أخر الاخبار

رواية فتنت بانتقامى الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رغدة


 فتنت بانتقامي 

البارت الرابع عشر و  الخامس عشر 

بسم الله الرحمن الرحيم  


فلاش باك 

يقف كلا من مراد وأحمد على الشاطئ 


احمد : وبعدين معاك يا مراد 


مراد : بس يا  أحمد انا صبرت لأنك قلت ده لمصلحتها .....عشان نفسيتها ترتاح..... وتعدي الفترة الصعبه اللي مرت بيها .....لكن  انا مراقبهاوشايف ان الوقت ده هو المناسب 


أحمد: بس هي عدتها يا دوب خلصت .....يعني تستنى شوية ...

مراد: انا بقول ان مفيش داعي  وبعدين انا مش هطلبها للجواز  .......انا عاوز اكلمها بس ......في حاجات كتير لازم افهمها 

أحمد: حاجات ايه دي 

مراد وهو ينظر للبعيد : حاجات تخص اخويا الله يرحمه 

أحمد الاستفهام : حاجات ايه دي 

مراد نظر له بجدية وقال : ده موضوع خاص 

تفهم أحمد موقف مراد ولم يعد سؤاله 

............................

جلست مطولا بفراشها رفضت أن تخرج او حتى ان تتناول طعامها فهي تشعر بالخوف بالرغم من تصنعها القوة أمام الجميع الا ان قلبها هش وشخصيتها ضعيفة فما عايشته بهذا السن الصغير لم يحياه اناس عاشوا اضعاف عمرها 

دخل أحمد وحور لها جلس هو بجانبها بهدوء ونظر ل حور التي بدأت بإلقاء الدعابات والمواقف المضحكة وهي تقوم بحركات كالمهرجين جعلت فاتن تضحك 

وما ان رأت حور ضحك فاتن حتى أخذت تقفز وهي تقول انا كسبت انا كسبت يلا هتخرجني امتى فغر فاه فاتن  وامسكتها من اذنها وقالت : انتي با بت مش هتبطلي الصفقات بتاعتك دي ....مفيش حاجة تعمليها من غير مقابل 

افلتت اذنها وهي تراقص بحاجبيها وقالت : ولا ممكن كله بتمنه

ضحك أحمد على مشاكستهما وقال ل حور خلاص جهزي نفسك بكرة بعد المدرسه وليكي عندي مفاجأة هتعجبك أوي 

ركضت للخارج تخبر امها عن مخططاتها 

اما أحمد نظر ل فاتن وقال : ها ايه رايك تخرجي معانا 


هزت كتفها وقالت : لا مش عاوزة 

أحمد: ليه يا حبيبتي 

فاتن: ارجوك يا احمد انا مخنوقه .... وعارفة انك بتعمل كده عشان تخرجني بس انا مش عاوزة 

أحمد: وانا قلت هنخرج ونتفسح 

خرج دون إعطائها فرصة للاعتراض مغلقا الباب خلفه 

...............................

محمد يحاول بكل جهده البحث عن حسن ولكن كل محاولاته باءت بالفشل 

ها هو ذا سيبذل كل جهده لنيل ما أضاعه  بالماضي سيسعى لخلاصها من ذلك العديم الرجوله 

سيحاول أن يعوضها عن عمر عاشته بمعاناة  وألم 

سيقف إلى جانبها ومعها سيستعيد تلك الابتسامه 


................................

في اليوم التالي أصطحب أحمد حور وفاتن برغم اعتراضها وذهبوا إلى إحدى الحدائق  تنزهوا مطولا بسعادة كبيرة كانت محورها حور بكل براءتها ومشاكساتها 

أحمد: حور تحبي تاكلي ايس كريم؟ 

حور : ودي عاوزة سؤال يا أبيه عاوزاها بالشوكولاه

أحمد: طب تعالي معايا واختاري اللي انتي عاوزاه 

ذهبوا تاركين فاتن تجلس وحدها على أحد المقاعد 

ظهرت أمامها يد ممسكة بحبة آيس كريم 

قال مراد : ايس كريم بالفراولة للفراوله 

نظرت له متفاجئة ساحبة يدها التي كادت أن تلتقط حبة الآيس كريم 

ابتسم لها : ازيك يا فاتن 

فاتن وقلبها يرتجف وعيونها تائهة تبحث عن أحمد : عن اذنك 

همت ان تسير ولكنه حاصرها واضعا يده أمامها: فاتن استني انا محتاج اتكلم معاكي بموضوع 

فاتن : عاوز ايه احنا مفيش ما بينا مواضيع .....الحاجة الوحيدة اللي كانت تجمعنا هو المرحوم علاء 

مراد : ايوة اهو ده الموضوع 

......................


على الطرف الآخر كان يجلس حسام وأحمد يتبادلون أطراف الحديث 

وحور جالسة مع جوليا التي أحبت طرافة حور وحديثها 


جوليا بمحبة : والله انتي قمر وانا حبيتك أوي 

حور بغرور :  طبعا يا بنتي  انا مميزة والكل بيحبني 

جوليا وهي ترفع حاحبها: ياااااااا ايه التواضع ده كله 

ضحك حسام وأحمد عليهما فنظرت كلاهما له وبلحظة كانت الاثنتان واضعتان يديهما على خصرهما 

حور: بتضحكوا على ايه؟ 

جوليا بنفس الوقت : نعم مالكم؟ 

زاد ضحكهم حتى أن الفتاتان نظرتا لبعض وبدأوا يضحكوا معهم أيضا 

..............

جلس مراد مقابل فاتن الجالسة بتوتر ...تفرك يديها معا .... تتلفت حولها تنتظر ظهور أحمد وحور 

مراد : ممكن تاخدي الآيس كريم بقا قبل ما تدوب 

فاتن : لا متشكرة مبحبهاش 

مراد وهو على يقين بكذبتها : ياااااه في حد مبيحبش الفراولة قالها بعشق وهو ينظر لها  وكأنه يتغزل بها 

فاتن : ايوة انا 

امسك مراد الحبة بيده وبدأ يلتهمها بتلذذ وهو ينظر لها 

فاتن بضيق من تصرفاته الصبيانية : ممكن تخلص 

مراد وهو يمسح بقاياها عن فمه : ايوة طبعا 

رسم ملامح الجدية على وجهه وأردف قائلا :  انا عاوزك تكلميني عن علاء 

نظرت له متسائلة : قصدك ايه 

مراد : قصدي اني كنت الفترة الأخيرة بعيد عنه ..... أخذ نفس وقال : عاوز اعرف ايه وصله للي حصل 

فاتن  بدأ جسدها يرتجف بخوف واضح وهي تستعيد لحظات موت علاء بين يديها ورجاءه الوحيد يتردد بأذنها صداه ( أخويا يا فاتن أخويا) زاد ارتجاف جسدها الذي رآه مراد فاقترب منها بتروي ويتحدث بصوت هامس حتى لا يزيد من فزعها : شششش اهدي اهدي متخافيش 

فاتن تائهة في عالم آخر تعيش ما عاشته مجددا 

تنظر ليديها بفزع وكأنها تراه بين يديها مجددا 

نظر لها ونظر حوله وبلحظة كان احتواها بأحضانه يشدد من احتضانها يحاول جاهدا بث بعض الأمان والطمأنينة لها

بعد دقائق شعر بجسدها يتراخى بين يديه ... وبلحظة غابت عن الوعي بين يديه وضع يده تحت ركبتيها وحملها مسرعا ناحية سيارته متجها للمشفى 


.............

بعد ما يقارب النصف ساعة إستأذن أحمد من حسام الرحيل ....... ودعوا بعض على وعد بلقاء قريب 

اما جوليا فكانت تريد قضاء وقت أطول مع هذه الفتاة الجميلة القريبة للقلب 

تبادلتا أرقام الهواتف وودعتا بعض 

اتجه أحمد لمكان فاتن فلم يجدها نظر حوله ولكنه لم يراها التقط هاتفه  واتصل بها 

مراد يقود سيارته بسرعة وعيونه ما بين الطريق وهذه الملاك النائمة بجواره اتصل على المشفى لاستقباله 

سمع رنبن هاتف يصدر من جيب جاكيتها ولكنه لم يبالي 

أعاد أحمد الاتصال عدة مرات دون مجيب دب الرعب بداخله 

مراد مع تكرار الرنين مد يده وأخذ هاتفها 

مراد بعد أن عرف هوية المتصل : ايوة يا احمد 

نظر أحمد لهاتفه بعد سماعه لصوت مراد يتأكد انه يتصل على فاتن ومن ثم أردف : مراد فاتن فين 

مراد باقتضاب : فاتن غابت عن الوعي وانا بطريقي عالمستشفى 

أحمد بخوف : عملتلها ايه يا مراد خلاها تغيب عن الوعي 

مراد: أحمد حصلني عالمستشفى وهقزلك كل حاجة 

أغلق أحمد للهاتف وامسك بيد حور ومشى بسرعة وعند خروجه وجد حسام يهم بالمغادرة 

حسام لاحظ توتر أحمد وجريه فاقترب منه  قائلا : 

خير يا احمد مالك ؟ 

أحمد: حسام كويس اني شفتك انا مضطر اروح المستشفى ممكن توصل حور 

حور  ببوادر بكاء لا انا عاوزة اروح معاك ... عاوزة اشوف فاتن 

تفهمت جوليا الوضع فقالت : حور تعالي يا حبيبتي  نوصلك وبعدها نطمن على فاتن ...كده ماما ممكن تقلق عليكي وأهو أحمد هيروح يجيبها 

حور ببكاء : لا مش هرجع البيت من غيرها هو مراد عملها ايه تعبها .... هو قالي هيكلمها بس 

احتضنتها جوليا وقالت : متخافيش عليها يا حبيبتي  ومراد مستحيل يئذيها .... يمكن كلت حاجة وجعت بطنها ....

حور : لا فاتن مكليتش حاجة

نظر لها أحمد بعطف وقال تعالي معايا يا حبيبتي  نطمن عليها وان شاء الله  نرجع كلنا 

مشى أحمد فقال حسام : اطلع بعربيتك واحنا وراك 

توجه الجميع للمشفى 

مراد اوقف سيارته ونزل مسرعا فتح الباب بجوارها وحملها ودلف للمشفى مسرعا 

كان كادر طبي كامل باستقباله 

وضعها على السرير وصرخ بهم : فين الدكتورة 

تقدم منه طبيب وطبيبة ...نظر مراد للطبيب

 وقال : حضرتك دكتورة 

تنحنح الطبيب بحرج وتراجع للخلف بينما تقدمت الطبيبة منها وأشارت للممرضات بادخالها لغرفة الكشف 

فحصتها الطبيبة بحضور مراد الذي كان واقفا بجوار رأس فاتن ينظر لها وللطبيبة بتمعن 

الطبيبة لمن معها بعد الفحص السريري الأولي : اعملوا التحاليل دي 

تحركت الممرضات كما النحل 

 

وصل أحمد وحسام وجوليا الممسكة بيد حور إلى المشفى 

كانت الطبيبة تتحدث مع مراد 

الطبيبة: ممكن اسال حضرتك حصلها ايه 

مراد : كنا بنتكلم وفجأة جسمها بدأ يرتجف وغابت عن الوعي 

الطبيبة : تمام حسب كلامك ده بنسميه نوبة فزع 

قالت كلماتها وكان قد وصل الجميع 

احمد: فاتن كويسة ؟ 

 نظرت له الطبيبة الحمد لله هي كويسه وانا هديها حقته تفوقها بس يا ريت بلاش اي حاجة تدايقها 

اومأ لها الجميع 

نظر أحمد ل مراد باتهام وقال : انت السبب قولتلك الف مرة مش وقته لكن انت لا مبتسمعش لحد واللي بدماغك لازم تنفذه


كان أحمد بقمة انفعاله ....... فخوفه على أخته كان سيد الموقف ....هو يعلم انها ضعيفة ....حتى لو رسمت القوة على الجميع 


انفجر مراد به صارخا....... فهو ايضا يتآكل  قلبه الخوف على محبوبته : انت بتقول ايه.... انا  لسا متكلمتش.....  ده انا لسا بسالها  عن علاء حصل اللي حصل 


جز أحمد على أسنانه بقوة........ وامسك مراد من تلابيبه 

وهزه بعنف : بتسألها عنه ليه...... مش كفاية اللي عاشته عندكم وهي معاه .......بتفتح جروحها ليه 


مراد : مكونتش متوقع رد فعلها ده 


أحمد: بس انا كنت عارف وقولتلك بلاش مش ديلوقت... إنما انت مبتسمعش لحد وفاكر انك صح .

...............


أعطت الطبيبة حقنة ل فاتن لتعود لوعيها وخرجت على أصواتهم المرتفعة 


الطبيبة : ايه اللي انتو بتعملوا ده ....في مرضى عاوزين راحة 


نفض مراد يد أحمد عنه وتوجه كلاهما للطبيبة 

فاتن عامله ايه 


الطبيبة : هي كويسه وانا اديتها حقنه هتفوقها

بس اللي بتعملوا ده غلط ومينفعش كده هنا 

نظر كلاهما لبعض شزرا 


وما ان ذهبت حتى عادا لشجارهما...... وبعد وقت قليل 

خرجت من الغرفة بوهن على أصواتهم التي تعالت 


وما لبثت أن خرجت...... حتى وجدت أحمد ومراد ممسكين ببعض...... وحسام يحاول الفكاك بينهما 


تقدمت منهم ووقفت أمام أحمد مولية ظهرها لمراد

قائلة بصوت يرتجف : أحمد خدني البيت مش عاوزة افضل هنا 


احتضنها أحمد بلهفة....... جعلت عيني مراد تطلق أسهم من الشرار..... كيف يحتضنها..... فلا أحد له الحق بلمسها غيره..... هل فعل هذا عمدا متعمدا....... من اامؤكد انه يريد استفزازه .......

يتمنى لو يستطيع أن يأخذها بأحضانه ..... ويخبؤها عن العالم كله...... تقدم خطوة ولكن .... كان له حسام بالمرصاد...... وقف أمامه واضعا يده على كتفه


وهمس له : بلاش 


مراد: بس هطمن عليها 


حور واقفة تتابع ما يحدث بخوف ..... جوليا التي تداركت ما يحدث..... تقدمت بابتسامة على وجهها وقالت : حمدلله على سلامتك يا قمر 


نظرت لها فاتن وقالت : الله يسلمك 


حور احتضنت فاتن : خوفتيني عليكي يا حبيبتي 

فاتن : متخافيش يا حوريتي انا كويسة 

حور : ايه اللي تعبك 

نظرت فاتن باتجاه مراد بنظرات خوف ولوم وألم وقهر وكره ..... هوت بقلبه كالخناجر تدميه ...... وقالت لأختها : ده لاني مكونتش اتغديت يا حبيبتي  فالضغط عندي وطي 

أحمد يلا بينا ... مشى مسندا فاتن تسير بجانبها حور ..... تاركين خلفهم قلب يبكي ألما فعيونها قد قالت وصرحت وصرخت بلوم وعتاب واتهام صريح له .................

*******************************

مرت على ابطالنا أيام كثيرة عدت الخمسة شهور كانت تسير ببطء شديد


حاول مراد التقرب منها كثيرا ولكنها كانت تصده بجفاء كبير لا تطيق حتى النظر له ........ تعب على فراقها وعلى جفائها 


توطدت علاقة أحمد وحسام الذي حاول التقريب بين مراد وأحمد ولكن مهما فعل فالقلوب لم تصفى...... ف أحمد يحمل مراد مسؤولية ما حدث مع فاتن و مراد أيضا يلوم نفسه وينهرها مرارا وتكرارا على ما اقترفه ..


فاتن لم تعد نفسها.... فقدت بريق عينيها مجددا ... وكأن لقاءه وكلماته كانت كسيف غرز بداخل جرح حاولت مداراته و اخفائه 


تعرفت على جوليا عن طريق حور ...التي كانت ونعم الصديقة الصدوقه .......  

كانت تبث بروحها الأمان وتزيد من ثقتها بنفسها ....


. أصبحت فاتن امام جوليا كالكتاب المفتوح ولكنها لم تذكر اي شيء عن علاء .... بثت لها مدى خوفها من جبروت مراد ......وان يكون قاسيا .... فهو كان قد ظن انها سبب وفاة أخيه..... وايضا لولا قدوم والدتها لكان الآن يتفنن بأسلوب عذابها .....

كانت جوليا بكلمات بسيطة وبطريقة غير مباشرة تحاول تغيير نظرة فاتن لمراد 

لولا وجودها بجانبها لكانت دفنت نفسها بعزلة 


الجدة زارت رانيا وتكررت الزيارات عدة مرات

بادئ الأمر ظنت أن رانيا لن تستقبلها... وان استقبلتها فستقابلها بجفاء وكره واتهام .... ولكن خاب ظنها 

ف رانيا استقبلتها ورحبت بها وبزيارتها

افصحت الجدة خلال زياراتها عن دافعها وهو حماية ابنها من بطش رجل ظالم .... تفهمتها رانيا بصدر رحب .... فهي أم وتتمنى دائما الأفضل لبناتها ومؤكد انها على استعداد لفعل المستحيل من أجل حمايتهم حتى لو كانت حياتها ثمنا لذلك 

 كانت الحدة  تتمنى لو تستطيع أن تبوح ل فاتن بما بداخل قلب مراد ولكنها تتذكر دائما تحذيره لها .... وتتمنى ان يستطيع الفوز بقلبها 

................................................

محمد فشلت مساعيه كلها بالبحث عن حسن استغل معارف حسام ووعدوه بانهم ان توصلوا لأي معلومة سيخبروه 

وفي يوم كان يجلس بمكتبه ف رن هاتفه 

محمد : اهلا عز باشا 

عز : اهلا بيك يا محمد بيه اخبارك ايه 

محمد: الحمد لله 

عز : ممكن حضرتك تشرفني بمكتبي نشرب فنجان قهوة سوا 

محمد : الشرف ليا يا عز باشا تحب أجي امتى 

عز : والله لو فاضي تعال ديلوقت  .....عندي ليك اخبار 

محمد : لقيتو حسن؟ 

عز: تعال وهتعرف كل حاجة 

أغلق الهاتف والتقط مفاتيحه وخرج على أمل بإيجاد حسن .......

وصل ودلف لمكتب عز الذي لاقاه بترحيب شديد 

جلس محمد واللهفة بادئة عليه 

عز طلب القهوة وأردف قائلا ل محمد : انا مش هاخد من وقتك كتير وعشان كده هدخل بالموضوع بسرعة 

ابتسم محمد بمجاملة له وقال : اتفضل  حضرتك 

عز : من ست تمن شهور تقريبا اتقبض على مجموعة رجال أعمال ورجالتهم بقضية كبيرة كان حسن جزء منها 

محمد : ايوة حضرتك انا فاكر القضية دي .... يعني انت عاوز تقولي انكم قبضتم على حسن 

عز : لا الحكاية مش كده 

محمد بتوجس : اومال ايه 

عز : في حد من اللي اتقبض عليهم ذكر حسن بإفادته 

أنصت له محمد بتوتر ينتظر ما التالي 

عز : حسن حسب أقواله مات ....

محمد بصدمة : مات 

عز : ايوة الكلام ده من اسبوع واحنا رحنا الموقع و بعد الكشف الجنائي تبين وجود مادة حارقة محرمة دوليا تم استخدامها والكلام ده بيطابق كلام المتهم اللي اعترف ( وسرد له ما حدث ) 

محمد يحاول استيعاب ما استمعت له اذناه هل مات ؟؟؟ وكيف مات ؟؟؟؟ يال هذه الميتة البشعة 

لا يصدق ولا يستوعب ..... صدمة كبرى .... فهو مهما كرهه ولكن لم يتمنى يوما ان تكون هذه نهايته ...

عز : عاوزين حد من عيلته عشان ناخد عينه دي ان اي  ...... وانا كصديق قولتلك ... عشان لو تحب تديهم خبر قبل ما نتحرك .......


خرج من هناك كالتائه .... ماذا يفعل .... هل يخبرها ..هل هذا دوره...... وان أخبرها ماذا يقول ..... كيف ستكون رد فعلها ... 


قاد سيارته ووقف أمام بيتها وجلس لساعات مترددا 

ماذا هو بفاعل واخيرا قد حسم أمره 


طرق بيده على الباب وهو يتمنى أن يراها ويتمنى الا يفتح الباب ....مشاعره متضاربه ... متعاكسه ... لحظة واثنتين واستدار ليعود من حيث أتى ولكن ها هو الباب يفتح 

استدار ببطء ليجد من ملكت قلبه أمامه نظر لها لعله يشبع عينيه من مرآها

فتحت الباب لتجده كما هو وكأن السنين لم تغيره نظرة عيونه التي كان يرمقها بها ها هي ولكنها مغلفة بالحزن 

وقف كلاهما يتأملان بعض يتحدثون بلغة العيون لغة لن يفهمها الا العشاق .... وهما من أقدم العشاق  كانا عاشقين والآن عاشقين وسيبقى عشقهم دائم حتى الممات ..... حتى وإن لم يجتمعا فحبهم حي بقلوبهم ولن يثنيهم عنه الا الممات 

.......... 

خرجت فاطمه من المطبخ وهي تسأل : مين اللي ... ولكنها توقفت حين رأت حالتهم تركتهم دقائق قليله وبعدها تنحنحت لينتبها لها 

رحبت به فاطمة وأدخلته البيت اما رانيا فبقيت ملتزمة الصمت فهي لا تعرف ماذا تقول بوجوده  

بعد بعض الوقت نظر محمد ل رانيا وقال: رانيا انا جيت اكلمك بموضوع مهم وكويس ان البنات مش هنا 

رانيا استمعت لاسمها من بين شفتيه بعشق أدخلها دوامة من المشاعر  ......ولكن ما ان اكمل حتى استردت وعيها بكلماته 

رانيا : خير يا محمد عاوز ايه 

محمد : بصراحه الموضوع بيتعلق بحسن 

...... حسن ..حسن .. تردد صدى اسمه بعقلها وقلبها وكل اوصالها دب الرعب بها 

رانيا  وهي تبتلع ريقها وتفرك يديها ببعض : ماله حسن ... عمل ايه ....

حسن : بصراحه البوليس شاكك انو يكون مات ..نور لها بتمعن يستشف ما هي مشاعرها ولكنها كانت خالية من المشاعر جامدة 

فأكمل وعينيه مسلطة عليها : ومحتاجين يعملوا تحليل دي ان اي  و ده معناه اننا محتاجين بنت من البنات 

لتصرخ به ،: بناتي لا بناتي لا اي حاجة تخص حسن ابعدوا بناتي عنه 

محمد بتروي وهدوء ليبث بقلبها الأمان همس: رانيا ...اهدي متخافيش بتاتك بخبر ومحدش يقدر يئذيهم انا معاكي وهفضل معاكي على طول ... بناتك بناتي  اطمني 

هدأت قليلا وبلحظة شهقت وهي تضع يدها على فمها : انت قولت حسن مات؟

صدمة نعم لقد كانت صدمة فالقلوب الطيبة مهما تعرضت لأذى وعنف مهما عاشت تحت رحمة شخص جاحد ظالم متجبر فهي تحزن وترق وتهلع الموت ليس بلعبة او خطأ ويمكن أن يصحح بالغد فهو الأمر الذي لا فرصة بعده 


كان يوما صعبا وشاقا ومؤلما للجميع لقد تأكد الجميع انه مات ولا عودة له .....

أيام قليلة ورغم الشعور بالأمان المصاحب للاعودة هذا الإنسان الدميم الأخلاق الا ان شعور اليتم  موجود رغم بعدهم عنه أشهر كثيرة الا انهم لم يشعروا بهذا الشعور من قبل شعور الفراغ بداخل قلوبهم نعم ترك فراغ قاتل أصبحوا أيتام ليس لهم اب ...

الأب .. الأب الحقيقي هو اب    و أخ    وصديق وسند    وقرة عين    وعز وعزة    هو من تتباهى  و تتفاخر بوجوده    هو السند الحقيقي   هو الداعم الأول     هو السمعة والصيت والإسم والعنوان لكونك انت     هو من يحتويك وقت ضعفك    ويسندك وقت عجزك     ويمسك بك لحظة وقوعك ... هو من يترك الكون  ويضحي بنفسه  لأجلك ..... هو من يجوع ليشبعك ويبرد ليدفأك 

هو العشق الأول لكل فتاة هو الحنان والأمن والأمل 


اللهم اغفر لوالدى    و ارحمه و عافه و اعف عنه    و أكرم نزله ووسع مدخله    و أغسله بالماء و الثلج و البرد     و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس     وأبدله دارا خيرا من داره        وأهلا خيرا من أهله      وأدخله الجنة بغير حساب و أعذه من عذاب القبر.

               الفصل السادس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close