رواية امراة لا تعرف المستحيل
#البارت_الرابع_والعشرون .
بقلم مروة عبد المجيد
دلفت وقلبها يشع كبرياء فالحب الذي يأتي علي كرامتها سوف تضغط عليه بقدمها غير آبيه بسلبياته ، سواء كان علي قلبها ام علي مستقبلها ، تثور لأجل ماتبقي من كرامتها لم تعد تآبه اي شيء فما حدث لها في الماضي ترك جرحا لن تضمده الايام او الاعوام بل ترك اثرا في ذهنها وقلبها معا ، جعلها تكابر فقط .. فقط لأجل الكبرياء .
تطلعت لها ورفعت احدي حاجبيها بتوعد .
-- وانا مش هفوتهاله .
ثم دلفت الى منتصف الدور وسفقت يدها سقفتان قويتان هاتفه بصوت مرتفع .
تطلعت لها نانسي بتعجب وهي تتمتم .
- يخرب عقلك هتعملي ايه .
هتفت نور .
-- انا لسه جايه من عند دكتور وائل وقالي انه هيدي مكافاه لكل اللي شغالين هنا عشرين في الميه فوق مرتباتكم لكل الدكاتره والموظفين ، تقديرا للمجهود اللي عملوه النهارده في استعدادتهم التامه للحادثه اللي حصلت .
سعد الجميع وصفق كل الحضور بحفاوه سعداء لهذا القرار .
وضعت نانسي يدها علي راسها في خبطه بسيطه وبتمتمه .
-- يخرب عقلك يا نور وديتي نفسك في داهيه رسمي .
وقفت دره قاطبه حاجبيها لما سمعته من حديث نور بتمتمه .
-- وبيقولها كمان تبلغ قراراته للدكاتره والموظفين ، لا الموضوع طلع كبير فعلا وانا معرفش .
دلف فادي الى باب مكتب وائل هاتفا .
-- ايوه بقى يا دكتره كان فين القرارات الجامده دي من بدري ، كل اللي في المستشفى بدعولك.
ثم جلس علي الكرسي امامه .
قاطعه وائل باستغراب .
-- قرارات ايه .
-- قرار المكافاه عشرين في الميه لكل اللي شغالين فيها ،
ثم اردف بتهكم .
- انت أه مش حارمنا من حاجه والمرتبات حلوه بس القرار ده الشهاده لله هدي كتير من حده الدكاتره والموظفين ، سوري يعني يابوص مستحملين عصبيتك الزياده دي .
قطب وائل حاجبيه بدهشه هاتفا.
-- عشرين في الميه ، مين اللي قال الكلام ده .
قاطعه فادي باستغراب .
-- نور مش انت اللي بلغتها ، تبلغ اداره المستشفى و كل الموجودين .
رفع حاجبيه هاتفا بحنق .
-- بقى هي عملت كده .
تطلع له فادي بتهكم هاتفا .
-- هو في حاجه انا مش فاهمها ولا ايه .
تمتم وائل .
-- دي بتردهالي بقى ، ماشي .
قاطعهم دخول دره بعصبيه وغليل قلبها ينقلب علي عينيها التي تشع الشر منها هاتفه وهي تفتح الباب .
-- ايه القرار ده وعلشان ايه يعني ، انت عارف عشرين في الميه فوق المرتبات والحوافز والبدلات هيكلف المستشفى قد ايه .
تطلع لها وائل بدهشه لتعديها حدودها هاتفا .
-- ما يكلف زي ما يكلف ايه المشكله .
اقتربت من مكتبه وضربت علي مكتبه بعصبيه هاتفه .
-- كتير يا دكتور كتير جدا ، انت بأي حق تاخد قرار زي دا لوحدك كده .
نظر وائل الى موضع يدها علي المكتب بغضب هاتفا بصوت شجون .
-- انتي اتجننتي ، وانتي مالك اصلا .
رفعت يدها من علي المكتب هاتفه .
-- يعني ايه انا مالي انا ليا نصيب هنا ، انا شريكتك .
نهض وائل من كرسيه هاتفها بغضب .
-- انتي ملكيش اي حاجه هنا ، اللي ليه والدك ووالدك اصلا ملوش حق في الاداره ، وكمان نصيبه جزء لا يتجزا من المستشفى هنا .
ثم تطلع لها من اعلى الى اسفل رادفا .
- انتي نسيت نفسك ولا ايه يا دكتوره .
جزت علي اسنانها بضيق هاتفه .
-- هو علشان بابا سايبلك حق الاداره تاخد قرارات مستهتره .
قاطعها فادي في محاوله لتهدئه المشاحنات بينهم .
-- اهدي يادكتوره دره ،
ثم نظر الى وائل هاتفا .
دكتوره دره متقصدش يا دكتور هي خايفه بس للمستشفى تتحمل فوق طاقتها .
نظر له وائل بغضب .
فوق طاقتها ايه احنا بنكسب كويس جدا ، ثم اشار بيده الى دره بحنك .
-- الدكتوره مش خايفه على المستشفى الدكتوره مستكتره إن نور هي اللي نقلت الخبر للموظفين مش هي .
قطعته دره بضيق .
-- وهو يصح انك تخلي بنت زي دي لسه بتتدرب تتخطاني بالشكل ده وهي اللي تبلغ الدكاتره .
جلس وائل على مقعده هاتفا بعند .
-- اه يصح يا دكتوره ، المستشفى بتاعتي وتحت ادارتي وانا اللي اقول مين اللي ابلغه وقراراتي ومين اللي مبلغوش .
قطبت دره حاجبيها وهي تنظر له بضيق فدلفت الى الخارج .
اردف فادي هاتفا .
-- الصراحه دكتوره دره معاها حق مكنش ينفع تخلي نور تتخطاها كده وتبلغها هي القرار .
اشار له وائل بيده هاتفا .
-- اتنيل مش لما اعرف انا الاول بالقرار ده ، انا اتفاجئت بي زي زيك .
قاطعه فادي بدهشه .
-- اتفاجئت ازاي هو مش انت اللي ..... ثم اصدر صوت صفاره نشاز
وهو يضحك بصوت مكتوم هاتفا .
-- يا بنت اللاعيبه لكن هي عملت كده ليه .
قاطعه وائل .
-- علشان زعقتلها انها دخلت وعملت العمليه .
-- اه ، لكن الصراحه انا سمعت انها عملتها ولا احسنها دكتور كل الدكاتره اللي كانوا معاها انبهروا بيها .
-- انا عارف انها شاطره وتقدر تعمل عمليات لوحدها بس مهما كان مكنش ينفع انها تعملها ، دي لسه بتتدرب ولو حصل حاجه لقدر الله مستقبلها هيضيع والمستشفى كمان ممكن كانت تتقفل بسبب تهورها .
-- يا عم روق اهو السفير عمليته نجحت لكن برضو هتعمل ايه مع نور في القرار اللي قالته نيابه عنك .
هز راسه نافيا .
-- ولا حاجه انا لو اتكلمت نور ممكن تسيب المستشفى .
تطلع له فادي بتهكم هاتفا .
-- اه وانت بقى مش عايزها تسيب المستشفى .
...........
وضع رافت يده علي راسه وهي مستلقي علي الاريكه في الشقه صوفيا .
اتت هي من الخارج وبيدها بعض الشنط بها ملابس والاحذيه
تطلع بها رافت هاتفا بعدما اعدل موضع مجلسه وجلس هاتفا بها .
-- كنتي فين ده كله .
وضعت الشنط جانبا وجلست على الكرسي المقابل له هاتفه .
-- جبت شويه لبس انما ايه يجنن كان عليهم اوفر حلو اوي .
تطلع لها باستياء .
-- انتي مش لسه شاريه من يومين ياصوفي .
-- انت هتحاسبني ولا ايه يا عنيا انا اشتري براحتي كل اللي نفسي فيه ، اه عجبك على كده اهلا وسهلا مش عاجبك معطلكش .
-- في ايه ياصوفي هو انا كنت قصرت معاكي في حاجه قبل كده ما انا بديكي كل اللي انتي عيزاه
رفعت احدي حاجبيها بعدم اهتمام .
اردف رافت .
-- انا ظروفي مبقتش زي الاول لمي ايدك في المصاريف شويا .
قاطعته هي .
-- لا يا عنيا اللي ممعهوش ميلزموش ، اه انا مش مراتك علشان استحملك .
جز علي شفتيه بضيق .
-- انا بحبك وعايزك ياصوفي ومتنسيش اني سبت مراتي وبيتي علشانك
نظرت له من اعلى الى اسفل والتقطت الشنط ودخلت الى غرفتها
طب دائما رافت اللي انا عملته في نفسي ده
...........
دلفت فاطمه الي غرفه نوم عندما تاخرت في موعد استيقاظها فوجدتها نائمه اتجهت الى النافذه وفتحتها هاتفه .
-- ايه يا نور ده كله نوم ، هتتاخرى علي شغلك يا بنتي .
فركت نور عينيها بيدها وهي تتمغط هاتفه .
-- اقفلي الشباك يا ماما ، سيبيني انام مش رايحه التدريب .
جلست والدتها الى طرف السرير بقلق .
-- ليه يا بنتي انتي تعبانه ولا ايه .
-- لا بس معنتش رايحه المستشفي .
-- ليه في حاجه حصلت ولا ايه .
عدلت موضع نومها واسندت ظهرها على السرير بشرود .
-- مفيش ياماما .
تطلعت لها والدتها هاتفه .
-- مالك يانور في ايه ، من وقت ما جيتي امبارح من المستشفى وانت في اوضتك و قافله على نفسك ، ايه اللي حصل يابنتي فهميني .
تطلعت لها هاتفه باستياء.
-- مفييش يا ماما مشاكل في الشغل ، الموضوع طلع كبير قوي يا ماما ومش سهل زي ما كنت فاكره كل ما احاول افرح بنجاحي الدنيا تستكترعليا فرحتي مبقتش قادره اكمل .
-- ما عاش ولا كان اللي يكسر فرحتك يا نور عيني ، انتي لسه في بدايه المشوار يا بنتي وطول ما انتي ماشيه فيه لازم تقعي علشان تتعلمي تقومي تاني ، وحطي في دماغك كل ما بتوقعي في المشاكل كل ما بتقوي و بتتعلمي ، وطول ما انتي ماشيه صح مفيش حاجه هتقف قدامك .
ثم رتبت علي يدها هاتفه .
- انتي تعبتي عشان توصلي للي انتي فيه ، جايه في الاخر وتقولي مش قادره تكملي .
هتفت نور بضيق وعينيها تتلالا بالدموع .
انا ممكن اعدي اي حاجه الا كرامتي يا ماما ، انا ياما جيت علي نفسي واتبهدلت واتمرمطت .
ثم شردت بفكرها الى مقطتفات ومشاهد لفتحي وباسم .
واردفت بعد لحظات هاتفه .
- مبقتش مستحمله حد يهني تاني ولا يجي على كرامتي خلاص كده كفايه .. كفايه بجد .
تطلعت لها والدتها بعدما قرأت من بين حديثها لما حدث من مشكله باسم الي زواجها بفتحي فقاطعتها هاتفه .
-- خدي حقك يا نور ومتسكتيش لحد
تطلعت لها نور بدهشه وهي تقطب حاجبيها .
اردفت والدتها هاتفه .
-- اه يا بنتي زمان لما كان فتحي بيضربك كنت مصبرك ، انما دلوقتي انتي كبرتي واتعلمتي وتعرفي تاخدي حقك ، ولو حقك كان في بق الاسد افتحي بوقه وخديه ، متخليش حد يقف قصادك و اوعى تهربي ، واجهي مشاكلك علشان الكل يعملك حساب ، ولو فكرتي تهربتي علشان كرامتك فكل ما تروحي مكان هيحصلك مشكله ، ومش هيكون قدامك غير تفضلي تهربي من مكان لمكان وكانك يا ابو زيد ما غزيت .
ابتسمت نور بعد حديث والدتها بعدما قلبته في عقلها وهزت راسها بالتاكيد هاتفه .
-- معاكي حق يا ماما كلامك ريحني اوي فعلا انا لو هربت من كل مشكله اقابلها هفضل اهرب لبقيه حياتي
ثم هبطت من السرير بسعاده .
-- رايحه فين يا نور .
-- رايحه البس علشان اروح الشغل ، ومش هخلي اي حد يهز ثقتي بنفسي تاني .
تطلعت والدتها لها بابتسامه .
-- ماشي يا بنتي يلا جهزي ، لحد ما احضر الفطار .