلست على فراشها تبكي كثيرا فضميرها يؤنبها وقلبها يؤلمها لم تعد تقوى على الكتمان صدرها مثقل بالذنوب والهموم خاصة بعد كشف الحقائق وبراءة رانيا من ذنوب واتهامات بحقها وحق شرفها الذي دنسه عديم الشرف والوجدان حسن بمساعدة والدها فها هي قد 


دمرت فتاة بريعان شبابها وقضت على عشق حفيدها بعد خسارتها لحفيدها الآخر فهي تعلم ما بقلبه من ألم ترى عيونه وتقرأها بكل سهولة ترى عشقه وتخبط مشاعره 


........................


أسندت الحاجة فاطمة رانيا برفق وتقدمت فاتن مع والدتها وهي متشبثة بها تخاف من فقدانها 

ساروا بخطى بطيئة مرتجفه فهواجس كثيرة بداخل قلوبهم


 رانيا عادت كل ذكرياتها الجميلة مع محمد في هذا القصر رائحة عطره تخللت إلى أعماقها فأصبحت تنهر نفسها على ما تفكر به فهي هنا ليس من أجل الذكريات إنما لاستعادت ابنتها 


فاتن تتلفت حولها كالجاني تخاف ان يراها أحد ويوقفها يمنعها من الخروج ومن الفرار 

اصبح الأسر وابتعادها عن والدتها أكبر هاجس أمامها


  تفكر هل انتهى من حياتها فصل العذاب والفراق والألم 

هل يمكن أن يكون لها نصيبا من الافراح والسعادة 


تلفتت ثانية تريد أن ترى ذلك الفهد الذي توعد لها .....أين هو الآن .......هل يعلم بخروجها..... هل باتت بمأمن ام انه لا يعلم وسيسعى خلفها مجددا ؟؟؟؟


وصلوا البهو ليجدوا محمد يقف أمامهم كطالب المدرسة الذي أخطأ نظر لعيني محبوبته وابنتها نظرات اعتذار وندم وألم 


ساروا من جانبه دون أن ينطق اي احد منهم بكلمة واحده وما ان خطت قدمها خارج القصر حتى استنشقت الهواء بلهفة واستمتاع ملأت رأتيها بهواء الحرية 


...............


امسك مراد الطبيب  بعنف واطاح به عدة لكمات وهو يصرخ به : كداب كدااااب انا اخويا مش كده 


حاول حسام الفكاك بينهما ولكن وجه مراد له لكمة مفاجئة فوقع على إثرها أرضا 

تابع مراد ضرب  الطبيب حتى كاد أن يقتله لولا تدخل حسام مرة ثانيه بصلابة أكبر ليثبت مراد إلى الحائط : كفايه هتموته بايدك بس بقا .. ... 


ترنح مراد قليلا فهو منذ مده لا ينام ولا يأكل فجسده قد تحمل الكثير وعقله مشوش وقلبه جريح والآن صدمة كبرى أطاحت به وبقلبه وبثقته بأخيه لم يعد يحتمل  ...........


وقف الطبيب وكل وجهه مغطى بالدماء من ضرب مراد له 


نظر له حسام بأسف وقال : استنى يا دكتور انا هوصلك بس الأول لازم نروح المستشفى نعالج جروحك 


نظر له مراد والشرار يتطاير من عينيه :انتا اتجننت يا حسام تاخده فين  انتا مش سامع الكلب ده بيقول ايه على علاء 


حسام بضيق : بس بقا يا مراد   ....... كفاية كده يا راجل

 ايه مالك    ..... عامل زي القطر دايس عالكل ومش شايف قدامك     فوق بقا     انت شايف نفسك صح  والكل غلطان شايف انك على حق والكل مذنب   بس لا المرة دي انا هقف  قدامك واللي انت مش شايفه هشاورلك عليه 


ايوة انا خبيت عنك كتير بس لاني خفت عليك تنهار..... خفت صاحبي يوقع وميقومش تاني   . ..خفت ثقتك وايمانك بالعيلة تتهز وتتدمر ......لكن الظاهر اني كنت غلطان كان لازم اسمع كلام جوليا واقولك على كل حاجة 


مراد بتوجس:  ايه الحاجات اللي تعرفها انت وجوليا  ومخبينها عليا 

اخذ حسام نفس طويل وقال : بص الحوار طويل احنا بالاول ناخد الدكتور المستشفى مش شايفه متبهد...وقبل أن يكمل كان مراد قد امسك بحسام وهزه بعنف : مفيش حد هيتحرك قبل ما اعرف ايه اللي مخبيه عني .....

***********************


بداخل ذلك المكتب المقيت يجلس ذلك الرجل ذو الجرح المخيف وما هو الا أحد تجار السلاح يدعى مصطفى  : ها عملتو ايه 


قائد الفرقة : يا باشا البنت اختفت وملهاش اي أثر وحسن قدم بلاغ بواحد اسمه احمد لكن التحريات بتاعتنا  أثبتت انو ملوش دعوة 

أخرج مصطفى  سلاحه وبدون أدنى تردد أطلق النار على رأسه ومن ثم ضغط إحدى الأزرار فدخل مجموعة من الرجال مفتولي العضلات 

مصطفى  : عملتوا ايه 

أحدهم: صفينا كل الرجالة اللي اشتركت بالعملية يا باشا 

مصطفى  : تمام خدو الكلب ده وارموا مع رجالته 

خرج الجميع فتناول هاتفه واتصل على حسن 


حسن كان يجلس يحاول معرفة كيف حجزت بضاعته في الجمارك    ها هو سيجن فبعد ما اخذ كل املاكه من مراد اشترك بصفقة مشبوهة مع


 زعماء المافيا وقد وضع كل أمواله بهذه الصفقه الكبرى فهو قد سماها صفقة العمر وها هي تضيع ادراج الرياح والأمر من ذلك أنه الآن بمواجهة أخطر رجال العالم 


رن هاتفه فنظر له وما ان رأى المتصل حتى بدأ يتصبب عرقا وارتبك بما يجيب وماذا يقول وما هو مبرره....... ضغط على الهاتف ووضعه على أذنه 

حسن :الو 

مصطفى: ها يا حسن البضاعة فين 

حسن: ها    اصل   اصل 

ليصيح مصطفى بصوت خشن : اصل ايه ؟ بضاعة بالملايين فين يا حسن تكونش فاكر  اننا نايمين على ودانه ولا منعرفش اللي بيحصل عندك البضاعة لو متسلمتش 

وقبل أن يكمل تهديده قال حسن بلهفة : هتتسلم يا باشا هتتسلم 

مصطفى : بنتك الجميلة هتفضل مشرفانا شوية لحد ما تتسلم البضاعة 

حسن بدهشة : بنتي بنتي مين ؟؟؟؟

مصطفى : حووور حسن الشناوي مش بنتك برضه 

حسن وهو يبتلع ريقه : ايوة بنتي ....يعني انت اللي 

مصطفى بضحكة شريرة مخيفة: ههههههاااااي طبعا عندي وانت عارف الطلب على البنات الصغيرة ازاي بالسوق بتاعنا 

حسن: لا يا باشا بنتي لا 

مصطفى : معاك لبكرة بالليل 

واقفل الهاتف وارجع ظهره على الكرسي وهو ينفث دخان السيجار وكل ما يدور بعقله من وراء ما يحدث 

...................

وصلت فاتن مع والدتها والحاجة فاطمة لبيت أحمد 

وهي متشبتة بحضن والدتها وما ان دلفوا حتى اخذت تبحث بعيونها عن أخيها 

فاتن:  ماما فاطمة اومال أحمد فين 

فاطمه : راح يجيب حور بس ده اتأخر أوي

فاتن : حور هو مجابش حور لسا ؟ ده انا موصياه ومأكده عليه 

فاطمة وهي تتجول بالمنزل : أحمد يا احمد.... دلفت إلى غرفته وخرجت أحمد مش هنا استنو هتصل بيه 

التقطت هاتفها واتصلت به عدة مرات ولكن بكل مرة كان يعطيها ان الهاتف مغلق 

تسرب القلق لقلوب الجميع ........وقفت  رانيا وهي تقول : انا هروح الفيلا اجيب بنتي واشوف ايه سبب تأخير أحمد 


امسكتها فاتن من يدها : ماما استني انتي تعبانه انا هروح 


فاطمه مقاطعة كلتاهما :  محدش فيكم هيروح بأي حته ....... حسن لو شاف حد فيكم ممكن يعمل اي حاجة 


رانيا ببوادر بكاء : بنتي يا فاطمة بنتي وأحمد انا خايفة حسن يكون عمله حاجة 

فاطمه بهدوء عكس ما بداخلها : اطمني يا حبيبتي ابني راجل ميتخافش عليه والغايب حجته معاه اهدي انتي وشوية وهنلاقيه داخل علينا ومعاه حور 

انتي تعبانه ورانيا كمان    واكيد انتو واحشين بعض خدي بنتك بحضنك وسيبي امرك لربنا 

رانيا وفاتن معا : لا اله الا الله  

سارت لغرفتها وهي ممسكة بيد ابنتها وقلبها تتآكله النيران على صغيرتها 

...............................

حسام : اهدى يا مراد وانا هفهمك كل حاجة 


جلس مراد وحسام والطبيب بعد أن غسل وجهه وأعطاه حسام بعض الكحول والقطن لينظف به وجهه من الدماء والجروح 

سرد حسام لمراد كل ما يعرفه عن علاء ومارك وما فعله بأمر من جدته وما أن انتهى حتى شارك الطبيب الحديث 

الطبيب : مراد بيه اخوك جالي وحاول يتعالج لكن اكيد انتا عارف ان من غير إصرار ودعم من اهل المريض بيكون العلاج زي قلته خصوصا انو رفض


 يدخل المصحة وكان كل همه انك متعرفش كان كل خوفه ازاي انتا هتكون نظرتك ليه بس بعد ما عرفت انو اتوفى جيت ليك لسبب كبير و ده اللي خلاني اكلمك 

أنصت له مراد باهتمام فاردف الطبيب قائلا : علاء كان مدمن وكان شاذ واتجوز بالاجبار 

قاطعه مراد : محصلش علاء هو اللي طلب يتجوز ولو هو زي ما بتقول هيتحوز ليه 

الطبيب بهدوء مراعيا ما يمر به مراد من حالة إنكار: اهدى حضرتك .....لو مش مصدقني ممكن تسال مراته هي أدرى بوضعه خصوصا انو كان موجوع من وضعها والحال اللي هي فيه 

مسح مراد وجهه بعنف فها هو كأنه عاش حياته كلها مغيب عن امور عائلته وهو من كان يظن أنه ممسكا بزمام الأمور فماذا بعد ماذا ينتظره أكثر من هذا 

قال الطبيب : مراد بيه لو عاوز تساعد اخوك وتريحه ولو شوية بعد وفاته اعمل اللي كان نفسه يعمله 

نظر له مراد كالتائه فأكمل الطبيب : مراته او أخته زي ما كان بيعتبرها كان عاوز يتعالج عشانها كان عاوز يهربها من سجنها كان مناه وامنيته انو يقدملها حاجة ولو بسيطه لأنها الوحيدة اللي حاولت تساعده 


وها هي تدق أجراس برأسه وبدأ يجمع خيوط مفككه  هل ما فهمه حقيقة 

هب واقفا وأسرع باتجاه الطبيب الذي وضع يداه أمام وجهه بحماية خوفا من لكمة جديدة ولكنه تفاجأ به يحضنه وهو يضحك ويبكي بهستيريا 


 افزعت قلب الطبيب وبعدها اشار مراد لحسام انت سمعت قال ايه هههه سمعته صح انت فاهم معنى ده ايه ؟ ابتسم حسام وهز رأسه موافقا 

امسك مراد وجه الطبيب : انا بشكرك أوي على زيارتك و      اسف ايوة انا اسف على الي حصلك اشار له باتجاه حسام : اهو حسام هياخدك المستشفى 


بتاعتنا ابتسم وهو يكمل اهو تعالج الهباب ده هههههههه وأسرع بالخروج من المكتب تاركا الطبيب بحيرته  وحسام يضحك على صديقه 

.........................................


مرت عدة ساعات لنرى بطلتنا تفتح عيونها الزرقاء بكسل لترى نفسها بحضن والدتها المتشبثة بها رغم سباتها العميق نظرت حولها لترى غروب الشمس 


من النافذة أزاحت يد والدتها من حولها بخفة لتقف وتنظر للسماء فها هي شمس يوم طويل مليئا بالأحداث تغرب وستشرق شمس جديدة ويوم


 جديد نعم سيأتي غدا ولكن لن يكون كاليوم والأمس فبعد مامرت عليه من تجارب هي ستحارب وتكافح لأجل نفسها وليس لأجل غيرها سترسم 


قدرها بيدها لن تكون دمية بيد أحدهم ستلتفت لمستقبلها وجامعتها ودراستها التي توقفت على يد من باعها حين باعها بأرخص ثمن 


اما هو فيجلس بسيارته بجانب نهر النيل ينظر للغروب كل ما يجول بخاطره هل ستشرق شمس عشقه كما ستشرق هذه الشمس بالغد 

هل لحبه بصيص أمل ...... نعم له.... سيسعى له بكل ما به من قوة وإصرار.... لن يترك الزمن والآخرين يسيرون حياته او يغيرون قراراته فهي له وقد حسم الأمر 

ولن تكون أبدا لغيره ليس بالاجبار أبدا هو سيمتلك قلبها نعم ها هو يخطط لهدفه القادم 

وضعها نصب عينيه وسيبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق مبتغاه ....لحظة وأخرى وها هو بتذكر غريمه المدعو أحمد فيبدو انه سيكون بحرب


 ضده والافضلية لذلك اللعين فهي تحبه هل يتركها تعيش حياتها ام يحارب لامتلاكها 

فكر كثيرا وها هو يسير باتجاه أولى خطوات حربه الضاريه 

........................................


خرجت من الغرفة بهدوء مغلقة الباب خلفها بروية لتترك والدتها تنعم بنوم هانئ 

بحثت عن والدتها الثانية فلم تجدها ....دلفت الحمام وتوضأت وما ان خرجت حتى تفاجأت بالحجة فاطمة تدخل البيت وعبراتها على وجهها اتجهت نحوها مسرعة واحتضنتها وهي تسألها: ماما مالك ؟ كنتي فين ؟ 

حاولت فاطمه ان تتماسك ولكن ألم قلبها قد خانها وعينيها تذرف الدموع 

ربتت فاتن على ظهرها بحنان وأجلستها على الاريكه وجلست بجانبها تركتها بضع دقائق لتخرج من حالتها وبعدها قالت متسائلة : أحمد فين 

وكأنها قد ضغطت على جرح عميق قالت فاطمة من بين دموعها : لما اتأخر قلبي 


كلني عليه كلمت أصحابه ونزلوا دوروا  عليه بالمستشفيات والاقسام لحد ما واحد منهم عرف انه بالقسم بكت بنحيب أكبر: حسن بيه مقدم فيه بلاغ 


قالت فاتن بريبة: بلاغ ايه 

نظرت لها مطولا فها هي امام معضلة أخرى هل تخبرها باختفاء  أختها 

ابتلعت ريقها بصعوبة وزفرت بضيق وامسكت يد فاتن بحنان : بصي يا بنتي الكلام اللي هقوله مامتك مش لازم تعرفه لان وضعها الصحي زي مانتي شايفة 

هزت فاتن رأسها تحثها على ان تتحدث فقالت : ابوكي يا بنتي اتهمه بخطف حور 

صدمه اوقعت بقلبها ..... أختها الصغيرة .... واخيها الكبير وامها  .... وامها الثانية كلهم احباءها هل هنالك صدمات أخرى هل أختها حقا مختفيه والأدهى ان تكون مختطفة.... واخيها في السجن وهو بكل تأكيد


 مظلوم ....... مصائب كثيرة وكلها تمر من بين يدي من يدعى والدها .....ماذا تفعل وكأنها على مفترق طرق والطرق كلها مظلمه وكلها تصل لذلك شبيه الرجال حسن 

هل تذهب له  وتبحث عن اختها ام تذهب لقسم الشرطه لأخيها همت لتقف ولكن فاطمة شددت من قبضة يدها الممسكة بها .......نظرت لها فاتن بتساؤل  لتخرجها فاطمه من حيرتها: انا رحت القسم وصاحب أحمد 


ربنا يحميه لشبابه دفع قرشين للعسكري وسابني اشوفه خمس دقايق هو كويس يا بنتي وبيقولك متخرجيش من هنا مهما كانت الأسباب وبكرة ان شاء الله هروح مع المحامي ونشوف الحكاية 

فاتن : انا هروح الفيلا اطمن على حور 

فاطمة : لا يا بنتي اسمعي كلامي وبكرة من الصبح هنزل انا بنفسي واروح لابوكي انا صحيح ست مسالمة وعلى قد الحال ومليش بمشاكل الناس


 الكبيرة  لكن انا اشتغلت عمر بحالو عندكم واعرف حاجات كتير من مصلحة حسن تفضل مدفونه وطي النسيان .....جه


 الوقت للمواجهة انا زمان فوضت أمري لربي لكن جه الوقت اللي لازم أواجه بيه واطلع كل القديم عليه انا سكت كتير لكن كان ابني تحت جناحي ومطمنه عليه إنما توصل الامور انه يئذي ابني فلا والف لا 

فاتن : قصدك ايه يا ماما 

فاطمه: بكرة تعرفي كل حاجة خشي نامي ديلوقت 

فقالت فاتن بخجل وهي تفرك كفي يديها ببعضهما : انا عاوزة اصلي 

ابتسمت فاطمة وقالت : ومالك مكسوفه كده بالعكس يا بنتي لما تقولي عاوزة اصلي قوليها بثقة  وايمان الصلاة فرض علينا واللي بيصلي يا نياله عند ربنا له أجر وثواب عظيم 

تنحنحت فاتن وقالت : اصل انا مبعرفش اصلي صح وممعيش حجاب اصلي بيه 

ربتت فاطمة على ظهر فاتن وقالت لها : تعالي معايا يا بنتي اديكي اسدال صلاة ونصلي سوا وندعي ربنا يفك كربنا ويطمنا على الغايبين 

احتضنتها فاتن بكل محبة وهي تشكرها 

صلت كلتاهما بقلب خاشع بين يدي سبحانه وتعالى كل منهما تناجيه بالرحمه والعطف وفك الكرب وإصلاح الحال سلمتا امرهما لمن بيده تغيير الأمور و بعد أن انتهيا أمسكت فاطمة بالمصحف الشريف وأخذت تردد آيات من كتاب الله العزيز 


(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)


تقف أمام غرفتهما تعض اصابعها ندما على عمر طويل قضته بمعصية الله فهي لم تصلي ولم تكن الام الصالحة التي تربي ابنتيها على طاعة الله وتعاليم دينه ...... اقتربت منهما بوجل وقلب موجوع على حالهم 


جلست بخوف ورهبة وهي تستمع لآيات الله وكلماته غزت عينيها الدموع مخافة من الله كيف ستقابله وماذا ستخبره يوم العرض انها أهملت وقصرت بحق ربها ودينها ونفسها وبناتها 


......................................

دخل قسم الشرطة بهيبة ووقار نظر حوله حتى وقعت عيناه على إحدى العساكر وما ان رآه العسكري حتى أدى له التحية وقال : اهلا يا باشا اكيد انت مراد باشا صح ؟ نظر له مراد دون مبالاة وقال : فين المسؤول هنا وما ان أنهى كلماته حتى جاءه صوت من خلفه 

الظابط: انا يا باشا اتفضل اتفضل وفتح باب المكتب له باحترام مكملا انا مصدقتش نفسي لما حسام باشا كلمني وقالي انك هتنورما اتمنى مكونش اتأخرت عليك ....ده انا حتى كلمتهم هنا وادتهم خبر يقوموا معاك بالواجب لو اتأخرت عليك 

مراد  : لا ابدا متأخرتش يا ريت تنادي المسجون اصل مفيش وقت ومستعجل 

الظابط : اه طبعا انا تحت امرك 

نادى على الحارس : هات يبني المسجون أحمد ووصي للباشا ..نظر لمراد حضرتك تشرب ايه 

مراد : قهوة مظبوطة 

الظابط : سمعت الباشا يلا اتحرك 

وخلال دقيقتين دخل العسكري مؤديا التحية وبيده ممسكا بأحمد 

مراد للظابط: عاوز اكلمه على انفراد 

الظابط : اه طبعا اتفضل وخرج تاركا لهم المكتب 

أحمد بطريقة ساخرة : مراد محمد الزناتي ...... ايه سبب الزيارة المشرفة دي 

نظر له مراد بتحدي فيبدو ان غريمه يعرفه حق المعرفه بعكسه هو وقال ..........


قال مراد : الظاهر ان مفيش داعي اعرفك على نفسي  وأشار له على الكرسي المقابل له : اتفضل اقعد وانا هقولك سبب زيارتي 

جلس أحمد وهو  مسلط نظره لمراد ينظر له كالنسر يحدد فريسته وينتظر الهجوم 

مراد : انا اقدر اخرجك من الورطة اللي انتا فيها حالا وترجع لحضن والدتك اكيد هتكون قلقانه عليك 

ابتسم أحمد ابتسامة جانبية هل يعقل جاء يساومه ولكن ما المقابل 

قرأ مراد نظرات أحمد جيدا فهو رجل أعمال ناجح ومعتاد على الصفقات والمساومات

فقال : المقابل فاتن 

أغمض أحمد عينيه بعنف وأخذ نفس طويل يحاول تمالك اعصابه لكي لا يقتله في هذه اللحظه 

وبعد لحظات صمت وحرب دائرة بين عينيهما وقف مراد وهو يغلق أزرار جاكيته ويتحدث متصنع اللامبالاة : معاك لبكرة فكر كويس يا تنقذ نفسك  وتبعد عن فاتن يا انا هبعدك بطريقتي واظن واضح أوي لو انا حطيت ايدي بالقضيه هيكون وضعك ايه وبالحالتين هتبعد عنها 

هم بالخروج ليمسكه أحمد من كتفه ويوقفه وهو يقول : لو كنت فاكر اني نسخة عن حسن تبقى غلطان أوي...... أختي معايا وبحمايتي ومش هسيبك تقربلها حتى لو اتحكمت إعدام 

استدار  مراد ببطء وهو يفكر بلعبة القدر اهذا يوم حظه وسعده هل ما سمعه حقيقة هل نعتها بأخته 

كان قلبه يتراقص على ضربات الطبول العالية 

ظهرت ابتسامة على وجهه حاول مداراتها كثيرا  ولكنها أبت وتمردت  لتكشفه امام أحمد الذي نظر له بدهشة ليتراجع أحمد خطوة للخلف والاستغراب يعتلي وجهه وقال: ابعد عن فاتن يا مراد كفاية اللي شافته من عيلتك 

مراد بلهفة ظاهرة : متخافش عليها مني انا اقدر احميها واوعدك هعوضها عن كل حاجة شافتها 

أحمد: فاتن يا مراد باشا لا من توبك ولا من مستواك ولا قد اللعب مع الناس الكبيرة وانا مش ممكن اقبل انها تكون صفقة جديدة بين ايديك 

فاتن بنت حسن ايوة لكن عمرها ما كانت زيه ولا مشيت بطريقه فاتن بنت بريئة ملهاش بالبيزنس بتاعكم 

نظر له مراد مطولا وقال : هنتقابل تاني يا احمد بمكان تاني وظرف تاني وانا متأكد انك هتكون موافق على طلبي...... واستدار متجها للخارج 


تجول بسيارته قليلا إلى أن وجد نفسه أمام بيت حسام 

رن الجرس وبعد لحظات فتحت الباب فتاة جميلة وما هي سوى جوليا 

احتضنته بحب أخوي ورحبت به وجاء حسام من خلفها : اهلا اهلا يا مراد 

احتضنه مراد كأنه لم يره منذ دهر فهو بداخله سعادة كبيرة لو وزعها على العالم أجمع لفاضت 

ضحك حسام على صديقه فمن ملامحه وتصرفاته يظهر انه قد كسب معركته 

جلس ثلاثتهم وسرد مراد ما حدث معه شاركوه سعادته وفرحته وحبه فمن غيرهم سيشعر ويعلم ما به صديقهم أكثر منهم كان هو من جمعهم بالسابق والآن يبدو انه قد حان الموعد ليتبادلوا أدوارهم ويجمعوا قلب صديقهم بمن امتلكته

........................


جاء يوم جديد أشرقت به الشمس على قلوب هائمة قلوب تنبض بالعشق 


أشرقت على قلوب واجلة خاشعة غرقت بطعم الإيمان 


أشرقت على قلوب ظالمة ماتت بكثرة معاصيها 

            فأي القلوب سيكون هذا اليوم لصالحه 


....................


صوت طرقات بإيقاع موسيقي اجفل قلب فاطمة

 فركضت  مسرعة نحو الباب وهي تقول : دي دقة أحمد انا حفظاها  سارت خلفها فاتن مسرعة وما ان فتح الباب حتى  رمى نفسه بأحضان والدته وهو يتراقص بها يمينا ويسارا ثم أردف ممازحا  : جعاااان يا فطوم فين الأكل استنشق الرائحة وقال ممممممم شامم ريحة طعمية 

فاطمة وهي تلكزه بكتفه ترد على مزاحه: مفيش اكل ليك الطعمية لحبيبتي  فاتن 

نظر لفاتن بمودة ورأى عيونها الذابلة الدامعه وهي تحاول جاهدة رسم ابتسامة على وجهها اقترب منها فاتحا ذراعيه وبلحظة كانت ملقية نفسها بحضن أخيها صوت شهقاتها تتعالى شيئا فشيئا فها هو سندها  وحاميها قد أتى ليزيح عن اكتافها كل الهموم والتعب وما عاشته من الم 

................

بقصر الزناتي 

كان على سريره محتضن مخدته وعلى وجهه ابتسامة تزين محياه فها هو الطريق الذي اختاره يقصر بكل لحظة بضعة خطوات أغمض عينيه يتذكر ملامحها وهو يفكر ما هي خطوته التالية 

......صوت طرقات بالكاد مسموعة على الباب 

مراد: ادخل 

فتحت الباب بوجه شاحب يكسوه الألم الذي ما ان رآه مراد على وجهها حتى قام فزعا من مكانه يسندها حتى اوصلها لفراشه  

مراد : تيتا مالك ......تحسس جبينها الذي كان يشتعل من شدة الحرارة انتشل يده مسرعا عن جبينها تيتا انتي عندك سخونيه عالية 

الجدة بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا: مراد سامحني يابني 

مراد وهو يمسك بهاتفه : مش وقت الكلام ده .الو دكتور تعال القصر حالا جدتي تعبانه وعندها سخونيه 

اقفل هاتفه وهم بالقيام من جانبها ولكنها وضعت يدها على فخده وقالت استنى يا مراد خليك جنبي لازم تسمع كلامي للآخر عشان اموت ..وضع يده على فمها يوقفها عن الكلام قائلا متتعبيش نفسك ومش عاوز اسمع سيرة الموت دي تاني فهماني 

جرت من عينها دمعة مسحها بأصابعه وقبل جبينها بحنان 

نادى على إحدى الخادمات لتحضر منشفة وماء بارد ليحاول خفض حرارتها لحين وصول الطبيب 


بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب من عندها وقد حقنها بمسكن ووصف لها بضعة أدوية لتخفف حالتها

اطمأن مراد ومحمد على وضعها وبعدها توجه مراد لشركته


                الفصل الثاني عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close